رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

342

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

الأسرة الممتدة

09 نوفمبر 2025 , 06:49ص

كان يا مكان في زمانٍ ما، ما يسمى بالأسرة الممتدة. والآن أعزائي القراء إذا سألت أحد الأجيال المعاصرة لزماننا فقد لا يعرف لفظة هذا الاسم فضلاً عن معناه، وحتى بعض من مرت عليه اللفظة في منهج علم الاجتماعيات فلا يتذكر! وهو عبارة عن أم وأب وجد وجدة وجد وجدة من الجهة الأخرى، وخالات وأخوال وعم وعمات والتفرعات من أبناء عمومة وأبناء خالة ومثيلاتها من صلة القرابة وهي الأسرة المثالية الصحية والتي تسمى بذلك الاسم. فهي التي كانت تحمي، فإذا ضعف الأب يقوم العم من دون أن يطلب أحد منه ذلك. 

فإذا ضعفت الأم تفزع الخالة وتقوم أو الخال، فللابن أو الابنة أكثر من ام وأكثر من أب، فآباؤه كلهم أعمامه وعماته، وأخواله وخالاته امهاته. بالإضافة إلى جداته وأجداده. فيكون الطفل محميا من عاقبة الأخطاء. ومع الثورة الصناعية من قبل والثورة المعلوماتية منذ بدء التسعينات من القرن الماضي وحتى ذروتها الآن، فإن حمل هذه العائلة الممتدة أصبح ثقيلا على المجتمع! فإن متطلبات البنى التحتية للحياة الصناعية من الشكل التخطيطي للمدن الحديثة كالمجمعات السكنية والفلل والشقق السكنية. فمن قبل الثورة الصناعية والحالة المعلوماتية لوسائل التواصل الاجتماعي الآن أو ما يحلو لي تسميتها بوسائل التباعد الاجتماعي! والتي أصبحت زوراً وبهتاناً مثالية لاستقلالية أو ما ظهر لاحقاً بمسمى الأسرة النووية من أب وأم وأبناء، بل التي مزقت تلك الأسرة الطيبة الممتدة والتي هي سائدة الآن والتي تشجع وما زالت تشجع تفاقم ظواهر قطيعة الرحم في مجتمعاتنا الآن. فإن تأكيد ديننا الحنيف على الرحم ليست من عبث. فلم ولن تكون تلك المواعظ من أشرف الخلق الا لمصلحة الإنسان وليست من فراغ. فغاية المولى سبحانه ورسوله هي غايات تحفظ الانسان وتحميه وتحمي ذريته من بعده. وذلك بوجود تلك الحصون المنيعة حوله. فكان الأولى الحرص على وجود تلك الأسرة وحمايتها من الانقراض من المجتمع للأبد! 

ومع ظهور الأسرة النووية، يأتي العم ليتدخل؛ ليُجَاب «بعدم التدخل في شؤون الأسرة إذا سمحت»! فتأتي الخالة لتتدخل؛ فتجاب « أنا أدرى بشؤون أبنائي. فيأتي العم أو الخال في مجلس فيرى أبناء اخته أو أخيه ما يكره من الأدب والأخلاق، فيرمقه بنظرة ليربيه كما كانت في عهود الأسرة الممتدة. فيقوم أخ أو أخت العم أو الخالة ولا يتعنى ليقابل ويتواصل عبر وسائل التواصل فيقول بعبارة خالية من المشاعر؛ «ما هو شأنك في أبنائي! فلا تعقدهم بكلامك الذي لا جدوى منه فأبنائي تربيتهم صالحة، ولا تتدخل في شؤنهم! وبذلك إذا سقط الأب سواءً لفاقة أو دين أو مرض أو موت تيتموا الأبناء بشكل مضاعف. 

إن من فوائد هذه الأسرة المنيعة ضد كل أنواع الإشكالات الأسرية عند حصول الخلافات الأسرية فإنها تحمي من الشقاق ودمار نواة تلك الأسرة الممتدة الا وهي النووية. حيث قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} ٣٥ النساء وليس الذهاب إلى القضاء عند أدنى خلاف أسري! حيث كانت تلك القلعة الشماء تحافظ على عادات وتراث التقاليد الاجتماعية والدينية في المجتمع من التأثيرات السلبية للعولمة في الثورة المعلوماتية الحالية. كما تتيح الفرصة لتصبح درعًا منيعاً ضد الأمراض النفسية والآثار السلبية لفساد المجتمع أخلاقياً. 

خلاصة القول؛ يجب علينا وعلى الدولة السعي لإعادة إنشاء الأسرة الممتدة مرة أخرى. فهي تلعب دورا رئيسيا في خضم الحروب العلنية والخبيثة غير العلنية من الفئات غير الإنسانية وضد الفطرة الإنسانية لزعزعة المفاهيم الطبيعية والحقيقية لأصل الخليقة الإنسانية للأسرة. فأكثر المقاصد الشيطانية هي التفريق بين المرء وزوجه سواء عن طريق السحر وغيره من الوسائل. قال صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناه منه منزلة أعظمه فتنة. رواه مسلم.

اقرأ المزيد

alsharq شكاوى مطروحة لوزارة التربية والتعليم

ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن... اقرأ المزيد

3969

| 11 نوفمبر 2025

alsharq الاعتراف بفلسطين في موازين السياسة الدولية

عندما أعلن كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الجديد، عن نيّة بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، بدت الخطوة للبعض بمثابة... اقرأ المزيد

114

| 11 نوفمبر 2025

alsharq بين الأفول والإشراق تطيب الحياة

ليست الحياة الطيّبة تلك التي تُساق للمرء فيها الأقدار كما يشتهي، وليس معنى جودة حياته أن يتحقق له... اقرأ المزيد

156

| 11 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية