رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محسن الهاجري

محسن الهاجري

مساحة إعلانية

مقالات

1973

محسن الهاجري

ما يطلبه السلاطين

20 مارس 2014 , 01:08ص

علماء السُلطة أو السُلطان.. قد يختلفون في مظاهرهم وهيئاتهم وملابسهم.. مابين "ثوب وغتره وبشت" أو "عمامة وجلباب" ونحوه.. المهم أنهم يتفقون ويشتركون أو يتشاركون في مهمة واحدة فحسب.. هي نصرة الحاكم لا نصرة الدين.. وتغليب المفسدة على المصلحة.. والوقوف مع الباطل لا الوقوف مع الحق.. والدفاع عن الظالم دون الدفاع عن المظلومين.. وتعطيل النصوص وتأويلها بل وإخفائها – إن لزم الأمر- وإظهارها واستخدامها في غير محلّها أو انتقاء ما "يعجبهم" من الدين وإخفاء ما "لا يعجبهم" من الدين.. كل ذلك وأكثر..من أجل خدمة الحكّام والسلاطين من الطغاة والمجرمين.. في كل وقت وحين.

لقد أظهرت الثورات العربية المباركة والانتفاضات الشعبية الجامحة ضد الطغاة المجرمين في العالم العربي والإسلامي عدداً كبيراً من أولئك المحسوبين على أهل العلم ورجال الدعوة ممن أسهموا بشكل "مباشر" في تأييد أولئك الطغاة وتشريع خطواتهم وجرائمهم ضد شعوبهم من أجل القضاء على تلك الثورات الغاضبة وإخراس ألسنة الفقراء والمظلومين وإبادة كل من تسوّل له نفسه التفكير في محاسبة حاكم ظالم أو الاعتراض على حكم قضاء فاسد في عهده أو الرد على أكاذيب إعلام مزيّف للحقائق في حكمه أو ربما الصلاة وأداء العبادات بغير إذنه!

لقد ابتليت الأمة الإسلامية بمرتزقة من أدعياء العلم "الشرعي" ورجال "الدعوة" الذين كادوا أن يفقدوا "وظائفهم" بسبب هذه الثورات التي عرّتهم وكشفتهم وفضحتهم بين الناس تمهيداً للفضيحة الكبرى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد يوم القيامة إن لم يتوبوا ويؤوبوا إلى الله تعالى ويستغفرونه قبل فوات الأوان، فالحقيقة أنهم ليسوا أصحاب علم "شرعي" نسبة إلى الشريعة الإسلامية وإنما مستمد من التشريعات والقوانين الوضعية التي أصدرها هذا الطاغية أو ذاك، بل ويمكن القول أنها أيضاً نسبة إلى شريعة الغاب في بعض الأحيان! بل إن شريعة الغاب لدى حيوانات الغابة أرحم مما يقوم به هؤلاء من تأييد الطغاة في قتل وتعذيب وتشريد المسلمين، والحقيقة أنهم أيضاً ليسوا برجال دعوة لأنهم لا يعرفون الرجولة! ولا ينتمون إليها وكذلك لا يعرفون الدعوة! إلى دين الرحمة (الإسلام).. إلا إذا كان مقصودهم من الدعوة هو "الدعوة" إلى موائد الطعام وولائم الملوك والحكّام في قصورهم الأسطورية الفارهة وتناول الغداء أو العشاء معهم وسط صنوف من الأكل والشراب لا تكاد تحصى أو توصف وسط آنية من الذهب والفضة! أحياناً والجواري والقيان! أحياناً أخرى.

إن من وصف السيسي بأنه تنطبق عليه شروط "الإمامة" الشرعية في الحاكم "المسلم" الذي تنطبق عليه كل الأدلة الشرعية وتدلل على وجوب اتّباعه! واجتناب مخالفته! في مقابل وصف الشعب المظلوم المسحوق تحت خط الفقر! ووصف جماعة الإخوان المسلمين من المؤيدين للرئيس "الشرعي" محمد مرسي والرافضين لحكم السيسي والانقلاب "غير الشرعي" بأنهم من الخوارج!! إن من يفعل ذلك لابد وأنه قد طمس الله نور البصيرة في قلبه وعقله أو ربما أُكرٍه لقول تلك الأقاويل الكاذبة والأفعال الخاطئة وهو ما نستبعد حدوثه بسبب أن تلك الرموز الخبيثة استخدمت "الدين" غطاءً لها وتعاونوا مع اليهود والنصارى للقضاء على إخوانهم المسلمين بل وانتهكوا حرمة مساجد المسلمين – كما حدث في مسجد ميدان رابعة العدوية وغيره – من أجل الحفاظ على أمن كنائس النصارى ومعابد اليهود ونوادي الإلحاد والروتاري والماركسية والشيوعية في مصر وغيرها من بلاد المسلمين!

ولا نعجب أن تلك الفئة استخدمت الدين غطاءً فيما سبق لتمجيد خطوات "تسليم" فلسطين للصهاينة تحت مسمى عملية السلام! تمهيداً لتسليم بقية بلاد المسلمين للاحتلال الصهيوأمريكي الجديد بعد الاحتلال الصهيوإنجليزي القديم، ولازلنا نتذكر كيف استخدم ذلك الخطاب الذليل – أعني يوم إعلان وتوقيع معاهدة السلام بين الفلسطينيين والجانب المصري والأردني مع الصهاينة – حيث استدلّوا بآية (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) في غير موضعها للتدليل على "شرعية" ما يفعلون رغم أن الخطاب مع المهادنين المسالمين من أعداء الدين لا مع المغتصبين المحتلّين لأرض الإسلام ناهيك عن أنه خطاب عزّة وتمكين للإسلام والمسلمين كما نفهم من سياق تفسير الآية حيث تكون الكلمة والقرار بيد المسلمين وليس بخطاب خنوع وخضوع وذلّة ومهانة لليهود والنصارى وغيرهم من أعداء الدين.

ولا عجب أن يشبّه أحد أولئك المؤيدين للطغاة من المرتزقة.. أن يشبّه السيسي ووزير داخليته بأنهما مرسلين من عند الله تعالى حالهما كحال موسى وهارون عليهما السلام اللذان بعثهما الله لدعوة فرعون وأتباعه وجنوده إلى الإيمان في حين أن السيسي وأتباعه وجنوده يدعون إلى الظلم والطغيان ومحاربة الإسلام والمسلمين، فليس من الغريب أن نسمع ذلك التمجيد الذي يصل لمرتبة الكفر بالله تعالى من أجل إرضاء طاغية مثل السيسي أو التقرّب منه، الأمر الذي ذكّرنا فيما مضى ويحكى من أن أحد القرّاء في عهد الطاغية حسني مبارك قد اجتزأ الآية الكريمة (وهذا كتاب أنزلناه مباركٌ فاتبعوه واتقوا لعلّكم ترحمون) ليتلوها أمام "مبارك" في إحدى المناسبات (مباركٌ فاتبعوه واتقوا لعلّكم ترحمون)!

إن من أصناف الثلاثة الذين هم أوّل من تسعّر بهم النار يوم القيامة عالمٌ قام بتعليم الناس علوم الدين ولكنه سيدخل النار لأنه فعل ذلك ابتغاء مرضاة الناس وابتغاء الشهرة وثناء الناس عليه فكيف بمن لم يقم بتعليم الناس دينهم أصلاً وإنما قام بإفساد دينهم وتلبيس الحق بالباطل عليهم بل وفتنتهم في دينهم ابتغاء مرضاة الطغاة المجرمين! وفق "ما يطلبه السلاطين".. إن في ذلك تحذير ووعيد شديد لن يسلم منه إلا العلماء الربانيّون المتمسّكون بكتاب الله وسنّته والمتبعون خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلّم وصحابته والخلفاء الراشدين والسلف الصالح من الذين نصروا الدين وأقاموا شريعة الله تعالى لا أولئك الذين نصروا الطغاة وحاربوا الإسلام.. باسم الدين!

اقرأ المزيد

alsharq قطر تنتصر لغزة

انتصرت أخيراً غزة وأثبت شعبها الأبي بأنه لن يتزحزح من أرضه ولن يقبل الضغوطات مهما عظمت واستفحلت، وضرب... اقرأ المزيد

219

| 14 أكتوبر 2025

alsharq من فاز؟ ومن انتصر؟

انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم.... اقرأ المزيد

5157

| 14 أكتوبر 2025

alsharq عيون غزة المطموسة

محمد قريقع، محمد الصالحي، محمد جرغون، إبراهيم محمد لافي، أسعد عبدالناصر شملخ، أنس إبراهيم أبو شمالة، هشام النواجحة،... اقرأ المزيد

198

| 14 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية