رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في إحدى قاعات الانتظار بمركز صحي مزدحم، جلس طفل صغير لا يتجاوز الثالثة من عمره بهدوء إلى جانب والده وخادمته، ممسكًا بجهاز جوال يتنقل بين مقاطع الفيديو . نظرت إليه وقلت ممازحة: «مب زين حق عينك”»، فابتسم والده ورد قائلاً: «أخذ اليوم تطعيمه ونحاول التخفيف من الألم..لم يكن هذا المشهد غريبًا، فقد أصبح مألوفًا في حياتنا اليومية أن نرى أطفالًا بالكاد يتحدثون، تتدلى بين أيديهم الأجهزة الذكية وكأنها امتداد لأصابعهم الصغيرة. لكن ما يبدو وسيلة بريئة لإشغال الطفل أو تهدئته يخفي خلفه خطرًا صامتًا يهدد صحته ونموه. توصيات منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تنص بوضوح على ضرورة عدم تعريض الأطفال دون سن الرابعة للشاشات الإلكترونية مطلقًا، والاكتفاء بمدة لا تتجاوز ساعة واحدة يوميًا لمن تجاوزوا هذه السن، وتكون تحت إشراف الوالدين. السبب بسيط لكنه جوهري: أجسام الأطفال وأجهزتهم العصبية والبصرية ما زالت في طور النمو، وأي تحفيز مفرط أو تعرض مطوّل للضوء المنبعث من الشاشات يربك هذا النمو الطبيعي ويؤثر على توازنهم الجسدي والعقلي. وقد كشفت دراسات طبية حديثة أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات يعانون من إجهاد العين وجفافها بسبب الإضاءة القوية والتركيز المستمر، إضافة إلى اضطرابات في النوم نتيجة تأثير الضوء الأزرق على هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم. كما رُصدت حالات تأخر في تطور اللغة وضعف في مهارات التواصل الاجتماعي بسبب انشغال الطفل بالعالم الرقمي وابتعاده عن التفاعل الإنساني المباشر، وهو أحد أهم ركائز النمو العقلي والعاطفي في هذه المرحلة الحساسة من العمر.. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تشير تقارير طبية إلى علاقة وثيقة بين الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية وزيادة معدلات السمنة والخمول لدى الأطفال نتيجة قلة النشاط الحركي، فضلاً عن ضعف التركيز وتشتت الانتباه. ورغم معرفة كثير من الأهالي بهذه المخاطر، يجدون أنفسهم في مأزق بين حاجة الطفل للتهدئة وحاجتهم للانشغال أو الانتظار، فيلجؤون إلى الحل الأسهل: الجهاز الإلكتروني. لكن البدائل موجودة ومتاحة، وتحتاج فقط إلى القليل من الصبر والوعي. يمكن للوالدين حمل بطاقات الصور أو الحروف لمراجعتها مع الطفل، أو اصطحاب ألعاب التركيب والمكعبات التي تنمي الخيال والتركيز. كما يمكنهم قراءة القصص المصورة أو تشجيع الطفل على اللعب اليدوي البسيط كالعجين أو الألوان، فهذه الأنشطة ترفّه عنه وتبني في الوقت ذاته جسورًا من التواصل الحقيقي بين الطفل ووالديه. ولا تقتصر المسؤولية على الأسرة وحدها، بل تمتد إلى المراكز الصحية والمدارس والمؤسسات التربوية التي يمكنها المساهمة في نشر الوعي من خلال وضع لوحات توعوية تحمل رسائل بسيطة مثل: «الجهاز ليس لعبة آمنة لطفلك» أو «عينا طفلك تستحقان الراحة». كما يمكنها توزيع نشرات إرشادية للأهالي وتنظيم فعاليات تفاعلية للأطفال تشجع على الأنشطة الواقعية وتحد من الإدمان الرقمي المتسلل إلى تفاصيل حياتهم اليومية. وقد حذّرت مؤسسات صحية قطرية من هذا السلوك المتنامي. ففي دراسة وطنية أصدرتها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية (PHCC) عام 2022، تبين أن الاستخدام المطوّل للأجهزة الرقمية لدى الأطفال والمراهقين ارتبط باضطرابات في النوم وزيادة السلوكيات الخاملة. كما أوصت مؤسسة حمد الطبية (HMC) بعدم السماح للأطفال دون سن الثانية باستخدام الشاشات الترفيهية، والتنبيه على مراقبة الوقت المخصص لها لتفادي إجهاد العين والمشكلات البصرية. إننا اليوم أمام تحدٍ صحي وتربوي حقيقي، فبينما نبحث عن وسيلة لإسعاد أطفالنا أو تهدئتهم، قد نغفل عن أننا نسلبهم شيئًا أثمن: بريق عيونهم وصفاء عقولهم. فلنكن أكثر وعيًا، ولنتذكر دائمًا أن الشاشات ليست لعبة آمنة، وأن طفولتهم تستحق الحماية والرعاية.
486
| 19 نوفمبر 2025
في السنوات الأخيرة، أصبحت الأغاني تصدح في كل مكان نذهب إليه تقريبًا؛ في المطاعم والمقاهي والفنادق والأندية الرياضية، بل حتى في الحدائق العامة ومسارات المشي التي يفترض أن تكون متنفسًا طبيعيًا للناس. لا تكاد تجد مكانًا يخلو من أصوات الأغاني أو الموسيقى المرتفعة أو الإيقاعات المتكررة التي ترافقك أينما ذهبت، وكأن الهدوء أصبح ترفًا نادرًا لا يُمنح إلا داخل الجدران المغلقة. هذه الظاهرة الجديدة تثير تساؤلات كثيرة حول مدى انسجامها مع قيم مجتمعنا المسلم المحافظ، الذي اعتاد احترام خصوصية الناس ومراعاة مشاعرهم واختلاف أذواقهم. فالموسيقى الصاخبة ليست مجرد “خلفية صوتية” كما يُروَّج لها، بل هي ممارسة تُفرض على الجميع دون استئذان، وتتناقض مع ما دعا إليه الإسلام من تهذيب السمع وغضّه عن كل ما يثير الغفلة أو يزعج الآخرين. نحن مجتمع تربّى على أن الأصوات الهادئة والذكر والقرآن هي ما يريح النفس ويبعث الطمأنينة، فكيف تحوّل المشهد فجأة إلى إيقاعات تُلاحقنا حتى ونحن نطلب الراحة أو الخلوة بأنفسنا؟ وكيف تحوّلت أماكننا العامة إلى مسارح مفتوحة للضجيج، تُفرض فيها الإيقاعات على من يريد السكينة والتأمل أو حتى جلسة عائلية هادئة؟ من زاوية أخرى، لا يمكن تجاهل الجانب الصحي والنفسي لهذا الإزعاج الصوتي المتزايد. فقد أكدت دراسات طبية أن الأصوات المرتفعة والمتكررة في الأماكن العامة تُسبب توترًا للجهاز العصبي، وترفع من مستويات القلق، وتؤثر على جودة النوم والمزاج العام. الصوت المرتفع – ولو لم ندركه – يرفع معدل ضربات القلب وضغط الدم ويقلل من التركيز، حتى أثناء تناول الطعام أو ممارسة الرياضة أو القراءة. إن البيئة الصاخبة تُفقد الإنسان توازنه النفسي شيئًا فشيئًا، فيتحول الخروج من المنزل إلى معركة مع الضجيج بدل أن يكون وسيلة للراحة أو الاستجمام. الأمر لا يتوقف عند التأثير الصحي، بل يتجاوز ذلك إلى الحق في الهدوء كجزء من الحرية الشخصية التي ينبغي احترامها. كثير من الناس يخرج إلى المقهى أو الحديقة أو المطعم ليقرأ، أو ليتأمل، أو ليستمتع بصحبة أسرته في جو هادئ. فما الذي يمنح الآخرين الحق في إرغامه على الاستماع إلى ما لا يريد؟ ولماذا يُراعى ذوق من يرغب بسماع الأغاني، بينما يُتجاهل حق من يبحث عن السكون والهدوء؟ من يريد السماع فله كل الحرية في ذلك، يستطيع ببساطة أن يضع سماعته في أذنه ويختار ما يشاء من هاتفه، دون أن يفرض ذوقه على الآخرين. إن احترام التنوع والاختلاف لا يكون بفرض الصوت الأعلى، بل بإتاحة مساحة للجميع. الهدوء ليس خيارًا أقل شأنًا من الموسيقى، بل هو حاجة إنسانية أساسية وحق ينبغي أن يُصان. مجتمعنا المسلم الذي اعتاد الطمأنينة لا يليق به أن يُحاصر بالضجيج في كل زاوية. الأغاني التي تُفرض على الناس ليست تعبيرًا عن الحداثة، بل مظهر من مظاهر الفوضى الثقافية التي تُفقدنا أصالتنا وتُرهق أرواحنا. نحن بحاجة إلى استعادة توازننا بين الترفيه والسكينة، بين الذوق العام وحق الفرد في الهدوء. فالأذن، مثل القلب، لها حق في الراحة، ولا ينبغي أن يُنتزع منها ذلك الحق بحجة “المتعة العامة”. الظاهرة تستدعي وقفة من الجهات المعنية - من البلديات إلى وزارات البيئة والسياحة والثقافة والصحة -. ؛ فكما توجد قوانين لحماية البيئة من التلوث البصري والهوائي، لا بد من وضع ضوابط للضوضاء الصوتية في الأماكن العامة، احترامًا لصحة الناس وثقافتهم وقيمهم الدينية والاجتماعية، ووضع تنظيمات واضحة تحافظ على الهدوء العام، وتحدّد مستوى الصوت المسموح بها في الأماكن العامة والمرافق الترفيهية. كما يمكن تشجيع أصحاب المنشآت على توفير “مناطق هادئة” خالية من الموسيقى، احترامًا لتنوع الأذواق وحرية الاختيار. فالسكينة قيمة جمالية وروحية، والحفاظ عليها واجب مجتمعي قبل أن يكون مطلبًا شخصيًا.
789
| 30 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت سنتر»، خيارًا ترفيهيًا أو موضة مؤقتة، بل أصبحت جزءًا من حياة كثير من الناس الذين يسعون للحفاظ على صحتهم أو أوزانهم، أو من تفرض عليهم ظروفهم المرضية نظامًا غذائيًا محددًا. ومع ازدياد الاعتماد على هذه المراكز، تصاعدت التساؤلات حول مدى التزامها بمعايير السلامة وجودة الغذاء، ومدى مطابقة ما تقدمه للمحتوى الغذائي المعلن على بطاقاتها. فالعديد من المستهلكين يختارون هذه المراكز ظنًا منهم أنهم يحصلون على طعام صحي ومتوازن، لكن الواقع في بعض الحالات يكشف عن مخالفات لا يمكن التغاضي عنها. فضعف النظافة، وسوء التخزين، وعدم الالتزام بدرجات الحرارة المناسبة أثناء النقل، أمور باتت تتكرر في شكاوى المستهلكين. والأسوأ من ذلك أن هذه المراكز تخدم فئات حساسة صحيًا مثل مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ما يجعل أي خطأ في الإعداد أو الحفظ خطيرًا على صحة المتلقي. لذلك فإن الرقابة الصحية على هذه المراكز يجب أن تكون أكثر صرامة من تلك المفروضة على المطاعم التقليدية، لأن ما يُقدَّم فيها ليس مجرد وجبة طعام، بل غذاء علاجي موجَّه لفئة محددة من الناس. ولا يقتصر الأمر على النظافة وسلامة التحضير، بل يتعداه إلى جانب لا يقل أهمية وهو مصداقية البطاقات الغذائية. فكثير من الوجبات التي تُسوَّق على أنها تحتوي على عدد محدد من السعرات الحرارية أو نسب معينة من البروتين والدهون، تُظهر عند التحليل اختلافًا واضحًا عن المعلن. هذا التفاوت لا يعني فقط تضليل المستهلك، بل يُعد مخالفة صريحة لمعايير الجودة والسلامة، ويقوض الثقة بين المستهلك وهذه المراكز التي يُفترض أن تكون نموذجًا للالتزام والدقة. لقد اضطرت بعض الأسر، ومن بينها كاتبة هذه السطور، إلى تغيير أربعة مراكز حمية خلال شهرين فقط بسبب تدني السلامة الغذائية وضعف جودة الطعام وعدم مطابقة القيم الغذائية للواقع، وهي تجربة ليست فردية، بل تتكرر لدى كثير من المستهلكين الذين باتوا يفقدون الثقة بما يُقدَّم لهم تحت شعار «الغذاء الصحي». هذه الحالات تكشف وجود فجوة واضحة في آليات الرقابة والتفتيش، وتستدعي إعادة النظر في الإجراءات المتبعة لضمان سلامة الغذاء وجودته في هذه المراكز. ومن هنا تبرز الحاجة إلى تحرك جاد من الجهات المختصة، سواء كانت وزارة الصحة أو البلديات أو الأجهزة المعنية بالرقابة الغذائية على الجودة والتزام المواصفات، لتكثيف الجولات التفتيشية المفاجئة، وإجراء تحاليل دورية للوجبات للتحقق من مطابقتها للبطاقات الغذائية، إضافة إلى فرض عقوبات رادعة على المراكز المخالفة. كما أن إشراك المستهلك في الرقابة عبر الإبلاغ عن أي ملاحظات أو مخالفات يعد خطوة مهمة نحو رفع مستوى الوعي وتعزيز الشفافية. ولتحقيق ذلك بفعالية، من الضروري وضع آلية متكاملة تضمن استمرار الرقابة وتطورها، من خلال تدريب العاملين في هذه المراكز على أفضل ممارسات النظافة وسلامة الغذاء، وتحديث لوائح الترخيص بحيث تعتمد على نتائج الفحوص الميدانية والمخبرية لا على المستندات الورقية فقط، وإنشاء منصة إلكترونية تتيح للجمهور الاطلاع على تصنيف المراكز الغذائية والإبلاغ عن المخالفات بسهولة، مما يعزز من ثقة المجتمع في منظومة الرقابة، فذلك واقعٌ يستحق التحرك.
1194
| 20 أكتوبر 2025
يعد الأدب وسيلة مؤثرة لنقل الأفكار وإلهام الآخرين، وله تأثير كبير في بناء فهم أعمق للقضايا الاجتماعية، ومنها قضايا ذوي الإعاقة. وقد شاركت في حلقة نقاشية تمت الدعوة لها عبر مركز الشفلح، ناقشت عدة محاور، كان من ضمنها: دور الكاتب في دعم الإنتاج الأدبي الموجه لذوي الإعاقة. وأحببت مشاركة الأعزاء القراء في هذا المحور عبر هذا المقال. مما لا شك فيه أن الكاتب يلعب دورًا حيويًا في دعم هذه الفئة من خلال تقديم محتوى أدبي يعبر عنهم، ويبرز احتياجاتهم وتحدياتهم، ويعزز من شمولية المجتمع وتقبله للتنوع. فالأدب ليس مجرد سرد للقصص، بل يمكن أن يكون أداة للتمكين ونقل الرسائل الإنسانية بطريقة جذابة وفعالة تتجاوز الكلمات لتصل إلى القلوب والعقول. ولعل من أول الأدوار التي يجب على الكاتب التركيز عليها تقديم محتوى أدبي يسهل فهمه ويصل لذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم، حيث يُفضَّل أن تكون اللغة المستخدمة واضحة وبسيطة، مع تجنب التعقيد اللغوي؛ لأن ذلك يساعد القراء من ذوي الإعاقة الذهنية أو الذين يواجهون صعوبات في القراءة على التفاعل مع النصوص بسهولة. ولتحقيق أكبر قدر من الشمولية، يمكن للكاتب استخدام عناصر بصرية مساعدة، مثل الأشكال التوضيحية والرموز، خاصة إذا كان النص موجهًا للأطفال أو لذوي الإعاقات الذهنية. إلى جانب ذلك، من الضروري توفير بدائل متنوعة للوصول إلى النصوص الأدبية، كنسخ الكتب الصوتية التي تناسب المكفوفين، أو النسخ المكتوبة بلغة برايل، أو حتى النسخ الإلكترونية التي تتضمن خاصية تحويل النصوص إلى صوت. وهكذا، يتمكن الكاتب من جعل الأدب متاحًا للجميع، بغض النظر عن التحديات التي يواجهونها في القراءة. بالإضافة إلى ما سبق، يلعب الكاتب دورًا محوريًا في تعزيز القيم الإيجابية والمساواة من خلال تقديم شخصيات من ذوي الإعاقة بصورة حقيقية وإيجابية. فبدلًا من تصويرهم كضحايا يحتاجون إلى الشفقة أو كأبطال خارقين بصورة مثالية مبالغ فيها، يمكن أن يعرضهم الكاتب كشخصيات طبيعية لديها قدرات وتحديات، مما يسهم في بناء صور غير نمطية ويكسر الحواجز بين أفراد المجتمع. ومن هنا، فإن إدراج شخصيات من ذوي الإعاقة ضمن أحداث القصص يسهم في تعزيز قيم التنوع والاندماج، ويمنح القراء من ذوي الإعاقة الفرصة لرؤية أنفسهم ممثلين في الأدب، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويسهم في تحسين صحتهم النفسية، خاصة عند الأطفال الذين يحتاجون إلى شخصيات إيجابية تماثل تجاربهم. علاوة على ذلك، يفتح الأدب التفاعلي آفاقًا جديدة لدعم ذوي الإعاقة بشكل مبتكر، حيث يمكن للكاتب، من خلال تطبيقات الأدب التفاعلي، تقديم محتوى يجمع بين النصوص والصور والأصوات ليخلق تجربة شاملة تلائم مختلف احتياجات ذوي الإعاقة. فمثل هذه التطبيقات يمكن أن تتضمن تقنية اللمس للمساعدة على التفاعل مع النصوص، وخاصية التحكم الصوتي التي تسهّل على الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية التفاعل مع المحتوى بسهولة. كما أن الأدب التفاعلي يقدم تجربة ممتعة، مما يعزز من دمج ذوي الإعاقة في العالم الأدبي ويجعل من القراءة نشاطًا مشوقًا ومناسبًا لهم. وهكذا، لا تتوقف مسؤولية الكاتب عند حدود السرد الأدبي، بل تتسع لتشمل دوره في بناء مجتمع يرحب بالتنوع ويشجع على تقبل الآخرين. إذ إن دعم ذوي الإعاقة من خلال الأدب يتطلب من الكاتب أن يقدم نصوصا تراعي الشمولية والتنوع، وتتناول قصص شخصيات تعكس تجاربهم وحياتهم اليومية بواقعية واحترام. وبهذا، يسهم الأدب في تمكين ذوي الإعاقة وتعزيز حضورهم الفاعل في المجتمع، حيث تصبح النصوص الأدبية وسيلة لفتح آفاق جديدة، تدمج ذوي الإعاقة في النسيج الثقافي والاجتماعي، وتتيح لهم فرصة التعبير عن أنفسهم واكتساب مكانة مهمة في العالم الأدبي. ختامًا، لا شك أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتحقيق التفاهم والتكامل الاجتماعي، وهذا ما يجعل دور الكاتب في دعم ذوي الإعاقة أمرًا بالغ الأهمية. إن الكتابة لهذه الفئة تتطلب وعياً وتفانياً لتقديم محتوى أدبي يعزز من قدرتهم على التواصل ويسهم في نشر الوعي المجتمعي بأهمية احتضان الجميع. وحين يتمكن الكاتب من بناء نصوص تراعي احتياجات ذوي الإعاقة وتنقل قصصهم بأسلوب واقعي وإيجابي، فإنه يضع حجر الأساس لبناء مجتمع أكثر شمولية، يقدر الاختلاف ويرى في التنوع عنصرًا أساسيًا للتعايش والنمو المشترك.
564
| 17 نوفمبر 2024
في عصر تزايدت فيه التحديات العلمية والتقنية، ومع تزايد الحاجة إلى تعزيز الابتكار وتنمية المعرفة، تتبنى قطر دورًا رياديًا في دعم البحث العلمي وربط العلماء العرب من جميع أنحاء العالم. بفضل رؤية قطر الاستراتيجية ورعايتها للعلماء والمبتكرين، أطلقت قطر مبادرات عديدة تدعم التعاون العلمي وتوفر البيئة المثالية لتطوير الأفكار المبدعة، واحتلت مركزًا متقدمًا كوجهة علمية رائدة في المنطقة. وفي هذا الصدد، انطلق منذ عدة أيام اللقاء السنوي لرابطة العلماء العرب والذي عقد بجامعة حمد بن خليفة. وقد كان لي شرف الحضور والمشاركة به. حيث جمع اللقاء نخبة من العلماء والمبتكرين والباحثين من مختلف في أنحاء العالم في قطاعات مختلفة تعمل على استثمار التكنولوجيا في استنباط الأساليب الجديدة لجعل المنطقة العربية أكثر قدرة على التغلب على تحديات القرن الحادي والعشرين. وركزت الفعاليات على مجالات ذات أهمية محلية وإقليمية وعالمية مثل الرعاية الصحية الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتغير المناخي والصحة البيئية. وقد وفرت الفعاليات فرصة لتبادل الرؤى والأفكار المتعددة بين العلماء وصناع السياسات. وكانت المواضيع التالية من ضمن التحديات العالمية التي تم مناقشتها وبحثها خلال أيام اللقاء. *في عصر يتزايد فيه الاهتمام بالتكنولوجيا وحلول الذكاء الاصطناعي، يصبح البحث العلمي ركيزة أساسية للتقدم. يُعتبر تعزيز البحث العلمي وتطويره محركًا رئيسيًا للتقدم في المجتمعات، خاصة في ظل التحديات البيئية والصحية والتقنية المتصاعدة. يسعى تجمع العلماء العرب في قطر إلى تفعيل التعاون العلمي بين الباحثين العرب، مما يوفر منصة مثالية لتبادل الأفكار والخبرات ونتائج الأبحاث، ويدعم كذلك جهود نشر الأبحاث العلمية المتميزة التي تلبي معايير الجودة العالمية. من خلال هذا التجمع، يمكن أن يتحقق تطوير نوعي في مجال العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي، ويسهم في تعزيز دور المنطقة على الساحة العلمية العالمية. بالانتقال إلى مجال آخر يتأثر بشكل مباشر بتقنيات الذكاء الاصطناعي، نجد أن القطاع الطبي يشهد تطورًا ملحوظًا بفضل هذه التقنيات. يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا جوهريًا في التحولات الحديثة التي يشهدها القطاع الطبي، وقد أدرك العلماء العرب في قطر الأهمية الكبيرة لهذه التقنية. يسهم الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في الرعاية الصحية عن طريق تحليل البيانات الضخمة لتشخيص الأمراض بدقة وسرعة، وتطوير علاجات مخصصة لكل مريض. على سبيل المثال، تُستخدم تقنيات تعلم الآلة لتحليل صور الأشعة والأنسجة بدقة عالية، مما يُعزز دقة التشخيص وسرعته، ويسهم في تحسين الرعاية الصحية العامة. كما يمكن للذكاء الاصطناعي دعم الأبحاث الطبية من خلال نماذج تحليلية تتنبأ بمسارات انتشار الأوبئة وتحدد العوامل الرئيسية المرتبطة بالأمراض المزمنة، مما يُسهم في تحسين إدارة الأزمات الصحية. وقد اتاح التجمع الفرصة للتعاون لتطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي متخصصة تُسهم في تحسين الرعاية الصحية في العالم العربي. التغير المناخي له آثار كبيرة على الصحة العامة، حيث يسهم في تفاقم العديد من الأمراض ويزيد من حدة المخاطر الصحية، خاصة في المناطق التي تعاني من التلوث والظروف المناخية القاسية. تؤدي التغيرات المناخية إلى ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات تلوث الهواء، وتكرار الظواهر الجوية المتطرفة، مما يعرض المجتمعات لمخاطر مثل أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب، والأمراض المنقولة عن طريق المياه والحشرات. في هذا السياق، تلعب قطر دورًا حيويًا في مواجهة هذه الظاهرة، حيث تتبنى استراتيجيات طموحة للحد من انبعاثات الكربون وتعزيز الاستدامة البيئية. بفضل استثماراتها في الطاقة المتجددة، والتقنيات الخضراء، والبحث العلمي، تهدف قطر إلى تقليل أثر التغير المناخي ليس فقط داخل حدودها، بل في المنطقة ككل. وفي الختام، فإن تجمع العلماء العرب في قطر يمثل حجر الأساس لنموذج تعاوني فريد يسعى إلى تعزيز الابتكار والبحث العلمي في العالم العربي، ويُمهد الطريق لتوظيف الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي لدفع عجلة التطوير في مختلف المجالات. من خلال هذا التجمع، توافرت فرص كبيرة لتوحيد الجهود والموارد لتطوير حلول فعّالة تُعزز من مكانة المنطقة على الصعيد العلمي والتقني، وتدعم جهود التحول نحو اقتصاد المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.
585
| 06 نوفمبر 2024
بصفتي خبيرا ومحكما في مجال الصحة والبيئة، فإن هذا العمل يتطلب مستوى عاليا من المهارات والكفاءات المتخصصة. ولأي خبير، بغض النظر عن مجاله التخصصي، فإن التميز في عمله يتطلب مجموعة من المهارات والكفاءات التي تساعده على تقديم أفضل ما لديه، وتطوير مسيرته المهنية باستمرار. هذه المهارات تشمل جوانب فنية، قيادية، تحليلية، وتواصلية، وكلها تعمل معًا لتحقيق النجاح في بيئة عمل مليئة بالتحديات. في هذا المقال، أحاول استعراض أبرز المهارات والكفاءات التي يحتاجها أي خبير. 1. الفهم المتعمق للمجال التخصصي يجب أن يكون الخبير على دراية واسعة وشاملة بالمبادئ الأساسية والتطورات الحديثة في مجاله. هذه المعرفة تتيح له أن يكون مرجعًا موثوقًا وأن يقدم حلولًا متقدمة للمشكلات التي قد تواجهه. فهم التفاصيل الدقيقة للمجال يضمن أن تكون قراراته مبنية على أسس علمية أو عملية قوية. على الخبير أن يكون قادرًا على فهم النظريات والمفاهيم المعقدة وتطبيقها بشكل عملي. 2. المهارات التحليلية وحل المشكلات القدرة على تحليل المواقف واستخلاص الاستنتاجات هي مهارة لا غنى عنها لأي خبير. يواجه الخبراء باستمرار مشكلات معقدة تتطلب منهم تحليل البيانات والمعلومات للوصول إلى حلول مبتكرة. يجب أن يمتلك الخبير مهارات تحليلية قوية لفهم الأسباب الجذرية للمشكلات والتوصل إلى قرارات مبنية على الأدلة، بالإضافة إلى القدرة على التفكير النقدي وتقييم الخيارات المتاحة. 3. القدرة على التكيف مع التكنولوجيا في العصر الحديث، لا يمكن لأي خبير أن يتجاهل دور التكنولوجيا في تعزيز أدائه المهني. القدرة على مواكبة التقدم التكنولوجي وتطبيق الأدوات الحديثة في العمل تمثل عاملًا حاسمًا في تحسين الكفاءة والإنتاجية. من المهم أن يكون الخبير ملمًا بالتكنولوجيا الخاصة بمجاله ويعرف كيف يستخدم الأدوات التقنية لتحليل البيانات أو إدارة العمليات أو التواصل بشكل أفضل. 4. إدارة النزاع والتواصل الفعال غالبًا ما يجد الخبير نفسه في مواقف يتعين عليه فيها التعامل مع أطراف نزاع متعارضة، كل منها يعتقد أنه على صواب. تتطلب هذه المهارة قدرة عالية على الاستماع بحيادية وتحليل وجهات النظر المختلفة بموضوعية. يجب على الخبير أن يكون قادرًا على تهدئة التوترات، وتوجيه الحوار نحو حلول منطقية تستند إلى الحقائق والأدلة. القدرة على إدارة النزاع بشكل فعّال لا تقتصر على الحلول الفورية، بل تتطلب أيضًا مهارات في التفاوض والتواصل لبناء توافق بين الأطراف المتنازعة، وتحقيق نتائج مقبولة للجميع. هذا النوع من القيادة يمكن الخبير من الحفاظ على نزاهته وتعزيز الثقة في دوره كوسيط محايد ومستقل. التواصل الفعّال هو أحد المفاتيح الأساسية لنجاح أي خبير، سواء كان ذلك من خلال كتابة التقارير أو المناقشات. 5. الإلمام بالتشريعات والمعايير المهنية يجب على الخبير أن يكون على دراية بالقوانين والمعايير التي تنظم مجاله. فهم هذه التشريعات يساعده على ضمان الامتثال للقوانين واللوائح المهنية، وحماية مصالحه ومصالح عملائه أو شركائه. كما يمكن للخبير أن يلعب دورًا في تطوير السياسات والمعايير من خلال خبرته ومعرفته بالمجال. 6. الالتزام بالأخلاقيات المهنية الأخلاقيات المهنية هي عامل حاسم في بناء سمعة الخبير وثقة الآخرين به. يجب أن يتصرف الخبير بنزاهة وشفافية، وأن يلتزم بالمعايير الأخلاقية في جميع تعاملاته. الالتزام بالأخلاقيات يعزز من مصداقيته ويساهم في بناء علاقات مهنية قوية ومستدامة. 7. القدرة على التكيف والتعلم المستمر في بيئة عمل دائمة التغير، يجب على الخبير أن يكون مرنًا وقادرًا على التكيف مع الظروف الجديدة. هذا يتطلب تطوير مهارات جديدة بانتظام، والانفتاح على الأفكار والممارسات الجديدة. التعلم المستمر هو مفتاح النجاح في الحفاظ على مستوى عالٍ من الكفاءة والتفوق في مجال العمل. وبما أن التطورات العالمية سواء كانت اقتصادية، تكنولوجية أو بيئية تتسارع، فإن أهمية الخبراء تزداد مع الوقت. تتطلب تلك التغيرات أن يظل الخبير في حالة تعلم مستمر وأن يكون لديه القدرة على التفكير الاستراتيجي طويل الأمد. وفي الختام، فإن المهارات والكفاءات التي يحتاجها أي خبير تتطلب مزيجًا من المعرفة المتعمقة، التحليل الدقيق، والتواصل الفعّال. من خلال تطوير هذه المهارات بشكل مستمر، يمكن للخبير أن يواكب التحديات والتغيرات في مجاله، ويحقق نجاحًا مستدامًا في مسيرته المهنية. ولا ننسى أن النجاح المستدام للخبراء لا يعتمد فقط على الخبرة التي يكتسبونها على مر السنين، بل يعتمد أيضًا على رغبتهم في التعلم المستمر، تطوير قدراتهم، والقدرة على التكيف مع تحديات المستقبل، مما يضعهم في طليعة الابتكار والتأثير الإيجابي في مجتمعاتهم.
663
| 30 أكتوبر 2024
في أحد الأيام، كانت الأم «سارة» تشتري ملابس جديدة لابنتها الصغيرة «ليلى»، التي لم تتجاوز العامين، كانت الملابس جميلة بألوانها الزاهية وملمسها الناعم، مما جعل سارة تشعر بأنها قد اتخذت الخيار الأمثل لطفلتها. ولكن بعد أيام قليلة من ارتداء ليلى للملابس الجديدة، بدأت الأم تلاحظ ظهور طفح جلدي أحمر يغطي أجزاء كبيرة من جسد طفلتها. في البداية، ظنت سارة أن الأمر مجرد حساسية طفيفة، لكن الحالة ازدادت سوءاً حتى اضطرت لزيارة الطبيب. اكتشف الطبيب أن ليلى تعاني من حساسية شديدة بسبب المواد الكيميائية التي قد تعزى للملابس الجديدة، مما استدعى وصف الكورتيزون لتهدئة التهيج والسيطرة على الالتهاب. هذه التجربة كانت صدمة لسارة، التي لم تكن تتخيل أن الملابس التي اختارتها بعناية قد تكون السبب في معاناة ابنتها. المخاطر المحتملة في ملابس الأطفال مثل حالة ليلى، قد تحتوي ملابس الأطفال على مواد كيميائية تهدف لتحسين مظهر الأقمشة أو تعزيز متانتها، لكنها قد تشكل خطراً على بشرة الأطفال الحساسة. الفورمالدهيد، الذي يُستخدم لمنع التجعد، هو واحد من هذه المواد. على الرغم من فوائده التجارية، فإنه قد يسبب تهيجات جلدية قوية للأطفال الذين يعانون من حساسية تجاهه. كما أن الأصباغ الصناعية المستخدمة لإضفاء الألوان الزاهية قد تحتوي على مركبات كيميائية تؤدي إلى ظهور ردود فعل تحسسية. من المواد الأخرى المثيرة للقلق هي المثبطات الحرارية، التي تُضاف لجعل الملابس مقاومة للاشتعال. وعلى الرغم من أهميتها لسلامة الطفل، فإنها قد تحتوي على مركبات تسبب تهيج الجلد أو حتى تؤدي إلى مشاكل مزمنة مثل الأكزيما. كما أن المنعمات الصناعية التي تُضاف لجعل الأقمشة أكثر نعومة، قد تحتوي على مواد كيميائية تترك آثاراً ضارة على بشرة الطفل الحساسة. تأثير هذه المواد على بشرة الأطفال كما حدث مع ليلى، فإن بشرة الأطفال رقيقة جداً وتكون أكثر عرضة لامتصاص المواد الكيميائية الموجودة في الملابس، بمجرد أن يتعرض الجلد لتلك المواد، قد تظهر أعراض مثل احمرار الجلد، الحكة، أو حتى طفح جلدي يتطلب تدخلاً طبياً. الأطفال الذين يعانون من حساسية أو لديهم استعداد وراثي للإصابة بالأكزيما، يكونون أكثر عرضة لتفاقم حالتهم عند تعرضهم لهذه المواد. العلاج قد يتطلب استخدام الأدوية مثل الكورتيزون، الذي يخفف الأعراض ولكنه قد يؤثر على الطفل إذا استُخدم لفترات طويلة. حماية الأطفال لحماية الأطفال من المخاطر المرتبطة بملابسهم، من المهم أن تبدأ الأمهات باختيار الملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية مثل القطن العضوي. هذه الأقمشة لا تحتوي على المواد الكيميائية الضارة مثل الفورمالدهيد أو المثبطات الحرارية، مما يجعلها خياراً آمناً ومناسباً لبشرة الأطفال الحساسة. غسل الملابس الجديدة قبل أن يرتديها الطفل هو خطوة بسيطة ولكنها فعالة في إزالة أي بقايا من المواد الكيميائية المستخدمة خلال التصنيع. عند غسل ملابس الأطفال، يُفضل استخدام منظفات خالية من المواد الكيميائية القاسية والعطور الصناعية التي قد تزيد من تهيج البشرة. كما أن قراءة الملصقات على الملابس بعناية يمكن أن تساعد الأمهات في تجنب المنتجات التي تحتوي على مواد ضارة. يُنصح أيضاً بالابتعاد عن الملابس ذات الألوان الزاهية جداً أو المعطرة، إذ قد تكون مؤشراً على استخدام مواد كيميائية إضافية قد تضر بصحة الطفل. وختاماً: تُعتبر تجربة سارة مع ابنتها ليلى تذكيراً بالأهمية القصوى التي يجب أن توليها الأمهات لاختيار الملابس الآمنة لأطفالهن. المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الملابس قد تشكل خطراً كبيراً على صحة الأطفال، وخاصة الذين يعانون من حساسية الجلد أو الأكزيما. من خلال اختيار الأقمشة الطبيعية، وغسل الملابس قبل الاستخدام، والابتعاد عن المنتجات المعطرة أو الملونة بشكل مفرط، يمكن للأمهات تقليل هذه المخاطر وضمان حماية أطفالهن من التهيجات الجلدية والمضاعفات الصحية الأخرى.
28107
| 23 أكتوبر 2024
حماية الطلاب من الحرارة المرتفعة والتعرض المفرط للشمس يحتاج اهتماما من الاسرة والمدرسة، فهي تعتبر من الأولويات الأساسية لضمان سلامتهم خلال اليوم الدراسي، خاصة مع درجات حرارة الصيف المرتفعة والرطوبة العالية، حيث يمكن أن يتعرض الأطفال لمخاطر صحية خطيرة مثل ضربة الشمس، الجفاف، والحروق الشمسية إذا لم تتخذ المدرسة التدابير الوقائية اللازمة. واحاول في هذا المقال عزيزي المهتم بهذا الموضوع التزويد ببعض الإجراءات التي يمكن القيام بها لحماية الطلاب في المدرسة. *تعديل جداول الأنشطة الخارجية: بحيث يتم تجنب الأنشطة الخارجية في ساعات الذروة والأيام الحارة والرطبة، وإعادة جدولة الأنشطة البدنية الخارجية مثل حصص التربية الرياضية أو الفسحة في أوقات وأيام يكون فيها التعرض لأشعة الشمس أقل كثافة، عادة في الصباح الباكر أو بعد الظهر عندما تنخفض درجات الحرارة. كما يجب تقليل مدة الأنشطة الخارجية، وخصوصاً في الأيام التي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة واستبدالها بأنشطة داخلية في البيئات المكيفة. *توفير مناطق ومقاعد مظللة: يجب توفير مظلات أو أشجار كبيرة توفر الظل في ساحات اللعب ومناطق الانتظار. يمكن أيضًا إنشاء مساحات مظللة خاصة للطلاب الذين يريدون الاستراحة من التعرض للشمس. والتأكد من أن المقاعد والأماكن التي يجلس فيها الطلاب في الخارج مظللة، لتجنب الجلوس المباشر تحت أشعة الشمس. *توفير مياه الشرب بكميات كافية: ينبغي تسهيل الوصول إلى المياه، عن طريق وضع مبردات مياه شرب موزعة في مناطق يسهل الوصول إليها داخل المدرسة، بما في ذلك بالقرب من ساحات اللعب والملاعب الرياضية. ويجب حث وتوجيه الطلاب لشرب الماء بانتظام خلال اليوم، خاصة قبل وبعد الأنشطة البدنية. يمكن للمدرسين تذكير الطلاب بشرب الماء للحفاظ على الترطيب. ارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة: ينبغي تشجيع الطلاب على ارتداء ملابس خفيفة، فضفاضة، وذات ألوان فاتحة خلال الأيام الحارة، حيث إن هذه الملابس تساعد في عكس حرارة الشمس بدلاً من امتصاصها. * التوعية والتثقيف للطلاب والمعلمين: يجب تثقيف الطلاب حول مخاطر التعرض المفرط للشمس وأهمية الترطيب وارتداء الملابس المناسبة. يمكن تنظيم جلسات توعية أو توزيع مواد تعليمية حول كيفية حماية أنفسهم من أشعة الشمس والحرارة. يجب تدريب المعلمين والموظفين على التعرف على علامات الإنهاك الحراري وضربة الشمس وكيفية تقديم الإسعافات الأولية المناسبة عند الضرورة. *ضبط درجات الحرارة في الداخل: يجب التأكد من أن الفصول الدراسية مكيفة وجيدة التهوية، خاصة خلال أشهر الصيف. مراقبة الطقس واتخاذ التدابير الاحتياطية: يجب على المدارس متابعة التوقعات الجوية ومعامل الاشعة الفوق بنفسجية (UV-Index) بشكل منتظم واتخاذ القرارات المناسبة بناءً على حالة الطقس. يمكن التواصل مع أولياء الأمور لإبلاغهم بالإجراءات المتخذة. *خطط الطوارئ: يجب توفر خطط للتعامل مع الحالات الحرجة مثل ضربات الشمس، بما في ذلك توفير الإسعافات الأولية ونقل الطلاب إلى مكان بارد أو مكيف في حالة الطوارئ. وفي الختام، تتطلب حماية الطلاب من الحرارة المرتفعة والتعرض المفرط للشمس تخطيطًا دقيقًا وتدابير استباقية. من خلال تعديل جداول الأنشطة الخارجية، توفير مياه الشرب، تشجيع ارتداء الملابس المناسبة، واستخدام واقي الشمس، يمكن للمدارس تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة والشمس وضمان بيئة آمنة ومريحة للطلاب.
990
| 20 سبتمبر 2024
مع بداية العام الدراسي الجديد، يركز الآباء والمعلمون والمسؤولون في المدارس على تجهيز الطلاب لتحقيق النجاح الأكاديمي. ومع ذلك، غالبًا ما يتم التغاضي عن جانب مهم من هذا التحضير وهو التأكد من أن المدارس بيئات يمكن أن يزدهر فيها الأطفال أكاديميًا وجسديًا وصحياً. فالوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال من يومهم في مباني المدارس، يجعل الصحة والسلامة البيئية عاملًا حاسمًا في رفاهيتهم وأدائهم الأكاديمي. إن معالجة المخاطر البيئية المحتملة في المدارس أمر أساسي لحماية صحة الأطفال وتوفير بيئة تعليمية مناسبة. ولأهمية هذا الموضوع وطوله، سوف أقوم بتقسيم مواضيع هذا المقال لعدة مقالات، أرجو أن تتحقق منها الفائدة لمساعدة المدارس والمسؤولين عنها وأولياء الأمور على اتخاذ إجراءات وقرارات كفيلة بالعناية بالجوانب المختلفة للبيئة الصحية المدرسية بما يعود بالنفع على صحة أبنائنا. يعتبر الأطفال أكثر عرضة للمخاطر البيئية، نظرًا لأجسامهم التي ما تزال في طور النمو، ولتعرضهم للملوثات بنسب أكبر مقارنة بحجمهم. على سبيل المثال، يستنشق الأطفال هواءً أكثر، ويشربون ماءً أكثر، ويتناولون طعامًا أكثر بالنسبة لوزنهم مقارنة بالبالغين. هذا التعرض المتزايد، إلى جانب حقيقة أن أعضاءهم وأنظمتهم لا تزال في طور النمو، يعني أنه حتى في مستويات منخفضة من التعرض للسموم البيئية يمكن أن يكون لها تأثيرات صحية كبيرة. والبيئة المدرسية الصحية تلعب دورًا حاسمًا في حماية الأطفال من هذه المخاطر المحتملة. بالطبع يشمل ذلك ضمان أن الهواء الذي يتنفسونه خالٍ من الملوثات، وأن المياه التي يشربونها آمنة، وأن المواد التي يتعرضون لها يوميًا غير سامة. وتوجد عدة مخاطر بيئية قد تكون موجودة في المدارس، وكل منها يشكل تهديدات فريدة على صحة الأطفال. فجودة الهواء الداخلي السيئة مثلاً تعد مصدر قلق كبير في المدارس، حيث قد تكون أنظمة التهوية قديمة أو لا تتم العناية بها وصيانتها وتغيير فلاترها وضبطها عند درجات حرارة ورطوبة مناسبة، أو عدم الاهتمام بتوفير نسب مناسبة من الهواء النقي الذي يكون كافيا لعدد الطلاب في الفصل الدراسي الواحد. ويمكن أن تؤدي جودة الهواء السيئة إلى تفاقم الحالات التنفسية مثل الربو، وهو سبب رئيسي للتغيب عن المدرسة. وحتى لا يطول الحديث هنا فيمكن الرجوع لمقالات سابقة لي تفصل كيفية الحفاظ على جودة الهواء في المدارس. من المخاطر كذلك تلوث مياه الشرب، حيث تعد من المخاطر التي قد تؤثر على صحة الطلبة اذا لم يتم أخذ الإجراءات المناسبة للمحافظة على نظافة مياه الشرب. فيعد تلوث مياه الشرب مصدر قلق آخر كبير. فعند اهمال المدارس تغطية وتظليل وغسل خزانات المياه وتغيير الفلاتر وفحص عينات مياه الشرب للتأكد من خلوها من البكتيريا الضارة والملوثات الكيميائية الأخرى، فهي بذلك تكون مقصرة في الحفاظ على مياه نظيفة للطلبة. من المخاطر كذلك، المخاطر الفيزيائية ومناطق ومعدات الألعاب. فبالإضافة إلى المخاطر الكيميائية والبيولوجية، يجب على المدارس أيضًا ضمان السلامة البدنية للأطفال. ويشمل ذلك القيام بصيانة معدات الملاعب وأرضياتها، وضمان طرق نقل آمنة، ومنع الحوادث من خلال معالجة القضايا الهيكلية مثل السلالم المكسورة أو الدرابزينات المتراخية. وهناك عدد من الاستراتيجيات التي يمكن للمدارس القيام بها لضمان بيئة مدرسية آمنة لتعزيز بيئة مدرسية أكثر أمانًا، والتي من ضمنها: الفحوصات والصيانة الروتينية: يجب على المدارس إجراء فحوصات منتظمة لمرافقها لتحديد المخاطر المحتملة، واجراء الصيانة الصحيحة لأنظمة التهوية ومعالة المشكلات التي تتعلق بجودة الهواء والماء. تعزيز ممارسات التنظيف الصحية: حيث تنصح المدارس باستخدام منتجات تنظيف غير سامة وصديقة للبيئة لتقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة. تثقيف وإشراك المجتمع: من المهم أن يتعلم الآباء والمعلمون والطلاب عن مخاطر الصحة البيئية. يمكن لبرامج التوعية تمكين المجتمع من الدعوة إلى التغييرات والتحسينات الضرورية. وختاماً: فإنه مع عودة الأطفال إلى المدرسة، يجب أن تكون صحتهم وسلامتهم في مقدمة اهتمامات الجميع. يمكن للمدارس إنشاء بيئات آمنة يمكن للأطفال أن يزدهروا فيها. يتطلب هذا جهدًا جماعيًا من إداريي المدارس، والآباء، والمعلمين، وواضعي السياسات لضمان حصول كل طفل على بيئة تعليمية صحية. وأسعد بتواصلكم عبر البريد الالكتروني لمن يرغب في تحسين البيئة المدرسية للطلاب.
1572
| 03 سبتمبر 2024
تعتبر مرحلة الحضانة ورياض الأطفال من المراحل الحاسمة في بناء وتكوين شخصية وصحة الطفل، حيث إنّها تُعَدُّ التجرِبة الأولى للأطفال للاندماج مع غيرهم في بيئة مختلفة عن بيئة المنزل. وهي اساسية لتهيئة الطفل للتعود على مقاعد الدراسة. كما أنها تُسْهِم في إكساب الطفل المهارات اللازمة، لإعداد الطفل تربويًّا، واجتماعيًّا، ونفسيًّا، وصحياً. فيكتسب الطفل المهارات الأساسيةَ عبر اللعب داخل وخارج مبنى الحضانة وغرف الأنشطة، ويتعلم المهارات التي تُعَزِّز نموّ العضلات الكبيرة والصغيرة، والمهارات المعرفية، ومهارات التواصل في بيئة صحية وآمنة مع الأقران. ولكن اختيار حضانة للأطفال من أهم القرارات التي تواجهها الأمهات، فهو القرار الذي يحدد البيئة التي سيقضي فيها الطفل ساعات طويلة يوميًا. ومن بين العوامل المتعددة التي يجب أن تأخذها الأمهات في اعتبارهن عند اختيار الحضانة، يأتي الجانب الصحي والبيئي في مقدمة الأولويات. فالبيئة الصحية في الحضانة لا تقتصر على نظافة المكان فقط، بل تشمل أيضًا جودة الهواء، وطبيعة المواد المستخدمة، والإجراءات المتبعة للوقاية من الأمراض. ولأن صحة الطفل تتأثر بشكل مباشر بالبيئة التي يتواجدون فيها، فإن اختيار حضانة توفر بيئة صحية وآمنة يُعد أمرًا بالغ الأهمية. فعند البحث عن حضانة مناسبة، ينبغي على الأمهات التركيز على عدة جوانب تتعلق بالبيئة الصحية للحضانة. واحاول في هذه المقال تزويد الأمهات الفاضلات ببعض النصائح. أولًا، يجب التأكد من مستوى النظافة العامة. يجب أن تكون الحضانة نظيفة بشكل دوري ومستمر، مع وجود إجراءات واضحة للتنظيف والتطهير اليومي للأماكن المشتركة مثل الفصول الدراسية، الحمامات، ومناطق الألعاب الداخلية والخارجية. من المهم أيضًا أن تستخدم الحضانة مواد تنظيف آمنة وغير سامة، حيث يمكن أن تسبب المواد الكيميائية القوية مشاكل صحية للأطفال. ثانيًا، ينبغي التأكد من جودة الهواء في الحضانة. فجودة الهواء تمثل عاملًا رئيسيًا في صحة الطفل، خاصة إذا كان الطفل يعاني من حساسية أو مشاكل تنفسية. يجب أن تحتوي الحضانة على نظام تهوية جيد يضمن تجديد الهواء وتنقيته باستمرار، مع الحرص على تهوية الغرف بشكل دوري وتوفير درجة حرارة ورطوبة مناسبة. كما يمكن سؤال الإدارة عن استخدام فلاتر الهواء أو أجهزة تنقية الهواء، خاصة في الأماكن المغلقة. ثالثًا، يُفضل التأكد من المواد المستخدمة في الحضانة، سواء كانت الأثاث أو الألعاب أو المواد التعليمية. يجب أن تكون هذه المواد خالية من المواد السامة مثل الرصاص أو الفثالات، وأن تكون معتمدة وفقًا للمعايير الصحية المعروفة. كما يجب أن تكون الألعاب آمنة، دون وجود زوايا حادة أو أجزاء صغيرة قد تسبب خطرًا على الأطفال. من الجوانب الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار هو كيفية تعامل الحضانة مع الأمراض المعدية. من الضروري أن تكون للحضانة سياسة واضحة وصارمة حول التعامل مع الأطفال والموظفين المرضى، وضمان عدم اختلاطهم بالأطفال الأصحاء. يُفضل أيضًا أن تتبع الحضانة إجراءات وقائية مثل فحص درجة الحرارة يوميًا وتوفير مطهرات وأماكن لغسل اليدين بالماء والصابون في أماكن مختلفة، كما ينبغي الحرص على تعليم الأطفال والموظفات أهمية غسل الأيدي. أخيرًا، تنصح الأمهات بزيارة الحضانة أو الروضة شخصيًا والتجول في مرافقها، ثم التحدث مع الموظفين لمعرفة المزيد عن إجراءاتهم الصحية والبيئية. يمكن أن تعطي هذه الزيارة فكرة أفضل عن مدى التزام الحضانة بالمعايير الصحية. كما يمكن للأمهات الاستفسار عن أي مخاوف لديهن حول بيئة الحضانة والتأكد من أن جميع أسئلتهن تُجاب بشكل مرضٍ. في النهاية، يعتبر اختيار الحضانة قرارًا محوريًا يؤثر على نمو الطفل وراحته. الاهتمام بالبيئة الصحية في الحضانة يجب أن يكون من الأولويات التي تهتم بها الأمهات عند اتخاذ هذا القرار. من خلال التركيز على النظافة، جودة الهواء، المواد المستخدمة، والإجراءات الوقائية، يمكن للأمهات ضمان أن أطفالهن سيكونون في بيئة آمنة وصحية تعزز من نموهم البدني والنفسي. ولنتذكر دائمًا أن بيئة الحضانة ليست مجرد مكان يقضي فيه الطفل يومه، بل هي البيئة التي تؤثر بشكل مباشر على صحته وسلامته.
591
| 21 أغسطس 2024
تعتبر السباحة واحدة من الرياضات المثالية للأطفال، فهي تساعد على تعزيز النمو البدني والعقلي، وتساهم في تحسين الصحة العامة وتنمية المهارات الاجتماعية. ولكن اختيار نادي السباحة المناسب للأطفال يتطلب من أولياء الأمور مراعاة عدة عوامل لضمان سلامة وصحة أطفالهم. في هذا المقال، سأقدم مجموعة من النصائح حول كيفية اختيار نادي السباحة للأطفال وما يجب مراعاته لتجنب الإصابة بالأمراض التي قد تنشأ بسبب الاتصال بمياه البركة أو استخدام مرافقها. مراعاة شروط الصحة والسلامة: من أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند اتخاذ قرار تسجيل أطفالكم في ناد صحي مراعاة شروط السلامة والصحة في هذا النادي، والتي من أهمها نظافة المياه من خلال التأكد من القيام بعملية تطهير وترشيح المياه، فعلى الوالدين التأكد من أن النادي يهتم بنظافة وتطهير المياه وإجراء عمليات الصيانة للبركة بشكل دوري وبحسب إجراءات الصحة والسلامة المعتمدة. حيث يتم تطهير المياه بانتظام واستخدام مواد كيميائية آمنة. ويتم تحقق الوالدين من ذلك عن طريق السؤال عن جداول الصيانة والتطهير للتأكد من أن المياه خالية من الجراثيم والبكتيريا التي تسبب الأمراض. كذلك التأكد من وجود علامات للعمق حول البركة ووجود معدات الإنقاذ اللازمة. اتباع الإجراءات الوقائية الصحية لمنع انتشار الأمراض عبر بركة السباحة: من الضروري التأكد من أن يتبع النادي إجراءات وقائية صارمة لتجنب انتشار الأمراض، فعلى الوالدين التأكد من وجود قواعد للسباحة مثل ضرورة الاستحمام قبل الدخول إلى المسبح، ومنع السباحة في حال الإصابة بأمراض معدية. الموقع وسهولة الوصول والمرافق: من المهم اختيار نادي سباحة بحيث يكون قريبًا من المنزل أو المدرسة لتسهيل الوصول إليه بانتظام. يجب التأكد من أن النادي يوفر مرافق مناسبة مثل غرف تغيير الملابس النظيفة، وحمامات الاستحمام، والمعدات الحديثة. المدربون المؤهلون: من المهم التأكد عند تسجيل أطفالكم من أن المدربين لديهم المؤهلات والشهادات اللازمة في تعليم السباحة من الجهات المعتمدة في الدولة، وكذلك خبرة في التعامل مع الأطفال. فالمدرب الجيد يجب أن يكون صبورًا ومتفهمًا لاحتياجات الأطفال المختلفة بحسب أحوالهم وأعمارهم. البرامج التدريبية المناسبة: ينصح أولياء الأمور باختيار ناد يقدم برامج تدريبية تتناسب مع أعمار ومستويات مهارة الأطفال. بحيث تكون الدروس ممتعة ومشجعة لتطوير حب السباحة لدى الأطفال وقدرتهم على السباحة وتقدم مستوياتهم. الإشراف والمراقبة: من المهم التأكد من وجود مراقبين مؤهلين حول برك السباحة لمتابعة الأطفال وضمان سلامتهم. ووجود حراس إنقاذ مؤهلين يمكن أن يساهم في تقليل المخاطر والتعامل مع حالات الطوارئ بفعالية. التوعية والتثقيف: والتي تشمل عددا من الخطوات مثل تعليم قواعد السباحة الآمنة، فمن الضروري تعليم أطفالكم أهمية اتباع قواعد السلامة أثناء السباحة، مثل عدم الركض حول المسبح، وعدم القفز في المياه بطرق خطيرة. يجب أن يفهم الأطفال ضرورة الالتزام بتعليمات المدربين والمراقبين. التوعية بالنظافة الشخصية ووجبات خفيفة: شجعوا أطفالكم على الحفاظ على نظافتهم الشخصية قبل وبعد السباحة، وضرورة الاستحمام بعد السباحة لإزالة الكلور أو أي مواد كيميائية أخرى من الجسم. والتي قد تكون سبباً لإصابتهم بأمراض. احرصوا على تناول أطفالكم وجبات خفيفة صحية قبل وبعد السباحة للحفاظ على مستويات الطاقة وتعزيز النمو الصحي. تجنبوا الأطعمة الثقيلة قبل السباحة. الوقاية من الأمراض وضربات الشمس: من خلال فحص صحة أطفالكم بانتظام بعد السباحة والتأكد من أنهم لا يعانون من أي مشاكل صحية قد تتفاقم بسبب السباحة. من الأفضل استشارة الطبيب قبل بدء برامج السباحة. ومن المهم حمايتهم من أشعة الشمس إذا كانت السباحة في الهواء الطلق، تأكدوا من استخدام واقي الشمس المناسب لأطفالكم لحمايتهم من حروق الشمس. ومن المهم اختيار أوقات السباحة عندما تكون أشعة الشمس أقل حدة، مثل الصباح الباكر أو بعد الظهر. احرصوا على أن يرتدي أطفالكم ملابس سباحة مناسبة تحميهم من الشمس وتساعد في تجنب التهابات الجلد. واستخدام النظارات الواقية قد يساعد أيضًا في حماية عيونهم من الكلور. ختاماً: فإن اختيار نادي السباحة المناسب للأطفال يتطلب منكم التحقق من عدة عوامل لضمان بيئة آمنة وصحية، من خلال اتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكنكم توفير تجربة سباحة ممتعة وآمنة لأطفالكم، تساعدهم على تطوير مهاراتهم البدنية والعقلية، وتجنب الإصابة بالأمراض والمشاكل الصحية.
567
| 09 أغسطس 2024
إن من أعظم ما تحيا به الروح وتسعد: ذكر خالقها. وقد روى عن عبدالله بن بسر رضى الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام كثرت عليَّ فأخبرني بشيءٍ أتشبثُ به قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله. ولما سألت فاطمة رضى الله عنها أباها صلى الله عليه وسلم خادماً، واشتكت إليه ما تعانيه من أعمال البيت، اوصاها بأن تسبح ثلاثاً وثلاثين وتحمد ثلاثاً وثلاثين وتكبر ثلاثاً وثلاثين، فإنه خير من خادم. وللذكر فوائد كثيرة تعود على الذاكر بالخير والفضل في الدنيا والآخرة، فالذكر يرضي الرحمن عز وجل ويزيل الهم والغم عن القلب. ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسطة وينور الوجه والقلب. ويجلب الرزق ويكسب الذاكرة المهابة والحلاوة والنضرة. ويورث المحبة التي هي روح الإسلام. ويورث المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان. ويورث الإنابة وهي الرجوع إلى الله عز وجل. ويورث الهيبة لربه عز وجل وإجلاله، ويحط الخطايا ويذهب بها، ويزيل الوحشة بين العبد وربه، وهو نجاة من الشدائد وأمان من الحسرة يوم الحسرة ومع كل ذلك فهو من أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها. وليس الشأن أن يذكر الفقير الغني، ولا الضعيف القوي، وإنما الشأن أن يذكر الغني الفقير والقوي الضعيف. وإذا ذكر الربُ الغني الكريم العبد الفقير كان ذكره له علامة على وصله ببره وكرمه، فما ظنك بأكرم الأكرمين وأجود الأجودين إذا ذكر عبده الذاكر ورضي عنه. والذكر ضد الغفلة والنسيان، والغفلة ترك الذكر عمدا، أما النسيان فتركه عن غير عمد. لذا فالغفلة مذكورة في القرآن في معرض النهي والتحذير كما قال تعالى (ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا). بينما النسيان ليس كذلك لعدم صدوره عن قصد ومن هنا جاء التوجيه القرآني العظيم (واذكر ربك إذا نسيت). والذكر شرعاً له إطلاقان، إطلاق عام ويشمل كل أنواع العبادات من صلاة وصيام وحج وقراءة قرآن وثناء، ودعاء، وتسبيح وغيره. وإطلاق خاص وهو ذكر الله بالألفاظ التي وردت عن الله سبحانه وتعالى من تلاوة كتابه أو إجراء أسمائه وصفاته العليا على لسان العبد أو قلبه مما ورد في كتاب الله سبحانه أو الألفاظ التي وردت على لسان رسوله صلوات ربي عليه وفيها تمجيد وتنزيه وتوحيد لله تعالى. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ذكر الله عز وجل هو كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب إلى الله من تعلم علم وتعليمه وأمرٍ بمعروفٍ ونهيٍ عن منكرٍ فهو من ذكر الله. وقال الشيخ السعدي: اذا اطلق ذكر الله شمل كل ما يقرب العبد الى الله من عقيدة أو فكر أو عمل قلبي أو عمل بدني أو ثناء على الله او تعلم علم نافع وتعليمه ونحو ذلك فكله يكون لله. وذكر الله تعالى يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالقلب واللسان معا. أما ذكر القلب فمعناه التفكر والتدبر في عظمة الله تعالى وجلاله وآياته الشرعية والقرآن وأحكامه وآيات الله في مخلوقاته كالسماء والأرض والشمس والقمر. ومن ذكر الله تعالى بالقلب أن يذكره المسلم بقلبه عند أوامره ونواهيه فيأتي ما أُمر وينتهي عما نُهي عنه. قاله القاضي عياض. وذكر الله باللسان يكون بالتسبيح والتهليل والاستغفار وقراءة القرآن وكل قول يقرب إلى الله تعالى. وأكمل المراتب أن يجمع الذاكر بين ذكر القلب وذكر اللسان. أما الذكر بالجوارح فهو العمل بطاعة الله، فكل من عمل بطاعة فهو ذاكر لله. قاله سعيد بن جبير. وروى ابن القيم أنه قال لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يوماً: سئل بعض أهل العلم أيهما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار فقال إذا كان الثوب نقيا فالبخور وماء الورد أنفع له، وإذا كان دنساً فالصابون والماء الحار انفع له. فقال لي رحمه الله: فكيف والثياب لا تزال دنسة؟ فإذا كان هذا قول ابن تيمية فماذا نقول نحن؟ فأكثروا من الاستغفار.
1281
| 01 أغسطس 2024
مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...
13500
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...
1791
| 21 نوفمبر 2025
شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من...
1413
| 18 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...
1173
| 20 نوفمبر 2025
القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة...
1143
| 18 نوفمبر 2025
في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...
1005
| 23 نوفمبر 2025
كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...
990
| 20 نوفمبر 2025
في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...
918
| 20 نوفمبر 2025
نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي...
810
| 18 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...
777
| 25 نوفمبر 2025
أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...
654
| 20 نوفمبر 2025
حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...
639
| 21 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كاتبة قطرية - مستشار الصحة البيئية
[email protected]
@faalotoum
عدد المقالات 38
عدد المشاهدات 89895
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل