رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

1185

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

فلسطين والكيان والأمم المتحدة

28 سبتمبر 2025 , 02:53ص

 أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب العالمية الثانية، وهي فكرة طرحت أول مرة للفيلسوف الألماني إيمانويل كانط ١٧٩٥م. وذلك للسيطرة على الصراع وتعزيز السلام الدولي. هل تعلم عزيزي القارئ أن الأمم المتحدة كانت تعرف فيما سبق بمسمى آخر وهو «عصبة الأمم» بعد الحرب العالمية الأولى، وكان مقرها في مدينة جنيف بالاتحاد السويسري وذلك لاستغلال الدولة السويسرية مكانة الحياد بين الدول المتصارعة، وتتكون المنظمة من تلك الدول المنتصرة في الحرب وهي إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان. وهي المنظمة التي اتخذت قراراً دولياً في عام ١٩٢١م يُشَرّع للحكومة البريطانية الانتداب على الأراضي الفلسطينية. والذي أعطى الولاية الدولية بإقامة وطن قومي لليهود في ذلك الوقت. وهو الوعد الذي سهل لعرابيه ومهندسيه كتابة بنود قرار إنشاء الكيان وهما اليهوديان «روتشيلد» و «وايزمان». وهو الامر الجلي الذي بَيّن انحياز منظمة عصبة الأمم إلى الحركة الصهيونية.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعامين، وتحديداً في العام ١٩٤٨م تم الاعتراف بالكيان الصهيوني. ولكن العجيب في الأمر أن ما يسمى دولة إسرائيل نشأت بقرار من المنظمة نفسها، وهو القرار الوحيد في تاريخ المؤسسات الدولية لحصول هكذا حدث! بل والأعجب والأمر من ذلك؛ أن الكيان هو أكثر دولة حصولاً للفيتو « أي حق النقض أو منع إجراء القرار». والذي منع أي قرار يدينه إن كان للأمر فائدة من ذلك. فكما كانت عصبة الأمم تتكون من الدول المنتصرة في الحرب فإن مجلس الأمن يتكون من الأعضاء الدائمين وهي الدول المنتصرة في الحرب وهي الولايات المتحدة، الاتحاد الروسي (يعرف فيما سبق بالاتحاد السوفيتي)، المملكة المتحدة، فرنسا، الصين. وهي الدول الوحيدة صاحبة حق النقض أيضاً. فها هو التاريخ يعيد نفسه، ولكن يبقى السؤال عن ماهية أسباب إنشاء المنظمة هل من أجل السلم أو السيطرة الدولية لتلك الدول على الدول الأقل حجماً من حيث النفوذ والسلطة والسطوة وهو سؤال يدعو للتفكر.

فإن حقيقة الأمر الذي سهل سلب الحقوق العربية عموماً والفلسطينية خاصة، هو الأمر الذي يجعل وَهْم عدم إغضاب الرأي العام العالمي، غاية من الخيال لا يمكن تحقيقها إلا بالخضوع لهيمنة الكيان والمصالح الاستعمارية للدول الكبرى في مجلس الأمن كالمملكة المتحدة صاحبة وعد بلفور (صاحب وعد إنشاء وطن قومي لليهود) والولايات المتحدة وريث الإمبراطورية البريطانية التي سهلت وباركت حصول هذا الأمر وما زالت. فهل أصبح حال العالم مع المنظمة، حال الغارق المتمسك بقشة!

تعتمد منظمة الأمم المتحدة اعتمادا أساسيا على مساهمات الدول الأعضاء من التمويل، إذاً فإن شبح توقف تمويل المنظمة إن أرادت الدول الكبرى ذلك قد يسبب انهيار هذه المنظمة، وبالتالي تعتبر هذه إشكالية حقيقية لتحقيق أهداف هذه المنظمة من التنمية والسلم المزعوم حول العالم. ومثال ذلك قرارات وقف تمويل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من قبل الولايات المتحدة. ولذا فإن أقصى ما يمكن تأمله من هذه المنظمة هو الخطابات الرسمية الرنانة واستعراض المواقف الدولية دون تحقيق تغير جذري للواقع على الأرض.

إن اعلان الدولة الفلسطينية الذي تم مؤخراً، هل سينهي معاناة الشعب الفلسطيني؟ لا أعتقد ذلك. فإن استمرارية حدوث شتى أنواع الاعتداء بأشكاله من النزوح، والتهجير، واغتصاب الأراضي، والقتل، والتعدي على عاصمة الدولة القدس أو ما يسمى بالقدس الشرقية كما يقال أو انتهاك حرمة المسجد الأقصى. لا تزال تحدث عبر السنين منذ إنشاء الكيان. بل حتى المفاوضات والمطالبات من رئيس الدولة الفلسطينية تطالب بنزع سلاح المقاومة في غزة! فكيف لدولة منزوعة السلاح تستطيع حماية الدولة فضلاً عن حماية شعبها؟! إنه أمر لا يقبله عقل ولا منطق. فما بالك وجارة هذه الدولة هي دولة نووية مدججة بأحدث الأسلحة والتقنية الحربية تتصف بالعداء المزمن المتوحش منزوع الإنسانية! فهل سيصدق شخص محايد أن هذا كله يعقل؟ وخلاصة القول إن كل ما يحدث؛ لذر الرماد في العيون.

اقرأ المزيد

alsharq الصين..

أثناء القمة العربية الإسلامية الطارئة التي أقيمت في الدوحة يوم 15 من الشهر الجاري والتي ناقشت العدوان الصهيوني... اقرأ المزيد

189

| 30 سبتمبر 2025

alsharq الحكومة المارقة

تعرف كلمة مارق في اللغة العربية بأنه الشخص الماكر أو المنحرف والذي لا قيمة له، وهي تعنى الشخص... اقرأ المزيد

174

| 30 سبتمبر 2025

alsharq هل قررت أن تُشرق؟

ما السعادة إلا قرارٌ تتخذه الروح بوعيٍ كامل لتتصل بنبع حقيقتها، قرارٌ يهمس به المرء لذاته بأن يسمح... اقرأ المزيد

243

| 30 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية