رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رحل عام هجري بأحداثه، ونعيش أيام عامٍ جديدٍ، وبإذن الله عام خير وأفراح على الجميع!. وهكذا هي أيام الحياة!. قال الإمام الحسن البصري رحمه الله «إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك». يا رفاق الحياة.. كم من حبيب ودعناه! وكم من قريب فارقنا ورحل عنا!. وكم من معافى صار المرض ملازمه!. وكم من مريض عافاه الله وشفاه بفضله ومنته سبحانه وتعالى،((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)). وكم.. وكم!. يا رفاق الحياة.. الفأل الفأل فالمستقبل للإسلام. يا رفاق الحياة.. الاستبشار الاستبشار فالعزة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ((وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ))، ومن يطلب العزة في غير هذا سيلقى الذلة والهوان والشتات والضياع. يا رفاق الحياة.. مهما تراكمت الأحداث والهموم ستغادرنا بإذن الله، وتأتي بعدها الأفراح في مساحات الحياة ((لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)). يا رفاق الحياة.. تمضي بنا الأيام سراعاً وتبقى أجمل وأثمن أيامك هي أوقات كنت فيها مع القرآن الكريم. يا رفاق الحياة.. «من أراد توفيقاً يرافقه مدى العمر فليجعل القرآن الكريم رفيقه» في مساحات حياته لا يتخلف عنه، فهو كتاب ربك المتفضل عليك. يا رفاق الحياة.. «ثمانية تجري على الناس كلهم ولا بد للإنسان أن يلقى الثمانية سرور وحزن واجتماع وفرقة ويسر وعسر ثم سقم وعافية». نسأل الله العفو والعافية. يا رفاق الحياة.. «أحسن الظن في الله تعالى ثم ارضَ بأقداره، ترى الحياة في أبهى صورها» وانتظر جمالها في قادم الأيام!. يا رفاق الحياة.. «والكلمة الطيبة صدقة» فتجمل بها مع من تلقاه!. قال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله «البَشَاشَة مصيدة المودَّة، والبِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن». يا لجمال هذه المصيدة!. يا رفاق الحياة.. «أخبروا الذين ينشرون المحرمات على صفحاتهم أنه لا يوجد من يحذفها بعد موتهم، وأن لهم موعدا مع الله سبحانه وتعالى». فلنتدارك أمر هذا!. يا رفاق الحياة.. الحياة أكبر من الصراع على حطام دنيوية زائلة لا قيمة لها، ثم يحدث من أجل هذا التهافت القطيعة من رحم وأصحاب. يا رفاق الحياة.. «لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْـمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ». فقدوتك في هذا رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله بن الحارث رضي الله عنه «ما رأيت أحداً أكثر تبسّماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم». لن تخسر شيئاً ابتسم لمن تقابله!. يا رفاق الحياة.. «إذا وضعك الله سبحانه في مكان- أياً كان مسماه - تستطيع من خلاله التيسير على الناس فيسر، فإنك والله لا تدري ما تفعل بك دعوة صادقة من أحدهم»، فأنت تقدر!. يا رفاق الحياة.. اغرس في منصبك من الفعال الجميلة تكن لك أثراً وذكرى طيبة. إنَّ المناصبَ لا تدومُ لواحدِ إن كنت تجهلُ ذا فأين الأول فاغرس من الفعل الجميل فضائلا فإذا عزلتَ فإنها لا تُعزلُ يا رفاق الحياة.. هناك كلمات تجبر القلوب.. وهناك كلمات تكسر. يالجمال من يجبر بالخواطر!. جبرُ الخواطرِ ذاكَ دأبُ أولي النُّهَى وترى الجهولَ بكسـرهـــا يتمتَّعُ فاجعل كلامكَ بلسمًا فيه الشِّفا لا مِشرطاً يُدمي القلوبَ ويُوجِعُ يا رفاق الحياة.. الأمر خطير لابد من الانتباه له قال أحد الصالحين «من أعظم الحسرات يوم القيامة أن ترى طاعتك في ميزان غيرك». فلنترك الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء في جميع مساحات الحياة حتى لا نخسر ولا نضيّع ما عملناه. يا رفاق الحياة.. ما أجمل وصية الإمام لابنه رحمهما الله، قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه يوماً أوصني يا أبت، فقال «يا بني انوِ الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير». صنائع الخير بالنية ففيها الخير والراحة ولا تكلفك شيئاً. يا رفاق الحياة.. ألا ما أجمل هذه الخطوات!. «وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة». أبعد هذا تتأخر عن صلاتك بالمسجد! ومضة» يا رفاق الحياة.. تذكروا... فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمرٌ ثاني
510
| 26 يونيو 2025
هذه شذرات من الفقيه والأديب والقاضي والمعلم المربي شيخ قلما يجود الزمان بمثله رحمه الله، إنه الموسوعي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأجزل له عظيم الثواب والجزاء وأحسن مثواه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير ما يجازي به عباده الصالحين العاملين. فقد غادر الحياة الدنيا في الرابع من ربيع الأول 1420 من الهجرة، الموافق الثامن عشر من يونيو عام 1999من الميلاد. وها هي ذكرى وفاته تأتينا رحمه الله، فقد عاش حياة حافلة بالأحداث زاخرة بالأعمال على امتداد عمره، فهو عَلَم في الحياة، عَلَم في الفقه، وعَلَم في الأدب، وعَلَم في الصحافة، وعَلَم في القضاء، وعَلَم في التربية والتعليم، وعَلَم في الدفاع عن قضايا الأمة، وخاصة قضية فلسطين، وعَلَم في قول الحق، حمل راية الخير ونذر نفسه ومواهبه والملكات التي حفل بها لله تعالى لنصرة دينه، والنهوض بأمته، وكتب اسمه في الخالدين رحمه الله «بعيداً عن الصخب الذي يصك الأسماع، والبريق الذي يخطف الأبصار». فإذا لم نحتف بهؤلاء الأعلام الكبار صُنَّاع الحياة ونذكر سيرهم ومواقفهم وكلماتهم، فبمن نحتفي ونذكر!. أنحتفي بالأقزام لا والله!. فهذه بعض من شذرات الشيخ العلامة علي الطنطاوي رحمه الله، فهي تحمل الكثير من المعاني والإرشادات والخير والصراحة التي تميز بها:- «ليس في الدنيا شيء أجلَّ ولا أجمل من الصلاة!».»فاستنزلوا رحمة الله بالبذل، وادفعوا عنكم المصائب بالصدقات». «إن الذي ينفقه الأغنياء على الترف والسرف، يكفي لتعليم كل ولد في البلدة، وإطعام كل جائع، وإسعاف كل فقير». «إذا أردت أن تسأل ما أخلاق أمة، وما مبلغها من الحضارة، وما مكانتها بين الأمم، فاسأل عن حال قضائها، وعن مكانة قضاتها بين الناس».»وليس الزهد في الدنيا أن تتركها وتنفض يدك منها، وتأوي إلى مغارة مظلمة أو دير منقطع. وليس ذلك من الإسلام».»إن هذا الذل قد زاد جدّاً، فضعوا له حَدّاً».»إن الاعتراف بالهزيمة دليل على بقاء القوة في أعصاب المهزوم، وعلامة علة أنه قادر على استرجاع النصر إن خاض المعركة من جديد».»إن الدين والأخلاق والذوق والأدب تجتمع في كلمة واحدة «أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك».»هل سمعتم أن أمة تعطي مالها لعدوها، تعينه به على نفسها، وتشتري له به السلاح ليوجّهه إلى صدور أبنائها؟».»يا أيها الناس: إن البطل الذي يمشي حافياً وينام على الأرض ويسكن في الكوخ خيرٌ من المخنث الذي يلبس الحرير ويسكن القصور ويركب سيارات الرولزرايس».»ومن أشد الكذب ضرراً بالناس وأكبره مقتاً عند الله شهادة الزور».»والثواب هو وحده الذي يبقى، على حين يفنى الإعجاب، وتذهب الأموال، ويعود إلى التراب كل ما خرج من التراب». «ومضة» «ولدعوة واحدة لي، بعد موتي، من قارئ حاضر القلب مع الله، أجدى عليَّ من مائة مقالة في رثائي، ومائة حفلة في تأبيني، لأن هذه الدعوة لي أنا، والمقالات والحفلات لكتابها وخطبائها، وليس للميت فيها شيء. وأستغفر الله وأتوب إليه». فرحمك الله يا فقيه الأدباء وأديب الفقهاء.
1107
| 18 يونيو 2025
هي في مجالس لا يُعرف فيها إلاّ الخير والكلام الطيب وتظهر فيها معادن الرجال ومحاسن الخصال، ولا يجد فيها الإنسان إلاّ ما يريح قلبه وعقله ومشاعره، ومجالس الخير في أيامنا هذه تعددت أشكالها وروادها، فلم تعد كما تعارف عليه الناس الجلوس في مجلس ما أو ما شابه ذلك، بل هي الآن وعلى نطاق واسع وخاصة ما يعرف بمنصات التواصل الاجتماعي، فأضحت مجالس أهل الخير، نعم.. هي مجالس خير إذا أحسنا التعامل معها وسخرناها فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، فهي بذور وزاد في سيرنا في هذه الحياة، وكما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه «لولا ثلاث ما أحببت البقاء: لو أن أحمل على الخيل في سبيل الله، ومكابدة الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر». فيا جمال هؤلاء الجلساء من أهل الخير الذين يبذرون الخير وينتقون أطايب الحديث ويرسلونها لإخوانهم بل ولعامة الناس. وأهل الخير إن صاحبتهم أو جالستهم فأنت في مركب الخير تسير معه ولن تجد منه إلا الرائحة الطيبة، قال الإمام ابن قدامة رحمه الله «قد تكتسب الأخلاق الحسنة بمصاحبة أهل الخير، فإن الطبع لص يسرق الخير والشر». فمجالس أهل الخير التي تغشاها أياً كان شكلها ما هي إلاّ غراس طيب بما يبذر فيها من خير فهو الاستثمار الحقيقي والصحيح، فكن فيها رائداً من رواد أهل الخير ومن يبذر فيها من قيم الخير والكلام الطيب. فكلما استزاد الإنسان من الخير في مجالس الخير، فسيجد ما يفعله من خير الجزاء الحسن من رب كريم، فقانون الخير معلوم وواضح قال سبحانه وتعالى((وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ))، ((وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ))، ((وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)). وإنها لتربية الإنسان على بذر الخير في مجالس الخير، فالمسلم بطبعه إيجابي عملي أين حلَّ وارتحل فهو يبذر الخير. فكم من خير أتى بالأفراح. وكم من خير كان عوناً على من سمعه أو قرأه. وكم من خير في مجلس ملأ جلساءه فألاً ورضا وأملاً وجمالاً. وكم من خير حوّل مساحات الجفاف إلى مساحات خضراء زاهرة تبهج الناظرين. فهلموا إلى نثر بذور الخير في مجالس الخير. ويا أهل المجالس قبل أن ترحلوا من هذه الحياة اتركوا فيها من المآثر ما يأتيكم منها بالأفراح والذكريات الجميلة وحسنات لا تنقطع عنكم. ومضة» بذور الخير في مجالس أهل الخير لها تأثير وأثر.
402
| 12 يونيو 2025
في يوم التروية من كل عام وبالتحديد في الثامن من ذي الحجة 1421 من الهجرة، الموافق الثالث من مارس 2001 من الميلاد، تأتينا ذكرى رحيل شاعر من شعراء الأمة الإسلامية، والمربي والداعية إلى الله بحكمة وبصيرة الدكتور محمد بن عبدالله قطبة، رحمه الله رحمة واسعة، وما زالت ذكراه ومحياه المبتسم حاضراً بيننا، فسبحان من كتب له المحبة في قلوب الجميع، فهذا فضل من الله الكريم يؤتيه من يشاء من عباده، فرحمك الله يا أبا عبدالله وجعلك في الصالحين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. فالدكتور محمد قطبة رحمه الله شاعر حمل قضايا أمته وأحداثها في شعره المميز، فتجد فلسطين حاضرة بقوة في شعره، ولم يتخلف يوماً من الأيام عن هموم دعوته، وكيفية مواجهة الأعداء، ولم يركن يوماً إلى الراحة والدعة، بل هو دائم السير إلى الله تعالى، وهو من الشعراء الذين استثناهم الله سبحانه وتعالى ((إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون))، فهو شاعر الأخلاق والقيم، المدافع عن الحق والعدل والحرية والإنسانية، ومن جميل ما قاله رحمه الله: «فاعلم أن الباعث هو عقيدتي التي تؤمن بأن هذا الصراع سيكون في المستقبل هو مفجر النهوض وباني الحياة الجديدة بقيمنا التي نرنو إليها، وما ساعات الظلام إلا سابقة الفجر المأمول». فشعره رحمه الله يصدر عن قلب صادق، وعاطفة جياشة تفيض بالمشاعر والأحاسيس، وفكر واسع متزن، وتعبير في غاية الجمال والبيان، ويبدو من خلال قصائده أنه يحمل الحزن والألم على وضع الأمة من ضعف وذلة، وسبب ذلك كله إنما هو بُعدها عن دينها والتخلي عن مبادئ الإسلام الذي هو قوام حياتها ونهضتها وتألقها. ونحن هنا نعيش مع شذراته الشعرية وروائع الكلمات والمعاني التي حملها في شعره، ونورد شذرات شعرية من قصائده: فعن مؤتمر السلام يقول: مباركٌ يا شعوبَ العربِ أنظمةٌ صمّاءُ بكماءُ في فوضى وفي صخبِ وله في قصيدة عتاب هذه الشذرة الشعرية: أرى فلسطين أمست أخت أندلسٍ لا الدين فيها ولا الأقصى له حُرَمُ * ويقول في قصيدة حملت عنواناً الوطن الإسلامي: ولا تسأل عن الإعلام فينا فقد لعبت بأمَّتنا التُّيوسُ وفي قصيدة عن أم القرى ترى الأسى في هذه الشذرات على أمته فيقول: أرى الشريعةَ غابت عن مسيرتها بعدَ البلابل أمسى البومُ شاديها تطوفُ في الأرض بحثاً عن هُويتها شرقاً وغرباً لعلّ النجمَ يهديها يا أمتي فيمَ أنتِ اليومَ تائهةً وهل سأدفن آمالي وأبكيها؟ وساعة الصفر فيها شذرة شعرية يقول فيها: يا ساعة الصفر إني بتّ منتظراً هلاك بني صهيون والنصرَ الذي قُدِرا وله قصيدة بعنوان قدساه يقول فيها: قدساه قيد الصمت أتلف مهجتي هل هذه العرجاء حقاً أمتي تعدو عليها كالوحوش كلابها وتدمر الأقصى وأشرف بقعةِ وتقتل الشرفاء من أبنائها علناً ولا تصحو لأشرف حرفةِ * وهناك حوار مع أبي تمام يقول في هذا الحوار: «السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ لا فُضَّ فوكَ فأسمع قادة العربِ ما عادَ منكَ أبا تمامَ يوقظنا بيتٌ كبيتكَ يُذكي جذوةَ اللهبِ إلى أن قال فيها رحمه الله: فلا تحرّكْ من الأجداثِ معتصماً إنَّا عشقنا كرومَ التينِ والعنبِ وله كلمات أرسلها للشباب قال فيها: يا شباباً شاخصاً نحو الأمل حُلْمُك المنشود يبنيه العمل اعقد العزم ودع عنك الكسل كل من سار على الدرب وصل * فرحمك الله يا أبا عبدالله الدكتور محمد قطبة رحمة واسعة، وجزاك الله كل خير وبر على ما قدمته لدينك وأمتك ووطنك خير الجزاء والثواب، ووردك الكريم حوض صاحب الرسالة الخاتمة صلى الله عليه وسلم.
417
| 05 يونيو 2025
قال الله تعالى ((إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ)) تريدون ديناً غير الإسلام لن يصلح ولن يكون، انتهى الدرس!. وكان من دعاء خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام داعية التوحيد ودين الإسلام والقدوة الحسنة، قال سبحانه وتعالى ((رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)). أمة مسلمة وليست أمة إبراهيمية. انتهى الدرس!. وقال عز وجل ((إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)). ((وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)). ((أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)). أبعد هذا البيان الإلهي الخالد تريدون ديناً إبراهيمياً. انتهى الدرس!. وحدث لقاء تاريخي لن تأتي الأيام بمثله، إنه لقاء أبوي في ليلة الإسراء والمعراج ويا له من لقاء مع خليلين سيدنا إبراهيم مع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليهما الصلاة والسلام، ولكم وصف هذا اللقاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ. فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلاَمَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالاِبْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ». انتهى الدرس!. وفي مشهد وهو من روائع المشاهد، ففي رواية قال صلى الله عليه وسلم يصف سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مشهد منتهى الجمال «فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ». انتهى الدرس!. وقال ربنا عز وجل ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)). أتريدون ديناً إبراهيمياً. كبرت كلمة تخرج من أفواه أدعياء الفكر المشبوه المدعوم. فإن رسل الله إبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً عليهم الصلاة والسلام منها براء. انتهى الدرس!. ونقول لأدعياء الفكر وضحالة الثقافة، وتجار مصطلحات الشجرة الخبيثة، وما يُتفوه به من سفه وحماقة التي أعيت من يداويها من مفاهيم (بيت العائلة الإبراهيمية، اتفاقية إبراهام، الدين الإبراهيمي، الحج الإبراهيمي، المشترك الإبراهيمي). يا أصحاب الفكر المعوج والثقافة الضحلة، إذا أردتم أن تغيروا دينكم فهذا شأنكم أيها الأدعياء، اصمتوا عن نشر الأكاذيب والتلفيقات، وتلميع المصطلحات ونشرها في مجتمعاتنا، فإن الناس يعرفونكم وأوعى منكم ومن افتراءاتكم، كفاكم كذباً وتلّوناً وتشدقاً وإدخال سمومكم في الكلام لضرب العقيدة الصحيحة وتشويهها عند المسلمين. مساكين أيها الأدعياء!. قال عز وجل ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)). أبعد هذا البيان الإلهي من بيان!. انتهى الدرس!. بالله عليكم أيعقل أيها المتطفلون على الفكر والثقافة أن تدخلوا أهل الشرك والأديان المحرفة على سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو أبو التوحيد والنقاء والصفاء وتجمعونهم في بيت واحد، هذا شيء عجاب!. وربنا القائل ((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين))، إنها ملة الطهارة والنقاء من تحريف وانحراف اليهودية والنصرانية، ووثنية الجاهلية. انتهى الدرس!. «ومضة» وصدق ربنا حين قال في كتابه الخالد القرآن الكريم ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ)). نعم ((أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء)). ألا ما أكثرهم في زماننا هذا. انتهى الدرس!.
513
| 29 مايو 2025
يقال تَلَصَّصَ الشخصُ: تجسَّسَ، تسمَّع خفية. واللُصُوصِيَّة: هي أعمال التلصص والسرقة. واللُصُوصِيّ منسوب إلى لصوص جمع كلمة لص وهو السارق. ويروى أن أدهم بن عسقلة كان كبير اللصوص في العهد العباسي قد كتب وصيته لأتباعه عند مرض وفاته جاء فيها «لا تسرقوا امرأة ولا فقيراً ولا جاراً، وإذا سرقتم بيتاً فاسرقوا نصفه واتركوا نصفه ليعتاش عليه أهله، ولا تكونوا أنذالاً أو ظلمة أو قتلة، اللهم إني قد بلّغت فاشهد». ونحن هنا نأتي على ما وصى به أدهم بن عسقلة أتباعه، سواء كانت هذه الشخصية من الواقع والحقيقة أو شخصية من الخيال، فهي تصور لنا ما كان عليه لصوص ذاك الزمان وما عليه زماننا من لصوصية. ويقول أحد شيوخ اللصوص ذاك الزمان عن نفسه «ما سرقت جاراً قطُّ ولو كان عدواً، ولا سرقت كريماً وأنا أعرفه، ولا خنت مَن خانني. ولا كافأت غدراً بغدر». والله لعجيب أمر وسلوك لصوص ذاك الزمان!. ولكن ماذا نقول عن زماننا هذا وقد تكاثر اللصوص، وتعددت أشكال لصوصيتهم، وأصبحت سارية المفعول وليس كما كانت مقصورة على المال، وهذا الذي تعارف عليه الناس. فمن أشكال اللصوصية تتبع عورات الآخرين والتجسس عليهم، وهناك لصوص من نوع آخر وهو إذا أسندت إليهم مسؤولية أو منصب أو غير ذلك، فإذا هم يتطاولون وتمد أيديهم على ما هو تحتهم من صلاحيات، فيجعلونها في مصالحهم ومصالح أصحابهم وجلسائهم، وقد يأتيك لص من نوع آخر، وهو أنه قد يكون جالساً بجوارك وهاتفك المحمول بيدك فإذا عيناه تتلصص على هاتفك بالنظر، أو يمسك جوالك ويتصفح ما فيه من غير استئذان. وهناك من يتلصص عليك وأنت جاره-أغلقوا نوافذكم عن جيرانكم أو ارفعوها قليلاً حتى لا تنكشف حرمات جيرانكم-،وهناك لصوص ذكرهم الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله فقال عنهم «ومن اللصوص الذين لا يُؤبه لهم الذين يسرقون وقتكَ، فيأتي من يزورك على غير ميعاد، ويهبط عليك كما تهبط المصيبة وينزل بكَ كموت الفجأة»، وهناك لصوص يسرقون أرضاً ليست أرضهم ويتوسعون ويتمددون كالسرطان في سرقتهم للأراضي، إنهم بنو صهيون، فهم أكبر تجمع لصوص في هذا الزمان في فلسطين الأرض الإسلامية المباركة، وإن من سوء المنقلب أن تجد من ينادي بالتطبيع مع هؤلاء اللصوص الذين سرقوا ونهبوا وقتلوا وشرّدوا أهل الأرض أهل فلسطين الشرفاء، وأهلكوا الحرث والنسل فيها، والاعتراف بهذا اللص السارق اللئيم الذي يحب الفساد، واللصوصية تجري في عروقه وتفكيره وفي مساحات حياته الوحشية. إنهم لصوص هذا العصر!. «ومضة» وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله حين أتى على وصف اللصوص وتعدد لصوصيتهم فقال:- ما كان في ماضي الزّمانِ مُحَرَّمًا للناسِ في هذا الزمانِ مباحُ صاغوا نُعُوتَ فضائلٍ لعيوبهم فتعذّرَ التمييزُ والإصلاحُ فالفتكُ فَنٌّ والخِداعُ سياسةٌ وغِنَى اللصوصِ براعةٌ ونجاحُ والعُـرْيُ ظرفٌ والفسادُ تمدُّنٌ والكِذْبُ لُطْفٌ والرِّيَاءُ صلاحُ
576
| 22 مايو 2025
نعم.. وأسدل الستار على معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته 34 «من النقش إلى الكتابة»، حيث كان فضاءً واسعاً فكرياً وثقافياً، فتشوّق إلى نسخته القادمة 35 بإذن الله. ويكون في أبهى حلة جديدة ومبادرات جديدة مبتكرة في عرض الكتب. فهذا المعرض وما يأتي من معارض للكتاب في قادم الأيام يسجل منجزاً حضارياً لدولة قطر - حفظها الله، ويجسد صورة مشرقة ومشرفة، في أن دولتنا تشجع على قيمة القراءة وتولي الاهتمام بالكتاب وتعزيز قيمته بين أفراد المجمتع بمختلف أعماره، فشكراً لكل المؤسسات وخاصة التربوية التعليمية التي تمكّن طلابنا من القراءة قوة وجمالاً، وتعزيزا لقيمة الكتاب لديهم بمختلف المراحل التعليمية في الميدان التربوي التعليمي المدرسي. ويؤكد الجميع بلا استثناء على أن الكتاب والقراءة يحققان البناء التربوي والتعليمي والفكري والثقافي في نفوس فئات المجتمع، ولهما أثرهما المستدام الحي في التنمية الحضارية ذات البناء الإيجابي الفاعل، وتحقق كذلك أحد مرتكزات رؤية قطر 2030. فلنطلق مناشط وبرامج ابتكارية إبداعية عملية طوال العام في كل مؤسسات الدولة، تحفز على القراءة والاهتمام بالكتاب، فمؤسساتنا قادرة بإذن الله على تحقيق ذلك واقعاً. فهل سنرى ما يفرح الجميع ونأتي على مشاهد الجمال في مجتمعنا!. فهي من أمتع المشاهد على الإطلاق حين يقرأ ويسير مع الكتاب. وسيبقى معرض الكتاب الذي يقام هنا وهناك هو سيد وأيقونة المعارض أياً كان نوعها والمجالات التي تقام من أجلها. وسيبقى الكتاب الورقي بجمال عرضه وروعة مؤلفيه الكبار أصحاب القيم والمبادئ والثوابت، ناشري الخير والفكر في المجتمع والأمة بل والإنسانية الذي يبني ولا يهدم، وكاتبي الروايات التي تنهض وتثبت المبادئ والقيم لا الروايات الهابطة المبتذلة. وستظل كلمة ((اقْرَأْ)) هي الكلمة الأولى الحية في مجتمعنا وأمتنا والإنسانية لها من الاهتمام والرعاية، ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)) فيها من الأفراح والمباهج في حاضرنا وقادم الأيام. وسيبقى الكتاب أمتع شيء لك، هو الأنيس إذا غاب عنك الأحباب، وهو القريب إذا ابتعد من حولك وانشغلوا عنك، وهو الصديق المقرب إذا قطعك من كنتَ تصادقهم، وقد أتى أبو عثمان الجاحظ رحمه الله على هذا المعنى فقال «ولا أعلم رفيقاً أطوع ولا معلماً أخضع ولا صاحباً أظهر كفايةً ولا أقل جنايةً ولا أكثر أعجوبةً وتصرفاً ولا أقل تصلفاً وتكلفاً من كتاب». وصدق المتنبي حين وصف الكتاب بأنه خير صاحب: أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ وأخيراً.. سيبقى كتاب ربنا سبحانه وتعالى القرآن الكريم هو أغلى صاحب وأعلى منزلة، فلا تنسَ صحبته في كل يوم ووردك اليومي منه، فهو زادك، وهو راحة لك واطمئنان لقلبك، ونور لعقلك ومسيرتك في مساحات الحياة وحركتك فيها. قال الإمام الشاطبي رحمه الله:- وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ وَأَغْنَى غَنَاءٍ وَاهِبًا مُتَفَضِّلًا وَخَيْرُ جَلِيسٍ لَا يُمَلُّ حَدِيثُهُ وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلًا «ومضة» وستبقى أجمل هدية تُهدى الكتاب يبقى، أكثر من جمال الورد المتعدد ألوانه يُهدى ثم يُرمى!. فهنيئاً لمن كان الكتاب صاحبه!.
1296
| 18 مايو 2025
تمضي الأخلاق بنا في مساحات الحياة في أجمل صورها، فهذا من منح الله تعالى وعطاياه التي لا تنتهي، وإذا فتح لك هذا فأنت على خير، وقد جعلها معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم هي البر في مساحات الحياة «البرُّ حُسنُ الخُلق»، وللإمام ابن القيم رحمه الله شذرة قيمة في هذا الباب حين قال «الدين كله خلق، فمن سبقك في الخلق فقد سبقك في الدين». فمن هذه المساحة الجميلة من الأخلاق منزلة الجار وكل ما يتعلق بالجوار، وما أجمل الجوار حين يحسن الجار لجاره! ويا لجمال حين نأتي ما وجهتنا به الشريعة من إرشادات وتوجيهات ونأتي بها ممارسة وتطبيقاً في مساحات حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية، «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ»، «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ». واشوقاه لمساحات وجماليات حفظ الجوار وما أكثرها!. إنه الجار! وإن للجار لمكانة ومنزلة! وإن للجار حرمة. وإن إيذاء الجار لهو أمر مستهجن وصورة قبيحة يرسمها كل من يؤذي جاره بأي شكل من الأشكال. جاء عن النعمان بن المنذِرِ أنه سأل الصَّقعَبَ بن عمرو النَّهديّ من حُكماءِ العرب: ما الدَّاءُ العَياءُ-أي الصعب لا دواء له، -كأنه أعيا على الأطباء-؟ فقال: «جارُ السُّوءِ الذي إن قاوَلْتَه بهَتَك-أي كذب عليك-، وإن غِبتَ عنه سَبَعَك-أي شتمك وعابك وانتقصك ووقع فيك بالقول القبيح-». أمر الجار المؤذي صعب، حتى الأطباء عجزوا عن علاجه ومداوته. فلا نعرف سوء كسوء جار لجيرانه، جار النكد والإيذاء والضياع والفوضى. فكيف السبيل؟ فكل أذى يحدثه الجار لجيرانه ينفي عنه كمال الإيمان، ويُنقِص من إيمانه بقدر هذا الأذى للجار، قال النبي صلى الله عليه وسلم «وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ». قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَه» أي: غوائلَه وشرَّه وظُلمَه. فكم من جارٍ ترك منزله والمنطقة التي يقيم فيها بسبب إيذاء جاره له!. وكم من جار باع منزله بثمن بخسٍ هارباً من جاره المزعج بما تحمله هذه الكلمة من مشاهد الإزعاج!. وكم من جارٍ كان سبباً لحزن ونكد وهم لجاره!. والله المستعان!. ومن أسوأ الأخلاق أن يكون الإنسان أنانياً ومتلبساً بهذه الصفة الذميمة، لا يهمه من حوله من الجيران ويردد ويقول لا يعنيني أمر الجيران. ويأتي ما يريد من صور مزعجة ولو على حساب راحة الجيران. ألا يعلم هذا الجار أن في البيوت كبار القدر وأطفال ومرضى، ومن يريد النوم أتى من بعد عمل شاقٍ وسهر في عمله. ألا يعلم هذا الجار وغيره أنه أزعج من حوله من الجيران بفرحته أياً كان صور هذه الفرحة في ساعة متأخرة من الليل، وقبيل أذان الفجر. وقد جاء عن الإمام ابن عبد البر رحمه الله أنه قال: كَدَرُ العَيشِ في ثلاثٍ-وذكر منها «الجارِ السُّوءِ». ألا ما أقبحه من كدر! نقول لك أيها الجار افرح كما تريد وبالطريقة التي تريدها، ولكن من غير إزعاج وضجيج خارج عن المألوف والأدب والعادات والتقاليد التي تعارف عليها المجتمع، اجعل فرحتك وفرحة ممن معك في محيطك المنزلي فلا ترفع أصوات مكبرات الصوت إلى الخارج بصورة مزعجة في غاية الإزعاج! ونرجو من جهة الاختصاص بتفعيل قانون عقوبة إزعاج الجار الصادر2004 رقم (11) وإلقاء الضوء عليه سواءً في القنوات الفضائية أومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، وإرشاد فئات المجتمع به. ومضة قال لقمان الحكيم لابنه «يا بُنَيَّ حَمَلْتُ الجَنْدَلَ-أي الحجارة- والحديدَ، فلم أرَ شيئًا أثقَلَ من جارِ سُوءٍ». ألا ما أقبح هذا الوصف لجار السوء والنكد والإزعاج! فيا أيها الجار توقف وارسم صوراً من المباهج مع جيرانك!.
1716
| 15 مايو 2025
يا لجمال كلمة (ٱقرَأ) جاءت للعالم كله، هذه الكلمة القرآنية العظيمة التي تحمل الكثير من المعاني، أنزلت على خير البشر محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. فالكلمة مكونة من أربعة أحرف ترسم الطريق الصحيح وبوضوح للفرد والمجتمع، بل وللإنسانية عامة كيف ينطلق الجميع إذا تمكنوا من قيمة القراءة وعاشوا معها، وما كلمة (ٱقرَأ) إلاّ دليل على مكانتها في ديننا وحضارتنا الممتدة طوال القرون الماضية وما زالت حية لها منزلتها ومكانتها وعظيم شرفها. ألا تعلم أخي القارئ أن أول معركة في الإسلام غزوة بدر يوم أن أسر في المعركة من الكافرين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلّموا من أبناء المسلمين القراءة والكتابة حتى يفك أسرهم ويرجعوا إلى قومهم، ألا له من مشهد عملي حضاري علمه القائد لنا صلى الله عليه وسلم، وأراد أن يكون له قيمة ومساحة في حياة أمتنا. إنها القراءة والكتابة!. ويطل علينا معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته 34 بشعار له الكثير من الدلالات «من النقش إلى الكتابة»، وهو دليل على ما زال الكتاب حاضراً بيننا والقراءة كذلك. قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه النفيس: (صيد الخاطر) «وإني أخبر عن حالي! ما أشبع عن مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أقرأه فكأنى وقعت على كنز...». وقال عباس العقاد رحمه الله «يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك، ولكنى أقول: بل انتفع بما تقرأ». انطلق إلى معرض الكتاب في أيامه فستجد فيها أقلام الكبار معروضة عليك، وما لك إلاّ أن تختار ما يفرحك وينهض بك إلى مساحات الحياة الواعية. ومن مشاهد الكبار مع قيمة القراءة ما يلفت الانتباه، كيف كان القوم رحمهم الله مع الكتاب محبة وشدة حرص وتعلق، ومن لا تحركه مشاهد الكبار مع القراءة والكتاب فهو يتيم لا أنيس له!. فمن هذه المشاهد المبهجة والمحفزة على قيمة القراءة واقتناء الكتب والعيش معها:- كان أبو بكر الخياط النحوي رحمه الله «يدرس في جميع أوقاته حتى في الطريق، وكان ربما سقط في جرف أو خبطته دابة». وأما الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله يُكثر الجلوس في بيته، فقيل له ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحشُ وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه» يعني النظر في الكتب. وأما أبو عثمان عمرو المعروف بالجاحظ رحمه الله إذا وقع في يده كتاب قرأه من أوله إلى آخره. وجاء في الدرر الكامنة لابن حجر رحمه الله «أن شافع بن علي العسقلاني كان كفيفا ومغرماً بجمع الكتب، حتى إنه من شدة حبها إذا لمس كتاباً منها يقول هذا الكتاب قد ملكته في الوقت الفلاني، وإذا طلب منه شيء منها قام إلى خزانة كتبه فتناوله كما وضعه فيه». وأما أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يقول «استعرت من مكتبة ندوة العلماء كتباً منها تاريخ الخلفاء للأمام السيوطي رحمه الله، وأنا مولع بهذا الكتاب، وقد قرأته مرات كثيرة». ألا ما أجمل هذه المشاهد وغيرها الكثير فالله درهم وجميل صنعهم!. ولا تلتفت أبداً إلى من يقول لك ماذا ستفعل بك القراءة، ولا من يبعث إليك رسائل التشاؤم والسلبية ما فائدة ما تقرأه؟!. مسكين هذا وذاك، محروم من البناء العقلي وبناء المشاعر وبناء الأمل والفأل!. والله المستعان!. يا أهل التعليم مكنوا طلابنا-خاصة في المراحل الأولى الابتدائية- من قيمة القراءة والتعلق بالكتاب، ليصبح معهم في مسيرة حياتهم لا تنقطع، ففي ذلك الخير الكثير!. ولنصنع لهم من القراءة وصحبة كتاب ما يبلغهم معالي الأمور والبعد عن التوافه!. وصدق الجاحظ رحمه الله في قوله: أوفى صديقٍ إنْ خلوتُ كتابي ألهُو بهِ إنْ خانني أصحابي لا مُفشياً سرّاً إذا أودَعْتُهُ وأفوزُ منهُ بحكمةٍ وصوابِ «ومضة» جاء عن مصطفى الرافعي رحمه الله «إذا رأيت كتاباً يُثير فيك شهية القراءة فاحتضنه كأنك وجدت كنزاً، فإن الكتاب صديق لا يُخذلك أبداً.» إنها متعة القراءة وجمال الكتاب فكونوا من أهل القراءة وصحبة كتاب.
1371
| 08 مايو 2025
إنه في ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر شوال من العام الهجري 1445، الثاني من مايو 2024 من الميلاد، تأتينا ذكرى وفاة الأستاذ الكبير والمهاجر والأديب عصام العطار رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنان، رحل رحمه الله ولم ير سوريا وقلبه متعلق بسوريا لم ينقطع عنها رغم بعد مسافة المهجر، وهي تعود إلى حريتها التي أخرج منها مهاجراً بدينه من ظالم دموي قذر، وبغيض لدين الله تعالى ولشعب سوريا المسلم الحر الأبي، ومن عصابة باغية عابثة بأمن سوريا ومتنفعة من خيراتها، تباً وسحقاً لها من عصابة ومن دعمها طوال هذه العقود السوداء. الأستاذ الكبير عصام العطار رحمه الله هو عَلَم من أعلام الأمة الكبار، وأستاذ رباني، وداعية حكيم، وأديب يحمل جمال الأدب والحكمة والشعر، ومدرسة في الصبر والاحتساب على ما أصابه من أذى بشتى صنوفه هو وأسرته، حباه الله سبحانه وتعالى الذاكرة القوية وحضور الذهن حتى يوم أن بلغ من العمر ما بلغ رحمه الله وأجزل له المثوبة والأجر العظيم.. إنه نموذجاً في الثبات على المبادئ لم تزحزحه المناصب ومغريات الشهرة التي تناديه، ترك كل ذلك وراء ظهره وامتطى فرس العز والثبات وسار به يصول ويجول ولم يترجل عنه إلى أن جاءه يومه الذي نزل عن فرسه رحمه الله، «ما أعظم أن يموت الإنسان من أجل مبادئه، وأعظم وأصعبُ وأجدى، أن يعيش من أجل هذه المبادئ وأن يهبها حياته كلها». مضى المهاجر القائد العصامي الأستاذ عصام العطار رحمه الله وقد حاز القيادة بكل معانيها، وترك لنا سيرة استثنائية لابد أن تكتب وتخرج لنا في سفر عن حياته رحمه الله، رحل وقد ترك لنا شذرات نمضي معها فهي تبعث على الفأل بأن الأمة سائرة إلى مجد وخير وعزٍ وتمكين، فمن روائع الشذرات:- «إن قيمة الكلمة هي بمقدار ما يكون وراءها من القوة، كما هي بمقدار ما يكمن فيها من الحق». «إننا نريد جيلاً قوياً.. جيلاً متفوقاً في مختلف الميادين». «فانظروا من وراء الظلام إلى الفجر، ومن وراء الهزيمة إلى النصر». وإنه لقريب بإذن الله تعالى!. «وكم أصغى الناس لكلمة الباطل يقولها أقوياء، وأعرضوا عن كلمة الحق ليس وراءها قوة». «لا تيأسوا فإن اليأس هو الموت، وهذا ما يريده لكم أعداؤكم: هذا ما تريده لكم إسرائيل، وما يريده لكم الشرق والغرب، ومن يعيشون بينكم..». «وليعمر الأمل صدوركم أيها المسلمون.. الأمل في أمتكم.. والأمل في مستقبلكم.. والأمل في ربكم وفي نصره الموعود.. ولتقرنوا الأمل بالعمل الجاد المخلص البصير، فلا جدوى الأمل دون عمل». «أن نرفع كلام المخلوق إلى مستوى كلام الخالق في التسليم والتعظيم والطاعة المطلقة، شرك نبرأ إلى الله منه..». «ما أضيع كلماتنا إذا لم تجد الأذن التي تعي، والقلب الذي يعقل، والإرادة التي تحول الاقتناع والشعور إلى عمل». «لقد كان عمر رضي الله عنه حريصاً على أن يُنصح ويُنقد، وكان يخاف أن يسكت الناس عن نقده أشد الخوف». واشوقاه لمن يتقبل النصح ويأخذ به!. «نعم يا بني!. تلك النعامة التي تحضن بيض غيرها وتُضيع بيضها». ضيعتنا هذه النعامة!. «كفى بالمرء خيانة أن يكون عوناً للخائنين، وظُلماً أن يكون عوناً للظالمين، وفساداً أن يكون عوناً للفاسدين». والله المستعان!. «في قلوب الناس كنوز من الخير، ففتشوا عن هذه الكنوز». ما أروع هذه الكنوز حين تخرج!. «إننا لا نكتب بالمداد، ولكن بدم القلب، فمعذرة إذا ظهر في سطورنا أثر الجروح». «قد يفقد الإنسان منصبه، أو يفقد ماله، أو يفقد عزيزاً عليه، ويبقى الإنسان في جوهره شقياً كان أو سعيداً، غنياً كان أو فقيراً، هو الإنسان، أما إذا فقد ذاتيته وشخصيته ومبادئه، فقد فقدَ وجوده نفسه، ولم يبق منه شيء». «لن تهزم غزة بعد اليوم، ولن تموت مع هذا الإيمان والعطاء والشموخ قضيّة فلسطين.. حيّاكم الله يا شهداء غزّة، يا أبطال غزة». ((وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)). وما أجمل كلمات الوداع التي ودّع بها الأمة رحمه الله «وداعاً وداعاً يا إخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي وأهلي وبني وطني. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وأستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم، وأسأل الله تعالى لكم العون على كلِّ واجب وخير، والوقاية من كلِّ خطر وشر، والفرج من كلِّ شدة وبلاء وكرب. سامحوني سامحوني واسألوا الله تعالى لي المغفرة وحسن الختام. شكراً لكم شكراً. جزاكم الله خيراً». رحمك الله يا أبا أيمن رحمة واسعة وألحقك مع خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. وسنظل نذكر أعلام الأمة الكبار صُنَّاع الحياة أمثال الأستاذ الكبير عصام العطار، والشيخ علي الطنطاوي، والشيخ عبدالله بن زيد آل محمود، والشيخ عبدالحميد كشك، والمفكر مالك بن نبي، والشيخ الطاهر بن عاشور، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والقائد عز الدين القسام، وشيخ المجاهدين أحمد ياسين، والشيخ أبو الحسن الندوي، والشيخ أحمد القطان، والدكتور عبدالرحمن السميط، وشاعر الإسلام محمد إقبال، رحمهم الله وجميع علماء ودعاة ومفكري الأمة، نسأل الله أن يتقبلهم في أعلى منازل الجنان، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. «ومضة» «يريد أقزام النفوس أن تُصغر لهم الإسلام ليتلاءم مع قاماتهم، لا أن يكبروا هم أنفسهم حتى يتلاءموا مع الإسلام». عجيب أمر أقزام النفوس!.
576
| 01 مايو 2025
ما تحدثت مع مدير مدرسة، أو نائب أكاديمي، أو نائب إداري، أو معلم أو مشرف، أو مع ولي أمر إلاّ وأجمعوا على أن الفصل الدراسي الثاني طويل جداً، أو مع طالب يعبر عما في نفسه من طول الفصل الدراسي الثاني. من يبحث عن جودة التعليم وفقاً للمعايير العالمية فإنه سيتعب ويُتعب من حوله. وباللهجة العامية: «طقت اجبودهم» من طول الفصل الدراسي الثاني، يعني كسل وتراخي وتردد في الذهاب إلى المدرسة وكثرة غياب. ما الحل يا سادة يا كرام؟!. وإذا سلمنا بالمعايير العالمية وأتينا بها في واقعنا التعليمي فلنقسم العام الدراسي (مثلاً) إلى ثلاثة فصول حتى نأتي بما يسمى أيام التمدرس، ويكون بين كل فصل دراسي إجازة يرتاح الجميع ويقبل بعد ذلك الطلاب على الفصل الدراسي الذي يعقبه بجدٍ واجتهاد ونشاط. أما أن يكون الفصل الدراسي الأول قصير، والثاني طويل جداً وممل فهذا يحتاج إلى إعادة نظر ووقفة جادة وليس ما نرى إلاّ ما نرى!. ولماذا هذا الاهتمام بالمعايير العالمية وكأنها سيف مسلط على رقاب المنظومة التعليمية في جميع البلدان، وإذا لم يؤخذ بها وتتعامل معها فأنت فاشل ولا تستحق أي اهتمام منا؟!. سؤال بسيط، هل فنلندا -كمثال- حين وضعت لها منظومة تعليمية قوية رجعت إلى المعايير العالمية لكي تتفوق على جميع الدول؟. أم أنها صنعت نفسها بنفسها وتقدمت في منظومتها التعليمية!. نحن بحاجة إلى:- أولا: نحتاج أن نصنع منظومة تعليمية بأنفسنا كما فعلت دول غير فنلندا. ونحن نقدر بما عندنا من إمكانات، ومواهب وقدرات وطنية. ثانياً: التأسيس والاهتمام والتركيز على المواد الدراسية الأساسية بالمرحلة الابتدائية من الصف الأول إلى السادس (اللغة العربية والتربية الإسلامية والرياضيات واللغة الإنجليزية) قراءة وكتابة وتحدثاً. ثالثاً: يمتحن الطلاب من الصف الخامس إلى الصف الثالث إعدادي فقط في المواد الأساسية (اللغة العربية والعلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية) فقط. وبقية المواد يمتحن الطالب فيها شهرياً فقط ولا تكون من ضمن امتحانات نهاية كل فصل دراسي. وإذا أضفنا عليها مهارة التعامل مع التقنية. رابعاً: إعادة المنظومة التربوية التعليمية من جديد وبصياغة تعيد الروح والحيوية إلى الميدان التعليمي، وتمكّن طلابنا من امتلاك المهارات الأساسية بقوة وجدارة، حتى لا ينتقل الطالب من صف إلى صف دراسي أخر ولديه قصور شديد في المهارات الأساسية التي تلازمه طوال فترة حياته. خامساً: ثبات التقويم الدراسي بحيث لا يتغير إلاّ بشكل بسيط في تأخر يوم أو تقدمه؟ بمعنى تكون أعوامنا الدراسية ثابتة كما كانت في السابق تبدأ في شهر سبتمبر (9) في بدايته أو منتصفه؟ ولماذا لا تكون إجازة نهاية العام ثلاثة أشهر؟ أليس معظم معلمينا الكرام من الوطن العربي!. أو ليس لهم حق في أن يتمتعوا بإجازة مريحة يكونوا مع أسرهم في بلدانهم. سادساً: بناء جسر قوي يرغب التلميذ ويشجعه في التعلم، وبما سيكون عليه، من خلال تطبيق حصص دراسية تأخذ بعين الاعتبار رغباته وميوله. لا أن ينتظر حتى يصل إلى المرحلة الثانوية وهو لا يعرف ماذا يختار أو ماذا يتخصص؟!. سابعاً: إنشاء الهيئة الأميرية لرعاية الموهوبين في دولتنا -حفظها الله- والموهوبون ثروة وطنية غالية تتهافت عليها الدول وترعاها أحسن رعاية، إنها رحلة حياة مستدامة للموهوبين من النجاح والعطاء. فهذه خواطر ومبادرات وأفكار بين أيديكم لعلها تجد صدىً وحركة وتفاعلاً. «ومضة» كما نريد جودة في حياة كريمة، وجودة بيئة نظيفة، وجودة بيئة مؤسسية، نريد جودة في المنظومة التربوية التعليمية مضموناً قبل أن تكون شكلاً.
2445
| 24 أبريل 2025
ألا ما قبحه وأقبح صوره!. ألا ما أقبح الظالمين أينما حلّوا وارتحلوا!. ألا ما أقبح صنيعهم في حق كل إنسان يظلمونه!. ألا وما أقبح من تلّوث به!. ألا ما أقبح من ركن إلى الظالمين وصفق لهم ونطق عنهم وخدمهم ليكثر منافعه منهم!. ألا ما أقبح من أخذ حقوق الناس ولم يرجعها أو تطاول عليها!. قال الإمام ابن القيم رحمه الله «سبحان الله! كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة واحترقت كبد يتيم وجرت دمعة مسكين ((كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ))، ما أبيض لون رغيفهم حتى أسود لون ضعيفهم، وما سمنت أجسامهم حتى نحلت أجسام من استأثروا عليه». وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله «جعل الدين بين لاءين: لا تطغوا، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا». وسأل أحدهم الإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى، قال: أنا أخيط للظلمة، فهل أنا ممن يركن إليهم؟ فقال له سفيان: لا يا هذا، أنت منهم، ولكن الذي يبيعك الإبر لتخيط لهم هو من الراكنين». ألا ساء ما يفعلون بركونهم للظالمين!. فالظلم يوجد الفوضى في المجتمعات ويزرع الحقد والحسد، ويولّد الشحناء والبغضاء، وهو دمار على الأملاك والعمران، يقول ابن خلدون رحمه الله في مقدمته «مؤذن بخراب العمران». فلا يغرنّك جمال العمران والتطاول في البنيان!. قال العلامة السعدي رحمه الله «الله تعالى يملي للظالم حتى يزداد طغيانه، ويترادف كفرانه، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر، فليحذر الظالمون من الإمهال، ولا يظنوا أن يفوتوا الكبير المتعال». نعم.. الحذر الحذر.. فلا يغرنك طغيانك وسلطتك!. فمن عرف شؤم الظلم تخلّص منه قبل حلول ساعات العض على اليد. وما الظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني من يوم احتلال فلسطين الأرض المباركة وتسليم أرضهم إلى من لا أرض له القطعان شذاذ الأرض، ألا هو من أبشع وأشنع صور الظلم!. وما يجري الآن لأهل غزة العزة من قتل وتدمير وتشريد، ألا هو من أقبح أشكال الظلم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ وأوصاف، وصدق عبدالرحمن الكواكبي رحمه الله في قوله «الظالم سيف الله، ينتقم به، ثم ينتقم منه»، إنه لقريب سينتقم الله الجبار المنتقم القوي العزيز الذي لا يغلب من كل من شارك في ظلم أهل غزة العزة، وكل فلسطين الأرض المباركة المسلمة. وقد قيل «اتق الله فيمن لا ناصر له إلا الله». «ومضة» كان الصحابي القائد معاوية رضي الله عنه يقول «إني لأستحي أن أظلم من لا يجد عليَّ ناصراً إلاّ الله». والله المستعان!.
681
| 17 أبريل 2025
مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2328
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
804
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
702
| 11 ديسمبر 2025
تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...
630
| 12 ديسمبر 2025
السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...
600
| 14 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
591
| 15 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
555
| 11 ديسمبر 2025
في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...
552
| 14 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
531
| 11 ديسمبر 2025
يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...
516
| 10 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
504
| 10 ديسمبر 2025
-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...
411
| 14 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية