رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

مساحة إعلانية

مقالات

420

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

شذرات شعرية للدكتور محمد قطبة رحمه الله

05 يونيو 2025 , 02:00ص

في يوم التروية من كل عام وبالتحديد في الثامن من ذي الحجة 1421 من الهجرة، الموافق الثالث من مارس 2001 من الميلاد، تأتينا ذكرى رحيل شاعر من شعراء الأمة الإسلامية، والمربي والداعية إلى الله بحكمة وبصيرة الدكتور محمد بن عبدالله قطبة، رحمه الله رحمة واسعة، وما زالت ذكراه ومحياه المبتسم حاضراً بيننا، فسبحان من كتب له المحبة في قلوب الجميع، فهذا فضل من الله الكريم يؤتيه من يشاء من عباده، فرحمك الله يا أبا عبدالله وجعلك في الصالحين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

فالدكتور محمد قطبة رحمه الله شاعر حمل قضايا أمته وأحداثها في شعره المميز، فتجد فلسطين حاضرة بقوة في شعره، ولم يتخلف يوماً من الأيام عن هموم دعوته، وكيفية مواجهة الأعداء، ولم يركن يوماً إلى الراحة والدعة، بل هو دائم السير إلى الله تعالى، وهو من الشعراء الذين استثناهم الله سبحانه وتعالى ((إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون))، فهو شاعر الأخلاق والقيم، المدافع عن الحق والعدل والحرية والإنسانية، ومن جميل ما قاله رحمه الله: «فاعلم أن الباعث هو عقيدتي التي تؤمن بأن هذا الصراع سيكون في المستقبل هو مفجر النهوض وباني الحياة الجديدة بقيمنا التي نرنو إليها، وما ساعات الظلام إلا سابقة الفجر المأمول». فشعره رحمه الله يصدر عن قلب صادق، وعاطفة جياشة تفيض بالمشاعر والأحاسيس، وفكر واسع متزن، وتعبير في غاية الجمال والبيان، ويبدو من خلال قصائده أنه يحمل الحزن والألم على وضع الأمة من ضعف وذلة، وسبب ذلك كله إنما هو بُعدها عن دينها والتخلي عن مبادئ الإسلام الذي هو قوام حياتها ونهضتها وتألقها. ونحن هنا نعيش مع شذراته الشعرية وروائع الكلمات والمعاني التي حملها في شعره، ونورد شذرات شعرية من قصائده:

فعن مؤتمر السلام يقول:

مباركٌ يا شعوبَ العربِ أنظمةٌ صمّاءُ بكماءُ في فوضى وفي صخبِ

وله في قصيدة عتاب هذه الشذرة الشعرية:

أرى فلسطين أمست أخت أندلسٍ لا الدين فيها ولا الأقصى له حُرَمُ

* ويقول في قصيدة حملت عنواناً الوطن الإسلامي:

ولا تسأل عن الإعلام فينا فقد لعبت بأمَّتنا التُّيوسُ

وفي قصيدة عن أم القرى ترى الأسى في هذه الشذرات على أمته فيقول:

أرى الشريعةَ غابت عن مسيرتها بعدَ البلابل أمسى البومُ شاديها

تطوفُ في الأرض بحثاً عن هُويتها شرقاً وغرباً لعلّ النجمَ يهديها

يا أمتي فيمَ أنتِ اليومَ تائهةً وهل سأدفن آمالي وأبكيها؟

وساعة الصفر فيها شذرة شعرية يقول فيها:

يا ساعة الصفر إني بتّ منتظراً هلاك بني صهيون والنصرَ الذي قُدِرا

وله قصيدة بعنوان قدساه يقول فيها:

قدساه قيد الصمت أتلف مهجتي هل هذه العرجاء حقاً أمتي

تعدو عليها كالوحوش كلابها وتدمر الأقصى وأشرف بقعةِ

وتقتل الشرفاء من أبنائها علناً ولا تصحو لأشرف حرفةِ

* وهناك حوار مع أبي تمام يقول في هذا الحوار:

«السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ لا فُضَّ فوكَ فأسمع قادة العربِ

ما عادَ منكَ أبا تمامَ يوقظنا بيتٌ كبيتكَ يُذكي جذوةَ اللهبِ

إلى أن قال فيها رحمه الله:

فلا تحرّكْ من الأجداثِ معتصماً إنَّا عشقنا كرومَ التينِ والعنبِ

وله كلمات أرسلها للشباب قال فيها:

يا شباباً شاخصاً نحو الأمل حُلْمُك المنشود يبنيه العمل

اعقد العزم ودع عنك الكسل كل من سار على الدرب وصل

* فرحمك الله يا أبا عبدالله الدكتور محمد قطبة رحمة واسعة، وجزاك الله كل خير وبر على ما قدمته لدينك وأمتك ووطنك خير الجزاء والثواب، ووردك الكريم حوض صاحب الرسالة الخاتمة صلى الله عليه وسلم.

مساحة إعلانية