رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لم تكن الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام دورة عادية بالنسبة لدولة قطر وقد ترأس سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفد قطر للمشاركة في هذه الدورة، وفي المناقشة العامة ألقى سموه خطابا بالغ التأثير، استعرض فيه العدوان الإسرائيلي على قطر في التاسع من سبتمبر الحالي، وقد استهدف العدوان السيادة القطرية والوفد الفلسطيني المفاوض لإنهاء الحرب على غزة وهم في اجتماع في منزل أحد قادة المقاومة الفلسطينية في حي سكني يضم دور حضانة أطفال ومدارس ودور عبادة ومستشفيات وبعثات دبلوماسية معتمدة لدى الدولة، كان هدف ذلك الاجتماع مناقشة مقترح الرئيس الأمريكي ترامب المقدم للفلسطينيين لانهاء الحرب. وقد عبر سموه عن غضبه والشعب القطري والمقيمين على صعيد قطر من ذلك العدوان ووصفه بانه إرهاب دولة انه عدوان مسلح ضد دولة ذات سيادة وليست في حالة حرب مع الكيان الصهيوني، انه عدوان على دولة قطر التي وهبت نظامها السياسي وكل امكانياتها من اجل حل الصراعات بالطرق السلمية والتوسط بين الأطراف المتنازعة من أجل تحقيق الامن والاستقرار والسلام لكل الشعوب. لقد عبر سموه عن شكره وتقديره لكل قادة العالم وشعوبه الذين عبروا عن تضامنهم مع دولة قطر ضد الاعتداء الإسرائيلي على السيادة القطرية. والحق ان خطاب سموه كان شاملا جامعا معبرا عن آمال الشعوب وتطلعاتها نحو تحقيق السلام والعدالة والمساواه والتنمية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني فلسطين وكما هي عادة سموه يقدم مبادرة في كل دورة من دورات الجمعية العامة يحضرها ومبادرته هذا العام دعوته لاستضافة مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية خلال الفترة من 4 ــ 6 نوفمبر 2025 وهكذا تقرر. (2) شارك سموه في» قمة متعددة الأطراف « التي دعا لانعقادها الرئيس الأمريكي ترامب شارك فيها دول عربية وإسلامية كان من بينهم الرئيس التركي أردوغان والرئيس الاندونيسى وملك الأردن وآخرون كانت تهدف هذه القمة الى انهاء الحرب على غزة ورفض تهجير الفلسطينيين وإدخال الامدادات والتموين بكل أنواعها الى اهل غزة وتبادل الاسرى والمحتجزين ووضع خطة شاملة لاعادة الاعمار في غزة استنادا الى خطة الدول العربية ومنظمة العمل الإسلامي الى جانب لقاءاته مع قيادات عالمية شاركت في أعمال الجمعية العامة هذا العام. (3) معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ترأس وفد دولة قطر للمشاركة في الاجتماع الوزاري الخليجي ـ الأمريكي وكان على جدول أعمال المجلس آخر المستجدات السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة العدوان الإسرائيلي على قطر والحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية وسورية ولبنان وتونس واليمن. نشاط منقطع النظير بجدول اعمال معاليه في نيويورك مزدحم بلقاءات على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 80 اجتمع مع وزيرة خارجية كندا وقد عبر معاليه للوزيرة الكندية عن أهمية تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط عبر الحوار والوسائل السلمية وخاصة القضية الفلسطينية لاسيما في قطاع غزة والضفة الغربية كما ناقشا التعاون البناء بين دولة قطر وكندا وسبل تعزيزه. الى جانب ذلك التقى معاليه مع وزير خارجية جمهورية سنغافورة وآخرين. (4) سعادة سلطان المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية ترأس وفد قطر في الاجتماع الوزاري الخليجي ـ الفرنسي الذي عقد في نيويورك على هامش انعقاد دورة الجمعية العامة كما شارك في اعمال اجتماع رفيع المستوى لدول الجنوب العالمي ذات التوجهات المتشابهة. كما شارك سعادة الدكتور محمد الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية في اجتماعات رؤساء الدول والحكومات بشأن اليوم الثاني في غزة وقال سعادته: «ان التخطيط لمستقبل غزة لا يحتمل التأجيل اذ ينبغي ان يكون» اليوم التالي « بقيادة فلسطينية وعلى الشركاء في اوروبا والعالم العربي ان يكونوا على أهبة الاستعداد لدعم هذا المسار دون فرضه أو الوصاية عليه وعلى الفلسطينيين ان يشكلوا مستقبلهم بأنفسهم». (5) لقد لعبت المرأة القطرية دورا هاما في المشاركة في اعمال الجمعية العامة ولجانها ومجلس الامن الدولي. كان في مقدمة النسوة القطريات المشاركات عمليا سعادة السيدة بثينة بنت على النعيمي وزيرة التنمية الاجتماعية والاسرة التي اكدت في مداخلتها في الحدث «رفيع المستوى» ان اعلان الدوحة المقرر اعتماده في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المزمع انعقادها في الدوحة في مطلع نوفمبر القادم سيكون حجر الزاوية لتوحيد الجهود العالمية نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. الدكتورة مريم بنت علي المسند وزيرة التعاون الدولي شاركت في اعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الامن الدولي حول الشرق الأوسط وفي كلمتها امام المجلس ناشدت المجتمع الدولي عامة ومجلس الامن الدولي خاصة بوضع جدول زمني ملزم لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. وكان للشيخة هنوف بنت عبد الرحمن آل ثاني مديرة إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية حضور لافت سياسيا حيث شاركت في الاجتماع الوزاري رفيع المستوى بشأن مبدأ « المسؤولية عن الحماية « بمقر الأمم المتحدة وقد اقر ادراج هذا البند على جدول اعمال الجمعية العامة في مؤتمر القمة العالمي عام 2005 الذي عقد في نيويورك اذ أقر جميع رؤساء الدول والحكومات بمسؤولية حماية السكان من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم المرتكبة ضد الانسان وفي كلمة الشيخة هنوف ذكّرت العالم بما اتفق عليه في ذلك المؤتمر وناشدت العالم بحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة ومع كل هؤلاء كان الحضور الدائم لمندوب قطر لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني. آخر القول: كانت دولة قطر حاضرة بكل ثقلها السياسي في الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة وكان للمرأة القطرية دور بارز في حوارات ومناقشات الوفود العالمية التي شاركت في هذه الدورة.. حمى الله قطر قيادة وشعبا وسيادة من كل متربص بها ومن كل معتد أثيم أو هماز مشاء بنميم.
261
| 30 سبتمبر 2025
تأسست جائزة نوبل للسلام عام 1901 وهي تقدم لأفراد خدموا الإنسانية فكرا أو عملا، ومنظمات أدت مساهمات بارزة لتعزيز السلام وحل النزاعات، وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة وكذلك العمل الإنساني وفي هذا المجال، فإن الذي يستحق جائزة نوبل للسلام بجدارة هو (دولة قطر) ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ومن قبله سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي أرسى قواعد السلم والأمن في أكثر من قطر عربي وأفريقي. ونورد امثلة على جهود القيادة السياسية القطرية في إرساء قواعد السلم والأمن الدوليين طبقا لأهداف «جائزة نوبل للسلام» القائمة على تعزيز السلام وحل النزاعات وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات المتعددة والعمل الإنساني. في هذا المجال: عملت الدبلوماسية القطرية في عهد الأمير الوالد الشيخ حمد عام 2007 على الافراج عن ممرضات بلغاريات من المعتقلات الليبية في عهد الرئيس معمر القذافي وقضين في السجن ثمانية أعوام ودفعت نظير ذلك أموالا طائلة «هذا عمل إنساني». في عام 2008 نجحت الدبلوماسية القطرية في إنهاء الحرب بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين، في عام 2008 استطاعت الدبلوماسية القطرية بقيادة الأمير الوالد في حينه وبعد مضي أكثر من 18 شهرا من الاضطرابات السياسية والاجتماعية في لبنان تحقيق السلم والوفاق بين الأحزاب السياسية اللبنانية والاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية وإجراء انتخابات برلمانية. وتوقيع اتفاق هدنة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في أعوام 2009، 2012،2014، 2021. وفي عام 2011 تم تحقيق مصالحة واحلال السلام في دارفور وفي نفس العام نجحت الوساطة القطرية في إنهاء الخلافات الحدودية بين جيبوتي وإرتريا. (3) توالت المسيرة في تحقيق السلم والأمن وتأكيد الالتزام بمبدأ حل النزاعات بين الأطراف المتصارعة وتعزيز مبادئ الحوار بين الثقافات والعمل الإنساني في عهد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ففي عام 2013 وبوساطة قطرية توصلت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة الى اتفاق وقف اطلاق النار في دارفور في محاولة لإعادة احياء عملية السلام، كان ذلك في اعقاب تصاعد القتال في إقليم دارفور. وتم الإفراج عام 2014 عن راهبات محتجزات في شمال سورية مقابل إفراج نظام بشار الأسد عن 153 معتقلة سورية من سجونه وبتوجيه شخصي من أمير دولة قطر الشيخ تميم عام 2013 جرى التوسط من أجل إطلاق سراح «راهبات معلولا». تبادل الأسرى بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية عام 2014. في عام 2015 نجحت الوساطة القطرية في إنهاء الخلاف بين قبائل التبو والطوارق في ليبيا، وفي عام 2019 استضافت العاصمة القطرية جولات من التفاوض بين حركة طالبان والإدارة الامريكية وكانت نتيجة تلك المفاوضات بوسيط قطري انسحاب القوات الامريكية وقوات التحالف من أفغانستان في أواخر عام 2020م. بعد عشرين عاما من الحرب الضروس في أفغانستان. في عام 2021 توسطت قطر بين كينيا والصومال وإنهاء الخصومة بين الطرفين وعودة العلاقات الثنائية الى طبيعتها. وفي عام 2022 وبرعاية قطرية وقعت اتفاقية سلام بين السلطات الانتقالية في تشاد وجماعات من المعارضة يمهد الطريق لعقد حوار مصالحة وطنية شاملة، وتم تبادل محتجزين بين أمريكا وإيران بمساع قطرية عام 2023 والإفراج عن 6 مليارات دولار من أموال طهران كانت محتجزة في بنوك كوريا الجنوبية مقابل إفراج ايران عن 5 سجناء أمريكيين. وبوساطة قطرية 2024 بين الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا تم تبادل السجناء، وفي عام 2024 /2025 بوساطة قطرية تمت عملية لم شمل أطفال أوكرانيين وأطفال روس مع عائلاتهم بعد أن فرقتهم الحرب الدائرة بين الدولتين. ومنذ 2023 وحتى تاريخه والدبلوماسية القطرية منخرطة في إيجاد حلول سلمية ووقف الحروب وإدخال المساعدات الإنسانية الى غزة وإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها اسرائيل ضد اهل غزة. وأخيراً وليس آخراً: تمكنت الوساطة القطرية في 19 يوليو الراهن من تحقيق إنجاز في حل الصراع القائم بين حكومة الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس المعروفة باسم «الجيش الثوري الكونغولي» أو تحالف نهر الكونغو التي تلقى تعاطفا من قبل حكومة رواندا المجاورة. وعلى ذلك وقع اتفاق إعلان مبادئ السلام بين الطرفين في الدوحة وقد أشيد بجهود دولة قطر عالميا في تحقيق السلام المنشود. (5) ما سبق كان في مجال التوسط بين المتنازعين بهدف إحلال السلام والأمن بين الشعوب، وذلك أحد أهداف جائزة نوبل وقد حققته القيادة السياسية القطرية. الهدف الثاني من أهداف الجائزة آنفة الذكر تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات. في عام 2003 دعت دولة قطر الى عقد مؤتمر لحوار الأديان لتعزيز التفاهم بين الأديان وما برحت تمارس انعقاده حتى اليوم الى جانب ذلك في عام 2018 خصصت قطر جائزة دولية لحوار الحضارات وأصبحت مركزا عالميا للرياضة وتوجت ذلك باستضافة كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط. وفي مجال التعليم نجحت قطر في إعادة أكثر من 10 ملايين طفل للمدارس عبر «مؤسسة التعليم فوق الجميع» التي ترأسها سمو الشيخة موزا. آخر القول: كل الشروط تنطبق على دولة قطر بقيادة أميرها لنيل جائزة نوبل للسلام، والله الموفق.
378
| 29 يوليو 2025
شُغِل الإنسان العربي الغيور بحال أمته الذي يسير من سيئ إلى أسوأ. في أقصى بلاد المغرب العربي ثبّتت إسرائيل قواعدها العسكرية والتجسسية، وفي قلب الوطن العربي بلاد الشام سوريا ولبنان وفلسطين تزداد إسرائيل شراسة ضد أمتنا العربية، وفي فلسطين غزة محرقة للحرث والنسل ولم يبق في غزة ملاذ آمن للإنسان تلاحقه الإبادة الجماعية والدمار الشامل لكل مناحي الحياة وحرب تجويع وحرب تعطيش وحرمان من الدواء تشنها إسرائيل على أهلنا في فلسطين. شعوب الغرب وقادته رفعوا أصواتهم ضد ما تفعل إسرائيل بالفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية إلى حد التهديد بفرض عقوبات ومقاطعة للكيان الصهيوني في فلسطين والعرب الميامين عما يفعل الصهاينة بنا يتغافلون وكأن الأمر لا يعنيهم وكأنهم في مأمن عن ارتدادات الأطماع الصهيونية. وفي الخليج العربي أنشبت الصهيونية العالمية بقيادة إسرائيلية أظافرها على شواطئ الخليج العربي الرملية وبين مداخن النفط والغاز وكل يوم تزداد قوة في تواجدها في خليجنا العربي. وعلى شواطئ البحر الأحمر تحلق طائرات العدو الصهيوني دون اعتراض لتمطر اليمن الشقيق بأسلحة خارقة حارقة لا تبقي ولا تذر. السودان جراحه تنزف والمال العربي ليس بعيدا عن تعميق تلك الجراح في السودان وليبيا تتمزق وحدتها نتيجة لأطماع في سلطة عقيمة لم يتداع الطامعون في السلطة في ليبيا إلى اجتماع لتقاسم المنافع والنهوض بليبيا بدلا من إنفاق المال على حروب غير مجدية والتي يعلم الجميع أن إسرائيل ليست بعيدة عن كل ما يجري إلى حد أن أحد أبناء المتنفذين الطامعين في الهيمنة يتجول في تل أبيب كأنه يتجول في شوارع القاهرة دون حياء أو كرامة. (2) رغم كل الجراح لم ننس اليمن الشقيق وأحداثه نتساءل أين «السلطة الشرعية» بقيادة رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي العالم المجرب بالشأن اليمني والذي تولى منصبه في أبريل 2022 ومعه ثمانية هم أركان المجلس الرئاسي أبرزهم سلطان العرادة وآخر هو عيدروس الزبيدي وشتان بين الرجلين، الزبيدي يعتبر الشريك المناكف في المجلس الرئاسي. سؤال اليمني البسيط ماذا قدمت له هذه السلطة الشرعية؟ البلاد بلا كهرباء وتشح مياه الشرب والتضخم جامح وسعر العملة اليمنية في تراجع والبطالة عامة والفقر سمة المجتمع اليمني في ظل هذه السلطة والأمراض تفتك بالناس، والدولة مقسمة السيد الزبيدي موكبه في تنقلاته يزيد على موكب الرئيس الأمريكي ترامب، الزبيدي يعشق أن يلقب «بفخامة الرئيس» وهو أشد دعاة الانفصال في اليمن. ما حدث لكم د. العليمي في نيويورك عند مشاركتكم في أعمال الجمعية العامة بمعية السيد الزبيدي يقلل من هيبة اليمن أمام المجتمع الدولي لوجود رأسين لوفد دولة واحدة، خطابكما مع رؤساء الوفود الذين قابلتموهم مختلف أحدكما يتحدث باسم جمهورية اليمن والآخر يتحدث باسم دولة الجنوب فأي سلطة شرعية أنتم؟! ومِن مَن تستمدون شرعيتكم؟ أين مقر حكومتكم في عدن أو مأرب أو حضرموت؟ أو حكومة في المنفى تشبهون في جوهركم حكومة بولندا في منفاها بعد الحرب العالمية الثانية. (3) الحركة الحوثية المسيطرة على معظم شمال اليمن ومقرها في صنعاء عاصمة اليمن الموحد تظهر للمجتمع الدولي أنها سلطة متكاملة أمن يكاد يكون منضبطا وسعر الصرف العملة محدد بعناية وجبهة داخلية تبدو متماسكة ويحكم الشمال رأس واحد لا ثمانية كما هو حال السلطة الشرعية تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، الحوثيون حكموا البحر الأحمر ويستهدفون بالحديد والنار كل باخرة متجهة نحو إسرائيل وفرضوا حصارا جويا عن طريق إطلاق الصواريخ فرط صوتية على مطارات العدو الإسرائيلي وبثوا في قلوب الصهاينة الرعب وعدم الاستقرار يدخلونهم الملاجئ لساعات طويلة يعطلون كل وسائل الإنتاج في دولة العدو إسرائيل في كل ربوع فلسطين المحتلة وأجبروا أمريكا على الاتفاق معهم بوقف القصف الجوي الأمريكي والبريطاني على شمال اليمن وأشاد بهم الرئيس الأمريكي وقال «أحترم وعود الحوثيين وقد أظهروا شجاعة كبيرة» في مواجهاتهم العسكرية. الحوثيون ليس بينهم من يدعو إلى الانفصال وتقسيم اليمن. لا جدال بأن قيادة الحوثيين فرضت تنظيم «أنصار الله» على الساحة الدولية، أما «السلطة الشرعية» فالمواطن اليمني ينتظر إلى أين ستقوده. (4) جدا على الساحة اليمنية «حَمْل» ثقيل أنه في مرحلة المخاض يحاول هز جذع النخلة لعلها تساقط عليه مالا وفيرا واعترافا من قوى محيطه الجغرافي أنه تنظيم «الهيئة الحضرمية لإصلاح ذات البين» وتوقعت أنه إصلاح بين أطراف القوى اليمنية المتنافرة أعني إصلاحا بين «الحوثيين المنشقين عن السلطة الشرعية، والسلطة الشرعية ودعاة الانفصال بإصلاح ذات البين» ولكن عندما أمعنت النظر في أدبيات ذلك التنظيم بدا لي أن المستهدف هو المجتمع الحضرمي على وجه التحديد والحق أنني لست من أنصار هذه الانشقاقات أو التكتلات التي لا تسعى إلى ترسيخ مفاهيم ومنافع الوحدة اليمنية، جميل أن يلد هذا المخاض قاعدة قوية تشد من أزر الوحدة اليمنية وتشهر السيف في وجه دعاة الانفصال. آخر الدعاء: اللهم أخرج اليمن من كبوته وأنقذه من دعاة الانفصال ومن دعاة العودة به إلى عصور الظلام ومن الطامعين ومن أبنائه الضالين، إنك على كل شيء قدير.
969
| 03 يونيو 2025
تتسع دوائر الرفض العالمي لحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وعلى وجه التحديد في قطاع غزة، إن سلطة الاحتلال الصهيوني تمارس كل أنواع الحروب على أهلنا في فلسطين، حرب مسلحة فتاكة بأسلحة أمريكية، حرب تجويع، حرب تعطيش، حرب الأمراض ونشر الأوبئة، حرب منع الدواء وتلويث البيئة، حرب إعلامية. إن إسرائيل تمارس حرب إبادة وليس حربا ضد حركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي إنها حرب شاملة بكل معنى الكلمة. هذه الحرب هي أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ نشأتها عام 1948م، هذه الحرب ليست ضد دولة وجيش نظامي وإنما ضد حركة وطنية فلسطينية تكافح من أجل استرداد حقوقها المشروعة وإقامة دولتها المستقلة على ترابها الوطني السليب. (2) شهادات إسرائيلية على ما يجري في غزة .. يقول غولان أولمرت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق: «إن ما تفعله إسرائيل في غزة قريب جدا من جريمة الحرب»، طيار إسرائيلي سابق يونيتان شابيرا يقول «جيشنا منظمة إرهابية»، طبيب إسرائيلي سابو عاموس عمل في حرب غزة يقول «مهمتنا القضاء على الصراصير، أي سكان غزة»، حاخام يهودي يأمر بقتل الأطفال الفلسطينيين «طبقا لسفر التثنية الكتاب المقدس»، البروفيسور عاموس جولد برج أستاذ التاريخ في إسرائيل يقول «إن ما تقوم به إسرائيل في غزة هو عمل إبادة جماعية ولا يمكن الهروب من هذا الاستنتاج ويؤكد أن وتيرة القتل العشوائي والدمار والترحيل الجماعي والتهجير والتجويع والإعدامات والقضاء على المؤسسات الثقافية والدينية وتصفية النخب بمن في ذلك الصحفيون والتجريد الكاسح من إنسانيتهم إنما يخلق صورة شاملة للإبادة الجماعية وللسحق المتعمد والواعي للوجود الفلسطيني في غزة. إن غزة الفلسطينية كما يقول كمركّب جغرافي سياسي ثقافي إنساني لم تعد موجودة والنتيجة بلا شك إبادة جماعية». يائير غولان رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي نائب رئيس الأركان الأسبق يقول «ما نراه اليوم في غزة مأساة غير عادية وعلينا أنها الحرب فورا، ويقول أيضا إن الدولة العاقلة لا تشن حربا على المدنيين ولا تقتل الأطفال كهواية ولا تنتهج سياسة التهجير». نستنتج من هذا أن الحرب الإسرائيلية على غزة ليست دفاعا عن النفس وليست من أجل القضاء على المقاومة الإسلامية في غزة (حماس والجهاد الإسلامي) كما يتمنى بعض العرب وإنما هي إبادة جماعية بهدف التوسع وإبادة أي وجود للشعب الفلسطيني يمكن أن يطالب بحقوقه المشروعة في مستقبل الأيام. (3) غزة يسكنها أكثر من 2 مليون إنسان ليس كلهم حماس والجهاد الإسلامي والحرب على قطاع غزة ومن عليه من الكائنات الحية بشراً كانوا أو غير ذلك لا تفريق بينهم عند حكومة الاحتلال الصهيونية قتلت منهم إسرائيل أكثر من 70 ألف إنسان أعلن عن البعض والبعض الآخر في عداد المفقودين تحت أنقاض الدمار الشامل الذين لا يستطيع أحد الوصول إليهم وأكثر من 130 ألف جريح بعضهم في عداد الموتى لأنهم هياكل بشر من فرط الجوع والتعطيش والمرض، فهل يدرك العرب الميامين هول الجريمة التي ترتكبها إسرائيل على إخواننا وأهلنا في غزة ؟! (4) ثار في أوروبا وكندا وأمريكا اللاتينية بركان سياسي يكاد يغرق إسرائيل من شدة فورانه، سبع دول هي فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا والأورغواي والمكسيك وكندا استدعت سفراء الكيان الصهيوني المعتمدين لديها لإبلاغهم احتجاج هذه الدول حكومات وشعوبا على ارتكاب إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة وعدواناً بشكل يومي على سكان الضفة الغربية الفلسطينية، كما أن تلك الدول احتجت على إسرائيل يوم الأربعاء الموافق 21 مايو 2025 على ما فعله الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تجاه وفد دبلوماسي مكون من 35 دبلوماسيا يمثلون 30 دولة بإطلاق النار نحوهم إرهابا لهم من الاقتراب نحو الدمار الذي أحدثه الجيش هناك، لقد كان الوفد في زيارة تفقدية إلى محافظة جنين شمال الضفة الغربية للاطلاع على ما تفعله إسرائيل من دمار واعتقالات شملت أطفالا دون الحادية عشرة من أعمارهم. إنه عدوان توسعي متجدد منذ 21 يناير عام 2025، العدوان الإسرائيلي شمل مدينة جنين ومحيطها وقرى مجاورة ومدينة طولكرم ومخيم اللاجئين فيها وكذلك مخيم نور شمس المجاور لقد أحدث الجيش الإسرائيلي في هذه المناطق دماراً في الممتلكات والبنية التحتية وتهجير أهلها كي لا يكون للجوء أثر من جراء العدوان الإسرائيلي علما أنه لا وجود يذكر لتنظيم حركة حماس أو الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية. (5) مسيرات شعبية احتجاجية في معظم دول العالم على الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، واحتجاجات رسمية قد تصل إلى مقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها وعواصم العرب صامتة بلا حراك باستثناء اليمن والأردن، لحد علمي دول في أمريكا اللاتينية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وعواصم عربية ما برحت تعمل على تقوية علاقاتها معها، المجتمع الإسرائيلي ثائر ضد حكومته من أجل إيقاف الحرب. ويا للهول!! لتحركات محمود عباس المشبوهة يطالب بنزع سلاح المقاومة في غزة ومصادرة سلاح سكان مخيمات اللجوء في لبنان حتى لا تكون لهم قدرة للدفاع عن أنفسهم من أي عدوان تشنه إسرائيل عليهم في لبنان كما فعلوا في ثمانينيات القرن الماضي عندما جردت المخيمات من سلاحها حصلت مذبحة صبرا شاتيلا الشهيرة. كلمة أخيرة: إذا تضامن القادة العرب مع القيادات الغربية والجبهة الداخلية في إسرائيل فلا جدال أن الحرب ستقف وستسقط حكومة اليمين الصهيوني المتطرف في تل أبيب فهل تدب النخوة العربية في عقول وقلوب أمتنا المنكوبة؟
1122
| 27 مايو 2025
سورية الجديدة بقيادة الشرع ورفاقه ما برحت تواجه عواصف داخلية وخارجية واقليمية وهي صامدة تعمل ليل نهار من اجل وحدة أراضي سورية وسيادتها واستقلالها وعروبتها. لقد ورثت الإدارة السورية الجديدة (الشرع ورفاقه) عن بشار الأسد وابيه سورية منهكة اقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا وطائفيا وأمنيا، وراحت بعض الأقلام السورية تنهش وتشكك في قدرات القيادات السورية الجديدة وتناول بعضهم وزير الخارجية السيد الشهابي بأنه بلا خبرات ولا قدرات بينما حقق انجازا كبيرا في ميدان وظيفته واثبت قدراته في مرافعته امام مجلس الامن الدولي الذي عقد في نهاية الاسبوع الماضي تحت بند «الحال في سورية « الامر الذي أدى الى ان بريطانيا ترفع العقوبات المفروضة على سورية بدرجة 90 % وكثير من الدول الغربية وعدت بذلك والمسألة مسألة وقت، انجاز اخر حققه الوفد السوري في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن المنعقد خلال الأسبوع الماضي، وتكللت الدبلوماسية الممتازة التي يمارسها رجال الخارجية السورية بان اعلنت كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية سداد المديونية السورية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والحق ان الإنجازات تتتابع لكن بعض إخواننا السوريين مستعجلين في إصلاح ما خربه النظام الهارب وأبوه لمدة خمسين عاما. قرأت في صحيفة عربية خليجية مرموقة مقالة لكاتبة لبنانية تروي فيها قصة فتاتين سوريتين (رباب وباسمة) يدعي انهما اختطفا من قبل رجال ينتمون الى نظام «سورية الجديدة « وأنهم فعلوا بهما الافاعيل لكونهما من الطائفة العلوية تقول الكاتبة اللبنانية نقلا عن الفتاتين. « ضربونا وعذبونا وسمِعْت لهجة الخاطفين، احدهم لهجته اجنبية والآخر لهجته محلية ادلبية، عرفت ذلك لانهم كانوا يشتموننا لأننا علويات « يجزم الكاتب بان هذه القصة مختلقة من طريقة السرد والشهود ومصدر هذه المعلومات كما تورد الكاتبة (موقع درج اللبناني) وهذا في حد ذاته يدحض الرواية جملة وتفصيلا. لم تقف الكاتبة المعنية بهذه الشهادة التي نشرت في صحيفة خليجية وانما ذهبت الى القول: (هذا التطور»مزاج سني» علني ذو عصبية عالية يستوحي شعاراته من فتاوى ابن تيمية، بضرورة قتل «المرتدين» بالحكم الأموي التاريخي «بحكم الأكثرية السنية « بالثأر من عقود الظلم العلوي، واستجابة لـ « نفير عام « اطلقته الحكومة الجديدة «. هذه الرواية تشبه رواية الصهيوني نتنياهو الذي ظهر على شاشات التلفزة العالمية وبجانبه صورة سيارة همر في فوهة كراج سيارات مدمر يقول نتنياهو ان حماس تختزن سيارات الهمر في الانفاق وخرج وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ودحض وكذب رواية نتنياهو.. والمطلوب من الحكومة الجديدة التحقيق في هذه الرواية (رباب وباسمة) واتخاذ اجراء قانوني حيال الفاعلين ان صدقت الرواية او تقديم الكاتبة للعدالة ان كانت كاذبة حتى نضع حدا لعملية التشويه والكذب واثارة الفتنة الطائفية. (2) في اللقاء الذي جمع بين رئيس الجمهورية العربية السورية ورئيس وزراء جمهورية العراق الشقيق برعاية سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأسبوع الماضي في الدوحة، في هذا اللقاء الهام الذي جرى بترتيب قطري دون اعلان تحدث الزعماء الثلاثة في أجواء هادئة، ما اثار الكاتب في هذا المجال حديث رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني الموجه الى الرئيس الشرع قائلا» ان موقف العراق الثابت والمبدئي الداعي الى قيام عملية سياسية وحماية المكونات الاجتماعية والدينية والوطنية في سورية، وحماية المقدسات وبيوت الله وأماكن العبادة، لكل المجموعات السكانية التي يتشكل منها الشعب السوري، وقال في ظل هذه المعطيات يساعد على بناء علاقات متنامية وإيجاد آليات تعاون تصب في مصلحة البلدين الشقيقين» كلام رئيس الوزراء العراقي يوحي بان العراق يعيش في احلى وارقى ايامه فلا طائفية تنخر المجتمع العراقي وكأن ابناء المحافظات الوسطى والغربية والشمالية والتي تمثل العمق العربي للعراق يعيشون في أمن وسلام، لاي طائفة في المجتمع وان المقامات السنية بدءا بجامع الامام الأعظم أبو حنيفة يسمونه في اعلام الحكومة العراقية « الحظرة الحنيفية « أي أخذ صفة قبورية وهذا ما يثير اهل السنة والجماعة في العراق، ونذكر بتمثال أبو جعفر المنصور «سني» احد رموز الدولة العباسية ماذا فعلوا به وبغيره من تلك الرموز التاريخية العربية، وكأن العراق واحة الديمقراطية الحقة فلا ظلم ولا فساد ولا مليشيات مسلحة تهدد الامن، يقول احد قادة المليشيات العراقية نوري المالكي انه يعارض زيارة الرئيس السوري احمد الشرع للعراق حتى ولو وجهت له دعوة رسمية من قبل الحكومة العراقية لحضور القمة العربية المزمع انعقادها في بغداد في الشهر القادم، والحق ان الحديث يطول في هذا الشأن. (3) زعيم السلطة العباسية (محمود) ترأس اجتماع المجلس المركزي المختلف عليه في رام الله الاسبوع الماضي وراح من على المنصة الرئيسية يكيل الشتائم والالفاظ البذيئة بطريقة لا أخلاقية بحق فصائل المقاومة الفلسطينية في فجور ما بعده فجور يصف رجال المقاومة الباسلة بأوصاف لا تليق بمن يدعي انه (كان) أحد رجال المقاومة واصبح زعيم حركة المقاومة فتح بعد ان فرغها من مضمونها وازاح رجالها عن ساحة المقاومة. والحق ان صلاحيته قد انتهت فلا الشعب الفلسطيني يريده زعيما ولا الإسرائيليون يقبلونه كطرف في التفاوض على مستقبل فلسطين، وعليه ان يرحل كما رحل بشار الأسد. عباس يريد ان يحكم غزة وهو غير قادر على حماية منزله في رام الله ولم يستطع حماية مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ومدن وقرى الضفة الغربية من قطعان المستوطنات والضفة كما يدعي تحت سلطانه. آخر القول: فلسطين لها رجالها وسيولد جيل فلسطيني من تحت الأنقاض اشد تمسكا بفلسطين وتحريرها من كل البغاة، وفي العراق رجال يتطلعون لطلوع الفجر، وسورية قلب العروبة النابض رغم المحن.
1728
| 29 أبريل 2025
توافد على العاصمة القطرية في ابريل من هذا العام أربعة رؤساء دول هم الرئيس الاندونيسي برابوو سوبيانتو ورئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي ورئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع ورئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، وكان رئيس الحكومة العراقية السيد محمد السوداني آخر الزائرين للدوحة بناء على ترتيبات قطرية ودبلوماسية هادئة وقام سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة خاطفة الى موسكو عقب تلك اللقاءات العربية في الدوحة ولم تكن افريقيا بعيدة عن اهتمامات القيادة السياسية القطرية اذ تستضيف الدوحة جلسة مفاوضات في دبلوماسية هادئة بعيدة عن أضواء الاعلام بين وفدين من جمهورية الكنغو الديمقراطية وحركة 23 مارس المعارضة، بهدف وقف اطلاق النار بين الطرفين بوساطة قطرية وانهاء النزاع سلميا. هذا التطور الهام في الشأن الافريقي كان عقب اجتماع ثلاثي عقد في الدوحة في 18 مارس الماضي بين سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ورئيس جمهورية الكنغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي والرئيس الرواندي بول كاغامي بالإضافة الى محادثات منفصلة سبقت تلك القمة بين مسؤولين قطريين رفيعي المستوى وممثلين عن الحركة آنفة الذكر. (2) في الشأن الافريقي كانت هناك رغبة جامحة لدى تلك الاطراف الكنغولية والرواندية والاتحاد الافريقي ان تكون قطر الوسيط النزيه الذي سيحقق اهداف الجانبين دون إراقة الدماء وهم على يقين بأن القيادة القطرية في توسطها بين الطرفين ليس لتحقيق مصلحة خاصة لدولة قطر وانما بهدف حل النزاع وتحقيق المساواة بين مكونات الشعب الكنغولي دون دماء وفي يقيني بان قطر ستقود هذه المفاوضات الى نتائج ترضي جميع الأطراف لما تملكه من خبرة ومهارات التفاوض لحل أي نزاع بالطرق السلمية. ان دولة قطر منخرطة في هذه المسألة منذ عام 2023م لم يعلن عنها رسميا بين مسؤولين من الكنغو الديمقراطية والاتحاد الافريقي وكينيا. ان الدبلوماسية الهادئة التي تقودها دولة قطر ممثلة بأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لم تكن فقط في الكنغو وبعض من شعبه وجوارها الجغرافي وانما شملت ونجحت في حل نزاعات في كل من تشاد حيث نظمت حوارات بين حكومة تشاد الانتقالية ونحو 54 حركة مسلحة كما سبق للدبلوماسية القطرية ان نجحت في نزع فتيل عدد من أزمات افريقيا ابرزها الاتفاق بين جيبوتي وارتريا والصومال وكينيا ودار فور بالسودان (العربي الجديد 9 / ابريل /2025 ) هنا كانت افريقيا وأزماتها تحل في الدوحة بحثا عن مخرج من ازماتها وكان لها ما أرادت. (3) في جانب زيارة الرئيس السيسي للدوحة والحق أن كل ما أحاق بمصر نازلة من النوازل لا تجد غير قطر أخا وفيا صديقا صادقا تستطيع الاعتماد عليه لحل أي نازلة بها وخاصة في الاقتصاد والدوحة شريكة القاهرة في محاولات جادة من اجل إيجاد مخرج لانهاء الحرب على غزة وفتح المعابر لفك الحصار عن أهلنا هناك، قطر ليس لها أي مصلحة الا تحقيق السلم والامن والاستقرار لاهل غزة خاصة وفلسطين عامة بينما القاهرة لها مصالح واهداف متعددة في الشأن الفلسطيني يتجاوز قيام دولة فلسطينية وانهاء الحرب الدائرة على الصعيد الفلسطيني لان غزة هي نافذة مصر برا نحو المشرق العربي عبر التاريخ وطريقها نحو القارة الاسيوية. ان ادراك القيادة السياسية المصرية لأهمية وصدق القيادة السياسية القطرية ووفائها بكل التزاماتها التي توعد بها كانت قبلة الرئيس عبد الفتاح السيسي الدوحة وكان له ما أراد من اخوانه في قطر اقتصاديا وسياسيا واعلاميا دون منّة أو تعال أو شروط أو أطماع في أصول سيادية مصرية. (4) لا جدال بأن ترتيب قطر لقمة ثلاثية تجمع كلا من أمير دولة قطر ورئيس الجمهورية العربية السورية ورئيس وزراء العراق في العاصمة القطرية الدوحة، ترتيب جرى في هدوء بعيدا عن الاعلام وادواته أمر في غاية الأهمية. ان هذه القمة الثلاثية وبدبلوماسية هادئة استطاعت تقريب وجهات النظر بين القيادتين السورية والعراقية فيما يتعلق بالحدود وتحقيق الامن وعدم السماح لاي قوى سياسية كانت او طائفية بأن تثير القلق لاي من الدولتين ورغم ان الرئيس السوري احمد الشرع رجل دولة مقاتل الا انه يتمتع بحنكة سياسية ومرونة دبلوماسية تستوجب الإشادة بها في كل محفل. من متابعة الكاتب للحوار الذي دار بين الطرفين العراقي والسوري كان الجانب العراقي يحاول طرح قضايا تهم اطرافا سياسية عراقية كالقول: « ان موقف العراق الثابت والمبدئي الداعي الى قيام عملية سياسية شاملة وحماية المكونات والتنوع الاجتماعي والديني والوطني في سورية، وحماية المقدسات وبيوت الله واماكن العبادة، لكل المجموعة السكانية التي يتشكل منها الشعب السوري الشقيق واحترام حقوق الانسان وخصوصا بعد الاحداث التي حصلت مع الطائفة العلوية هناك،.. « وتجلت حكمة العبقرية السياسية السورية في بيانها الرسمي عن الاجتماع اذ قالت « ان اللقاء الثنائي بين ــ العراق وسورية ــ جاء بوساطة من دولة قطر الشقيقة وعقد بالدوحة وتناول العلاقات بين العراق وسورية ضمن الحرص على تفعيل مسارات التعاون العربي « وأضاف البيان ان السوداني والشرع شددا على احترام سيادة واستقلال البلدين، كما اكدا ان امن واستقرار البلدين هما حجر الأساس لامن المنطقة واكد البيان السوري ان اللقاء خطوة على طريق بناء علاقات متوازنة ويمثل انطلاقة جديدة نحو تعزيز العمل العربي المشترك. وشتان بين قول الرجلين السوداني والشرع. آخر القول: شكرا قطر على كل جهودك لجمع كلمة العرب بدءا من دمشق وبغداد ودبلوماسية سورية تستحق الإشادة ببيانها الرسمي حول اللقاء الثلاثي في الدوحة.
579
| 22 أبريل 2025
تتعاظم مصائب العرب يوما بعد يوم وتتكاثر، الأمر الذي قد يعجز أصحاب الرأي الصادقين عن متابعاتها والحديث عنها وتقديم الرأي فيما يجب ان يكون عليه الحال. معضلة السودان لم يتناولها أصحاب الرأي العربي بما يجب لانشغالهم بحرب الإبادة الجماعية في غزة واجتثاث سكانها من الوجود بين الإبادة او التهجير في ظل صمت عربي مخيف انتقاما من حركة حماس. اليمن السعيد / الشقي منذ عام 2011 وحتى هذه الساعة لم يستقر وجراحه تتعاظم فلا امن للمواطن اليمني ولا اقتصاد ولا تعليم ولا صحة ولا حكومة يلجأ اليها لمعونته على مجموع جراحه، حكومة في صنعاء تواجه عدوانا امريكيا شرسا، ودمار وإرهاب قوة كبرى لا طاقة لليمنيين بمواجهتها منفردين، وحكومة في مأرب يتناهشها 8 رؤساء لكل فيهم مشربه ومن بينهم اخرون يمثلون في داخلهم حكومة انفصالية تدعو الى تقسيم اليمن والولاء ليس لليمن وانما لقوى خارج جغرافية اليمن. وليبيا حدث ولا حرج ولبنان ما برح في مهب الريح رغم تحييد حزب الله فإسرائيل مازالت تحتل أراضي لبنانية وتعتدي على سيادته واغتيال افراد على صعيده وتحت حمايتها وخليجنا العربي يستنزف مالا وسيادة من قبل قوى اجنبية لا يمكن الانتصار عليها الا برص الصفوف ووحدة الموقف ولم الشمل العربي لمواجهة عصر ترامب ــ نتنياهو. (2) موضوعنا اليوم بالتحديد هو «سورية الجديدة « بقيادة الرئيس احمد الشرع ورفاقه، في حديث مع أصدقاء سوريين جمعتني بهم الصدف في مجلس دوحاوي سألتهم كيف حال سورية اليوم ؟ قال احدهم: وضع مأساوي تولى حال سورية اليوم جماعة دينية متطرفة طويلي اللحى (جمع لحية) وحصلت مجازر في الساحل السوري ضد العلويين راح ضحيتها الاف من الطائفة العلوية وكذلك في حمص ومناطق أخرى من سورية، انهم يشبهون جحافل طالبان في أفغانستان انهم ضد المرأة ضد حقوق الانسان انهم جهاديون ضد كل شيء حضاري. قال اخر انهم» بني امية « الجدد لم اتمالك نفسي وقلت: يا للهول !! بني امية حتة واحدة أصبحت شبهه!، وما العيب في بني امية ألم يستمر حكمهم قرابة قرن من الزمان أسسوا لامبراطورية عربية واسعة المجال ساد فيها الامن والأمان والرواج الاقتصادي انتشر العلم ماذا فعل الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز، وهشام بن عبد الملك وعبد الملك بن مروان وغيرهم من خلفاء بني امية. وفيما يتعلق بطول لحى (جمع لحية) كثير من القيادات الجديدة، ما هو العيب في طول اللحية او قصرها لرجال الدولة ؟ الم يكن كارل ماركس طويل اللحية الذي حاول تغيير وجه العالم وحقق إنجازا في مشروعة السياسي والاقتصادي الم يكن راؤول كاسترو في كوبا طويل اللحية وحكم كوبا لاكثر من خمسين عاما وحقق إنجازات يشار اليها بالبنان وخاصة في مجال الطب وماذا يعيب الأفغان طوال اللحى ألم يحرروا بلادهم من الاحتلال السوفيتي عام 1989 واحتلتها قوات حلف النيتو بقيادة الولايات المتحدة الامريكية عام 2001 وبقيت في حرب ضروس وارغمها اهل اللحى (الذقون الطويلة) الأفغان على انسحاب أمريكا من أفغانستان في عام 2021 وفي هذا أليس معظم حكام الخليج العربي تزين وجوههم اللحى؟ (3) قلت لرواد ذلك المجلس وغالبيتهم من إخواننا السوريين نتفق جميعا على ادانة ماحدث في الساحل السوري ونرفضه جملة وتفصيلا لكن في الوقت ذاته علينا ان نبحث عن اسباب تلك (الكارثة) ان كانوا من أعداء سورية الجديدة واشهروا السلاح في وجه قوى الامن ورجال الدولة فما جزاؤهم غير مواجهتهم بالعنف واخماد نيران الفتنة في مهدها، ولكن تعالوا ننتظر لجان التحقيق التي شكلتها الدولة ولكل حادث حديث. في ذات السياق عندما يذكر إخواننا السوريون في كتاباتهم الصحفية احداث حماه عام 1982 فانهم يردون اسبابها الى ان قلة مسلحة من الاخوان المسلمين تمردوا على الدولة وواجهتهم حكومة حافظ الأسد بالقوة المسلحة وراح ضحيتها قرابة 40 الفا من المدنيين. انهم يصفون هذه الحال بالتمرد ضد الدولة وفي نفس الوقت لا يذكرون ان الـ 40 الفا معظمهم ان لم يكن كلهم من اهل السنة بينما يصرون ويرددون في كل مناسبة بان ماحدث في الساحل كان المستهدف الطائفة العلوية وهذا قول مرفوض ولعل لجان التحقيق تبين ذلك فدعونا ننتظر ذلك اليوم الموعود. (4) يعيب بعض كتاب الاعمدة الصحفية من إخواننا السوريين على الحكومة السورية الجديدة بان جيشها فيه جنسيات عربية وغير عربية وان على الحكومة التخلص منهم وهذه كلمة حق يراد بها باطل لعلى اذكر اهل النوايا الحسنة/ السيئة من إخواننا السوريين ان جيوش دول الخليج العربي يوجد بين افرادها مجندون من جنسيات عربية وأخرى غير عربية ولعل الاردن الشقيق خير مثال ففي الحرس الملكي والجيش النظامي مجندون من أصول ليست عربية لكنهم تمتعوا بالجنسية الأردنية وقدموا للنظام السياسي خدمات يستحقون بذلك ان يكونوا في مفاصل الدولة عسكرية كانت او مدنية طالما يدين بدين الدولة ويجيد اللغة العربية ويذود عن سيادتها، الجيش الأمريكي فية مجندون من جنسيات مختلفة ومنحوا الإقامة الدائمة في أمريكا ولم يحط من مكانة أمريكا اطلاقا. أما آن الأوان لبعض اخواننا في سوريا ان يترفعوا عن هذه الصغائر؟ (5) آخر القول: من حقي كمواطن عربي غيور على أمته ومكانتها أن أناشد حكامنا الميامين وكل القوى الحريصة على هذه الامة ان يشدوا من أزر سورية الجديدة بقيادة الرئيس احمد الشرع ورفاقه ويدافعوا عنها بكل قواهم المادية والمعنوية ضد جحافل فلول النظام الهارب وإسرائيل كي لا تنشد العون من غير العرب، فتميل إلى من يشد أزرها كما فعلت حماس في غزة عندما شاح العرب بوجوههم عنها فالتفتت إلى غيرهم.
558
| 15 أبريل 2025
بادئ ذي بدء أتقدم لقراء صحيفة الشرق والعاملين فيها بأحر التهاني بحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله على أمتنا العربية وهي في حال أحسن من حالها اليوم. في الأسبوع الماضي تحت هذا العنوان المشار اليه اعلاه تحدثت عن كتاب انشغلوا بالقدح والذم والنقد المخل لكل ما تقوم به الإدارة الجديدة في سورية الحبيبة بما في ذلك الدستور الجديد واليوم اكمل ذلك الحديث. (2) في فترة انتقالية قصيرة حققت الإدارة بقيادة الرئيس احمد الشرع إنجازات جوهرية منها على سبيل المثال بناء الثقة بنسبة عالية بين أجهزة الامن الجديدة والمواطن السوري، زيادة ساعات التغذية الكهربائية لاكثر من ثماني ساعات يوميا، تأهيل مطار دمشق وحلب في وقت قصير، عودة الكثير من السفارات العربية والأجنبية الى دمشق بعد قطيعة مع دمشق دامت اكثر من 13 عاما، تخفيف العقوبات التي كانت مفروضة على سورية في عهد بشار الأسد من قبل المجتمع الدولي وهي في طريقها الى الرفع الكامل ومن المفروض ان الدول العربية ترفع العقوبات عن سورية ولو من طرف واحد. اكرر القول بان العهد الجديد في سورية استلم الدولة وهي منهكة اقتصاديا وامنيا وسياسيا وتعليميا وبنية تحتية متآكلة وكبت حريات فكرية وفساد منقطع النظير وتبعية مطلقة لإيران وروسيا ومليشيات طائفية متوحشة سامت أهل سورية سوء العذاب قتل واغتصاب ونهب ممتلكات واليوم يعود الامل لاهلنا في سورية. * المجتمع السوري يتكون من عشائر وطوائف مذهبية (سنة الأغلبية، شيعة، دروز، الخ ) والدروز يصنفون مسلمين، خلفيتهم إسلامية لكنهم لا ينتمون الى أي من المذاهب الإسلامية هم من العرب ولغتهم العربية، الاكراد في شمال غرب سورية هم سوريون يتحدثون اللغة العربية اما الاكراد القاطنون في الشمال الشرقي فقد لحقت بهم مظلومية في عهد حافط الأسد اذ اعتبرهم (بدون) ولا يتمتع معظمهم بالجنسية السورية، ان الاكراد ينحدرون من أصول اريه يتحدثون العربية الى جانب لغتهم الكردية والتركية وينتمي بعضهم الى مذهب اهل السنة والجماعة واخرون المذهب الشيعي ومنهم من يعتنق ديانات أخرى لكنهم لا يمثلون نسبة عالية من الشعب السوري. (3) * النزوع القومي العربي في سورية منذ الاستقلال مرورا بحقبة الخمسينات وستينات القرن الماضي الى جانب تنظيم حزب البعث العربي الاشتراكي والأحزاب اليسارية تراجع النزوع الطائفي في سورية والعراق ولكن سرعان ما استدعيت تلك الطوائف في سورية عندما تولى حافظ الاسد ومن بعده ابنه بشار وراحت تنخر في المجتمع السوري وحدثت مجازر طائفية اذكر منها احداث حماه عام 1982 والتي راح ضحيتها اكثر من 40 الف انسان مدني دفنوا في مقابر جماعية، واحداث درعا 2011 وانتشارها على امتداد الجغرافيا السورية وأخيرا احداث الساحل التي حدثت في شهر مارس الماضي والتحقيق جار في اسبابها ونتائجها. * ما أردت قوله هنا ان اتباع السنة النبوية في سورية كانوا عبر التاريخ وما برحوا الحاضن الوحيد لكل الطوائف هناك. بعض كتاب الاعمدة الصحفية اليوم يتناولون " الطائفية " في سورية الجديدة وكأنها وليدة الثامن من ديسمبر 2024 وهذا حكم ظالم يراد به الفتنة في سورية الجديدة وليس التخلص من براثن نظام حافظ الأسد وابنه بشار وعلى ذلك فان على قيادة سورية الجديدة بقيادة الرئيس احمد الشرع ورفاقة بث روح الطمأنة لدى هذه الطوائف بكل مكوناتها وفي الجانب الاخر على هذه الطوائف ان تعترف بانها جزء من الشعب السوري تعمل على وحدته وسلامة اراضيه واستقلاله وسيادته والابتعاد عن الاستنجاد بقوى خارجية (أمريكية إسرائيلية إيرانية روسية تركية) بهدف تحقيق مصالح طائفية وفي هذا المجال على كتاب الصحافة مراجعة اطروحاتهم المحرضة للنزعة الطائفية بطريقة مباشرة او ضمنية وتقر الاستاذة هنادي إسماعيل بأن جحافل من شيعة العراق وايران وحزب الله اللبناني ارتكبوا جرائم بشعة في سورية (العربي الجديد 21 /3 ) قتل وذبح على الهوية واغتصاب ونهب لكنها في ثنايا خطابها تمس سلبا من قدرات قيادة سورية الجديدة في التغلب على مثل هذه التحديات. (4) يثور جدل في أوساط المثقفين والمتثاقفين السوريين حول الدستور الجديد الذي اقر مؤخرا ليرسم طريقا للمرحلة الانتقالية وهو جدل مرحب به اذا كانت النوايا حسنة وما عدا ذلك فهو جدل مرفوض وأول ما يستوقف المراقب من بعيد الاعتراض على تسمية الدولة في المادة الأولى "الجمهورية العربية السورية" وأصحاب النوايا غير السليمة يريدون تجريد سورية من عروبتها بحذف كلمة "عربية " من اجل لم الشمل كما قيل ! اما اعتراض البعض على المادة 31 التي الغت منصب رئيس الحكومة الامر الذي يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات تنفيذية المعروف في النظم الرئاسية المطلقة لا يوجد رئيس وزراء ورئيس الدولة هو رئيس السلطة التنفيذية وهو مسؤول امام الشعب كما هو الحال في الولايات المتحدة الامريكية. ولا شك بان له صلاحيات تشريعية محددة وله حق النقض ( الفيتو) على بعض التشريعات التي تصدرها الهيئة التشريعية (نموذج أمريكا). ولا ادري لماذا الاعتراض على المادة 39 و32 التي أعطت رئيس الدولة حق ان يكون قائدا عاما للقوات المسلحة. في معظم الدول ان لم يكن كلها رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وسورية ليست استثناء.. نغمة جديدة جدت علينا تقول: بان الذين صاغوا هذا الدستور ينحون نحو " اسلمة الدولة السورية " وهي لا شك بانها دولة مسلمة الأغلبية من سكانها مسلمون ودساتير الدول العربية في معظمها ان لم يكن كلها المادة الأول او الثانية من دساتيرها تنص على انها دولة عربية لغتها العربية والإسلام مصدر من مصادر التشريع الرسمي وبعض الدول العربية تنص بان دستورها القرآن والسنة فما العيب في ذلك لبنان استثناء من ذلك بحكم النشأة والتكوين. ** آخر القول: هناك جهود نشطة لافشال الثورة السورية من الداخل والخارج كما فعلوا في مصر في الثالث من يوليو 2013. وإذ أفشلت هذه الثورة فان الشرق الأوسط سيواجه عواقب وخيمة فحافظوا على سورية الجديدة وأعينوها على إصلاح ما افسده الدهر. عاشت سورية عربية حرة ذات سيادة. [email protected]
630
| 08 أبريل 2025
منذ فجر الثامن من شهر ديسمبر 2024، اليوم الذي شهدت فيه دمشق يوما جديدا من أيام الله وسورية بلا بشار الأسد الرئيس الهارب في غسق الدجى إلى روسيا الدولة التي ساهمت في قتل أكثر من 500 ألف سوري وتشريد أكثر من 4 ملايين مواطن، البعض منهم ابتلعته البحار وبعض آخر نهشته السباع في غابات أوروبا والبعض حُجِز في معسكرات اعتقال نصبت على تخوم الدول الغربية تحت قسوة الشتاء الأوربي القارس لمنع دخول المهاجرين السوريين الى أوروبا وآخرون انتشروا في الفيافي والقفار السورية وضاقت بهم دول الجوار. منذ ذلك التاريخ والكاتب يتابع الأحداث، أحداث النصر على أعتى وأقسى نظام وأحداث الانكسار التي حدثت في الساحل السوري في الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري على وجه التحديد والعدوان الصهيوني على كل الأراضي السورية وتدمير كل قوتها العسكرية واحتلال مساحات واسعة من أراضيها. (2) توالت برقيات التأييد من بعض الأنظمة العربية للثوار الذين تمكنوا من اسقاط نظام بشار، البعض منها تأييدا مع التحفظ، والبعض الاخر تأييدا صادقا، وكان أول الوافدين الى دمشق لتقديم التهاني للقيادة الجديدة بانتصارهم على حكم آل ـ الأسد رئيس وزراء وزير خارجية دولة قطر والزعيم العربي الوحيد الذي ذهب الى دمشق مهنئا بانتصار المعارضة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقدما الدعم المادي والمعنوي للقيادة الجديدة والتي كان الشعب السوري في امس الحاجة إليه. وتدافع نحو دمشق قيادات سياسية أوروبية مرموقة على سبيل المثال لا الحصر اذكر وزيرة خارجية المانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وإيطاليا واسبانيا واخرين وحدثت صحوة ضمير في بعض العواصم العربية، فأوفدت مندوبيها بهدف جس نبض الحال في دمشق واتجاهاته السياسية لا بهدف التأييد وتقديم العون وما احوج الشعب السوري وقيادته الى أي عون مادي كان أو معنوي في الوقت الراهن. (3) تطالعنا بعض الصحف العربية وخاصة ذات التوجة القومي التحرري الليبرالي !! منذ اليوم الاول لنجاح المعارضة في اسقاط نظام بشار الاسد بالنقد الشديد لكيفية وصول المعارضة الى قصر «الشعب في دمشق « وأمعن كتاب الاعمدة الصحفية مدفوعة الثمن في التشكيك في قدرة هؤلاء الرجال بإدارة سورية وانهم قادمون من ادلب بلا تجربة ولا خبرة وأن أغنامهم تجوب حدائق دمشق بحثا عن المرعى كما قيل لي وكأن مراعي ادلب مجدبة وان معظم حملة السلاح من الثوار ليسوا سوريين وانهم لصوص قتلة وغير ذلك وقد تحدثت عن هذا الموضوع في مقال سابق نشر في هذه الزاوية وازدادت الحملة الإعلامية الظالمة على القيادة السورية الجديدة بالتشويه والتحريض عليها من اطراف متعددة. في 29 يناير تم اختيار القائد احمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية لفترة انتقالية في اجتماع واجماع قادة الفصائل الوطنية السورية وقوى الثورة واصدر فيما بعد عددا من القرارات البعض منها كانت قرارات مستعجلة كحل الجيش العربي السوري كنت أتمنى التعامل مع الجيش بطريقة افضل من الحل ليقيني بان الجيش السوري فيه قيادات وطنية ليست موالية لنظام بشار الأسد لكنهم في ظل طغيان النظام آثروا الصمت حتى تأتي الفرصة المناسبة كان ممكن الاستفادة منها لبناء جيش سوري حديث لمواجهة الطامعين في الهيمنة على سورية الحبيبة من أي جهة كانت. (4) حدثت في الساحل السوري محافظة اللاذقية وما جاورها احداث مؤسفة كما اشرت أعلاه ولا جدال بأنه حدثت تجاوزات من كل الأطراف وسقط ضحايا ما كان لها ان تسقط وسرعان ما تعاملت الإدارة السورية الجديدة تعامل المسؤول فأدانت تلك التجاوزات وأمرت بتشكيل لجان تحقيق في أسباب اندلاع تلك الاحداث ومن هو خلفها وثم التحقيق في ردة الفعل واستخدام القوة المفرطة وتقديم الجناة الى القضاء وتأخذ العدالة مجراها ويقيني بان ذلك الاجراء هو عين الصواب ودعونا يا معشر الناقدين الانتظار حتى تظهر نتائج التحقيق ومن ثم لكل حادث حديث. راح البعض من كتاب الاعمدة الصحفية الى القول بان القيادة الجديدة استبدت بكل المراكز القيادية ومن صنف واحد. * والرأي عندي ان هذا هو ما يجب ان يكون أولا: هناك انسجام بين تلك القيادات ومن السهل تعامل الفريق الواحد بين افرادة لتنفيذ السياسات بكل دقة وهذا الأسلوب معمول به في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء واقرب مثال امامنا هو الإدارة الامريكية الراهنة برئاسة دونالد ترامب فقد أتى بكل فريقة وحزبه الجمهوري وليس بينهم أي فرد يقول لترامب (لا) من أي مركز سياسي أمريكي ومن الدول النامية اشير الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أتى بكل من ينسجم مع توجهاته السياسية والإدارية سواء كانوا مدنيين أو عسكريين وسلمهم مراكز قيادية عليا كما عين القيادات الوسطى في الهرم الإداري ليتحقق الانسجام الإداري وسهولة تنفيذ برامج القيادات العليا. قيادة سورية الجديدة ورثت تركة ثقيلة خلفها النظام المخلوع تحتاج الى فريق متماسك في مرحلة البناء والتغيير ولفترة انتقالية ولسنا هنا في مجال الدعوة الى انتخابات رئاسية او برلمانية لان هناك اكثر من أربعة ملايين سوري بلا عنوان وهناك آخرون اكتسبوا الجنسية السورية في ظل النظام الهارب بدون وجه حق فلا بد من التحقق من اسم وعنوان كل من يدلي بصوته كي تبنى سورية الجديدة على أسس وطنية متينة. آخر القول: أناشد أهل الرأي بالتأني في اصدار الاحكام على عمل الإدارة السورية الجديدة، فقد ورثت أعباء ثقيلة أعانهم الله على حملها، ويجب علينا أصحاب الرأي أن نشد من أزرهم ونعينهم لإنجاح مهمتهم الوطنية لا بإبراز السلبيات وصغائر الأمور، والله مع الصادقين.
396
| 25 مارس 2025
في أمسية رمضانية في منزل احد الأصدقاء من أصول يمنية ضمت وزير خارجية اليمن والمغتربين الدكتور شايع الزنداني ورفاقه عند زيارة للدوحة وضم المجلس كوكبة من شباب جنوب جمهورية اليمن الشقيق وشماله وكان حديثا ذا شقين الأول شارك فيه معالي الوزير الدكتور شايع، يدور حول الهموم العربية عامة واليمن خاصة، وقد قال قولا يروي عطش المهتم بالشأن العربي وكعادة المسؤولين العرب يختار المسؤول منهم في أي تجمع غير مرتب للحديث في الشؤون السياسية كلماته بعناية الا انه ركز بكلمات مختصرة لضيق وقته معنا عن أهمية الوحدة اليمنية والعمل الجماعي من اجل اليمن لكي يخرج من كبوته الراهنة. استاذن معالي الوزير من مضيفه للخروج متجها الى اجتماعه بالجالية اليمنية والتحدث معهم واليهم عن حال اليمن وهمومة. (2) كان حديثي ردا على تساؤلات البعض عن أسباب هزائمنا العربية كان رأيي: ان الامة العربية امة مستهدفة منذ فجر الإسلام رفضا للرسالة التي أُرسِل بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الى الثقلين وتولى نشرها والدعوة اليها، كان جوهر دعوته عليه الصلاة والسلام ترتكز على وحدة الامة ووحدانية الله جل شأنه وجوبه بكل قوى الرفض من قومه ومن القرى المجاورة وراح الخلفاء من بعده يكملون مشروعه الوحدوي وتثبيت الوحدانية لله عز وجل وواجهوا جحافل قوى الرفض للوحدة والوحدانية (أصحاب الردة) لكن اجدادنا الميامين تغلبوا على كل الصعاب التي واجهتهم رغم الانكسارات ــ اغتيالات المدينة ــ في عاصمة الدولة الإسلامية الأولى وامتد النفوذ العربي الإسلامي وأسسوا دولا كبيرة، الدولة الاموية 95 عاما، والدولة العباسية 524 عاما عندما انهارت دولة الوحدة الاموية، وغير ذلك ووجهت امتنا بحروب طاحنة شنتها علينا أمم لم تقبل بمشروع امتنا العربية الإسلامي، منهم اتباع الديانة اليهودية والمسيحية وعبدة الاوثان غيرهم، اذكر من تلك المعارك على سبيل المثال معركة نهاوند مع الفرس 642م، معركة اليرموك مع الروم 634م، معركة وادي لكة بين العرب المسلمين وجيش القوط الغربيين. لقد عاش اجدادنا في حالة حرب دفاعا عن الدين ووحدة الوطن منذ القرن الحادي عشر الميلادي وحتى القرن الثالث عشر وما برحنا نعيش في حالة حروب تجزئة وتفكيك تشويه سمعة بأننا امة من الإرهابيين وما احداث غزة والسودان ولبنان وليبيا واليمن بعيدة عن ما أقول. ان ما اصابنا ويصيبنا الى جانب الهجمة الغربية الامريكية علينا نحن العرب تعود جذوره الى ما اسلفت القول ولكن الأهم من ذلك انه لم يبرز في تاريخنا منذ أواخر الربع الأخير من القرن العشرين قائدا عربيا يستطيع يوحد كلمة ومواقف أمتنا العربية الى جانب عوامل أخرى. (3) أثار احد رواد مجلس أبو إبراهيم مسألة اليمن وقال نحن "الجنوب العربي" يقصد جنوب اليمن قبل الوحدة بين الشمال والجنوب عانينا من قصة الزعيم الموهوب (على عبدالله صالح) ونريد العودة الى دولة الجنوب العربي واسهب في منافع ذلك الانشطار اذا تم، وكان رأيي ان دمار اليمن وخرابه في تشطيره لا في وحدته وانضباطه، فالتجزئة ضعف وذل وتبعية والوحدة قوة وانتصار وعزة، وارتفعت الأصوات ضد الوحدة اليمنية وكاد ينفرط العقد في مجلس مضيفنا وردي على دعاة الانفصال في جنوب اليمن هو ان الرئيس علي عبدالله صالح "عفاش" ونظامه اصبحا في حكم الماضي انتم ابناء الجنوب اليمني اليوم تحكمون اليمن شماله وجنوبه رُفِضت فكرتي جملة وتفصيلا واستمررت في القول انكم تحكمون اليمن شماله وجنوبة فلماذا لا تبدعون وتنهضون بمجتمعكم اليمني الكبير؟ * يا معشر دعاة الانفصال في اليمن الجنوبي: أليس رئيس مجلس الوزراء في اليمن اليوم منكم أي من الجنوب، ووزير الخارجية، ووزير الدفاع ووزير البترول ووزير المالية ووزير الداخلية وكلها وزارات سيادية الى جانب وزارة التربية والتعليم ووزارة الاشغال ووزارة الكهرباء ووزارة النقل ووزارة الزراعة والمياه ووزارة التخطيط ووزارة الخدمة المدنية ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشباب وفي مقدمة هؤلاء الوزراء النائب الأول لرئيس الجمهوريىة السيد عيدروس الزبيدي من الجنوب وفي مجلس القيادة العليا عيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي أبوزرعة وعبدالجليل العليمي باوزير وفرج سالمين البحتني، وكلهم من الجنوب. والحقيقة التي أوجهها الى دعاة الانفصال في اليمن: أنتم بهذه الكثافة البشرية تتربعون على معظم مؤسسات الدولة اليمنية اليوم شمالا وجنوبا ولم تقدموا أي انجاز يذكر على الساحة اليمنية فالأمن يكاد يكون منعدما بين المحافظات والمدن، والاقتصاد مشلول والامراض تنهش اهل اليمن والمؤسسات التعليمية منهارة وعلاقاتكم الدولية في الدرك الأسفل. آخر القول: "يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار" واعلموا ان في وحدتكم قوة وانتصار على التخلف والتبعية والهوان، وفي تفرقكم وتشطيركم ضعف ومذلة وانكسار.
753
| 18 مارس 2025
في الخامس من شهر فبراير الجاري عقدت قمة عربية استثنائية مهمة في القاهره هدفها "إعمار غزة !" وليس حماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة العدو الإسرائيلي تحت سمع وبصر العالم منذ 15 شهرا. المهم ان هذه القمة وضعت القادة العرب امام اختبار صعب عليهم اجتيازه والا كانوا من الخاسرين، ومن المؤسف ان القمة المشار اليها لم تكن في مستوى الاحداث التي تعج بوطننا العربي ولم ترتق بقراراتها ومشروعها لإعمار غزة والذي جاء في 90 صفحة الى المكان اللائق بوطن تعداده يزيد عن 350 مليونا من البشر يحتلون موقعا جغرافيا يقع في قلب العالم قادرين اذا توفرت لديهم الإرادة السياسية ان يتحكموا في طرق التجارة العالمية والتي تمر عبر اراضيهم، اذكر مضيق هرمز شرق الوطن العربي والذي يمر عبره كل 6 دقائق حاملة نفط بمعنى يمر عبر هذا المضيق 40% من النفط المنقول بحرا على مستوى العالم، وباب المندب جنوب الوطن، وقناة السويس ومضيق جبل طارق في شمال الوطن العربي وتحت اقدامهم مخزون من الثروات الطبيعية والمعادن النفيسة ومساحات زراعية لو استثمرت بأموال عربية لقضت على المجاعة في العالم الى جانب ثروة حيوانية ضخمة نموذجها السودان بدلا من استيراد اللحوم من كل فج عميق بأسعار تفوق الخيال. (2) القمة المشار اليها كانت ابصار المواطن العربي شاخصة واسماعه مشدودة لترى وتسمع عبر شاشات التلفزة ماذا سيقال في تلك القمة من قبل الزعماء العرب الحاضرين بعد مرور خمسة عشر شهرا تقريبا من العدوان على غزة راح ضحيتها اكثر من 80 الف شهيد تقريبا واكثر من 150 الف جريح، لقد قال قادتنا الميامين اقوالا تكتب بأحرف من نور بلاغة عربية وصياغات محبوكة وكلمات وطنية ترفع المعنويات لكنها في النهاية أقوال قوية كرعود صيف بلا مطر، انها أقوال لا تخيف عدوا ولا تشد ازر اخ او صديق في مواجهة الأعداء المتربصين بأرض فلسطين ومن عليها. كنا نحن الامة العربية نتوقع ان يصدر عن قمة قادتنا المجتمعين في القاهرة الى جانب مشروع توزيع مهام اعمار غزة على شركات المقاولات في بعض الأقطار العربية ان يصدر بيان يؤكد حماية إعادة اعمار غزة وحصانتها من إعادة التدمير من قبل دولة العدو الصهيوني، كنا نأمل ان يصدر قادتنا الميامين من القاهرة تحميل إسرائيل تكاليف ما دمرته في غزة ولا تذهب بلا عقاب يعقبة إنذارا لإسرائيل بتطبيق ما جاء في اتفاق الدوحة الموقع في يناير 2025 والمتضمن "وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى في غزة وسحب القوات الإسرائيلية من القطاع" دون تباطؤ والا فإن الدول العربية المطبعة مع إسرائيل ستعلن وقف التطبيع وسحب التمثيل الدبلوماسي مع دولة العدوان الإسرائيلي وحظر مرور الطيران المدني والعسكري الإسرائيلي عبر الأجواء العربية واشهار عودة المقاطعة العربية لإسرائيل بكل درجاتها. ومن المؤسف أنه لم يحدث أي مما ذكر أعلاه. إسرائيل رفضت فورا قرارات قمة القاهرة العربية وأمعنت في التنكيل بأهل غزة قطعت عنهم وصول المساعدات الإنسانية وقطعت عنهم الكهرباء والماء بعد اعلان قرارات قمة القادة العرب ولم يحدث ردة فعل عربية بل راح البعض منهم يعيد صياغة اعلان القاهرة ليتماشى ورضا الإدارة الامريكية وربيبتها إسرائيل. (3) يعرف الكاتب وغيره ان صمت بعض القادة العرب عن حرب إسرائيل على غزة من بين أهدافه السماح لإسرائيل باجتثاث حركة المقاومة الإسلامية (حماس والجهاد) من غزة وفي اسرع وقت، لكن كانت المقاومة اقوى مما تخيلوا، لكن بماذا يفسر قادتنا ومفكروهم الصمت العربي عما يجري في الحرب الشرسة التي يقودها الجيش الإسرائيلي وقطعان المستوطنات على أهلنا في الضفة الغربية ولا وجود طاغيا لحماس في الضفة الغربية كما هو في غزة. السؤال لماذا لم تدب النخوة العربية والغيرة الإسلامية لحماية سكان الضفة الغربية وجنوب لبنان وجنوب سورية الجديدة من العدوان الإسرائيلي هل خوفا من أمريكا تفعل بهم فرادى ومجتمعين كما فعل الرئيس ترامب بالرئيس الاوكراني في اجتماعه معه في البيت الأبيض في واشنطن تحت اسماع وابصار العالم؟ (4) قدم الصحفي الأمريكي المرموق توماس فريدمان واحد اشهر كتاب صحيفة نيويورك تايمز والعارف بخفايا السياسة الامريكية نصيحة الى القادة العرب في الثالث من شهر مارس عشية انعقاد مؤتمر القمة على شبكات محطة الجزيرة في مقابلة معه اجراها الصحفي المرموق محمد كريشان في برنامجه اليومي المشهور (مسار الاحداث) جاء فيها "(1) يجب عدم استسلام القادة العرب لسياسة ترامب (2) عدم السماح له بأن يملي عليهم رغبات دون الحصول منه على مقابل جوهري (3) وضع شروط واضحة في تعاملهم معه وفق خطة محددة (4) عدم تقديم أي تنازلات له تمس مصالحهم. وقال في نهاية مقابلته تلك يجب أن تعلموا أيها العرب ان أمريكا التي عرفها آباؤكم وأجدادكم ليست أمريكا اليوم، انا "امريكي" لم اعد اعرفها!. آخر القول: أقول لولاة الأمر فينا، لا تستسلموا ولا تخافوا من السياسة الامريكية، نحن مواطنيكم سند وحماة لكم، أنتم أقوياء بنا نحن الشعب، وحدوا كلمتكم وأصلحوا ذات بينكم وابتغوا رضا الله بعملكم فأنتم الأعلون.
837
| 11 مارس 2025
تردد في وسائل الإعلام العربية أن غزة تحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة الإعمار. فمن أين ستأتي هذه المليارات؟ المانحون الأوروبيون والأمريكيون لهم شروط في التمويل؛ أهمها تجريد فلسطين وغزة من السلاح حتى لو كان سلاحًا للدفاع عن النفس، وأن تخرج قوى المقاومة من غزة، وفي مقدمتهم حركة حماس مسلوبة الإرادة والقوة محرومة من القدرة. وقد يقبل بعض العرب بالمقترح الغربي الممالئ لإسرائيل، لأسباب ليس هنا مجال لذكرها. لكن، من المعروف أن الذي قام بتدمير غزة هي إسرائيل، التي استخدمت كل أنواع أسلحة الدمار في غزة، وهي في الواقع أسلحة وذخائر أمريكية الصنع، وممولة من دافع الضرائب هناك. وقد اعترف الرئيس دونالد ترامب بأن غزة لم تعد صالحة لحياة الإنسان، وهذا اعتراف رسمي من الإدارة الأمريكية يفيد بأن إسرائيل دمرت القطاع. بناءً عليه، يتقدم الكاتب إلى صناع القرار في عالمنا العربي (وإلى القمة العربية المنعقدة اليوم) بالاقتراح التالي: أن يجري تحميل المسؤولية قانونيًا وتاريخيًا عن دمار قطاع غزة على إسرائيل، ومن ثمّ رفع قضايا أمام المحاكم الدولية والضغط عبر مؤسسات العمل العربي ومؤسسات المجتمع المدني لتحميل إسرائيل مسؤولياتها بنحو 70% من تكاليف إعادة الإعمار. فهناك سابقة تتعلق بإسرائيل عندما اعتبرت نفسها ضحية؛ فقد فرض الغرب على ألمانيا دفع تعويضات لكل يهودي تضرر من الحرب العالمية الثانية أينما كان يعيش، وبقيت تدفع تلك التعويضات من حساب كل مواطن ألماني حتى يومنا هذا. وفضلًا عن دفع التكاليف، فينبغي للدول العربية المطبّعة مع الكيان الإسرائيلي التهديد بقطع العلاقات إن هي استمرت في عدوانها على الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية. أما الجزء الثاني من التكاليف، فيتعين أن تتحمل الدول التي ساعدت إسرائيل وزودتها بالسلاح والتأييد السياسي 20% من التكاليف، وليجري متابعة ذلك أيضًا قانونيًا ودوليًا وإعلاميًا. أما النسبة المتبقية، وهي 10%، فيجب على العرب تحمّلها، إضافة إلى تقديم الدعم الحقيقي الإنساني والسياسي لأهل غزة، الذين دافعوا بحق عن مفهوم الأمن القومي العربي عمليًا، وضحوا بالغالي والنفيس من أجل قضية كل العرب والمسلمين. كما يفرض الواجب على الدول العربية المنتجة للنفط والغاز أن تفرض ضريبة على كل برميل نفط يصدّر إلى خارج الوطن العربي أو حاوية غاز، بنسبة تقدر بـ 3 دولارات لصالح إعمار غزة والتعويضات عن الأملاك المدمرة من المؤسسات والمنازل، ومن أجل استدامة صمود أهل غزة، وتضميد جراحهم، وتوفير سبل العيش الكريمة لهم. ليست قضية غزة هي إعمار ومساعدات، وإنما هي قضية الأمة وعزها وأمنها. ومع ذلك، فيجب ألا يشعر الكيان الإسرائيلي ومن دعمه بأن ما جرى من تدمير للبنى التحتية وضروريات الحياة هو فعل تمّ وانتهى فحسب، ولا عواقب له. بل يجب على العرب وصناع قرارهم أن يجعلوا من هذه القضية دليل إدانة وتكاليف تلاحق هذا الكيان قانونيًا وماليًا وسياسيًا حتى يصبح معزولًا إقليميًا وعالميًا، ويدرك أن أفعاله يترتب عليها أضرار فادحة. لعل هذه الملاحقة تساهم في التخفيف عن غزة وفلسطين، لكنها في النهاية ستحمي أمن الدول العربية نفسها. فطالما شعر الكيان أن لأفعاله أثمانا باهظة، فلن يتجرأ على تكرار ما فعله. ولعل حالتي لبنان وسورية اليوم شاهدتان على إفلات الكيان من العقاب، فهل تريد الدول العربية الأخرى تركهما نهبًا للكيان أيضًا؟ أم تهبّ للدفاع نفسها قبل أن يصل التهديد والتدمير إليها؟ أخيرًا، لي أمل كبير في قادتنا العرب ألا يقبلوا تجريد المقاومة الفلسطينية من سلاحها، ولا حرمان من حمل السلاح دفاعًا عن الأرض الفلسطينية والعرض (حماس) من المشاركة في إدارة وطنهم؛ كي لا تحقق إسرائيل أهم أهدافها بأيدٍ عربية، لا بقوة عسكرية صهيونية.
597
| 04 مارس 2025
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3906
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2250
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2157
| 04 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...
1542
| 05 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1317
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
1002
| 04 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
969
| 05 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
966
| 05 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
900
| 09 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
879
| 03 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
870
| 06 نوفمبر 2025
الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة...
834
| 07 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية