رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لاتزال أنظار المسلمين وقلوبهم ومشاعرهم تتجه إلى مصر الكنانة حيث يتطلعون لأن ينتصر الحق فيها على الباطل وأن تعود الشرعية للرئيس المنتخب محمد مرسي الذي وجد فيه ملايين المسلمين مثالاً للحاكم المسلم العادل الذي جاء باختيار شعبه طواعية لا كرهاً كسائر حكام المسلمين بعد أن أوشكوا أن يفقدوا الأمل في وجود هذا الحاكم الملتزم بتعاليم دينه والحافظ لكتاب ربه والراغب في تطبيق شرع الله تعالى ورفع الظلم عن الناس ونشر الخير في المجتمع والإصلاح في الأرض.
(ذروني أقتل موسى).. قالها فرعون لقومه وأتباعه وبطانته كي يحصل منهم على موافقة وتأييد لارتكاب جريمته وقتل نبي الله موسى عليه السلام بعد أن أظهر الله الحق على يديه وبرهن لهم بالحجة والآيات الكبرى بطلان ما يعتقدون وزيف مايعبدون كما أظهر للملأ من قوم فرعون بطلان مقولته (أنا ربكم الأعلى).. فأي رب هذا الذي يقف عاجزاً عن الانتصار على موسى عليه السلام رغم استعانته بكل ساحر عليم، الأمر الذي ارتدّ عليه وجعل السحرة يؤمنون بالله تعالى أمام عينيه وعلى الملأ، وهاهو الخائن السيسي يظهر على الملأ ليقول لأنصاره وأتباعه "ذروني أستخدم القوة ضد المعارضين لحكمي وأقضي عليهم!" حيث خرج العميل القادم للرئاسة على ظهر دبابة عسكرية والمؤيد من الغرب ومن أعداء الدين في الخليج ليقول للناس "انزلوا إلى الشوارع يوم الجمعة حتى تعطوني الشرعية والأمر لاستخدام القوة ضد المؤيدين للرئيس محمد مرسي" بعد أن فشل في مخططه وخطته المرسومة له من قبل أسياده الأمريكان والصهاينة وبعد أن أثبت الشعب المصري المؤمن بأنه لا يرغب إلا في عودة الرئيس محمد مرسي الذي اختاروه بأغلبية وأرادوه حاكماً شرعياً لمصر التي عانت من ويلات الطغاة وحكم الفراعنة دهوراً من الزمن.
إنها دعوة من السيسي لأعوانه وأنصاره - الذين فشلوا عبر صناديق الاقتراع - لأن يخرجوا للشوارع فتكون حرباً أهلية وبمثابة إعلان حرب على الفئة المؤمنة المسالمة في ميدان رابعة العدوية والنهضة وسائر ميادين ومدن مصر، وإنها لدعوة جاهلية معارضة لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تريد المزيد من الفتنة وإراقة الدماء ولكن بصورة قهرية جبريّة أكثر هذه المرّة، حيث لم يكتف السيسي والعملاء من أمثاله بقتل المصلين في صلاة الفجر ولا بقتل الأطفال والنساء المسالمين وإنما يريدها لتكون حرباً أكثر دموية وعنفاً ضد من يريدون لمصر العزة والكرامة بتمسكها بدينها وتطبيقها لشرع الله تعالى، فلقد لمس أعداء الأمة تلك الصحوة العظيمة التي بدأ الرئيس محمد مرسي في الدعوة إليها حين طالب بالقضاء على الفساد وعلى من يسرقون قوت الشعب المصري وبدأ يشن حرباً على رموز الفساد ويتحرك لاسترداد أموال مصر المنهوبة منهم، كما بدأ في الاهتمام بمشاريع التنمية في قناة السويس التي ستجني من ورائها مصر المليارات الطائلة وكذلك بالاعتماد على الموارد المحلية في القمح والدقيق والقطن وغيرها بعد أن كانت تصدر للخارج ويعاني المصريين في الداخل من البطالة حيث طالب بأن يعتمد المصريون في طعامهم ودوائهم وسلاحهم على أنفسهم وهو الشيء الذي فعله الرئيس محمد مرسي ويحاربه الذين تمرّغت أنوفهم في التراب إرضاءً لأعداء الأمة، والعجب أن مايحدث في مصر الآن هو أمر لايعقل من التناقضات والتجاوزات الخطيرة، فعندما حذرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ممن كان قبلنا "إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" ولكن مافعله هؤلاء تجاوز النهي والتحذير إلى أنهم قاموا برفض حكم الحاكم المسلم العادل الصالح فيهم والمحافظ على أموالهم وثروة بلادهم وانقلبوا عليه وسجنوه بينما تركوا المجرمين السارقين الخونة يحكمونهم ويعيثون في مصر فساداً.
ولا يزال الخونة والانقلابيون يتهمون الإسلاميون والإخوان المسلمين بكل صفة ليست فيهم افتراءً على الله وإرضاءً لمن دفعوا لهم وأمروهم بتلك الخيانة العظمى، ولهذا صدّقهم كل "متحامل" أو "حاقد" أو "كاره" لتطبيق شرع الله، ولهذا فإن الحرب على الإسلاميين عموماً والإخوان المسلمين خصوصاً بدأت قديماً عندما أدرك الطغاة أن هذه الجماعة الوحيدة في الساحة تقريباً التي جمعت شمولية الإسلام ودعت إلى عودته من خلال تطبيق شرع الله في كافة نواحي الحياة دون إنقاص منه أو اجتزاء، حيث لم ينشغلوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حساب الجهاد في سبيل الله، ولم ينشغلوا بتعليم العقيدة وتصحيح التوحيد على حساب الحكم والسياسة، ولم ينشغلوا بالعبادة والذكر وطاعة الله عز وجل على حساب الدعوة إلى الله ونشر الإسلام، ولم ينشغلوا بالولاء والبراء على حساب تحكيم شرع الله والرضى بحكم الله ورسوله، إنها دعوة الإسلام "الوسط" التي فضّلت هذه الأمة لأنها تتخذه منهجاً لها، فالإخوان المسلمون وكل من ينادي بالوسطية لم يأت بشيء من عنده وإنما استمده من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله لو أن "الإخوان المسلمون" أو غيرهم أسقطوا شيئاً من الدين لحاربهم أغلب هذه الأمة، أما أن تجد أصواتاً معدودة تنتقدهم فهذا شأن الدعاة الذين يجدون في طريقهم من يسبّهم ويشتمهم بل ويتّهمهم ثم يعتقلهم، ووالله لو أن "الإخوان المسلمون" أو غيرهم لم يطالبوا بالحكم بما أنزل الله ولم يقتربوا من كراسي الطغاة لكانوا إذاً من أحبّ الناس وأقربهم إلى الطغاة وإنما اتخذهم الطغاة أعداءً لعلمهم بأن دعوتهم الشاملة تلك ستقضي على عروشهم وتزلزل الأرض من تحت كراسيهم.
إن المشهد في مصر الحبيبة مقلق وخطير بسبب انقلاب السيسي وأتباعه وأنصاره على الشرعية ومطالبته مؤخراً أنصاره من المصريين "الشرفاء!!" بأن ينزلوا إلى الشارع وأن يعطوه الإذن بقتل "إخوانهم" من الشعب المصري، بينما كان الرئيس محمد مرسي يخاطب مؤيديه ومعارضيه بكل محبة وحسن خطاب، لكنهم استبدلوه بهذا الطاغية المجرم الذي يريد أن يعيد أمجاد الطغاة وأن يكون فرعوناً آخر في تاريخ مصر، وأن يعيد مصر إلى سالف عهدها من التخلف والفساد والظلم والاستبداد كي تبقى مصر بوابة أمان للصهاينة ومستعبدة ذليلة من قبل أمريكا بالتعاون مع أذنابها من الخونة والمنافقين من هذه الأمة.
إن لهذا الدين ربٌ يحميه.. وإن للمصريين المؤمنين بربهم والمعتصمين بالملايين في ميادين مصر وشوارعها ربٌ يرى ويسمع سبحانه ما يكيده المجرمون لهم، وكما مكّن ليوسف عليه السلام في مصر فإن الله سيمكّن لهم في الأرض، وكما آمن قوم يونس عليه السلام بربهم بعد أن ذهب مغاضباً وكما آمن أهل المدينة بعد أن أوى الفتية من أهل الكهف إلى كهفهم، فإن الدين سينتصر.. والخلافة ستعود.. بعز عزيز أو بذل ذليل، وما علينا إلا الأخذ بالأسباب ونصرة هذا الدين بكل ما أوتينا من قوّة.. فإما حياة ترضي الإله وإما شهادة في سبيل الله.. وتلك أقصى الأماني.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
7314
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة الترويج، برنامج إعداد المدربين، يطرحونه كأنه عصا سحرية، يَعِدون المشترك بأنه بعد خمسة أيام أو أسبوع من «الدروس» سيخرج مدربًا متمكنًا، يقف على المنصة، ويُدير القاعة، ويعالج كل التحديات، كأن التدريب مجرد شهادة تُعلق على الجدار، أو بطاقة مرور سريعة إلى عالم لم يعرفه الطالب بعد. المشكلة ليست في البرنامج بحد ذاته، بل في الوهم المعبأ معه. يتم تسويقه للمشتركين على أنه بوابة النجومية في التدريب، بينما في الواقع هو مجرد خطوة أولى في طريق طويل. ليس أكثر من مدخل نظري يضع أساسيات عامة: كيف تُصمم عرضًا؟ كيف ترتب محتوى؟ كيف تُعرّف التدريب؟. لكنه لا يمنح المتدرب أدوات مواجهة التحديات المعقدة في القاعة، ولا يصنع له كاريزما، ولا يضع بين يديه لغة جسد قوية، ولا يمنحه مهارة السيطرة على المواقف. ومع ذلك، يتم بيعه تحت ستار «إعداد المدربين» وكأن من أنهى البرنامج صار فجأة خبيرًا يقود الحشود. تجارب دولية متعمقة في دول نجحت في بناء مدربين حقيقيين، نرى الصورة مختلفة تمامًا: • بريطانيا: لدى «معهد التعلم والأداء» (CIPD) برامج طويلة المدى، لا تُمنح فيها شهادة «مدرب محترف» إلا بعد إنجاز مشاريع تدريبية عملية وتقييم صارم من لجنة مختصة. • الولايات المتحدة: تقدم «جمعية تطوير المواهب – ATD» مسارات متعددة، تبدأ بالمعارف، ثم ورش تطبيقية، تليها اختبارات عملية، ولا يُعتمد المدرب إلا بعد أن يُثبت قدرته في جلسات تدريب واقعية. • فنلندا: يمر المدرب ببرنامج يمتد لأشهر، يتضمن محاكاة واقعية، مراقبة في الصفوف، ثم تقييما شاملا لمهارات العرض، إدارة النقاش، والقدرة على حل المشكلات. هذه التجارب تثبت أن إعداد المدرب يتم عبر برامج متعمقة، اجتيازات، وتدرّج عملي. المجتمع يجب أن يعي الحقيقة: الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن TOT ليس نقطة الانطلاق، بل الخطوة المعرفية الأولى فقط. المدرب الحقيقي لا يُصنع في أسبوع، بل يُبنى عبر برامج تخصصية أعمق مثل «اختصاصي تدريب»، التي تغوص في تفاصيل لغة الجسد، السيطرة على الحضور، مواجهة المواقف الحرجة، وبناء الكاريزما. هذه هي المراحل التي تُشكل شخصية المدرب، لا مجرد ورقة مكتوب عليها «مدرب معتمد». لكي نحمي المجتمع من أوهام «الشهادات الورقية»، يجب أن يُعتمد مبدأ الاختبار قبل الدخول، بحيث لا يُقبل أي شخص في برنامج إعداد مدربين إلا بعد اجتياز اختبار قبلي يقيس مهاراته الأساسية في التواصل والعرض. ثم، بعد انتهاء البرنامج، يجب أن يخضع المتدرب لاختبار عملي أمام لجنة تقييم مستقلة، ليُثبت أنه قادر على التدريب لا على الحفظ. الشهادة يجب أن تكون شهادة اجتياز، لا مجرد «شهادة حضور». هل يُعقل أن يتحول من حضر خمسة أيام إلى «قائد قاعة»؟ هل يكفي أن تحفظ شرائح عرض لتصير مدربًا؟ أين الارتباك والتجربة والخطأ؟ أين الكاريزما التي تُبنى عبر سنوات؟ أم أن المسألة مجرد صور على إنستغرام تُوهم الناس بأنهم أصبحوا «مدربين عالميين» في أسبوع؟ TOT مجرد مدخل بسيط للتدريب، فالتدريب مهنة جادة وليس عرضا استهلاكيا. المطلوب وعي مجتمعي ورقابة مؤسسية وآليات صارمة للاجتياز، فمن دون ذلك سيبقى سوق التدريب ساحة لبيع الوهم تحت عناوين براقة.
5397
| 06 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ «استيراد المعلّب»، حيث يتم استقدام برامج أو قوالب تدريبية جاهزة من بعض الدول الخليجية المجاورة لعرضها على وزارات أو مؤسسات في قطر، رغم وجود كفاءات محلية وجهات تدريبية قادرة على تقديم محتوى أكثر أصالة وفاعلية. الفكرة بحد ذاتها ليست إشكالية، فالتبادل المعرفي مطلوب، والتعاون الخليجي قيمة مضافة. لكن الإشكال يكمن في الاختزال: أن يكون الخيار الأول هو الحل المستورد، بينما تبقى القدرات المحلية في موقع المتفرج. أين الخلل؟ حين تأتي وفود خارجية وتعرض برامج جاهزة، غالبًا ما يتم التعامل معها باندفاع هذا المشهد قد يعطي انطباعًا مضللًا بأن ما تم تقديمه هو «ابتكار خارجي» لا يمكننا بلوغه داخليًا، بينما الحقيقة أن في قطر كفاءات بشرية ومؤسسات تدريبية تمتلك القدرة على الإبداع والتطوير. والمفارقة أن لدينا في قطر جهات رسمية مسؤولة عن التدريب وتحت مظلتها عشرات المراكز المحلية، لكن السؤال: لماذا لا تقوم هذه المظلات بدورها في حماية القطاع؟ لماذا تُترك الوزارات لتتسابق نحو البرامج المستوردة من الخارج، بل إن بعضها يُستورد دون أي اعتماد دولي حقيقي، غياب هذا الدور الرقابي والحامي يفتح الباب واسعًا أمام تهميش الكفاءات الوطنية. وتزداد الصورة حدة حين نرى المراكز التدريبية الخارجية تتسابق في نشر صورها مع المسؤولين عبر المنصات الاجتماعية، معلنةً أنها وقّعت اتفاقيات مع الوزارة الفلانية لتقديم برنامج تدريبي أو تربوي، وكأن الساحة القطرية تخلو من المفكرين التربويين أو من الكفاءات الوطنية في مجال التدريب. هذا المشهد لا يسيء فقط إلى مكانة المراكز المحلية، بل يضعف ثقة المجتمع بقدراته الذاتية. منطق الأولويات الأصل أن يكون هناك تسلسل منطقي: 1. أولًا: البحث عن الإمكانات المحلية، وإعطاء الفرصة للكوادر القطرية لتقديم حلولهم وبرامجهم. 2. ثانيًا: إن لم تتوفر الخبرة محليًا، يتم النظر إلى الاستعانة بالخبرة الخليجية أو الدولية كخيار داعم لا كبديل دائم. بهذا الترتيب نحافظ على مكانة الكفاءات الوطنية، ونعزز من ثقة المؤسسات بقدراتها، ونوجه السوق نحو الإبداع المحلي. انعكاسات «استيراد المعلّب: - اقتصادياً: الاعتماد المفرط على الخارج يستنزف الموارد المالية ويضعف من استدامة السوق المحلي للتدريب. - مهنياً: يحبط الكفاءات المحلية التي ترى نفسها مهمشة رغم جاهزيتها. - اجتماعياً: يرسخ فكرة أن النجاح لا يأتي إلا من الخارج، في حين أن بناء الثقة بالمؤسسات الوطنية هو أحد ركائز الاستقلال المجتمعي. ما الحل؟ الحل ليس في الانغلاق، بل في إعادة ضبط البوصلة: وضع آلية واضحة في الوزارات والمؤسسات تقضي بطرح أي مشروع تدريبي أولًا على المراكز المحلية. - تمكين المظلات المسؤولة عن التدريب من ممارسة دورها في حماية المراكز ومنع تجاوزها. - جعل الاستعانة بالبرامج المستوردة خيارًا تكميليًا عند الحاجة، لا قرارًا تلقائيًا. الخلاصة: «استيراد المعلّب» قد يكون مريحًا على المدى القصير، لكنه على المدى البعيد يضعف مناعة المؤسسات ويعطل القدرات الوطنية. إننا بحاجة إلى عقلية ترى في الكفاءة القطرية الخيار الأول، لا الأخير. فالطموح الحقيقي ليس في أن نستحسن ما يأتي من الخارج ونستعجل نشر صورته، بل في أن نُصدر نحن للعالم نموذجًا فريدًا ينبع من بيئتنا، ويعكس قدرتنا على بناء المستقبل بأيدينا.
4962
| 02 أكتوبر 2025