رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

غدرة الصهاينة

يقول المتنبي إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا هذه عادتهم في الاجرام والخيانة . ولكن نزعت المهابة من قلوب أعدائنا فاعتدوا علينا، وسيبقون ما دامت الأمور محصورة بين الشجب والتنديد فقط. فلنا في موقف رسول الله الثابت أسوة حسنة. فمن الأمة من يدافع عن هؤلاء الغادرين. وأصبح الوهن عاماً في أمتنا لنبحث عن الشماعات التي نعلق عليها المسؤولية بين العلماء والحكام، وكأنه ليس لنا دور لنصبح نشابه هؤلاء في حب الدنيا وكراهية الآخرة التي هي مقر الحصاد. فتاريخ ومنهج العهد الجديد لهؤلاء هي الحركة الصهيونية في هذا الزمان وخاتمتهم معروفة لنا . إن إشكالية اتخاذ التحالف مع دول الغرب الداعم لهم تكمن في أن أولويتهم لم ولن تكون لنا . فما بالك وقد غدروا بالرسول المفاوض ووضعوه في مكان الخصم؟ فمائدة المفاوضات يجب ان تغير البوصلة وتفتح الخيارات الممكنة على مصراعيها لإعادة دراسة التحالفات السياسية والاقتصادية بعد ما حدث حين قصفت دولة قطر، حفظها الله، من قبل الكيان الصهيوني. وذلك وفق الوسع الممكن لرد الاعتبار والردع لما حدث ويمكن ان يحدث في المستقبل. ويجب ان يكون أساس الفكر سبل الأمان القومي والوقاية مما حدث، ولا يكون ذلك إلا بالعودة للثوابت دون تمييع. لا أدري ما الداعي من الخوف من عدم التصنيع الدفاعي في دولنا العربية؟ فهي حقاً معضلة إستراتيجية مصيرية لكل شعوبنا وهذا التهديد الوجودي الذي تأكد بعد الحادثة المشؤومة التي تداخل فيه الدم القطري مع الدم الفلسطيني بعد استشهاد أحد أبنائنا ونال شرف الشهادة مع إخوته الفلسطينيين ضمن أفراد الوفد المفاوض. يجب أن يكون من الخيارات الممكنة للدولة لرد الاعتبار تفعيل قانون مقاطعة الكيان الصادر عام ١٩٦٣م. فكيف يكذب الصهاينة ومن عاونهم ويغدرون بالدولة المستضيفة والتي قبلوا ووافقوا ابتداءً بإجراء هذه المفاوضات برعاية الولايات المتحدة الضامن للأمن الدفاعي للدولة من خلال الاتفاقية الأمنية المشتركة، ولكنها جريمة الغدر والخيانة والانتهاك للسيادة متكاملة الأطراف أيها السيدات والسادة. يجب على مجلس التعاون الخليجي أولاً ومن ثم جامعة الدول العربية والدول الإسلامية الأخرى التركيز على دعم خيارات الصناعات الدفاعية ذاتياً وتغيير التفوق الحربي الجوي والصاروخي والراداري لدول الغرب الداعم للكيان الصهيوني، فشبهة التلاعب بأسلحة الغرب حين الضربة قائمة. فعندنا من العقول التي يمكن أن تدعم هذه الصناعات الدفاعية. وخصوصاً في القمة الاستثنائية القادمة في الدوحة لدعم دول المجلس وخصوصاً دولة قطر. ولكن يبقى مراقبة وتجسس تلك الدول لعدم تغيير هذا التفوق لدولة الكيان معضلة إستراتيجية أخرى. في النهاية؛ يجب أخذ الحيطة والحذر من توغل الجواسيس بيننا. وإعادة النظر في الديمغرافية السكانية وفق الدول المتحالفة مع دولة الكيان. فلا يمكن الوثوق واحتمالية تجنيد جواسيس من تلك الدول ليس بالأمر الصعب. فمن الضرورة بمكان على الدول الإسلامية والعربية عدم ترك دولتنا الحبيبة دون الدعم المطلوب حتى لا يقال أكلت يوم أكل الثور الأبيض. خصوصاً بعد هذا الإعلان الوقح لتغيير خريطة الشرق الأوسط بما يسمى إسرائيل الكبرى. حفظ الله قطر أميرها وشعبها.

237

| 14 سبتمبر 2025

الفيلة البيضاء

هل ما زال العقار هو الابن البار كما يقال؟ قد يظن القارئ أنها الفيَّلة في الطبيعة أو حديقة الحيوان! بل هي تلك المباني الخالية دون إشغال أو ربح. في بداية دراستي لعلوم الإدارة في مرحلة الكلية، تذكرت نقاشي مع مدرس التسويق الإداري الذي كان من الجنسية الكندية، حيث قلت له عن مدى تطور البلاد بالمباني أو الأبراج التي تطلق عليها ناطحات السحاب. فرد بأنها الفيَّلة البيضاء! وكان أول مرة يدق المصطلح على مسمعي. وهي بالمعنى الاقتصادي غالباً ما يطلق على الممتلكات العقارية التي لا يُرغَب فيها، لعدم جدواها وفائدتها، وتكون باهظة الثمن أو تتطلب الكثير من العمل لصيانتها والحفاظ عليها ولا تستحق الجهد. وأكثر ما يتم استخدام المصطلح على تلك العقارات غير المأهولة وغير المربحة لغلاء سعر أُجرتها. في بداية القرن الحالي وتحديداً بعد عام ٢٠٠٦م وحدث الأسياد، قد كانت هناك شكاوى كثيرة من المقيمين داخل الدولة عن أسعار إيجارات العقارات الغالية، حينها بدأ التشجيع المفرط للاستثماري العقاري في البلاد وذلك لغاية زيادة معروض الخيارات العقارية السكنية المتاحة في السوق، وخفض ثمن الأجرة. ولكن الأمر لم يحدث بالشكل المتوقع المطلوب، بل الذي حدث هو زيادة في المعروض دون الزيادة بالطلب، بل إن الأسعار بقيت ثابتة ومتذبذبة دون الحصول على الانخفاض الجذري المطلوب. وتوالت الأحداث الكبرى داخل البلاد كالبطولات الآسيوية والأحداث الرياضية الكبرى حتى كأس العالم ٢٠٢٢م. وكانت الحركة العقارية تنتعش قليلاً ومن ثم تهبط بشكل جذري بعد انتهاء الحدث، وذلك لأن دورة الاقتصاد لا تتأثر بالاقتصاد «الجزئي» المحلي فقط، بل إن هناك عوامل خارجية مؤثرة وهي الاقتصاد «الكلي» أي الدولي العالمي. فالتنافسية الإقليمية والعوامل الاقتصادية للدخل القومي من صادرات النفط والطاقة والتوترات السياسية كأزمة الحصار ٢٠١٧م والتوترات الإقليمية والعالمية الأخرى لها دور جوهري في هذا السياق. تَعَقّد الأمر في الاقتصاد المحلي بشكل أكبر في عام ٢٠٠٨م عند حدوث الأزمة المالية العالمية. والتي تأثر العالم كله بها بالرغم من تأثيرها الطفيف على اقتصادنا المحلي. ولكن العامل الرئيس هو الكساد الخفي الذي بدأ يدب في السوق العقاري خلال السنين الفائتة.فالأزمة المالية العالمية التي حدثت في أمريكا كانت أزمة عقارية بامتياز، ولها دور رئيس لما يحصل في الحركة العقارية داخل البلاد اليوم. حيث كانت الأزمة هي الأسوأ منذ الانهيار الاقتصادي منذ الكساد الكبير في بداية القرن الفائت، وبدأت بسبب انهيار سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة نتيجة لإقراض القروض عالية المخاطر وتوريقها في سندات مالية تم تداولها بين المؤسسات المالية. الأمر الذي أدى إلى تفاقم هذه المشكلة وفشل المؤسسات المالية الكبرى، وركود الاقتصادي العالمي، وتزايد نسب البطالة حول العالم، وانخفاض حاد في قيمة الأصول العقارية بعد ذلك. يتبين أهمية تحديد شرائح المستهلكين ومستوى القوة الشرائية للمعروض العقاري. فأغلب سكان البلاد هم من فئتين رئيسيتين، هم الفئات المشبعة المالكة للأصول العقارية والضامنة للامتلاك العقاري أو الفئات غير القادرة إلا عن طريق الخيارات التمويلية للمصارف البنكية، والتي تُفاقم مستوى تطور دخل الفرد من الناحية الاقتصادية. والأخرى غير القادرة على امتلاك العقارات بالكلية وهي المصدرة لأغلب الأموال الصادرة خارجة البلاد! كما أن حجم السكان والسوق المحدود داخل البلاد يمثل تحديا يتطلب تعاون الجهات المعنية بالتخطيط المدني والاقتصادي والمالي لإعادة رسم السياسات التي تستهدف زيادة عدد السكان عن طريق قنوات التجنيس والإقامة الدائمة لجذب الاستثمارات العقارية الداخلية والخارجية خصوصا في المناطق المسموح بها، وإعادة دراسة إشكالات عزوف الشراء العقاري داخل البلاد ليتم زيادة المستوى العقاري الاقتصادي بما يتناسب ورؤية الدولة ٢٠٣٠م.

252

| 07 سبتمبر 2025

ماذا خسر المسلمون بانحطاط العرب 2

هذا هو الجزء الثاني من مقالي السابق، حيث إن الموضوع لن يكفيه مقال في بضع كلمات، بل إن الموضوع يتطلب تأليف المؤلفات تلو المؤلفات ولن يكفيه لتنهض الأمة من جديد. فكل هذا التخطيط للغزو المعنوي والمادي عبر الأدوات الفكرية والثقافية وحتى السلطوية والمجتمعية عبر مئات السنين لن يذهب بين ليلةٍ وضحاها. فتاريخ الاستشراق واضح جلي منذ فترات مبكرة من القرن العاشر الميلادي، حيث اهتمامه بالدراسات الإسلامية والعربية في الأندلس ومع اشتداده بالحروب الصليبية، وحتى تطوره خلال فترة ما يسمى «بالاستعمار» الاحتلال، وذلك لأهداف سياسية واقتصادية واضحة. وليست كما يزعم اليوم من البعض أن المستشرقين الذين ساهموا في نقل العلوم والحضارة الإسلامية إلى الشرق! بل إن الحقيقة هي أنهم هم السبب الرئيسي للنهضة الأوروبية والعصر الصناعي للغرب بعد عصور الظلومات التي كانوا فيها. صرنا نعدو وراء كل أُطر العمل الغربية بعد أن كنا نُؤطر لهم قوانينهم. فتأثير القانون المدني الفرنسي على سبيل المثال لا الحصر، خاصة قانون نابليون، تأثر بشكل كبير بالفقه الإسلامي؛ لا سيما المذهب المالكي. والذي يطلق عليه الأب الروحي للقوانين الحديثة، وذلك لتأثيره الواسع على الأنظمة القانونية في المجالات المدنية والتجارية والإنسانية اليوم. إن أصالة العرب لن تكون إلا من خلال دينهم الذي نهض بهم من عصور الظلومات الجاهلي إلى عصور الفتوحات الذي أنار العالم في كل مناحيه كما نراه في عز تطوره اليوم. إن اسم العالم الجغرافي الأول محمد الإدريسي المتوفى ١١٦٦م يعتبر أشهر من نار على علم، والذي رسم للعالم خريطته الأولى للعالم بل وأطلساً شاملاً له، إلى أن أصبح من يرسم للعرب سايكس وبيكو خارطتهم « خطاً بالرمل» كما شاع ١٩١٦. ولكن ما أن تغيرت البوصلة التي يعرفها العالم للمسلمين وسقوط هيبة قدسياتهم عن قبلة عرب الجزيرة العربية والمسلمين الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، ولكن ليس لأولى القبلتين المسجد الأقصى المبارك في فلسطين! بل إلى جميع الاتجاهات في شتى بقاع العالم خلال عصور الانحطاط، وتغير شكل الوقت بناءً على كل خطوط الطول والعرض الإغريقية على هذه الأرض وإلى أن ترسخ الوقت بتوقيت غرينتش، وتغير التاريخ من الهجري النبوي إلى التاريخ الميلادي البابوي الغريغوري ١٥٨٢. بل إننا أول من عرف السماء بنجومها وفلكها وحسابها وأول من غزا السماء من خلال عباس بن فرناس والذي فشل بمحاولته ولكن ليس كما يشاع بموته بل إنه عاد إلى حياته بعد أن شفي، والذي أسس لعلوم غزو الفضاء من بعده. ولكن المفارقة هي رغم اختلاف المؤرخين بتأصيله ونسبته للعربية أو انه من أصول مغربية أو بربرية أو أمازغية فهي شاهدة على تأصل ونسبة العربية للإسلام وليس العكس كما يحدث في عصورنا المتخلفة اليوم. إن أول وآخر إسفين في نعش العصبية للنسب العربي كانت في عصر النبوة، حين رسّخ العصبية للإسلام وآخى بين الأوس والخزرج وأصبحوا الأنصار وحيث قال « دعوها فإنها منتنة» لا كما يحدث في عصورنا الجاهلية اليوم! من الطعن بالأنساب والافتخار والاحتقار بها وعليها، وحتى وصولنا للحمية للقومية القُطرية وليس للنسبة الأممية لهذا الدين. إن العرب أصبحوا في عصر من التيه كما حدث مع بني إسرائيل في سيناء خلال ٤٠ سنة بعد نجاتهم من فرعون. حيث أصبحنا بعد أن نجونا بهدى نبينا في ضلالٍ لعدم التزام تعاليمه وتوصياته! فها نحن أصابنا الوهن لنحب الدنيا بمادياتها ونؤثر مصالحنا الدنيوية الخاصة على مصالحنا الأخروية الباقية، وكراهية الموت؛ أي التضحية في سبيل تحقيق رفعة ونهضة الأمة. وحق لنا الهلاك بمصداق حديث نبينا «أنهلك وفينا الصالحون.. قال نعم! إذا كثر الخبث» وهذا هو الخبث في جميع مناحي الحياة منتشر. ولكني أختم مقالي بالحذر وأبشر بالعودة ونهضة العرب بشرط العودة إلى هدي نبيهم. فمن قال «هلك الناس فهو أهلكهم.» رواه مسلم

534

| 31 أغسطس 2025

ماذا خسر المسلمون بانحطاط العرب؟

كان يا ما كان في قديم الزمان للغتنا العربية تفاخر بتعلمها بين الأمم. وذلك لمن عاد من بلاد الأندلس « اسبانيا حالياً» أو من عاد من بلاد العراق إلى أواسط آسيا والصين. فقد كانت لغة العلم والعلماء كما هي اللغة الإنجليزية في عصورنا الحالية. يجب عَلّيْ أحبائي القراء أُوَضّح معنى الانحطاط لمن لا يقرأ، فَمِنّا من لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم، وإذا تحدث أَضل الناس بجهل. فمعنى الانحطاط أعزائي هو الانحدار والتدني في المستوى والقدرة والقيمة. وقد يشار إلى التدهور وضعف المكانة والتفسخ الأخلاقي والجمود الفكري والضعف الاجتماعي. ولكن لماذا العرب بالتحديد؟ فلقد جاء كتاب الإله الأوحد في الوجود المحفوظ من الانحطاط بلسانٍ عربيٍ مبين. أي أنه بلغة العرب، حيث نجد الكثير من حفاظ كتاب الله ولكن الإشكال هو العمل بمقتضاه. لكن الواقع يظهر عجمة العرب عن لغتهم. حيث اختلفت لهجاتهم عن اللغة الفصيحة وذلك بسبب الغزو الثقافي من جميع الأمم عبر العصور. فأصابت اللغة العربية والعرب أنفسهم في غربة عن كينونتهم وانتمائهم للإسلام والمسلمين! منذ تشكل نظام الدولة القُطرية أي الحدود بين الدول، خسر المسلمون العرب منذ إذ. وأصبح فينا من لا يهمه أن تتحدث باللغة الفصيحة أو لا، وتجد من يدعو إلى اعتماد اللغة العامية في المدارس والجامعات! إن الدول الغازية للعرب سابقاً تجبر مقيميها لتعلم لغتها أو الطرد من بلادها فأين عزتنا للغتنا ولماذا لا نطبق ذلك في الدول العربية يا ترى؟! فكنا حصن الدين والدنيا على العالم. أما وإن ظهرت الأفكار القومية فقد ترك المسلمون غير العرب لشؤونهم. وإذا حدثت أزمة في أوطاننا تنادينا بالأخوة الإسلامية والنخوة والشهامة وطلب الفزعة من تلك الدول الإسلامية غير العربية! إن الإشكال في مفهوم القومية هو محدوديته وأنانية الفكرة. فهو يحصر الأمر لفئة دون فئة، والإسلام يشمل كل فئات البشر بالعدل والسوية. فالأولوية للمواطنة وليست الانتماء للديانة وإن قيل غير ذلك. اليوم تجد إصابة بعض المسلمين بالعدوى القومية ليسأل المسلم غير العربي لماذا نساعدكم فلسنا من نفس الجنسية! ستجد الكثير من الدول الإسلامية غير العربية هي الأكثر فقراً بين دول العالم، وسوف تجد من أغنى الدول عربية أيضاً، فإذا أخرجت زكاة تلك الدول بالكامل بالشكل الصحيح على تلك الدول الفقيرة لانتفى الفقر يا أخوة بين المسلمين. ولكن لم تعد الزكاة فريضة تفرض ويحارب من أجلها، بل أصبحت هي والصدقات شكلا واحدا لا يفرق بينه إلا الأمر الفقهي فقط! حيث لم يكن هناك إشكال الفقر أو المجاعة في بلاد المسلمين يوم كان العرب سائدين على المسلمين. لقد ترك العرب الفكر الإسلامي بإرادتهم وأصبحت طقوس دينية فردية لا تشمل أو تعمل بآلية الفكر الأممي. ولكم في مشاهد الحاضرين لمؤتمرات الدول الإسلامية عظة وعبرة لكثير من الحاضرين الذين يغشاهم النعاس والنوم وهم حاضرين في تلك المؤتمرات. دلالة على غير الاهتمام والجدية لما يدور حولها أو يقال. نعم فإن للغزو الثقافي والفكري من دول لما يسمى بدول الاستعمار أو الاحتلال خلال الخمسمئة سنة الماضية دورا لهذا الانحطاط، من خلال فرض الواقع القهري للقوة الغاشمة، أو من خلال بث الفكر الانحلالي للمجتمعات عبر تشجيع تفكيك العائلة بالحريات المزعومة أو الأفكار المستشرقة للتأويل والتفسير لأسس التراث الثابتة والراسخة، حتى وصلنا لمرحلة يشار فيها الى من يريد العودة الى الأصول بالشيطنة والإرهاب! إن أول وأعظم فترات التاريخ الإسلامي عزة وشهادة يوم كانت الدول الإسلامية عربية، لأنها متمسكة بجذورها كالدولة النبوية والراشدة وأوائل فترة الدولة الاموية وبعض الفترات هنا وهناك يوم كانت الدول الإسلامية عربية، ولكن بدأ الأمر في الدولة العباسية يوم فتح باب توكيل الأعاجم على السلطة وترجمة الأفكار المفسدة للفكر والعقيدة الإسلامية. حيث دخلت بين المسلمين الأفكار والفئات الباطنية المفسدة والمعدية والتي تنخر في جسد المسلمين حتى تكالبت الأمم على العرب وما زال. بعد أن كانت حصناً منيعاً للفتن في عز توسع الدولة الراشدة في عصر عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضوان الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه « نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا».

282

| 24 أغسطس 2025

كون المرء عالة!

كيف للإنسان أن يكون عالة وقد أُنعِم عليه بالوجود؟ لقد خُلقنا على هذه الدنيا لسبب واحد بالرغم من اختلافاتنا لمفهوم الوجود واختلاف تحديد وجهتنا فيها. وكلنا نسأل عما نكون وماذا نُرِد من هذه الحياة. ومن الممكن أن نُغيّر أو أن نتغير بسبب العوامل والأحداث والأشخاص المؤثرين والمتأثرين بنا. وقد « نكون أو لا نكون « كما قال الكاتب المسرحي الشهير وليام شكسبير في مسرحيته الشهيرة «هاملت « لتأمله ما بين الموت والانتحار، أي التفضيل بين العيش لتحمل تحديات الحياة أو الاستسلام واختيار الموت! ولكن الأكيد أن تلك العوامل حتى من الناحية المادية لابد أن تتزاحم باحتكاك ما بين النواحي العضوية لجسمك أو الخارجية الملامسة لباقي المواد الأخرى في الكون كما يحدث مع نظرية تأثير الفراشة المحدثة للفوضى جراء تغير طفيف بالظروف المحيطة بشكل ديناميكي لتحدث نتائج كبيرة على المدى الطويل، فأي عمل مهما كان حجمه ونتيجته قد يؤثر في هذه الدنيا لا بل والحياة الآخرة. فالإنسان العالة جاءت الكلمة في معاجم اللغة على كل ما يعتمد على الغير والفقر وعدم الاستقلالية وإذ هي بشكلها السلبي، وقد تكون بمعناها الإيجابي إذا انتسبت إلى الأهل والعيال. ولكنها ارتبطت في أذهاننا على أنه الإنسان العاجز عن الأخذ بزمام أمره واعتماده على الأشخاص الآخرين ليقوموا بأموره وقد تتجاوز ذلك إلى أهله وعياله! قد يكون الفرد عالة بسبب الظروف المعيشية التي تعجزه عن الإنفاق على غيره ولا يكون قادراً على اعالة نفسه أو عائلته. ولكن الأمر في كثير من الأحيان يكون فقراً في العقلية المالية والعاطفية. فالله رزقنا عقولاً نتفكر بها ونجد بها الحلول، وقلوباً نؤمن بها فنصبر ونتيقن برزقنا المكفول ما بين السطور في اللوح المحفوظ. فالعالة قد يكون سبباً لعدم تحمل المسؤولية بقرار اختياري من المرء ليكون غير متحمل للمسؤولية ويصبح معتمداً عاطفياً ومالياً على طرف آخر يستغله. ولكن لا بأس بأن يطلب الإنسان ويسأل من الناس. سَمِعَ الإمام أحمد رجلاً يقول: « اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك، فقال: هذا رجل تمنى الموت» فلا يمكن للمرء أن يستغني عن الناس وإن حاول وحاول وإن اعتزل الناس كلهم فالغني رب الناس، حتى في عجائب الحياة الفطرية من الحيوانات المختلفة في النوع والسلسلة الغذائية وهي قد اعتمدت على مفترسيها بالرعاية! فإن العيال يحتاجون الرعاية من والديهم، واليتامى يطلبون من يؤويهم. وهناك من يحتاجون الرعاية مثل الفئات الأخرى كأصحاب الاحتياجات الخاصة والأمراض العقلية كذلك، ولكن من تلك الفئات من يعول نفسه وعائلته أيضاً. فما حجة من أعلى منهم وهم عالة في مجتمعاتهم؟! فهذا الخلق الكثير من الناس في هذا العالم يطلب التعاون لصلاح الحياة، ولا يمكن ذلك باستفراد المرء بنفسه دون العمل مع غيره قال تعالى { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ } المائدة ٢. فمن أرباب الأسر من يعتمد على زوجته في كل شيء وهو عالة، ومن الأبناء من كُلِّفَ بالعمل من رب السماء ويعيش على نفقة والديه وهو عالة. ومن الموظفين الذين يتجنبون العمل ويقضي وقته باللهو خارج وداخل العمل وهي من البطالة ويحتل مكان من يحتاج للعمل وهو عالة، ومن الأشخاص من يستحل بخبثه طيبة الآخرين وكرم وطنه ويستغل كل شاردة وواردة من مقدرات دولته للحصول على مبتغاه وهو عالة، ومن الناس من لا يبالي بقضايا وشؤون دينه ووطنه ويرى ما يحدث من حوله ولا يبالي بل ينتقص ويشمئز ممن يأخذ بزمام أمره وهو عالة. فخلاصة القول أنه لا يمكن للإنسان أن يكون عالة في هذه الحياة. فهو مجبورٌ من خالقه لأنه جزء من العبادة والأمانة التي على عاتق الإنسان في هذه الحياة. قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }. الذاريات ٥٦.

213

| 17 أغسطس 2025

الوهم والواقع

كنت أتناقش مع أحد الأصدقاء في إحدى السنين عن موضوع ما يحصل في أمتنا من مصائب وكوارث حاصلة كما يفعل الجميع حتى احتدم النقاش، ليقول إنك لا تفقه فقه الواقع! فتفكرت في ذلك ملياً؛ وهو موضوع مقالتي. فمن المصطلحات الإدارية اللازمة في شتى العلوم والمجالات فقه الأولويات وهو من فقه الواقع. ولكن هل كل الواقع حقيقي يا ترى؟ أم هو من الوهم، وهو ما يبدو للناس على أنه حقيقي!. في فضاء عالم الشبكة العنكبوتية والتواصل الاجتماعي الكثير مما يبدو أنه من الخلق والطبيعة الفطرية وهو من صنع الذكاء الاصطناعي. وترى الناس ممن يتابع ويبدي إعجابه ويتناقله ويتحدث به على أنه حقيقة بحتة، ويكتب ويطلب بذكر سبحان الله على هذا المشهد على أساس أنه من صنع الخالق! وهذه الفئة من الناس كذلك كانت تنطلي عليهم أعمال أحد برامج التطبيقات أو ما يسمى «بالفوتوشوب» بشكل مماثل وهي التي بدأت تندثر مع تطور الذكاء الاصطناعي، والتي بدأت تصبح تهديدا وظيفيا حقيقيا لأصحاب هذه الخبرات والمهارة اليوم. كما زاد الجهد التحريري على الجهات الإعلامية والصحفية لتحري الحقيقة والخبر لغربلة ما هو حقيقي وما هو مزيف. فأصبح الناس في حيرة من أمرهم لا يعلم الرائِّي أو المتلقي هل ما يراه أو يسمعه حقيقة تصدق أم وهم يكذب؟. وترى المجادل السفسطائي يجد مبتغاه في استدلالاته ومغالطاته بذلك. فكلما جادلت عالماً قد تهزمه وكلما جادلت جاهلاً فالهزيمة حاسمة. وذلك لأن الجاهل يجادل على الوهم. والعالم يُرِدُ الوصول إلى الحق والحقيقة. شاهدت إحدى التجارب الحية في إحدى مشاهداتي لبرامج التواصل الاجتماعي لمجموعة من المشاركين مصطفين بشكل طابور مستقيم، وكل منهم عنده قلم وورقة تتنقل فيما بينهم على طول الطابور. وكانت البداية من ذيل الطابور ومطلوب منهم جميعاً أن يشاركوا بالرسم على تلك الورقة، ولكن كلُ يطلب منه رسم جزء من الرسمة على ظهر الآخر ويوصف بالهمس في أذنه من الذي وراءه دون مشاركته للذي أمامه، ودواليك على هذا المنوال حتى تصل لرأس الطابور. فكان العجيب اختلاف الرسمة المطلوبة عن الذي تصوره المشاركون في رأس الطابور في النهاية. وتمت عدة عمليات نتجت عنها رسمات مختلفة ومشاركون مختلفون، لتكون النتيجة واحدة؛ ليبين لكم سهولة توهم الإنسان للأمور وارتباك استيعابه للواقع. إن أزمة العقل العربي مع فكرة الوهم عظيمة، فهي لا تسمح له باستيعاب الآلام والدماء التي تنزف باسم العقيدة والدين والوطنية والتضحية. فالعقل العربي الجمعي ميال للوهم والعاطفة! وخصوصاً في هذا التيه وضياع الوجهة وضياع البوصلة في خارطة الأمم. فنحن نصدق كل ما قيل، ونكذب كل ما قال! دون أي بيان أو تحقق جراء المعتقدات والأفكار الفاسدة والمبتدعة في العصور الحديثة. ونكذب كل الأصول المترسخة في العصور السحيقة. ففسدت الأرض ولم يبق لا حجر ولا شجر ولا إنسان باسم التضحية والتحالفات الفاسدة. باسم الوهم تبقى شلالات وسيل الدماء مستمراً في هذه الأمة. حتى سهل عليها تناقل قول «إن الدم المسلم هو أرخص دم بين الأمم»! وخلاصة القول إن ربط الإيمان الراسخ بالعقل الواعي هو نتاج الحكمة المطلوبة لتجنب الوهوم وفقه الواقع. ولذلك فمن الضروري البحث العلمي الموزون بمقاييس الحق وليس فصل الدين عن العلم والإيمان عن العقل، بنفس الترتيب لا كما يريد العلمانيون، ليصبح الإيمان هو معيار العلم والدين هو مقياس العقل. فأمتنا أول من كانت في رأس قمم الأمم برسوخ البحث العلمي والمصادر. فرائد العلم التجريبي الحسن بن الهيثم والذي أسس للعلماء من بعده فنتج مشهد العصر الذي نعيشه، ومؤسس علم الإسناد محمد بن سيرين صاحب مقولة «إن هذا العلم دين فانظروا عَمّن تأخذون دينكم» لمصادر البحث العلمي الأكاديمي. وهو ثابت في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الحجرات ٦.

426

| 10 أغسطس 2025

تعارض المصالح

اختلفت اهتمامات الناس حول مصالحهم الخاصة ومصالحهم العامة. فالمصلحة العامة هي التي تعني بمصلحة واهتمامات الدولة او المؤسسات او الهيئات او الشركات والمجموعات والجمعيات ونحوها من المنشأَت العامة. والمصالح الخاصة هي التي تعني بمصلحة الفرد واهتماماته او اهتمامات أهله وعياله. ترى عند اهل القانون مصطلح الحق العام؛ أي حق الدولة من الجزاء. فبعد أن يتم تجاوز حقوق الآخرين عند الحق او الجناية فانه لا يمكن تجاوز الحق العام وحتى إن تم العفو من قبل أصحاب الحقوق فهو يشمل المجتمع والدولة. ومن اهم إشكالات الناس في موضوعنا هو مبدأ تعارض المصالح. غالباً ما يكون في مقتبل عمره أول ما يتم تعيينه حريصا على مصلحة المكان الذي يعمل به. فتجد أداءه في منتهى النشاط والإنتاجية والحيوية والمعنويات العالية، حتى يعاشر رفقاء السوء في مكان العمل! فدائماً كما هناك معاول بناء فهناك معاول هدم في كل مكان. فيبدأون في الحديث معه عن حماقته لجعل صورة وأولوية ومصلحة مكان العمل في الحضيض في نظره، وذلك لعدم الفائدة من ذلك. وجعله يهيم في مكان العمل ولا يدري ماذا يفعل. خصوصاً ويكون الحديث غالباً عن جدوى الجهد وامضاء الوقت لتحقيق الأهداف الوظيفية وتطوير مكان العمل، ودائماً الكلمة السحرية هي « ايش معنه فلان وفلان يسوي وعنده واحنا ما نسوي ولا عندنا». وغالباً ما يكون هناك مسؤولية مباشرة من المسؤولين المباشرين لحدوث هذا الأمر. وعدم معرفة هذا الشاب او الشابة بأهداف او المصلحة الخاصة من الوظيفة. وهنا يحدث تعارض المصالح عند الفرد، فعدم درايته بأهدافه الخاصة من العمل جعلته في حالة ارتباك ما بين تغليب العمل على وضع أهدافه الخاصة من العمل أو العمل على تحقيق أهداف الفرد من تعيينه. وقد يكون من يتم تعيينه على معرفه بأهدافه الشخصية، ولا مانع من ذلك، فإن توافق الأهداف الشخصية مع اهداف العمل امر مطلوب ومثالي لأي جهة عمل. ولكن تبقى المشكلة عند تعارض الأهداف الشخصية مع المصلحة العامة أو أن يحصل الأمر الأدمر والأمّر وهو استغلال المصلحة العامة في سبيل تحقيق المصلحة الخاصة دون وجه حق. أول ما أدركت الامر في فترة الدراسة عندما وجدت بعض الطلبة يقولون لي نريد العمل في إدارة العلاقات العامة في أي مؤسسة او جهة حكومية او خاصة، فسألتهم عن سبب ذلك. فأجابوا بمنتهى الصراحة والوضوح، أنه حتى يمكننا استغلال الوظيفة من أجل تخليص بعض الصفقات الخاصة سواء مع مكان العمل او الجهات الخاصة من شركات وغيره لتسهيل رسو تلك الصفقات على تلك الجهات. الأمر الحاصل هو فساد اداري بحت يدعو لبيئة عمل خصبة للرشوة. وطبعاً بعد تطور معرفة تلك الفئة بدهاليز وثغرات العمل يسعون جاهدين للانتقال للعمل في ادارة المشتريات او لجان المناقصات ليكونوا في المناطق الدافئة لتغليب أغراض مصالحهم الشخصية خارج العمل. وهناك امثلة كثيرة من تم معاقبتهم لاستغال مناصبهم واختلاس الأموال ولكن بعد فوات الأون، وذلك لهروب الأموال غالباً خارج البلاد للأسف. فإذا فات الفوت ما ينفع الصوت. تذكرت في مؤسسة الطاقة استمارة إدارية لتعارض المصالح، فيها من الأسئلة عن وجود أي قرابة في مكان العمل، وذلك لسد ذرائع استغلال المصالح الخاصة على المصالح العامة. ولكن هذه هي البادرة المقترحة لكل جهات العمل فيجب دراسة انشاء تلك الاستمارة بعناية مع جميع مستلزماتها الإدارية المطلوبة. فيمكن استغلال تلك الاستمارات عند تعيين أي فرد في أي جهة وذلك للإفصاح عن أي امر قد يسبب تعارض للمصلحة العامة مع المصلحة الخاصة. ويكون هذا المستند دعامة قانونية للمستقبل لحدوث أي تعارض بين المصلحتين، بالإضافة الى منع الفساد الإداري بكل طرقه. ولكن يبقى دور الرقابة الإدارية والتدقيق المحاسبي في كل الجهات المعنية بهذا الأمر. وخلاصة القول إن المال السائب يعلم السرقة.

240

| 03 أغسطس 2025

تجويع غزة

إن ما يحدث من تجويع اهالي قطاع غزة في فلسطين جريمة بحق التاريخ الانساني، ولا يعني ذلك الا عدم مبالاة مِن مَن له يد بالقرار الإنساني لإدخال الطعام داخل القطاع. ولكن إذا كانت الأسباب السياسية والأمنية لما يحدث هو ضمن خطة ممنهجة ومتكاملة لقتل الإنسان الفلسطيني ببطء داخل القطاع دون التفريق بين المدني كبير سن كان أو طفل أو امرأة وبين المقاتل المقاوم فتلك هي الوحشية بمعناها الحقيقي. فالحاصل جراء عجز اجهزة الكيان الأمنية من القضاء على معنويات المقاومين داخل قطاع غزة الفلسطيني، مما أدى إلى سياسة التجويع هذه. فهو يستهدف اهالي المقاومين وغير أهالي المقاومين أيضاً ليحاول زعزعة ثقة الأهالي في المقاومين وجدوى الدفاع عن القطاع ضد الكيان. تحت مبدأ سياسة فرق تسد الإنجليزية الا يذكركم ذلك بمن سلَّم الأراضي الفلسطينية للكيان. ولكن النتيجة صفرية وسوف تبقى كذلك مهما حاول الكيان بشتى الأساليب تغير الأمر الحاصل. حيث لا يستطيع إلا التأثير على ان يحاول ان يفشل الحكومة التي تدير القطاع او قتل القيادات هنا وهناك دون اي تأثير يذكر على الفصائل المقاتلة في الداخل وإن كرر ذلك مراراً وتكراراً فلا جدوى إن كانت النتيجة واحدة في النهاية. الحقيقة المرة ان لسياسة الحرب والمفاوضات لفك الرهائن دورا في مماطلة الكيان لتجويع القطاع ايضاً فهو يستخدم سياسة العصا والجزرة رغم سوء الخيارات المتاحة من الأطراف الأخرى التي تفاوض بطرق غير مباشرة من خلال الوسطاء، ضمن عوامل الخداع والكذب والخيانة للأسف من طرف الكيان للأسف الشديد دون نتيجة تذكر إلا حقيقة استمرارية الامر على حاله فاختلفت الأسباب والموت واحدُ. فكل الطرق مسدودة للتعامل مع أصحاب القرار بنظام هذا الكيان. وهو إذ يماطل ضمن معرفته بالخطط والمآلات. فقوات الكيان لا تستطيع الدخول إلى الانفاق المتشعبة داخل القطاع لجبنه عن المواجهة المباشرة وتكبد الخسائر الفادحة، فضلا على مواجهته للفصائل فوق الارض وهو يتشبع بالضربات الموجعة ما دامت الحرب قائمة. وهو يعرف كل ذلك عبر تصريحاته وخططه الفاشلة والتي لا تزيد صورته المشوهة إلا تشويهاً امام العالم من خلال هذه الوحشية المتبعة. ولا عجباً بتصريحات مسؤوليه عن السكان داخل القطاع على العموم انهم حيوانات يكرم الإنسان عن ذلك او التصريحات المجنونة لضرب القطاع بالسلاح النووي! فالذي فكر بضرب القطاع بالنووي ألم يعلمه انه سيتأثر كذلك؟! فالصراخ على قدر الألم. ولا يؤكد ذلك إلا عدم توقف الحرب على القطاع منذ سنين وما زال ما دامت الظروف السياسية المحيطة حول الدولة الفلسطينية كما هي. اين ادارة السلطة الفلسطينية مما يحدث في قطاع غزة الان؟! فكل الاتفاقيات الدولية السابقة كانت وما زالت مبنية باسمها. وكل التحركات الدولية للاعتراف بحل الدولتين ودعم القضية الفلسطينية تحدث للدعم الرسمي لها. ام اصبحت السلطة الفلسطينية هي فقط الضفة الغربية! إن النزاع الفلسطيني الفلسطيني هو السبب الرئيسي برأيي لما يحدث من مآسٍ وما زال داخل الأراضي الفلسطينية. وركاكة الدعم العربي وذلك بحجة الإيدلوجية السياسية لحكومة القطاع والذي ليس له داعٍ لعدم الضغط على الكيان من قبل الولايات المتحدة لفداحة الموقف السلبي الفاضح بدعم الكيان بالسلاح وعدم الضغط عليه لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع على الأقل. وزاد على ذلك الطين بلة خيار خطط التهجير لأهالي القطاع لضعف القرار السياسي العربي الداعم والمدافع للدولة الفلسطينية المستقلة او الأحزاب الفلسطينية الاخرى، وانسداد الحلول السياسية مما اصبحت الخيارات المسلحة هي الحلّ المصيريّ والوحيد للشعب الفلسطيني. قال تعالى: { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } الأنفال ٤٦. مشكلة العالم الجهل المبرمج من قبل الصهيونية العالمية منذ زمن وما زال ليتم عدم التفريق بين الضحية والجلاد، وحتى أصبح حق الدفاع عن النفس للضحية جريمة! ولكن الحقيقة النهائية أن الأراضي الفلسطينية ستتحرر بالكامل طال الزمان أو قصر وذلك مصداقاً لكلام ربي في منزل تحكيمه.

231

| 27 يوليو 2025

نزع السلاح والسلام

في أحد تعريفات السياسة عُّرفَ بفن الحرب والسلم، ولكن تعريفي للسياسة هو فن الحرب والسلم لنزع السلاح. وليس السلاح بمعناه المادي فقط! فهناك معانٍ مجازية للسلاح ومنها الأسلحة الاقتصادية كالمقاطعة والعقوبات. وكلها تبنى على المصالح الاقتصادية للدول والمؤسسات والشركات الدولية لتجارة السلاح، وان كان للعقائد والأفكار دور ثانوي بالنسبة لذلك. فلنجاح السلاح من خلال الحروب امر حيوي يدعو الى استمراريتها بداعي در الأموال لتلك المؤسسات بغض النظر عن سيل الدم الإنساني جراء ذلك! إن التجاذبات السياسية بين الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة لنزع السلاح من الأفراد مثال حي لنزع السلاح لإحلال السلام. بالرغم من الحملات الديمقراطية لفرض قوانين نزع السلاح فما زال الرئيس ترمب من أشد المعارضين لنزع السلاح بالرغم من حوادث القتل المروعة التي تحدث هناك بين الفينة والآخرى. وكل ذلك بحجة أن تلك الحيازة للسلاح بدافع الدفاع ضد الشر للمواطن الأمريكي. إن استمرارية هذا الامر لها من المنطق المفهوم، أي انها مبنية على مبدأ توازن الرعب. حيث إن فكر المجرم في اقتحام المنزل للسرقة او ارتكاب الجريمة فانه يتوقع حيازة مالك المنزل للسلاح، فيخلق نوعا من السلم والأمن المجتمعي داخل الدولة. ولكن هل ينطبق هذا المفهوم السياسي الأمريكي على منطقتنا العربية يا ترى؟ فنزع السلاح في منطقتنا العربية ما زال هو الهدف الرئيسي في المفاوضات لنزع السلاح من الأطراف المقاومة في المنطقة. دون ابداء أي تنازل عن ذلك. فكل المفاوضات التي تمت بشتى الطرق عبر الأزمان السابقة وحتى الآن هي لنزع سلاح المقاومة من فلسطين. وهي في الماضي القريب دمرت قدرات الدفاع للجيش السوري. وما زالت ماضية قدماً لإنهاء أي مقاومة للفصائل التابعة لإيران في لبنان كحزب الله. ولكم في الضربة الأخيرة من الكيان في سوريا لوزارة الدفاع هناك خير دليل لما يعني نزع السلاح لإحلال السلام! وايضاً للسلاح اقتصاد تجاري ترتفع أسهمه بنجاح كفاءة السلاح من خلال الحروب. فعند نشوب الحرب بين الهند وباكستان، تفوقت فاعلية سلاح الجو الباكستاني في المعارك التي جرت مما اظهر فاعلية أسلحة الطيران الصينية وترتفع أسهم طلبها على الصعيد الدولي. ولكن هل للدول الصغرى والمتوسطة شراء الأسلحة من الغرب او الشرق كما يحلو لها؟ الاجابة قطعاً لا أيها السيدات والسادة. فالدول الصغرى التي عندها اتفاقيات استراتيجية مع الدول الغربية ليس لها من المرونة والمساحة التي تمكنها من تنويع الأسلحة. وان كان فإن حجم ونوع الأسلحة ليس بالذي يردع أو يجعلها تدافع عن نفسها أمام الأعداء. فالدول الكبرى تصرف الأسلحة لتحقيق هدفين رئيسين سياسي واقتصادي هما الهيمنة والسيطرة على الدولة المشترية للسلاح بالإضافة الى المنفعة الاقتصادية جراء شرائه. فلن تسمح باي رفع لمستوى القوى عبر شراء السلاح لدولة تملك من خلالها زمام أمرها. ليس هناك سلام ولا حرب دائمة، فمهما طال السلام في الدول التي تظن انها امنة لابد ان يأتي يوم ويتغير ذلك، فدوام الحال من المحال. فقوة السلاح تعطيك المنعة وحرية القرار وأعداء الامة لا يريدونها أن تنفك من وطأة الاستعمار، فلابأس أن يخدر المستعمر او مسمى آخر المحتل بخطط إعادة الإعمار. ولكن هيهات هيهات فالفكر قبل الحجر. إن العمل على ذلك ممنهج بخطط ثابتة ومعدلة على حسب نتائج تحقيقه. ومجمل هذه الأهداف هو إفناء أي مقاومة سياسية من خلال فنون الحرب والسلم حتى يمكن استسلام كل الأنظمة او الحكومات المقاومة لتلك الأهداف. ونزع سيادتها حتى تعلن استسلامها عبر الموافقة على شروط الاستسلام وفقاً للدول المهيمنة. وإن لم يعترف بعض من فئات الشعوب في هذه الدول المناهضة. فإذا امعنت في التاريخ فترى الكل يحاول السيطرة على العالم وفق فكره ومعتقده ومصالحه ولكن وفق أدوات نزع السلاح من الخصوم. فالأيام دول، يوم لك ويوم عليك.

246

| 20 يوليو 2025

الاستهلاك بين الإسراف والتبذير

لا يوجد إنسان أو مؤسسة أو دولة على وجه البسيطة إلا وتنفق على احتياجاتها ورغباتها الاستهلاكية والاقتصادية. وإن كان هذا هو المعنى الاصطلاحي، فإن العجيب هو المعنى اللغوي للكلمة؛ حيث إن مصدرها اللغوي يأتي من أصل معاني الهلاك كهلك وأهلك أي ما يصطلح على زوال المنافع التي وجد الشيء من أجلها أو نهاية حياة الشيء. فيا لنفع لغتنا التي بينت حكمة الأمر من لفظ الكلمة قبل تعريفها. إن أهمية ارتباط الأمر أوسع من ذلك بكثير، لأنني أسأل؛ هل هناك فرق بين والإسراف والتبذير؟ فالإسراف لغةً هو التجاوز والزيادة في الحد، والتبذير هو صرف المال بتجاوز فيما لا ينبغي. فإن استهلاك الإنسان بتبذير وإسراف يؤدي إلى الدمار والخراب والهلاك الحتمي. تختلف ثقافات الإسراف والتبذير حول العالم، فعند اليابانيين مثلاً فإن الطعام الكثير مثل الأمر الحاصل في ثقافتنا العربية قد يكون أمراً مستهجناً وغير مرغوب. وفي المقابل فإن كثرته على المائدة العربية يعتبر مثالا للكرم العربي الأصيل. تذكرت قصةً ذات عبرة لشخص سائح مرتاد لمطعم في أحد المدن الأوروبية قد طلب فوق الحد الذي يكفيه؟ وإذ بمدير المطعم يطلب جهة امنية مسؤولة عن الرقابة لمعاقبة هذا السائح لعدم انهاء وجبة الطعام المقدمة لتفرض عليه غرامة مالية! فالمفهوم الياباني «موتوناي» ومعناه لا للتبذير ولا للهدر ولا للإسراف. فتأثيره على بيئتنا مفيد لإعادة استخدام وتدوير العناصر، مما يمكننا من تقليل النفايات والاستهلاك الزائد دون مبرر. كما ينعكس على الناحية الشخصية لتقدير المواد المعطاة من رب العالمين، كما يعزز وينمي الشعور بالامتنان والرحمة للآخرين. من الضروري معرفة قياس الحاجات المطلوبة للاستهلاك والتوفير على مستوى الفرد أو المؤسسة. ففي أمثلتنا الشعبية من الحكمة ما يفيد المعنى؛ «مدّ رجُولك على قدْ لحَافكْ» أي مد القدم على حد الغطاء. من ضمن الأمور المستفادة لتربية الأبناء على المائدة كيفية غرف الطعام من الإناء الى صحن الأكل، فلا يغرف إلا الحد الذي يستطيع أكله، وليس ملء الصحن عن آخره. ولكن في ثقافتنا العربية ترى الموائد والصحون المملوءة بالطعام دون معرفة عدد او قياس الاستهلاك له! ثم ترى الصحون ممتلئة بفضل الطعام الذي لا يُعلم كيف يصرف؟ فيرمى في حاويات المهملات دون إحساس بأصحاب الحاجة من الجوعى والمساكين والفقراء. ومع ذلك فإن المؤسسات الخيرية كحفظ النعمة ومثيلاتها لها دور جميل لتوصيل هذا الطعام لمستحقيه. إن في دراسات الجدوى الاقتصادية دورا فعالا في هذا الإطار. فدراسات الجدوى تقيس من الناحية المادية والبشرية الاحتياجات الضرورية للمؤسسة والفرد على السواء. فقياس رأس المال المطلوب للمشاريع بسائر حجمها أو حتى الحاجات الشخصية للفرد يمكن قياسها بناءً على مستوى الدخل والتكلفة. وهو بالتالي مرتبط بالأساس من خلال مستوى دخل الفرد وتكلفة الحاجات الضرورية بناء على ظروف الطلب والعرض من السوق المحلي والدولي. فهذه الدراسات تنقذ البيئة التي نعيش فيها من الخراب والدمار جراء الكسب السيئ جراء سوء التدبير والاستهتار، ونضوب الموارد من الاستهلاك الجائر. قال تعالى {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس} ٤١ الروم. في إحدى الدورات التدريبية عن اعداد الموازنات، قصة عن رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر عندما عُرض عليها مشروع لإنشاء طريق على منطقة تضاريسية مرتفعة، فاقترحوا عليها إزالة المرتفع، فسألتهم عن دراسة جدوى المشروع لتكون الإجابة إنها لم تتم بالشكل الشامل المطلوب؟ لتغضب وترفض المشروع بشكله لتعاد دراسته مرة أخرى ليتم تجنب إزالة المرتفع وحفظ البيئة والتكلفة على السواء. يجب علينا معرفة الحاجة الحقيقية عند الطلب او الاستهلاك. ويكون ذلك بمعرفة الحاجات الحقيقية للحياة، والتفرقة بين ما هو من الكماليات والترف والضروريات. فنحن في الأصل كبشر غايتنا التكليف للعبادة وعمارة الأرض في هذه الحياة، وليس الترف والاستمتاع بها. فنحن نأكل لنعيش ولسنا نعيش لنأكل.

558

| 13 يوليو 2025

كبار القدر

أود أن أبدي إعجابي بهذه المبادرة الرائعة للغاية لتغيير مسمى كبار السن إلى كبار القدر، والذي تم من قبل حكومة الدولة مشكورة. ولكن يبقى احتياج كفاءة التعامل مع هذه الفئة من قبل الموظفين والعاملين داخل المؤسسات، بالإضافة إلى آلية التطبيق والتعامل بالشكل المناسب مع هذه الفئة المقدرة. ففي إحدى المؤسسات الحكومية وأنا في انتظار موعدي مع أحد المسؤولين شهدت أحد كبار القدر خارجاً من مكتب هذا المسؤول ويبدو عليه الانهاك والتعب! وقبل دخولي اذ به يعود ليسأل بصوت خافت "وين أراجع؟" أي زين علي ان اراجع، فرددت عليه "ايش بالاك" أي ما بك وهو على وشك الانهيار، فقال لي "نشّف ريقي"! أي المسؤول. ثم طلبت من العامل في المؤسسة أن يقدم له الماء، وذكر لي أنه لم يأخذ قيلولته، حيث كان هذا الموعد خارج مواعيد الدوام الرسمي ايضاً!. فلا يكفي لكبار القدر أن تقدم لهم الإعفاءات والخصومات وامتيازات الأماكن المخصصة لهم. بل يجب على ديوان الخدمة المدنية أن يبدأ بوضع خطة شاملة لوضع برامج تدريبية وورش عمل على كيفية التعامل مع هذه الفئة المعتبرة اجتماعياً، بالإضافة إلى إلزام عدد كاف من الموظفين والعاملين في جميع المؤسسات الحكومية لأخذ هذه الدورات المتخصصة او إنشائها ان لم تكن موجودة. حيث يعتبر في العادة كبار القدر أكثر ذكاء عاطفياً من فئة الشباب، ويرجع ذلك لتراكم تجارب الحياة. فيجب إضافة مرفقات أو أماكن وجهات اتصال وموظفين مخصصين لكبار القدر في جميع المؤسسات والمراكز الحكومية لتلك الفئة، لتكون مجهزة بكافة التسهيلات المطلوبة. وهو الأمر الذي يتطلب العمل عليه ورصد الموازنات بشكل كاف. ما زال هناك متسع من الوقت والجهد للقيام بذلك على النحو المطلوب. من ضمن الأمثلة على احتياج تلك الإجراءات للتطوير، عند مراجعتي لمعاملة في أحد مراكز الخدمات الحكومية؛ أخذت رقما لأنتظر دوري في إنهاء المعاملة، ولكن المستغرب هو تأخر المدة المستغرقة للانتظار فسألت الموظف عند الاستقبال عن ذلك، فذكر أن الزحام بسبب الأولوية لكبار السن والنساء. ولاحظت أن هذا الأمر على المطلق دون تحديد أو تخصيص لأماكن استقبال المراجعين بذلك. فوجدت أكثر النساء المستفيدين من هذا الأمر دون وجود لكبار القدر، حيث عند إنجاز معاملتي عند إحدى الموظفات لتشتكي من هذا النظام المطبق الجديد. أعزائي القراء، إن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر في الإجراءات قبل التطبيق الفوري لها دون إعداد مسبق. فلا نريد من الموظفين أن يبدو امتعاضهم عند التعامل مع كبار القدر بطريقة غير لائقة تزعج تجربتهم في انجاز المعاملات الحكومية. ولكن يجب على المسؤولين النظر في ثلاثة محاور رئيسة للقيام بذلك، وهي معايير جودة التعامل مع كبار القدر، ووضع مقترحات لاستبيانات رضا كبار القدر عن تجربتهم في تخليص معاملاتهم الحكومية، وآلية فعالة للرقابة والتدقيق والمسائلة على المسؤولين عند التعامل مع كبار القدر في كل مؤسسة حكومية. فيجب على المسؤولين والعاملين في المؤسسات الانتباه لمشاعر كبار القدر، والعلم بكيفية التفاعل الإيجابي معهم. وذلك من خلال التحكم بردود الأفعال خصوصاً في المواقف الصعبة، والاستجابة بصبر وتفهم. ولذلك فإن الإنصات الفعال والتواصل المتعاطف من الأدوات السحرية لجعل كبار القدر يشعرون بالرضا عند التعامل. فكبار القدر لا يطلبون الا الكرامة والاحترام. إن المجتمع القطري يعتبر من أفضل المجتمعات حول العالم في كيفية التعامل مع كبار القدر. وهو السبب الذي شجع الدولة على تغيير التسمية الى كبار القدر. فلن تجد إلا نادر العدد في مؤسسات كبار العمر او المسنين، وذلك لأن المجتمع يعتبر من يأخذ قريبه من كبار السن الى تلك الأماكن؛ من العار والأمر المشين، والذي ينظر اليه المجتمع بشكل معيب ومنبوذ. وكل ذلك لأنه متسم بالأخلاق الإسلامية التي تقدر كبار القدر وتوقرهم. وفي النهاية نسأل العزيز القدير أن يحفظ لنا كبار القدر ويمدهم بالصحة والعافية والسعادة الدائمة.

261

| 06 يوليو 2025

هل ماتت الحكمة من العالم؟

حفظ الله قطر وحفظ الله الأمير، وشكراً لجهود التصدي لهذا العدوان على دولتنا الحبيبة. بعد الضربات على قاعدة العديد والتي لم تعهدها البلاد والمنطقة منذ حرب الخليج الأولى أكثر من خمسة وثلاثين سنة، ارتفعت الأصوات على أنها مسرحية وليست تسوية سياسية وهذا لا يصدر من عدم المتخصصين بالمجال! إذ تُضرب أكثر دولة وسيطة وساعية لحفظ السلام في المنطقة بل والأكثر في العالم. دائماً ما كنت الدولة تنتهج سياسة الحكمة واحترام القانون الدولي حول العالم. كما يضاف أنها أكثر من سعى من دول المنطقة على عدم الاعتداء على إيران الجارة الجغرافية، وهذه الحرب الدائرة بين إيران والكيان بعد الهجوم على مفاعلاتها النووية دون تأكيد حتمي لجدوى الهجوم. وهي الشريك المشترك لأكبر حقول العالم بالغاز الطبيعي وهو حقل الشمال. إنه لأمر مستغرب أن يحصل كل هذا التصعيد المهدد لأمن الخليج العربي والتجارة الدولية لتعقد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة من أجل مصالح الكيان. ليُطرح التساؤل عن مدى أهلية الحكمة السياسية في عالمنا المعاصر. هناك نظرية في علوم الإدارة مسماه بجبل الجليد؛ تشير إلى ما يظهر على السطح، وهو جزء صغير عن المشاكل الحقيقية غير المرئية في جزر الجبل. حيث في كواليس السياسة أكثر مما هو معلوم، فكثير من الدول الصغيرة والمتوسطة تكون ضحايا لتلك المحادثات في تلك المطابخ والتي تنتهي بقرارات مصيرية. فمنذ إعلان البرلمان الإيراني إغلاق مضيق هرمز ليتحول مسار الحرب الدائرة إلى مستوى خطير للغاية. حيث إن حصل هذا فله عواقب وخيمة على كل العالم لا يحمد عقباها من انهيار الاقتصاد وتفاقم مسار الحرب وصعوبة المفاوضات السياسية، وتداعياته على المنطقة بأسرها بشكل ليس له رجعة. أعزائي إن الحروب إن قامت فهي ليست مزحة أو مسرحية، وإن شئتم فسألوا من نجا منها وكان فيها. فقنبلتا هيروشيما وناكا زاكي، أوقفت الحرب العالمية الثانية من المستوى التي كانت فيه بين الدول الكبرى. وانبثقت منها الاتفاقيات والمعاهدات التي شكلت العالم من النواحي السياسية والاقتصادية والقانونية والتكنولوجية وحتى الاجتماعية والدينية آيضاً. فلنا في هلع بعض الناس في الأمس القريب داخل الدولة عظة وعبرة. فمشاهدة فقد الأحباب والأعزاء ومعايشة جو الحرب ليس بالأمر الهين. فما بالك وإن قامت الحروب بين الدول الكبرى النووية! إن معظم الدول الكبرى كالولايات المتحدة وروسيا والصين تنتهج حروب الوكالة أي أنها تستعمل دول الأقل حجماً بالنفوذ والهيمنة لتقوم بالحروب بالنيابة عنها. وهي إذ تقوم بذلك قد تكون على هيئة حروب فعلية بالحديد والنار أو حروب باردة بالاستخبارات والجواسيس. وللأسف هذا مشاهد أعزائي في عالمنا اليوم، ولكن زاد بوتيرة غير مسبوقة منذ نهاية القرن الفائت وحتى هذه اللحظة. فإننا لم نشهد وبإذن الله لا نشهد حروبا نووية. فما بالك وإذا انطلقت الرؤوس النووية بين الدول ماذا يبقى من العالم؟ وهل يهنأ العيش بعد ذلك؟! فهذه الحروب لا سمح الله إذا قامت سترجع العالم إلى العصور الوسطى إن بقي بعدها حياة! إني أعتب على من تذمر من عدم إعلام الناس بوقت كاف عن تلك الضربة! وهي إذ كانت تسوية سياسية بين الدول المعنية فليس بالضرورة إعلام الدولة الضاربة بوقت الضربة بالتحديد للدولة المعتدى عليها. وعهدنا من الدولة عدم ترويع الآمنين في كثير من الأزمات السابقة. ودولتنا الحبيبة من أمن الدول في العالم. ولكن الأمر عصيب وغير معهود ومفاجئ. ولكن النصيحة للجهات المعنية بسرعة العمل على التوعية وعمل الورش اللازمة بجدية، فيكون الناس على استعداد تام عند حدوث تلك الحوادث مرة أخرى. وقبل أن أختم أحبابي القراء؛ فسنن الله لن ترد لمثيري الحروب حيث قال {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّه} المائدة ٦٤.

306

| 29 يونيو 2025

alsharq
وساطة قطر في مرمى نيران حكومة الإبادة !

انطفاء ألسنة لهب الغارات على مساكن قيادات من...

1542

| 12 سبتمبر 2025

alsharq
في خاصرتي خنجر.. الأمة التي تقرأ جراحها لا تهزم

خنجر في الخاصرة قد لا يبقيك مستقيما لكنه...

1338

| 15 سبتمبر 2025

alsharq
قطر والسيادة

في يوم الثلاثاء 2025/‏9/‏9 تعرضت دوحة الخير الى...

1296

| 12 سبتمبر 2025

alsharq
لهذا يرفض الاحتلال حل الدولتين؟

مثّل الانتهاك الإسرائيلي للسيادة القطرية باستهداف قيادات حماس...

765

| 14 سبتمبر 2025

alsharq
الوسيط المُستهدف

شهدت الدوحة مؤخراً حدثاً خطيراً تمثل في قيام...

729

| 14 سبتمبر 2025

702

| 13 سبتمبر 2025

alsharq
انصر أخاك

ها هي القمة العربية الإسلامية تعقد في مدينة...

666

| 15 سبتمبر 2025

alsharq
دعم قوي لدولة قطر في مجلس الأمن

جاء الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الهجوم...

645

| 12 سبتمبر 2025

alsharq
عمري قطر

في أغلب الأحيان تكون المصائب والنوائب لها نتائج...

555

| 15 سبتمبر 2025

alsharq
منصات وزارة العمل.. من الفكرة إلى الأثر

منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...

555

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
الحاجة إلى نظام أمني جديد في الشرق الأوسط

لم يعرف الشرق الأوسط الاستقرار منذ مائة عام،...

531

| 15 سبتمبر 2025

alsharq
يا قادة أمتنا.. بلغ السيل الزبى

حين ننظر إلى الدعم الغربي لذلك الكيان المحتل،...

522

| 14 سبتمبر 2025

أخبار محلية