رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت تصحب طلابنا، وصاحب هذه الفكرة (هوراس مان) وزير التعليم الأمريكي آنذاك، ويعتبر رائداً في مجال الإصلاحات التعليمية في بلاده، تأثر بالنظام البروسي في أوروبا وآمن بأهميته وتطبيقه، وكان يرى أهمية فكرة الاثني عشر عاماً أنها توحد النظام التعليمي، وتضمن تكافؤ الفرص، وتؤهل الطلبة حيث يتم تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للحياة، سواء في التعليم الجامعي أو في مسيرته المهنية، ومن أهمية هذه الفكرة كذلك تأتي مرحلة النضوج للطالب بسن 18 عاماً وهو ما يعتبره الطالب فيه بالغاً. وبعد هذه الرحلة الطويلة جداً (أكثر من قرنين) من عمر هذه الفكرة ونحن في القرن الحادي والعشرين ما زلنا مع منظومة دراسية عاش معها أجيال وأجيال من الطلاب، أما آن لأجيالنا القادمة أن تصحب منظومة دراسية جديدة في مراحلها التعليمية النظامية، ونكتبها وبصراحة آن للمنظومة الدراسية أن تتغير. ولا ننسى أن نذكّر أن الطالب يقضي أكثر عمره على مقاعد الدراسة، ثلاث سنوات في الحضانة، وسنتان في الروضة، واثنتا عشرة سنة في المرحلة الدراسية النظامية، والمجموع سبع عشرة سنة، أكثر مما يقضيها في الدراسة الجامعية في جميع مراحلها من (البكالوريس والماجستير والدكتوراه)، ما هذا يا الكرام، ونقول كفى!. وهنا نطرح مبادرة بوجه جديد للمنظومة الدراسية، ولنقف على ما يناسبنا لا ما يقرره ويفرضه علينا غيرنا، فنحن نريد تعليماً رائداً وأن نصنع لمجتمعنا منظومة تتلاءم مع مستجدات الحياة والمتغيرات من حولنا دون المساس بالثوابت والمبادئ التي ينتمي لها مجتمعنا وهو دينه الإسلامي وهويته الإسلامية والعربية الأصيلة. والمبادرة أيها الكرام... تقول: المراحل الدراسية الاثنا عشر الحالية يمكن دمجها، أقترح أن تصبح كالتالي:- أولاً: المرحلة الابتدائية فقط خمس مراحل أي من (الصف الأول إلى الصف الخامس الابتدائي ويلغى الصف السادس). ثانياًً: المرحلة الإعدادية مرحلتان (الأول والثاني الإعدادي ويلغى الصف الثالث الإعدادي). ثالثاً: المرحلة الثانوية ثلاث مراحل من الأول إلى الثالث ثانوي كما هي الآن، لأنها مرحلة تخصصية وتحدد مسار الطالب فيما يرغب من توجه نحو المسار الدراسي ما بعد المرحلة الثانوية. فلنكتب مشهداً دراسياً تعليمياً في حياة طلابنا فيه من الفأل وسيرى الأثر. فكم من مشهد جديد أتى بالمباهج في الحياة!. كلمات موجزة... عشر سنوات دراسية كافية لصناعة طالب اليوم وتصنع الفارق في حياته!. صناعة الوقت في حياة طلابنا أصبح ضرورة!. كفانا تقليداً وسيراً خلف غيرنا!. طالب اليوم ليس كطالب الأمس!. الطالب الصالح المتحرك هو خير ضمان لبناء مجتمع قوي والقيام على نهضته!. القرار بأيدينا ونحن من نصنع النموذج التعليمي الدراسي! نعم القرار نحن من يصنعه. «ومضة» تعليم مختصر أفضل من تعليم طويل ممل قائم على التلقين والحفظ ثم يُنسى ثم لا شيء!.
525
| 18 سبتمبر 2025
نعم.. ماذا تتوقع منهم؟ هل تتوقع منهم أن يفرشوا لك البساط الأبيض وترى قلوبهم بيضاء نقية؟ وهل تتوقع منهم أن يمدوا لك البساط الأخضر وتكون المتعة برؤية اخضرار الأرض من حولك؟ وهل تتوقع منهم أن يضعوا لك السجاد الأحمر الفاخر لتمشي عليه وتصل إلى مكانك بأريحية؟ وهل تتوقع منهم أن ينثروا عليك الورد لتضحك وتأنس بهذا الفعل؟ وهل تتوقع منهم سلاما وأمنا وأمانا؟ وهل تتوقع منهم أن تأخذ منهم شيئا ليعطوك كل شيء؟أبداً يأخذون ولا يعطون، وإذا اعطوك جاؤوا بالقليل الفاسد، وهل تتوقع منهم أن يمنحوك السعادة في حياتك وتأمن شرهم بعد ذلك؟. واهم كل الوهم من يتوقع الخير والأمن والأمان من الصهاينة أن يكون معهم السلام، هؤلاء تطاولوا على الله سبحانه وتعالى وقتلة العلماء الربانيين والمجاهدين، وقتلة الأطفال والنساء والشيوخ، هؤلاء مصاصو الدماء شذاذ الأرض، لا راحة لهم إلاّ بقتل المسلمين ونهب خيراتهم والاعتداء عليهم، بل على دولة مسالمة طيبة المنبت منذ نشأتها، تريد الخير والأمن والأمان والسلام للجميع كدولة قطر-حفظها الله وأدام أمنها وأمانها- وجميع ديار المسلمين. هؤلاء الشرذمة لهم نفسيات مرذولة معقدة كريهة لم ولن تتغير، وجلود نتنة لم ولن تتبدل، ومن يقل غير هذا فهو فاسد المزاج يحتاج إلى علاج، هؤلاء أهل غدر وخيانة، كذابون مجرمون، حاسدون متحايلون، مراوغون مزاجيون، مستهزؤون خائنون، ضالون مضلون، سفهاء أذلاء، جبناء بخلاء، مفسدون ناقضي العهود والمواثيق، غشاشون من الدرجة الأولى في كل شيء ومرتزقة، خسة ودناءة، يسارعون في الإثم والعدوان في كل مكان، يفسدون في الأرض، وما حدث من عدوان إجرامي بغيض عصر يوم الثلاثاء 09 من سبتمبر على دولة قطر-حفظها الله- لدليل على أنهم أهل فساد وعدوان وتخريب وإجرام متعطش لأذى الغير، وكذلك ما يحدث في غزة العزة والرجولة والشرف والإسلام وفي كل أرض فلسطين المباركة، زارعي الحقد والبغضاء بين الناس. الصهاينة مجمع متكامل من النقائص والنقائض لا تخرج عن كيانهم المتأصل فيهم، أبداً لن تجد فيهم فضيلة وخيرا يُرجى «شراً محضاً، وحقداً خالصاً ووباءً خطيراً، وشيطاناً لعيناً، وعدواً لكل ما هو إنساني في حياة البشرية». وما اجتمع مسلم مع اثنين من الصهاينة إلاّ وفكرا بإيذائه أو قتله، هذه حقيقة لا تحتاج إلى مناقشة! كل الشعوب الحرة تكرههم وتنبذهم. أبعد كل هذا يرجى منهم سلام ومفاوضات، شغلهم الشاغل محاربة الإسلام وأهله. بالله عليكم شرذمة أيرجى منها خير، بل وحتى حسن نية بهم-مسكين من يحسن فيهم الظن- سوء الظن فيهم مقدم على كل شيء! أيرجى كذلك منهم أمان واحتضان-يحضنك ليتآمر عليك أو يقتلك-، إذا كان كذلك يا هذا فإنك تلهث وراء سراب لتدرك الماء ولن تجده. رحم الله شهيد قطر رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وشهداء فلسطين على أرض قطر الخير وتقبلهم في الصالحين الأبرار. «ومضة» «إن الفجر سيطلع حتماً، ولأن يطوينا الليل مكافحين أشرف من أن يطوينا راقدين».
405
| 11 سبتمبر 2025
عندما تدار الوظيفة بعقلية التسلط وفرض الأمر الواقع، فهذه مشكلة وعائق كبير يقف أمام كل موظف في أن يكون طبيعيا في أداء وظيفته، فالموظف ليس عبداً مملوكاً للوظيفة طوال يومه ووقته في ليله ونهاره، وخاصة ونحن نتعايش مع الحالة الرقمية بالهاتف المحمول وما فيه من تطبيقات، أو حاملاً (لابتوب أو آيباد) فأصبح الموظف يتابع مجريات العمل بعد الانتهاء من دوامه الرسمي في منزله أو في أماكن راحته، أو مجلس من يزورهم، فإذا هو جالس عندهم جسداً والذهن مشغول والأنامل تتحرك مع أعمال الوظيفة، بريد إلكتروني (إيميلات) بعد الدوام وفي الإجازة الأسبوعية وفي إجازته الدورية وسفره، يرد على هذا ويطلب التوضيح من ذاك وغير ذلك الأمور المتعلقة بالعمل. ونكتب هنا.. أن هذا العمل خطأ إداري كبير ومعضلة يقع فيه المسؤول حينما يريد إنهاء كل الأمور المتعلقة بالعمل من موظف ما خارج أوقات الدوام الرسمي. وهنا يأتي التذمر والاستياء من الموظف بسبب ما يقع عليه من أعمال في خارج أوقات العمل وكأن هذا الموظف إنسان آلي. أيتها الوظيفة.. كل إنسان بعد الانتهاء اليومي من عمله يحتاج إلى الراحة الجسدية والهدوء النفسي، فلديه واجبات اجتماعية يقوم بها، فمثلاً لديه والدان يرعاهما أو يقوم بزيارتهما، أو لديه أسرة تحتاج إلى أن يرعى شؤونها، أو لديه برنامج رياضي لتحريك جسمه بعد يوم من العمل الوظيفي، أو غير ذلك من المهمات الحياتية، فالحياة ليست جرياً وراء الوظيفة، فلا بد أن يؤخذ هذا أيتها الوظيفة ويا أيها المسؤول. فخارج أوقات الرسمي فوقت الموظف وحياته ليس ملك الوظيفة، وإنما هو ملكه فلا تشغله بما يعكر صفو يومه ويؤثر على مزاجه، فالوظيفة عطاء وإمكانات وليس فرض سياسة الأمر الواقع. فمن المفترض والطبيعي أن الوظيفة تجلب لنا الموارد والقيم الإيجابية لمساعدتنا في الحفاظ على حياة اجتماعية وصحية كريمة، لا أن تصبح إعاقة في حياتنا اليومية وتوترا مستمرا للموظف، أين نحن من هذا الإرشاد النبوي الواضح «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء». «ومضة» «فإن لجسدك عليك حقاً». فهل أتينا على هذا التوجيه النبوي الكبير في واقع الوظيفة!.
627
| 04 سبتمبر 2025
لا يفصلنا عن العام الدراسي الجديد 2025/2026 سوى 72 ساعة تقريباً، ويبدأ عام دراسي زاخر بكل جديد ومفيد بإذن الله، نسأل الله تعالى أن يكون عاماً موفقاً لطلابنا ولجميع جنود الميدان التربوي التعليمي، تحوطه رايات الجذب والحرص والاجتهاد والتفوق والتميز، فــ»قطر تستحق الأفضل من أبنائها». وهنا نأتي على رسائل لفرسان الميدان التربوي التعليمي وهم المعلم و المدير ومن معه (النائب الإداري والنائب الأكاديمي) والفارس الثالث هو الموجه. أيها المعلم القدوة.. إنك الفارس الأول في المدرسة وصاحب المهمة الأولى، ولن نطلق عليك مسمى (مدرس) ولكنك معلم. أيها المعلم الغالي.. الله..الله في مهنة التعليم.. الله.. الله في طلابك الذين بين يديك..الله..الله في مادتك التي تدرسها أعطها حقها وأوصل المعلومة بصورة فيها من التشويق والجذب، ولا يكن همك الأول والأخير الامتحانات وما يحصّله الطلاب فيها من درجات. أيها المعلم الفاضل.. في الصف الدراسي فوارق وتمايز بين الطلاب فمنهم المتفوق دراسياً، ومنهم المتوسط، ومنهم دون ذلك، فلا تركز على المستويات العليا الذين يتفاعلون معك وتترك ما دون ذلك فذلك حيف وكسر لمشاعرهم وقد يتأخرون دراسياً بسبب ذلك، ولكن حاول وحاول إلى أن ترفع من مستواهم. أيها المعلم الكريم.. راقب أصحاب المواهب، فمنهم من يملك موهبة حباها الله تعالى بها، ولكن يريد من يرعاها ويسقيها بالماء الاهتمام والانتباه والتشجيع، وإياك والاهمال وترك هذه المواهب تموت وتخمد عند من يملكها، فهي نعمة لابد أن ترعى وتسقى، فكم من صيد ثمين بين هؤلاء!. فكن أنت لها يا رعاك الله. أيها المعلم الموفق.. مكّن طلابك من امتلاك المهارات (القراءة، والكتابة والاستماع، والتحدث)، حتى يأتي وقد امتلك ما يعينه في قادم الأيام من حياته. ولا يكن همك الانتهاء من المنهج الدراسي. أيها المدير المبارك.. ومن معك من نواب كرام، أدر مدرستك بحزم وعزم، ثم انطلق وكن متواجداً مع طلابك أباً وموجهاً ومعلماً ومرشداً ومشاركاً في هذا الميدان، تعلوك الابتسامة في وجوههم، واليد الحانية عليهم، وليكن مكتبك مفتوحاً لهم يأتونك بأدب واحترام، وإياك أن تجعل مكتبك جداراَ كجدار برلين، حتى نسأل الطلاب ما اسم مدير مدرستك فلا يكاد يعرف اسمك عندهم. أيها المدير الموفق.. إياك والتساهل في مسألة التطاول على المعلم من قبل الطالب بأي شكل من أشكال من عدم الاحترام له فوجّه له إنذارا حاسما وصارما، فإذا عاد فلا مكان له في المدرسة. والحذر من (الواسطات) في هذا الأمر، فأنت قد تكسر مكانة المعلم في المدرسة. أيها المدير الكريم.. شجع كل مبادرة تأتيك، وكل فكرة تطرح بين يديك ما دامت تخدم الميدان التربوي التعليمي، ولتأخذ حظها من التأثير والعمل الإيجابي. أيها الموجه الفاضل.. أنت كالمعلم فكن مع المعلم وفي الصف معلماً عند الزيارة التوجيهية وليست التفتيشية وتتبع العثرات والسقطات، والحذر كل الحذر أن تكون سيفاً شاهراً سيفه على المعلم عند زيارته الصفية، فأنت داعم ومساند له وليس مفتشاً ومراقباً، والحذر كل الحذر أن تصعَب على الطلاب الاسئلة عندما تضعها في امتحانات الشهادة الثانوية، وكأنك تريد من هذه الأسئلة أن تخرج لنا عباقرة الزمان، أو تتحداهم. أيها الموجه الكريم.. لا تتعصب إلى رأي في المسائل التربوية التي تحتمل وجهات نظر مختلفة حول إجراءات سير الحصة واستراتيجياتها وأنشطتها وصياغة الأسئلة، وغير ذلك من الأمور المختلف فيها، فالمثالية مرفوضة في العمل التربوي التعليمي. أيها الموجه العزيز..هناك فروق بين المدارس حسب موقعها وبيئتها ومستوى طلابها والمسارات التي تتضمنها، فلا تتعامل مع الجميع بنفس واحد. وأخيراً.. إذا تم إسقاط دور هؤلاء الثلاثة الفرسان أو واحد منهم فسلّم على الميدان التربوي التعليمي. «ومضة» أيها الفرسان الثلاثة ومن معكم.. انتبهوا فدوركم كبير وريادي.. اجعلوا من المدرسة فصولا من الحياة أنتم تكتبونها وترسمون مسيرتها مع طلابنا!. فيا جمال الميدان الذي أنتم فيه!. ويا جمالكم إذا أحسنتم السير فيه!.
327
| 28 أغسطس 2025
يا لجمال الذين يسعون في مساحات الحياة بالخير سعياً حثيثاً كل على قدر استطاعته، ويكون له نصيب من الخير مع الناس. فلنصنع من الخير في حياة للناس فألاً وأفراحا، ولندفع بها ونحمل رايات الخير. قال عون بن عبدالله بن عتبة رحمه الله «الخير من الله كثير، ولكنه لا يبصره من الناس إلا يسير». وخير الناس أنفعهم للناس.. وخير الناس يوم أن تلقاه يبتسم في وجهك ويرحب بك. وخير الناس من يلقاك بالفأل وطيب الكلام. وخير الناس إن لم يقدر ينفعك لا يضرك أبداً. وخير الناس من يعلم أن الدين المعاملة فتجد صداها في حياته. وخير الناس الذي يسعى بين الناس بالإصلاح وتقريب وجهات النظر بين المختلفين. وخير الناس «سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى» وخير الناس الذين يألفون ويؤلفون. وخير الناس من يهتم بأمر المسلمين وخاصة بأهل غزة العزة الكرام الرجال وبأمر فلسطين الأرض المباركة ويسعى لنصرتهم بما يقدر عليه. وخير الناس من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بآدابه، فلنستشعر عظم هذه الشعيرة في مساحات حياتنا فإن لها شأناً!. وخير الناس من يمد يديه للصلح قبل أخيه «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». ألا ما أجمل هذه الخيرية في البدء!. فلا يفوتنا هذا الخير. وخير الناس من يجبر خاطراً ويأتي على مساحات جبر الخواطر. وخير الناس من يرد حقوق الناس لأصحابها قبل الرحيل. وخير الناس من يرجع المظالم لأهلها، فالأمر ليس بالسهل فليتحلل منها قبل الفوات. وخير الناس إذا ارتحل إلى بلد آخر يبقى على تعاليم وأخلاق وآداب دينه. وخير الناس إذا سافر لأي غرض لا يفسخ خلق الحياء سواءً كان رجلاً أو امرأة في سفره، الحياء حياء والستر ستر!. وخير الناس من أتى الله سبحانه بقلب سليم لا حقد ولا حسد فيه. يا لروعة هذه القلوب السليمة!. وخير الناس من رأى أذى أياً كان نوعه فأزاحه عنهم. ومن جماليات الخير في حياة النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوصف من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ليكون طريقنا لكل خير «كلَّا، أَبْشِرْ، فواللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدا، فوالله إنَّكَ لَتَصِلُ الرحِم، وتصدُق الحديث، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْف، وتُعِين على نَوَائِبِ الحقِّ». «ومضة» وصدق الحطيئة حين قال: من يفعل الخيرَ لا يُعدم جَوازيه لا يَذهبُ العرفُ بين الله والناسِ
717
| 21 أغسطس 2025
رحلت عنا ليل يوم السبت 15 صفر 1447 من الهجرة، الموافق 09 أغسطس 2025 من الميلاد الخالة فاطمة بنت محمد اليوسف رحمها الله رحمة واسعة (خالة الوالدة حفظها الله)، رحلت بعد سنوات وهي على فراش المرض صابرة محتسبة راضية، رحلت الخالة الحبيبة إلى قلوب الجميع الكبير منا والصغير. رحلت الخالة وهي من الجيل الذي لا يتكرر من الطيبة والمحبة والكرم، وبذل المعروف، وصفاء النفس والسريرة. رحلت الخالة صاحبة الوفاء والسؤال عن الجميع. رحلت الخالة وهي من جيل الستر والحياء والعفاف. وهذا الذي يُزين المرأة في حياتها، ويسعدها في الدنيا والآخرة. رحلت الخالة التي كنا نزورها كل جمعة أيام صحتها وعافيتها. رحلت الخالة التي كانت تسأل عنا إذا لم نقم بزيارتها وتتصل بالوالدة لتسأل عنا. فمن يسأل عنا بعد رحيل هؤلاء رحمهم الله وغفر لهم. رحلت الخالة وهي من جيل القرار في البيت ما عرفن الخروج من البيت إلا للحاجة والضرورة القصوى، يا ليت نساء هذا الزمان يقتدين بهن وبأمهات المؤمنين رضي الله عنهن. ألا ما أروع وأجمل القيم التي كن يحملنها ويأتين بها على أرض الواقع! رحلت الخالة التي كنا نحبها ونأنس برؤيتها عند زيارتها والجلوس عندها رحمها الله. رحلت الخالة وقد عرفت شظف العيش بصبرها في أيامها، وعاشت رغد العيش بتواضعها ومحبتها للخير وكرمها الذي لم ينقطع رحمها الله. رحلت الخالة ورحل معها دعاؤها لنا، فمن باب الوفاء لها وهي بحاجة للدعاء، ويظل الدعاء له تأثير يصل للميت حتى بعد رحيله، فرحمكِ الله يا خالة الطيب والوفاء رحمة واسعة. رحلت الخالة وكانت من أهل القرآن المتعلقين بقراءته المحافظين على تلاوته. ألا ما أجمله من تعلق بكتاب ربها القرآن الكريم، إنه إيمان الفطرة الصافي والمحبة والقرب من الله بتلاوة كتابه الكريم. رحلت الخالة وكانت من أهل صيام التطوع لم تغب عنه، وكان آخر عهدها معه في أيام العشر من ذي الحجة من العام الهجري 1440 الموافق له في أغسطس 2019، فقد صامت منه وجاءها المرض الشديد والذي لازمها إلى وفاتها رحمها الله، فعن أبي موسى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا». يا لجمال رحمة الله وكريم فضله على عباده حتى في مرضهم يصب عليهم الخير والأجر صباً. سبحانك ما أعظم عطاءك وكرمك!. رحلت الخالة وكان إذا انتهى المؤذن من الأذان حثت من يجلس عندها من العيال على الصلاة، وتمثلت بهذا البيت من الشعر وتنشده لهم: صلى المصلي لأمر كان يطلبه فلما قضى الأمر لا صلى ولا صاما. رحلت الخالة ولم تنقطع الزيارة لها وهي على فراش المرض، وكانت آخر زيارة لها في المستشفى وكأنها زيارة وداع لها منذ أسبوع يوم الأحد في 3 أغسطس ظهراً، فإلى جنة الخلد يا خالة فاطمة. رحلت الخالة فاطمة رحمها الله وكأن واعظاً يذكرنا ويقول لنا «فاذكروا الموت لتستعينوا بذكره على مطامع نفوسكم، وقسوة قلوبكم، اذكره لتكون أرق قلباً وأكرم يداً، وأقبل للموعظة، وأدنى إلى الإيمان. ولا تقل أنا شاب. ولا تقل أنا عظيم. ولا تقل أنا غني. فإن ملك الموت إن جاء بمهمته لا يعرف شاباً، ولا شيخاً، ولا عظيماً، ولا غنياً ولا فقيراً. ولا تدري متى يطرق بابك بمهمته! فلننتبه ونسأل الله الكريم حسن الختام. اللهم ارحم الخالة فاطمة الغالية برحمتك الواسعة، اللهم أبدلها داراً خيراً من دارها، وأهلًا خيراً من أهلها، ومقاماً خيرا من مقامها الدنيوي، وأدخلها الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب. اللهم عاملها بما أنت أهله، ولا تعاملها بما هي أهله. اللهم إن كانت محسنة فزد من حسناتها، وإن كانت مسيئة فتجاوز عنها. اللهم آنسها في وحدتها، وفي وحشتها، وفي غربتها وهي في قبرها. اللهم أنزلها منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين. اللهم أنزلها منازل الأبرار والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة. اللهم افسح لها في قبرها مد بصرها، وافرش قبرها من فراش الجنة. اللهم إن الخالة فاطمة في ذمتك، أنت أهل الوفاء والحق، اغفر لها وارحمها إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إنها كانت تشهد أنك لا إله إلا أنت، وأن محمدًا عبدك ورسولك وأنت أعلم بها. «ومضة» الخالة لها منزلة كريمة في شرعنا، فلها وافر النصيب من المحبة والبر، والود والاحترام، والصلة. ويا لروعة هذا الحديث الذي يحمل الكثير من المعاني والمشاعر عن الخالة!. فعن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «الخالة بمنزلة الأم». فرحمك الله يا (خالة فاطمة) الغالية والعزيزة علينا رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى منزلك. إنا لله وإنا إليه راجعون.
1416
| 14 أغسطس 2025
نعم.. لقد أحسن وأجاد وأتى على الواقع الذي نعايشه وهو «من راقب الناس مات هماً»، فما أكثرهم في زماننا رجالاً ونساءً، ليس همهم سوى متابعة أخبار الآخرين، وتتبع عثراتهم، والتلصص عليهم، ومراقبة تحركاتهم، وكأنهم آلة تصوير و-كاميرا هاتف جوال أو كاميرا بيت- تتصيد وترصد ماذا شربوا وماذا أكلوا؟ وماذا اشتروا؟ ولماذا بيتهم هكذا؟ ومن دخل وخرج من عندهم؟ ولماذا تجمع سيارات هنا في هذا المكان وذاك المكان؟ ولماذا لم يسافروا هذا الصيف؟ وأين سافروا ومع من؟ ولماذا غيّر عمله وذهب إلى جهة عمل أخرى؟ ومن أين جاء، ومتى كان مجيئه؟. ومتى دخل هاتفه الجوال؟. ولماذا حضرت هذا الاجتماع ومن كان فيه؟ وما هي نتائج هذا اللقاء؟. إنها أسئلة «من راقب الناس مات هماً» التي لا تكاد تنقطع. وأعظم الخذلان أن يكلك الله تعالى إلى مراقبة أحوال الناس وتتبع ما يأتونه من أعمال. «كلُّ الناسِ يغدو، فبايعٌ نفسه فمُعتقُها، أو مُوبقها». لقد كثرت آلات التصوير في مشاهد حياتنا بأيدي غيرنا. أيها المراقب المتصيد... لن تجني من هذا كله سوى الهم وزيادة الفوضى في حياتك وانتكاسة أخلاقية بهذه المراقبة. وكل هذا وغيره دليل واضح على أن هذا القول كان في محله وعين الصواب، في أن الذي يراقب ويهتم بشؤون الناس سوف يصاب بالغم وزيادة في الحزن. إنها فوضى حياة البطالين وتقلبات أمزجتهم! فـــــ «من حُسن إسلام المرءِ تركه ما لا يعنيه». ألا نعي هذا التوجيه النبوي الحكيم ونأتي عليه في مساحات حياتنا ففيه راحة وخير وتوفيق!. جميل أن نراعي ونحترم حرمات الآخرين، ونلجم تصرفاتنا عن تتبع أخبار من حولنا، وأن نربي أنفسنا عن الدخول في أمور لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد، ولا ترتقي بنا إلى معالي القيم في متابعة أحوال الناس وما يأتونه من أعمال وتصرفات. ولو كان فيه من الفوائد والخير لسبقونا من قبلنا وسارعوا إليه، ولكنهم رحمهم الله عرفوا أنه لا طائلة منه فتركوا وشغلوا أنفسهم بما ينفع، فقد جاء عن عبدالجبار بن النصر السُلمي رحمه الله قال «مَرَّ حسَّان بن أبي سِنان بغُرْفَةٍ، فقال: متى بُنِيَت هذه؟ ثمَّ أَقبل على نفسه، فقال: تَسأَلِينَ عمَّا لا يَعنيكِ، لأُعاقبنَّكِ...».وصدق بشار بن بُرد حين قال «من راقب الناس لم يظفر بحاجته». فـــــ»احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ» فهذا خير لك ولراحة من حولك. «ومضة» «من راقب الناس مات هماً». إنها من عجائب وغرائب أهل هذا الزمان!.
330
| 07 أغسطس 2025
«إلا طارق يطرق بخير» كثيرة هي طرق الخير ومساحاتها المفرحة، ومن يحسن طرقها يوفق إلى كل خير فنعم طارق الخير، فأبوبكر الصديق رضي الله عنه صاحب همة عالية في طرق أبواب الخير لا يستطيع أحد أن ينافسه وإذا نافسه أحد سبقه، فرضي الله عن صديق هذه الأمة وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال عن أبي بكر الصديق «لا أسابقك إلى شيء أبداً»، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟، قال أبوبكر: أنا، قال: فمَن تَبِعَ منكم اليوم جنازة؟، قال أبوبكر: أنا، قال: فمَن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟، قال أبوبكر: أنا، قال: فمَن عاد منكم اليوم مريضًا؟، قال أبوبكر: أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعْنَ في امرئ إلا دخل الجنَّة» فهذا يوم واحد من أيام هذا الصحابي الكبير فما ظنك ببقية الأيام التي عاشها رضي الله عنه وأرضاه. فيا لجمال طارق الخير!. فطارق الخير يحمل مباهج الخير للناس ويرجو لهم ما يفرحهم، أبداً لم يكن يوماً أنانياً.وطارق الخير علاقاته ليست بالمدة والمصالح وإنما بالمودة والقلب السليم. وكان سلفنا الصالح رحمهم الله يعدُّون الأفضل فيهم «من كان سليم الصَّدرِ سليم اللسان». هذا هو طارق الخير!. وطارق الخير عف اللسان لا يؤذي أحداً بلسانه، وله من التوجيه النبوي هدي «أن يسلم الناس من لسانك». فيا لروعة لسان طارق الخير!. وطارق الخير معاملته مع الغير ليست بالمثل، بل بالحسنى وجمال الصحبة واللقاء. وطارق الخير مع التوجيه النبوي «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس»، بما يستطيع ومن غير تكلف. وطارق الخير لا ينشغل بالردود لعلمه ليس فيها أي مردود سوى القيل والقال والجدال. وطارق الخير عنده قيمة يحملها في حركة حياته وهي (والصلح خير)، ويسعى فيها، وله في الكلمة الطيبة صدقة. وطارق الخير يعذر الآخرين، ويحملها على محامل حسن الظن، حتى يعيش سالماً من تبعات الظنون. وطارق الخير ميلاد كل يوم في حياته ميلاد فأل وأمل له ولمن حوله، ولا يجعل كل شكوى تحوطه تأخذ من يومه وتكدر خاطره وتوقفه عن العطاء. وطارق الخير كم من خير جاءه فاغتنمه ففرح به «ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه»، وهذا التقرب مفضي إلى محبة الله الكريم لطارق الخير. وطارق الخير إذا تربع على منصب جاءت سحائب الخير يحملها للجميع، ولا يتنكر لمن كان معه وسانده في أيامه التي خلت. ويا سقى الله الكريم طارق الخير!. طارق الخير صبره جميل، وهجره جميل، وصفحه جميل، لا تحلو حركة الحياة إلاّ بهذا الجمال!. وطارق الخير يستقبل قادم الأيام بالأفراح وبالفأل، ويرضى ويحث غيره بما قسم الله تعالى. وطارق الخير يحدث أثراً في حياته، وذكرى طيبة بعد رحيله. فالحياة مواقف! وطارق الخير «صانع للمعروف فهو لا يقع، وإن وقع وجد مُتكَأً». وطارق الخير كلما «زاد جاهه زاد تواضعه وإذا زاد ماله زاد سخاؤه وإذا زاد عمره زاد اجتهاده». وطارق الخير يعيش مع قضايا أمته لا ينفصل عنها بالإمكانات التي عنده، وغزة العزة أرض الرجولة والتضحية والجهاد حاضرة لا تغيب عنه، بل وفلسطين الأرض المباركة كلها معه في وجدانه وحركة حياته بقدر ما يستطيع. ومضة فلنكن من يطرق أبواب الخير، لنعيش مشاهد الخير فلكل إنسان نهاية!.
252
| 31 يوليو 2025
في اللغة العربية الضمائر «تُعرف بشكل عام على أنها اسم لما وضع لمتكلم أو لمخاطب أو لغائب، وقد تكون بارزة أي: لها صورة في اللفظ، وقد تكون مُستترة أي: ليس لها صورة في اللفظ». ولكن هذه الضمائر ماتت وإن كانت موجودة في صفحات الكتب ويتداولها الناس، ضمائر المتكلم، وضمائر المخاطب، وضمائر الغائب، وحتى الضمائر في اللغة الإنجليزية «الضمائر الشخصية (المفردة والجمع) والضمائر الملكية (التملك)، وضمائر الإشارة، وضمائر الانعكاس والضمائر النسبية»، ماتت جميعها ولا حراك لها. فلا تحدثونا عن الضمير الغائب فأصبح غائباً للأبد، ولا عن الضمير المنفصل، فإنه انفصل عن واقع ومشاهد ومآسي ما يحدث في غزة العزة والرجولة، ولا عن الضمير المتصل في محل نصب، فأدعياء الإنسانية في محل نصب مستمر، ولا عن الضمير المستتر، فأصبح الأدعياء ضميرا مكشوفا للجميع غير مستتر مجاهر بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان سلبية وصفات ذميمة، بما يصنعه الإنسان بأخيه الإنسان من سوء، وخاصة إذا كان هذا الإنسان مسلماً. ألا ما أقبح إنسانية هذا القرن التي تعيش بدون ضمائر، ماتت مبادئها، ولُفّت أخلاقها بأثواب، ودفنت قيمها، وذبحت كلمة الإنسانية وسالت دماؤها على مرأى ومسمع من العالم، لقد أصبحت الحياة ومشاهدها بدون ضمائر، وتم تمزيق الضمائر فأصبحت أشلاء. وخير دليل ما يحدث الآن وفي كل ثانية في غزة هاشم، أرض العزة والجهاد من تجويع مبرمج وحصار نكد، وقتل متعمد وتشريد وبطش شديد، وتسوية البيوت والمساجد والمستشفيات والمدارس، بل وحتى الخيام التي تؤويهم تطايرت، من قبل قوى ظالمة نازية فاشية عديمة الإنسانية داعمة منزوعة الرحمة والإحسان، ووحوش صهيونية قطاع طرق جرذان الأرض، تنهتك حرمة الإنسان في غزة وعلى كل تراب من فلسطين الأرض المباركة أياً كان تواجده هذا الإنسان الفلسطيني على أرضه. أبداً. لن نقول ما أحوجنا إلى إيقاظ الضمير! ولن نطلق كلمات تقودنا إلى إحياء الضمير. ولن نتفوه أبداً بأننا إلى حاجة لتنبيه الضمير، ولن نرفع حملة لإحياء الضمير؛ فالضمائر كلها ماتت- إلا ما رحم الله- وصدق الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حين قال «الويل لأمة يقودها التافهون، ويُخَزَى فيها القادرون». ومضة بيعت الضمائر بثمن بخس في زمن تعري وتردي أدعياء الدفاع عن الإنسانية. فقد ماتت الضمائر.
606
| 24 يوليو 2025
الحياة فيها من المشاهد ما تفرحك وتعينك على الطريق الذي تمشي فيه، ومشاهد أخرى تكدر خاطرك وتغلق عليك الطريق الذي تسلكه، وتزيد أفراحك أتراحاً وضيقاً، وإن من عجائب هذا الزمان -يعني أهله-:- أن يأتي ظالمٌ يتظَلّم، مسكين أيها المظلوم ما تركوا لك شيئاً لكي تتظلم وتأخذ حقك، فـــ»البعض يخشى من ابتلاع قطرة ماء تفسد عليه صيامه، ولا يخشى من ابتلاع حقوق الناس فتفسد عليه أخرته». ومن عجائب أهل هذا الزمان.. أنهم يكسرون خاطرك بتصرفاتهم، ويعكرون صفو وقتك، ويرسلون ألسنتهم سليطة عليك، ثم يسألون لماذا تغيرت؟. ومن عجائب أهل هذا الزمان.. قولهم بأن حقوق الإنسان من أولويتنا وتجاوز هذه الحقوق غير مقبولة أبداً أياً كان جنسه ولونه ودينه، فإذا هم أول من يضع قدمه على هذه الحقوق، وغزة العزة خير شاهدٍ على فعالهم القذرة فيها وانتكاستهم.. فعن أي إنسان تتحدثون عن حقوقه، لا إنسانية عندكم مهما نبحتم وسال لعابكم من كثرة النباح. تبحث عن الثقة فلا تكاد تجدها فهي من عجائب أهل هذا الزمان، هل رحلت عنهم وتم دفنها!... وسوء الظن مقدم عند أهل هذا الزمان على حُسن الظن. ومن عجائب أهل هذا الزمان أن (الواسطة) قتلت أصحاب الكفاءة والقدرات، فتأخروا وتقدم غيرهم من هم أقل منهم دراية. ومن عجائب أهل هذا الزمان أنهم يجلسون في المجالس ويجتمعون، فإذا كل واحد مشغول بهاتفه لا أحاديث جانبية، فكل واحد مع عالمه الخاص. يسمع الصلاة خير من النوم ولا ينهض لصلاة الجماعة وإقامتها في المسجد، والمساجد تشتكي من قلة روادها في صلاة الفجر، مع أن المساجد قريبة منهم.. إنه من عجائب أهل هذا الزمان!. ومن عجائب أهل هذا الزمان كثرة المشاهير، فأصبح كل واحد يسوّق للشهرة والتباهي بكثرة المتابعين له ويلهث من أجلها.. وجاء عن الإمام الزاهد إبراهيم بن أدهم رحمه الله قوله « ما صدق اللهَ عَبدٌ أَحَبَّ الشُّهرة». وقال الإمام الحسن البصري «كفى بالمرء شراً أن يشار إليه بالأصابع». ومن عجائب أهل هذا الزمان أنهم يدخلون في نيات الناس وتجري على ألسنتهم تجريح هذه النيات.. فـــــــ»كم من خائض في نيات الناس يحتاج في يوم الحاجات إلى دلائل وبينات!.» ومن عجائب أهل هذا الزمان أن المظاهر استولت عليهم في كل شيء مثال: في حفلات الأعراس وما يصحبها من إسراف وتجاوز لأبعد الحدود وخاصة عند النساء، فأصبحت حفلاتهم تجارة رابحة عن تجار الأعراس!. ومن عجائب أهل هذا الزمان أنهم انشغلوا بعيوب الناس وتركوا عيوبهم، فأصبحت فاكهتم المفضلة في المجالس. قال بكر بن عبد الله رحمه الله «إذا رأيتم الرجل موكّلاً بعيوب الناس، ناسياً لعيوبه فاعلموا أنه قد مُكِرَ به». ومن عجائب أهل هذا الزمان كثرة المقارنات، هذا عنده كذا وكذا، وآخر عنده كذا وكذا، وهي كذا وكذا، صنعوا لأنفسهم مشاهد الحسد بهذه المقارنات ثم لا شيء. ومن غريب عجائب أهل هذا الزمان أنهم أسقطوا جدار الحياء وفسخوا ثوب الحياء، وصنعوا للمنكرات واقعاً وتبجحوا بها وصفقوا لها، وألبسوها ثياب الترفيه البريء والاستمتاع للراحة، فلا يردعهم حياء ولا خلق ودين. ومضة» ومن روائع الشيخ محمد الغزالي رحمه الله «ما قيمة صلاة أو صيام لا يعلّمان الإنسان نظافة الضمير والجوارح».
1059
| 17 يوليو 2025
لحظة قد تجعل حياتك نكدا وتعبا، لحظة قد تدمر مشاعرك ومشاعر من حولك، لحظة قد تجعلك نادماً على ما ارتكبته من خطأ، لحظة قد تجرح من حولك بسبب أنك لم تتحكم في أعصابك، لحظة قد تزيد المشكلة وتتبعُها مشكلات فتتراكم وبعدها ندم وحسرة، إنها لحظة غضب!. فلماذا الغضب؟ ولماذا التسرع؟ ولماذا نقدم ثوران الغضب على النظر فيما سيأتي من عواقب؟ يا ليت نغضب لأمر جلل! ويا ليت نغضب لضياع حقوق! ويا ليت نغضب إذا انتهكت حرمات الله! ويا ليت نغضب لما يقع من ظلم!. ومن لا يغضب في هذه المواطن والمواقف «لا تنتظر منه عوناً في فضيلة». يا هذا.. أتغضب لأمر تافه؟! أتغضب لأمر دنيوي؟! أتغضب من الذين لا يوافقون رأيك ولا هواك ومزاجك المعطل عن التفكير والمسار الصحيح، جاء عن عبد الله بن مسلمة القَعنَبيِّ رحمه الله قال: كان عبدالله بن عَونٍ لا يغضبُ، فإذا أغضَبَه رجل قال: بارك الله فيك. يا لجمال هذا الرد الحكيم أمسك نفسه وألجمها عن الغضب والشدة مع من خالفه وأغضبه. وقيل للإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: أجمل لنا حُسن الخلُق في كلمة. فقال: «اترك الغضب». فهذا من فقه ابن المبارك رحمه الله ووعيه لما يترتب على الغضب من مساوئ ودركات. فالغضب ضياع ومأساة إذا استولى على إنسان أتى عليه وجعله لا شيء، وجعل حياته سوادا في سواد وهو من صنع هذا وألزم نفسه الضياع في مساحات الغضب والعادات السلبية. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «علّموا وبشّروا ولا تُعسّروا وإذا غضب أحدكم فليسكت». نعم فلتسكت عملاً بهذا الإرشاد النبوي الكريم، وهنا توجيه نفيس للإمام ابن رجب رحمه الله بقوله «وهذا أيضاً دواء عظيم للغضب، لأن الغضبان»- في لحظة الغضب - «يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيراً من السباب وغيره مما يعظم ضرره، فإذا سكت زال هذا الشر كله عنده». وورد عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قوله «مكتوب في الحكم: يا داود إياك وشدة الغضب، فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم». فإذا تمكّن منك الغضب وغلبك فوّت عليك مساحات الخير وأنت الخسران وغيرك لا، إنها لحظة غضب!. ومضة رحم الله الإمام ابن القيم وصدق بكلماته فـ «أوثق غضبك بسلسلة الحلم، فإنه كلب إن أفلت أتلف». إنها لحظة غضب فتدارك أمرك!.
285
| 10 يوليو 2025
في أي قرن نعيش؟ وفي أي غابة نسكن؟ غابة كلها وحوش ضارية لا ترحم؟ القوي يهاجم ويتطاول على من يريد، ومن يمتلك أسلحة يبيد شعباً بأكمله، ومن يمتلك القوة في العتاد يهجّر ويحاصر ويجوّع شعباً دون رادع من أي دولة ولا منظمة ولا هيئة. ويدعون إنهم يدافعون عن حقوق الإنسان. ولكن أي إنسان! ومن هذا الإنسان الذي يحمونه! وبأي منطق يتعاملون مع غيرهم. عجيب أمر أدعياء التحضر والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي! أي استكبار وعلو وتجبر وتكبر وعتو وبغي نشاهده ويشاهد العالم صوره الوحشية. وهنا نتذكر الأقوام المستكبرة في الأرض من قرون ماضية هالكة قال الله تعالى ((فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً))، وآخر قال الظالم مستعلياً مستكبراً ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي))، وقال المتكبر المستبد ((أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي))،كل هؤلاء أهلكهم الله الجبار ((فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)). فالاستكبار من أسباب هلاك كل فرعون مستبد في الأمم السابقة ((إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ)) أو من سيأتي بعدهم من الأمم أو الدول اللاحقة، والتي تقول من أكثرنا سلاحنا وقوة في العلم والمال والتقنية، وفي العتاد والعدة، ومن أكثرنا وأشدنا نفوذاً جواً وبحراً وبراً، بل وفضاءً. ((لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ)). هذا الاستكبار النكد الذي يجيز لنفسه دون غيره، ويعطي من التبريرات والأعذار ما يعطي له في أن يجوّع ويحاصر ويهلك الحرث والنسل لشعب أعزل دون أدنى مبرر لهذا العمل الوحشي المتعالي على كل قانون وميثاق دولي، ودون الرجوع إلى المنظمات التي أقرتها ووافقت عليها، أو يشن هجوماً بأسلحته الإجرامية على دولة أخرى، ضارباً كل القوانين الدولية عرض الحائط، ويتخطى كل شيء ولا يهمه أحد، ويرتكب جرائمه على مسمع ومرأى من العالم. يالله ما أعظمك! فكم من قوي ادعى القوة، فبغى واستكبر وتجبر وظلم الناس، وطغى وانتفش وأهلك الحرث وأزهق الأرواح، فإذا هو في أسفل سافلين! "إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُمْلِي لِلظّالِمِ، فإذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ "وكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ، إذا أخَذَ القُرَى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ". سيزول صنم الاستكبار وستذروه الرياح!. "ومضة" ورحم الله مالك بن نبي حين قال "من سنن الله في خلقه أنه عندما تغرب الفكرة، يبزغ الصنم".
327
| 03 يوليو 2025
مساحة إعلانية
خنجر في الخاصرة قد لا يبقيك مستقيما لكنه...
1395
| 15 سبتمبر 2025
مثّل الانتهاك الإسرائيلي للسيادة القطرية باستهداف قيادات حماس...
786
| 14 سبتمبر 2025
شهدت الدوحة مؤخراً حدثاً خطيراً تمثل في قيام...
732
| 14 سبتمبر 2025
ها هي القمة العربية الإسلامية تعقد في مدينة...
666
| 15 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...
612
| 18 سبتمبر 2025
منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...
591
| 18 سبتمبر 2025
في أغلب الأحيان تكون المصائب والنوائب لها نتائج...
576
| 15 سبتمبر 2025
لم يعرف الشرق الأوسط الاستقرار منذ مائة عام،...
573
| 15 سبتمبر 2025
حين ننظر إلى الدعم الغربي لذلك الكيان المحتل،...
567
| 14 سبتمبر 2025
الأحداث التي فُرضت علينا وإن رفضناها بعد الاعتداء...
525
| 16 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...
525
| 18 سبتمبر 2025
في خضم هذا العالم المتصارع، حيث لا مكان...
495
| 14 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية