رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قد يختلف المحلّلون في ماهية الأسباب والدوافع التي تسببت أو قد تتسبب في اندلاع ثورات الشعوب ضد حكوماتها في بلد دون آخر، ولكني أرى أن أي أزمة حقيقية تتفاقم لتصبح معاناة دائمة يعانيها الناس في بلد ما وتعجز الحكومة أو الحاكم أو البرلمان أو سوى ذلك من أشكال الحكم في حلّها فإن ذلك قد يقود إلى مظاهرات وثورات يصبح الحقّ والنصر فيها للطرف الآخر الذي ملأ الشوارع والميادين بينما يخفت صوت العقل والمنطق عند الحكومات والحكام ليبدأ صوت الرصاص والمدافع وبالأخص في عالمنا العربي المليء بالأزمات والمشكلات وأيضاً بالثورات المعلنة وغير "المعلنة" أو بمعنى آخر الدول التي سيؤول مصير أزماتها إلى الثورات إمّا عاجلاً أو آجلاً، لأنها أزماتها عبارة عن رماد يخفي كمية من الجمر لا يعلمها إلا الله تعالى ستظهر مع أول ريح خفيفة أو ربما مع أول نسمة هواء عليلة!
اندلعت الثورات العالمية عموماً والعربية خصوصاً في الغالب لسببين رئيسيين أولهما حالة الفقر والجوع التي يعاني منها عموم الناس، والسبب الآخر هو المبادئ والقيم والحريّات والأفكار التي يعيش من أجلها الناس ويؤمنون بها ثمّ تأتي السلطات أو الحكّام ليفصلوا ما بين الناس ومبادئهم وقيمهم وحريتهم وأفكارهم ليفرضوا عليهم ما يرونه من أفكار تتعارض في الغالب مع ما يؤمن به الناس بل وتتعارض أحياناً مع العقل والمنطق والفطرة وسنن الكون، وفي عالمنا العربي والإسلامي عانت الشعوب ولاتزال من الجوع والفقر ومن الاستبداد الفكري والاعتقادي والأخلاقي الذي تريد أن تفرضه حكومات وأيديولوجيات غربية على حكّام - ضعفاء جبناء أمام أعدائهم وأشداء أقوياء على شعوبهم - يستمعون جيداً لأوامر أسيادهم وينفذونها بحذافيرها بكل قهر واستبداد واستعباد على مواطنيهم وشعوبهم.
إن حالة الصراع الذي تمارسه الحكومات والحكّام في عالمنا العربي والإسلامي – وليست دول الخليج العربي باستثناء من تلك القاعدة – ضدّ شعوبها وبالأخص في قوتهم ولقمة عيشهم وفي دينهم وعقائدهم وأخلاقهم لايزال يتكرّس يوماً بعد آخر في عالمنا العربي والإسلامي، فبعد أن أوشكت بعض الشعوب تتخلّص من حكّامها الطغاة المجرمين في مصر وتونس وليبيا واليمن إذا بأنصارهم من الحكّام الطغاة في دول أخرى يساندونهم بالدعم السياسي والاقتصادي لتتأخر نهضة تلك الدول ويستمتع أولئك الحكّام بمزيد من الوقت على عروشهم في حين يستمتعون بتعذيب الشعوب في داخل وخارج أوطانهم، بل ويقدّمون الدعم أكثر من ذي قبل لمن يقوم بتجويع شعبه أكثر ولمن يقوم بمناهضة ومقاومة تطبيق شرع الله وحكمه في بلاد المسلمين!.
ولعلّ هذه الحالة من الظلم الذي يمارس على الشعوب في ممارستها لدينها وعباداتها وحصولها على لقمة عيشها قد جعل البعض يصفها بالجاهلية الجديدة التي تفوق أهل الكفر والشرك في أغلب الأحيان في عدائهم للمسلمين وتعذيبهم لهم كما كان يفعل مشركو قريش مع أوائل المسلمين في رمضاء مكّة، بل إنّ الأمر تطور أكثر ليشمل مجازر جماعية واعتقالات عشوائية وشتّى أنواع التعذيب والإهانة والاستفزاز وإخضاع الناس لأصنام جديدة في كل مجالات الحياة!.
ينبغي أن يعلم الطغاة – وهم يعرفون أنفسهم جيّداً – بأن مضايقة الناس في عبادتهم وأرزاقهم ستجلب لهم اللعنات تلو اللعنات وأن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الدعوات المظلومة في طريقها للإجابة صاعدة إلى السماء فحينئذ لن تنفعهم أمريكا ولا إسرائيل ولا روسيا ولا الصين ولا الثمانية العظمى ولا الاتحاد الأوروبي ولا الأمم المتحدة ولا الناس أجمعين! حين ينتقم الله العزيز الجبّار المتكبّر من أولئك الجبابرة المتكبرون المتعجرفون المتعالون فيزول حكمهم ويتزعزع سلطانهم ويُذلّهم الله ويعذّبهم في الدنيا والآخرة ليكونوا عظة وعبرة كما كان فرعون من قبلهم مثالاً يضرب إلى يوم القيامة.
نعم إنها صيحة تحذير ورسالة نذير للظلمة والطغاة من الحكّام العرب والمسلمين بأنهم لن يصمدوا أمام ثورات الشعوب القادمة لامحالة إن لم يستجيبوا لمطالبها ويدعوها تمارس عبادتها دون استفزاز أو إهانة وأن يخلو ما بينها وبين حرّيتها التي كفلها الإسلام لها، وأن يعطوها نصيبها من الحقوق والثروات وأن ينصفوها من كل ظالم وأن يعدلوا بينهم بالحق والمساواة.
ولست هنا محرّضاً لاندلاع الثورات أو داعياً لإشعال المظاهرات ولكنني أذكّر وأحلّل وأرصد ما جرى ويجري من صراعات وأزمات وبدايات ونهايات.. وعلى العاقل أن يفهم كيف كانت بداية الظالمين وكيف آلت نهايتهم، وعلى الحاكم أن يختار نهايته وأن يكتب قصّته بنفسه، إما إلى النفي والإبعاد كما حدث مع زين العابدين بن علي أو السجن والمحاسبة كما حدث مع حسني مبارك وإما مع العزل والطرد كما حدث مع علي عبدالله صالح وإما مع القتل والإذلال كما حدث مع القذافي وإما مع نهاية مأساوية جديدة قريبة لبشار الأسد ونوري المالكي وعبدالفتاح السيسي وأعوانهم وأنصارهم ومؤيديهم إن شاء الله.
أخيرا أثمرت جهود الوساطة المشتركة المضنية وانتصرت الدبلوماسية وصوت الحكمة وإرادة السلام على العنف والتصعيد، وذلك بعد أن... اقرأ المزيد
225
| 10 أكتوبر 2025
الإنسانية تلك المفردة العميقة والمليئة بالمعاني النبيلة والصافية والملاصقة للإنسان والخير والعطاء، والعمل الصالح، والحب والوفاء. وتُمثل الإِنسانية... اقرأ المزيد
354
| 10 أكتوبر 2025
مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، التى وافقت عليها حماس وإسرائيل بمشاركة الوسطاء الثلاثة (قطر، مصر،... اقرأ المزيد
1521
| 10 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8649
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
6909
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في قطر، وهو رجل أعمال من المقيمين في قطر كان قد جدد لتوّه إقامته، ولكنه لم يحصل إلا على تأشيرة سارية لمدة عام واحد فقط، بحجة أنه تجاوز الستين من عمره. وبالنظر إلى أنه قد يعيش عقدين آخرين أو أكثر، وإلى أن حجم استثماره ضخم، فضلاً عن أن الاستثمار في الكفاءات الوافدة واستقطابها يُعدّان من الأولويات للدولة، فإن تمديد الإقامة لمدة عام واحد يبدو قصيرًا للغاية. وتُسلط هذه الحادثة الضوء على مسألة حساسة تتمثل في كيفية تشجيع الإقامات الطويلة بدولة قطر، في إطار الالتزام الإستراتيجي بزيادة عدد السكان، وهي قضية تواجهها جميع دول الخليج. ويُعد النمو السكاني أحد أكثر أسباب النمو الاقتصادي، إلا أن بعض أشكال النمو السكاني المعزز تعود بفوائد اقتصادية أكبر من غيرها، حيث إن المهنيين ورواد الأعمال الشباب هم الأكثر طلبًا في الدول التي تسعى لاستقطاب الوافدين. ولا تمنح دول الخليج في العادة الجنسية الكاملة للمقيمين الأجانب. ويُعد الحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأمد السبيل الرئيسي للبقاء في البلاد لفترات طويلة. ولا يقل الاحتفاظ بالمتخصصين والمستثمرين الأجانب ذوي الكفاءة العالية أهميةً عن استقطابهم، بل قد يكون أكثر أهمية. فكلما طالت فترة إقامتهم في البلاد، ازدادت المنافع، حيث يكون المقيمون لفترات طويلة أكثر ميلاً للاستثمار في الاقتصاد المحلي، وتقل احتمالات تحويل مدخراتهم إلى الخارج. ويمكن تحسين سياسة قطر لتصبح أكثر جاذبية ووضوحًا، عبر توفير شروط وإجراءات الإقامة الدائمة بوضوح وسهولة عبر منصات إلكترونية، بما في ذلك إمكانية العمل في مختلف القطاعات وإنشاء المشاريع التجارية بدون نقل الكفالة. وفي الوقت الحالي، تتوفر المعلومات من مصادر متعددة، ولكنها ليست دقيقة أو متسقة في جميع الأحيان، ولا يوجد وضوح بخصوص إمكانية العمل أو الوقت المطلوب لإنهاء إجراءات الإقامة الدائمة. وقد أصبحت شروط إصدار «تأشيرات الإقامة الذهبية»، التي تمنحها العديد من الدول، أكثر تطورًا وسهولة. فهناك توجه للابتعاد عن ربطها بالثروة الصافية أو تملك العقارات فقط، وتقديمها لأصحاب المهارات والتخصصات المطلوبة في الدولة. وفي سلطنة عمان، يُمثل برنامج الإقامة الذهبية الجديد الذي يمتد لعشر سنوات توسعًا في البرامج القائمة. ويشمل هذا النظام الجديد شريحة أوسع من المتقدمين، ويُسهّل إجراءات التقديم إلكترونيًا، كما يتيح إمكانية ضم أفراد الأسرة من الدرجة الأولى. وتتوفر المعلومات اللازمة حول الشروط وإجراءات التقديم بسهولة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهناك أيضًا مجموعة واضحة من المتطلبات لبرنامج التأشيرة الذهبية، حيث تمنح الإقامة لمدة تتراوح بين خمس و10 سنوات، وتُمنح للمستثمرين ورواد الأعمال وفئات متنوعة من المهنيين، مع إمكانية ضم أفراد الأسرة. ويتم منح الإقامة الذهبية خلال 48 ساعة فقط. وقد شهدت قطر نموًا سكانيًا سريعًا خلال أول عقدين من القرن الحالي، ثم تباطأ هذا النمو لاحقًا. فقد ارتفع عدد السكان من 1.7 مليون نسمة وفقًا لتعداد عام 2010 إلى 2.4 مليون نسمة في عام 2015، أي بزيادة قدرها 41.5 %. وبلغ العدد 2.8 مليون نسمة في تعداد عام 2020، ويُقدَّر حاليًا بحوالي 3.1 مليون نسمة. ومن المشاكل التي تواجه القطاع العقاري عدم تناسب وتيرة النمو السكاني مع توسع هذا القطاع. فخلال فترة انخفاض أسعار الفائدة والاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، شهد قطاع البناء انتعاشًا كبيرًا. ومع ذلك، لا يُشكل هذا الفائض من العقارات المعروضة مشكلة كبيرة، بل يمكن تحويله إلى ميزة. فمثلاً، يُمكن للمقيمين الأجانب ذوي الدخل المرتفع الاستفادة وشراء المساكن الحديثة بأسعار معقولة. إن تطوير سياسات الإقامة في قطر ليكون التقديم عليها سهلًا وواضحًا عبر المنصات الإلكترونية سيجعلها أكثر جاذبية للكفاءات التي تبحث عن بيئة مستقرة وواضحة المعالم. فكلما كانت الإجراءات أسرع والمتطلبات أقل تعقيدًا، كلما شعر المستثمر والمهني أن وقته مُقدَّر وأن استقراره مضمون. كما أن السماح للمقيمين بالعمل مباشرة تحت مظلة الإقامة الدائمة، من دون الحاجة لنقل الكفالة أو الارتباط بصاحب عمل محدد، سيعزز حرية الحركة الاقتصادية ويفتح المجال لابتكار المشاريع وتأسيس الأعمال الجديدة. وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنفاق والاستثمار المحلي، وتقليل تحويلات الأموال إلى الخارج، وتحقيق استقرار سكاني طويل الأمد.
4818
| 05 أكتوبر 2025