رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قد تبدو الصورة قاتمة أحياناً، وشديدة السواد أحياناً أخرى، أو مظلمة عند أولئك الملتزمين بدينهم والذين يريدون له العزّة والنصر والتمكين في بلاد الإسلام والمسلمين، قبل أن يكون له ذلك في بلاد الكفار من الغرب والشرق، خاصّة ونحن نرى واقع المسلمين اليوم في العالم العربي والإسلامي يشكو من اضطهاد حكّام ظلمة أو طغمة حاكمة أو اعتلاء أرذل الناس أخلاقاً وأكثرهم جهلاً للمناصب العليا في الحكم والسياسة والاقتصاد والقضاء والإعلام في كثير من الدول العربية تحديداً والإسلامية عموماً، وقد تبدو الصورة وردية جميلة ومبشّرة لدى أولئك العلمانيين والليبراليين وأعوانهم ومؤيديهم في الداخل والخارج، عندما يرون انحصار دور الإسلام في المساجد دون سائر الأماكن، وانحصار دوره في أحكام الزواج والطلاق دون سائر الأحكام في دهاليز المحاكم الفاسدة، وانحصار دوره في برامج الفتاوى وتفسير الأحلام في أروقة القنوات الفضائية الفضائحية الفاسدة أيضاً.قد تبدو الصورة كذلك لدى الطرفين كلٌ حسب هدفه وآماله، فالإسلاميون يريدون له النصر والتمكين في الأرض، والعلمانيون والليبراليون وغيرهم من أعداء الإسلام يريدون له الانزواء والتقلّص والانكماش أكثر حتى يعيثوا في الأرض فساداً كيفما يشاؤون وفق أهوائهم ووفق مخططات أسيادهم في الغرب والشرق، ويقف المسلم البسيط عاجزاً عن تفسير تلك الحرب الدائرة بين الحق والباطل ويتساءل: متى ستنتهي الحرب على الإسلام؟! أو لماذا لا يتركون المسلمين وشأنهم؟ فيأتيه الجواب من فوق سبع سماوات وينطق به الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويتلوا قول ربنا تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم).سألني أحدهم (هل يوجد مشروع إسلامي؟) في أعقاب سماعه لمصطلح (المشروع الإسلامي) الذي كنت قد ذكرته خلال حديثي معه عن الإخوان المسلمين، وفي سياق امتعاضه مما حدث في مصر وتأييده - الضمني - للانقلاب بجدوى أن الإسلاميين لم (ينضجوا) بعد ليحكموا مصر! أو بمعنى آخر علينا الانتظار حتى يستحق الإسلاميون الحكم بما أنزل الله على أرض الله في مصر وغيرها من البلاد، فعجبت وتعجّبت من ذلك السؤال الذي يستحق أن نقف عنده وقفات.إن المشروع الإسلامي أو رسالة الإسلام أو غيرها من المصطلحات التي نقصد بها إيصال هذا الدين العظيم (الإسلام) إلى العالمين ممن لم ينعم الله عليهم بعد باعتناق هذا الدين قبل أن يموتوا على الشرك بالله والعياذ بالله، فتلك هي رسالة الأنبياء ورسالة سيد البشر وحبيب الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، الذي أرسله الله رحمة للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله، ويقيم الحجة عليهم حتى لا يُعذر أحدٌ ممن وصله ذلك المشروع أو تلك الرسالة فلم يؤمن بها إيماناً حقيقياً ويعمل بمقتضاها ويطبّقها فيما بقي من عمره بل ويدعمها وينصر أهلها المستضعفين المظلومين ويأخذ على يد ظالمها ويقف في وجهه ناصحاً ومناهضاً ومعترضاً، فالمشروع الإسلامي هو مشروع ينبغي على كل مسلم أن يساهم فيه ولو بالقليل من الجهد والوقت والمال، ولهذا كانت الأحاديث النبوية الكثيرة تحثّ على فعل الخيرات بشتّى أنواعها والمعروف في أدنى صوره في شكل ابتسامة في وجه أخيك أو كلمة طيبة تلقى بها أخاك المسلم، فتشعره بالأخوة الإسلامية والمحبّة في الله، والمشروع الإسلامي هو كلٌ لا يتجزّأ، فلا يجوز بحال من الأحوال أن نأخذ منه ما نريد ونترك ما يتعارض مع مصالحنا وأهوائنا الشخصية، فمن لا يؤمن بالجهاد (ذروة سنام الإسلام) وسيلة لنشر الدين وإقامة دين الله في الأرض يستوي مع من لا يؤمن بالابتسامة أو الهدية وسيلة لنشر المحبة والرحمة للعالمين كما أوصانا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، في تعاملنا ومعاملاتنا اليومية مع إخواننا المسلمين أو أهل الذمّة من غير المسلمين في ديار الإسلام أو حتى مع الكفار والمشركين الذين لم يؤذوننا.(إن هذا الدين عظيم فأوغلوا فيه برفق)، وهي وصيّة نبويّة عظيمة لمن أراد أن يحمل همّ الإسلام وأن ينقله إلى غيره وينشره في العالمين، إذ عليه أن يفهم الإسلام الصحيح وأن يخوض فيه رويداً رويداً، كما يلج أحدنا في بحر عميق لا يعرف أعماقه ولا أسراره، فالوصول إلى الأعماق يتطلّب علماً غزيراً وفهماً ودراية بمقاصد الشريعة ورأي الشرع في مختلف جوانب الحياة، ولهذا على المسلمين أن يفهموا الإسلام كمشروع أو كرسالة ينبغي إيصالها للعالمين كما ينبغي العمل على إقامة دولتها على أرض الله ولا ينبغي الاستسلام أو اليأس والقنوط بسبب غلبة وانتصار الباطل في جولة من الجولات أو انقلاب أعداء الإسلام على أهل الإسلام في مصر أو غيرها من البلاد، لأن هذا المشروع لا يحمله الإخوان المسلمون في مصر أو غيرهم من الجماعات الدعوية في ديار الإسلام، فحسب وإنما يحمله كل مسلم بين جوانحه وينبغي أن يعيش وأن يموت وهو مازال يحمل همّ نصرة الإسلام والمسلمين، ولهذا فإن من لم يحدّث نفسه بالجهاد يُخشى عليه أن يموت وفيه خصلة من النفاق! إذ لا يستوي رضاه بواقع المسلمين المؤلم مع رضاه بأن لا ينصر الإسلام ولو بالقليل من الجهد أو المال أو حتى النيّة في الجهاد ونصرة الدين!وعليه، فإننا نستطيع القول بأن كل جماعة أو فرد من المسلمين إنما يخدم الإسلام كمشروع وقد يضرّه من حيث يدري أو لا يدري، فكما أن جماعة طالبان قد خدمت مشروع الإسلام برؤيتها الخاصة فإن الإخوان المسلمين قد خدموا مشروع الإسلام برؤيتهم الخاصة وهكذا الحال مع بقية الجماعات والأفراد من العلماء والمفكرين والتجّار والسياسيين والاقتصاديين والكتّاب والإعلاميين، وكل مسلم ومسلمة ممن يهتدون بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بعده من الخلفاء والصحابة والسلف الصالح، ولهذا فقد أصبحت القاعدة المعروفة والواضحة للجميع بأن كل جماعة يهاجمها الغرب وأعداء الدين إنما هي جماعة تخدم (المشروع الإسلامي) بشكل أو بآخر أو تساهم بجهودها للوصول إليه، ولهذا فقد هاجم الإعلام الغربي والعربي (المتصهين) معه مشروع طالبان رغم أنه بشهادة الكثيرين قدّم صورة طيبة عن الإسلام والمسلمين لا كما شوّهها ذلك الإعلام، وكذلك الحال مع جماعة الإخوان المسلمين التي يعاديها الغرب وعملاؤهم من حكّام المسلمين، فالقاعدة البسيطة المجرّدة تقول (كل من يعاديه الغرب وأعداء الإسلام ويعملون على تنحيته ومهاجمته بالتواطؤ مع حكّام المسلمين - في الغالب - إنما يخدم المشروع الإسلامي) ولهذا تتساءل: لماذا لا يهاجم الغرب وحكّام المسلمين المشروع الصفوي الشيعي المجوسي أو الجماعات الصوفية المبتدعة مثلاً وغيرها من الجماعات والفرق المنحرفة والضالّة؟! الجواب ببساطة.. لأنها ليست مشروعاً إسلامياً وإنما مشاريع معادية للإسلام وتخدم المشروع الصهيوني الصليبي الصفوي المجوسي في نهاية المطاف.
1918
| 22 مايو 2014
يعتمد كل حاكم طاغية وكل حكومة ظالمة على عنصرين ووسيلتين رئيستين هما الإعلام الكاذب والقضاء الفاسد، فبهما يقوى الطغاة ومن خلالهما يبطشون وعن طريقهما يظلمون شعوبهم، وإن أردنا أن نشبههما بشكل آخر نقول بأنهما – أي الإعلام الكاذب والقضاء الفاسد – بمثابة رِجلين يقف بهما كل طاغية وكل حكومة ظالمة على الأرض ويمشي بهما بين الناس وبمثابة يدين تبطشان وتضربان بقوّة كل من يعترض الحاكم أو يأبى الانصياع لأوامره بل والخنوع والخضوع والركوع والإذلال بين يديه.وقد بدى جليّاً أن هذين العنصرين أو هاتين الأداتين راسختين وضاربتين بجذورهما أعماق الأرض في كثير من دول العالم العربي والإسلامي تحديداً، بل أصبح العالم العربي على وجه الخصوص مضرب أمثال الأمم وحكاية تتندر بها شعوب العالم وتتسلّى من كثرة ما يحدث فيه من ظلم وطغيان على يد حكّام استولوا على خيرات بلادهم واستنزفوها بعد أن استولوا على الحكم في بلادهم.. كلٌ حسب طريقته ومغامراته البطولية التي تشابه مغامرات "الكاوبوي أو رعاة البقر" حين يسيطرون على "قطعان" البقر أو الأغنام وسط صرخات غوغائية همجية!ولا أزعم هنا أن العالم لم يشهد حكّاماً طغاة أو ملوكاً جبابرة إلا في عالمنا العربي والإسلامي فقد كان هناك من الطغاة والظلمة الكثير في أنحاء العالم في أماكن متفرقة وأوقات متعددة ولكننا إذا نظرنا إلى وضع عالمنا العربي تحديداً – قبل وبعد ثورات الربيع العربي – نجد أن هناك كثافة في عدد الطغاة وفي مدة حكمهم كذلك حيث ابتليت الأمة العربية والإسلامية بحكّام جثموا على صدرها لعشرات السنين وهم يعيثون فساداً وظلماً وسرقة لخيرات بلادهم مستعينين بذلك كما أسلفنا بإعلام كاذب ومضلل للرأي العام ومزيّف للحقائق وبقضاء فاسد تضيع فيه الحقوق وتهان فيه الكرامة ويتلاشى فيه العدل.إن الأمة العربية عانت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق وغيرها من الدول من سلسلة تعاقبت عليها من الطغاة والجبابرة الذين عاثوا فيها فساداً لا لقوّتهم الحقيقية ولا لعقولهم الذكيّة وإنما لهيمنتهم على الإعلام والقضاء فمن خلال الإعلام الكاذب ضلّلوا الشعوب وجعلوها تنشغل في توافه الأمور كالفن والرياضة وفي مستنقعات الرذيلة وأدران المنكرات ريثما يقوم الحاكم وبطانته وأسرته وحزبه بسرقة أكبر قدر ممكن من خيرات بلاده وبالتعاون مع أكبر قدر ممكن من الأعداء والمرتزقة الذين يتقاسمون معهم تلك الخيرات في مقابل دعم إعلامي أو سياسي دولي أو قوّة عسكرية وحماية دولية، ومن خلال الإعلام الكاذب أيضاً صنعوا للطغاة صورة مغايرة عن الواقع فمجّدوا أعمالهم الإنسانية "الشكلية" وأخفوا جرائمهم الوحشية "الفعلية" كما قاموا بتضخيم كل عملٍ صغير قاموا به وتهوين كل جرمٍ كبير ارتكبوه حتى أصبحت أخبارهم تستحوذ على أغلب نشرات الأخبار بل وصنعوا منهم طغاة قبل أن يصبحوا طغاة بالفعل عندما عظّموا في شخصية الحاكم أن الوطن يساوي الحاكم وأن الحاكم يساوي الوطن وأن الشعب يطيع ويسمع ولا رأي له ولا صوت في وجود أمر الحاكم وقراراته.ومن خلال القضاء الفاسد وطّد الحكام الظلمة حكمهم عندما ضاعت حقوق الناس في شؤونهم الخاصّة فأصبح المواطن في تلك الدول يعرف أن طريق المحكمة لن يجلب له حقّه ممن ظلمه بل إنه سيجلب له المزيد من الذلّة والمهانة وهضم الحقوق إذ لاعجب أن ينصر القاضي الظالم على المظلوم بل وأن يحكم بسجن المظلوم أو جلده أو ربما يأمر بالاستيلاء على ما تبقّى من ممتلكاته ليحظى القاضي بنصيبه كذلك من تلك السرقات ناهيك عن الرشاوى التي تمكّنت من المحاكم والقضاة حتى أصبحت المحاكم ودور القضاء من أفظع الأماكن وأشدّها سلباً للحقوق وضياعاً للعدل.وإذا كان حديثي السابق انشائياً فضفاضاً في الحديث عن ذلك الإعلام الكاذب والقضاء الفاسد فإنه يبدو جليّاً واضحاً في يومنا الحاضر عندما يستعرض أحدنا مايجري من أحداث مؤلمة ومحزنة بشكل يومي في مصر وما يحدث من خلال الإعلام والقضاء المصري الذي أصبح مثالاً للكذب والظلم من فرط تمجيده للسيسي وظلمه للشعب المصري وليس الإخوان المسلمين فحسب، فالإعلام المصري أصبح مثالاً مخزياً للكذب في عصر الحقائق الدامغة والأدلّة القاطعة والمعلومات الصحيحة ولهذا فإننا لا نستغرب أن يقوم السيسي بإغلاق كل القنوات الإسلامية الهادفة والقنوات الأخرى الصادقة لأن الطغاة يضيقون ذرعاً بسماع أصوات لا تمجّدهم ولا ترضي غرورهم وفي الوقت نفسه تفضحهم وتكشف حقيقتهم!بقي أن نقول بأن الإعلام الكاذب قد يكون خطره أكثر من القضاء الفاسد ذلك لأن الإعلام المزيّف للحقائق هو العنصر الأول في صناعة الكذب وتشويه الحقائق ثم يأتي القضاء ليستكمل ما بدأه ذلك الإعلام من كذب وخداع، وبقي أن نقول كذلك بأن هناك دولاً قد لا تعاني الآن من وجود طغاة ولا من ظلمة وإنما قد تتأثر بنهج ذلك الإعلام الكاذب في تلك الدول فتبدأ في تمجيد الحاكم وتقديس شخصيّته حتى يصبح الحاكم ظالماً وتصبح الحكومة فاسدة نتيجة قيام الإعلام بتضخيم الإيجابيات وتهميش السلبيات وإظهار الصورة للحاكم أن بلاده وشعبه لا يعانون من شيء وأنهم يعيشون حياة مترفة بينما الواقع يقول عكس ذلك..وهكذا فإن الإعلام قد يصنع الطغاة في دول أخرى إذا ما انتهج نهج الكذب والتضليل للرأي العام..ونهج المدح والتمجيد المبالغ فيه للحاكم أوالحكومة.
4028
| 15 مايو 2014
الطفلة السورية التي ظهرت في مقطع الفيديو الذي تداوله كثير من الناس وهي تجمع فتات الخبز الملقى على الأرض مع أخوها الصغير وهما يأكلان قطع الخبز الصغيرة التي لا تكاد ترى في ذلك المقطع بينما ينهمكان في جمعها ويأكلان منها وهما يواصلان عملية الجمع والأكل في آن واحد.. هذه الطفلة كانت تقول لمن يصوّرها "الناس بطرانين" أي مسرفين ومستكبرين على النعمة، ثم أكملت مستدلّة على ذلك الإسراف! بلهجتها السورية الجميلة وبعباراتها الطفولية البريئة بأنهما أكلا الكثير ولازال هناك الكثير من بقايا الخبز على الأرض!!هذه الطفلة وأخوها.. بل وسائر أطفال سوريا المشرّدين والمعذّبين في داخل سوريا وخارجها وبقية أطفال العالم الإسلامي من المحرومين من الطعام والأمن واللعب.. ماذا كانت ستقول وهي ترى أكوام الأرز واللحم والخبز والفواكه التي تفيض في مجتمعاتنا وترمى في غالب الأحيان بالقرب من حاويات القمامة في الشوارع وتحديداً بعد الولائم والأعراس لدرجة أن بعض الحاويات تغصّ بتلك البقايا فلا تحتويها حاوية واحدة! هل كانت تلك الطفلة وأخوها ستقول بعد رؤية تلك الأكوام من الطعام بأن "الناس بطرانين أم مجانين أم كافرين! أم ماذا ياترى؟!"إن من يتفقّد أحوال إخواننا اللاجئين السوريين في خارج سوريا المحتلّة من الكيان الصهيوصفوي الغاصب - نسبة إلى إسرائيل وإيران - سيعتصر قلبه ألماً وحزناً على أوضاع إخواننا وأشقائنا في المخيمات والمساكن التي اتخذوها بيتاً لهم رغم أنها لا تمنع مطراً أو ريحاً أو برداً أو شمساً ناهيك عن أنها توفّر الأمن والأمان لهم! فتلك بيوت وخيام مؤقتة أصبحت بالنسبة لهم "نعيماً" إذا ماقورن بالجحيم الذي أذاقهم إيّاه بشار الأسد وأعوانه وأنصاره في إيران وأذنابهم في الخليج، فالأحوال صعبة جداً على أولئك اللاجئين بل قاسية ومؤلمة فما بالنا بأحوال من يعانون من هذا الكيان الغاصب في داخل سوريا!إن من يرى ويشاهد لا كمن يسمع ويقرأ.. فالأوضاع مأساوية مزرية وبالأخص في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن مما يشكّل قنبلة سكّانية يصعب التعامل معها حيث نحتاج معها لإدارة الأزمات والمآسي التي تمرّ كثيراً على الأمة الإسلامية نتيجة خيانة حكّامها وظلمهم لشعوبهم من جهة وتكالب الأمم عليها من جهة أخرى، فوضع مخيّم الزعتري هو بمثابة ملجأ كبير – عند البعض - أو سجن كبير - لدى الآخرين - يتعامل معه المسؤولون باهتمام أمني متزايد مما ينجم عنه حدوث مضايقات أو افتعال مشكلات نتيجة نقص المواد الغذائية والاحتياجات المعيشية أو نتيجة شغب بعض العناصر الموالية للنظام السوري المجرم – رغم ندرة حدوث ذلك - أو نتيجة الاحتقان الاجتماعي والأمراض النفسية التي لم يسلم منها كبير أو صغير في داخل مخيم الزعتري أو خارجه أو داخل سوريا أو خارجها من جرّاء قتل وتعذيب وتشريد الطاغية بشار الأسد وجنوده لإخواننا من الشعب السوري المسلم.وفي ظل تلك الأزمة كانت مبادرة الإخوة في جمعية قطر الخيرية بعنوان "حملة متنافسون" التي جاءت للتعبير عن دعمهم وتضامنهم ونصرتهم لإخوانهم من اللاجئين السوريين في الأردن في طريقة تنافسية لجمع المزيد من التبرعات كلٌ حسب طريقته واجتهاده في تنافس عظيم لفعل الخير وحصد الأجور نصرة لإخوانهم المظلومين ودعماً لهم ووقوفاً إلى جانبهم وتأييداً لقضيتهم ضد ذلك الكيان المجرم الحاقد.فلا تزال الأمة بخير والحمد لله طالما وجد فيها شباب وفتيات ورجال ونساء يهتمّون بشأن إخوانهم ويتسابقون لنصرتهم ومدّ يد العون لهم حتى وإن كان ذلك العون ضعيفاً وذلك الدعم قليلاً إذا ما قورن بحجم المأساة وعظم الكارثة، فإذا كانت قد نجحت القنوات الفضائية في أن تجعل من بعض شبابنا تافهين يتنافسون في الغناء والرقص والشعر الفاسق والمنافق! فإنه لا يزال الخير في شبابنا وفتياتنا ورجالنا ونسائنا ولا تزال الصحوة الإسلامية قائمة متزايدة رغم تزايد الطغيان وتزايد الآلام والجراح.. لأن الأمة في محنتها..ستظل تتنافس في الخيرات.. فهنيئاً لهم ذلك التنافس.. "وفي ذلك فليتنافس "المتنافسون"".
884
| 01 مايو 2014
مع مضي الوقت ومرور الأيام والسنين يجد الإنسان نفسه قد اعتاد على أمور كانت في يوم من الأيام تزعجه أشد الإزعاج أو تحزنه أشدّ الحزن أو تؤلمه أشدّ الألم، فقد يفقد الإنسان عزيزاً لديه أو قريباً له، فيظن أن حياته قد انتهت بموت ذلك الحبيب أو القريب من فرط حزنه وألمه واعتصار قلبه بفراق من يملك حيزاً كبيراً من حبّه واهتمامه، كأمّه أو أبيه أو زوجته أو إخوانه وأخواته أو أبنائه أو أقرب أصدقائه، ولكن ذلك الحزن سرعان ما يخفّ بمرور الزمن ومضي الوقت مع أحداث وشخصيات أخرى تطرأ على حياة الإنسان، فتشغله عن التفكير في فقدِ أولئك الذين كان لا يتصوّر العيش بدونهم! فإذا به يعيش العمر بدونهم ويقضي بقية سنينه في التفكير بأمور حياته، فلا يمرّون على ذاكرته إلا عند تذكّره لهم، فيستعيد في تلك الذكرى أوجاعه وأحزانه.. وقد يشعر بغصّة في حلقه أو برغبة في أن يجهش بالبكاء كالأطفال لفراقهم.. لكنّه ما يلبث أن يعود إلى واقعه فينسى.. أو يقسى قلبه.. أو يبكي على فراشه قبل خلوده إلى النوم أحياناً.. حيث يلتقي بهم ربّما في أحلامه. هكذا الإنسان سُمّي كذلك وخلقه الله تعالى كذلك لكي يعيش واقعه وحاضره أكثر من ماضيه وأن يتأثّر ويؤثّر ويمضي في الحياة قدماً يستلهم من ذكريات ماضيه هموماً وأحزاناً مخلوطة بشيء من الفرح والسعادة، لا أن يعيش أسير الأحزان والذكريات، فلا يمضي للأمام ولا يعمل ولا يتعلّم، فيصبح كتلة من المشاعر والعواطف السلبية التي تتراكم على النفس والروح، فتجعلها خبيثة يائسة محطّمة بدلاً من أن يصبح كتلة من المشاعر والعواطف الإيجابية التي تحرّك النفس والروح للإنجاز والعمل.. وتحقيق الغاية من الخلق.. "العبادة".وما يحدث للأحزان والآلام والذكريات يحدث كذلك للمعاصي والمنكرات.. فمتى ما اعتاد الإنسان على رؤية المحرّمات واعتاد على وجودها فإنها تصبح في عقله الباطن أو اللاواعي من الأمور التي تمضي دون إعادة النظر في مشروعيتها ولا في موافقتها لدينه ومعتقداته ومبادئه وفطرته السليمة! فقد يفعل الإنسان المحرّمات أو كبائر الذنوب دون أن يقف عندها لحظة للتفكير ومحاسبة النفس.. بينما تجده يقف كثيراً عند بعض المباحات أو صغائر الذنوب، فيلوم نفسه كثيراً على ارتكابها ويحاسب نفسه عليها بشكل مبالغ فيه! ذلك لأن ميزان الأهمية قد اختلّ عنده وفقه الأولويات قد تعطّل لديه ومقياس المشاعر والعواطف قد تبلّد لديه.ولهذا نجد أن مجتمعاتنا قد اعتادت الكثير من المحرّمات نظراً لاعتياد وجودها والنظر إليها، ولهذا فإن أي جيل جديد قد ينشأ خالياً من محتوى الإسلام ومن تعاليمه وغاياته الكبرى بعد مرور الزمن، حيث يعتاد هذا الجيل على رؤية غير المحجّبات من النساء مثلاً وأن يعتاد رؤيتهن بل والنظر إليهن دون أن يشعر أو يدرك أن في رؤيته لهن تنهمر عليه السيئات تباعاً ويزداد سواد القلب وتزداد ظلمته بالمعاصي، بل ويتبلّد الإحساس لديه بالتغيير أو "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فيصبح لدينا أجيال ومجتمع يخلو من الإسلام إلا من شكله واسمه وهيئته!ولقد انتبه أعداء الإسلام إلى ذلك مبكرا جداً وأدركوا حقيقة النفس البشرية التي ترضى وتقبل بالتغيير للأسوأ حتى وإن كان ذلك التغيير يتعارض مع دينها وعقيدتها ومبادئها وأخلاقها بعد أن يبدأ عامل الزمن في توجيه العقل إلى منطقة يغيب فيها التفكير ويتعطّل، فيبدأ الإنسان في تقبل كل شيء في عملية أشبه بالتنويم المغناطيسي ولكنه في كامل قواه ووعيه، ولهذا لا نعجب إذا وجدنا من النساء المسلمات من تتحجّب حجاباً شرعياً لا تكاد ترى منها شعرة واحدة بينما تلبس البنطلون أو الجينز الضيق والملابس العارية لبعض أجزاء جسدها! لأنها اعتادت أن تختزل الحكم الشرعي في ستر المرأة لشعرها فحسب! ولا نعجب كذلك أن نرى من يصافح النساء بعد عملية ترويج "الاختلاط" كمفهوم للمساواة "المزعومة" ولا يجد في بشاعة العقوبة والجزاء رادعاً له عن فعل ذلك الأمر الخطير الذي يراه هيّناً وهو عند الله كبير، (قال صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)، وهكذا فإنك قد تجد من يأكل الربا ثم تجده يحرص على صلاة الضحى واستعمال السواك! أو قد تجده ملتزماً بالدين ويدعو إليه، بينما تجده لا يتورّع عن الغيبة والنميمة والفتنة والطعن في العلماء، لأنه يجدها عادة اعتاد عليها منذ نشأته وهو "يلوك" أعراض الناس كما يتعامل مع العلكة في فمه!وفي أمر اعتياد المنكر.. أذكر أن الناس قد غضبوا كثيراً وتناولوا موضوع دخول بطولة التنس الأرضي للسيدات بالكثير من الغضب والاستهجان والاستنكار، بل إن بعضهم توعّد بالإنكار بمراحله الثلاثة المعروفة "اليد ثم اللسان ثم القلب"، ولكن ما لبث أن اعتاد الناس على تلك البطولات، بل وعلى رؤية أفخاذ النساء عاريات في الكثير من الأماكن لا في تلك البطولة السنوية فقط! فالغضب الجامح هدأ كثيراً مع مرور الوقت، والانفعال والحرقة على الدين ذهبت أدراج الرياح، بل وذهبت معها كل وسائل الإنكار التي لم تعرف الإنكار بالقلب "أضعف الإيمان"! لأن عامل الزمن وخبث المخطط ودهاء المؤامرة قد نجح في عملية التدرّج في المنكرات والمعاصي حتى يقبلها المجتمع وتعتادها العين وتألفها النفوس، والحال نفسه ينطبق على دخول الخمر في خطوط الطيران والفنادق وغيرها من الكبائر والمنكرات الكبرى! وأخشى ما أخشاه أن يتم صرف الناس عن دينهم من خلال عملية "استنساخ" يرضى فيها المسلم بالخمر والربا والزنا وسائر الكبائر والمنكرات ويرضى فيها بالحكم بغير الإسلام أو يرضى فيها بتنحية الإسلام عن الحكم!! ويتعلّق فيها بالقشور وبالمظاهر من الدين والتديّن.. حينها سنصل إلى تلك المرحلة التي يرى الرجل من يزني بامرأة على قارعة الطريق.. فيقول له: "هلّا تنحّيت عن الطريق جانباً"، ثم يكمل طريقه!! حينها.. فلننتظر الساعة إذاً.. ولننتظر قبلها كذلك غضب الله تعالى!
1582
| 24 أبريل 2014
يجد "الجرّاح" نفسه مضطراً لأن يقوم أحياناً بتخدير موضعي في أماكن تحيط بالموضع الذي يريد أن يجري فيه العملية الجراحية فيقوم بتخدير أكثر من مكان في جلد المريض حول منطقة الجراحة حتى لا يتأثّر المريض ولا يشعر بمشرط الجراحة ولا بغيره من الأدوات التي تقطع جلده ولحمه وعضلاته وأعصابه أو قد تصل إلى عظمه! وكلّما زادت مساحة الجراحة ازدادت حاجة الطبيب الجرّاح إلى تقطيع المزيد من الجلد واللحم وغيره أو كلّما اضطر إلى فتح صدر أو بطن أو رأس أو قلب المريض.. كلّما زادت الحاجة إلى "التخدير الكامل" للجسم بأكمله حتى لا يشعر المريض بمِشرَط أو بمقص أو بإبرة الخياطة فالتخدير الموضعي لا يجدي في هذه الحالة أبداً.هل وصلت حالة الأمة الإسلامية اليوم إلى حالة التخدير الكامل التي نجح العدو الصهيوني معها في الوصول إلى كامل جسد الأمة الإسلامية بعد أن نجحوا في عملية "البنج" أو التخدير الموضعي لدول الجوار المحيطة بقلب جسد الأمة في فلسطين التي اغتصبوا أرضها بعد وعد بلفور البريطاني لهم الذي وعدهم "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" حيث وعد اليهود بتعويضهم بأرض فلسطين كوطن قومي لهم تعويضاً لهم عمّا لحق بهم من جرّاء المحرقة المزعومة أو الاضطهاد الذي لاقوه في عموم أوروبا ؟!إن الخيانات المتلاحقة التي ارتكبها بعض الحكّام العرب من الخونة الذين تعاونوا مع البريطانيين لتحقيق ذلك الوعد وتنفيذه على أرض الواقع هي التي أدّت إلى احتلال فلسطين، حيث مهّدوا الطريق أمام البريطانيين والصهاينة وقاموا بتخدير موضعي للفلسطينيين وسحب السلاح منهم ومنع أي مقاومة - واللفظ الشرعي الصحيح هو الجهاد - تعارض وتقاوم هجرة اليهود إلى فلسطين شيئاً فشيئاً حتى أصبح اليهود أكثرية في بعض المناطق ولازالوا يبنون المستوطنات تلو المستوطنات بعد أن خرج البريطانيون الخبثاء من اللعبة وأتى الأمريكان ليقوموا بدور الوسيط "الأخبث" الذين ضحكوا ومسحوا على ذقون العرب "أيام أن كانت لهم لحى" بل ومسحوا بكرامة الوفود الفلسطينية والعربية وهي تتفاوض على بقايا كرامتهم وشرفهم بعد أن داس عليها من جعل الله منهم القردة والخنازيز مهما اعترض على تلك الأوصاف أدعياء "تقارب الأديان" الذين لازالوا يجدون السلام أو الاستسلام طريقاً لاسترداد الحقوق وما تبقّى من ماء وجوههم.فَهِمَ اليهود اللعبة مبكّراً جداً وفَهِمَ معهم البريطانيون والأمريكان اللعبة كذلك وعلموا أنهم لن يستطيعوا إجراء جراحة دقيقة وخطيرة في وسط جسد الأمة الإسلامية إلا بعد أن يهيئوا الظروف المناسبة لتلك العملية الجراحية الخطيرة في قلب العالم الإسلامي "فلسطين" وما حولها، فبدأت عملية التخدير الموضعي بزرع العملاء وشراء الخونة وتنصيب الحكّام العملاء الذين يرضخون لمطالب أعدائهم ويركعون عند أقدام أسيادهم، فالعملية لن تتم وتكتمل إذا ما وُجِدَ في الأمة رجال مؤمنون صادقون يسعون لتطبيق حكم الله في بلادهم وإقامة شرع الله بينهم ونصرة دين الله في الأرض، ولهذا بدأ مسلسل التخدير مبكّراً جداً بإفساد العقول والأخلاق وشراء الذمم والضمائر شيئاً فشيئاً، فقامت إسرائيل بمماطلة الجانب الفلسطيني وإلهائه بعملية سلام واستسلام طويلة الأجل، بينما قامت في الوقت نفسه بمعاهدات استسلام أخرى لضمان حدودها مع سوريا والأردن ولبنان ومصر فدخلت الأردن ومصر في تلك المعاهدة المهينة ولم تكتف إسرائيل بذلك فقد كانت تعمل ليل نهار بينما العرب والمسلمون نائمون في "الوحل" لا العسل كما يقولون، فقد قامت بعملية طويلة الأجل كذلك تهدف إلى إلهاء الشعوب في الفن والرياضة ومن خلالهما قامت بعملية غسيل دماغ فأصبح المسلمون الذين أُمِرُوا بغض النظر! أصبحوا يلهثون وراء الجنس المحرّم والزنا في السينمات والقنوات الفضائية وفي مجال السياحة بعد أن روّجت لهم الخمور والمخدرات وأقنعتهم بمعاونة الغرب بأن في ذلك تقدما وحضارة! وأصبح المسلمون الذين أُمِرُوا بترك الجدل والاستفادة من الوقت! أصبحوا يلهثون وراء ضياع الأوقات في المباريات والبطولات والمسابقات التافهة وبرامج الجدل العقيم والثرثرة والسخافات ونجحت بأن صرفتهم عن العلم إلى الجهل في كافة المجالات وتركوا التأليف والقراءة والترجمة بل واستوردوا مناهج الغرب بسلبياتها وعيوبها واستوردوا معها الاختلاط والانحطاط فأصبحوا بلا عقل وبلا أخلاق! فأصبحوا جاهزين للخطوات التي تلت بعدها من تشجيع المؤامرات التي يقوم بها الحكّام العرب والمسلمين من الطواغيت ضد شعوبهم بعد أن رسّخوا مبدأ بقاء الحاكم حتى آخر قطرة دم من أبناء شعبه، وبعد أن شجّعوا الطغاة على الظلم وسرقة أموال الشعوب وأعانوهم على ذلك بأن سخّروا لهم القواعد العسكرية والمعاهدات الدولية التي تحميهم وترسّخ حكمهم، بل والأدهى من ذلك أنهم أخضعوا كل الحكّام العرب والمسلمين بل وحكّام العالم تحت سيطرتهم وعرفوا نقطة ضعف كل حاكم وكل دولة فتجسّسوا ووثّقوا خيانة كل عميل لهم بأدلّة ووثائق تفضح اختلاسات اللصوص منهم وتفضخ خيانات أهل الدعارة والرذيلة والفسق منهم!لقد وصلنا إلى مرحلة من "التخدير الكامل" الذي يقوم فيه الجرّاح بتقطيع الجسد وتمزيقه دون أن يحرّك المريض ساكناً، فإذا صحّ القول بأن إسرائيل هي ذلك "الجرّاح" غير أن الطبيب الجرّاح يخدّر المريض ليعالجه بينما إسرائيل تخدّر جسد الأمة لتمزّقه وتنكّل به وتسحل بجثته في النهاية! بل إن الأمر تعدّى ذلك فلقد أصبح ذلك الجرّاح "كبير الجرّاحين" خبيراً لا يلوّث يديه ولا يحط من قدره بعمليات سهلة وبسيطة يستطيع أي طبيب مبتدئ أن يقوم بها بدلاً عنه، ناهيك عن أنها كلّفت "مساعد الطبيب" الذي يحمل المقص والمشرط بتلك العملية استهزاءً وغروراً! فإسرائيل لا تقوم بشيء يذكر لأنها كلّفت خدمها وعبيدها في العالم العربي والإسلامي بالمهمة فأصبحوا يمزّقون جسد الأمة ويحاربون دينها ويقتلون شعوبهم ويسرقون أموالهم وينهبون خيرات وثروات أوطانهم ناهيك عن أنهم يوفّرون الحماية والدعم لأمن إسرائيل كما كان يفعل حافظ الأسد وجمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك وغيرهم وكما يفعل اليوم بشار الأسد وحزب الشيطان ونوري المالكي وأذناب إيران وكما يفعل الآن عميلها الجديد وخادمها المطيع عبدالفتاح السيسي الذي أوقف ما كان ينوي الرئيس محمد مرسي فعله من مقاومة لإسرائيل، فقتل شعبه وخذل أهل غزّة ووفّر الأمان للصهاينة حتى أعلنت فرحتها بترشّحه للرئاسة كما فرحت سابقاً بترؤس غيره من حكّام العرب والمسلمين.. حتى أصبح المسلمون على أخبار الصهاينة اليوم وهم يقتحمون المسجد الأقصى ويدّنسونه بأقدامهم.. ولا يبالون من ردة فعل العرب ولا المسلمين ولا أي حاكم عربي أو مسلم.. لأن جسد الأمة أصبح في حالة.. "تخدير كامل".
1188
| 17 أبريل 2014
لما خلق الله تعالى الإنس والجن فوق هذه الأرض، كانت الغاية من ذلك الخلق المعجز من الله الخالق العظيم البديع المصوّر في أحسن صورة وتقويم هو (إلا ليعبدون)، لتقود الناس وترشدهم إلى غاية وجودهم في هذا الكون الفسيح وفوق هذه الأرض، وأن يصرفوا حياتهم كلّها وفق تلك القاعدة أو المنهج أو الصراط المستقيم الذي يريدهم الله تعالى أن يسيروا باتجاهه وفوقه حتى يجتازوا هذه الحياة الدنيا وينجحوا في الاختبار العظيم الذي سينتهي ويؤول إما إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين وإما إلى نار وقودها الناس والحجارة.. أعدت للكافرين.ولمّا خلق الله تعالى الناس جعلهم شعوباً وقبائل وأعراقاً وألواناً وأشكالاً ولغات ولهجات.. كانت الغاية من ذلك التباين والاختلاف المعجز أيضاً من الله العليم الحكيم هو (لتعارفوا) حتى يصبح الإنسان عاجزاً عن العيش بمفرده ومجبراً لكي يختلط بغيره ويؤثر ويتأثر ويتكلم ويتحاور ويبيع ويشتري ويتزوج ويتكاثر.. بل ويأكل ويشرب ويلبس ويعيش معتمداً على غيره لا معتمداً على جهده الذي لا يكفي مطلقاً لأن يفعل كل الأفعال في آن واحد، ولهذا اقتضت حكمة الله تعالى أن تتوزع الثروات والخيرات فوق هذه الأرض حتى لا يعتمد إنسان على نفسه مهما كان، ولا يعتمد مجتمع على نفسه مهما وصل من الحضارة والتقدّم، ولهذا قسّم الله الثروات والخيرات في الأرض، فالبلد الذي يعيش على الزراعة، حيث تكثر الفواكه والحبوب، لا يستغني عن البلد الذي يعيش على الصناعة حيث تكثر المواد والمعادن الطبيعية، والبلد الذي يعيش على الصيد حيث تكثر الثروة السمكية لا يستغني عن البلد الذي يعيش على التجارة حيث تكثر الأسواق والأموال وهكذا دواليك.. ليبقى الإنسان عاجزاً في كل أحواله طوال العصور وعلى مر الدهور عن القيام بدوره في الحياة دون الاحتكاك والاختلاط بغيره ممن يشابهونه أو يختلفون معه في الدين واللغة واللون والعادات والأعراف.. ليصبح التعارف هو الأمر الضروري الذي يشكّل في النهاية الثقافة التي يتعامل فيها الإنسان مع غيره.. لا أن يتحوّل ذلك التعارف إلى صراع من أجل البقاء قد ينتهي به المطاف إلى الاقتتال من أجل الماء والغذاء.. فيصبح بذلك مشابهاً للحيوانات والوحوش التي تعيش لتأكل لا تأكل لتعيش وتتعارف وتعبد الله تعالى فوق أرضه وتحت سمائه.ومن المؤسف حقاً أن الإنسان لم يستفد من تلك الغاية العظيمة من الله العليم الحكيم، فعاش فوق الأرض "مفسداً لها"، كما خشيت الملائكة بادئ الأمر لا "خليفة" كما يريده الله تعالى الذي تجلّى علمه سبحانه على علم الملائكة الذين اعترفوا بعدها (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)، فتجلّت حكمته سبحانه في خلق آدم عليه السلام وذريّته من بعده.. من يخطئ منهم ثم يستغفر الله.. يجد الله غفوراً رحيماً ثم يجد الجنة ثمرة عبادته.. ومن يخطئ منهم ويستكبر ويكفر ثم لا يستغفر ولا يتوب ولا يهتدي.. يجد الله شديد العقاب.. ولا يجد إلا جهنم ثمرة معصيته.ولكن الإنسان الظلوم لنفسه أبى إلا أن يكون أنانيّا حاقداً كارهاً مبغضاً للآخرين، فسرق ونهب وقتل وسفك واغتصب واعتدى، واستبدل التعارف فيما بينه باقتتال وحروب لغتها العنف ووقودها الدماء، فلم يستفد من حكمة خالقه في ذلك التنوّع والاختلاف فنشأت الحروب وحملات الاحتلال واندلعت الحروب العالمية والدولية والنزاعات القبلية والعرقية حتى أصبح الإنسان الجزء المظلم من معادلة المخلوقات كلها التي تسبح بحمد الله ليل نهار، بل وتسجد لله ليل نهار.. ولكن لا يفقه من ذلك التسبيح ولا السجود شيئاً.عمّت الحروب وهلك فيها من هلك وطغى الإنسان محارباً جنسه وفصيلته حتى أصبح الأمر يحتاج إلى رسل من عند الله تعالى يهدون الناس إلى الصراط المستقيم ويتلون عليهم آياته وكلامه في كتبه، ولكن ذلك لم يؤثّر في الظالمين لأنفسهم.. فقتلوا الأنبياء وكذّبوهم وطردوهم، حتى ختم الله رسالته للعالمين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلّم ليكون نذيراً وبشيراً للعالمين.. وليكون في الوقت نفسه رحمة للعالمين.. في الوقت الذي اقتربت فيه نهاية العالم "يوم القيامة" (بعثت أنا والساعة كهاتين)، حتى تكون رسالة أخيرة ويكون الرسول عليهم شهيداً.. فمن أطاعه "دخل الجنة".. ومن عصاه فقد أبى.. إلا أن يدخل "النار".فهل حقق الإنسان في هذه الحياة الغاية المطلوبة؟ وهل حقق الناس عبوديتهم لله تعالى؟، وهل عرف المؤمنون منهم أنهم مهما علا إيمانهم وسما قدرهم فإنهم لا يزالون يحتاجون لغيرهم وأنهم مأمورون وفق القاعدة الذهبية "يتعاونون فيما بينهم ويعذر بعضهم بعضاً فيما يختلفون فيه"، فلو أنهم فعلوا ذلك لما اقتتل أهل الإسلام فيما بينهم ولا طعن أحدهم في الآخر ولا هاجم المسلم أخاه، لأن التعارف والتعاون محمود للإنسان مع أخيه الإنسان ومن باب أولى أن يكون ذلك جليّاً واضحاً بين المسلم وأخيه المسلم.. قال تعالى: (قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل *واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين).
1323
| 10 أبريل 2014
هل كان المعمّر الفلسطيني (رجب التوم) الذي احدودب ظهره وتعدّدت تجاعيد وجهه وبلغ عمره 125 عاماً، شهد فيها خمس حقب تاريخية بداية من عهد الدولة العثمانية (التي خدم جندياً في جيشها)، ومروراً بالانتداب البريطاني، والحكم المصري والاحتلال الإسرائيلي، وحاليا حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقطاع غزة.. هل كان هذا المعمّر الفلسطيني محقاً عندما قال بأنه يتمنى أن تعود الحقبة العثمانية إلى فلسطين. مختتماً حديثه لإحدى الصحف بقوله إن "الأتراك كانوا مثل الذهب.. وأمنيتي الوحيدة قبل أن أموت هي رؤية جنود الدولة العثمانية يعودون إلى فلسطين ليحكموها ويعيدوا إليها الاستقرار والسلام".إن الفرحة الغامرة التي شعرت بها الشعوب العربية والإسلامية وعبّر عنها ملايين الناس في وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت بعد فوز حزب العدالة والتنمية على بقية الأحزاب الليبرالية والعلمانية في الانتخابات البلدية في تركيا وفوز أردوغان على خصومه وشانئيه ومبغضيه في داخل تركيا وخارجها – وتحديداً بعض دول الخليج للأسف – هذه الفرحة لم تأت من فراغ ولا من مشاعر تشبّعت استسلاماً وانهزاماً للواقع العربي والإسلامي المخزي وإنما جاءت لتثبت أن الشعوب الإسلامية متعطّشة ومتلهّفة لنجاح التجربة الإسلامية في تركيا بقيادة أردوغان وحزبه "حزب العدالة والتنمية" بعد أن أخفق المشروع الإسلامي "مؤقتاً" في التحليق بجناحيه في مصر وفي الجزائر وفي فلسطين، وفي كثير من دول العالم الإسلامي من قبل، خاصّة بعدما تعرّض المشروع الإسلامي في مصر لطعنات الخونة والمرتزقة والانقلابيين الذين تآمروا على حكم الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي وأفشلوا تقدّمه نحو نهضة وطنه تمهيداً لنهضة الأمة وصحوتها من جديد، حيث تواطؤ خونة الجيش والأمن المصري الغارق في وحل الخيانة والعمالة وخونة القضاء المصري الغارق في وحل الفساد وخونة الإعلام المصري الغارق في وحل الانحطاط والنفاق والدعارة.. تواطؤوا جميعاً جنباً إلى جنب وتعاضدوا وتعاونوا مع الصهاينة والأمريكان وخونة العرب وبعض أهل الخليج العربي الذين ينتسبون إلى العروبة والإسلام ظاهراً بينما ينتسبون إلى المجوس والصهاينة والنصارى باطناً ومشروعاً واعتقاداً.إن من ينكر إنجازات أردوغان في تركيا وخارجها على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ما هو إلا جاحد حاقد، فلقد أوصلت سياسة أردوغان تركيا إلى مصاف الدول المتقدمة بشكل ملحوظ يشهده الأعداء قبل الأصدقاء، فلقد أيقن هذا الرجل "حفيد العثمانيين" المحب لجذوره "العثمانية" والإسلامية بأن نهضة بلاده لن تكون إلا برجوع تركيا إلى الإسلام من جديد بعد عهود من العلمانية على يد الديكتاتور "أتاتورك" الذي منع الأذان، وحارب الحجاب واستباح الخمور وقام بطمس مظاهر التديّن في حياة الأتراك وحاول كغيره من "عبيد الغرب" في أن يطمس الهوية الإسلامية في معالم تركيا وفي قلوب الأتراك المسلمين! ولكنه هيهات، يفعل ذلك مع دين الله الخالد إلى قيام الساعة "الإسلام"، ولعلّ أحداث الشغب الأخيرة التي افتعلها المخرّبون من العلمانيين في تركيا بدعم خليجي "حقير" والتي اقتحم فيها بعض المتظاهرين أحد المساجد المعروفة وشربوا فيه الخمور وتبوّلوا فيه بكل دناءة وحقارة ونجاسة.. هي جزء بسيط ونموذج مصغّر من المجتمع التركي العلماني الذي أراد أتاتورك أن يصل إليه وقام أردوغان بمحاربته ومناهضته ومقاومته حتى أصبحت تركيا اليوم إحدى أقوى دول العالم الإسلامي.إن الذي ينظر إلى الجماهير المحتشدة والمجتمعة بالملايين اليوم في ميادين تركيا من المؤيدين لأردوغان ومشروعه النهضوي الإسلامي المبارك ليفرح كثيراً بأن الأمة الإسلامية لازالت بخير والحمدلله وأنها لا تزال تناصر الحق وأهله ولا تزال تترقب القائد أو الخليفة المسلم العادل الذي سيُخرج بلاد الإسلام من ظلمات جاهلية القرن الواحد والعشرين إلى نور القرن الأول وعصر الخلفاء الراشدين، ومن تبعهم من السلف الصالح على خطى خير البشر محمد عليه الصلاة والسلام، وإن هذه الملايين في تركيا لا تقف لوحدها هناك وإنما تقف خلفها قلوب عموم المسلمين الذين يرون في مستقبل تركيا شمعة مضيئة وسط ظلام حالك حولها من دول الجوار والصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، فالمستقبل للإسلام بإذن الله تعالى.. لا شعاراً يُرفع وإنما مشروع نهضوي ينطلق من دول الإسلام من جديد ليحررها من الطغاة المجرمين من بني جلدتنا الذين أعادوا الأمة إلى الجاهلية من جديد.. لتعبد أوثان الصهيونية وأصنام النصرانية ونار المجوسية من دون الله تعالى، والفجر قادم بإذن الله وسيخرج أهل الإسلام من سجون طغاة مصر ودول الخليج لتعود للإسلام عزّته ومكانته.. وما ذلك على الله ببعيد.
1407
| 03 أبريل 2014
إذا أردت أن تعرف الفئة التي أعنيها في هذا المقال وتتعرف عليها وعلى طريقة تفكيرها وأسلوب حوارها وفهمها للإسلام بل وإذا أردت أن تستدعيهم من أوكارهم وخنادقهم أو توقظهم من نومهم العميق وسباتهم الطويل.. ما عليك إلا أن تكتب مقالاً في جريدة أو نحوها أو تكتب تغريدة في تويتر ونحوه دفاعاً عن أي حاكم مسلم "منتخب من شعبه" أو بداية لمشروع "حاكم مسلم عادل" مثل تجربة "الرئيس الشرعي محمد مرسي" في مصر أو أن تكتب نقداً لحاكم مجرم ظالم فاسق خائن "متغلّب" مثل "عبدالفتاح السيسي" أو أن تكتب دفاعاً عن مظاهرة أو ثورة غضب لشعب ضد حاكم جائر سارق محسوب على طائفة المسلمين اسماً وشهادة ميلاد.. أما الأفعال فهي محسوبة على الصهاينة والنصارى والمنافقين الجدد "الشيعة"، فأنت عندما تفعل ذلك وتكتب ما أوصيتك بكتابته فإنك سترى عدداً من الردود والأقلام التي انبرت للدفاع عن "الحمل الوديع" و"الوجه الطفولي البريء" الذي من فرط "براءته ونعومته" يحرص على "حلق ذقنه" وفي نطق المصريين "حلق دقنه" أملطاً متشبهاً بالأطفال في "نعومة خدودهم" أو ربما متشبهاً بالنساء أيضاً "في كيدهن العظيم".. المهم أنه لا يتشبه بمن يدافعون عنه من أهل اللحى الذين انبروا صفوفاً في طابوره الخامس أو ربما "الأول" مدافعين عن "الإمام الأكبر" أو "خادم الأزهر الشريف" أو "الحاكم بأمر الله" أو "المعتصم بالله" أو "المنتصر بالله" أو "الفقير إلى الله".. أو نحوها من الألفاظ التي اتخذها بعض حكّام المسلمين في سالف العهود أو ربما وصفهم بها أمثال هذه الفئة التي نتحدث عنهم وطالما أن الكلام والألفاظ "ببلاش" فماذا يخسرون بتلك التسميات التي تنزل الناس "منازلهم ومكانتهم" بعد أن أصبحت ألفاظ "يا بيه" و"يا باشا" و"يا سيادة الريّس".. موضة قديمة!!إن أشدّ ما يغيظ وأكثر ما نستغرب منه هو تلك الفئة التي تدّعي فهمها للدين واستدلالها بالأحكام من الكتاب والسنّة والأدلة من أقوال وأفعال السلف الصالح فيما يتعلّق بتحريم المظاهرات وتحريم الخروج على حاكم ظالم "أفسد دين الناس ودنياهم" حتى أصبحت الحياة عند الناس أشبه بالموت بل إن الكثيرين أصبحوا يتمنون الموت على الحياة بلا كرامة وبلا لقمة عيش وبلا مأوى ناهيك عن أن يكون لهم حريّة تعبير أو رأي لأنها مرحلة لم يصل إليها الناس أصلاً لانشغالهم في اتخاذ المقابر بيوتاً لهم "كما في منطقة المقطّم بمصر التي يقطنها الأحياء إلى جوار الأموات وسط القبور" أو لانشغالهم في البحث عن فتات خبز أو بقايا عظم خروف أو دجاجة بين أكوام القمامة، حيث أن هذه الفئة من أدعياء الفهم الصحيح للإسلام لايجدون فيما سبق وصفه من جرائم ضد الإنسانية ناهيك عن أنها جرائم ضد إخوانهم المسلمين المستضعين.. فهم لايجدون في ذلك أدنى إحساس!! أو تحريك لمشاعرهم!! التي ينبغي أن تصرخ في وجه الطاغية "كفى ظلماً" رغبة في نيل رتبة "سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" بل على العكس من ذلك فقد تبلّدت مشاعرهم فلم يعودوا يشعرون بمعاناة إخوانهم المسلمين ولم ينبروا دفاعاً مستميتاً عن المظلومين والفقراء والمحتاجين من إخوانهم المسلمين وإنما انبروا دفاعاً مستميتاً عن الحاكم السارق القاتل الذي أهدر دماء المسلمين! وانتزع حجاب المسلمات! واعتقل أهل المساجد! ونصر أهل الكنائس! وأخرس قنوات القرآن والحديث والخير والدعوة والإصلاح! وأطلق قنوات الأغاني والأفلام والشر والفساد والعهر والنفاق!إني لأعجب كيف أن هذه الفئة قد جنّدت نفسها في جيوش الظلمة مستدلّين بأحاديث الطاعة للإمام ولو كان عبداً حبشياً بلا استيعاب عميق لمدلول تلك الأحاديث التي ضربت "صفة" العبد الحبشي أو الأسود مثالاً للصفة الجسمية أو الجسدية التي لا تتعلق بشخص الحاكم ولا بعقليته ولا بتفكيره، لأن المراد منها هو ضرورة الاتباع - فيما لايخالف الشرع - لهذا الحاكم المسلم أو ذاك دون النظر في الصفة "الخَلقية" التي خلقه الله تعالى بها وإنما النظر في الصفة "الخُلقية" التي تربى وتعلّم ونشأ الإنسان عليها، فالاتباع الواجب - عند اكتمال الصفات الخُلقية "أي الأخلاق" دون الصفات الخَلقية "أي الشكل واللون والهيئة" - مشروط بأن يحكم بالإسلام وأن تنطبق عليه شروط الحكم والإمامة لا أن يُدلّس الحاكم على الناس وأن يكذب عليهم بأنه "مسلم" ظاهراً بينما أفعاله لاتنتمي للإسلام بصلة!! إلا عند ممارسة بعض الصلوات "الرسمية" كصلاة الجمعة مرّة واحدة في الأسبوع في أحد مساجد "الحكومة الرسمية" وسط جيوش من المصوّرين الذين يلتقطون صوراً له في كل ركعة وسجدة ويسترقون سمع كلماته في كل تنهيدة أو تسبيحة "بحمد الأميركان طبعاً" لكي تتصدر صوره في اليوم التالي في الجريدة الرسمية ليظهر للناس بأنه "عابدٌ زاهد" بينما الواقع يقول كما قال الشاعر: (قد بلينا بأمير ذبح الناس وسبّح..فهو كالجزّار فينا.. يذكر الله ويذبح).إن هذه الفئة محاسبة أمام الله تعالى عن كل كلمة دافعت فيها عن الطغاة افتراء على الإسلام وتجنّياً عليه بشكل يظهر الإسلام والمسلمين بأنهم قومٌ أذلّة لا يستطيعون اختيار حاكم عادل يقودهم وإنما يتعلّقون بالأعذار الواهية ويتواكلون عليها ويلقون عليها فشلهم الذريع في اختيار حاكم مسلم عادل من بينهم بشكل يتوافق مع أساليب العصر وتغيّر الزمان بل وفي الوقت نفسه يؤيّدون مبدأ "قطّاع الطرق" الذين يسلبون الناس حقوقهم وأموالهم وأوطانهم بأي طريقة كانت، كل ذلك من أجل أن يشفى "غليلهم" في جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعة أخرى من جماعات المسلمين من أهل السنة والجماعة الذين امتلأت بهم السجون وحكم عليهم الطغاة بالإعدام الجماعي وسط مباركة وتأييد من هذه الفئة من المطبّلين والمصفقين.. ولاحول ولاقوة إلا بالله.. وحسبي الله ونعم الوكيل.
1805
| 27 مارس 2014
علماء السُلطة أو السُلطان.. قد يختلفون في مظاهرهم وهيئاتهم وملابسهم.. مابين "ثوب وغتره وبشت" أو "عمامة وجلباب" ونحوه.. المهم أنهم يتفقون ويشتركون أو يتشاركون في مهمة واحدة فحسب.. هي نصرة الحاكم لا نصرة الدين.. وتغليب المفسدة على المصلحة.. والوقوف مع الباطل لا الوقوف مع الحق.. والدفاع عن الظالم دون الدفاع عن المظلومين.. وتعطيل النصوص وتأويلها بل وإخفائها – إن لزم الأمر- وإظهارها واستخدامها في غير محلّها أو انتقاء ما "يعجبهم" من الدين وإخفاء ما "لا يعجبهم" من الدين.. كل ذلك وأكثر..من أجل خدمة الحكّام والسلاطين من الطغاة والمجرمين.. في كل وقت وحين.لقد أظهرت الثورات العربية المباركة والانتفاضات الشعبية الجامحة ضد الطغاة المجرمين في العالم العربي والإسلامي عدداً كبيراً من أولئك المحسوبين على أهل العلم ورجال الدعوة ممن أسهموا بشكل "مباشر" في تأييد أولئك الطغاة وتشريع خطواتهم وجرائمهم ضد شعوبهم من أجل القضاء على تلك الثورات الغاضبة وإخراس ألسنة الفقراء والمظلومين وإبادة كل من تسوّل له نفسه التفكير في محاسبة حاكم ظالم أو الاعتراض على حكم قضاء فاسد في عهده أو الرد على أكاذيب إعلام مزيّف للحقائق في حكمه أو ربما الصلاة وأداء العبادات بغير إذنه!لقد ابتليت الأمة الإسلامية بمرتزقة من أدعياء العلم "الشرعي" ورجال "الدعوة" الذين كادوا أن يفقدوا "وظائفهم" بسبب هذه الثورات التي عرّتهم وكشفتهم وفضحتهم بين الناس تمهيداً للفضيحة الكبرى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد يوم القيامة إن لم يتوبوا ويؤوبوا إلى الله تعالى ويستغفرونه قبل فوات الأوان، فالحقيقة أنهم ليسوا أصحاب علم "شرعي" نسبة إلى الشريعة الإسلامية وإنما مستمد من التشريعات والقوانين الوضعية التي أصدرها هذا الطاغية أو ذاك، بل ويمكن القول أنها أيضاً نسبة إلى شريعة الغاب في بعض الأحيان! بل إن شريعة الغاب لدى حيوانات الغابة أرحم مما يقوم به هؤلاء من تأييد الطغاة في قتل وتعذيب وتشريد المسلمين، والحقيقة أنهم أيضاً ليسوا برجال دعوة لأنهم لا يعرفون الرجولة! ولا ينتمون إليها وكذلك لا يعرفون الدعوة! إلى دين الرحمة (الإسلام).. إلا إذا كان مقصودهم من الدعوة هو "الدعوة" إلى موائد الطعام وولائم الملوك والحكّام في قصورهم الأسطورية الفارهة وتناول الغداء أو العشاء معهم وسط صنوف من الأكل والشراب لا تكاد تحصى أو توصف وسط آنية من الذهب والفضة! أحياناً والجواري والقيان! أحياناً أخرى.إن من وصف السيسي بأنه تنطبق عليه شروط "الإمامة" الشرعية في الحاكم "المسلم" الذي تنطبق عليه كل الأدلة الشرعية وتدلل على وجوب اتّباعه! واجتناب مخالفته! في مقابل وصف الشعب المظلوم المسحوق تحت خط الفقر! ووصف جماعة الإخوان المسلمين من المؤيدين للرئيس "الشرعي" محمد مرسي والرافضين لحكم السيسي والانقلاب "غير الشرعي" بأنهم من الخوارج!! إن من يفعل ذلك لابد وأنه قد طمس الله نور البصيرة في قلبه وعقله أو ربما أُكرٍه لقول تلك الأقاويل الكاذبة والأفعال الخاطئة وهو ما نستبعد حدوثه بسبب أن تلك الرموز الخبيثة استخدمت "الدين" غطاءً لها وتعاونوا مع اليهود والنصارى للقضاء على إخوانهم المسلمين بل وانتهكوا حرمة مساجد المسلمين – كما حدث في مسجد ميدان رابعة العدوية وغيره – من أجل الحفاظ على أمن كنائس النصارى ومعابد اليهود ونوادي الإلحاد والروتاري والماركسية والشيوعية في مصر وغيرها من بلاد المسلمين!ولا نعجب أن تلك الفئة استخدمت الدين غطاءً فيما سبق لتمجيد خطوات "تسليم" فلسطين للصهاينة تحت مسمى عملية السلام! تمهيداً لتسليم بقية بلاد المسلمين للاحتلال الصهيوأمريكي الجديد بعد الاحتلال الصهيوإنجليزي القديم، ولازلنا نتذكر كيف استخدم ذلك الخطاب الذليل – أعني يوم إعلان وتوقيع معاهدة السلام بين الفلسطينيين والجانب المصري والأردني مع الصهاينة – حيث استدلّوا بآية (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) في غير موضعها للتدليل على "شرعية" ما يفعلون رغم أن الخطاب مع المهادنين المسالمين من أعداء الدين لا مع المغتصبين المحتلّين لأرض الإسلام ناهيك عن أنه خطاب عزّة وتمكين للإسلام والمسلمين كما نفهم من سياق تفسير الآية حيث تكون الكلمة والقرار بيد المسلمين وليس بخطاب خنوع وخضوع وذلّة ومهانة لليهود والنصارى وغيرهم من أعداء الدين.ولا عجب أن يشبّه أحد أولئك المؤيدين للطغاة من المرتزقة.. أن يشبّه السيسي ووزير داخليته بأنهما مرسلين من عند الله تعالى حالهما كحال موسى وهارون عليهما السلام اللذان بعثهما الله لدعوة فرعون وأتباعه وجنوده إلى الإيمان في حين أن السيسي وأتباعه وجنوده يدعون إلى الظلم والطغيان ومحاربة الإسلام والمسلمين، فليس من الغريب أن نسمع ذلك التمجيد الذي يصل لمرتبة الكفر بالله تعالى من أجل إرضاء طاغية مثل السيسي أو التقرّب منه، الأمر الذي ذكّرنا فيما مضى ويحكى من أن أحد القرّاء في عهد الطاغية حسني مبارك قد اجتزأ الآية الكريمة (وهذا كتاب أنزلناه مباركٌ فاتبعوه واتقوا لعلّكم ترحمون) ليتلوها أمام "مبارك" في إحدى المناسبات (مباركٌ فاتبعوه واتقوا لعلّكم ترحمون)!إن من أصناف الثلاثة الذين هم أوّل من تسعّر بهم النار يوم القيامة عالمٌ قام بتعليم الناس علوم الدين ولكنه سيدخل النار لأنه فعل ذلك ابتغاء مرضاة الناس وابتغاء الشهرة وثناء الناس عليه فكيف بمن لم يقم بتعليم الناس دينهم أصلاً وإنما قام بإفساد دينهم وتلبيس الحق بالباطل عليهم بل وفتنتهم في دينهم ابتغاء مرضاة الطغاة المجرمين! وفق "ما يطلبه السلاطين".. إن في ذلك تحذير ووعيد شديد لن يسلم منه إلا العلماء الربانيّون المتمسّكون بكتاب الله وسنّته والمتبعون خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلّم وصحابته والخلفاء الراشدين والسلف الصالح من الذين نصروا الدين وأقاموا شريعة الله تعالى لا أولئك الذين نصروا الطغاة وحاربوا الإسلام.. باسم الدين!
1973
| 20 مارس 2014
ما يرد من تقارير وتحليلات بين فينة وأخرى من أن منطقة ودول الخليج العربي ستشهد تغييرات جذرية، بل وتحرّكات وتحوّلات خطيرة قد تؤدي – لا قدّر الله – إلى اندلاع حرب بين دول الخليج العربي جرّاء سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر.. كل ذلك يدعو إلى القلق والخوف على مستقبل دول الخليج وشعوبها، وأقول "دول" و"شعوب" الخليج لأنهم هم المتضررون مما سبق ذكره.. لأن ما عداهم من حكّام ورجال سياسة وسلطة سيجدون طريقهم بكل سهولة ويسر.. إلى أقرب مطار خاص.. وإلى أقرب طائرة خاصّة.. ثم إلى أبعد دولة أوروبية.. يمضون فيها ما تبقى من حياتهم.. يصرفون فيها ما في أرصدتهم من دولارات أمريكية وجنيهات إسترلينية.. ثم يجلسون بعد ذلك في شققهم الفارهة ليستمتعوا بمشاهدة أخبار وأوضاع دول الخليج التي تركوها "حطاماً وخراباً".. يعبث فيها الأمريكان "الصليبيون" وحلفاؤهم الإسرائيليون "الصهاينة" والإيرانيون "الشيعة"!إن الحديث مقلق جداً عن إمكانية تكرار ما حدث من مخطط أمريكي في المنطقة أيام غزو العراق للكويت وما ترتب عليه من خسائر بشرية ومادية كبيرة وهائلة من الطرفين وما ذلك إلا بتدبير خطير وخبيث من الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بالسكوت والموافقة "الضمنية" عمّا سيفعله صدام حسين من عدوان على دولة وشعب الكويت، الأمر الذي جعله يغزوها معتمداً على غروره وكبريائه، فضلاً عن مباركة الأمريكان له ورغبته في خضوع بقية دول الخليج له، وهو الأمر الذي تسبب في اندلاع حرب الخليج الثانية بين العراق والكويت بعد حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، مما جعل المنطقة تستنزف أموالها وأسلحتها وبنيتها التحتية وكافة منشآتها وممتلكاتها في خسائر كارثية بالنسبة لهذه الدول، بينما كانت "برداً وسلاماً" على الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، حيث استفادت الأولى الكثير من الأموال الطائلة نتيجة الاستعانة بها للدفاع عن الكويت وتحريرها، فضلاً عن توقيعها للمزيد من الاتفاقيات الأمنية ومعاهدات شراء الأسلحة من الغرب الذي انتعش اقتصاده من جراء خراب بيوت دول الخليج وزعزعة أمنها واقتصادها.إن الأمر يحتمل الحدوث مرّة أخرى، فالفتنة الدائرة لزرع الشقاق والخلاف بين دول الخليج بسبب مواقف قطر وتركيا المعارضتين للانقلاب العسكري الأثيم في مصر وبين مواقف دول الخليج الأخرى المؤيدة للانقلاب والخائفة، بل "المرتعدة" من وصول "الإسلاميين" للحكم في مصر.. هذه الفتنة التي ترغب أمريكا وإيران في زيادة اتساع رقعتها، بل والتحريض عليها من أجل أن تتهوّر دولة ما فتدخل في صراع عسكري مع دولة أخرى لتندلع بعدها حرب "ثالثة" – لا قدّر الله – لن يستفيد منها إلا ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية التي اتخمت من براميل النفط العراقي المنهوب، فضلاً عن أموال دول الخليج العربي التي تصب في خزينتها من كل حدب وصوب من شتى دول الخليج العربي الستة.وكما دخلت إيران في العراق بعد أن أنهكت جسده الضربات الجويّة الأمريكية واحتلت أراضيه وسرقت براميل النفط من حقوله، تماماً مثل الضباع الحقيرة التي تنهش جسد الفريسة بعد أن يصطادها السبع! فها هي إيران قد احتلت العراق بشكل "غير مباشر" عن طريق نوري المالكي وأتباعه وأنصاره من جنود إيران وخدمها في العراق الذين نهشوا ما تركه لهم الأمريكان!، فإن الأمر قد يتكرر في الخليج مرّة أخرى في أي حرب "قذرة" قد تندلع بين دول الخليج العربي، حيث ستتدخل أمريكا بحجة الدفاع عن الطرف المظلوم وبحجة تهدئة الأوضاع، مما يعني المزيد من المصالح لها والأموال في خزينتها "المفلسة" ومما يعني المزيد من الأمن لإسرائيل "حليفتها" والمزيد من التوسّع الإيراني الشيعي السرطاني في جسد الأمة الإسلامية وفي دول الخليج العربي "السنيّة" تحديداً بتواطؤ خبيث وحاقد من دول خليجية مناصرة ومؤيدة ومباركة لها في ذلك التوسّع والاحتلال!إن المنافقين حاولوا وسيحاولون مراراً وتكراراً - منذ عصر الإسلام الأول إلى أن تقوم الساعة – بأن يفرّقوا المسلمين وأن يشعلوا نار الفرقة والحرب بينهم، كما فعل عبد الله بن أبي بن سلول في أوساط المهاجرين والأنصار من الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلى يومنا الحاضر، وها هي إيران و"الشيعة" يقومون بهذا الدور الحاقد الخبيث في بثّ روح الفرقة والخلاف ويشتركون مع اليهود والنصارى في مخطط تقسيم العالم الإسلامي، وها هم الآن يسعون إلى تقسيم دول الخليج إلى دويلات متقاتلة متنازعة فيما بينها ولا أبالغ إن قلت لكم بأن الأيام القادمة ستشهد المزيد من الزيارات والاتصالات الخبيثة من قبل الأمريكان والإيرانيين لدول الخليج بشكل منفرد وسيسعون بكل جهدهم إلى تأييد دولة وتحريضها ضد أخرى من أجل أن يقع الخليج بأسره فريسة لهم.. كما وقع العراق ودول أخرى من قبله فريسة للوحوش من السباع الجائعة "الأمريكان" وأعوانهم من الليبراليين والعلمانيين في المنطقة.. ثم لتكمل نهش ما تبقى من تلك الفريسة الضباع الحقيرة من "الإيرانيين" وأعوانهم من الشيعة في المنطقة.يجب أن تستيقظ دول الخليج العربي قاطبة بلا استثناء وأن تتحد فيما بينها وأن تضع نصب أعينها مقاومة ذلك المخطط الخبيث للأمريكان والإيرانيين وأن يتركوا عنهم تلك الأوهام السخيفة التي رسمها الأعداء لهم من أن الإسلاميين هم عدوّهم الأول! فلا يقول ذلك إلا سفيه عقل ولا يأخذ به إلا منافق يُظهر الإسلام ويخفي الكفر في باطنه! والأيام القادمة ستشهد، بإذن الله تعالى، مزيداً من التطوّرات نأمل أن ينتصر فيها أهل السنة في دول الخليج وهم يد واحدة ضد أعدائهم.. قبل أن يكونوا فريسة سهلة للسباع الجائعة والضباع الحقيرة.
1065
| 13 مارس 2014
لم يعد الضحك والقهقهة مقصوراً على اليهود وأعوانهم من الأمريكان بعد نجاح مخططهم في ضرب ثورات الشعوب المطحونة في بلاد العالم العربي والإسلامي بل امتد الأمر ليشمل الإيرانيين الذين يضحكون ملء شدقهم ويقهقهون بل وينبطحون أرضاً من فرط فرحهم بنجاح مخططاتهم التي تقاسموها ورسموها مع حلفائهم الصهاينة والأمريكان في تقسيم منطقة الخليج العربي بعد نجاحهم في تقسيم العراق أو بالأحرى الاستحواذ عليه من قبل إيران بعد أن انتهت أو بالأحرى "شبعت" الولايات المتحدة الأمريكية من سرقة النفط من أرضه حتى أوشك "الضرع" أن ينشف من البترول فألقمته إيران لتستكمل سرقة خيرات وثروات العراق لتصدير عقيدتها الشركية الباطلة في العالم الإسلامي فضلاً عن تبادل الأدوار مع الأمريكان الذين قتلوا الشعب العراقي وتفننّوا في تعذيبه – كما في جرائم سجن أبو غريب وغيرها – ليستكمل الإيرانيون قتل أهل السنة وإبادتهم عن بكرة أبيهم على يد خادم إيران وعميلها نوري المالكي.دول الخليج العربي بدأت تقطف ثمار مواقفها السلبية تجاه تحركات إيران وتقاربها مع الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا السكوت على قتل أهل السنة في الأحواز العربية وفي العراق على يد الإيرانيين بإشراف حقير من قبل الأمريكان لم تقابله دول الخليج العربي مجتمعة إلا بالمزيد من السكوت والتفرّج واستكمال مشاهدة سباقات الهجن والفروسية المشتركة فيما بينهم واستكمال مشاهدة مباريات كأس الخليج لكرة القدم وغيرها من الاهتمامات المشتركة لدول مجلس التعاون الذي يغلي على فوهة بركان يكاد ينفجر في أي لحظة بينما لايزال يعيش على ذكريات التعاون المشترك والإنجازات! كبرنامج "افتح يا سمسم" على سبيل المثال لا الحصر. هذا المجلس الذي لايزال كذلك يعيش على ذكريات السجاد الأحمر الذي تفترشه المطارات الخاصة لاستقبال رؤساء دول الخليج العربي والورود المنثورة على مواكب الضيوف فضلاً على الأغاني الوطنية التي تعجّ وتغصّ بها القنوات الرسمية في دول الخليج الست بينما كانت الطبول تقرع في خارج الخليج على أنغام حروب ونزاعات ومؤامرات تحاك للمنطقة في الوقت الذي لايزال المواطن الخليجي العربي ينتقل بمشقة وصعوبة وإهانة – أحياناً - بين هذه الدول الست! بينما ينتقل بكل يسر وسهولة وكرامة بين ثماني وعشرين دولة! هي دول الاتحاد الأوروبي التي نجحت في تغليب مصلحة شعوبها واقتصاد أوطانها على المصالح الشخصية والأهواء الفردية والنزاعات القبلية.لقد أكدّ الكثير من الدارسين والمحللّين للوقائع والأحداث بأن دول الخليج العربي ستؤول إلى المزيد من الانقسام إلى دويلات وقبائل متنازعة متناحرة كما كانوا في زمن الجاهلية " قبل الإسلام" ما لم يتحدوا فيما بينهم ويفهموا حقيقة الصراع الدائر حولهم من قبل أمريكا وإيران، ولكن يبدو أن "أذن من طين وأخرى من عجين" فهم إمّا أنهم يدركون ويعرفون ذلك ولكنهم لا يريدون أن يفعلوا شيئاً تجاه إيران وأمريكا لأنهم يريدون تصفية حساباتهم فيما بينهم تطبيقاً للمقولة الخليجية "هدني وأهدّك" أو "فكني وأفكك" أو المصرية "سيب وأنا أسيب" أو مقولة البنات المعتادة "اتركي شعري وأترك شعرك" بينما العالم يتفرج على هذه الأضحوكة! وإما أنهم في المقابل لا يدركون حقيقة ما تخطط له إيران وأمريكا منذ سنوات طوال وما أكدته مؤخراً أحداث الشغب في البحرين واليمن وما سبقها من احتلال إيراني "طائفي" حاقد للعراق وسوريا، فإذا كان الاحتمال الأول نقول "فتلك مصيبة" وإذا كان الاحتمال الثاني نقول "فالمصيبة أعظم"!، وفي الحالتين فإن مصير دول الخليج العربي سيكون بمثابة قنبلة يدوية ستنفجر في يد المتنازعين عليها وفي وجوههم بدلاً من أن يتعاونوا معاً فيلقوها في وجه عدوّهم فتفجر فيه وتنتهي المشكلة.لهذا نقول كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به حال أولها) ونقول أيضاً كما نجح الرسول عليه الصلاة والسلام في جمع كلمة العرب على أرض هذه الجزيرة بالإسلام بعد أن كانوا قبائل متناحرة متقاتلة تعيش على هامش الحياة وجعلها الله بالإسلام خير أمة أخرجت للناس فإنها ينبغي أن تعود للإسلام الصحيح كي تعود لها العزّة والمكانة والهيبة في نفوس أعدائها، قال تعالى (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام).لهذا فإن الفرقة قد دخلت على العرب والمسلمين عموماً وعلى دول الخليج العربي خصوصاً عندما ابتعد بعضهم عن الإسلام وأراد العزّة بأمريكا أو إيران أو بالصهاينة وغيرهم من أعداء الأمة المتربصين بنا الدوائر، وأعجب كثيراً من دول خليجية تدّعي الإسلام بينما تحارب الإسلام في كثير من نواحيه فتبيح ما حرّم الله ورسوله من الخمور والربا والزنا وغيرها من المنكرات وفي المقابل تضطهد وتعتقل وتخرس ألسنة الدعاة والمصلحين الذين يريدون الخير للبلاد والعباد.لقد نجح المنافقون وأدعياء الإسلام من المحسوبين على أهل منطقة الخليج أو من الدخلاء عليها من خداع بعض حكّام الخليج وإقناعهم أن الإسلاميين أو إن صحّ التعبير الملتزمين بدينهم يريدون زعزعة الأمن في بلادهم والانقلاب على الحكّام والاستحواذ على السلطة وغيرها من الإدّعاءات الباطلة التي ينفيها العقل والأدلّة، فهذه المنطقة وحكّامها كانوا بخيرٍ ورخاءٍ طالما التزموا بدينهم ولطالما كان بعض حكّام الخليج محبين لدينهم ملتزمين بالفطرة، يقرّبون العلماء والصالحين بل إنّ بعضهم كان يؤمّ المصلين ويكرّم العلماء ويدنيهم من مجلسه، ولكن هؤلاء المنافقين المحاربين للإسلام يزعجهم أن ينادي أهل الخير ودعاة الإصلاح بمنع الخمور والربا وتطبيق العدالة العامة بين الناس، فماذا يريد أهل الخير والصلاح من أهل الخليج من حكّامهم أكثر من إقامة حكم الله وتطبيق شرعه وتحريم ما حرّمه الله تعالى، ووالله الذي لا إله إلا هو أقولها وأنا على يقين بأن أهل الخير ودعاة الإصلاح لايريدون الحكم ولا السلطة وإنمّا يتهرّبون منها لعلمهم بأنهم محاسبون على كل صغيرة وكبيرة وأن الأمانة خزي وندامة يوم القيامة لمن خانها ولم يؤدّ حقّها.إننا على أعتاب مرحلة جديدة وخطيرة كنّا قد حذّرنا منها مراراً وسابقاً – في مقال سابق بعنوان زلزال الخليج - بأنه كما تضررت وتأثرت دول الخليج العربي بالهزّات الأرضية القادمة من إيران فإنها ستهتز فعلاً إن لم تتعاون فيما بينها ضد مخططات الإيرانيين والأمريكان في المنطقة، فالخليج الآن على أبواب بركان لا زلزال هذه المرّة يوشك أن يثور وينفجر وتوشك المنطقة أن تنشطر بعده إلى دويلات متفرقة تتقاتل فيما بينها.. ويلهو بها الفرس والروم "الإيرانيون والأمريكان".
990
| 06 مارس 2014
قد يختلف المحلّلون في ماهية الأسباب والدوافع التي تسببت أو قد تتسبب في اندلاع ثورات الشعوب ضد حكوماتها في بلد دون آخر، ولكني أرى أن أي أزمة حقيقية تتفاقم لتصبح معاناة دائمة يعانيها الناس في بلد ما وتعجز الحكومة أو الحاكم أو البرلمان أو سوى ذلك من أشكال الحكم في حلّها فإن ذلك قد يقود إلى مظاهرات وثورات يصبح الحقّ والنصر فيها للطرف الآخر الذي ملأ الشوارع والميادين بينما يخفت صوت العقل والمنطق عند الحكومات والحكام ليبدأ صوت الرصاص والمدافع وبالأخص في عالمنا العربي المليء بالأزمات والمشكلات وأيضاً بالثورات المعلنة وغير "المعلنة" أو بمعنى آخر الدول التي سيؤول مصير أزماتها إلى الثورات إمّا عاجلاً أو آجلاً، لأنها أزماتها عبارة عن رماد يخفي كمية من الجمر لا يعلمها إلا الله تعالى ستظهر مع أول ريح خفيفة أو ربما مع أول نسمة هواء عليلة!اندلعت الثورات العالمية عموماً والعربية خصوصاً في الغالب لسببين رئيسيين أولهما حالة الفقر والجوع التي يعاني منها عموم الناس، والسبب الآخر هو المبادئ والقيم والحريّات والأفكار التي يعيش من أجلها الناس ويؤمنون بها ثمّ تأتي السلطات أو الحكّام ليفصلوا ما بين الناس ومبادئهم وقيمهم وحريتهم وأفكارهم ليفرضوا عليهم ما يرونه من أفكار تتعارض في الغالب مع ما يؤمن به الناس بل وتتعارض أحياناً مع العقل والمنطق والفطرة وسنن الكون، وفي عالمنا العربي والإسلامي عانت الشعوب ولاتزال من الجوع والفقر ومن الاستبداد الفكري والاعتقادي والأخلاقي الذي تريد أن تفرضه حكومات وأيديولوجيات غربية على حكّام - ضعفاء جبناء أمام أعدائهم وأشداء أقوياء على شعوبهم - يستمعون جيداً لأوامر أسيادهم وينفذونها بحذافيرها بكل قهر واستبداد واستعباد على مواطنيهم وشعوبهم.إن حالة الصراع الذي تمارسه الحكومات والحكّام في عالمنا العربي والإسلامي – وليست دول الخليج العربي باستثناء من تلك القاعدة – ضدّ شعوبها وبالأخص في قوتهم ولقمة عيشهم وفي دينهم وعقائدهم وأخلاقهم لايزال يتكرّس يوماً بعد آخر في عالمنا العربي والإسلامي، فبعد أن أوشكت بعض الشعوب تتخلّص من حكّامها الطغاة المجرمين في مصر وتونس وليبيا واليمن إذا بأنصارهم من الحكّام الطغاة في دول أخرى يساندونهم بالدعم السياسي والاقتصادي لتتأخر نهضة تلك الدول ويستمتع أولئك الحكّام بمزيد من الوقت على عروشهم في حين يستمتعون بتعذيب الشعوب في داخل وخارج أوطانهم، بل ويقدّمون الدعم أكثر من ذي قبل لمن يقوم بتجويع شعبه أكثر ولمن يقوم بمناهضة ومقاومة تطبيق شرع الله وحكمه في بلاد المسلمين!.ولعلّ هذه الحالة من الظلم الذي يمارس على الشعوب في ممارستها لدينها وعباداتها وحصولها على لقمة عيشها قد جعل البعض يصفها بالجاهلية الجديدة التي تفوق أهل الكفر والشرك في أغلب الأحيان في عدائهم للمسلمين وتعذيبهم لهم كما كان يفعل مشركو قريش مع أوائل المسلمين في رمضاء مكّة، بل إنّ الأمر تطور أكثر ليشمل مجازر جماعية واعتقالات عشوائية وشتّى أنواع التعذيب والإهانة والاستفزاز وإخضاع الناس لأصنام جديدة في كل مجالات الحياة!.ينبغي أن يعلم الطغاة – وهم يعرفون أنفسهم جيّداً – بأن مضايقة الناس في عبادتهم وأرزاقهم ستجلب لهم اللعنات تلو اللعنات وأن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الدعوات المظلومة في طريقها للإجابة صاعدة إلى السماء فحينئذ لن تنفعهم أمريكا ولا إسرائيل ولا روسيا ولا الصين ولا الثمانية العظمى ولا الاتحاد الأوروبي ولا الأمم المتحدة ولا الناس أجمعين! حين ينتقم الله العزيز الجبّار المتكبّر من أولئك الجبابرة المتكبرون المتعجرفون المتعالون فيزول حكمهم ويتزعزع سلطانهم ويُذلّهم الله ويعذّبهم في الدنيا والآخرة ليكونوا عظة وعبرة كما كان فرعون من قبلهم مثالاً يضرب إلى يوم القيامة.نعم إنها صيحة تحذير ورسالة نذير للظلمة والطغاة من الحكّام العرب والمسلمين بأنهم لن يصمدوا أمام ثورات الشعوب القادمة لامحالة إن لم يستجيبوا لمطالبها ويدعوها تمارس عبادتها دون استفزاز أو إهانة وأن يخلو ما بينها وبين حرّيتها التي كفلها الإسلام لها، وأن يعطوها نصيبها من الحقوق والثروات وأن ينصفوها من كل ظالم وأن يعدلوا بينهم بالحق والمساواة.ولست هنا محرّضاً لاندلاع الثورات أو داعياً لإشعال المظاهرات ولكنني أذكّر وأحلّل وأرصد ما جرى ويجري من صراعات وأزمات وبدايات ونهايات.. وعلى العاقل أن يفهم كيف كانت بداية الظالمين وكيف آلت نهايتهم، وعلى الحاكم أن يختار نهايته وأن يكتب قصّته بنفسه، إما إلى النفي والإبعاد كما حدث مع زين العابدين بن علي أو السجن والمحاسبة كما حدث مع حسني مبارك وإما مع العزل والطرد كما حدث مع علي عبدالله صالح وإما مع القتل والإذلال كما حدث مع القذافي وإما مع نهاية مأساوية جديدة قريبة لبشار الأسد ونوري المالكي وعبدالفتاح السيسي وأعوانهم وأنصارهم ومؤيديهم إن شاء الله.
1574
| 27 فبراير 2014
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
5904
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
5595
| 25 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4470
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3327
| 29 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
1596
| 26 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1320
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1185
| 28 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
840
| 30 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
831
| 25 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
831
| 25 سبتمبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
819
| 30 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية