رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كنت قد توقفت لفترة تزامنت بعد الانقلاب العسكري في مصر بقيادة عبدالفتاح السيسي الذي خان وطنه ودينه ورئيسه وانقلب على الدكتور محمد مرسي "الرئيس الشرعي الأول في تاريخ مصر" بل وانقلب على رغبة وإرادة شعب مصر وحرّيته وكرامته واستبدل ذلك كلّه بتاريخ أسود.. كسواد نظارته السوداء التي يرتديها غالباً ليرى مستقبل مصر أو إن صحّ القول ليرى"مستقبله وأطماعه" من خلال تلك النظّارة السوداء التي تخفي وجهاً لا يقل عنها سواداً وظلمة! لم يكن هذا التوقف للبكاء على الأطلال أو النواح والعويل على ما حدث من قتل وتعذيب واعتقالات للشعب المصري الحرّ ولا على ما حدث للرئيس الشرعي محمد مرسي ولا على مستقبل الشرعية والحريّة والعدالة والكرامة في مصر، فكل ما جرى من قضاء الله وقدره الذي نؤمن به ونتعلم من دروسه وأحداثه، وأقول ذلك ابتداءً لكيلا يفهم أهل الباطل والمنتشون بهزيمة حزب الإيمان وعباد الله المؤمنين الذين يريدون عودة "الإسلام الصحيح" إلى مصر العزّة والكرامة التي أعزّها الله بالإسلام وكرّمها على سائر البلاد بأن ذكرها مرتين في كتابه الكريم ولكيلا يفرحوا كثيراً وإنما ليبكوا كثيراً في جهنم كما وعدهم الله تعالى في الآخرة فإن هدم الكعبة أهون عند الله من قتل امرءٍ مسلم فكيف بما فعله السيسي ونظامه وجنوده الذين استعبدهم "فرعون مصر الجديد" فقتلوا إخوانهم وأبناء شعبهم فما أعظمها من عقوبة عند الله نبشرهم بها خالدين مخلّدين في نار جهنم.. إن لم يتوبوا قبل فوات الأوان! إن هذه العودة وهذا الاستمرار في الكتابة لكي نقول لأهل الباطل في مصر ومن عاونهم من دول الخليج وغيرهم من أهل الفساد الذين لا يريدون عودة الإسلام الصحيح لمصر ولا لسائر بلاد المسلمين.. بأننا صامدون ضدهم في جهادنا بالكلمة حتى يحصحص الحق ويزهق الباطل وتعود الكرامة والحرية والعدالة لشعب لمصر وغيرها من بلاد المسلمين وذلك عندما يُطبّق الإسلام وتعاليمه وأحكامه كما أمر بها الله ورسوله لا كما تريده أمريكا وأتباعها من إسلامٍ معدوم الملامح، ممسوخ المبادئ، متناقض القيم، مهزوز السيادة، مسلوب الكرامة. وأقول ذلك أيضاً لإشعال جذوة الحماس في نفوس الأمة برجالها وشبابها ونسائها وأطفالها عامة ولحملة الأقلام من الكتّاب والإعلاميين خاصة بأننا نخوض معركة ضد جيوش من الخونة والمرتزقة والمهزومين عقائدياً وفكرياً وأخلاقياً ممن انحازوا مع الانقلاب في مصر واصطفوا في صفوف الأعداء الذين أسهموا في تأييد الانقلاب ونصرته، فنحن وإياهم في معركة ذات صولات وجولات، فإن كانت الغلبة لهم في جولة أولى فلن تكون لهم الغلبة في الأخرى بإذن الله تعالى، بل سيُدحرون ويُهزمون، قال تعالى (سيُهزم الجمع ويولّون الدبر). وقد يقول قائل: ما شأنك أنت بمصر وشؤونها الداخلية؟ فأقول له كما أقول لأي فلسطيني باع أرضه وخان وطنه، بأن مصر تهمّنا كما تهمّنا فلسطين وسائر بلاد المسلمين، ففي نهضتها نهضة للأمة وفي بيعها لأعداء الأمة تواطؤ وخيانة وخسّة ممن يرضى أن يغتصب الأعداء بلاده ويسرقوا خيراتها ويقتلوا شعبها ويعيثوا فيها ظلماً وفسادا كما فعل الخونة من الفلسطينيين ومن عاونهم من العرب في عملية تسليمها للصهاينة تحت مسمّى "عملية السلام" التي ينبغي تسميتها بعملية "الخيانة والاستسلام". وأذكر أن الشيخ العلّامة يوسف القرضاوي قال في إحدى دروسه في الدوحة بأن مصر قد تجد فيها أحسن قارئ للقرآن وأحسن عالِم وفقيه وأحسن داعية وخطيب وفي المقابل فإنك قد تجد فيها كذلك أحسن راقصة وأحسن طبّال وهكذا دواليك من الذين تميّزوا في الفساد والإفساد، فهاهي مصر اليوم يحكمها فرعون آخر يحترف الخيانة والعمالة بعد أن كادت تعرف طريق العدالة والحرية والنهضة على يد الرئيس محمد مرسي لكن فرعون هذا قد "عضّ اليد التي امتدت إليه" وعاونه في ذلك أسوأ الخلق وشرارهم في مصر من المطبّلين والزمّار والحرامية في السياسة والإعلام والفن وسائر المجالات. وهاهو التاريخ يأتي مجدداً بشخصيات "تلبس نظارات سوداء" برزت في مصر ولكنها أفسدت فيها وأعادتها للوراء! فهاهو السيسي يعيث فساداً في "الحكم والسياسة" كما فعلت أم كلثوم في "الفن والطرب" وطه حسين في "الفكر" ونجيب محفوظ في "الأدب" الذين لا يمثلون الوجه المضيء والمشرق من تاريخ مصر ونهضتها، آملين أن نرى علماء ورجال مخلصين لوطنهم لايخافون في الله لومة لائم كالشيخ عبدالحميد كشك الذي كان فاقداً للبصر ويلبس نظارة سوداء ولكنه يرى الحق ولا يخشى الباطل لأنه يرى بنور البصيرة والإيمان ما لا يراه السيسي وجنوده وأعوانه من أصحاب النظارات السوداء الذين يستحقون الدعاء عليهم بمقولتنا المحليّة والخليجية المعروفة "سوّد الله وجهك".
2635
| 20 فبراير 2014
بقدر ما تبدو الصورة الآن في مصر سوداء قاتمة لا تبشر بخير على الإطلاق نظراً لجرائم قوات الاحتلال الصهيوني..عفواً أقصد قوات الأمن والجيش المصري بقيادة العميل الخائن عبدالفتاح السيسي.. بقدر ذلك السواد كلّه - كسواد نظارة ذلك العميل الخائن - إلا أن النصر دائماً ما ينجلي بعد بلوغ الظالم ذروته في الظلم والطغيان وبلوغ المظلوم ذروته في الصبر والاحتساب، فقد بلغ الحد بالسيسي بأن يقتل الآلاف من أبناء شعبه وأن يحرق جثث الشهداء بل ويمنع دفن ما تبقى من تلك الأجساد الطاهرة وأن يحاصر المساجد "بيوت الله" ويعتقل كل من احتمى بها بل ويعلي من شأن الكنيسة وينصر حملة الصليب على حملة "كتاب الله" في مصر.. بلد الإسلام والعروبة. لقد أنشأت "القاهرة" لتكون عاصمة " للمعز لدين الله " الذي جعلها عاصمة في عهده آنذاك وقد سمّيت بذلك لتكون "قاهرة الأعداء" مستعصية عليهم وقويّة منيعة ضد كل عدوان خارجي!! فإذا بها اليوم وللأسف تصبح عاصمة " للمعادي لدين الله " السيسي الذي خان العهود وتواطأ مع الأمريكان والصهاينة للاستيلاء على الحكم وقهر شعبه بدلاً من أن يقهر أعداء مصر والإسلام، كل ذلك في سبيل أن ينجز المهمة التي أوكلت إليه من قبل أسياده الأمريكان الذين أمروه بالانقلاب أو من قبل بعض دول الخليج التي دعمته بالأموال، لكي يطيح بحكم الرئيس الشرعي محمد مرسي الذي اختاره الشعب المصري لأول مرة في تاريخ مصر لتعود مصر إلى سالف عهدها من الفساد والظلم والطغيان والسلام مع الكيان الصهيوني الأمر الذي سيعزز بقاء الداعمين للانقلاب في السلطة لأطول فترة ممكنة، فالأمريكان يفعلون ذلك إرضاءً لليهود وبعض حكام دول الخليج يفعلون ذلك إرضاءً لليهود والأمريكان وتلبية لشهواتهم ونزواتهم التي تعظّم كراسي الحكم أكثر من تعظيمهم لله تعالى. إن الأمر اتضح بما لايدع مجالاً للشك في أن تلك المؤامرة على الإسلام والحرب على الإسلاميين في مصر التي كانت أقرب لإنجاح ثاني تجربة لحكم الإسلاميين بعد تجربة تركيا.. اتضح بأن التواطؤ العربي يزيد في تقديم ولائه للغرب أكثر وفي تقديم القرابين لهم بل وإن لزم الأمر إذلالاً وامتهاناً لكرامتهم فإن ذلك يرخص في سبيل التخلص من حكم الإسلاميين الذين أصبحوا بدورهم يواجهون عدوّين قاسيين، أحدهما في الخارج والآخر أشد وأكثر عداوة منه في الداخل. إن المعركة الآن أصبحت متعددة الجبهات لدى الإسلاميين بشكل عام فالغرب والصهاينة من جهة ومعسكر المنافقين الطائفيين الحاقدين في ايران والعراق وسوريا ولبنان "حزب الشيطان" من جهة ومعسكر الحكّام الطغاة المتمسكين بالكراسي والموالين للكفار والمشركين من دون المسلمين والمسالمين للصهاينة المعادين للفلسطينيين بشكل عام والمجاهدين منهم بشكل خاص، وهذا التعدد في الجبهات الذي لخّصه بعضهم في أن الأمة تواجه ثلاثة حروب في نفس الوقت: المشروع الصهيوني الصليبي والمشروع المجوسي الرافضي والمشروع العلماني الليبرالي.. كل تلك المشروعات تشترك معاً في عدائها لكل ماهو إسلامي أو يطالب بالعودة إلى الإسلام في شتى مجالات الحياة وبالأخص في الحكم!! حيث يوجد خط أحمر دموي عريض يستعد الحكام العرب فيه للتضحية بآخر جندي أو شرطي من قوات جيشهم أو داخليتهم للحيلولة دون تداول السلطة أو إعطاء فرصة للإسلاميين أن يعيدوا الإسلام إلى الحكم. ففي حين يقوم أردوغان بجهود عظيمة وواضحة منذ سنوات للقضاء على العلمانية في تركيا وعودتها للإسلام من جديد.. يقوم بعض حكّام العرب ودول الخليج تحديداً بجهود عظيمة وواضحة كذلك منذ سنوات للقضاء على الإسلام في دولهم وتطبيق العلمانية الغربية المغيّبة للدين عن جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كلّنا يخشى أن تصل معاداة الإسلاميين بشكل عام والإخوان المسلمين بشكل خاص إلى ذروتها بالقتل والاعتقال والقمع والتعذيب وعندها ستتحوّل مصر إلى ساحة معركة بين الإسلاميين وبين كل المعسكرات المعادية لهم، ولن يقف الأمر على ذلك بل ستمتد المعركة إلى كل من ساهم في إشعال تلك الفتنة ممن أيّد الانقلاب أو ساهم فيه أو دعمه بماله أو بموقفه وستبدأ بعدها حرب أخرى ربما يشارك فيها أطراف أخرى ممن عانت من ظلم وقهر أولئك الحكّام الطغاة الذين حتماً سينحازون إلى صفّ المطالبين بعودة الإسلام لتحقيق العدل والمساواة من جديد، وستتضاعف أعداد المواجهين لهم وستتعدد جبهاتهم ولن يعرفوا حينها معنى الأمن والأمان كما سلبوه من شعب مصر، وحينها سيتذكّر الطغاة جيداً بأنه كان خيراً لهم أن ينصروا الرئيس محمد مرسي ويؤيدوه ليخلدهم التاريخ ضمن الشرفاء الأحرار بدلاً من أن يحاربوه فيكونوا ضمن العبيد الأذلّاء.. وحينها سيكونون قد خسروا "الدنيا والآخرة" معاً.. لتواطؤهم ضد مصر .. أمّ "الدنيا".
469
| 22 أغسطس 2013
إذا كانت ثورات الربيع العربي التي اندلعت في تونس ومصر وليبيا واليمن قد كشفت لنا حقيقة أولئك الطغاة من الحكّام العرب الذين سرقوا خيرات بلادهم وحاربوا الإسلام ومظاهره في أوطانهم فإنّ ما حدث – ومازال - في البحرين من أحداث شغب وتخريب قد كشف لنا أيضاً حقيقة المنافقين في هذه الأمة ممن كانوا ينتسبون إلى الإسلام ظاهراً وهم يحاربونه سرّاً وجهراً في كل زمان ومكان، وقد بدا ذلك جليّاً وواضحاً من خلال ثورة سوريا المباركة بلاشك فلقد انكشفت إيران بوجهها القبيح ومخططاتها التي تضاهي مخططات الصهاينة في عدائها للإسلام حيث افتضح أمرها وأمر أذنابها وأتباعها في العالم الإسلامي وعلى رأسهم حزب "الشيطان" الإيراني اللبناني وكذلك جيش المهدي ومقتدى الصدر ونوري المالكي من المحسوبين على العراق والموالين لإيران وكذلك الحال بالنسبة لعناصرها وجنودها في دول الخليج العربي الذين انكشف ولاؤهم وانتماؤهم لتلك الطائفة الحاقدة على الإسلام والمسلمين، وهاهو الانقلاب على الشرعية في مصر وعزل الرئيس الشرعي محمد مرسي يكشف لنا كذلك حقيقة أولئك العملاء الذين يسعون لإرضاء الصهاينة والأمريكان وتنفيذ مخططاتهم بعد أن باعوا أوطانهم وكرامتهم وشرفهم من أجل ذلك وجاءوا لانتزاع الشرعية من الرئيس محمد مرسي بعد أن فشلوا في العملية الديمقراطية لينتهي بهم المطاف لتطبيق الديكتاتورية تحت إشراف الليبرالية والماسونية والصهيونية العالمية.. وبتمويل كريم وسخي من أموال دول خليجية!! والواضح أن العامل المشترك في كل تلك الأحداث هو اجتماعها على "محاربة الإسلام" سواء في مظاهره وعباداته أو في تطبيق شرع الله أو الحكم بما أنزل الله أو تحقيق الولاء للمؤمنين والبراء من الكفار والمشركين أو سائر جزئيات هذا الدين العظيم الذي يحرم علينا أن نأخذ ببعضه ونترك بعضه من أجل مصالحنا وشهواتنا، ولهذا فإن ما حدث في مصر ومازال يحدث قد أكمل بشكل واضح تلك السلسلة المتشابهة في عدائها للإسلام رغم اختلاف أهدافها الكبرى، فعلى سبيل المثال إيران تريد إعادة أمجاد دولة الفرس المجوسية الشركية من خلال زرعها للفتنة وإثارتها للأزمات بل ومشاركتها في قتل المسلمين في العراق وسوريا ولبنان وكل مكان، وكذلك الطغاة الذين أسقطتهم أو أزاحتهم الثورات العربية المباركة بالنفي أو السجن أو القتل فإنهم كانوا يحاربون الإسلام ومظاهره في دولهم من أجل تدعيم حكمهم الديكتاتوري الدموي المستبد والناهب لخيرات البلاد والعباد فضلاً عن كونهم مأجورين لدى الاحتلال الأجنبي وينفذون أجندة أعداء الأمة بشكل يفوق ما يطلبونه ويطمحون إليه، وكذلك الحال فيما حدث من انقلاب على الشرعية في مصر فقد تبين بوضوح تام حقيقة العملاء الذين يسارعون لتنفيذ أجندات الصهاينة والأمريكان من أجل ضمان أمن إسرائيل من جانب في مقابل ضمان بقائهم في الحكم واستحواذهم على أموال وخيرات البلاد والعباد وهو ما كشفته الأحداث بعد إعلان الانقلاب العسكري في مصر، فلقد تساقطت الأقنعة تلو الأقنعة عن الجزء الأخير والبقية الباقية من الخونة في هذه الأمة والعملاء للصهاينة والأمريكان والروس والفرنسيين وسائر أعداء الإسلام، فلقد ظهروا أمام الملأ يقدمون القرابين تلو القرابين والتنازلات تلو التنازلات من أجل رضا أسيادهم عنهم لكي يضمنوا بقاءهم في السلطة، ذلك لأن حكم الإسلاميين يعني بداية النهاية لحكمهم المبني على قواعد من الظلم والقهر للناس والسرقة والنهب للأموال والفساد والتخريب للبلاد. إن ما يجري على أرض مصر الآن هو محاربة واضحة للإسلام رغم محاولات الانقلابيين ومن والاهم لإظهار الصورة خلاف ذلك، فما حدث من إغلاق لقنوات "إسلامية" تدعو إلى الله وإلى الفضيلة والأخلاق في مقابل السماح لقنوات العهر والدعارة الفنية وقنوات الكذب والتزييف الإخبارية يؤكد تلك الحرب على الإسلام لا على الرئيس محمد مرسي ومؤيديه كما يزعمون، كما أن الشروع في إغلاق المساجد والتضييق على الدعاة والاستهزاء بهم بل واعتقالهم وزجّهم في السجون ليؤكد أنها حرب شعواء على الإسلام، وما يفعله الليبراليون والماسونيون والعلمانيون إلى جانب المسيحيين المتعصبين بالمسلمين المتمسكين بدينهم في مصر من تضييق واستهزاء وإقصاء إنما يؤكد محاربتهم للإسلام وحقدهم عليه، وما يفعله الموالون للأمريكان والصهاينة من بعض حكومات الخليج واتفاق وتوافق على محاربة مظاهر الإسلام في مصر إنما يظهر مدى رعب تلك الحكومات من تطبيق شرع الله تعالى وحكمه حيث سيزول على إثر ذلك حكمهم وتحكّمهم في أموال وحريّة العباد وفسادهم وظلمهم في البلاد، ولهذا فهم يستميتون ويدفعون الأموال الطائلة لضمان استمرارهم وبقائهم في كراسيهم وإن لزم الأمر التعاون مع الأمريكان والصهاينة بل وخدمتهم والإذلال لهم. إن ما حدث ومازال يحدث من عداء وحرب على الإسلام لابد أن يواجه بانتفاضة "إسلامية" في كل بلاد المسلمين للحفاظ على راية هذا الدين عالية وللمطالبة بتحقيق شرع الله وتحكيم أوامره في كل شؤون الحياة بلا استثناء – لا كما يريده الطغاة بأن يقتصر الإسلام في المظاهر العامة دون الاقتراب من الحكم والسياسة – فالبقاء لهذه الأمة مرتبط بمدى حفاظها وحرصها على إقامة دين الله والدعوة إليه وخلافة الله على أرضه، ومتى ما تقاعست الأمة أو تهاونت فإنها أهون ما تكون على الله تعالى حين يأخذها أخذ عزيز مقتدر ويستبدل بها قوماً آخرين ينصرون دين الله ويعلون كلمته، فما أحوجنا اليوم في كل بلاد الإسلام إلى "انتفاضة إسلامية" حقيقية لا لترفع السيوف وتشهر البنادق في وجه إخواننا المسلمين وتترك أعداء الله من الكفار والمشركين وإنما لتطالب بإقامة شرع الله وتقاوم كل من يحارب الدين - ممن ينتمون للإسلام وممن لا ينتمون له - باليد.. ثم اللسان.. ثم القلب.. وذلك "أضعف الإيمان".
445
| 08 أغسطس 2013
تسمع بين الحين والآخر بعض الأصوات المنكرة التي تدّعي – زوراً وبهتاناً – بأن الرئيس الشرعي "المعزول" محمد مرسي قد فشل في إدارة الدولة في مصر وهو الأمر الذي عجّل في المطالبة بإسقاط حكمه من قبل أدعياء الديمقراطية من الليبراليين والعلمانيين وغيرهم من أعداء الدين الذين لا يريدون لمصر أن تكون بلداً إسلامياً ولا يريدون للشريعة الإسلامية أن تطبق فيه، وهو الأمر الذي عجّل حدوث الانقلاب العسكري "الخائن" من الجيش المصري بقيادة السيسي وبتخطيط صهيو أمريكي واضح وبتمويل خليجي خبيث. ولو افترضنا جدلاً أن فشل رئيس ما هو مبرر لإعطاء الذريعة لكل الذين فشلوا "انتخابياً" وفق العملية الديمقراطية التي يتحدثون عنها ويطالبون بها ولكل عملاء الوطن من أن ينتهزوا تلك المسألة في الاستحواذ على الحكم بالقوة العسكرية والتواطؤ مع كل أعداء الوطن من أجل أن يفوزوا رغم سقوطهم وأن ينتصروا رغم هزيمتهم، فلو كان الفشل هو المبرر لكل ذلك لكانت الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من الدول الكبرى في العالم ساحة للانقلابات العسكرية والتغييرات الديكتاتورية نظراً لأن العديد من رؤساء الدول فيها جاءوا بعد حملات انتخابية وعدوا فيها الناخبين ببرامج اقتصادية واجتماعية وسياسية وغيرها ولكنهم لم يحققوا من تلك البرامج والوعود شيئاً يذكر، ولكن الأمر لا يجري هناك كما تريده أمريكا والغرب أن يجري في مصر وفي دول العالم الثالث، حيث يستمتعون بضرب القيم الأخلاقية والمبادئ الديمقراطية عرض الحائط، بما يملكونه من أدوات خبيثة لتغيير اتجاه اللعبة حسب ما يريدون ووفق ما يشتهون، وأهم تلك الأدوات هي تلك العناصر "العميلة" و "الخائنة" لوطنها ولدينها التي تساعدهم في تنفيذ مخططاتهم من أجل منصب أو حفنة من الأموال يبيعون من أجلها كل شيء ممكن.. حتى وإن كان شرفهم وكرامتهم. إن مصر بلدٌ عظيم بلاشك وإدارة الحكم في بلد مثله ليست بالأمر الهيّن ولا اليسير، ولكن البعض يرى أن من الأخطاء التي فعلها الرئيس محمد مرسي أنه كان متهاوناً بل وطيّباً جداً مع تلك الفئة "الضالة" والخارجة على القانون من الشعب المصري التي أرادت أن تعيش على السرقة والرشاوى – كما هو حال أغلب رجال القضاء والأمن والجيش في الدولة القديمة والحكومة السابقة - وعلى الانحلال والدعارة – كما هو حال أغلب أهل العفن الفني من الممثلين والممثلات بالإضافة إلى العاملين في مجال الإعلام بشكل عام – وعلى الكذب والتضليل – كما هو حال أغلب العاملين في قنوات التلفزة المصرية والإخبارية منها تحديداً – كل تلك الفئات كان واضحاً أن الرئيس محمد مرسي لم يتعامل معها جيداً بالشكل المطلوب من الردع والزجر لانشغاله قطعاً بأولويات الدولة الكبرى مثل معالجة مشكلات الخبر والكهرباء والغاز فضلاً عن الانشغال بمشاريع النهضة الاقتصادية التي كان يعكف عليها كما في مشروع قناة السويس أو سد النهضة على نهر النيل فضلاً عن العمل على وقف تصدير المنتجات الغذائية من أجل الاكتفاء المحلي ولإدارة عجلة التنمية محلياً وإنعاش الصناعة المصرية من جديد في كل المجالات، وهو في حدّ ذاته هدف عظيم يتطلب جهوداً جبّارة وعملاً متواصلاً ولكن أعداء مصر في الخارج والداخل لا يريدون لمصر الخير ولا أن تنهض من جديد لذا قاموا بتحريك رموز الفساد مثل البرادعي وعمرو موسى من أجل "التخريب" على جهود الرئيس وإيقاف مساعيه في هذا الاتجاه، ولكنهم لم يجدوا من الرئيس محمد مرسي ذلك الالتفات إلى "نعيقهم" و "نباحهم" فأخذوا يستميلون الشارع ويحدثون المزيد من الغوغائية والفوضى مستميلين في طريقهم كل سارق وكل فاجر فلم يتبعهم في دعواهم تلك أي عاقل أو شريف، وهذا شأن الإسلام عموماً فخصومه هم في الغالب من الكفار والمشركين والمنافقين - الذين لا يؤمنون بإله أو يعترفون بدين - أو من الفجّار وأهل الفسق والمجون من الذين لا يريدون للدين أن يحدّ من شهواتهم الحيوانية ولا من غرائزهم البهائمية. (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) حفيظ لما استودعتني وعليم بما وليتني، إنها تزكية يوسف عليه السلام لنفسه عندما وجد أنه الأفضل في تولّي شؤون مصر والمحافظة على خزائنها وخيراتها، وكما قيل في مدح موسى عليه السلام (إن خير من استأجرت القوي الأمين) حيث اجتمعت فيه القوّة والأمانة، فالقوّة مطلوبة في الحكم وفي إدارة شؤون البلاد والعباد ولكنها إن لم تحجمها الأمانة والمسؤولية على أموال الناس فقد تكون قوّة طاغية متجبّرة كما هو شأن أغلب الحكّام قديماً وحديثاً، وهو ما كان ينقص – من وجهة نظري – المشروع أو التغيير العظيم الذي كان ينوي الرئيس محمد مرسي إحداثه في مصر حيث كان يتطلب ذلك التغيير سلسلة من الحزم والردع والقوّة تستخدم أمام تلك القوى الظلامية الغوغائية الفوضوية التي كانت تسبب الفتنة بين الشعب وكانت تحرّض على الرئيس محمد مرسي ولم تجعله قادراً على التركيز في إدارة الدولة ناهيك عن أن تلك الفوضى لم يكن مقصوداً منها إلا تعطيل مسيرة النهضة وتضليل الرأي العام والتحريض على الرئيس الشرعي وبالتالي فإن العلاج الصحيح معها هو القوّة بكل ما تحمله هذه المعاني من مضامين سواءً بالتضييق عليها أو عزلها ومنعها أو اعتقالها ونفيها إن لزم الأمر، وكما نقل عن عبد العزيز الرنتيسي رحمة الله عليه حين سئل عن خوض حركة حماس للانتخابات (سنخوض الانتخابات حينما تكون بنادقنا قادرة على حماية الصناديق) وقد حدث فعلاً ما كان يخشاه الرنتيسي من ضياع الأصوات وضرب للديمقراطية عرض الحائط عندما فاز الإسلاميون في الحكومة الفلسطينية وحظي إسماعيل هنية برئاسة الوزراء ووقف سداً منيعاً في وجه عملاء الاستسلام للعدو الصهيوني الذين لم يعجبهم الوضع بالطبع فأطاحوا بتلك الحكومة المنتخبة، الأمر الذي استدعى بعد ذلك أن تقوم حركة حماس بفرض سيطرتها على قطاع غزّة وقادها إلى مزيد من العداء والحروب مع الصهاينة وعملائهم في الجانب الفلسطيني، ولهذا فإن الإسلاميين في مصر يعيشون تجربة مماثلة لما حدث في غزة والجزائر وتركيا، ولهذا فإن الحركة أو الصحوة الإسلامية يجب أن تتسلّح بالقوّة المطلوبة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) لضمان تحقيق العدالة والنهضة وتطبيق شرع الله في الأرض في حال تولّي الحكم مجدداً بإذن الله في مصر وفي سائر بلاد المسلمين.
690
| 02 أغسطس 2013
لاتزال أنظار المسلمين وقلوبهم ومشاعرهم تتجه إلى مصر الكنانة حيث يتطلعون لأن ينتصر الحق فيها على الباطل وأن تعود الشرعية للرئيس المنتخب محمد مرسي الذي وجد فيه ملايين المسلمين مثالاً للحاكم المسلم العادل الذي جاء باختيار شعبه طواعية لا كرهاً كسائر حكام المسلمين بعد أن أوشكوا أن يفقدوا الأمل في وجود هذا الحاكم الملتزم بتعاليم دينه والحافظ لكتاب ربه والراغب في تطبيق شرع الله تعالى ورفع الظلم عن الناس ونشر الخير في المجتمع والإصلاح في الأرض. (ذروني أقتل موسى).. قالها فرعون لقومه وأتباعه وبطانته كي يحصل منهم على موافقة وتأييد لارتكاب جريمته وقتل نبي الله موسى عليه السلام بعد أن أظهر الله الحق على يديه وبرهن لهم بالحجة والآيات الكبرى بطلان ما يعتقدون وزيف مايعبدون كما أظهر للملأ من قوم فرعون بطلان مقولته (أنا ربكم الأعلى).. فأي رب هذا الذي يقف عاجزاً عن الانتصار على موسى عليه السلام رغم استعانته بكل ساحر عليم، الأمر الذي ارتدّ عليه وجعل السحرة يؤمنون بالله تعالى أمام عينيه وعلى الملأ، وهاهو الخائن السيسي يظهر على الملأ ليقول لأنصاره وأتباعه "ذروني أستخدم القوة ضد المعارضين لحكمي وأقضي عليهم!" حيث خرج العميل القادم للرئاسة على ظهر دبابة عسكرية والمؤيد من الغرب ومن أعداء الدين في الخليج ليقول للناس "انزلوا إلى الشوارع يوم الجمعة حتى تعطوني الشرعية والأمر لاستخدام القوة ضد المؤيدين للرئيس محمد مرسي" بعد أن فشل في مخططه وخطته المرسومة له من قبل أسياده الأمريكان والصهاينة وبعد أن أثبت الشعب المصري المؤمن بأنه لا يرغب إلا في عودة الرئيس محمد مرسي الذي اختاروه بأغلبية وأرادوه حاكماً شرعياً لمصر التي عانت من ويلات الطغاة وحكم الفراعنة دهوراً من الزمن. إنها دعوة من السيسي لأعوانه وأنصاره - الذين فشلوا عبر صناديق الاقتراع - لأن يخرجوا للشوارع فتكون حرباً أهلية وبمثابة إعلان حرب على الفئة المؤمنة المسالمة في ميدان رابعة العدوية والنهضة وسائر ميادين ومدن مصر، وإنها لدعوة جاهلية معارضة لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تريد المزيد من الفتنة وإراقة الدماء ولكن بصورة قهرية جبريّة أكثر هذه المرّة، حيث لم يكتف السيسي والعملاء من أمثاله بقتل المصلين في صلاة الفجر ولا بقتل الأطفال والنساء المسالمين وإنما يريدها لتكون حرباً أكثر دموية وعنفاً ضد من يريدون لمصر العزة والكرامة بتمسكها بدينها وتطبيقها لشرع الله تعالى، فلقد لمس أعداء الأمة تلك الصحوة العظيمة التي بدأ الرئيس محمد مرسي في الدعوة إليها حين طالب بالقضاء على الفساد وعلى من يسرقون قوت الشعب المصري وبدأ يشن حرباً على رموز الفساد ويتحرك لاسترداد أموال مصر المنهوبة منهم، كما بدأ في الاهتمام بمشاريع التنمية في قناة السويس التي ستجني من ورائها مصر المليارات الطائلة وكذلك بالاعتماد على الموارد المحلية في القمح والدقيق والقطن وغيرها بعد أن كانت تصدر للخارج ويعاني المصريين في الداخل من البطالة حيث طالب بأن يعتمد المصريون في طعامهم ودوائهم وسلاحهم على أنفسهم وهو الشيء الذي فعله الرئيس محمد مرسي ويحاربه الذين تمرّغت أنوفهم في التراب إرضاءً لأعداء الأمة، والعجب أن مايحدث في مصر الآن هو أمر لايعقل من التناقضات والتجاوزات الخطيرة، فعندما حذرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ممن كان قبلنا "إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" ولكن مافعله هؤلاء تجاوز النهي والتحذير إلى أنهم قاموا برفض حكم الحاكم المسلم العادل الصالح فيهم والمحافظ على أموالهم وثروة بلادهم وانقلبوا عليه وسجنوه بينما تركوا المجرمين السارقين الخونة يحكمونهم ويعيثون في مصر فساداً. ولا يزال الخونة والانقلابيون يتهمون الإسلاميون والإخوان المسلمين بكل صفة ليست فيهم افتراءً على الله وإرضاءً لمن دفعوا لهم وأمروهم بتلك الخيانة العظمى، ولهذا صدّقهم كل "متحامل" أو "حاقد" أو "كاره" لتطبيق شرع الله، ولهذا فإن الحرب على الإسلاميين عموماً والإخوان المسلمين خصوصاً بدأت قديماً عندما أدرك الطغاة أن هذه الجماعة الوحيدة في الساحة تقريباً التي جمعت شمولية الإسلام ودعت إلى عودته من خلال تطبيق شرع الله في كافة نواحي الحياة دون إنقاص منه أو اجتزاء، حيث لم ينشغلوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حساب الجهاد في سبيل الله، ولم ينشغلوا بتعليم العقيدة وتصحيح التوحيد على حساب الحكم والسياسة، ولم ينشغلوا بالعبادة والذكر وطاعة الله عز وجل على حساب الدعوة إلى الله ونشر الإسلام، ولم ينشغلوا بالولاء والبراء على حساب تحكيم شرع الله والرضى بحكم الله ورسوله، إنها دعوة الإسلام "الوسط" التي فضّلت هذه الأمة لأنها تتخذه منهجاً لها، فالإخوان المسلمون وكل من ينادي بالوسطية لم يأت بشيء من عنده وإنما استمده من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله لو أن "الإخوان المسلمون" أو غيرهم أسقطوا شيئاً من الدين لحاربهم أغلب هذه الأمة، أما أن تجد أصواتاً معدودة تنتقدهم فهذا شأن الدعاة الذين يجدون في طريقهم من يسبّهم ويشتمهم بل ويتّهمهم ثم يعتقلهم، ووالله لو أن "الإخوان المسلمون" أو غيرهم لم يطالبوا بالحكم بما أنزل الله ولم يقتربوا من كراسي الطغاة لكانوا إذاً من أحبّ الناس وأقربهم إلى الطغاة وإنما اتخذهم الطغاة أعداءً لعلمهم بأن دعوتهم الشاملة تلك ستقضي على عروشهم وتزلزل الأرض من تحت كراسيهم. إن المشهد في مصر الحبيبة مقلق وخطير بسبب انقلاب السيسي وأتباعه وأنصاره على الشرعية ومطالبته مؤخراً أنصاره من المصريين "الشرفاء!!" بأن ينزلوا إلى الشارع وأن يعطوه الإذن بقتل "إخوانهم" من الشعب المصري، بينما كان الرئيس محمد مرسي يخاطب مؤيديه ومعارضيه بكل محبة وحسن خطاب، لكنهم استبدلوه بهذا الطاغية المجرم الذي يريد أن يعيد أمجاد الطغاة وأن يكون فرعوناً آخر في تاريخ مصر، وأن يعيد مصر إلى سالف عهدها من التخلف والفساد والظلم والاستبداد كي تبقى مصر بوابة أمان للصهاينة ومستعبدة ذليلة من قبل أمريكا بالتعاون مع أذنابها من الخونة والمنافقين من هذه الأمة. إن لهذا الدين ربٌ يحميه.. وإن للمصريين المؤمنين بربهم والمعتصمين بالملايين في ميادين مصر وشوارعها ربٌ يرى ويسمع سبحانه ما يكيده المجرمون لهم، وكما مكّن ليوسف عليه السلام في مصر فإن الله سيمكّن لهم في الأرض، وكما آمن قوم يونس عليه السلام بربهم بعد أن ذهب مغاضباً وكما آمن أهل المدينة بعد أن أوى الفتية من أهل الكهف إلى كهفهم، فإن الدين سينتصر.. والخلافة ستعود.. بعز عزيز أو بذل ذليل، وما علينا إلا الأخذ بالأسباب ونصرة هذا الدين بكل ما أوتينا من قوّة.. فإما حياة ترضي الإله وإما شهادة في سبيل الله.. وتلك أقصى الأماني.
994
| 27 يوليو 2013
بقدر ماكنتُ حزيناً جداً - كغيري من ملايين المسلمين في مصر بل ومئات الملايين في العالم الإسلامي - عندما وقع الانقلاب العسكري الغادر في مصر على الرئيس الشرعي المنتخب لأول مرة في تاريخ مصر العظيمة بقدر ما تملكتني شحنة من الإيمان بالله سبحانه وتعالى بأن الله سينصر عباده المؤمنين وأولياءه الصالحين وأن الله سيهيئ لهذا الدين من ينصره إن عاجلاً أو آجلاً بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل، سواءً بقي الرئيس محمد مرسي في الحكم أو تمت الإطاحة به من قبل فئة خائنة عميلة من الجيش المصري ومن ناصرهم من عملاء الصهاينة والأمريكان ومن دعمهم بماله ومساندته وتأييده من الداخل والخارج، فهذا الدين عظيمٌ خالدٌ لن يزول رغم كيد الكائدين، ولن يُهزم رغم غدر الغادرين بل سينتصر وسينتشر رغم أنوف الجبابرة والطغاة أجمعين. (رب ضارّة نافعة).. نعم إن المؤمن ليرى الخير في كل أمر يصيبه وفي كل شأن يعترضه، فإن كان خيراً فليحمد الله تعالى عليه وإن كان غير ذلك فإنه يصبر ويحتسب ويراجع نفسه ويسدد تقصيره ويصلح ما بينه وبين الله تبارك وتعالى حتى يرى الله منه خيراً وتقوى وترتفع درجة الإيمان في قلبه لتصل إلى ذروة القوة المتينة والمكانة العالية لكي يحارب بها الكفر وأهله والطاغوت وعبدته. من كان يصدّق أن يتحوّل ميدان رابعة العدوية وغيرها من ميادين مصر إلى ميادين يذكر فيها اسم الله كثيراً وأن يبتهل الناس فيها بالدعاء والتضرّع بأن ينصر الله الإسلام وأهله في مصر بل وأن تشهر فيه سيدة مصرية مسيحية إسلامها في واقعة غريبة نظراً لما شهدته مصر والعالم بأسره من حرب واضحة على الإسلام والمسلمين، فلقد شهدت الأحداث السريعة المتلاحقة بعد الانقلاب العسكري الغادر على الرئيس المصري محمد مرسي دلالات واضحة على أن المقصود من ذلك كلّه هو محاربة الإسلام ووصول الإسلاميين بشكل عام لأنهم يطالبون بالعودة إلى تحكيم شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بعد أن عاث الظالمون والفاسقون من الحكّام وأعوانهم في ديار الإسلام فجعلوها مباحة مستباحة للخمور والربا والزنا وسائر المحرّمات ومختلف المنكرات وأقاموا شريعة الطاغوت وحكّموا قوانين هيئة الأمم الجائرة وسائر القوانين الوضعية "الوضيعة" التي ما أنزل الله بها من سلطان وجعلوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم خلف ظهورهم، ناهيك عن موالاتهم للكفار والمشركين ومعاداتهم للمسلمين والمؤمنين. ما كان لنا أن ندرك مدى تلك الحرب القذرة التي يشنّها المعادون لدين الله لولا أن قام الخائنون في الجيش المصري بالانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، فلقد انكشفت لنا مدى حقارة تلك الوسائل الخبيثة التي ينتهجها أعداء الأمة من خلال شراء الذمم والضمائر بل وبيع الأوطان، فعندما عجزوا أن يقفوا في وجه أصوات من يريدون العودة لتطبيق شرع الله وفوجئوا برغبة عموم الناس في اختيار حاكم مسلم عادل يخاف الله.. هنا استشاطوا غضباً وحقداً فأخذوا يتخبطون يمنة ويسرة لحماية مصالحهم ومصالح أسيادهم من أعداء الأمة، لأنه بوصول الإسلاميين للحكم سيتغير الواقع المهين الذي تعيشه بلاد الإسلام، وسيؤمر فيها بالمعروف وينهى فيها عن المنكر، وستحرّم الخمور والزنا والربا تطبيقاً لحدود الله وستحارب سائر المحرّمات والمنكرات، وستتوقف الرشى والعمولات وأكل أموال الناس بالباطل ودون وجه حق، وستوزّع الثروات على المواطنين بشكل عادل ومنصف وسيؤخذ للفقير المظلوم حقّه من الغني الظالم وسيعم الخير وينتشر العدل والإيمان.. كل ذلك بالتأكيد لن يعجب أعداء هذا الدين في الخارج والداخل – ممن يزعمون بأنهم مسلمون - وسيكون وبالاً على الذين يعيشون ويقتاتون على سرقة أموال الناس بالباطل ويستأثرون بها ويخصّون بها أبناءهم وأسرهم الحاكمة وأتباعهم وبطانتهم الفاسدة من الذين يحكمون بأهوائهم وشهواتهم ويتبعون الطاغوت ويوالون أعداء الله من الكفار والمشركين. (رب ضارة نافعة).. نقولها ونقول الأفضل منها (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) صدق الله العظيم.. نعم لقد أبصرنا "الخير الكثير" من هذا الانقلاب العسكري الظالم على الرئيس محمد مرسي، فلقد وقع المجرمون في شرّ أعمالهم وكشف الله سترهم وفضحهم على الملأ بما لايدع مجالاً للشك في عدائهم للإسلام وتواطؤهم على بلاد المسلمين، فأمريكا بدت أكثر قبحاً وتبجحاً في نفاقها المعهود حيث أظهرت حرصها على أمن مصر وشعبها بينما هي التي أثارت الفتنة وأيدت بل وأمرت أذنابها في الجيش المصري بالانقلاب على الرئيس محمد مرسي لتزيح من طريقها كل من يعلن الجهاد أو نصرة إخوانه المسلمين بل وكل من يعتزّ بدينه ويظهر التزامه به، أما الجيش المصري فقد تعرّى فيه الذين كانوا يدّعون حماية وطنهم فإذا هم يحمون أسيادهم الأمريكان والصهاينة أكثر من دفاعهم عن وطنهم، أما أدعياء الحرّية والديمقراطية فقد كشف الله عمالتهم وخيانتهم بعد أن نصّبهم الأمريكان في حكومة مؤقتة مدفوعة الأجر ومنتقاة مسبقاً من الذين أظهروا ولاءهم وسمعهم وطاعتهم للأمريكان مثل المدعو محمد البرادعي وزمرته، كما كشف لنا هذا الانقلاب العسكري تواطؤ بعض المحسوبين على العلماء من علماء الأزهر الذين ظهروا مع عبدة الصليب وقت تسليم الحكم وفق المسرحية التي أعدتها لهم أمريكا أو كما يدّعون بـ"خارطة الطريق"، كما كشف لنا هذا الانقلاب خطأ بعض الإخوة وضلالهم الطريق "هداهم الله" ممن ادّعوا "السلفية" فتعاونوا ضد إخوانهم المسلمين وخذلوهم وكانوا سبباً في أن يؤتى العدو من جانبهم بعد أن أغراهم أعداء الأمة بالمناصب وبالمغريات، كما كشف لنا اعتراف بعض الأنظمة التي دعمت هذا الانقلاب بالمال والتأييد من الخارج وفضحت نفسها بمباركتها العاجلة للرئاسة الجبرية!! وفرحها بعودة النظام القهري الاستبدادي لشعب مصر. إن وراء هذا الانقلاب العسكري المستبد عدة رسائل غير مباشرة جاءت فاضحة لكل من اشترك فيه، أولها أن مدعيّة الديمقراطية في العالم "أمريكا" هي نفسها تدعم الديكتاتوريات وتؤيد ظلم الحكاّم لشعوبها وخاصّة إذا كان ذلك في مصلحة حبيبتها "إسرائيل"، وثانيها أن تلك الأنظمة التي باركت هذا الانقلاب هي نفسها تؤيد أن ينقلب الجيش على الحاكم! كما أنها تؤيد خيانة قادة الجيش لأوطانهم وكأنها ترضى لنفسها بطريقة تغيير الحكم هذه في بلادها!، وثالثها أن المصريين الذين أيدوا هذا الانقلاب على الشرعية وأيدوا تكميم الأفواه وإغلاق القنوات الإسلامية بعد عزل الرئيس محمد مرسي كما أيدوا عودة الإعلام الكاذب والقضاء الفساد والجيش المستبد فإنهم بذلك يحكمون على أنفسهم بنفسهم بمعنى أنهم قد أظهروا خيانتهم ونفاقهم فحريّ بأي حكومة وأي حاكم مسلم بعدها أن يُحكّم فيهم شرع الله أو ينفوا من الأرض خيانة لهم لدينهم ووطنهم، ورابعها أن الإسلاميين الذين هيأ الله لهم حكم مصر بعد هذه السنين الطوال من الظلم والقهر حريّ بهم ألا تأخذهم في الله لومة لائم بعد كل ما حدث، فلقد قال الله تعالى لنبيه يحيى (خذ الكتاب بقوّة) ليبدأ في تنفيذ أوامر الله وحكمه دون تردد ودون تلكؤ فلا يخاف في الله لومة لائم، فإن كان للإسلاميين كرّة – وستكون بإذن الله بعد عودة الرئيس محمد مرسي قريباً إن شاء الله – فلايجب عندها أن يتهاونوا مع الخونة من عناصر الجيش أو الفاسدين من القضاة أو الكاذبين من الإعلاميين أو الفاسقين من أهل الفن حتى يتطهّر المجتمع والدولة منهم ومن أمثالهم. أخيراً نقول كما قالت أمنا "أم المؤمنين" خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم "والله لا يخزيك الله أبداً" مطمئنة له، نقولها "اقتباساً لا تشبيهاً والعياذ بالله" للرئيس محمد مرسي – الحاكم المسلم الحافظ لكتاب الله والمحب لوطنه والمدافع عن حق الفقراء والمظلومين في مصر ولا نزكي على الله أحداً - ولكل من آمن بالله ورسوله وعمل صالحاً وجاهد لأن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.. والعاقبة للمتقين.. ولينصرن الله من ينصره.. والحمد لله رب العالمين.
786
| 19 يوليو 2013
لم يكن مشهداً تمثيلياً هذه المرة.. بل كان واقعياً محبوكاً بشكل احترافي جيد.. كتب السيناريو فيه الإدارة الأمريكية وأتباعها..وقام بدور البطولة فيه – وما هي ببطولة ولابرجولة - بعض الخونة من قادة الجيش المصري..وقام بإخراجه بعض رموز المعارَضة – بفتح الراء – والمعارِضة للحكم بشرع الله – بكسر الراء - والمنهزمة "عبر صناديق الاقتراع" والفاشلة "انتخابياً" مثل محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى ومن على شاكلتهم.. وقام بإنتاجه بعض المنتجين الغير مبالين بتكاليف الانتاج الباهضة التكاليف!!..طالما أن الهدف هو سقوط "الشريعة".. عفواً.. أقصد سقوط "الشرعية".. فأصبح في النهاية لدينا مشهد من مسلسل بوليسي/عسكري يمكننا تسميته بـ (ليلة القبض على الرئيس) أو (ليلة القبض على الديمقراطية). هاقد تجمع الأحزاب من أعداء الدين للإطاحة بالشرعية في مصر وبالرئيس الشرعي المنتخب لأول مرة وفق صناديق الاقتراع الحرّة لا المزوّرة بأيدي أدعياء "الديمقراطية الزائفة" ووفق اختيار غالبية الشعب المصري ورغبتهم في أن يحكمهم رئيس منتخب لأول مرة في تاريخ مصر، بعد أن التمسوا فيه الخير والصلاح وتقوى الله فيهم ورغبته في إعلاء كلمة الله في وطنه وتحكيم شرعه وتحقيق النهضة لبلاده واستقلالها من أحضان الأمريكان والصهاينة وكافة أعداء الإسلام. هاهم الأحزاب المتآمرون والحاقدون على مصر العروبة والإسلام والمناهضون لإقامة شرع الله فيها من العلمانيين والليبراليين من المصريين الخائنين لدينهم ووطنهم قد وضعوا أيديهم في أيدي أعداء الأمة من الصهاينة والأمريكان مدعومين بذلك بأموال حاقدة من بعض دول الخليج التي أعلنت عداءها الواضح والصريح لكل ماهو "إسلامي" ولكل صوت ينادي بتطبيق شريعة الله على أرض الله بعد أن كمّموا أفواه كل من طالب بذلك في بلادهم حتى تمادوا في معاداة الدين إلى محاربته في سائر بلاد المسلمين وفي مصر تحديداً بعد أن تعاونوا مع فلول النظام السابق "المعادي للإسلام" فنشروا الفوضى والفتنة بين شعب مصر ليقلبوا الموازين ويسقطوا "الشرعية" الممثلة في الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي كمرحلة أولى وتمهيداً لإسقاط "الشريعة" بعد ذلك ولعودة الظلم والفساد والمنكرات وكل ما حرّم الله. يخطئ كثيراً من يظن أن الحرب الدائرة الآن في مصر هي ضد جماعة الإخوان المسلمين وإنما هي ضد إرادة الشعوب الإسلامية في أن تعود إلى تحكيم شرع الله وأن يحكمهم حاكمٌ مسلمٌ عادلٌ يحكم بما أنزل الله ويتقي الله فيهم كما بدا ذلك واضحاً من دلالات وسمات تؤكد تحقق تلك الأمنية في شخصية الرئيس المصري "الشرعي" محمد مرسي – ولانزكي على الله أحداً – فالشعوب الإسلامية لاتريد أن تحكم بالطاغوت وبكل القوانين الوضعية الجائرة التي فرضها عليهم حكّام ظلمة أخذوا من الإسلام شكله وظاهره ولكنهم حاربوه في أوطانهم وضيّقوا على الناس إقبالهم على ربهم فأسقطوا الحدود وأمروا بالمنكر ونهوا عن المعروف واعتقلوا كل من يقف في وجه ذلك أو قال كلمة الحق في وجه سلطان جائر، ناهيك عن موالاتهم للكفار والمنافقين من أعداء الأمة وخنوعهم وخضوعهم لهم، ولقد كشفت الأحداث والبراهين والوقائع حقيقة العملاء والخونة لله ولرسوله ولوطنهم بعد تواطؤهم لإسقاط الرئيس محمد مرسي بانقلاب عسكري ديكتاتوري مؤيد من الأمريكان ومدعوم من عملائهم في الأمة، فلقد أظهر الله حقيقة هؤلاء العملاء وخيانتهم للأمة وكشف الله عوراتهم وولاءهم لأعداء الدين من الأمريكان والصهاينة بعد أن تواطأت قيادة الجيش المصري مع الأمريكان والصهاينة ومع بعض دول الخليج في الانقلاب العسكري على حكم الإسلاميين عموماً والإخوان المسلمين خصوصاً بعد أن وصلوا إلى الحكم بكل ديمقراطية حرّة وباختيار الغالبية العظمى من الشعب، وليس غريباً أن يبادر الجيش المصري بعد ذلك بإغلاق معبر رفح في أول ردة فعل يتخذها قادة هذا الجيش الوطني "الشرفاء!!" الذي عاشوا دهوراً من الزمن في عهد حسني مبارك ومن سبقوه خاضعين للإرادة والإدارة الأمريكية التي تأمرهم بحماية أمن اسرائيل والتضييق على إخوانهم الفلسطينيين نظير مساعداتها السنوية المهينة لمصر ونظير دعمها السياسي للحزب الحاكم وبقائه في السلطة طالما أنه ينفذ أجندتهم ويجثو على ركبتيه بين أقدامهم، فعندما فاز محمد مرسي بالرئاسة وهبّت ريح النصر والكرامة قادمة من أرض سيناء باتجاه فلسطين وخصوصاً في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزّة حيث انتفضت روح الجهاد في المصريين الشرفاء وفتحوا معبر رفح وساندوا إخوانهم في غزة بالدواء والغذاء والغاز فاندحر الصهاينة موّلين الدبر، هذا الموقف العظيم من الرئيس محمد مرسي تجاه القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الإسلامية الواضحة والمعادية للغرب ولكل من يتطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمعادية لإيران ولكل من يتطاول على أمهات المؤمنين والصحابة وغيرها من مواقفه البطولية والوطنية الشريفة كرغبته في استرداد أموال مصر المنهوبة بالإضافة إلى دعمه لمشاريع التنمية لقناة السويس التي ستدرّ أموالاً طائلة إلى خزينة الدولة - لا خزينة الرئيس أو الحزب الحاكم – بالإضافة إلى إفصاحه بضرورة الاعتماد على الداخل في تأمين الغذاء والدواء والسلاح .. كل ذلك كان مؤشراً لدولة تنهض من جديد بشكل مستقل وبخطى واثقة وبإرادة قوية منعزلة عن سيطرة أعدائها، ولهذا كله كان منطقياً أن توضع العراقيل في طريق هذا الرئيس المتمسك بدينه والمعتز بإسلامه منذ أول يوم حتى تتعثر خطواته ويتقهقر للوراء، واتضح ذلك جلياً من خلال أولئك الذين عطّلوا كل مشاريعه الإصلاحية بدءاً من توزيع الخبز وتوفير الغاز والكهرباء حتى مشاريع التنمية في سيناء وقناة السويس. نعم لقد نجح الجيش المصري في انقلابه على الشرعية وفي القبض على الرئيس المنتخب محمد مرسي في ليلة سوداء غادرة، فاحت فيها رائحة الخيانة لله ولرسوله وللوطن من أجل إرضاء الأمريكان والصهاينة ومن والاهم من حكّام المسلمين، وظهرت أمريكا في موقف الذي "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" لتظهر عدم رضاها بما يحدث من صراع وانشقاق في الشارع المصري الذي تفرّق بين مؤيد ومعارض، رغم أنها لم تكن حيادية أبداً عندما كثّفت لقاءاتها واتصالاتها بالجيش المصري وبقيادته بدءاً من لقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون منذ تسلم الرئيس مرسي وحتى الاتصالات الأخيرة للعملاء في الجيش المصري للبدء بتنفيذ الانقلاب العسكري المدعوم بأموال خليجية والقبض على الرئيس الشرعي في خطوة مشابهة للانقلاب على حكم الإسلاميين في الجزائر وفلسطين وتركيا، ولكنها إرادة الله النافذة وحكمة الله التي شاءت أن تكشف لنا خيانة وعمالة بعض أفراد الأمة من المنافقين والموالين للكفار والمشركين ضد إخوانهم المسلمين.. ولن يفرح أولئك كثيراً لأن النصر هو حليف عباد الله المؤمنين وأوليائه الصالحين.. فهو تمحيص وابتلاء لهم ليميز الله الخبيث من الطيب.. تمهيداً للنصر المبين وتمهيداً لتحقيق حكم الله وشرعه.. وعودة الخلافة الإسلامية الراشدة.. بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل .. ولينصرن الله من ينصره.. ويستجيب دعوة المظلومين.. ولو بعد حين.
526
| 16 يوليو 2013
ماتزال ثورة سوريا المباركة تعطينا المنح من وسط المحن وتمنحنا الأمل من وسط الألم وتكشف للأمة بأسرها خيانة بعض الحكام الطغاة والمنافقين من ورائهم وتكشف أقنعة الخونة ممن ينتسبون إلى هذه الأمة اسماً وظاهراً ويطعنونها من كل حدب وصوب في كل وقت وحين. فهذا الحزب الطائفي الحاقد المسمى "حزب الله" تعالى الله عما يصفون كذباً وزوراً وبهتاناً، فلا هو بحزب أصلاً لأنه "خلية" من خلايا دولة الفرس "إيران" المزروعة في جسد العالم العربي والإسلامي، ولا هو ينتمي إلى الله تعالى الواحد الأحد الذي لم يكن له كفواً أحد لا كما يزعم أهل هذا الحزب الضال في عقيدته المنحرف في أخلاقه المجرم في أعماله وأفعاله التي تقتل المسلمين منذ زمن بعيد تحت أجنحة الظلام ثم يظهر بعد ذلك المجرم المدعو بـ "السيد" حسن نصرالله - وللقب السيد تعريف خاص لدى الشيعة يعرفونه جيداً في إحدى طقوسهم المعروفة كذلك!! لا كما يستخدمه المحترمون الملقبون بهذا اللقب - ليتحدث عن المقاومة للاحتلال الإسرائيلي وما هو إلا كاذب دجّال يضمر الشر والحقد لأهل السنة في لبنان وكل مكان بخلاف ما يظهره من "سماحة" للمسلمين!! حين نجد أن "سماحته" وطيبته قد انغمست بين أقدام الصهاينة وتخضع القول والفعل لهم بينما تثخن القتل في صفوف المسلمين وقد ظهر ذلك جليّاً في معارك الشام التي أظهرت حزب "المنافقين" الموالين لدولة الفرس التي جندتهم لصفوفها للقضاء على دولة الإسلام بدءاً من طهران إلى بغداد وبيرت ثم إلى دمشق كمرحلة أولى للنزوح بعدها جنوباً باتجاه مكة والمدينة المنورة لا باتجاه القدس لتحرير الأقصى كما يزعم المنتمون إلى "حزب الشيطان". نعم إنه "حزب الشيطان" وبجدارة حيث استطاع أن يتغلغل في جسد الأمة الإسلامية لينشأ ويترعرع لا كما يترعرع موسى عليه الصلاة والسلام في بيت فرعون وهو يحمل إيماناً بالله تعالى لينشره بعد ذلك في دار المشركين وإنما العكس من ذلك، كما يترعرع المشرك الفاجر في دار قوم مؤمنين بالله ورسوله لينشأ بعدها عاصياً لربه ومخرّباً لداره ومؤذياً لجيرانه وقاتلاً لإخوانه، أو كما تترعرع الأفعى وهي تبدو ناعمة الجلد زاهية الألوان بينما تحمل في جوفها سمّاً قاتلاً تظهره بعد حين وتقتل به كل من يقترب منها، إنها وللأسف إيران ومن يتبعها من أحزاب وفرق ضالة كهذا الحزب الشيطاني الجاثم على أرض لبنان والمتحكم في كثير من قراراته والعابث بأمنه واستقراره والمستهزئ بحكومته وسلطته، فهو إلى إيران أكثر قرباً وأسرع سمعاً وطاعة، ولاعجب أن يتبع المدعو حسن نصرالله أوامر قادته وزعامته الشيعية في مدينة قم الإيرانية أو النجف العراقية حيث تلقى تعليمه "الشرعي"!! مابين هاتين المدينتين لا كما يفعل أهل السنة الموحدون لربهم الذين يتلقون علومهم الشرعية ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة!! لقد قالها الشيخ العلامة يوسف القرضاوي معلنة صريحة بأنه كان من بين الداعين للتقارب بين السنة والشيعة وذلك لصفاء نيته وشمول نظرته في البحث عن كل ما يقوي الأمة من ضعف ويجمعها من فرقة فقد أعلن أنه قد أخطأ وتراجع عن ذلك الطريق بعد أن ظهر له "خبث" تلك الطائفة التي تقول مالا تفعل وتعادي وتقتل من أهل السنة في كل مكان بدءاً من إعدامات إيران ومحاربتهم لأهل السنة والتضييق عليهم ومروراً بمحاكمات وإعدامات أهل السنة في العراق على يد خادم إيران المطيع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وكذلك جيش مقتدى الصدر أو "القذر" الذي يتحدث بلغة المحبة بين المسلمين وهو يقتل في أبناء السنة ويعاديهم ومروراً كذلك بالدجّال حسن نصرالله الذي أثخن القتل في أهل السنة في لبنان ثم تزعم صفوف "المقاومة" فجيّش جنوده باتجاه الشام لا باتجاه القدس كما يزعم كاذباً لنصرة نظام بشار الأسد الإجرامي والذي يشترك معه في طائفيته وحقده على الإسلام والمسلمين أكثر من زعمه مقاومته للكيان الصهيوني، حتى أصبحنا اليوم في العالم الإسلامي في مواجهة لكيانين حاقدين جاثمين في جسد الأمة العربية والإسلامية..الكيان الصهيوني..والكيان الصفوي. لقد سعت إيران منذ زمن طويل للفتنة ونشر مذهبها الشيعي الطائفي الحاقد على المسلمين والمتطاول على أمهات المؤمنين وعلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وماتزال تروج لمذهبها وتنشر في عقيدتها الضالة تلك متسترة تحت مكاتبها "الثقافية" الإيرانية وحسينياتها وأوكارها المنتشرة في العالم والمدعومة بميزانيات ضخمة أخذت عنوة من جيب الشعب الإيراني الفقير الذي نصب عليه أدعياء الدين فنهبوا ثرواتهم إما باسم الخمس وإما باسم التقرب إلى الأضرحة والقبور وإما باسم دعم نشر المذهب المنحرف عقائدياً والمشرك بالكثير من آيات الله وسنة نبيه..بل والمشرك في ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته. ستسعى إيران لدعم النظام السوري مابقيت وكما أعلن ذلك قادتها في السر والعلن وذلك لضمان زحفها نحو عواصم الإسلام واحدة تلو الأخرى بعد أن نجحوا بالاستحواذ على بغداد "عاصمة الدولة الإسلامية في عهد العباسيين" بالتواطؤ مع الأمريكان فهاهم يريدون الاستحواذ على دمشق "عاصمة الدولة الإسلامية في عهد الأمويين بالتواطؤ مع الروس والشيوعيين هذه المرة ومع الأمريكان والصهاينة وكل أعداء الدين. أخيراً وليس آخراً.. نحمدالله تعالى حمداً كثيراً على كل نعمة وعلى كل ابتلاء يقع بالأمة، فالنعمة يجب أن تزيدنا شكراً وثناءً لله سبحانه والنقمة يجب أن تعيدنا إلى الحق وإلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله ثم نلتفت إلى عيوبنا وأن نصلح صفوفنا بعد أن نخرج "المنافقين" من حزب "الشيطان" ومن على شاكلتهم أو الموالين للكفار وأعداء الإسلام من بيننا حتى يميز الله الخبيث من الطيب وحتى يستقيم الصف المسلم وتتطهر القلوب فتستحق نصرالله ومدده وجنده في الأرض والسماء..تمهيداً للنصر القريب بإذن الله تعالى..نحو فتح دمشق..وفتح القدس إن شاء الله.
675
| 04 يوليو 2013
من المؤسف أن يكون هناك اختلاف عجيب وتناقض غريب مابين اهتمامات وأولويات وتوجهات دول الخليج العربي "المتشاركة مع بعضها في الدين واللغة والكثير من القواسم والعوامل المشتركة" وبين توجهات الدول المحيطة بها من أعدائها في الخارج كإيران وأمريكا وإسرائيل وغيرهم آخرون. فبينما تهتم دول الخليج العربي - منذ استقلالها وخلاصها من الاحتلال الأجنبي فوق أراضيها وحتى وقتنا الراهن - بعقد الصفقات تلو الصفقات لشراء الأسلحة من نفس الدول التي كانت تحتلها في السابق أو من الدول الغربية بشكل عام والمعادية للإسلام والمسلمين بشكل لا يخفى على تلك الحكومات التي تدرك ذلك جيداً ولكنها لا تزال تعتمد على "عدوّها" في شراء أسلحتها وتجهيز جيوشها وتدريب جنودها كذلك.. بينما نجد الجانب الإيراني مثلاً يعتمد على نفسه غالباً في تصنيع أسلحته الثقيلة وصواريخه الطويلة المدى ناهيك عن مفاعلاته النووية وما خفي منها.. مستعيناً في ذلك بحلفائه من الروس والصينيين والهنود من الشيوعيين والبوذيين وغيرهم من أوليائه الملحدين والمشركين، فنجد أن إيران تمشي بصورة مختلفة ومعاكسة لاهتمامات وأولويات دول الخليج العربي في المجال العسكري فهي تتسلّح وتتحصّن لا من أجل شراء ما كسد أو فسد من أسلحة لدى حلفائها أو من أجل "سواد أو زرقة عيونهم" كما تفعل بعض دول الخليج بل تفعل ذلك من أجل تعزيز قوّتها الهجومية والدفاعية ومن أجل الاستعداد لأعدائها من أهل السنة الذين بدأت فعلاً في تصفيتهم وإبادتهم في إيران والعراق ولبنان وسوريا وفي كل مكان يستولون ويسيطرون عليه من أرض العالم العربي والإسلامي. وبينما تهتم بعض دول الخليج العربي بالمشي في نفق تقليد الغرب "شبراً بشبر وذراعاً بذراع" من خلال اهتمامها بتحرر المرأة تحت مسميات ضالّة وكاذبة مثل "مساواة المرأة بالرجل" وغيرها من المطالب التي يراد من ورائها خروج المرأة من بيتها وهجرها له وانسلاخها من حيائها وابتعادها عنه.. في مقابل ذلك نجد الفرس الإيرانيين قد ازدادوا تمسكاً بعقيدتهم رغم ضلالها وبحشمة نسائهم رغم شكليتها ومظهرها الفارغ.. ذلك لأنهم أهانوها بزواج المتعة وبفتاواهم الإبإحية لكل ما حرّم الله من سلوكيات منحرفة أو تصرفات قذرة. وبينما تهتم دول الخليج العربي في زيادة استثماراتها الخارجية وتنمية ثرواتها بشراء الأسهم والأراضي الإستراتيجية والحيوية والاستحواذ على حصص الشركات العالمية وغيرها من الصفقات المربحة نجد أن الجانب الإيراني يقوم بزيادة استثماراته وضخّه للأموال لدعم وتصدير الثورة في بلاد العالم الإسلامي وفي العالم بأسره من أجل نشر تلك الضلالات العقائدية والانحرافات الأخلاقية من خلال تلك الأموال الضخمة التي تؤخذ من ميزانية إيران سنوياً لبناء "الحسينيات" وتغيير عقيدة المؤمنين الموحّدين وإغراء الفقراء والمساكين بالأموال وتجنيد الجنود وتكوين الخلايا الإرهابية والأحزاب الطائفية الحاقدة والمعادية للإسلام والمسلمين كحزب الله اللبناني الإيراني وجيش المهدي العراقي الإيراني وغيرها بالإضافة إلى نشر الكتب والمراكز الثقافية الإيرانية في أنحاء العالم لتحقيق نفس الهدف والغاية. ولا نعيب على بعض دول الخليج أنها تستثمر ما فاض من ميزانياتها الضخمة وأموالها الهائلة طالما كان الهدف من ذلك مضاعفة الإيرادات وتنوع مصادر الدخل "فيما يوافق الشرع طبعاً لا من خلال الربا وما حرّم الله تعالى" ولكن العيب يكمن في عدم وجود أهداف ومبادئ ذات غايات نبيلة تؤطر ذلك كخدمة ودعم الاستثمارات في الدول الإسلامية وتشجيع الصناعة والتجارة والسياحة فيها حتى لا تذهب "أموالنا بيد أعدائنا" ولكن ما يحدث في الغالب أن تلك الأموال تنصب في خدمة الغرب بشكل عام وأمريكا بشكل خاص. بل إننا حتى في حال حدوث الكوارث والمآسي كالزلازل والفيضانات أو الهزات الاقتصادية والأزمات المالية نجد أن بعض دول الخليج العربي تدعم أعدائها وتغدق عليهم من المعونات والمساعدات بشكل مبالغ فيه إرضاءً لهم وتقرّباً منهم بينما نجد أن الجانب الإيراني يدعم أتباعه ومواليه في الخارج في أزماتهم ومشاكلهم كما حدث في أحداث البحرين ويحدث الآن في سوريا على سبيل المثال، فهم يدركون أن أموالهم يجب أن تصب في مصلحتهم وفي جيوب أفرادهم وأتباعهم أو فيما يحقق لهم المزيد من الانتشار والسيطرة. ولهذا يتضح لنا جلياً أن "العرب" في دول الخليج يفكرون بشكل مغاير عن الإيرانيين وأن ما بينهما من اختلاف في الاهتمامات والأولويات يميل بكفة "إيران" على كفة "العرب" ويرجح التسمية "المزعومة" بالخليج الفارسي على الخليج العربي، ومن المؤسف أننا نجد أن جزءاً من صفات العرب التي كانوا يتصفون بها كالشجاعة والمروءة والشهامة والكرم قد تلاشت واتجهت إلى غير وجهتها فأصبحت شجاعتهم وبطولتهم ضد شعوبهم وفيما بينهم بينما سلم منهم أعداؤهم الذين استحوذوا على كرمهم وجودهم وسخائهم بأموالهم وحسن ضيافتهم في الداخل والخارج.
402
| 16 مايو 2013
لغة الطمأنينة الدائمة التي كان يطمئن بها المسؤولون في دول الخليج شعوبهم بأنهم "بخير دائماً" وأنهم في منأى عن أي ارتدادات عكسية لأي هزّة أرضية تحدث في الجوار وفي منأى كذلك عن التأثر بانتشار أي فيروس جديد يصيب العالم وأنهم غير متأثرين نتيجة الأزمة الاقتصادية التي ضربت الكثير من دول العالم مؤخراً.. وآخرها أنهم غير متأثرين وفي منأى كذلك عن أي عواقب نتيجة اندلاع الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا والعراق.. هذه اللغة الرسمية اتضح بعد ذلك أنها في كثير من الأحيان غير مدروسة بالشكل اللائق الذي يؤكد للشعوب مصداقية حكوماتها فيما يتعلق بالأحداث المحلية أو العالمية. فلقد اهتزت المنطقة نتيجة الزلزال الذي ضرب إيران أكثر من مرة رغم تلك التطمينات من الحكومات والمسؤولين!. وانتشرت الكثير من الفيروسات وتوفي بعض مواطني دول الخليج نتيجة لإصابتهم بتلك الفيروسات الخطيرة رغم تلك التطمينات من الحكومات والمسؤولين!. وتعرضت المنطقة لعواقب كبيرة وتأثيرات متعددة وخسائر فادحة نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية أيضاً رغم تلك التطمينات من الحكومات والمسؤولين!. وتعرضت المنطقة للكثير من الاضطرابات نتيجة اندلاع الثورات العربية في بعض الدول العربية رغم تلك التطمينات من الحكومات والمسؤولين بأن دول الخليج لم تتأثر بتلك الأحداث!! إذن فنحن أمام وقائع وأحداث تحدث بشكل نسبي وجغرافي بعيداً عن المنطقة ولكن عواقبها تؤثر على المنطقة بشكل سلبي دون أدنى شك رغم تلك اللغة السائدة في الإعلام الرسمي أو التصريحات الحكومية، فمن المستحيل أن تنفجر قنبلة في مكان ما دون أن تنشطر وتصيب بعض شظاياها المنطقة المحيطة بموقع الانفجار بشكل عشوائي فإما أن تكون الخسائر مادية مباشرة أو معنوية غير مباشرة، وأبسط الخسائر المادية أن يهتز زجاج النوافذ المحيطة فيتحطم ويتكسر وقد يسقط على المشاة وعلى الشوارع فيحدث إصابات وجروح وحوادث وخسائر أخرى لم تكن في الحسبان..هذا فقط يحدث عند اهتزاز "زجاج نوافذ" فما بالكم بما هو فوق ذلك وأكبر، ناهيك عن الخسائر المعنوية التي تتمثل في القلق والتوتر والرعب وأمور نفسية أخرى، إذن فمن الغرور الزعم بأن "كل شيء على مايرام" دون دراسة متعمقة ومستفيضة، مع مراعاة جانب قضاء الله وقدره النافذ دوماً رغم كل الإرادات والتوقعات والأمنيات، ناهيك عن لغة التحدي والكِبر التي يتكلم بهما الإنسان دون إدراك وتجلب له السخط والغضب الإلهي من الله عز وجل.. فمن قال: إن سفينة "تايتانك" العملاقة يستحيل أن تغرق!!. دخل في المحظور والتحدي الإلهي فغرقت من أول رحلة!! إن المنطقة دخلت بشكل إجباري لا طوعي في عواقب كل الأحداث التي سبق الإشارة إليها وأحداث أخرى لم تكن في الحسبان ليعلم أهلها بأنهم ليسوا بمنأى عن أي شيء في هذا العالم المترابط المتفاعل والمتأثر بكل صغيرة أو كبيرة تحدث فيه وأن العصمة من ذلك والنجاة تكون بالاعتصام بحبل الله جميعاً وعدم التفرق والتوكل على الله والاستغفار الدائمين والعودة إلى الإسلام الصحيح والتمسك به فتلك سمات الفرقة الناجية في الدنيا والآخرة. إن الواقع ليؤكد أن أغلب دول الخليج أو جميعها تعيش في تناقض غريب عجيب عن الواقع والأحداث التي تحدث حولهم في المنطقة العربية والعالم الإسلامي والعالم بأسره، فمن لا يتأثر بالأحداث الجارية والثورات المشتعلة والتغييرات الحاصلة في العديد من الدول هو إما متكبر متعال مغرور مزهو بنفسه.. يعيش على فرضيات خاطئة وأوهام مغلوطة تشعره بأنه ليس كباقي البشر ولا تنطبق عليه نواميس الكون فهو مستثنى من ذلك كلّه.. وإما أنه ميّت لا يشعر ولا يحسّ بمن حوله ولا يتفاعل مع الأحياء لأن الحياة لا تدبّ فيه وفي جسده. لابد لدول المنطقة أن تتفاعل مع الأحداث بمصداقية أكثر من ذي قبل وأن تتغير لهجة الكبر والغرور والتعالي الذي تتحدث به بعض حكومات المنطقة التي تستبعد تأثّرها بما يجري من أحداث حولها، وأن تتواضع وتعترف بأخطائها وأن تراجع حساباتها فما يسري على دول قريبة منها قد ينتقل ويسري فيها، فالحرية والعدالة مطلبان ينتشران في كثير من الدول التي حكمت شعوبها بالظلم والطغيان والقهر ومصادرة الحريات فلابد أن تسارع الدول إلى الحرية والعدالة من باب الاتعاظ بما يجري من دروس مجانية يقدمها التاريخ للحكّام والحكومات الظالمة من حولنا، فلا تزال شعوب المنطقة تعاني من الإعلام الرسمي المصادر للحريّات والذي تستخدمه الحكومات لفرض آرائها وقوانينها الجائرة أحياناً على الشعوب المغلوبة على أمرها، ولابد للحرية أن تنطلق إلى أفق أرحب من ذي قبل.. وليس منّة للحكومات على شعوبها وإنما واجب عليها تفرضه الوقائع والحقائق.. فالناس أحرار عقلاء ما لم يستثنَ من تلك القاعدة العامة استثناء يستوجب الحجر على أفكار وآراء وأموال الناس والوصاية عليهم في شؤونهم الداخلية والخارجية، فالمستقبل للشعوب ولإرادتها ومطالبها، ومن يقف ضد إرادتها ومطالبها فكأنما يقف أمام عربة الحصان الجامح، ومن يقف ضد حريتهم في عبادتهم لربهم عز وجل وتطبيق شرعه وخلافته في الأرض فكأنما يدخل نفقاً مظلماً كما دخله من سبقه ممن دخلوا في عداء وصراع مع دين الله وعباده المؤمنين فلم يخرجوا منه أبداً.
371
| 28 أبريل 2013
الزلزال الذي ضرب إيران مؤخراً مرتين في مدة زمنية قصيرة جداً هو بمثابة إنذار لنا في دول الخليج العربي وسائر أرض الجزيرة العربية بل وفي بقية العالم العربي والإسلامي بشكل عام. إن هزّة أرضية حدثت على أرض إيران تأثرت بها دول الخليج فخاف أهلها وفزعوا بينما سبقتها الكثير من الهزّات في العقيدة والإيمان حدثت على أرض إيران فلم يتأثروا ولم يخافوا ولم يفزعوا!! إن الرسالة الأولى التي يوصلها لنا هذا الزلزال الذي بدأت تشعر به دول الخليج التي كانت في منأى عن تلك الحوادث والكوارث.. هي أن الوضع قد تغيّر تماماً.. ليكون بمثابة إنذار على أن القادم من الأيام سيكون صعباً وانتقالياً لهذه المنطقة من حال السكون والهدوء إلى حال التوتر والقلق بعد أن عاشت دهراً من الزمن في أمن وأمان نتيجة تعلّقها بربها وبالإسلام بعد أن شرّفها الله بأن ظهر منها للعالمين آخر الرسالات وخاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانطلقت من فوق أرضها كذلك جيوش الإيمان والتوحيد للعالمين لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله رب العالمين. إن المنطقة التي لم تعتد على الهزّات الأرضية ولا التغيرات المناخية الكثيرة المضطربة كغيرها من مناطق الأرض.. هاهي تبتلى بهزّات تقلق أهلها وتفزعهم رغم أنها لم تخلّف دماراً ولا حتى خسائر مادية أو بشرية.. فكيف لو ابتليت كغيرها من مناطق الكوارث والزلازل بأضرار وآثار دمار هائلة وخسائر مادية وبشرية متعددة، فتلك نعمة تضاف إلى النعم التي لا تعد ولا تحصى وخصّ الله بها هذه الجزيرة العربية ومن سكن فيها، فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والحمد لله الذي لم يعرّضنا للمزيد من الحوادث والأضرار. الرسالة الثانية التي يوصلها هذا الزلزال أن الله سبحانه وتعالى قد جعل لقرب قيام الساعة مجموعة من العلامات الصغرى والكبرى والتي من بينها كثرة حدوث الزلازل وهو ما يحدث حولنا بشكل متكرر من حين لآخر، غير أن هذه المرّة قد اتسعت دائرته لتقترب من أرض الجزيرة العربية فتنذرهم بأنهم في غفلة عن اليوم الآخر وعن قيام الساعة بسبب انغماسهم في الدنيا واستمتاعهم بها بعد أن أغدق الله عليهم الثروات من النفط والغاز فعاشوا دهوراً من الزمن في رخاء ورغد من العيش، فقد حان الوقت لأن ينتبه الغافلون وأن يعود الناس إلى ربهم وأن يصلح حالهم بما صلح به حال أول هذه الأمة ممثلة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين والسلف الصالح. الرسالة الثالثة المهمة التي نريد أن نسلّط الضوء عليها هنا هي أن إيران مكمن الخطر ومصدر التوتر في المنطقة وكأنها إشارة من الله سبحانه وتعالى لأهل هذه المنطقة بأنكم يجب أن تحذروا من إيران وأن تنتبهوا لها وتتيقظوا منها كثيراً في المرحلة القادمة لا لأنها مصدر لتلك الهزّات الأرضية القوية المدمّرة فحسب بل لأن هناك أمرا أهم من ذلك ألا وهو الدين الذي شرّفنا الله به، فهو في خطر عظيم من قبل تلك الدولة الفارسية التي تريد أن تعيد عهد المجوس وعبدة النار ودولة الشرك والضلال على أنقاض دولة الإسلام والتوحيد، حيث انكشف للعالم الإسلامي وللعالم بأسره وجه إيران القبيح بعد اندلاع الثورة السورية المباركة وافتضاح جرائمها ومؤامراتها السابقة في العراق وأياديها القذرة في البحرين وفي كثير من دول العالم الإسلامي، ناهيك عن جرائمها في الداخل وقتلها لأهل السنة في إيران واحتلالها للأحواز العربية التي تعتبر أكبر بكثير من مساحة فلسطين، أي أن هذه الدولة الفارسية المحتلّة قد احتلّت من أرض العرب والمسلمين أكثر مما احتلّه الصهاينة الغاصبون من أرض المسلمين في فلسطين الحبيبة. إن خطر إيران واضح وضوح الشمس للعيان.. للقاصي والداني وللقريب والبعيد، فبعد أن كان خفياً على وسائل الإعلام وعلى عموم الأمة بعض جرائمها ومؤامراتها ضد أهل السنة في إيران والعراق ولبنان والبحرين.. أصبح واضحاً وجليّاً بما لا يدع مجالاً للشك من كل ذي عقل وقلب سليم بأن هذه الدولة الفارسية تريد القضاء على الإسلام والمسلمين ولكن تحت غطاء من الدين المشوّه بالكثير من العقائد الضالّة والعبادات الخاطئة والأخلاق الرذيلة والصفات البذيئة والمشاعر البغيضة والمعاملات البهائمية التي أباحت الجنس والفجور على مصراعيه باسم الدين من قبل حثالة هتكوا أعراض الناس واستباحوا أموالهم باسم هذا الدين المزيّف الذي جاءوا به من عند أنفسهم المريضة ليفتروا على الله وعلى نبيه وعلى كتابه وعلى الإسلام بأكمله. إن هذا الزلزال الذي شعرت به دول الخليج يجب أن تهتز له القلوب قبل الأرض وأن تتيقظ له العقول قبل أجهزة كشف الزلازل، وأن نفيق من غفلتنا وأن ننتبه إلى أنفسنا أولاً فنسعى في إصلاح دولنا وأوطاننا وأن نحارب الفساد فيها وأن نقضي على كل جوانب الانحراف في العقيدة والأخلاق والمعاملات والمبادئ والقيم، وأن ننهض بديننا من جديد وأن نعلي شأن العلم والعلماء وأن ننبذ المفاسد والمنكرات ونحارب أهلها، وأن نرتب أوراق مجتمعاتنا فنعطي الفقير من مال الغني وننصر المظلوم على الظالم لتكون بداية انطلاق لنشر الدين من جديد ومقاومة هذا الجيش المجوسي المغولي التتري الذي جاء كالجراد ليحارب ديننا ويغزو أرضنا ويهتك أعراضنا ويسلب أموالنا وأن نعد له العدّة وأن ننصر إخواننا الذين يقتلون الآن على يديه في سوريا والعراق ولبنان وأن ننتصر لهم.. قبل أن ينتصروا فتتوالى هزائمهم لنا في عقر دارنا.. وقبل أن تهتز الأرض من جديد.. قال تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم).
2895
| 19 أبريل 2013
التصريحات الأخيرة المخزية التي صرّح بها محمود عباس "رئيس السلطة الفلسطينية" تفوح منها رائحة الانهزام والاستسلام والركوع والخضوع للكيان الصهيوني وعدد ما شئت من كلمات الذلّ والهوان الذي ابتلي به هذا الرجل ومن معه فيما يسمى بـ "السلطة" الفلسطينية بضم السين وسكون اللام لا بفتح السين واللام معاً. وقبل أن نخوض فيما قاله السيد "عباس" يجب أن نستحضر في أذهاننا جزءاً من تلك الوثائق السريّة التي كشفتها قناة الجزيرة وبعض قنوات الإعلام الغربي قبل اندلاع الثورات المباركة في العالم العربي حيث "فضحت" تلك الوثائق المسرّبة جزءاً من المؤامرة الكبرى واللعبة القذرة التي لعبها محمود عباس والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في حرب غزّة عندما كشفت تلك الوثائق خفايا تلك المكالمات والاجتماعات السرّية التي دارت مع الكيان الصهيوني وتعاونت معه إلى أبعد الحدود من أجل القضاء على حركة حماس التي خرجت عن عباءة وسيطرة محمود عباس وضاق بها ذرعاً بعد أن رفضت الخنوع والخضوع والركوع أمام أرجل الكيان الصهيوني المحتل، فكان منطقياً جداً أن يتواطأ الرجلان الآنفان الذكر في مشروع "تصفية" لحركة الجهاد التي تتصدرها حماس ومن معها من حركات الجهاد الإسلامي، فكان هدف الأول من تلك التصفية أن يتخلّص من الحركة المناهضة لمسيرة السلام "الاستسلام" وهدف الثاني أن يعزز من تعاونه مع الكيان الصهيوني الذي وقّع معه اتفاقية سلام "استسلام" وأن يُرضي كذلك سيدته الأولى "الولايات المتحدة الأمريكية" التي تعطيه في كل عام شيئاً من المساعدات من فتات أموالها فيما يشبه "عظمة الكلب" التي يلعقها ويلهو بها نظير تلك المعاهدة مع إسرائيل، حتى بعد أن ثار شعبه عليه تركته مثل "الكلب" أيضاً يعوي وينبح مريضاً دون أن تلتفت إليه رغم أنه كان خادماً مطيعاً لها.. ينهش ويعضّ كل من يريد أن يعمل على تطبيق الشرع وإقامة الدين على أرض مصر العظيمة التي ابتلاها الله بفراعنة مثله طوال عقود من السنين خلت. نعود إلى تلك التصريحات الانهزامية التي تفوّه بها صاحب تلك الفضائح التي سكت عنها الإعلام لانشغاله وقتها بالثورات العربية المتتالية، حيث قال: إن "المقاومة المسلحة" لا فائدة منها!! وأنها أثبتت فشلها!! وأن هناك خيارات أخرى "سلمية" مثل القيام بمظاهرات "سلمية" بالإضافة إلى حضور المنتديات الدولية من أجل المطالبة بحقوقنا وطرح قضيتنا!! ولا أدري عن أي حقوق يتكلم هل يقصد "بدلات التمثيل" التي تخصص للوفود الذاهبة والمتنقلة من بلد إلى آخر أو يقصد بدلات التذاكر والسكن التي تصرف نظير انتقال أعضاء "السلطة" في أغلب بلدان الكرة الأرضية دون أن تحرز تلك الجولات المكوكية التي طغت على شهرة "فيلكس" لأنها سبقتها بعقود من الزمن وربما صرف عليها أكثر مما صرف على تلك القفزة التاريخية!! لقد أكمل محمود عباس بكل جرأة و"قوة عين" كما نقول بلهجتنا حديثه بأن ما يهمّه في مرحلة ما قبل القمّة العربية أو بعدها هو الحصول على "المائة مليون دولار" من الدول العربية والتي وعدت بعض الدول العربية أن "تعطيه" إياها.. أقصد تعطيها للسلطة الفلسطينية.. وبالتالي فإنه حينها سيكون سعيداً بهذا "الدعم" العربي الذي سيضمن له ولسلطته الاستمرار في "نضاله" من خلال الجولات واللقاءات في فنادق الخمس نجوم في عواصم العالم مختلفة.. بحضور الكيان الصهيوني أو بممثلته الولايات المتحدة الأمريكية.. لايهم المهم أنه بذلك سيستمر في حضور تلك الاجتماعات "السلمية" من أجل إيصال صوت "السلام" لمن لا يعترف إلا بصوت "السلاح"، وسيقاوم مع "أبو نضال" و"أبو كفاح" وغيرهم من أصحاب هذه الكنى والألقاب الجوفاء. لقد أحرزت قضية فلسطين والعالم الإسلامي تقدماً كبيراً عندما تعامل معها العرب والمسلمون باعتبارها قضيتهم الأولى وليست قضية الفلسطينيين أنفسهم وبأنها قضية جهاد مقدّس أوجبه ديننا لا بأنها قضية وطنية تتمثل في حدود أو منازعات تاريخية، وما تراجعت هذه القضية إلا عندما حاول أعداء الأمة شيئاً فشيئاً من خلال بعض زعماء "القبلات الحارّة والأحضان الساخنة" مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية "الراعية الرسمية للإرهاب العالمي" الذين سعوا بشتى الطرق إلى فرض كلمات الوهن والضعف في الخطاب السياسي مثل مقولتهم إن "السلطة الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني" لكي يكون لها الغلبة على صوت حركات الجهاد المسلح ومثل قولهم إن قضية الأقصى هي "قضية فلسطينية" كي لا يتدخل العرب والمسلمون فيها فيسهل على العدو الصهيوني شراء ذمم بعض الفصائل الفلسطينية التي "تحب المال حبّاً جمّاً" أو غيرهم ممن يحبّون النساء والسهرات الحمراء فيسهل معها ترتيب لقاءات "خاصة" مع نساء دبلوماسيات يهوديات يعترفن بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة!! من أجل الحصول على ما يريدونه من تلك الشخصيات الفلسطينية "المسالمة" التي جاءت فاتحة ذراعيها وقلوبها للصفح والتسامح مع العدو الصهيوني بينما تحمل السلاح في وجه إخوانها الفلسطينيين في الداخل ممن يريدون مقاومة هذا الكيان الغاصب المحتل. إن حلّ قضية فلسطين يكمن في الجهاد الذي فرضه ديننا كفرض عين للذود عن بلاد وأعراض المسلمين والذي لن تسترد الحقوق والمقدسات "وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك" إلا به لأن العدو الصهيوني لا يعترف ولا يرضخ إلا بهذا الحل لا بحلول محمود عباس ولا بتلك القبلات والأحضان التي كان وما زال يوزعها بعض المفاوضين الفلسطينيين منذ أيام ياسر عرفات.. حتى هذه اللحظة!!
792
| 05 أبريل 2013
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
6021
| 26 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
5595
| 25 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4470
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3336
| 29 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
1599
| 26 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1323
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1185
| 28 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
918
| 02 أكتوبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
870
| 30 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
831
| 25 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
831
| 25 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية