رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
وصلني من أحد الإخوة الكرام هذا المشهد من مشاهد الحياة بهذا العنوان كما عنونه أعلاه، وقد يكون المشهد الذي كتبه رمزيا أو من الواقع- عموماً أياً كان - فهو يعبر عن بعض القيم الإيجابية التي تحثنا ونأتي بها في واقعنا الاجتماعي، ونترك بعض السلبيات التي قد تعكر صفو واقعنا اليومي، وهنا نأتي به للفائدة بعد استئذانه، مع -تصرف -، فيكتب الأخ الكريم المشهد فيقول "في زاوية من الحياة اليومية، يتجسد “مشهد خفيٌّ بين روح الكرم وعقلانية الانضباط”. حدث مشهد بسيط لكنه عميق في المعنى بين أخوين عزيزين، أحدهما يحمل في ملامحه السنين والتجارب الطويلة، فقد رأى في مكتب أحد الموظفين بعض المواد الغذائية (الخفيفة) أوشكت على أن تُلقى في غياهب التلف (قاربت الانتهاء). لم يكن دافعه سوى نبل فطري، أن يُحيي المنفعة، وأن يحصد أجراً لمن أحضر، قبل أن يبتلعه العدم، وهي محاولة بسيطة لانتزاع الحياة من فم النهاية، فبادر إلى توزيعها على من حوله قبل أن تضيع النعمة، لكن الموقف لم يمر بسلام، إذ وقف أمامه أخوه العزيز الذي يعمل معه ويصغره في العمر قائلاً له "لا تفعل ذلك بعد اليوم.. أرجوك". هنا يظهر السؤال: من منهما كان على صواب؟ فصاحب التصرف العفوي، أراد أن يمنح الحياة معنى إنسانياً بسيطاً. ولقد عَلِمنا أن الجمال كثيراً ما يكمن في التفاصيل الصغيرة التي قد يهملها كثيراً من الناس، ويراها البعض تافهة، وأن الكَبَر الحقيقي لا يقاس بالمظاهر، بل باتساع القلب وقدرته على احتواء كل خير ونشره بقدر الإمكان. أما الأخ الثاني، فقد نسي في لحظة الانزعاج من هذا التصرف، وغفل عن مقام أخيه الأول واحترام تجربته وعمره. فالهيبة تُصان عندما نُعطي الكبير قدره، ونحتفي بكل فعل صادق، مهما بدا صغيراً. لكن، أين تكمن الحقيقة؟ يا لها من مفارقة! أن تكون النية الصافية، واليد الممدودة بالخير، هي ما يثير الإزعاج، الذي يفكّر بطريقة جامدة ومحبوسة داخل الرسميات والشكليات، وا أسفاه! ربما نسي أن كَبَر الإنسان لا يُقاس بحجم الملفات التي يتعامل معها، بل بمدى اتساع روحه لاحتواء كل ما هو إنساني جميل، بما في ذلك العجلة على الخير، والخوف من ضياع النعمة، والرغبة في زرع البهجة ولو كانت بسيطة. في نهاية المطاف، يبقى العبور الحقيقي هو عبورنا من قسوة الحكم إلى رحابة التقدير، تقدير اليد التي أطعمت، والقلب الذي قصد الخير، والتغافل عن كل أمر قد يزعجنا، وأن نرى في الأفعال الصغيرة نبلاً عظيماً. فربّ لحظة إنسانية عابرة، تكون أعمق أثراً من كل الملفات والمظاهر. يا أخي... الخير لا يقاس بحجمه، بل بصدق نيته. والهيبة الحقيقية ليست في المظهر، بل في القلب الذي يتسع". "ومضة" لعلها رسالة وصلت.. انتهى الدرس!.
396
| 27 نوفمبر 2025
كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في منطقتنا بالوكرة، وفي وقت الفسحة الطلابية وأنا بالساحة ومعي أحد المدرسين الأفاضل فإذا طالب يوقفني ويُسلّم عليَّ ومرحباً، قلت له كيف حالك والدراسة، فرد عليَّ الحمدلله، فقلت له: في أي صف؟ فقال: في الصف 12. (أي في الصف الثالث الثانوي). فسألته: في أي مسار؟ فقال: المسار العلمي. فرددت عليه بعفوية يعني إن شاء الله طبيب قال: إن شاء الله هذه أمنيتي. فقلت: أحسنت والله يوفقك. فقلت: كم كان معدلك في الصف 11 (أي ثاني ثانوي) فقال: 97%. فقلت: ما شاء الله وإلى الإمام. وهنا انتهت المحادثة العادية مع الطالب. فإذا هو يفاجئني بسؤال فقال: أنت تكتب في جريدة الشرق؟ قلت نعم. ولماذا هذا السؤال، فرد عليَّ قرأت لك مقالا عن مكافأة طلاب الشهادة الثانوية، قلت: نعم وكان بعنوان «فلنكافئ طلاب الشهادة الثانوية». فقلت له، ولكن كيف عرفتني؟ قال من صورتك الموجودة في المقال والوالد- حفظه الله- قال لي اقرأ هذا المقال، وعلق هذا المقال في ذهني وكل ما جاء فيه فأنا اتفق معك أستاذي فيما جاء في المقال، والوالد كذلك، فأحسست أن الطالب تبارك الله نبيه وذكي ويقرأ-بارك الله فيه وحفظه-. وسألت عنه بعد ذلك فإذا هو من الطلاب المتفوقين وعلى خلق في المدرسة. فإذا بالطالب الموفق يبادر ويقول وبلغة عربية- طبعاً باللهجة العامية- واضحة وفيها بعض المصطلحات الإنجليزية أثناء حديثه «نعم نحن بحاجة إلى جعل الدراسة لطلاب الشهادة فقط ثلاثة أشهر دراسة وبعد ذلك امتحانات نهاية الفصل الأول، وأيضاً الفصل الدراسي الثاني كذلك، فهي تعتبر مكافأة لطلاب الشهادة الثانوية ومكرمة جميلة راقية وواعية ومقدرة من الوزارة». فقلت: كلامك وطرحك جميل وراقٍ. وحدثني الطالب عن مشكلات تطويل العام الدراسي لطلاب الشهادة الثانوية فقال «كثرة الغياب، والأعذار الواهية التي يأتي بها الطلاب، وكذلك الملل الحاصل من قبلهم، لأن الطالب يعتقد أنه في نهاية مراحله الدراسية ويريد أن ينتهي بسرعة من هذا الهم». ويقول «نحن لسنا بحاجة إلى هذا التطويل في هذه المرحلة النهائية من حياتنا الدراسية فأصبح عندنا تشبع»، وأتى بمبادرة جميلة وواقعية فقال «ليكون هناك استطلاع مجتمعي تطرحه الوزارة على المجتمع والميدان المدرسي حول قصر مدة الدراسة لطلاب الشهادة الثانوية، وتعرض نتيجة الاستطلاع على المجتمع بعد ذلك»، قلت ما شاء الله عليك فكرة عملية من طالب موفق، فهذه مشاركة حقيقية عندما تشارك الوزارة المجتمع، وتأخذ برأيه فنعم الإجراء ونعم الإقدام على هذه المشاركة. وفي نهاية حديثي مع الطالب الموفق سلّم عليَّ وقلتُ له بالتوفيق وإن شاء الله من المتفوقين والمتميزين. حديث قصير، ولكن له معنى وأثر. طلابنا فيهم الخير الكثير، ويخرج منهم الكثير من التساؤلات والأفكار. فهل سنأتي على الاستثمار الحقيقي والمسار الصحيح. «ومضة» يا أهل الاختصاص.. قصر المدة الدراسية لطلاب الشهادة الثانوية لها قيمة معنوية ومحفزة لهم، وتحدث فارقاً زمنياً في حياتهم وقادم أيامهم. فهل ستقدم الوزارة على هذه الخطوة الإيجابية الرائدة، وتحذو حذوها من يعرف أن قيمة الفارق الزمني يحدث أفراحاً ومشاهد حياة لطلاب الشهادة الثانوية. يا لجمال من يفرح طلابنا بهذه بالخطوة الإيجابية! انتهى الدرس.
1056
| 20 نوفمبر 2025
نعم ترجّل الفارس عن فرسه الذي كان يصول به ويجول في ميادين العلم والمعرفة، وفي ساحات الدعوة إلى الله بالنصح والإرشاد والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما تخلّف يوماً عن الركب بفرسه الأصيل بثبات وثقة وتوكل على الله تعالى، ولكل إنسان نهاية وفرق كبير من كانت حياته كلها لله ولنصرة دينه في كل المواقف، وفرق بين من كانت حياته خذلان لأمته وقضاياها والسعي لنحر القيم في أي مجتمع، ألا ما أوسع الفرق بينهما. ففي يوم الأحد 18 من شهر جمادى الأولى 1447 من الهجرة الموافق 9 من شهر نوفمبر 2025 من الميلاد رحل عنا الشيخ العالم الرباني العامل الدكتور زغلول راغب محمد النجار - رحمه الله- بالعاصمة الأردنية عمّان وصلي عليه يوم الإثنين ودفن فيها رحمه الله، وقد سجل اسمه في صفحات التاريخ مع أعلام الأمة صُنَّاع الحياة، وكتب أعماله في سجل الخالدين بعد عمر مديد ما توقف يوماً عن نصرة دينه وقضايا أمته، عاش رحمه الله مع القرآن الكريم، وبرع في استخراج كنوزه التي لا تنضب من إشارات كونية وحقائق علمية ترشدنا إلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى، وكتبه ومحاضراته ودروسه وخواطره تشهد على إسهاماته التي لم تنقطع إلى حين وفاته رحمه الله في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وربط ذلك كله بقضايا الإيمان أولاً ثم بالعلم والعقل، فكان له التأثير في مساحات الحياة العلمية والمعرفية والدعوة إلى الله بالحكمة والبصيرة الهادية الهادفة، وكان رحمه الله داعية متواضعاً قريباً من الجميع. عرف عنه رحمه الله بدافعه الثابت عن قضايا الأمة من غير تردد، أو مجاملة، أو مهادنة، أو مساومة على المبادئ والثوابت، وفي مقدمة هذه القضايا قضية المسلمين الأولى فلسطين. مضى رحمه الله إلى ربه تعالى، ويبقى إرثه حياً بيننا يجمع بين الإيمان النابع من القرآن الكريم ومن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وبين نور العلم والحكمة. وهكذا الكبار يرحلون وتبقى آثارهم حية ما بقى الليل والنهار، وهذا فضل من الله الكريم يؤتيه من يشاء من عباده. وصدق الشاعر: الْأَرْضُ تَحْيَا إِذَا مَا عَاشَ عَالِمُهَا مَتَى يَمُتْ عَالِمٌ مِنْهَا يَمُت طرَفُ كَالْأَرْضِ تَحْيَا إِذَا مَا الْغَيْثُ حَلَّ بِهَا وَإِنْ أَبَى عَادَ فِي أَكْنَافِهَا التَّلَفُ ومن نفائس أقواله رحمه الله: - • «حسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها وإقامة شرع الله وعدله فيها، ومعاملة الناس بالإحسان والفضل والقصد». • «من مآسي الحضارة المادية المعاصرة إنكار الروح وإهمالها». • «نؤمن بأن الحياة ليست للاقتتال، الحياة للإعمار». • «إن أمضى سلاح بأيدينا هو سلاح الدعوة إلى الله تعالى بالكلمة الطيبة والحجة الواضحة والمنطق السوي». • «الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وهو منهج أثبت نجاحه في الدعوة إلى دين الله تعالى في زمن العلم والتقنية الذي نعيشه». «ومضة» رحم الله الدكتور زغلول النجار رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي عباده الصالحين، وحشرنا الله الكريم وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
855
| 13 نوفمبر 2025
أصبح من لوازم العمل وسلّم الأولويات زيادة نسبة التوظيف من أبناء الوطن-بارك الله فيهم- في وظائف أمن المعلومات، وتأهيل الكفاءات الوطنية في هذا الاتجاه بدون توقف، ليكون هناك اكتفاء وطني بنسبة 95% حتى نهاية رؤية قطر 2030، وبغير هذا التوجه الوطني الصحيح لن يكون هناك أمن معلومات إذا لم نسلك هذا المسار. وعلى قول القائل: من يُسلّم أمن المعلومات إلى غير أبناء وطنه فقد سار في الاتجاه غير الصحيح فهو يسلّم معلوماته إلى من يكشف أسراره ويعرف الداخل والخارج عنه، فالوعي مطلوب، فلنتدارك الأمر. فمنظومة أمن المعلومات ليست بالأمر السهل في هذا الوقت الذي يتجه العالم كله إلى المنظومة الرقمية في مساحات الحياة. ويُعد التوطين في الوظائف الحيوية أمراً مهماً لا بد منه، ونحن على أعتاب الاحتفاء بنهاية رؤية 2030، فأبناء الوطن الكرام هم الأمل المعقود بعد الله تعالى في تقدم ونهضة الوطن والحفاظ على كيانه المؤسسي في كافة المجالات الوظيفية، وهم الأكفأ في ريادة وحمل راية أمن المعلومات، لا أحد يشك في هذا الأمر. فعلى الجهات المختصة وعلى رأسها المجلس الوطني للتخطيط وديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي وكافة القطاعات الحكومية وحتى القطاع شبه الحكومي وخاصة القطاع المالي المصرفي أن تبني خططها الوظيفية على وظائف أمن المعلومات من أبناء الوطن، ويكون فيها إلزام شديد من قبل الجهات المختصة والرقابة عليها، والحمد لله أبناء الوطن قادرون على حمل هذه الوظائف بإخلاص وأمانة واقتدار وبجدارة، وسيرى الجميع في قادم الأيام كيف يدير أبناء الوطن وظائف أمن المعلومات بكفاءة عالية وبإبداع، ولهم رواتب عالية تضاهي رواتب المهندسين. فلله در أبناء الوطن فـ «قطر تستحق الأفضل من أبنائها». فهل ندرك خطورة تسليم أمن المعلومات إلى غير أبناء الوطن؟ وهنا نبادر ولنطلق مبادرة تسمى «التوطين أمن وأمان». فإذا لم تكن منظومة توطين الوظائف حاضرة عند الجهات المختصة وأصحاب القرار فالمسألة تحتاج إلى إعادة نظر ووقفة جادة عملية. وأخيراً.. فإن نجاح توطين الوظائف لا يُقاس بالأرقام وارتفاعها والتباهي بها ثم التوقف بعد ذلك، بل ببناء منظومة عملية قوية بما يحقق منظومة التوطين واستمراريتها والامتثال لما يُستجد. ومضة وظائف أمن المعلومات أصبحت ضرورة وطنية لا يحمل رايتها إلا أبناء الوطن.
807
| 06 نوفمبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك عليك بما أنت فيه من حسد، فماذا أنت فاعل؟ فصدرك يغلي، وعقلك مشغول، وتفكيرك لا يرتاح من حسد يأكلك. فأسئلة الحاسد كثيرة لا حصر لها، فقد لا يبوح بها، ولكن واقعه يبوح بها، فمنها… لماذا هو وليس أنا؟، ولماذا أعطوه وأنا لا؟. لماذا هو قريب وأنا بعيد؟. لماذا هو محبوب وأنا لا شيء؟. ولماذا هو عنده وليس عندي؟ ويسأل الكثير عن شؤون حياتك الخاصة، ما هذا يا حاسد؟. وصدق الإمام الشافعي رحمه الله حين قال عنك أيها الحاسد:- ألا قل لمن بات لي حاسداً أتدري على من أسأت الأدب نعم.. أيها الحاسد أسأت الأدب مع ربك الذي أعطاك من النعم والخير الكثير، ألا تكفيك، ولكن نقول لك تمهل، اترك الناس وما هم فيه من نعم وخير، وانشغل بأمورك فذلك خير لك وأحسن. فتدارك أمرك وأصلح شأنك! ألا تعلم أيها الحاسد أن حسدك يفكك العلاقات، ويفتت الروابط، وتتصلب مشاعرك وأحاسيسك، وتنغص حياة من حولك. قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله عنه «الحاسد حزن لازم، وعقل هائم، وحسرة لا تنقضي». هذا حاله حزن وهائم وحسرة تأكل قلبه وتشغله عن كل خير. ويقول كذلك رحمه الله»يشفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك». طال ليلك أيها الحاسد ونهارك وأشغلك الحسد عن معالي الأمور!. وجاء عن ابن قتيبة رحمه الله عنه قوله»الحاسد طويل الحسرات». وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما «كل الناس أستطيع أن أرضيه إلاّ الحاسد نعمة، فإنه لا يرضيه إلاّ زوالها».وقال الخطاب بن نمير السعدي رحمه الله «الحاسد مجنون؛ لأنه يحسد الحسن والقبيح». ومن روائع الجاحظ رحمه الله في وصف الحاسد ما قال عنه «وما لقيت حاسداً قط إلاّ تبين لك مكنونه بتغير لونه، وتخوّص عينه، وإخفاء سلامه، والإقبال على غيرك، والإعراض عنك، والاستثقال لحديثك، والخلاف لرأيك». دَعِ الحَسودَ وما يلقاهُ من كَمَدِهْ يكفيك منه لهيبُ النارِ في كبدهْ «ومضة» قال الله تعالى((وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ . يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)). ألا ما أروع القلب السليم! له جمال ما بعده جمال في الدنيا والأخرة. فطوبى لأصحاب القلوب السليمة التي تحمل الخير لمن حولها في مساحات الحياة!. انتهى الدرس!.
1596
| 30 أكتوبر 2025
الحديث عن العثمانيين ذو شجون، ويمكن أن نأخذ أي مشهد من مشاهد هذا التاريخ الممتد أكثر من ستة قرون ونعيش مع صوره ومساحاته كحضارة ودولة لها سلاطين حكموا العالم ونشروا الإسلام والخير على امتداد هذه الأرض التي بسطوا نفوذهم عليها، فامتدت أراضيها في ثلاث قارات كبرى آسيا وأوروبا وأفريقيا حكمها سلاطين أقوياء شهد لهم الأعداء، لا يعرفون الذل ولا الخنوع، وأصحاب أنفة ورباطة جأش، وما قال المستشرق الألماني فرانز بابينغر عن الدولة العثمانية «كانت الإمبراطورية العثمانية دولة علمية كبرى بحق». ومن قال إن الدولة العثمانية ليست عليها مآخذ ومواطن ضعف، هكذا الدول في التاريخ يأتي عليها مواطن القوة ثم بعد ذلك يأتي عليها مواطن الضعف والخور، هكذا يقول لنا التاريخ. ومن يتطاول على تاريخ الدولة العثمانية، فإنما يتطاول على نفسه، ولا يضر إلاّ نفسه وعقله التائه في مساحات الضياع والتخبط والركون إلى ما يقوله أعداء التاريخ العثماني، وما يضر الجبل إذا نطحه تيس أو ثور! وهنا نأتي على شذرات صاغها سلاطين الدولة العثمانية وقادة الفتح الإسلامي رحمهم الله بأفعالهم قبل أقوالهم، ولقد أُوتوا من الفصاحة وسداد في القول والنصح رحمهم الله:- - «غايتنا هي إرضاء الله رب العالمين، وأن الجهاد يعم نور ديننا كل الأفاق، فتحدث مرضاة الله جل جلاله» المير عثمان رحمه الله. - « تعالوا نذكر الله لأننا لسنا بدائمين في الدنيا». السلطان مراد الثاني رحمه الله. - «من يخاف الهزيمة يهزم دوماً» يلدريم با يزيد ولقب بالسلطان الصاعقة رحمه الله. - « الشجاعة تأخذ الإنسان إلى النصر، أما التردد فيأخذه إلى الخطر، وأما الجبن فيأخذه إلى الموت اليومي». السلطان سليم الأول رحمه الله. - « لا نرضى بالظلم، بل نرغب في العدل». السلطان محمد خان الثالث رحمه الله. - « أيتها القسطنطينية: إما أن تأخذيني أو آخذك» القائد محمد الفاتح رحمه الله. - «لن يتفرق الكلاب ما لم تخرج السيوف من غمدها» محمد الثاني رحمه الله. - «إن من حُسن سُنن أسلافنا أنهم مجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون في الله لومة لائم، ونحن على تلك السُنة قائمون، وعلى تيك الأمنية ممتثلون...» القائد محمد الفاتح رحمه الله. - «أحب أن أموت غازياً في سبيل الله». سليمان القانوني رحمه الله. - «ما يتكرر هو الأخطاء وليس التاريخ». السلطان عبدالحميد رحمه الله. «ومضة» « أيقتل سفير الإسلام وأنا حيٌّ!. غداً ستعلم أوروبا عاقبة أمرها»، وبعد هذا القول الحازم جهز السلطان سليمان القانوني رحمه الله جيشاً هزم الجيوش الأوروبية مجتمعة في معركة موهاج التاريخية. هكذا الكبار يصنعون المجد والعزة لأمتهم لا يعرفون الذل وأنصاف الحلول مع أعداء الأمة!. سلام على الدولة العثمانية وقادتها الفاتحين رحمهم الله تعالى.
429
| 23 أكتوبر 2025
الكبار صُنَّاع الحياة يرحلون ويتركون بصمات مشرقة في مساحات الحياة، وما أكثرهم في حياة أمتنا الحية، ونحن اليوم مع رجل الإنجازات والسلام، رجل الإسهامات لإعلاء كلمة الإسلام في أرض البوسنة بمساحاتها الجميلة، وفي أرض البلقان وسائر العالم الإسلامي الكبير والإنسانية العالمية. ففي التاسع عشر من أكتوبر عام 2003 رحل عنا المفكر والقائد المسلم البوسني علي عزت بيجوفيتش رحمه الله، وتهل علينا ذكرى وفاته رحمه الله وما زال اسمه حاضراً على امتداد العالم يذكره بأنه زعيم فريد ومفكر إنساني، ومجاهد رابط الجأش، وأعداؤه يتناولون معالم شخصيته، وهكذا يرحل الكبار وتبقى آثارهم خالدة. فهو رحمه الله شخصية متنوعة صاحب النظرة الإسلامية الواسعة والتي تتجاوز حدود وطنه بروعة جمال طبيعته التي حباها الله تعالى الوهاب. ومن جمال شخصيته رحمه الله أنه بهر العالم بفكره، وبقوة شخصيته وحنكته وذكائه، وأنه مناضل الذي لا يمل ولا يهاب بما يفرض عليه من أدعياء الحضارة، وتميز بشجاعة المسلم صاحب الثوابت والمبادئ التي لا تكسر، وبالرئيس الزاهد، والقائد الصفوح، وأنه لا يحمل في صدره أي ضغينة أو حقد ويحترم كل الآراء. اعتقل الزعيم المسلم علي عزت بيجوفيتش رحمه الله عدة مرات، وعندما ألّف كتابه ذاع الصيت «البيان الإسلامي « اعتقل وقُدّم للمحاكمة الجائرة في سراييفو في عام 1983، وحكم عليه بالسجن 14 سنة ثم أطلق سراحه 1988. ونصب رحمه الله رئيساً لمجلس الرئاسة البوسني على فترتين الأولى من 1996 إلى 1998 والفترة الثانية من فبراير 2000 إلى أكتوبر 2000. إن للبوسنة تاريخا لا يُنسى سطرته صفحات التاريخ، فقبل ألف عام ويزيد تأسست، والعثمانيون دخلوها عام 1463، ومن سراييفو قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914، وفي عام 1992 عمل الكروات والصرب بقوة الحقد والعنصرية المريضة المتلبسة فيهم على تقسيم البوسنة، وارتكبوا فيها أبشع الجرائم والمذابح في كل بيت مسلم، وقاد الزعيم المجاهد علي عزت رحمه الله في هذا الفترة الزمنية الصعبة من تاريخ البوسنة عمليات الدفاع عن سراييفو، إنها مرحلة تاريخية في حياة المسلمين. حياته رحمه الله كانت مليئة بالأحداث والمواقف والمحن، حافلة بالعبر والدروس، وكل الأحداث التي أتت عليه لم تكسر من عزمه، ولم تؤثر في مسيرة حياته من أجل الحرية وحرية وطنه وشعبه، ولم تغير كذلك مواقفه والثوابت التي كان يتحرك بها ويجاهد من أجلها، ولم تزلزل فكره العميق الواثق بنصر الله تعالى. ومن شذرات الزعيم البوسني القائد علي عزت بيجوفيتش رحمه الله رحمة واسعة: - «إن كل قوة في العالم تبدأ بثبات أخلاقي وكل هزيمة تبدأ بانهيار أخلاقي». ويوم أن حاول المجتمع الدولي المزعوم ومعه أوروبا حينما أراد كسر عزيمة وإرادة هذا الزعيم القوي رحمه الله في مواقفه بأن يوقف الحرب من طرف واحد من أجل إدخال المساعدات قال كلمته النافذة «إنه لا يمكن وقف العدوان من خلال الصدقات التي ترمون بها إلى شعبنا». «إن تقدُّم الإسلام - مثل أي تقدم آخر - سيتحقق على أيدي الشجعان الثائرين، لا على أيدي الوديعين المُطيعين». «المسلم بين خيارين لا ثالث لهما.. إما أن يُغيّر العالم، وإما أن يستسلم للتغيير». ففي حياة هذا القائد البوسني علي عزت بيجوفيتش رحمه الله وغيره من صُنَّاع الحياة مشاهد وأحداث، تدعوك لفتح مساحات الفأل في حركة الحياة، لتعلم أن أمتنا حية برجالها وقادتها وكل من يسير على طريق الإسلام، والاعتزاز بما يحمله هؤلاء الكرام من طاقات وإمكانات وقوة وصراحة وفكر وإباء وعزة وثبات وعمل، فدونك هؤلاء رحمهم الله تعالى. «ومضة» ومن روائع ما قرأنا عن وصاياه رحمه الله.. وصيته للرئيس أردوغان عندما زاره في المستشفى قبيل وفاته أمسك بيده وقال له «احم البوسنة وارعها، هنا يعيش أولاد الفاتحين، البوسنة أمانة لديكم». رحمك الله أيها الرئيس الزاهد، والقائد الصفوح. انتهى الدرس!.
486
| 16 أكتوبر 2025
سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق به، فارتقى إلى مصاف الدول المتقدمة في المنظومة التعليمية، ولم يجعل اهتمامه الأول والأخير المعايير العالمية. وفنلندا الدولة الإسكندنافية صنعت لها منظومة تعليمية راقية وحققت لنفسها العالمية والتنافسية، بل أصبح البعض يرسل وفوداً لزيارتها للاطلاع والوقوف على منظومتها التعليمية ومدارسها. وهنا نقف! نعم.. نستطيع أن نجعل لنا نظاماً تربوياً تعليمياً خاصاً بنا ونصدّره للآخرين بقوة وثقة كما يصدّر الغير منظومته التعليمية، ولا يمنع من الاستفادة من تجارب الغير بقدر الحاجة، مع المحافظة على الأصالة ولا ننسى المعاصرة، ونحرص على الجديد المفيد ولا نغفل عن الثوابت والمبادئ التي هي من ديننا وتقاليدنا المتعارف عليها. فالمنظومة التربوية التعليمية لم تعد مدرسة تلقينية جافة، بل أداة حية فعالة للعيش، لا تعرف السكون وتهتم بالكيف والإنجاز المفرح ولا يقتصر على الكم الثقيل المزعج. وهنا نأتي بمبادرة تعليمية من خارج الصندوق ونذيب الجليد من أجل طلاب الشهادة الثانوية- يعني طلاب الصف الثالث الثانوي - ونضعها على طاولة أهل الاختصاص والقرار للبدء بها، ونجد أنها عملية ولها نتائج إيجابية ومشجعة ومحفّزة لطلابنا الكرام - حفظهم الله وبارك في أعمارهم -، وسترون آثارها وأفراحها في قادم الأيام. فبعد أعوام دراسية طويلة بجلوسهم على مقاعد الدراسة أحد عشر عاماً من الدراسة والتحصيل، ومن القيام والقعود، وقبلها على مقاعد الحضانة والرياض التعليمية، تأتي هذه السنة الأخيرة من أعمارهم الدراسية أي الصف (12)، ونطلق على المبادرة (عام المكافأة)، فالطالب في هذه المرحلة الأخيرة يقضي ستة أشهر دراسية فقط، في الفصل الدراسي الأول ثلاثة أشهر دراسية تبدأ في شهر سبتمبر وتنتهي الدراسة الفعلية في شهر نوفمبر، وامتحانات نهاية الفصل الأول تبدأ من أول شهر ديسمبر، والفصل الثاني الدراسي يبدأ من شهر يناير وتنتهي الدراسة في شهر مارس، وتبدأ الامتحانات نهاية الفصل في أبريل وختام العام الدراسي بالنسبة لهم. فنحن أمام نموذج تعليمي جديد وتغيير قوي يحمل البشائر لطلاب الشهادة الثانوية - حفظهم الله- رجال المجتمع وصناع المستقبل العملي الإيجابي المشرق بإذن الله. وقصر العام الدراسي لهم يصنع الفارق في حياة الطالب، فهو بحاجة لهذا الفارق في حركة حياته المستقبلية. فهل ندرك هذا الفارق ونصنع لهم عاماً دراسياً مختصراً ومركزاً، بدلاً من تطويل العام الدراسي الممل والثقيل بالنسبة لهم ولا جدوى من هذا التطويل، بمعنى أصبح عندهم اكتفاء - وبالعامي لاعت اجبودهم. فحيا الله كل فكرة ومبادرة تصنع الفارق في حياة طلابنا - ربي يحفظهم ويبارك في أعمارهم - وتأتي عليهم بالفوائد والتشويق والتشجيع والتفوق ومعها التميز. فنحن نستطيع أن نصنع هذا الفارق والقرار بأيدينا، فلا تبخلوا عليهم بقصر هذه السنة الدراسية الأخيرة لطلاب الشهادة الثانوية من حياتهم، فهم يستحقون هذه المكافأة عن جدارة، فستحدث فيهم تغييراً وأثراً غير مسبوق، وكذلك على الأسر من الارتياح والبهجة لهذا التخفيف على أبنائهم الطلاب من الشهادة الثانوية. ويجعل الطالب في سعة من الوقت أن يسجل بالجامعات سواء داخل الدولة وخارجها للقبول فيها. وكذلك يكون متسعاً لمن يريد تحسين معدله في الشهادة الثانوية. فهل نرى قصر السنة الدراسية في قادم الأيام لطلاب الشهادة الثانوية- بارك الله في أعمارهم-. نعم نستطيع ونقدر على أن نجعله واقعاً مفرحاً لطلابنا. «ومضة» فهل ندرك معنى (عام المكافأة) لطلاب الشهادة الثانوية!. واشواقاه لصُنَّاع ومتخذي القرار وأصحاب المبادرات. انتهى الدرس!.
1062
| 09 أكتوبر 2025
جميل أن يُحتفل بيومه العالمي في الخامس من أكتوبر كل عام، ولكن الأجمل من هذا كله أن يُحتفى به في كل يوم، وأن يأخذ مكانته ومنزلته التي تليق بمهنته في المجتمع، ويُعدّ ذلك من الوفاء!. المعلم له مكانته وتقديره واحترامه في كل يوم، ومن جمال هذا التقدير والمكانة أن نوفر له سبل الراحة والتيسير في شؤون حياته، وتكون له الأولوية والمكانة والمميزات في كل شيء كــ «مواعيد المستشفى، والميرة تكون له بطاقة تخفيض، وفي سفره السنوي بسعر منخفض على جميع خطوط الطيران، والسكن المناسب المريح»، والمعاملات الحياتية الأخرى. أيها المعلم لكَ كل احترام وتقدير وشكر على ما تقوم به في ميدانك التربوي التعليمي من جهد. أي مجتمع لا يُعطي المعلم مكانته التي ينبغي في كل مساحات الحياة من تسهيل لشؤونه الحياتية مجتمع نضع عليه علامات استفهام. لا ننسى أن المعلم إنسان فلا نحمّله أحمالاً أكثر من طاقته، فليكن حمله مع الطلاب في درسه أي مع مادته. نذكرك أيها المعلم الموفق أنك قدوة أمام طلابك سواءً داخل المدرسة وخارجها، فاحرص رحمك الله على هذه القدوة!. «وما حاجتنا في مثل زماننا إلى شيء حاجتنا إلى قدوة عملية». مهنة المعلم ليست ككل المهن الأخرى، فهي تتصدر المركز الأول على كل المهن، فهنيئاً لك هي الصدارة التي أنتَ فيها. «والمعلم الذي لا تربطه برسالته علاقة معرفية وجدانية يقف في منتصف الطريق لا علاقة له بصناعة التأثير». إذا رزق المعلم «إخلاصاً في النية وصدقاً في العزيمة فتح الله تعالى له من توفيقه ما يشاء» فلله درك أيها المعلم!. أيها المعلم الكريم.. أنت على ثغر عظيم من ثغور المسؤولية، فإذا عُنيت بها وفقت لكل خير وسداد وتحققت لك بشائر الخير في قادم الأيام، فأنت لها!. كم من معلم صار مضرباً للمثل في الأثر!. فكان على يديه تخريج طلاب هم مشاريع حياة لأوطانهم وأمتهم. أيها المعلم المبارك.. أحسن مساحات التشجيع والتشويق في ميدانك التربوي التعليمي مع طلابك، فبه تجد الإقبال على مادتك التدريسية. هناك مواهب لدى أبنائنا الطلاب أظهرها وشجّعهم عليها واعتنِ بها، فإنها تصنع الفارق في حياتهم مع الأيام. فكم في هذه المواهب من خير!. ليكن همك وشغلك الشاغل إعداد الطالب الصالح للحياة في مساحاتها الواسعة. ويا لجمال هذا الهم من معلم يحمله في واقعه!. أيها المعلم فما تصنع بطالب يعرف كل شيء ولا أثر لهذه المعرفة في واقع حياته. فاصنع المعرفة الحقيقية في واقعه!. أيها المعلم الكريم.. انتبه إياك أن يكون لك نصيب من التدخين بأنواعه المقززة كالتدخين الإلكتروني- المقرف-، وأن تدخل على طلابك ورائحتك تدخين كريه. فإذا أخذ الطالب منك هذه الصنعة المضيعة فأنت لا شيء في ميدان التربية والتعليم. اتركها أو اترك هذه المهنة حتى لا يأتي على هذه المهنة أي صورة من صور التشويه. فكم من ألم يعصر القلب عندما نرى هذا. «ومضة» «وما صنَّاع التغيير في التاريخ إلا بعضاً من صيود معلمين»، فبارك الله في جهودكم، انتهى الدرس!.
717
| 05 أكتوبر 2025
خطاب الصراحة والوضوح والقوة، خطاب المبادئ والقيم، جاءت هذه المعاني في خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه يوم الثلاثاء الموافق 23/9/2025 حيث شارك سموه في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ونقول: صدقت يا سمو الأمير -حفظك الله ورعاك- حين قررت وأوضحت حقيقة لا تدع مجالا للشك للعالم أجمع حين غدر الكيان الصهيوني بدولة قطر-حفظها الله- دولة تصنع السلام وترعى محادثات السلام وتحب الخير للجميع، دولة الأمن والأمان بشهادة العالم «يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها. من الصعب التعامل مع هذه الذهنية التي لا تحترم أبسط المبادئ في التعامل بين البشر. فتوقع تصرفات أصحابها يكاد يكون مستحيلًا. أليس هذا هو تعريف الحكومة المارقة؟» إنها ذهنية وصفات الكيان المتعالي المارق الذي يفسد في الأرض أين حل، ولن يتغير جلده أبداً غدر وخيانة ونقض للاتفاقيات، والطعن في وضح النهار. قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله عنهم «من سجيتهم أنهم دائمًا يسعون في الإفساد في الأرض، والله لا يحبُّ من هذه صفته». إنها ضباع تمشي على الأرض «والضباع من الحيوانات خسيسة الطبع والسلوك، فهي طويلة اليدين أو القدمين الأماميتين، مقوسة الظهر غليظة العنق، كبيرة الدماغ، تؤثر الحركة في الليل، لا تبالي بمن تفتك به، وتستلذ الجيفة، وتأكل الميتة، وتتميز بالجبن إذا كانت وحيدة، أو رأت أسدا أو ذئباً» وهذه الصفات تنطبق على الكيان الصهيوني كيان الضباع!. وصدقت يا سمو الأمير -حفظك الله ورعاك- حين أوضحت في خطابك للعالم أن الكيان الصهيوني العنصري «ليست إسرائيل دولةً ديمقراطيةً في محيط معاد كما يدعي قادتها، بل هي في الحقيقة معادية لمحيطها، وضالعة في بناء نظام فصل عنصري وفي حرب إبادة. ويفتخر رئيس حكومتها أمام شعبه أنه منع قيام دولة فلسطينية، ويعد أن الدولة الفلسطينية لن تقوم مستقبلًا، وإنه يتباهى بمنع تحقيق السلام مع الفلسطينيين وبأنه سوف يمنع تحقيقه في المستقبل». واهم من يقول إن الكيان السرطاني كيان ديمقراطي، وأنه يريد السلام مع من حوله، فهذا كيان قائم على اغتصاب الأراضي من أصحابها أهل فلسطين الكرام، كيان دموي وقائم على تدمير الأرض ومسح غزة وحصار وتجويع أهل غزة العزة والشرف الرجولة، وكيان قائم على العنصرية بكافة أشكالها الكريهة. ودائماً نكتب من يريد السلام مع الكيان الغادر المارق كمن يذهب إلى منجم الفحم ويريد الفحم ولا يمسه سواد الفحم، وهذا مستحيل ولن يكون أبداً مع الكيان المارق!. «ومضة» «أليس هذا هو تعريف الحكومة المارقة؟». انتهى الدرس!
504
| 25 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت تصحب طلابنا، وصاحب هذه الفكرة (هوراس مان) وزير التعليم الأمريكي آنذاك، ويعتبر رائداً في مجال الإصلاحات التعليمية في بلاده، تأثر بالنظام البروسي في أوروبا وآمن بأهميته وتطبيقه، وكان يرى أهمية فكرة الاثني عشر عاماً أنها توحد النظام التعليمي، وتضمن تكافؤ الفرص، وتؤهل الطلبة حيث يتم تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للحياة، سواء في التعليم الجامعي أو في مسيرته المهنية، ومن أهمية هذه الفكرة كذلك تأتي مرحلة النضوج للطالب بسن 18 عاماً وهو ما يعتبره الطالب فيه بالغاً. وبعد هذه الرحلة الطويلة جداً (أكثر من قرنين) من عمر هذه الفكرة ونحن في القرن الحادي والعشرين ما زلنا مع منظومة دراسية عاش معها أجيال وأجيال من الطلاب، أما آن لأجيالنا القادمة أن تصحب منظومة دراسية جديدة في مراحلها التعليمية النظامية، ونكتبها وبصراحة آن للمنظومة الدراسية أن تتغير. ولا ننسى أن نذكّر أن الطالب يقضي أكثر عمره على مقاعد الدراسة، ثلاث سنوات في الحضانة، وسنتان في الروضة، واثنتا عشرة سنة في المرحلة الدراسية النظامية، والمجموع سبع عشرة سنة، أكثر مما يقضيها في الدراسة الجامعية في جميع مراحلها من (البكالوريس والماجستير والدكتوراه)، ما هذا يا الكرام، ونقول كفى!. وهنا نطرح مبادرة بوجه جديد للمنظومة الدراسية، ولنقف على ما يناسبنا لا ما يقرره ويفرضه علينا غيرنا، فنحن نريد تعليماً رائداً وأن نصنع لمجتمعنا منظومة تتلاءم مع مستجدات الحياة والمتغيرات من حولنا دون المساس بالثوابت والمبادئ التي ينتمي لها مجتمعنا وهو دينه الإسلامي وهويته الإسلامية والعربية الأصيلة. والمبادرة أيها الكرام... تقول: المراحل الدراسية الاثنا عشر الحالية يمكن دمجها، أقترح أن تصبح كالتالي:- أولاً: المرحلة الابتدائية فقط خمس مراحل أي من (الصف الأول إلى الصف الخامس الابتدائي ويلغى الصف السادس). ثانياًً: المرحلة الإعدادية مرحلتان (الأول والثاني الإعدادي ويلغى الصف الثالث الإعدادي). ثالثاً: المرحلة الثانوية ثلاث مراحل من الأول إلى الثالث ثانوي كما هي الآن، لأنها مرحلة تخصصية وتحدد مسار الطالب فيما يرغب من توجه نحو المسار الدراسي ما بعد المرحلة الثانوية. فلنكتب مشهداً دراسياً تعليمياً في حياة طلابنا فيه من الفأل وسيرى الأثر. فكم من مشهد جديد أتى بالمباهج في الحياة!. كلمات موجزة... عشر سنوات دراسية كافية لصناعة طالب اليوم وتصنع الفارق في حياته!. صناعة الوقت في حياة طلابنا أصبح ضرورة!. كفانا تقليداً وسيراً خلف غيرنا!. طالب اليوم ليس كطالب الأمس!. الطالب الصالح المتحرك هو خير ضمان لبناء مجتمع قوي والقيام على نهضته!. القرار بأيدينا ونحن من نصنع النموذج التعليمي الدراسي! نعم القرار نحن من يصنعه. «ومضة» تعليم مختصر أفضل من تعليم طويل ممل قائم على التلقين والحفظ ثم يُنسى ثم لا شيء!.
828
| 18 سبتمبر 2025
نعم.. ماذا تتوقع منهم؟ هل تتوقع منهم أن يفرشوا لك البساط الأبيض وترى قلوبهم بيضاء نقية؟ وهل تتوقع منهم أن يمدوا لك البساط الأخضر وتكون المتعة برؤية اخضرار الأرض من حولك؟ وهل تتوقع منهم أن يضعوا لك السجاد الأحمر الفاخر لتمشي عليه وتصل إلى مكانك بأريحية؟ وهل تتوقع منهم أن ينثروا عليك الورد لتضحك وتأنس بهذا الفعل؟ وهل تتوقع منهم سلاما وأمنا وأمانا؟ وهل تتوقع منهم أن تأخذ منهم شيئا ليعطوك كل شيء؟أبداً يأخذون ولا يعطون، وإذا اعطوك جاؤوا بالقليل الفاسد، وهل تتوقع منهم أن يمنحوك السعادة في حياتك وتأمن شرهم بعد ذلك؟. واهم كل الوهم من يتوقع الخير والأمن والأمان من الصهاينة أن يكون معهم السلام، هؤلاء تطاولوا على الله سبحانه وتعالى وقتلة العلماء الربانيين والمجاهدين، وقتلة الأطفال والنساء والشيوخ، هؤلاء مصاصو الدماء شذاذ الأرض، لا راحة لهم إلاّ بقتل المسلمين ونهب خيراتهم والاعتداء عليهم، بل على دولة مسالمة طيبة المنبت منذ نشأتها، تريد الخير والأمن والأمان والسلام للجميع كدولة قطر-حفظها الله وأدام أمنها وأمانها- وجميع ديار المسلمين. هؤلاء الشرذمة لهم نفسيات مرذولة معقدة كريهة لم ولن تتغير، وجلود نتنة لم ولن تتبدل، ومن يقل غير هذا فهو فاسد المزاج يحتاج إلى علاج، هؤلاء أهل غدر وخيانة، كذابون مجرمون، حاسدون متحايلون، مراوغون مزاجيون، مستهزؤون خائنون، ضالون مضلون، سفهاء أذلاء، جبناء بخلاء، مفسدون ناقضي العهود والمواثيق، غشاشون من الدرجة الأولى في كل شيء ومرتزقة، خسة ودناءة، يسارعون في الإثم والعدوان في كل مكان، يفسدون في الأرض، وما حدث من عدوان إجرامي بغيض عصر يوم الثلاثاء 09 من سبتمبر على دولة قطر-حفظها الله- لدليل على أنهم أهل فساد وعدوان وتخريب وإجرام متعطش لأذى الغير، وكذلك ما يحدث في غزة العزة والرجولة والشرف والإسلام وفي كل أرض فلسطين المباركة، زارعي الحقد والبغضاء بين الناس. الصهاينة مجمع متكامل من النقائص والنقائض لا تخرج عن كيانهم المتأصل فيهم، أبداً لن تجد فيهم فضيلة وخيرا يُرجى «شراً محضاً، وحقداً خالصاً ووباءً خطيراً، وشيطاناً لعيناً، وعدواً لكل ما هو إنساني في حياة البشرية». وما اجتمع مسلم مع اثنين من الصهاينة إلاّ وفكرا بإيذائه أو قتله، هذه حقيقة لا تحتاج إلى مناقشة! كل الشعوب الحرة تكرههم وتنبذهم. أبعد كل هذا يرجى منهم سلام ومفاوضات، شغلهم الشاغل محاربة الإسلام وأهله. بالله عليكم شرذمة أيرجى منها خير، بل وحتى حسن نية بهم-مسكين من يحسن فيهم الظن- سوء الظن فيهم مقدم على كل شيء! أيرجى كذلك منهم أمان واحتضان-يحضنك ليتآمر عليك أو يقتلك-، إذا كان كذلك يا هذا فإنك تلهث وراء سراب لتدرك الماء ولن تجده. رحم الله شهيد قطر رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وشهداء فلسطين على أرض قطر الخير وتقبلهم في الصالحين الأبرار. «ومضة» «إن الفجر سيطلع حتماً، ولأن يطوينا الليل مكافحين أشرف من أن يطوينا راقدين».
453
| 11 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2457
| 30 نوفمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1131
| 01 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1131
| 02 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...
648
| 28 نوفمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
576
| 30 نوفمبر 2025
كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...
495
| 30 نوفمبر 2025
في كلمتها خلال مؤتمر WISE 2025، قدّمت سموّ...
486
| 27 نوفمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
486
| 03 ديسمبر 2025
استشعار نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والإحساس بحرية الحركة...
459
| 27 نوفمبر 2025
للمرة الأولى أقف حائرة أمام مساحتي البيضاء التي...
447
| 26 نوفمبر 2025
يقول المثل الشعبي «يِبِي يكحّلها عماها» وهي عبارة...
438
| 30 نوفمبر 2025
أكدت اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، في المادّة...
432
| 28 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية