رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من أبشع الجرائم السياسية في التاريخ الحديث عندما منح وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في عام 1917 وعده المشؤوم متجاهلًا الحقوق التاريخية والسياسية والإنسانية للشعب الفلسطيني. كان هذا الوعد بمثابة (إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق) حيث تنازلت بريطانيا عن أرض لا تملكها ومنحتها لحركة استيطانية دخيلة لتزرع بذور معاناة شعب بأكمله وتبدأ مأساة لا تزال فصولها مستمرة حتى يومنا هذا. واليوم وبعد قرن من الزمن تطل من نافذة الحرية المزعومة بريطانيا بخطوة متأخرة جداً عبر إعلان اعترافها بدولة فلسطين هذه الخطوة وإن جاءت بعد عقود من القتل والنكبات والتهجير والاحتلال فهي تحمل في جوهرها محاولة لتصحيح جزء من الخطأ التاريخي الذي ارتُكب بحق فلسطين وشعبها. إن الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين ليس منّة ولا فضلا ولا حسنة ستمحو سيئة ما فعلت بل استحقاق أصيل تأخر كثيراً وهو واجب إنساني وأخلاقي وحقوقي قبل أن يكون قراراً سياسياً فالشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه بعربه وسائر مكوناته أثبت تمسكه بأرضه وهويته وواجه بصدور عارية آلة الاستعمار والاحتلال متمسكاً بحقه الذي لا يسقط بالتقادم. لقد كانت دولة قطر سبّاقة في دعم القضية الفلسطينية سياسيًا وإنسانيًا وإعلاميًا إيمانًا منها بعدالة القضية ورفضًا لممارسات الاحتلال وتؤكد قطر دومًا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو حق لا نقاش فيه وأن أي محاولة للالتفاف على هذا الحق لا تمثل سوى استمرار للظلم التاريخي وإن الموقف القطري لا ينطلق من عاطفة آنية بل من قناعة راسخة بأن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا بإقرار العدالة ومنح الفلسطينيين حقوقهم كاملة غير منقوصة وفي مقدمتها حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة. اعتراف بريطانيا اليوم بدولة فلسطين يجب ألا يُقرأ كخطوة رمزية فقط بل كإشارة إلى المجتمع الدولي بأن ساعة الحقيقة قد حانت لقد آن الأوان لأن تتحمل الدول الكبرى مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية وأن تكف عن سياسة الكيل بمكيالين التي طالما شجعت الاحتلال على التمادي. الاعتراف المتأخر لا يعوّض مائة عام من الألم من القتل من الشتات لكنه قد يكون بداية مسار جديد يُعيد للفلسطينيين بعضاً من حقوقهم المشروعة ويعيد للعالم شيئاً من توازنه الأخلاقي المفقود. إن وعد بلفور كان عنواناً لمرحلة مظلمة من التاريخ لكنه لم ولن يطمس حقيقة أن فلسطين كانت وما زالت وستبقى أرضاً عربية إسلامية ومسيحية لشعبها الحق الكامل فيها وإذا كان الماضي قد شهد (إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق) فإن المستقبل لابد أن يشهد إعادة الحق لأهله واعتراف العالم بأسره بأن لا سلام بلا عدالة ولا عدالة بلا فلسطين حرة مستقلة.

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4503

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3369

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1344

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1077

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

843

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

669

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
النعمة في السر والستر

كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...

612

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

609

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

585

| 03 أكتوبر 2025

أخبار محلية