رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

444

فاطمة بنت يوسف الغزال

قطر منصة السلام والحوار الإنساني وبيت العدالة الاجتماعية

05 نوفمبر 2025 , 04:08ص

تستضيف دولة قطر، تحت مظلة الأمم المتحدة، في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر الجاري، القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، بعد مرور ثلاثة عقود على انعقاد القمة الأولى في كوبنهاغن عاصمة الدنمارك عام 1995م وتأتي هذه القمة لتجديد الالتزام الدولي بالتنمية الاجتماعية العادلة والشاملة، ومعالجة الثغرات التي لا تزال تعيق التقدم في تنفيذ أهداف أجندة التنمية المستدامة لعام 2030. تهدف القمة إلى القضاء على الفقر، وتحقيق التوظيف الكامل والعمل اللائق للجميع، وتعزيز الإدماج الاجتماعي، وترسيخ العدالة الاجتماعية والاستدامة، وهي موضوعات تمس جوهر كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم، كما تؤكد القمة على أن التنمية الاجتماعية ليست خيارًا تنمويًا فحسب، بل هي شرط أساسي لتحقيق الاستقرار والسلم العالمي. انعقاد القمة في هذا التوقيت يحمل دلالات عميقة، إذ يواجه العالم اليوم تحديات غير مسبوقة، أبرزها الفوارق الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، والتحولات الديموغرافية والتكنولوجية، إضافة إلى الآثار المتسارعة لتغير المناخ.هذه التحديات تُبرز الحاجة الملحة إلى تعاون دولي فعال يضمن عدم ترك أي إنسان خلف الركب، ويعزز العدالة في توزيع الفرص والثروات.

* اختيار الدوحة لاستضافة هذه القمة لم يأتِ مصادفة، بل هو اعتراف دولي بمكانة قطر الريادية في دعم مبادرات السلام والتنمية والتعايش السلمي حول العالم.

لقد أثبتت قطر، من خلال دبلوماسيتها الهادئة ووساطاتها الإنسانية، قدرتها على إرساء الأمن والسلام في مناطق النزاع، وسعيها المتواصل لتقريب وجهات النظر بين الدول، مما جعلها مركزًا عالميًا للحوار والبناء المشترك.تنطلق فلسفة دولة قطر في سياساتها الدولية من قناعة راسخة بأن التنمية المستدامة لا تتحقق إلا في بيئة يسودها السلام والاستقرار.

ومن هذا المنطلق، تسعى الدوحة إلى تحويل هذه القمة إلى منصة عملٍ لا مجرد مؤتمرٍ للنقاش، تُطلق من خلالها مبادرات إنسانية واجتماعية تدعم الفقراء والمهمشين، وتعزز قيم التضامن الإنساني والمسؤولية المشتركة.بفضل مبادراتها المتواصلة في مجالات التعليم، وتمكين الشباب، ودعم المجتمعات الهشة، والوساطة في النزاعات، أصبحت قطر نموذجًا للدولة الصغيرة ذات التأثير الكبير.إن تنظيم القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة يرسّخ هذا الدور ويُبرز إيمان قطر العميق بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان ولأجل الإنسان.

*كسرة أخيرة*

بينما يلتقي قادة العالم وخبراؤه على أرض الدوحة، تتجدد الرسالة القطرية للعالم بأن التنمية ليست أرقامًا اقتصادية، بل قيم إنسانية سامية، وأن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى بالعدل والتفاهم والمشاركة.وهكذا تواصل قطر دورها الفاعل في صياغة مستقبلٍ أكثر إنصافًا، تُزهر فيه العدالة كما تزدهر التنمية.

 

مساحة إعلانية