رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

231

الشيخ د. سعود بن ناصر آل ثاني

لا يأس مع الحياة

21 سبتمبر 2025 , 02:53ص

ولا حياة مع اليأس، هناك حكمة يابانية تقول إن المشكلة التي ليس لها حل لا داعي من التفكير فيها. فالقلق والتوتر لن يساعدا في حلها، فالتركيز على البحث عن الحل واتخاذ الإجراءات اللازمة هو الحل الأفضل. قلما تجد إنسانا عنده إيمان، ويكون في حالة من اليأس. غالباً ما يكون اليأس ناتجا عن أمر حدث ويفكر فيها الإنسان من الماضي، ويسبب التوتر. أو أمر آخر يفكر فيها من أمور الغيب التي لم تحدث بعد من المستقبل، وهي تسبب القلق. ولذلك تجد من يقدم على الانتحار، فاقداً للإيمان وكان يفكر في مآسي الماضي ويأس من المستقبل. بل يجب عليك أن تعمل لدنياك « كأنك تعيش أبدا، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا» كما قال عمرو بن العاص رضي الله عنه، أي أن يركز المرء في يومه فقط.

ولكن لا مانع من التفكير والتخطيط للمستقبل، ولكن في وقت متفرغ ومعين لإشغال العقل في ذلك حصراً. وليس القلق والتوتر من الماضي الممرض أو المستقبل المجهول المخيف الذي لا يعلمه أحد. فمن الناس من يتبع دجاجلة هذا الزمان عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي! وهم إذا صدقوا في أحداث فقد أخطأوا في أحداث أخرى كثيرة. «كذب المنجمون وإن صدقوا». فهم وإن صدقوا فهي ليست من علوم الغيب ولكنها من علوم الخطط الكونية للدول العظمى والمنظمات العابرة للقارات. فهي فعلاً نظرية المؤامرة، بل وحقيقة المؤامرة ولكن يبقى خيار الإنسان للتعامل معها. 

فسوف تجد كل آيات محكم التنزيل تحذر من حقيقة المؤامرة على الإنسان. ولكن أعظم نعمة ونقمة في نفس الأمر هي نعمة الاختيار. فالإنسان في هذه الحياة مخير لكل ما هو مسير فيه. فليست الاقدار ثابتة كما يبدو بل هي متغيرة في حياة الإنسان وثابتة في علم الله فقط. فممكن للإنسان ان يغير مستقبله ان أراد ذلك وهو مكفولٌ في رزق الله له، ولكن حسب سعيه واجتهاده. {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} النجم ٣٩.

يقول إديسون مخترع المصباح الكهربائي؛ « لم أفشل، بل وجدت ١٠،٠٠٠ طريقة لا تعمل»! فلا بأس أن تفشل الخطط، فليست هناك خطة تنجح مائة بالمائة وإلا فهي ليست خطة. فدائماً ما تكون هناك مساحة للخطأ وعدم الكمال. فالكمال فقط للخالق سبحانه. فلكم ان تتخيلوا أيها السيدات والسادة نسبة فشل المشاريع حول العالم بنسبة تسعين بالمائة وأكثر من ذلك! حيث لا تستمر لأكثر من ثلاث إلى خمس سنوات. فهذه حالة أي خطة لفرد أو مؤسسة حول العالم. ولكن هل يعني ذلك عدم التخطيط للأمور. طبعاً لا أعزائي الكرام، بل من شروط التوكل التخطيط السليم للأمور وإلا أصبحت تواكلا وهو مدعاة للكسل والتقاعس والخذلان والفشل. قال صلى الله عليه وسلم (اعقلها وتوكل) رواه الترمذي.

آخر رسالة لكم أعزائي القراء، مهما كانت الأحداث مأساوية من حولنا، أو كانت صعبة وشديدة فهذه من طبيعة الحياة. فالواجب علينا عدم اليأس أبداً، والعمل على التخطيط الحكيم والعمل السديد لتحقيق الأهداف. والتفكر بحكمة ومنطقية وفق فقه الواقع، وكل ذلك في يوم الإنسان فقط وليلته وأن يوازن في حياته بين العمل والراحة والاهتمام بالصحة النفسية والجسدية حسب ما تفضل الله عليه من رزقه. ويغلق البابين في أول النهار، فلا يفكر في ماضيه في هذا الوقت ولا يفكر في مستقبله في ليلته في نهاية اليوم. وإنما يحصر التفكر بالتخطيط برمي تلك الأفكار في سلة الكتابة ويركز فقط بالهم في اتقان عمل اليوم عبر الخطوات اللازمة لتحقيق الخطة الكبرى لحياته في يومه فقط. ويتجنب التخطيط الغبي، يقول أينشتاين في تعريفه للغباء؛ « هو فعل الشيء بنفس الطريقة ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة» فاللبيب من اتعظ بغيره لا بنفسه.

اقرأ المزيد

alsharq الحياة بأقصاها

ليست الدنيا ما يهلك الإنسان. والدليل هو أن هناك الكثير من الناس الذين يفترض بهم أن يكونوا تعساء... اقرأ المزيد

195

| 23 سبتمبر 2025

alsharq ما لا يتزحزح فينا

كلّما تبدّلت الوجوه وتسارعت الخطى، شعرتُ بأن العالم يُعاد ترتيبه بلا توقف، كأنّنا نعيش داخل لوحة لا تجفّ... اقرأ المزيد

186

| 23 سبتمبر 2025

alsharq الأماكن ..

للأماكن والبيوت أرواح منعكسة من أرواح ساكنيها، فهي منشور دقيق لمن يقيم بها، تحمل روحه وتبث دقائقها في... اقرأ المزيد

264

| 23 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية