رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
السلام ليس شعارًا رومانسيًا يُرفع في المؤتمرات، بل هو حاجة إنسانية وحق أصيل لكل فرد ومجتمع، ومع ذلك، يشهد عالمنا اليوم تناقضًا صارخًا، حديث متكرر عن «السلام العالمي” يقابله واقع من الحروب والاحتلالات والتجويع والتهجير، فهل تستطيع القوى الكبرى أن تحقق السلام؟ أم أن الشعوب هي التي تملك مفاتيحه الحقيقية؟ في الشرق الأوسط ما تزال إسرائيل تمارس سياسة الهيمنة على جاراتها، وتعتدي على سيادة الدول الأخرى، بينما تعيش غزة تحت حصار خانق وتجويع متعمد بدعم أمريكي وغربي، وفي أوروبا الشرقية هناك الحرب الروسية - الأوكرانية أدخلت القارة في صراع مفتوح، ودفعت الغرب إلى انحياز كامل لأوكرانيا، مما جعل العالم أقرب إلى حافة حرب عالمية ثالثة، أما في المجتمع الدولي فالمؤسسات الدولية ـ وعلى رأسها مجلس الأمن ـ أظهرت عجزها أو انحيازها، مما جعل مفهوم «السلام الدولي” رهينة بمصالح القوى الكبرى لا بآمال الشعوب. قطر تكشف إرهاب الدولة وتدعو العالم لوقفة جادة مع السلام: في خطاب تاريخي قوي ألقاه سمو أمير البلاد أمام الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالأمس، شدد سموه على أن الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر يمثّل خرقًا سافرًا للأعراف الدولية و”فِعلة شنعاء” وصفها سموه بـ”إرهاب دولة”، في موقف حازم لفت أنظار العالم وهزّ الضمير الدولي. سموه أكّد أن جهود قطر المضنية بالتعاون مع الشقيقة مصر والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أثمرت عن تحرير 148 رهينة، لم تمنع إسرائيل من مواصلة نهجها العدائي ضد قطر، ما يفضح نواياها الحقيقية. وكشف سموه أن الحرب الإسرائيلية على غزة لم تكن إلا غطاءً لتوسيع الاستيطان وتغيير الوضع القائم في القدس المحتلة. وفي رسالة واضحة للعالم، أكد سمو الأمير أن قطر واجهت حملات تضليل ممنهجة، لكنها لم ولن تتراجع عن التزامها بالسلام العادل. وأوضح أن دولة قطر ستظل شريكًا فاعلًا في أي عملية سلام متى سنحت الفرصة لذلك. كلمة سموه لم تقتصر على الدفاع عن قطر، بل جاءت معبرة عن الهم العربي المشترك، حيث دعا سموه المجتمع الدولي إلى استغلال اللحظة التاريخية للوقوف مع تحقيق السلام في سوريا ولبنان، مشددًا على رفض قطر القاطع لأي تدخلات خارجية، وعلى وجه الخصوص محاولات إسرائيل لزعزعة الاستقرار في هذه الدول. وأكد سموه أن ثقة المجتمع الدولي في قطر لم تأتِ من فراغ، بل من سجل ممتد من النجاحات الدبلوماسية والإنسانية التي ميزت الدولة، لتصبح نموذجًا يُحتذى به في دعم السلام والحوار. كلمة حملت هم الأمة.. ورسالة إلى الضمير العالمي بهذه الكلمة القوية، أثبتت قطر مجددًا أنها ليست فقط صوتًا للحكمة، بل منبرًا للحق وعدالة القضية العربية، ومناشدًا صادقًا للضمير العالمي بأن الوقت قد حان للوقوف مع الحق، لا مع القوة. إن العالم اليوم، ومع تصاعد الدعوات لإنهاء الحرب العبثية التي تديرها الحكومة الإسرائيلية، بات بحاجة إلى أصوات شجاعة، ومبادرات جريئة، كالتي تقودها قطر. فسلام الدولتين لم يعد خيارًا سياسيًا فقط، بل هو ضرورة إنسانية، وضمانة لاستقرار العالمي. *هل الشعوب قادرة على تحقيق ما عجزت عنه الحكومات؟ أعتقد نعم، الشعوب قادرة على أن تُرسخ ثقافة السلام إذا امتلكت الوعي والإرادة، لأن الشعوب هي التي تدفع ثمن الحروب من دمائها ولقمة عيشها، فما تجارب المقاومة السلمية في الهند وجنوب إفريقيا وفلسطين إلا إثبات بأن إرادة الشعوب قد تُحرج الحكومات وتجبرها على مراجعة مواقفها، بالإضافة الى أن وسائل التواصل الحديثة جعلت الشعوب أكثر قدرة على إيصال صوتها وتبادل تجاربها، وهو ما يقلل من احتكار الحكومات لخطاب «السلام” المزيّف. كسرة أخيرة السلام لن يأتي من واشنطن أو موسكو أو بروكسل، بل من ضمير عالمي يتشكل عبر وعي الأفراد والمجتمعات، ما لم تُغير القوى الكبرى منطق الهيمنة والازدواجية، ستبقى الحروب مشتعلة، لكن الأمل في الشعوب قائم، فهي التي تستطيع ـ عبر التربية، والعمل الأهلي، والمقاومة المدنية ـ أن تفتح دروبًا جديدة للسلام العادل، سلامٌ يقوم على الكرامة لا على الإذعان، وعلى العدالة لا على التبعية.
423
| 24 سبتمبر 2025
منذ نشأة الكيان الصهيوني وهو يسعى إلى تحقيق حلمه الأكبر وهو بسط نفوذه على دول الشرق الأوسط، وجعلها تدور في فلكه السياسي والأمني، وبمساعدة الولايات المتحدة التي منحته الغطاء السياسي والعسكري، حاولت إسرائيل فرض نفسها كقوة لا تُقهر. لكن هل تحقق هذا الحلم؟ الجواب يتضح عند النظر بتمعّن إلى واقع المنطقة فإسرائيل قد تكون نجحت في استمالة أو الضغط على بعض القيادات السياسية، لكنها لم تتمكن من إخضاع الشعوب، هذه الشعوب المسلمة التي تقرأ القرآن الكريم وتدرك أن الله حذّرها من اليهود الذين لا يراعون إلاًّ ولا ذمة، والذين اشتهروا بنقض العهود منذ زمن موسى عليه السلام وحتى اليوم، ولذلك فإن الضمير الشعبي ظل ثابتا لا يتغير، يرفض التطبيع، ويقف بالمرصاد لكل محاولات الهيمنة. في تطور خطير وغير مسبوق، أقدمت إسرائيل على تنفيذ اعتداء غاشم استهدف وفدًا تفاوضيًا من حركة حماس داخل الأراضي القطرية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية لدولة قطر وللقوانين الدولية، هذا الاعتداء لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان بمثابة قنبلة سياسية فجّرت موجة من الإدانات الدولية، وأعادت تشكيل المواقف العالمية تجاه إسرائيل. وسط هذا المشهد، جاءت القمة العربية الإسلامية الأخيرة لتعلن بوضوح وقوفها مع قطر في مواجهة العدوان، القمة لم تكن مجرد اجتماع بروتوكولي، بل بدت وكأنها صرخة جماعية بأن الأمة قادرة على توحيد صفوفها عندما يشتد الخطر، لقد وضعت القمة أساساً يمكن البناء عليه لتشكيل جبهة موحدة ضد إسرائيل، إذا ما توافرت الإرادة السياسية الحقيقية. لطالما تمتعت إسرائيل بدعم غير محدود من دول غربية مؤثرة، إلا أن الاعتداء على قطر شكّل نقطة تحول حاسمة، فقد سارعت دول الخليج والدول العربية والإسلامية إلى إدانة هذا التصرف، وتبعتها دول أعضاء في الأمم المتحدة، وصولاً إلى مجلس الأمن الذي أصدر بيانًا رسميًا يدين الاعتداء ويعتبره تهديدًا للأمن والسلم الدوليين. يبقى السؤال الأهم: هل سيجبر هذا التحالف الإسلامي العربي إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي تقودها أمريكا وقطر ومصر؟ التجارب التاريخية تؤكد أن إسرائيل لا تأتي إلى التفاوض إلا إذا شعرت بضغط حقيقي يهدد مصالحها، سواء كان مقاومة على الأرض أو تحالفات إقليمية صلبة. ومن هنا، فإن وحدة الصف العربي الإسلامي ليست مجرد خيار، بل هي شرط أساسي لإجبار إسرائيل على الالتزام والجلوس إلى الطاولة بجدية. قيادة سمو أمير قطر الدبلوماسية درع للكرامة في لحظة فارقة من تاريخ الأمة، وقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، موقفاً شجاعاً وحكيماً، جسّد فيه معنى القيادة الحقيقية، حين تعرضت العاصمة القطرية الدوحة لاعتداء غادر استهدف الأبرياء والمفاوضين في مسكن آمن، في خرق صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، لقد كانت كلمة سمو الأمير في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الدوحة، بمثابة نداء ضمير للأمة، وصوت الحق في وجه الغطرسة والعدوان، تحدث سموه بوضوح وجرأة، مؤكداً أن قطر بلد صانع للسلام، وأن الاعتداء الإسرائيلي لم يكن فقط على قطر، بل على كل من يؤمن بالسلام والوساطة العادلة، وأثبتت أن الدبلوماسية القطرية بقيادته ليست فقط صوتًا للسلام، بل أيضًا درع للكرامة والسيادة، وأن قطر لن تنحني أمام أي عدوان، بل ستواصل دورها الريادي في الدفاع عن الحق، ودعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. كسرة أخيرة ما خرجنا به من هذه القمة العالمية بأن رد الفعل القطري كان حازماً وسريعاً، حيث اعتبرت الدوحة أن الاعتداء على أراضيها هو انتهاك لسيادتها ولن يمر دون محاسبة، هذا الموقف القوي دفع العديد من الدول إلى إعلان تضامنها مع قطر، ما أظهر تغيرا واضحا في المزاج الدولي تجاه إسرائيل، التي باتت تُنظر إليها كدولة مارقة تتجاوز الأعراف الدبلوماسية، وأثبتت هذه التحركات الدولية بأن دولة قطر في قلب المعركة الدبلوماسية.
306
| 17 سبتمبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، قد لا نلتفت إلى أن أبسط المواقف تحمل أعظم الدروس التربوية، فالأب الذي يظن أنه يشتري فأرة للكمبيوتر أو يقضي حاجاته العادية، قد يجد نفسه أمام امتحان تربوي في غاية الأهمية امتحان الأمانة أمام ابنه أو ابنته. القصة التي تحولت إلى درس يروي أحد الآباء أنه أثناء شرائه لوازم منزلية، اكتشف أن البائع أعطاه ورقة نقدية ممزقة، بدلاً من أن يتخلص منها بطريقة صحيحة، حاول تمريرها إلى طفل يعمل في متجر صغير. وبالفعل ظن أنه «أذكى» عندما استطاع أن يضع الورقة في يد الصغير، لكن نظرة بريئة من ابنته، التي قالت له: «برافو يا بابا.. ضحكنا عليه»، كانت كفيلة بأن توقظ ضميره. عاد الأب إلى الطفل، واسترجع الورقة الممزقة، وأعطاه بدلها ورقة سليمة، ليُنقذ نفسه أولاً من ذنب الغش، وليعلم ابنته درسًا عمليًا لا يُنسى عن قيمة الأمانة. الدروس التربوية من القصة القدوة أبلغ من الكلام الطفل لا يتعلم من النصائح المجردة بقدر ما يتعلم من السلوك الذي يراه بأم عينه. تصحيح الأب لخطئه أمام ابنته كان أقوى من ألف محاضرة عن الأمانة. الدرس الثاني: الأمانة ليست خيارًا بل هوية الأمانة لا تظهر فقط في المعاملات الكبيرة، بل حتى في ورقة نقدية ممزقة قد تكشف معدن الإنسان وتربي جيلًا كاملاً على الصدق. الدرس الثالث: التربية موقف لا لحظة عابرة حين يتعامل الوالد أو الوالدة مع مواقف الحياة اليومية بوعي تربوي، تتحول المواقف العابرة إلى حصص عملية في غرس القيم. البعد الديني للأمانة القرآن الكريم جعل الأمانة معيارًا للإيمان: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا» [النساء: 58] كما قال صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» (رواه البخاري ومسلم). فالتربية على الأمانة ليست خيارًا تربويًا فحسب، بل هي واجب ديني يحفظ المجتمع من الفساد. كسرة أخيرة الأب الذي واجه نفسه بشجاعة وربَّى ابنته على الصدق خرج بدرس عظيم: الأمانة تُغرس في قلوب الأبناء بالفعل قبل القول، والذكاء الحقيقي ليس في الخداع ولا في استغلال الآخرين، بل في أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الله ومع الناس، ازرعوا في قلوب أبنائكم الأمانة منذ الصغر، فالقيم لا تُحفظ بالوصايا وحدها، بل تُترجم بالأفعال.
333
| 10 سبتمبر 2025
في زمن تتكاثر فيه الضغوط وتزداد فيه حدة التوتر في البيوت والعمل، نحتاج جميعاً إلى جرعة من التسامح والتغافل عن الهفوات الصغيرة، ومن أروع ما يمكن أن يُعلِّمنا هذا المعنى قصة إنسانية بسيطة، لكنها عميقة الأثر، وهي قصة الخبز المحروق. تقول القصة: بعد ﻳﻮﻡ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺷﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﺧﺒﺰ ﻣﺤﻤﺺ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺮﻭﻗﺎً ﺗﻤﺎﻣﺎً.. ﻓﻤﺪ ﺃﺑﻲ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﻟﻮﺍﻟﺪﺗﻲ ﻭﺳﺄﻟﻨﻲ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻪ؟ ﻻ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺃﺟﺒﺘﻪ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺃﻧﻲ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺪﻫﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﺎﻟﺰﺑﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻰ ﻭﻳﺄﻛﻠﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻬﻀﺖ ﻋﻦ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻷﺑﻲ ﻋﻦ ﺣﺮﻗﻬﺎ ﻟﻠﺨﺒﺰ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻤﺼﻪ، ﻭﻟﻦ ﺃﻧﺴﻰ ﺭﺩ ﺃﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﺃﻣﻲ، ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ: ﻻ ﺗﻜﺘﺮﺛﻲ ﺑﺬﻟﻚ، ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻥ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻣﺤﻤﺼﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻪ ﻃﻌﻢ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻕ، ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﻷﻗﺒﻞ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻗﺒﻠﺔ (ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ)، ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺤﻤﺼﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻕ؟، ﻓﻀﻤﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻣﻞ: ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﻤﻞ ﺷﺎﻕ، ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﻭشيء ﺁﺧﺮ، ﺃﻥ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻤﺤﻤﺺ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﺤﺘﺮﻗﺔ ﻟﻦ ﺗﻀﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎﺀ الناقصة، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺺ ﻛﺎﻣﻞ ﻻ ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻪ، ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻧﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﺃﻥ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ، ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﻮﻳﺔ مستديمة، ﺧﺒﺰ ﻣﺤﻤﺺ ﻣﺤﺮﻭﻕ ﻗﻠﻴﻼ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﺴﺮ ﻗﻠﺒﺎ ﺟﻤﻴﻼ، ﻓﻠﻴﻌﺬﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻀﻬﻢ بعضا، ﻭﻟﻴﺘﻐﺎﻓﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻵﺧر، هذه اللحظة البسيطة علمت أبناء البيت أن العشرة لا تُبنى على تضخيم الأخطاء، وإنما على التسامح والاحتواء. التغاضي عن الأخطاء الصغيرة ثقافة قرآنية؛ فقد قال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199]، وهذا توجيه إلهي إلى أن الحياة لا تسير بالكمال، بل بالصبر على النقائص وغض الطرف عن الزلات، كما قال النبي ﷺ: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر» [رواه مسلم]، ومعنى الحديث أي «لا يفرك»: أي لا يبغض ولا يكره، «مؤمن مؤمنة»: أي لا ينبغي للمؤمن أن يكره زوجته، «إن كره منها خلقاً»: أي إن وجد في زوجته خصلة أو صفة لا تعجبه، «رضي منها آخر فليتذكر ما فيها من الصفات الحسنة التي ترضيه أي لا يبغضها لكثرة العيوب، فالكمال لله وحده، هذا الحديث يعلمنا التسامح والتوازن في الحكم على الآخرين، خاصة في العلاقات القريبة كعلاقة الزوج بزوجته، ويؤسس لمبدأ الرحمة والمودة في الحياة الزوجية. الحياة ليست كاملة، ولا يوجد إنسان يخلو من العيوب، لكن قبول هذه الحقيقة هو أول خطوة في بناء أسرة متماسكة ومجتمع متآلف، النقد المستمر يضعف الروابط ويهدم القلوب، بينما الكلمة الطيبة والستر على العثرات يزرعان المحبة، وقد قال ﷺ: «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هين لين سهل» [رواه الترمذي]. أي أن اللين وحسن الخلق طريق النجاة في الدنيا والآخرة. * الخبز المحروق رسالة لكل بيت* قطعة خبز محروقة لم تفسد عشاء الأسرة، لكنها لو استُغِلَّت في اللوم والجدال لربما كسرت قلباً وأشعلت خصاماً. فالقصة تحمل رسالة بليغة: لا تسمحوا لصغائر الأمور أن تسرق جمال العلاقات، التسامح ليس ضعفاً، بل هو قوة تُعلي قدر الإنسان عند ربه وعباده. قال تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [النور: 22]. كسرة أخيرة في زمن تتساقط فيه الأرواح بلا إنذار، ويطوي الموت قلوباً كنا نحبها، لنتعلم أن نغفر سريعاً، ونعذر كثيراً، ونمدح أكثر مما نلوم، فالحياة قصيرة، والدنيا فانية، ولا يبقى للإنسان إلا ذكر طيب وعشرة حسنة، التربية ليست تعليماً للمناهج وحفظاً للقوانين فحسب، بل هي مهارة بناء إنسان قادر على التعايش بمرونة وصبر، ولعل من أبلغ الدروس أن نتغافل عن «خبز محروق» في حياتنا اليومية، لنحفظ قلوب أحبّتنا ونزرع في نفوس أبنائنا قيمة عظيمة، أن التسامح أساس التربية الناجحة. فلنكن جميعاً كالأب الذي ابتسم وهو يأكل “الخبز المحروق”، ولنجعل من بيوتنا وصداقاتنا وبيئاتنا واحات تسامح ورحمة.
444
| 03 سبتمبر 2025
مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تعود الحياة إلى المدارس وتدب الحركة في الشوارع، إيذاناً ببدء موسم مليء بالتحديات والطموحات، ويأتي هذا العام في ظل إجراءات جديدة اتخذتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، من بينها تخفيف ساعات الدوام، ما يفرض على الجميع — من أسر ووزارات وجهات معنية — مسؤوليات مضاعفة لضمان نجاح العملية التعليمية وسلامة المجتمع، وتطوير للمناهج واتباع سياسات تخطيطية متجددة، فهل الجهات المشتركة في هذا التحديات مستعدة لذلك؟. دور الأسرة الأسرة هي حجر الأساس في الاستعداد للعام الدراسي الجديد وتقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في تهيئة الأبناء نفسياً وجسدياً للعام الدراسي الجديد. ومن أبرز واجباتها: تنظيم الوقت والنوم لضمان تركيز الطالب خلال اليوم الدراسي، وتوفير المستلزمات الدراسية من كتب وقرطاسية وملابس مناسبة، والدعم النفسي والمعنوي خاصة للطلاب الجدد أو من يواجهون صعوبات تعليمية، وكذلك تعزيز قيمة التعليم عبر الحوار الإيجابي بين أفراد الأسرة لغرس حب المعرفة. دور وزارة التربية والتعليم قامت الوزارة في الآونة الأخيرة بعدة خطوات إيجابية نحو تحقيق رؤية وتطويرالعملية التعليمية تمثل في: تخفيف الدوام المدرسي بما يراعي صحة الطلاب ويقلل من الضغط النفسي، وتحديث المناهج لتواكب متطلبات العصر وتدعم التفكير النقدي، وتدريب الكوادر التعليمية لضمان جودة التدريس وتفاعل الطلاب، بالإضافة الى تعزيز التعليم الرقمي عبر منصات إلكترونية داعمة للتعلم عن بُعد. دور الجهات المرورية تعتبر الازدحامات حول المدارس خاصة التي تقع وسط الأحياء السكنية هو ما يقلق اكثر أولياء الأمور والطلاب، ويعتبر دور المرور تسهيل الحركة وتقليل الازدحام، ومع عودة الطلاب إلى المدارس، تشهد الشوارع ازدحاماً ملحوظاً، مما يستدعي تدخلًا من الجهات المرورية، تنظيم حركة السير خاصة في محيط المدارس، وتوفير دوريات مرورية لضمان سلامة الطلاب أثناء عبورهم، وتشجيع النقل الجماعي في المدارس لتقليل عدد المركبات الخاصة، بالإضافة الى التنسيق مع المدارس لتحديد أوقات دخول وخروج مرنة. توعية صحية لعام دراسي صحو لا يقل دور الجهات الصحية أهمية من الجهات الأخرى المشتركة مثل إطلاق مبادرات من الرعاية الصحية الأولية الطلابية لتقديم الدعم الكامل للطلاب خلال العام الدراسي الجديد من ناحية الصحة البدنية والنفسية والابتعاد عن الممارسات التي تؤدي للإجهاد البدني والنفسي، وتوجيه الكوادر التعليمية لتوفير البيئة المناسبة البعيدة عن الضغوطات النفسية، بما أن الأطفال والطلاب يقضون الغالبية العظمى من يومهم في المدرسة، ويستهلكون معظمهم ما يقارب من نصف سعراتهم الحرارية هناك، وهذا يجعل المدرسة مكانًا رائعاً لتعلّم وممارسة الأكل الصحي، ويكون اتباع نظام غذائي صحي بتناول الفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب، ومنتجات الألبان، واللحوم الخالية من الدهون، إلى جانب الحد من الدهون المشبعة والسكريات المضافة والصوديوم، الذي يساعد النشاط البدني في تقليل القلق، ويساعد في زيادة تركيز الطفل في المدرسة، لذا يوصى بحصول الطفل على 60 دقيقة على الأقل من النشاط البدني يوميًّا (مثل: المشي، والجري، وممارسة الرياضة) مقسَّمة على سائر اليوم قبل وأثناء وبعد المدرسة، بالإضافة الى الارشادات الصحية المعتادة مثل التنبيه عليهم بغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون بصورة منتظمة في كل الأوقات، واستخدام المنديل او منحنى الكوع عند السعال وتجنب الاتصال الوثيق مع الطلاب المرضى او مشاركتهم الأدوات، والبقاء في المنزل عند الشعور بالمرض. كسرة أخيرة إن نجاح العام الدراسي لا يعتمد فقط على الجهود الفردية، بل هو ثمرة تعاون بين الأسرة، والمدرسة، والجهات الحكومية. ومع الإجراءات الجديدة التي تهدف إلى تخفيف الضغط وتحسين جودة التعليم، يبقى الأمل كبيرًا في أن يكون هذا العام نقطة انطلاق نحو مستقبل تعليمي أكثر إشراقًا.
666
| 27 أغسطس 2025
في زمنٍ باتت فيه مقاييس النجاح تقاس بما يملكه الإنسان من أرصدة مالية أو عقارات شاهقة، يغيب عن الكثيرين أن الغنى الحقيقي ليس في حجم ما تملك من مال، بل في مدى قدرتك على أن تحيا حياةً متوازنة، تجمع بين الروح والعقل والجسد. ابدأ بتصحيح أفكارك تكون قد بدأت بالخطوة الأولى والأهم لتحقيق التوازن في حياتك، كما أنه يحتاج خلق التوازن في حياتك إلى أخذ جميع عناصر حياتك بعين الاعتبار من عناصر داخلية، تشملك أنت كشخص، ويندرج تحتها قلبك وعقلك والجانب الروحي فيك، بالإضافة إلى عناصر خارجية تشمل كلّ العوامل المحيطة بك من أشخاص أو أماكن، مثل العمل، النشاطات الاجتماعية، العائلة ووسائل الترفيه، لذلك فإن خروجك من البيت وانطلاقك إلى الحياة الطبيعية هو عنصر مهم في ما ترجو تحقيقه. الغنى ليس قصوراً من حجارة، ولا حسابات تتضخم في البنوك؛ الغنى هو أن تمتلك سكينةً في قلبك، وعِلماً يغذي عقلك، وإيماناً ينير طريقك، أن تعيش حياة تعرف فيها حق نفسك وحق غيرك، وتدرك أن كل إفراط أو تفريط يسرق منك جزءاً من سعادتك. لقد علمنا ديننا الحنيف أن المال وسيلة وليس غاية، وأن الغنى غنى النفس لا غنى الجيب، يقول النبي ﷺ: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس»، في إشارة واضحة إلى أن التوازن الداخلي هو أغلى ما يملكه الإنسان، أما من منظور أوسع. وكذلك الحال مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي كانت إذا جاءها المال أنفقته كله في سبيل الله حتى تنسى أن تترك لنفسها شيئًا، لكن غناها كان في علمها وإيمانها وفقهها، حتى أصبحت معلمة الأمة ومرجعها الأول في الحديث والفقه. ولعل أعظم الأمثلة على ذلك أولئك الذين تركوا زخارف الدنيا ليبحثوا عن غنى النفس والعلم. الإمام الغزالي، على سبيل المثال، كان محاطًا بالجاه والمال في بغداد، لكنه شعر بفراغ داخلي لا يملؤه سوى القرب من الله، فترك منصبه وعزل نفسه سنوات، ليعود إلى الناس بعلم راسخ وكتابٍ خالد هو إحياء علوم الدين، وفي العصر الحديث نجد قصصًا مشابهة، فـ (توماس إديسون) لم يولد ثرياً، بل كان فتى فقيرا اعتُبر بليداً في مدرسته، لكنه اختار غنى العلم بدل الركض وراء المال، وبعد سنوات من الكفاح صار أحد أعظم المخترعين في التاريخ، واسمه اليوم أغنى من أي ثروة مالية. حتى في واقعنا المعاصر نسمع عن شباب ورثوا ثروات، لكن المال لم يحقق لهم السعادة، أحدهم خسر ثروته باللهو، ثم عاد فالتفت إلى العلم، وتخصص في الطاقة المتجددة، وبعد سنوات أصبح خبيراً عالمياً يساهم في تنمية وطنه، أدرك أن المال يذهب ويجيء، لكن العلم يبقى ويصنع لك قيمة لا تُشترى. أما العالم المصري الشيخ محمد الغزالي، فلم يكن غنيًا بالمال، لكنه أغنى الأمة بفكره ووعيه، حتى لُقب بـ «داعية العصر»، وظل أثره حيًا في العقول والقلوب. هذه النماذج تذكرنا بقول الله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ}. فالتوازن هو أن تدرك أن الدنيا محطة عابرة، وأن الآخرة هي الغاية، وأنك حين تضبط حياتك بين طلب الدنيا بالحق والسعي للآخرة بالعمل الصالح، تكون قد بلغت قمة الغنى. *كيف نصبح أغنياء بدون أموال وثروات* تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل يُعد من أكبر التحديات التي يواجهها الجميع اليوم، وإذا لم تتمكن من تحقيق التوازن بين عملك والتزاماتك العائلية وحياتك اليومية الخاصة، فإن ذلك سيؤثر سلبًا على أدائك في العمل وعلى حياتك الشخصية. لذلك ابدأ بأخذ عدد من الإجراءات التي تساعدك في تنظيم وقتك، فمثلًا خذ فترات قصيرة من الراحة خلال ساعات العمل وراحة الصلاة هي أفضلها، هذه اللحظات القصيرة تجدد طاقتك وتزيد من قدرتك على التركيز، تعلم أهمية إدارة الوقت بفعالية، فبدلاً من التركيز على عدد الساعات التي تقضيها في العمل، رَكِّز على الإنتاجية والفاعلية وضع قائمة مهام يومية وحدد أولوياتك، وهذا التنظيم سوف يساعدك على تحقيق المزيد دون الشعور بالإجهاد. كما أن ممارسة التعاطف مع الذات تجلب لك السعادة مثل القراءة وممارسة الهوايات، هذا الاعتناء بنفسك يعزز من رفاهيتك ويساعدك على التعامل مع ضغوط الحياة بشكل أفضل، وتحديد أولوياتك يساعدك على تجنب الإجهاد والتركيز على اللحظات المهمة مع الأسرة والأصدقاء. *كسرة أخيرة* الغنى الحقيقي هو أن توازن حياتك بين الدنيا والآخرة، وأن تجعل العلم والإيمان سلاحك في مواجهة تقلبات الزمن. لا تجعل المال غايتك، بل اجعله وسيلة تعينك على عمل صالح، وحفظ لكتاب الله، وخدمة للناس. تذكّر دائمًا أن كل ما تجمعه في الدنيا فانٍ، وما تزرعه من علم وإيمان وصلاح هو الباقي الذي ستجده في آخرتك.
372
| 20 أغسطس 2025
في زمن الثورة الرقمية، تحوّلت الألعاب الإلكترونية من وسيلة للتسلية إلى ظاهرة حياتية يومية تسيطرعلى أوقات أبنائنا، حتى باتت جزءًا من روتينهم اليومي، لكن المعضلة تكمن في نوعية هذه الألعاب، حيث غزت بيوتنا ألعاب العنف، وألعاب التحدي الخطيرة، التي تُغري الأطفال والمراهقين بخوض تجارب محفوفة بالمخاطر، مثل لعبة “روبلكس” وبعض الألعاب التي تقود للأسف في حالات عديدة إلى إيذاء النفس أو الانتحار. انزلاق في السلوك والأخلاق تؤكد الدراسات التربوية أن التعرض المستمر لمشاهد العنف والقتل في الألعاب الإلكترونية يعيد تشكيل منظومة القيم لدى الطفل، إذ يصبح أكثر تقبّلاً للسلوك العدواني، وأقل تعاطفاً مع معاناة الآخرين، هذه الألعاب تبني داخل ذهن الطفل لاعتياده على العنف، فيراه أمراً طبيعياً أو حتى مسلياً، كما أن بعض ألعاب التحدي تدفع المراهق إلى المغامرة المتهورة لإثبات شجاعته أمام أقرانه، دون إدراك لعواقب أفعاله، وهناك أمثلة في دول عربية عديدة اعدت دراسات أظهرت نتائج مخيفة في تأثير هذه الألعاب على السلوك الأخلاقي، مثلا السعودية أظهرت دراسات محكمة في السعودية نسباً ملحوظة من اضطرابات اللعب بين طلبة المدارس، حيث وصلت نسبة انتشار اضطراب الألعاب إلى نحو 20% بين طلاب لعبوا ألعاب الفيديو في عينة دراسية حديثة، هذا رقم يوضّح أن المشكلة ليست هامشية بل شائعة بين فئات المراهقين. مثال آخر دولة الإمارات أحدث تقييمات للأنماط الحركية والوقت الترفيهي تشير إلى أن نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الثانوية يقضون وقت شاشة ترفيهيًا يتجاوز التوصيات (مثلاً تقرير سجلّ أن نحو 26% من طلاب الثانوية تجاوزوا حدود الزمن الموصى به في أحد الاستبيانات الوطنية). هذا يؤثر على النشاط البدني والتركيز، مثال أخير الأردن ومصر ومناطق عربية أخرى أظهرت دراسات محلية (مسوح ومقالات أكاديمية) انتشاراً واضحاً للاستخدام المفرط للإنترنت والألعاب، مع ارتباط قوي بالقلق والاكتئاب لدى بعض الشباب، وهناك دراسة أردنية أكدت أن الإدمان على الإنترنت مشكلة شائعة بين الشباب المقصودين بالدراسة). كما أن منظمة الصحة العالمية صنفت (اضطراب الألعاب) في تصنيف الأمراض ICD-11 كحالة يمكن تشخيصها سريرياً عندما يؤدي اللعب إلى تعطيل حاد للحياة اليومية والعلاقة والعمل أو الدراسة، لكنها تؤكد أن نسبة المتأثرين بالدرجة المرضية ضئيلة نسبيًا مقارنة بمجموع اللاعبين، هذا يوجب التمييز بين الاستخدام المفرط المؤذي والحب الطبيعي للألعاب الترفيهية تأثير مباشر على التحصيل الدراسي الإدمان على هذه الألعاب يسرق ساعات طويلة من وقت المذاكرة والنوم، فيدخل الطالب الصف مرهقاً ذهنياً وجسدياً، ومع مرور الوقت، يتراجع التركيز، ويضعف التحصيل الأكاديمي، ويزداد الغياب الذهني في الحصة، وتشير تقارير تربوية إلى أن بعض الطلاب يقضون أكثر من 6 ساعات يوميًا على هذه الألعاب، مما يجعلهم غير قادرين على الالتزام بخطط المذاكرة أو حتى بالمشاركة الصفية الفعّالة. البدائل التربوية والحلول الواقعية لمواجهة هذا الخطر من قبل الجهات المعنية بالدولة والمؤسسات التعليمية، لا تكفي التحذيرات النظرية، بل يجب إيجاد بدائل جذابة تستهوي الأبناء وتنافس هذه الألعاب مثل: تفعيل الأنشطة الرياضية والفنية في المدارس والمراكز المجتمعية، تشجيع الألعاب التعليمية التي تجمع بين المتعة وتنمية المهارات، تنظيم أوقات اللعب بوضع جداول استخدام الأجهزة، تعزيز الحوار الأسري وفهم اهتمامات الأبناء بدلًا من الاكتفاء بالمنع. تجارب دولية ناجحة الصين فرضت قيوداً صارمة على أوقات اللعب الإلكتروني للأطفال، وحددتها بـ 3 ساعات أسبوعيًا فقط، مع مراقبة المحتوى، وأصدرت تعليمات للأسر في حال تجاوز هذه المدة لابد من الاتصال بالجهة المعنية بالدولة، والكثير من الأسر أبلغت تلك الجهات بادمان ابنائها لهذه الألعاب وتم أخذهم بالقوة من منازلهم وادخالهم الى معسكرات تهذيب للأبناء ورعاية يومية لمدة ثلاثة اشهر وتخرج منها كل من ادخل في هذه المعسكرات شخص مختلف في حياته ومفيد للمجتمع. مثال آخر كوريا الجنوبية أطلقت “قانون سندريلا” الذي يمنع الأطفال دون 16 عامًا من اللعب بعد منتصف الليل، أما اليابان وضعت برامج مدرسية توعوية حول مخاطرالألعاب العنيفة، مع دمج حصص البرمجة لتوجيه اهتمام الطلاب نحو صناعة ألعاب هادفة. دور الأسرة والمدرسة في الإرشاد لا يمكن لأي قانون أو حملة أن تنجح دون وعي الوالدين، فالتوجيه المستمر، والمتابعة الهادفة، وإشراك الأبناء في أنشطة بديلة، هي خط الدفاع الأول ضد هذه الظاهرة، كما أن هناك اقتراحات علمية عملية يمكن ان تقوم بها الأسر لإقلاع الأبناء عن هذه العادة التي أصبحت سيئة، وذلك بوضع (قانون أسري) بسيط يوضح أوقات اللعب (مثلاً: بعد أداء الواجبات + ساعتان كحد أقصى في أيام الأسبوع، وزيادة معتدلة في إجازات نهاية الأسبوع)، والالتزام بالعقاب والمكافأة بوضوح، ومنع اللعب قبل النوم بساعة على الأقل لأن النوم المنتظم يحسن الذاكرة والتركيز، ويقضي على الاستثارة الناتجة عن اللعب. كسرة أخيرة ألعاب العنف الإلكترونية ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل قد تتحول إلى أداة لتشكيل العقول والسلوكيات بطرق مدمرة، حمايتنا لأبنائنا تبدأ من الوعي، والمتابعة، وتوفير البدائل، وصولاً إلى بناء جيل رقمي واعٍ يستخدم التقنية لبناء مستقبله، لا لهدم نفسه.
735
| 13 أغسطس 2025
في عالم القيادة تبرز عبارة خبير القيادة العالمي جون سي ماكسويل: (عليك أن تكون قريبًا بما يكفي لتتواصل مع الناس، لكن بعيدًا بما يكفي لتلهمهم)، هذه العبارة، رغم أنها وُلدت في سياق القيادة الإدارية، إلا أنها تنسحب بعمق على أحد أكثر الأدوار حساسية وتأثيرًا في الحياة دور الأب في الأسرة. الأب… حضور يتجاوز الجدران في كثير من البيوت، يبدو الأب وكأنه بعيد عن التفاصيل اليومية، منشغلٌ بعمله أو مسؤولياته. لكن هذا البُعد لا يعني الغياب، فالأب وإن لم يكن حاضراً جسدياً طوال الوقت، إلا أن تأثيره يظهر في اللحظات المفصلية:حين يُستشار في قرار تربوي مهم، حين يتدخل لحسم خلاف بين الأبناء، حين يُعبّر عن رأيه في مسار تعليمي أو سلوكي. هذا النوع من الحضور يُشبه إلى حد كبير ما يسميه ماكسويل بـ»القيادة الملهمة»: أن تكون بعيدًا بما يكفي لتُرى من زاوية عليا، لكن قريباً بما يكفي لتُحدث فرقاً. هيبة في الغياب… ووزن في الكلمة في دراسة تربوية نُشرت في مجلة (Parenting Science)، وُجد أن تدخل الأب في لحظات محددة يحمل تأثيراً مضاعفاً على الأبناء مقارنة بالتوجيهات اليومية المتكررة، فكلمة الأب، حين تأتي في توقيتها المناسب، تُحدث أثراً نفسياً وسلوكياً يفوق التوقعات. وهذا ما يُفسر لماذا يُنظر إلى الأب غالباً كـ»صمام أمان» في الأسرة، أما الأم، بحكم قربها اليومي، تمثل الحنان والرعاية، لكن الأب يمثل الهيبة والتوجيه الاستراتيجي، وهذا التوازن هو ما يمنح الأسرة استقرارها العاطفي والتربوي. القيادة الأسرية… فن التوازن جون ماكسويل يرفض فكرة القائد المتسلط أو المنعزل، بل يدعو إلى قيادة متوازنة، تُراعي القرب الإنساني دون أن تُفقد القائد مكانته، وهذا بالضبط ما يحتاجه الأب في بيته: أن يُصغي دون أن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، أن يُشعر أبناءه بالأمان دون أن يُغرقهم بالحماية الزائدة، وأن يُلهمهم من خلال القدوة، لا من خلال الأوامر، في هذا السياق، يقول المفكر التربوي «د. عبد الكريم بكار: (الأب الناجح هو من يُشعر أبناءه بأنه موجود دائمًا، حتى لو لم يكن حاضراً جسدياً). دروس من قلب الأسرة الأسرة، كما يراها كثير من علماء النفس، هي أول مدرسة للقيادة وفيها يتعلم الأبناء مفاهيم عديدة مثل: احترام السلطة دون خوف، اتخاذ القرار بحكمة، التوازن بين العاطفة والعقل، والأب، حين يُجيد لعب دوره القيادي، يُرسخ هذه المفاهيم دون أن يُلقي محاضرات، يكفي أن يروا كيف يتصرف، كيف يُعالج المواقف، وكيف يُعبّر عن رأيه. نموذج يعقوب عليه السلام في قصة نبي الله يعقوب عليه السلام، نرى كيف كان قريبًا من أبنائه، يستمع إليهم، ويشاركهم مشاعرهم، لكنه في الوقت ذاته كان قائدًا حكيمًا: ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾. سورة يوسف الآية: (5)، يعقوب هنا يتدخل في الوقت المناسب، ويوجه ابنه يوسف بحكمة، دون أن يفرض أو يبالغ في الحماية، وفي لحظة أخرى، حين طلب منه أبناؤه أن يأخذوا يوسف معهم، نراه يتردد، لكنه لا يمنعهم تمامًا، بل يوازن بين الحذر والثقة:﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾. سورة يوسف الآية (13)، هذا التوازن بين القرب العاطفي والقيادة الحكيمة هو جوهر القيادة الأسرية التي تحدث عنها ماكسويل. ولنا في رسول الله ﷺ قدوة حسنة النبي محمد ﷺ كان نموذجا فريدا في القيادة الأسرية، فقد جمع بين اللين والحزم، وبين القرب من الأبناء والتوجيه الراشد، كان النبي ﷺ يحمل الحسن والحسين، ويُقبلهما، ويُشعرهما بالحب، حتى قال أحد الصحابة متعجبًا: (إن لي عشرة من الولد ما قبّلتُ أحدًا منهم)، فقال النبي ﷺ: (من لا يَرحم لا يُرحم)، هذا القرب العاطفي لا يُضعف القيادة، بل يعززها، ويُرسخ الثقة بين الأب وأبنائه. كسرة أخيرة في زمن تتداخل فيه الأدوار الأسرية، وتزداد فيه التحديات التربوية، يبقى على الأب أن يستحضر نموذج القيادة الذي رسمه ماكسويل: (كن قريبًا لتفهم… وبعيدًا لتؤثر)، فالأب ليس مجرد مُعيل، بل هو قائد تربوي، يُلهم أبناءه من خلال حضوره الرمزي، وتدخله الحكيم، وكلمته التي تأتي في الوقت المناسب.
315
| 06 أغسطس 2025
في زمن تتزاحم فيه الانشغالات وتضيع فيه الطاقات بين التأجيل والتسويف، يطل علينا تعبير استثنائي بعمق فلسفي وتربوي مذهل: “مُت فارغًا – Die Empty”. عنوان لكتاب أمريكي، لكنه في جوهره نداء إنساني عالمي ينادي بصوت عال لا تمُت وأنت ممتلئ بالخير الذي لم تمنحه، والأفكار التي لم تعبّر عنها، والأحلام التي لم تسعَ لتحقيقها. متى تكون المقبرة أغنى بقاع الأرض؟ تود هنري، المؤلف الأمريكي، كتب هذا العمل بعد أن صُدم بجواب غريب من مدير أمريكي في اجتماع عمل، حين سأل: ما هي أغنى أرض في العالم؟ فجاءت الإجابات: الخليج الغنية بالنفط، وأضاف آخر مناجم الألماس في إفريقيا. لكنه أجاب قائلاً: المقبرة!، نعم لأن ملايين البشر رحلوا إليها «أي ماتوا» وهم يحملون الكثير من الأفكار القيّمة التي لم تخرج للنور ولم يستفد منها أحد سوى المقبرة التي دُفنوا فيها. فلسفة تربوية وإنسانية يأتي هذا المفهوم متجاوزًا حدود التنمية البشرية المعتادة، ليدقّ جرس الإنذار التربوي: لا تؤجل الخير، ولا تَكبت الإبداع، ولا تبخل على العالم بما وهبك الله. فـ ”مُت فارغًا” لا يعني أن ترحل خالي الوفاض، بل أن ترحل بعد أن منحت كل ما لديك، وبذلت كل ما استطعت، حتى لا تكون – كما عبّر الكاتب – “وجبة دسمة لدود الأرض”. التربية على العطاء بلا حدود في ضوء هذا المفهوم، يصبح دور المربين، والمعلمين، والآباء، هو زرع قيمة البذل إلى آخر رمق. أن نربي أبناءنا على أن لا يحتكروا المعرفة، ولا يؤجلوا المشاعر، ولا يكتموا الأفكار… بل أن يعطوا بلا حدود، ويغرسوا حتى لو كانت الساعة تقوم، ولا تكتم الخير داخلك فتموت ممتلئا متخوماً وتكون لقمة سائغةً لذيذة لدود الأرض، كم أتمنى أن نشمر ونبدأ بالسباق لنعطي ونستخرج كل ذرة خير داخلنا، عندها فقط سنكون خلفاء الله في الأرض، ما أجمل ان يرحل الإنسان من هذه الفانية فارغاً. وهنا تلتقي هذه الفلسفة مع حديث النبي ﷺ: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها” في قمة مشهد النهاية، لا زال هناك مكان للعطاء! أي درس أعظم من هذا في قيمة السعي والإيجابية حتى اللحظة الأخيرة؟، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، دمعت عيون بعض الصحابة عندما قال عليه الصلاة والسلام: (اليوم أكملت لكم دينكم)، عرفوا أن النبي أصبح مستعداً متحمساً للرحيل فقد أدى الأمانة كاملة تامة. إنها دعوة للتأمل الذاتي… كم من علم نعرفه لم نعلمه؟ كم من فكرة تلتمع في عقولنا لم نكتبها؟ كم من حب لم نعبّر عنه؟ ربما نكون نعيش ممتلئين… لكننا راحلون مثقلون، وكأننا لم نؤتمن على كنز في داخلنا. التربية على الإلهام لا التلقين ليس المطلوب أن نحيا لنستهلك، بل لننتج ونترك الأثر، التربية الحقيقية اليوم ليست تلقين المناهج، بل إشعال شرارة الحلم في النفوس، وتحرير الطاقات، وتحفيز الأجيال أن يتركوا بصمتهم في الحياة… لا في المقبرة، فيجب ان تحرص أيها الانسان أن ترحل فارغا من كل خيرك، كلمات مؤثرة، لكنها تحمل رسالة خلود، ازرع الخير، انشر العلم، حقق أهدافك، عبّر عن مشاعرك، لا تنتظر اللحظة المثالية… فالمثالية الحقيقية أن تموت فارغاً! كسرة أخيرة في عالم يقدّس الإنجاز، فلنرب أبناءنا على أن الرحيل الأجمل هو الذي يخلف وراءه أثرا لا يمحى، ليكن شعارنا في الحياة: “لن نترك خيراً حبيساً في دواخلنا… لنمُت فارغين، إن الدنيا في نظر المسلم فرصة، ومرحلة للزرع والبذر، ومعبرة نحو الآخرة، والمحدد لما سيكون عليه الحال بعد هذا بإذن الله.. دار ليكتسب فيها ويهيئ المقعد هناك والمهاد، وإذا انتهجنا المنهج الإسلامي وهو الفطرة التي فطرنا عليها الخالق سنكون قد جمعنا بين العمل للدنيا والعمل للآخرة في توافق وتناسق، فلا يفوت على الإنسان دنياه لينال آخرته، ولا يفوت عليه آخرته لينال دنياه، فهما ليسا نقيضين ولا بديلين في التصور الإسلامي، أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.
399
| 30 يوليو 2025
في ظل الثورة الرقمية التي اجتاحت بيوتنا، بدأ العلماء يدقّون ناقوس الخطر… فالموضوع لم يعد مجرد “إدمان وقت”، بل تغيّر حقيقي وهيكلي في عقول أبنائنا! دراسة حديثة من جامعة نورث كارولينا تابعت أدمغة 169 مراهقًا على مدار ثلاث سنوات، وكشفت ما يشبه “إعادة برمجة” دماغية بسبب الاستخدام المفرط لتطبيقات مثل TikTok وInstagram. *15 مرة في اليوم = تغييرات في بنية الدماغ*! المراهقون الذين تفقدوا حساباتهم أكثر من 15 مرة يوميًا أظهرت أدمغتهم تغيرات ملموسة في: مراكز الشعور والانتباه واتخاذ القرار، الأمر لم يعد مجازًا، بل تم توثيقه باستخدام الرنين المغناطيسي والأدلة الكهربائية للدماغ. Instagram…*المكافأة المزيفة!* الدراسة أوضحت أن صور “الإعجابات” التي تُعرض على Instagram تُنشّط نفس المناطق الدماغية التي تنشط عند: تناول الشوكولاتة أو كسب المال، أو تعاطي المخدرات، وهذا التفاعل يشير إلى تحفيز مفرط لنظام المكافأة العصبي، مما يزيد من خطر الاعتياد والإدمان. *فيديوهات قصيرة… تركيز أقصر!* كما أن دراسات EEG (رسم الدماغ الكهربائي) أثبتت أن المحتوى القصير السريع: يقلل من موجات التركيز ويضعف مناطق الانتباه، ويربط بين الإدمان وفقدان السيطرة التنفيذية بنسبة وصلت إلى -0.395! TikTok*يزرع أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)* في دراسة شملت 2,587 مراهقًا، وُجد أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل زاد خطر ظهور أعراض ADHD بنسبة تراوحت بين 4% إلى 11%، وهذا يعني أن التأثير لا يقتصر على لحظة استخدام، بل يمتد ليعيد برمجة أنظمة الدماغ طويلة الأمد. *نفس دوائر الكوكايين؟ نعم!* الدوائر العصبية التي تشتعل أثناء التمرير على TikTok هي نفسها التي تُنشّط عند تعاطي الكحول أو النيكوتي أو الكوكايين. *انسحاب حقيقي… مثل الإدمان!* في تجربة لمتابعة الأشخاص بعد الإقلاع عن استخدام هذه التطبيقات لمدة أسبوع فقط، ظهرت أعراض انسحاب واضحة مثل قلق والاكتئاب والأرق ورغبة شديدة بالعودة، وأن 60% منهم انتكسوا خلال أيام! TikTok *يضعف ذاكرتك دون أن تدري* دراسة صينية على 3,036 طالبًا أثبتت أن اضطراب استخدام TikTok يؤدي إلى ضعف في الذاكرة العاملة وتراجع في الأداء الدراسي، كما أثبتت جامعة ستانفورد أن TikTok يقلل قدرة المستخدم على تذكّر المهام المستقبلية مقارنة بتطبيقات مثل Twitter وYouTube. *الأرقام لا تكذب: 15 ألف حالة تؤكد الكارثة* مراجعة شاملة شملت أكثر من 15,000 شخص خلصت إلى ارتفاع حاد في معدلات الاكتئاب والقلق وضعف التركيز وتراجع الأداء المعرفي وكلها مرتبطة بالاستخدام المفرط لتطبيقات مثل TikTok وInstagram. كسرة أخيرة هل ما زلت تتحكم في هاتفك؟ أم أنه يتحكم بك؟ لقد تجاوزنا مرحلة القلق من “إضاعة الوقت”… نحن الآن أمام خطر إعادة تشكيل الدماغ البشري. تطبيقات تبدو ممتعة وبريئة، لكنها تسلبنا تركيزنا، ذاكرتنا، توازننا النفسي… بل وأطفالنا. هل ندرك حجم الخطر؟ وهل نملك الشجاعة لنضع حدودًا رقمية تنقذ عقول أبنائنا قبل فوات الأوان؟
810
| 23 يوليو 2025
وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر هي واحدة من الوزارات الهامة والتي يتم اختيار قياداتها في مجال التعليم بدقة متناهية كونها هي الوزارة الأكثر تأثيرا في المجتمع. تسعى الوزارة إلى تحقيق رؤية الدولة في المحافظة على مكانتها المرموقة في المستوى التعليمي، وقد شهد قطاع التعليم في قطر تطورات ملحوظة، حيث لم تقتصر إنجازاتها على تحسين البنية التحتية التعليمية فحسب، بل امتدت لتشمل تطوير المناهج الدراسية، وتعزيز كفاءة الكادر التعليمي، ودعم الابتكار والإبداع بين الطلاب. لحظات مؤثرة في لحظات مؤثرة تعكس اهتمام الوزارة بتحفيز الطلاب جاءت مبادرة تهنئة الطلبة الأوائل في الشهادة الثانوية العامة من خلال الاتصال بأولياء أمورهم، هذه البادرة الطيبة لاقت استحسانًا كبيرًا من قبل أولياء الأمور والمجتمع التعليمي، حيث أظهرت مدى التزام الوزارة بتقدير الجهود المبذولة من قبل الطلاب وأسرهم، ولم تكن هذه المكالمات مجرد تهنئة، بل كانت تعبيراً صادقاً عن التقدير للجهود الكبيرة التي بذلها الطلاب وأسرهم طوال العام الدراسي، وقد عبر أولياء الأمور عن سعادتهم وامتنانهم لهذه البادرة التي أضفت لمسة شخصية وإنسانية على العملية التعليمية. اهتمام كبير بالتعليم تعكس هذه المبادرة اهتمام الوزارة بتطوير المنظومة التعليمية في قطر، وإيمان الوزارة وتقديرها للجهود والاحتفاء بالنجاحات وهو جزء أساسي من دعم الطلاب وتحفيزهم على تحقيق المزيد من الإنجازات، وقد أكدت الوزارة أن هذه النجاحات هي ثمرة لتكامل جهود جميع شركاء العملية التعليمية، من معلمين وإداريين وأولياء أمور. تطلعات وآراء أولياء الأمور العديد من أولياء الأمور أعربوا عن فرحتهم وتقديرهم لهذه البادرة الطيبة ومبادرات الوزارة مؤخرا وما أصدرته من قرارات، مشيرين إلى أنها تعكس مدى اهتمام الوزارة بتقدير الجهود المبذولة من قبل الطلاب وأسرهم. وقد أشاروا إلى أن مبادرات الوزارة دائماً تعزز من روح التعاون والشراكة بين الوزارة والمجتمع التعليمي، وتساهم في خلق بيئة تعليمية محفزة وداعمة مما يبشر بمستقبل تعليمي قريب. خطوات كبيرة نحو تطوير التعليم إنجازات وزارة التربية والتعليم تعتبر بحجم وطن حيث اتخذت الوزارة عدة قرارات منها على سبيل المثال إنشاء مدرسة تقنية للبنات في مدينة الشمال، والتي تعتبر خطوة تاريخية كأول مدرسة تقنية للبنات في دولة قطر، وهذه المبادرة تهدف إلى تعميم التعليم التقني والمهني في الدولة، مما يتيح للطالبات فرصة الحصول على تعليم متخصص يمكنهن من دخول سوق العمل بمهارات عالية، كما قامت الوزارة مؤخراً بتعديل الجدول الزمني المدرسي للعام 2025 / 2026 بهدف تحسين تنظيم الوقت للدراسة وزيادة الفعالية العملية التعليمية مما يعكس حرص الوزارة على توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب والمعلمين على حد سواء، ومن هذه الإنجازات أيضا تحسين أوضاع الكادر التعليمي والإداري من خلال تقديم برامج تدريبية وتطويرية وتحسين أوضاع المعيشية باستمرار صرف البدلات خلال الاجازة السنوية للمدارس لتحسين البيئة التعليمية، هذه الإنجازات تعكس رؤية المنظومة التعليمية في تطوير التعليم في قطر، وتؤكد على التزامها بتحقيق تقدم ملموس في هذا المجال.
414
| 16 يوليو 2025
يروى أن رجلًا كان لديه خروف وأراد أن يبيعه فأخذه إلى السوق، رأه أربعة لصوص واتفقوا على سرقة الخروف بخطة ذكية فقسموا أنفسهم على الطريق المؤدية للسوق، جلس الأول في أول الطريق والثاني بعده بقليل والثالث في المنتصف والرابع قرب نهاية الطريق. مر الرجل على الأول فسأله لماذا تقود هذا الكلب خلفك فقال له هذا ليس كلبا إنه خروف وأكمل طريقه، ثم سأله الثاني نفس السؤال فتردد وقال إنه خروف، عند الثالث تكررت نفس الكلمات فتزايد شكه، أما الرابع فختمها بنفس العبارة لماذا تقود كلبا خلفك. هنا أيقن الرجل أنه أخطأ وأنه بالفعل يقود كلباً وليس خروفا فقطع الحبل وأطلق الخروف ظنا منه أنه كلب وعاد إلى بيته يبحث عن خروفه، بينما اللصوص التقطوا الخروف وانصرفوا فرحين. الحكمة من هذه القصة توضح لنا كيف يتم تضليل العقول وتزييف الوعي بطريقة ممنهجة حين يكرر الكذب أكثر من طرف نبدأ في الشك في الحقائق، فلا تجعل قناعتك تُسرق مع تكرار الأصوات فليس كل ما يقال صحيحا وليس كل من يتكلم صادقا. تضليل العقول في تكرار الأكاذيب في عصر المعلومات، أصبح من السهل على الأفراد أن يقعوا فريسة لتضليل العقول وتزييف الوعي. عندما يكرر الكذب أكثر من طرف، نبدأ في الشك في الحقائق، وتصبح قناعاتنا مهددة بالسرقة في هذا المقال، وسنناقش كيف يتم تضليل العقول بطريقة ممنهجة، وهناك الكثير والنماذج من هذا التضليل. أولًا، تكرار الأكاذيب يمكن أن يؤدي إلى تزييف الوعي، عندما نسمع نفس الرسالة تتكرر مراراً وتكراراً، نبدأ في تصديقها، حتى لو كانت كاذبة، هذا ما يسمى بـ»تأثير التكرار»، حيث يصبح الكذب أكثر قبولًا مع تكراره. ثانيًا، يتم استخدام تقنيات الدعاية والتأثير النفسي لتضليل العقول، على سبيل المثال، يتم استخدام «التكرار الانتقائي» لتعزيز رسالة معينة، بينما يتم تجاهل الحقائق التي تتعارض معها، كما يتم استخدام «التأثير الاجتماعي» لجعل الأفراد يعتقدون أن الجميع يعتقدون شيئًا معينًا، حتى لو لم يكن ذلك صحيحًا، أحد الأمثلة على ذلك هو حملة التضليل التي قامت بها شركات التبغ لإنكار العلاقة بين التدخين والسرطان، لقد كررت هذه الشركات الأكاذيب حول سلامة التدخين، وروجت لدراسات مزيفة تدعم موقفها، ونتيجة لذلك، تأخرت الحكومات في اتخاذ إجراءات للحد من التدخين، وازداد عدد المدخنين. لذا يجب أن نكون حذرين من تضليل العقول وتزييف الوعي، ويجب أن نبحث عن الحقائق، ونقيّم المعلومات بشكل نقدي، ولا نسمح لقناعاتنا أن تُسرق مع تكرار الأصوات، كما يجب أن ندرك أن ليس كل ما يقال صحيحًا، وليس كل من يتكلم صادقًا. الملابس الجديدة للإمبراطور قصة «الملابس الجديدة للإمبراطور» هي قصة قصيرة شهيرة كتبها هانس كريستيان أندرسن، تحكي القصة عن إمبراطور يحب الملابس الجديدة والفاخرة، ويُخدع من قبل اثنين من المحتالين يزعمان أنهما يمكنهما صنع ملابس فاخرة للغاية، ولكنها غير مرئية لأي شخص لا يصلح لوظيفته أو «غبي»، الإمبراطور يقرر شراء هذه الملابس، ويُعطي المحتالين مالًا مقابلها، عندما يأتي المحتالون لقياس الملابس، يزعمان أن الملابس موجودة، ولكنها غير مرئية، الإمبراطور ووزراؤه يرون «الملابس» ويُصفقون لها، خوفًا من أن يُعتبرون غير أهل لوظيفتهم إذا لم يروها، وعندما يخرج الإمبراطور لاستعراض ملابسه الجديدة، يرى الجميع أنه عارٍ تمامًا، ولكن لا أحد يجرؤ على قول ذلك، أخيرًا، يصرخ طفل صغير «ولكنه لا يلبس شيئًا!» وتنتشر الكلمة بين الناس، ويُدرك الجميع أنهم تعرضوا للخداع. هذه القصة تُظهر كيف يمكن للضغط الاجتماعي والخوف من النقد أن يجعل الأفراد يتصرفون بشكل غير عقلاني، ويُؤيدون أفكارًا أو معتقدات خاطئة، كما تُظهر أهمية الصدق والجرأة في التعبير عن الآراء، حتى لو كانت غير مقبولة من قبل الآخرين. كسرة أخيرة تضليل العقول وتزييف الوعي يمكن أن يكونا خطيرين إذا لم نكن حذرين، ويجب أن نكون مستعدين دائما لمواجهة الأكاذيب والتحقق من الحقائق، حتى لا نسمح لقناعاتنا أن تُسرق.
351
| 09 يوليو 2025
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2217
| 22 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
1401
| 25 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
804
| 23 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
738
| 22 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...
699
| 18 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...
678
| 18 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
648
| 21 سبتمبر 2025
منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...
609
| 18 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
606
| 24 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
528
| 24 سبتمبر 2025
يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...
501
| 21 سبتمبر 2025
يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...
480
| 21 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل