رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ماتت الضمائر

في اللغة العربية الضمائر «تُعرف بشكل عام على أنها اسم لما وضع لمتكلم أو لمخاطب أو لغائب، وقد تكون بارزة أي: لها صورة في اللفظ، وقد تكون مُستترة أي: ليس لها صورة في اللفظ». ولكن هذه الضمائر ماتت وإن كانت موجودة في صفحات الكتب ويتداولها الناس، ضمائر المتكلم، وضمائر المخاطب، وضمائر الغائب، وحتى الضمائر في اللغة الإنجليزية «الضمائر الشخصية (المفردة والجمع) والضمائر الملكية (التملك)، وضمائر الإشارة، وضمائر الانعكاس والضمائر النسبية»، ماتت جميعها ولا حراك لها. فلا تحدثونا عن الضمير الغائب فأصبح غائباً للأبد، ولا عن الضمير المنفصل، فإنه انفصل عن واقع ومشاهد ومآسي ما يحدث في غزة العزة والرجولة، ولا عن الضمير المتصل في محل نصب، فأدعياء الإنسانية في محل نصب مستمر، ولا عن الضمير المستتر، فأصبح الأدعياء ضميرا مكشوفا للجميع غير مستتر مجاهر بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان سلبية وصفات ذميمة، بما يصنعه الإنسان بأخيه الإنسان من سوء، وخاصة إذا كان هذا الإنسان مسلماً. ألا ما أقبح إنسانية هذا القرن التي تعيش بدون ضمائر، ماتت مبادئها، ولُفّت أخلاقها بأثواب، ودفنت قيمها، وذبحت كلمة الإنسانية وسالت دماؤها على مرأى ومسمع من العالم، لقد أصبحت الحياة ومشاهدها بدون ضمائر، وتم تمزيق الضمائر فأصبحت أشلاء. وخير دليل ما يحدث الآن وفي كل ثانية في غزة هاشم، أرض العزة والجهاد من تجويع مبرمج وحصار نكد، وقتل متعمد وتشريد وبطش شديد، وتسوية البيوت والمساجد والمستشفيات والمدارس، بل وحتى الخيام التي تؤويهم تطايرت، من قبل قوى ظالمة نازية فاشية عديمة الإنسانية داعمة منزوعة الرحمة والإحسان، ووحوش صهيونية قطاع طرق جرذان الأرض، تنهتك حرمة الإنسان في غزة وعلى كل تراب من فلسطين الأرض المباركة أياً كان تواجده هذا الإنسان الفلسطيني على أرضه. أبداً. لن نقول ما أحوجنا إلى إيقاظ الضمير! ولن نطلق كلمات تقودنا إلى إحياء الضمير. ولن نتفوه أبداً بأننا إلى حاجة لتنبيه الضمير، ولن نرفع حملة لإحياء الضمير؛ فالضمائر كلها ماتت- إلا ما رحم الله- وصدق الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حين قال «الويل لأمة يقودها التافهون، ويُخَزَى فيها القادرون». ومضة بيعت الضمائر بثمن بخس في زمن تعري وتردي أدعياء الدفاع عن الإنسانية. فقد ماتت الضمائر.

630

| 24 يوليو 2025

من عجائب هذا الزمان

الحياة فيها من المشاهد ما تفرحك وتعينك على الطريق الذي تمشي فيه، ومشاهد أخرى تكدر خاطرك وتغلق عليك الطريق الذي تسلكه، وتزيد أفراحك أتراحاً وضيقاً، وإن من عجائب هذا الزمان -يعني أهله-:- أن يأتي ظالمٌ يتظَلّم، مسكين أيها المظلوم ما تركوا لك شيئاً لكي تتظلم وتأخذ حقك، فـــ»البعض يخشى من ابتلاع قطرة ماء تفسد عليه صيامه، ولا يخشى من ابتلاع حقوق الناس فتفسد عليه أخرته». ومن عجائب أهل هذا الزمان.. أنهم يكسرون خاطرك بتصرفاتهم، ويعكرون صفو وقتك، ويرسلون ألسنتهم سليطة عليك، ثم يسألون لماذا تغيرت؟. ومن عجائب أهل هذا الزمان.. قولهم بأن حقوق الإنسان من أولويتنا وتجاوز هذه الحقوق غير مقبولة أبداً أياً كان جنسه ولونه ودينه، فإذا هم أول من يضع قدمه على هذه الحقوق، وغزة العزة خير شاهدٍ على فعالهم القذرة فيها وانتكاستهم.. فعن أي إنسان تتحدثون عن حقوقه، لا إنسانية عندكم مهما نبحتم وسال لعابكم من كثرة النباح. تبحث عن الثقة فلا تكاد تجدها فهي من عجائب أهل هذا الزمان، هل رحلت عنهم وتم دفنها!... وسوء الظن مقدم عند أهل هذا الزمان على حُسن الظن. ومن عجائب أهل هذا الزمان أن (الواسطة) قتلت أصحاب الكفاءة والقدرات، فتأخروا وتقدم غيرهم من هم أقل منهم دراية. ومن عجائب أهل هذا الزمان أنهم يجلسون في المجالس ويجتمعون، فإذا كل واحد مشغول بهاتفه لا أحاديث جانبية، فكل واحد مع عالمه الخاص. يسمع الصلاة خير من النوم ولا ينهض لصلاة الجماعة وإقامتها في المسجد، والمساجد تشتكي من قلة روادها في صلاة الفجر، مع أن المساجد قريبة منهم.. إنه من عجائب أهل هذا الزمان!. ومن عجائب أهل هذا الزمان كثرة المشاهير، فأصبح كل واحد يسوّق للشهرة والتباهي بكثرة المتابعين له ويلهث من أجلها.. وجاء عن الإمام الزاهد إبراهيم بن أدهم رحمه الله قوله « ما صدق اللهَ عَبدٌ أَحَبَّ الشُّهرة». وقال الإمام الحسن البصري «كفى بالمرء شراً أن يشار إليه بالأصابع». ومن عجائب أهل هذا الزمان أنهم يدخلون في نيات الناس وتجري على ألسنتهم تجريح هذه النيات.. فـــــــ»كم من خائض في نيات الناس يحتاج في يوم الحاجات إلى دلائل وبينات!.» ومن عجائب أهل هذا الزمان أن المظاهر استولت عليهم في كل شيء مثال: في حفلات الأعراس وما يصحبها من إسراف وتجاوز لأبعد الحدود وخاصة عند النساء، فأصبحت حفلاتهم تجارة رابحة عن تجار الأعراس!. ومن عجائب أهل هذا الزمان أنهم انشغلوا بعيوب الناس وتركوا عيوبهم، فأصبحت فاكهتم المفضلة في المجالس. قال بكر بن عبد الله رحمه الله «إذا رأيتم الرجل موكّلاً بعيوب الناس، ناسياً لعيوبه فاعلموا أنه قد مُكِرَ به». ومن عجائب أهل هذا الزمان كثرة المقارنات، هذا عنده كذا وكذا، وآخر عنده كذا وكذا، وهي كذا وكذا، صنعوا لأنفسهم مشاهد الحسد بهذه المقارنات ثم لا شيء. ومن غريب عجائب أهل هذا الزمان أنهم أسقطوا جدار الحياء وفسخوا ثوب الحياء، وصنعوا للمنكرات واقعاً وتبجحوا بها وصفقوا لها، وألبسوها ثياب الترفيه البريء والاستمتاع للراحة، فلا يردعهم حياء ولا خلق ودين. ومضة» ومن روائع الشيخ محمد الغزالي رحمه الله «ما قيمة صلاة أو صيام لا يعلّمان الإنسان نظافة الضمير والجوارح».

1296

| 17 يوليو 2025

لحظة غضب

لحظة قد تجعل حياتك نكدا وتعبا، لحظة قد تدمر مشاعرك ومشاعر من حولك، لحظة قد تجعلك نادماً على ما ارتكبته من خطأ، لحظة قد تجرح من حولك بسبب أنك لم تتحكم في أعصابك، لحظة قد تزيد المشكلة وتتبعُها مشكلات فتتراكم وبعدها ندم وحسرة، إنها لحظة غضب!. فلماذا الغضب؟ ولماذا التسرع؟ ولماذا نقدم ثوران الغضب على النظر فيما سيأتي من عواقب؟ يا ليت نغضب لأمر جلل! ويا ليت نغضب لضياع حقوق! ويا ليت نغضب إذا انتهكت حرمات الله! ويا ليت نغضب لما يقع من ظلم!. ومن لا يغضب في هذه المواطن والمواقف «لا تنتظر منه عوناً في فضيلة». يا هذا.. أتغضب لأمر تافه؟! أتغضب لأمر دنيوي؟! أتغضب من الذين لا يوافقون رأيك ولا هواك ومزاجك المعطل عن التفكير والمسار الصحيح، جاء عن عبد الله بن مسلمة القَعنَبيِّ رحمه الله قال: كان عبدالله بن عَونٍ لا يغضبُ، فإذا أغضَبَه رجل قال: بارك الله فيك. يا لجمال هذا الرد الحكيم أمسك نفسه وألجمها عن الغضب والشدة مع من خالفه وأغضبه. وقيل للإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: أجمل لنا حُسن الخلُق في كلمة. فقال: «اترك الغضب». فهذا من فقه ابن المبارك رحمه الله ووعيه لما يترتب على الغضب من مساوئ ودركات. فالغضب ضياع ومأساة إذا استولى على إنسان أتى عليه وجعله لا شيء، وجعل حياته سوادا في سواد وهو من صنع هذا وألزم نفسه الضياع في مساحات الغضب والعادات السلبية. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «علّموا وبشّروا ولا تُعسّروا وإذا غضب أحدكم فليسكت». نعم فلتسكت عملاً بهذا الإرشاد النبوي الكريم، وهنا توجيه نفيس للإمام ابن رجب رحمه الله بقوله «وهذا أيضاً دواء عظيم للغضب، لأن الغضبان»- في لحظة الغضب - «يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيراً من السباب وغيره مما يعظم ضرره، فإذا سكت زال هذا الشر كله عنده». وورد عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قوله «مكتوب في الحكم: يا داود إياك وشدة الغضب، فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم». فإذا تمكّن منك الغضب وغلبك فوّت عليك مساحات الخير وأنت الخسران وغيرك لا، إنها لحظة غضب!. ومضة رحم الله الإمام ابن القيم وصدق بكلماته فـ «أوثق غضبك بسلسلة الحلم، فإنه كلب إن أفلت أتلف». إنها لحظة غضب فتدارك أمرك!.

312

| 10 يوليو 2025

الاستكبار صنم

في أي قرن نعيش؟ وفي أي غابة نسكن؟ غابة كلها وحوش ضارية لا ترحم؟ القوي يهاجم ويتطاول على من يريد، ومن يمتلك أسلحة يبيد شعباً بأكمله، ومن يمتلك القوة في العتاد يهجّر ويحاصر ويجوّع شعباً دون رادع من أي دولة ولا منظمة ولا هيئة. ويدعون إنهم يدافعون عن حقوق الإنسان. ولكن أي إنسان! ومن هذا الإنسان الذي يحمونه! وبأي منطق يتعاملون مع غيرهم. عجيب أمر أدعياء التحضر والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي! أي استكبار وعلو وتجبر وتكبر وعتو وبغي نشاهده ويشاهد العالم صوره الوحشية. وهنا نتذكر الأقوام المستكبرة في الأرض من قرون ماضية هالكة قال الله تعالى ((فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً))، وآخر قال الظالم مستعلياً مستكبراً ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي))، وقال المتكبر المستبد ((أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي))،كل هؤلاء أهلكهم الله الجبار ((فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)). فالاستكبار من أسباب هلاك كل فرعون مستبد في الأمم السابقة ((إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ)) أو من سيأتي بعدهم من الأمم أو الدول اللاحقة، والتي تقول من أكثرنا سلاحنا وقوة في العلم والمال والتقنية، وفي العتاد والعدة، ومن أكثرنا وأشدنا نفوذاً جواً وبحراً وبراً، بل وفضاءً. ((لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ)). هذا الاستكبار النكد الذي يجيز لنفسه دون غيره، ويعطي من التبريرات والأعذار ما يعطي له في أن يجوّع ويحاصر ويهلك الحرث والنسل لشعب أعزل دون أدنى مبرر لهذا العمل الوحشي المتعالي على كل قانون وميثاق دولي، ودون الرجوع إلى المنظمات التي أقرتها ووافقت عليها، أو يشن هجوماً بأسلحته الإجرامية على دولة أخرى، ضارباً كل القوانين الدولية عرض الحائط، ويتخطى كل شيء ولا يهمه أحد، ويرتكب جرائمه على مسمع ومرأى من العالم. يالله ما أعظمك! فكم من قوي ادعى القوة، فبغى واستكبر وتجبر وظلم الناس، وطغى وانتفش وأهلك الحرث وأزهق الأرواح، فإذا هو في أسفل سافلين! "إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُمْلِي لِلظّالِمِ، فإذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ "وكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ، إذا أخَذَ القُرَى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ". سيزول صنم الاستكبار وستذروه الرياح!. "ومضة" ورحم الله مالك بن نبي حين قال "من سنن الله في خلقه أنه عندما تغرب الفكرة، يبزغ الصنم".

372

| 03 يوليو 2025

يا رفاق الحياة

رحل عام هجري بأحداثه، ونعيش أيام عامٍ جديدٍ، وبإذن الله عام خير وأفراح على الجميع!. وهكذا هي أيام الحياة!. قال الإمام الحسن البصري رحمه الله «إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك». يا رفاق الحياة.. كم من حبيب ودعناه! وكم من قريب فارقنا ورحل عنا!. وكم من معافى صار المرض ملازمه!. وكم من مريض عافاه الله وشفاه بفضله ومنته سبحانه وتعالى،((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)). وكم.. وكم!. يا رفاق الحياة.. الفأل الفأل فالمستقبل للإسلام. يا رفاق الحياة.. الاستبشار الاستبشار فالعزة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ((وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ))، ومن يطلب العزة في غير هذا سيلقى الذلة والهوان والشتات والضياع. يا رفاق الحياة.. مهما تراكمت الأحداث والهموم ستغادرنا بإذن الله، وتأتي بعدها الأفراح في مساحات الحياة ((لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)). يا رفاق الحياة.. تمضي بنا الأيام سراعاً وتبقى أجمل وأثمن أيامك هي أوقات كنت فيها مع القرآن الكريم. يا رفاق الحياة.. «من أراد توفيقاً يرافقه مدى العمر فليجعل القرآن الكريم رفيقه» في مساحات حياته لا يتخلف عنه، فهو كتاب ربك المتفضل عليك. يا رفاق الحياة.. «ثمانية تجري على الناس كلهم ولا بد للإنسان أن يلقى الثمانية سرور وحزن واجتماع وفرقة ويسر وعسر ثم سقم وعافية». نسأل الله العفو والعافية. يا رفاق الحياة.. «أحسن الظن في الله تعالى ثم ارضَ بأقداره، ترى الحياة في أبهى صورها» وانتظر جمالها في قادم الأيام!. يا رفاق الحياة.. «والكلمة الطيبة صدقة» فتجمل بها مع من تلقاه!. قال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله «البَشَاشَة مصيدة المودَّة، والبِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن». يا لجمال هذه المصيدة!. يا رفاق الحياة.. «أخبروا الذين ينشرون المحرمات على صفحاتهم أنه لا يوجد من يحذفها بعد موتهم، وأن لهم موعدا مع الله سبحانه وتعالى». فلنتدارك أمر هذا!. يا رفاق الحياة.. الحياة أكبر من الصراع على حطام دنيوية زائلة لا قيمة لها، ثم يحدث من أجل هذا التهافت القطيعة من رحم وأصحاب. يا رفاق الحياة.. «لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْـمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ». فقدوتك في هذا رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله بن الحارث رضي الله عنه «ما رأيت أحداً أكثر تبسّماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم». لن تخسر شيئاً ابتسم لمن تقابله!. يا رفاق الحياة.. «إذا وضعك الله سبحانه في مكان- أياً كان مسماه - تستطيع من خلاله التيسير على الناس فيسر، فإنك والله لا تدري ما تفعل بك دعوة صادقة من أحدهم»، فأنت تقدر!. يا رفاق الحياة.. اغرس في منصبك من الفعال الجميلة تكن لك أثراً وذكرى طيبة. إنَّ المناصبَ لا تدومُ لواحدِ إن كنت تجهلُ ذا فأين الأول فاغرس من الفعل الجميل فضائلا فإذا عزلتَ فإنها لا تُعزلُ يا رفاق الحياة.. هناك كلمات تجبر القلوب.. وهناك كلمات تكسر. يالجمال من يجبر بالخواطر!. جبرُ الخواطرِ ذاكَ دأبُ أولي النُّهَى وترى الجهولَ بكسـرهـــا يتمتَّعُ فاجعل كلامكَ بلسمًا فيه الشِّفا لا مِشرطاً يُدمي القلوبَ ويُوجِعُ يا رفاق الحياة.. الأمر خطير لابد من الانتباه له قال أحد الصالحين «من أعظم الحسرات يوم القيامة أن ترى طاعتك في ميزان غيرك». فلنترك الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء في جميع مساحات الحياة حتى لا نخسر ولا نضيّع ما عملناه. يا رفاق الحياة.. ما أجمل وصية الإمام لابنه رحمهما الله، قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه يوماً أوصني يا أبت، فقال «يا بني انوِ الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير». صنائع الخير بالنية ففيها الخير والراحة ولا تكلفك شيئاً. يا رفاق الحياة.. ألا ما أجمل هذه الخطوات!. «وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة». أبعد هذا تتأخر عن صلاتك بالمسجد! ومضة» يا رفاق الحياة.. تذكروا... فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمرٌ ثاني

465

| 26 يونيو 2025

شذرات طنطاوية

هذه شذرات من الفقيه والأديب والقاضي والمعلم المربي شيخ قلما يجود الزمان بمثله رحمه الله، إنه الموسوعي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأجزل له عظيم الثواب والجزاء وأحسن مثواه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير ما يجازي به عباده الصالحين العاملين. فقد غادر الحياة الدنيا في الرابع من ربيع الأول 1420 من الهجرة، الموافق الثامن عشر من يونيو عام 1999من الميلاد. وها هي ذكرى وفاته تأتينا رحمه الله، فقد عاش حياة حافلة بالأحداث زاخرة بالأعمال على امتداد عمره، فهو عَلَم في الحياة، عَلَم في الفقه، وعَلَم في الأدب، وعَلَم في الصحافة، وعَلَم في القضاء، وعَلَم في التربية والتعليم، وعَلَم في الدفاع عن قضايا الأمة، وخاصة قضية فلسطين، وعَلَم في قول الحق، حمل راية الخير ونذر نفسه ومواهبه والملكات التي حفل بها لله تعالى لنصرة دينه، والنهوض بأمته، وكتب اسمه في الخالدين رحمه الله «بعيداً عن الصخب الذي يصك الأسماع، والبريق الذي يخطف الأبصار». فإذا لم نحتف بهؤلاء الأعلام الكبار صُنَّاع الحياة ونذكر سيرهم ومواقفهم وكلماتهم، فبمن نحتفي ونذكر!. أنحتفي بالأقزام لا والله!. فهذه بعض من شذرات الشيخ العلامة علي الطنطاوي رحمه الله، فهي تحمل الكثير من المعاني والإرشادات والخير والصراحة التي تميز بها:- «ليس في الدنيا شيء أجلَّ ولا أجمل من الصلاة!».»فاستنزلوا رحمة الله بالبذل، وادفعوا عنكم المصائب بالصدقات». «إن الذي ينفقه الأغنياء على الترف والسرف، يكفي لتعليم كل ولد في البلدة، وإطعام كل جائع، وإسعاف كل فقير». «إذا أردت أن تسأل ما أخلاق أمة، وما مبلغها من الحضارة، وما مكانتها بين الأمم، فاسأل عن حال قضائها، وعن مكانة قضاتها بين الناس».»وليس الزهد في الدنيا أن تتركها وتنفض يدك منها، وتأوي إلى مغارة مظلمة أو دير منقطع. وليس ذلك من الإسلام».»إن هذا الذل قد زاد جدّاً، فضعوا له حَدّاً».»إن الاعتراف بالهزيمة دليل على بقاء القوة في أعصاب المهزوم، وعلامة علة أنه قادر على استرجاع النصر إن خاض المعركة من جديد».»إن الدين والأخلاق والذوق والأدب تجتمع في كلمة واحدة «أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك».»هل سمعتم أن أمة تعطي مالها لعدوها، تعينه به على نفسها، وتشتري له به السلاح ليوجّهه إلى صدور أبنائها؟».»يا أيها الناس: إن البطل الذي يمشي حافياً وينام على الأرض ويسكن في الكوخ خيرٌ من المخنث الذي يلبس الحرير ويسكن القصور ويركب سيارات الرولزرايس».»ومن أشد الكذب ضرراً بالناس وأكبره مقتاً عند الله شهادة الزور».»والثواب هو وحده الذي يبقى، على حين يفنى الإعجاب، وتذهب الأموال، ويعود إلى التراب كل ما خرج من التراب». «ومضة» «ولدعوة واحدة لي، بعد موتي، من قارئ حاضر القلب مع الله، أجدى عليَّ من مائة مقالة في رثائي، ومائة حفلة في تأبيني، لأن هذه الدعوة لي أنا، والمقالات والحفلات لكتابها وخطبائها، وليس للميت فيها شيء. وأستغفر الله وأتوب إليه». فرحمك الله يا فقيه الأدباء وأديب الفقهاء.

966

| 18 يونيو 2025

بذور الخير في مجالس أهل الخير

هي في مجالس لا يُعرف فيها إلاّ الخير والكلام الطيب وتظهر فيها معادن الرجال ومحاسن الخصال، ولا يجد فيها الإنسان إلاّ ما يريح قلبه وعقله ومشاعره، ومجالس الخير في أيامنا هذه تعددت أشكالها وروادها، فلم تعد كما تعارف عليه الناس الجلوس في مجلس ما أو ما شابه ذلك، بل هي الآن وعلى نطاق واسع وخاصة ما يعرف بمنصات التواصل الاجتماعي، فأضحت مجالس أهل الخير، نعم.. هي مجالس خير إذا أحسنا التعامل معها وسخرناها فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، فهي بذور وزاد في سيرنا في هذه الحياة، وكما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه «لولا ثلاث ما أحببت البقاء: لو أن أحمل على الخيل في سبيل الله، ومكابدة الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر». فيا جمال هؤلاء الجلساء من أهل الخير الذين يبذرون الخير وينتقون أطايب الحديث ويرسلونها لإخوانهم بل ولعامة الناس. وأهل الخير إن صاحبتهم أو جالستهم فأنت في مركب الخير تسير معه ولن تجد منه إلا الرائحة الطيبة، قال الإمام ابن قدامة رحمه الله «قد تكتسب الأخلاق الحسنة بمصاحبة أهل الخير، فإن الطبع لص يسرق الخير والشر». فمجالس أهل الخير التي تغشاها أياً كان شكلها ما هي إلاّ غراس طيب بما يبذر فيها من خير فهو الاستثمار الحقيقي والصحيح، فكن فيها رائداً من رواد أهل الخير ومن يبذر فيها من قيم الخير والكلام الطيب. فكلما استزاد الإنسان من الخير في مجالس الخير، فسيجد ما يفعله من خير الجزاء الحسن من رب كريم، فقانون الخير معلوم وواضح قال سبحانه وتعالى((وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ))، ((وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ))، ((وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)). وإنها لتربية الإنسان على بذر الخير في مجالس الخير، فالمسلم بطبعه إيجابي عملي أين حلَّ وارتحل فهو يبذر الخير. فكم من خير أتى بالأفراح. وكم من خير كان عوناً على من سمعه أو قرأه. وكم من خير في مجلس ملأ جلساءه فألاً ورضا وأملاً وجمالاً. وكم من خير حوّل مساحات الجفاف إلى مساحات خضراء زاهرة تبهج الناظرين. فهلموا إلى نثر بذور الخير في مجالس الخير. ويا أهل المجالس قبل أن ترحلوا من هذه الحياة اتركوا فيها من المآثر ما يأتيكم منها بالأفراح والذكريات الجميلة وحسنات لا تنقطع عنكم. ومضة» بذور الخير في مجالس أهل الخير لها تأثير وأثر.

351

| 12 يونيو 2025

شذرات شعرية للدكتور محمد قطبة رحمه الله

في يوم التروية من كل عام وبالتحديد في الثامن من ذي الحجة 1421 من الهجرة، الموافق الثالث من مارس 2001 من الميلاد، تأتينا ذكرى رحيل شاعر من شعراء الأمة الإسلامية، والمربي والداعية إلى الله بحكمة وبصيرة الدكتور محمد بن عبدالله قطبة، رحمه الله رحمة واسعة، وما زالت ذكراه ومحياه المبتسم حاضراً بيننا، فسبحان من كتب له المحبة في قلوب الجميع، فهذا فضل من الله الكريم يؤتيه من يشاء من عباده، فرحمك الله يا أبا عبدالله وجعلك في الصالحين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. فالدكتور محمد قطبة رحمه الله شاعر حمل قضايا أمته وأحداثها في شعره المميز، فتجد فلسطين حاضرة بقوة في شعره، ولم يتخلف يوماً من الأيام عن هموم دعوته، وكيفية مواجهة الأعداء، ولم يركن يوماً إلى الراحة والدعة، بل هو دائم السير إلى الله تعالى، وهو من الشعراء الذين استثناهم الله سبحانه وتعالى ((إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون))، فهو شاعر الأخلاق والقيم، المدافع عن الحق والعدل والحرية والإنسانية، ومن جميل ما قاله رحمه الله: «فاعلم أن الباعث هو عقيدتي التي تؤمن بأن هذا الصراع سيكون في المستقبل هو مفجر النهوض وباني الحياة الجديدة بقيمنا التي نرنو إليها، وما ساعات الظلام إلا سابقة الفجر المأمول». فشعره رحمه الله يصدر عن قلب صادق، وعاطفة جياشة تفيض بالمشاعر والأحاسيس، وفكر واسع متزن، وتعبير في غاية الجمال والبيان، ويبدو من خلال قصائده أنه يحمل الحزن والألم على وضع الأمة من ضعف وذلة، وسبب ذلك كله إنما هو بُعدها عن دينها والتخلي عن مبادئ الإسلام الذي هو قوام حياتها ونهضتها وتألقها. ونحن هنا نعيش مع شذراته الشعرية وروائع الكلمات والمعاني التي حملها في شعره، ونورد شذرات شعرية من قصائده: فعن مؤتمر السلام يقول: مباركٌ يا شعوبَ العربِ أنظمةٌ صمّاءُ بكماءُ في فوضى وفي صخبِ وله في قصيدة عتاب هذه الشذرة الشعرية: أرى فلسطين أمست أخت أندلسٍ لا الدين فيها ولا الأقصى له حُرَمُ * ويقول في قصيدة حملت عنواناً الوطن الإسلامي: ولا تسأل عن الإعلام فينا فقد لعبت بأمَّتنا التُّيوسُ وفي قصيدة عن أم القرى ترى الأسى في هذه الشذرات على أمته فيقول: أرى الشريعةَ غابت عن مسيرتها بعدَ البلابل أمسى البومُ شاديها تطوفُ في الأرض بحثاً عن هُويتها شرقاً وغرباً لعلّ النجمَ يهديها يا أمتي فيمَ أنتِ اليومَ تائهةً وهل سأدفن آمالي وأبكيها؟ وساعة الصفر فيها شذرة شعرية يقول فيها: يا ساعة الصفر إني بتّ منتظراً هلاك بني صهيون والنصرَ الذي قُدِرا وله قصيدة بعنوان قدساه يقول فيها: قدساه قيد الصمت أتلف مهجتي هل هذه العرجاء حقاً أمتي تعدو عليها كالوحوش كلابها وتدمر الأقصى وأشرف بقعةِ وتقتل الشرفاء من أبنائها علناً ولا تصحو لأشرف حرفةِ * وهناك حوار مع أبي تمام يقول في هذا الحوار: «السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ لا فُضَّ فوكَ فأسمع قادة العربِ ما عادَ منكَ أبا تمامَ يوقظنا بيتٌ كبيتكَ يُذكي جذوةَ اللهبِ إلى أن قال فيها رحمه الله: فلا تحرّكْ من الأجداثِ معتصماً إنَّا عشقنا كرومَ التينِ والعنبِ وله كلمات أرسلها للشباب قال فيها: يا شباباً شاخصاً نحو الأمل حُلْمُك المنشود يبنيه العمل اعقد العزم ودع عنك الكسل كل من سار على الدرب وصل * فرحمك الله يا أبا عبدالله الدكتور محمد قطبة رحمة واسعة، وجزاك الله كل خير وبر على ما قدمته لدينك وأمتك ووطنك خير الجزاء والثواب، ووردك الكريم حوض صاحب الرسالة الخاتمة صلى الله عليه وسلم.

345

| 05 يونيو 2025

انتهى الدرس!

قال الله تعالى ((إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ)) تريدون ديناً غير الإسلام لن يصلح ولن يكون، انتهى الدرس!. وكان من دعاء خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام داعية التوحيد ودين الإسلام والقدوة الحسنة، قال سبحانه وتعالى ((رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)). أمة مسلمة وليست أمة إبراهيمية. انتهى الدرس!. وقال عز وجل ((إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)). ((وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)). ((أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)). أبعد هذا البيان الإلهي الخالد تريدون ديناً إبراهيمياً. انتهى الدرس!. وحدث لقاء تاريخي لن تأتي الأيام بمثله، إنه لقاء أبوي في ليلة الإسراء والمعراج ويا له من لقاء مع خليلين سيدنا إبراهيم مع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليهما الصلاة والسلام، ولكم وصف هذا اللقاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَرْحَبًا بِهِ، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ. فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلاَمَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالاِبْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ». انتهى الدرس!. وفي مشهد وهو من روائع المشاهد، ففي رواية قال صلى الله عليه وسلم يصف سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مشهد منتهى الجمال «فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ». انتهى الدرس!. وقال ربنا عز وجل ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)). أتريدون ديناً إبراهيمياً. كبرت كلمة تخرج من أفواه أدعياء الفكر المشبوه المدعوم. فإن رسل الله إبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً عليهم الصلاة والسلام منها براء. انتهى الدرس!. ونقول لأدعياء الفكر وضحالة الثقافة، وتجار مصطلحات الشجرة الخبيثة، وما يُتفوه به من سفه وحماقة التي أعيت من يداويها من مفاهيم (بيت العائلة الإبراهيمية، اتفاقية إبراهام، الدين الإبراهيمي، الحج الإبراهيمي، المشترك الإبراهيمي). يا أصحاب الفكر المعوج والثقافة الضحلة، إذا أردتم أن تغيروا دينكم فهذا شأنكم أيها الأدعياء، اصمتوا عن نشر الأكاذيب والتلفيقات، وتلميع المصطلحات ونشرها في مجتمعاتنا، فإن الناس يعرفونكم وأوعى منكم ومن افتراءاتكم، كفاكم كذباً وتلّوناً وتشدقاً وإدخال سمومكم في الكلام لضرب العقيدة الصحيحة وتشويهها عند المسلمين. مساكين أيها الأدعياء!. قال عز وجل ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)). أبعد هذا البيان الإلهي من بيان!. انتهى الدرس!. بالله عليكم أيعقل أيها المتطفلون على الفكر والثقافة أن تدخلوا أهل الشرك والأديان المحرفة على سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو أبو التوحيد والنقاء والصفاء وتجمعونهم في بيت واحد، هذا شيء عجاب!. وربنا القائل ((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين))، إنها ملة الطهارة والنقاء من تحريف وانحراف اليهودية والنصرانية، ووثنية الجاهلية. انتهى الدرس!. «ومضة» وصدق ربنا حين قال في كتابه الخالد القرآن الكريم ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ)). نعم ((أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء)). ألا ما أكثرهم في زماننا هذا. انتهى الدرس!.

474

| 29 مايو 2025

لص ولصوص

يقال تَلَصَّصَ الشخصُ: تجسَّسَ، تسمَّع خفية. واللُصُوصِيَّة: هي أعمال التلصص والسرقة. واللُصُوصِيّ منسوب إلى لصوص جمع كلمة لص وهو السارق. ويروى أن أدهم بن عسقلة كان كبير اللصوص في العهد العباسي قد كتب وصيته لأتباعه عند مرض وفاته جاء فيها «لا تسرقوا امرأة ولا فقيراً ولا جاراً، وإذا سرقتم بيتاً فاسرقوا نصفه واتركوا نصفه ليعتاش عليه أهله، ولا تكونوا أنذالاً أو ظلمة أو قتلة، اللهم إني قد بلّغت فاشهد». ونحن هنا نأتي على ما وصى به أدهم بن عسقلة أتباعه، سواء كانت هذه الشخصية من الواقع والحقيقة أو شخصية من الخيال، فهي تصور لنا ما كان عليه لصوص ذاك الزمان وما عليه زماننا من لصوصية. ويقول أحد شيوخ اللصوص ذاك الزمان عن نفسه «ما سرقت جاراً قطُّ ولو كان عدواً، ولا سرقت كريماً وأنا أعرفه، ولا خنت مَن خانني. ولا كافأت غدراً بغدر». والله لعجيب أمر وسلوك لصوص ذاك الزمان!. ولكن ماذا نقول عن زماننا هذا وقد تكاثر اللصوص، وتعددت أشكال لصوصيتهم، وأصبحت سارية المفعول وليس كما كانت مقصورة على المال، وهذا الذي تعارف عليه الناس. فمن أشكال اللصوصية تتبع عورات الآخرين والتجسس عليهم، وهناك لصوص من نوع آخر وهو إذا أسندت إليهم مسؤولية أو منصب أو غير ذلك، فإذا هم يتطاولون وتمد أيديهم على ما هو تحتهم من صلاحيات، فيجعلونها في مصالحهم ومصالح أصحابهم وجلسائهم، وقد يأتيك لص من نوع آخر، وهو أنه قد يكون جالساً بجوارك وهاتفك المحمول بيدك فإذا عيناه تتلصص على هاتفك بالنظر، أو يمسك جوالك ويتصفح ما فيه من غير استئذان. وهناك من يتلصص عليك وأنت جاره-أغلقوا نوافذكم عن جيرانكم أو ارفعوها قليلاً حتى لا تنكشف حرمات جيرانكم-،وهناك لصوص ذكرهم الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله فقال عنهم «ومن اللصوص الذين لا يُؤبه لهم الذين يسرقون وقتكَ، فيأتي من يزورك على غير ميعاد، ويهبط عليك كما تهبط المصيبة وينزل بكَ كموت الفجأة»، وهناك لصوص يسرقون أرضاً ليست أرضهم ويتوسعون ويتمددون كالسرطان في سرقتهم للأراضي، إنهم بنو صهيون، فهم أكبر تجمع لصوص في هذا الزمان في فلسطين الأرض الإسلامية المباركة، وإن من سوء المنقلب أن تجد من ينادي بالتطبيع مع هؤلاء اللصوص الذين سرقوا ونهبوا وقتلوا وشرّدوا أهل الأرض أهل فلسطين الشرفاء، وأهلكوا الحرث والنسل فيها، والاعتراف بهذا اللص السارق اللئيم الذي يحب الفساد، واللصوصية تجري في عروقه وتفكيره وفي مساحات حياته الوحشية. إنهم لصوص هذا العصر!. «ومضة» وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله حين أتى على وصف اللصوص وتعدد لصوصيتهم فقال:- ما كان في ماضي الزّمانِ مُحَرَّمًا للناسِ في هذا الزمانِ مباحُ صاغوا نُعُوتَ فضائلٍ لعيوبهم فتعذّرَ التمييزُ والإصلاحُ فالفتكُ فَنٌّ والخِداعُ سياسةٌ وغِنَى اللصوصِ براعةٌ ونجاحُ والعُـرْيُ ظرفٌ والفسادُ تمدُّنٌ والكِذْبُ لُطْفٌ والرِّيَاءُ صلاحُ

546

| 22 مايو 2025

وأسدل الستار على النسخة 34 لمعرض الكتاب

نعم.. وأسدل الستار على معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته 34 «من النقش إلى الكتابة»، حيث كان فضاءً واسعاً فكرياً وثقافياً، فتشوّق إلى نسخته القادمة 35 بإذن الله. ويكون في أبهى حلة جديدة ومبادرات جديدة مبتكرة في عرض الكتب. فهذا المعرض وما يأتي من معارض للكتاب في قادم الأيام يسجل منجزاً حضارياً لدولة قطر - حفظها الله، ويجسد صورة مشرقة ومشرفة، في أن دولتنا تشجع على قيمة القراءة وتولي الاهتمام بالكتاب وتعزيز قيمته بين أفراد المجمتع بمختلف أعماره، فشكراً لكل المؤسسات وخاصة التربوية التعليمية التي تمكّن طلابنا من القراءة قوة وجمالاً، وتعزيزا لقيمة الكتاب لديهم بمختلف المراحل التعليمية في الميدان التربوي التعليمي المدرسي. ويؤكد الجميع بلا استثناء على أن الكتاب والقراءة يحققان البناء التربوي والتعليمي والفكري والثقافي في نفوس فئات المجتمع، ولهما أثرهما المستدام الحي في التنمية الحضارية ذات البناء الإيجابي الفاعل، وتحقق كذلك أحد مرتكزات رؤية قطر 2030. فلنطلق مناشط وبرامج ابتكارية إبداعية عملية طوال العام في كل مؤسسات الدولة، تحفز على القراءة والاهتمام بالكتاب، فمؤسساتنا قادرة بإذن الله على تحقيق ذلك واقعاً. فهل سنرى ما يفرح الجميع ونأتي على مشاهد الجمال في مجتمعنا!. فهي من أمتع المشاهد على الإطلاق حين يقرأ ويسير مع الكتاب. وسيبقى معرض الكتاب الذي يقام هنا وهناك هو سيد وأيقونة المعارض أياً كان نوعها والمجالات التي تقام من أجلها. وسيبقى الكتاب الورقي بجمال عرضه وروعة مؤلفيه الكبار أصحاب القيم والمبادئ والثوابت، ناشري الخير والفكر في المجتمع والأمة بل والإنسانية الذي يبني ولا يهدم، وكاتبي الروايات التي تنهض وتثبت المبادئ والقيم لا الروايات الهابطة المبتذلة. وستظل كلمة ((اقْرَأْ)) هي الكلمة الأولى الحية في مجتمعنا وأمتنا والإنسانية لها من الاهتمام والرعاية، ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)) فيها من الأفراح والمباهج في حاضرنا وقادم الأيام. وسيبقى الكتاب أمتع شيء لك، هو الأنيس إذا غاب عنك الأحباب، وهو القريب إذا ابتعد من حولك وانشغلوا عنك، وهو الصديق المقرب إذا قطعك من كنتَ تصادقهم، وقد أتى أبو عثمان الجاحظ رحمه الله على هذا المعنى فقال «ولا أعلم رفيقاً أطوع ولا معلماً أخضع ولا صاحباً أظهر كفايةً ولا أقل جنايةً ولا أكثر أعجوبةً وتصرفاً ولا أقل تصلفاً وتكلفاً من كتاب». وصدق المتنبي حين وصف الكتاب بأنه خير صاحب: أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ وأخيراً.. سيبقى كتاب ربنا سبحانه وتعالى القرآن الكريم هو أغلى صاحب وأعلى منزلة، فلا تنسَ صحبته في كل يوم ووردك اليومي منه، فهو زادك، وهو راحة لك واطمئنان لقلبك، ونور لعقلك ومسيرتك في مساحات الحياة وحركتك فيها. قال الإمام الشاطبي رحمه الله:- وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ وَأَغْنَى غَنَاءٍ وَاهِبًا مُتَفَضِّلًا وَخَيْرُ جَلِيسٍ لَا يُمَلُّ حَدِيثُهُ وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلًا «ومضة» وستبقى أجمل هدية تُهدى الكتاب يبقى، أكثر من جمال الورد المتعدد ألوانه يُهدى ثم يُرمى!. فهنيئاً لمن كان الكتاب صاحبه!.

1272

| 18 مايو 2025

أيها الجار توقف!

تمضي الأخلاق بنا في مساحات الحياة في أجمل صورها، فهذا من منح الله تعالى وعطاياه التي لا تنتهي، وإذا فتح لك هذا فأنت على خير، وقد جعلها معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم هي البر في مساحات الحياة «البرُّ حُسنُ الخُلق»، وللإمام ابن القيم رحمه الله شذرة قيمة في هذا الباب حين قال «الدين كله خلق، فمن سبقك في الخلق فقد سبقك في الدين». فمن هذه المساحة الجميلة من الأخلاق منزلة الجار وكل ما يتعلق بالجوار، وما أجمل الجوار حين يحسن الجار لجاره! ويا لجمال حين نأتي ما وجهتنا به الشريعة من إرشادات وتوجيهات ونأتي بها ممارسة وتطبيقاً في مساحات حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية، «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ»، «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ». واشوقاه لمساحات وجماليات حفظ الجوار وما أكثرها!. إنه الجار! وإن للجار لمكانة ومنزلة! وإن للجار حرمة. وإن إيذاء الجار لهو أمر مستهجن وصورة قبيحة يرسمها كل من يؤذي جاره بأي شكل من الأشكال. جاء عن النعمان بن المنذِرِ أنه سأل الصَّقعَبَ بن عمرو النَّهديّ من حُكماءِ العرب: ما الدَّاءُ العَياءُ-أي الصعب لا دواء له، -كأنه أعيا على الأطباء-؟ فقال: «جارُ السُّوءِ الذي إن قاوَلْتَه بهَتَك-أي كذب عليك-، وإن غِبتَ عنه سَبَعَك-أي شتمك وعابك وانتقصك ووقع فيك بالقول القبيح-». أمر الجار المؤذي صعب، حتى الأطباء عجزوا عن علاجه ومداوته. فلا نعرف سوء كسوء جار لجيرانه، جار النكد والإيذاء والضياع والفوضى. فكيف السبيل؟ فكل أذى يحدثه الجار لجيرانه ينفي عنه كمال الإيمان، ويُنقِص من إيمانه بقدر هذا الأذى للجار، قال النبي صلى الله عليه وسلم «وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ». قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَه» أي: غوائلَه وشرَّه وظُلمَه. فكم من جارٍ ترك منزله والمنطقة التي يقيم فيها بسبب إيذاء جاره له!. وكم من جار باع منزله بثمن بخسٍ هارباً من جاره المزعج بما تحمله هذه الكلمة من مشاهد الإزعاج!. وكم من جارٍ كان سبباً لحزن ونكد وهم لجاره!. والله المستعان!. ومن أسوأ الأخلاق أن يكون الإنسان أنانياً ومتلبساً بهذه الصفة الذميمة، لا يهمه من حوله من الجيران ويردد ويقول لا يعنيني أمر الجيران. ويأتي ما يريد من صور مزعجة ولو على حساب راحة الجيران. ألا يعلم هذا الجار أن في البيوت كبار القدر وأطفال ومرضى، ومن يريد النوم أتى من بعد عمل شاقٍ وسهر في عمله. ألا يعلم هذا الجار وغيره أنه أزعج من حوله من الجيران بفرحته أياً كان صور هذه الفرحة في ساعة متأخرة من الليل، وقبيل أذان الفجر. وقد جاء عن الإمام ابن عبد البر رحمه الله أنه قال: كَدَرُ العَيشِ في ثلاثٍ-وذكر منها «الجارِ السُّوءِ». ألا ما أقبحه من كدر! نقول لك أيها الجار افرح كما تريد وبالطريقة التي تريدها، ولكن من غير إزعاج وضجيج خارج عن المألوف والأدب والعادات والتقاليد التي تعارف عليها المجتمع، اجعل فرحتك وفرحة ممن معك في محيطك المنزلي فلا ترفع أصوات مكبرات الصوت إلى الخارج بصورة مزعجة في غاية الإزعاج! ونرجو من جهة الاختصاص بتفعيل قانون عقوبة إزعاج الجار الصادر2004 رقم (11) وإلقاء الضوء عليه سواءً في القنوات الفضائية أومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، وإرشاد فئات المجتمع به. ومضة قال لقمان الحكيم لابنه «يا بُنَيَّ حَمَلْتُ الجَنْدَلَ-أي الحجارة- والحديدَ، فلم أرَ شيئًا أثقَلَ من جارِ سُوءٍ». ألا ما أقبح هذا الوصف لجار السوء والنكد والإزعاج! فيا أيها الجار توقف وارسم صوراً من المباهج مع جيرانك!.

1671

| 15 مايو 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4782

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3372

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2865

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2670

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2592

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1317

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1014

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

948

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

822

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

807

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

765

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية