رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الحرب القذرة التي يشنّها أعداء الإسلام في الغرب أو الشرق من خلال الإساءة لهذا الدين العظيم ولنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ليست بجديدة ولا وليدة السنوات الأخيرة وإنما استمرار لعهد قطعه الشيطان على الله بأن يُدخل جهنم معه من ذرية بني آدم عليه السلام كل من أطاعوه واتبعوه بعد أن أغراهم وأغواهم وأضلّهم عن الصراط المستقيم فأصبحوا معه من العصاة والمستكبرين على الله وأنبيائه ورسالاته ولهذا تناقلوا ذلك العهد من جيل إلى جيل ليحاربوا دين الله في الأرض ويحاربوا أنبياءه ورسالاته، بل لم يكفهم ذلك فانتقلوا من العداء بالقول إلى الاعتداء بالفعل فأخذوا يقتلون الأنبياء ويحرّفون الرسالات ويسيئون إلى الأنبياء عامة وإلى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم خاصة منذ أن بعثه الله رحمة للعالمين ليختم بنبوته الأنبياء وبرسالته الرسالات. فقد قام مشركو وكفّار قريش من قبلهم بالإساءة إلى هذا النبي العظيم كما فُعِلَ من قبل بالأنبياء والرسل، ولكن محمد صلى الله عليه وسلم كان خير مثال في الصبر والتضحية من أجل إيصال هذه الرسالة الأخيرة للبشرية جمعاء، فكان لزاماً على البشر أن يذعنوا لما جاء به خاتم الأنبياء لأنها الفرصة الوحيدة لكي يلحقوا بفئة المؤمنين الموحّدين لله عز وجل حتى ينقذوا أنفسهم من نار جهنم التي توعدها الله لكل من أشرك به وعبد غيره. هذه الإساءة الجديدة للرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الفيلم المقزز الذي أنتجه أمريكي من أقباط مصر المهاجرين مع مجموعة من رفاقه لن تكون هي الإساءة الأخيرة فكان قبله الفيلم الإباحي الهولندي وقبلهما كذلك قام رسام الكاريكاتير الدانمركي بتلك الرسومات القبيحة ومن قبلهم أيضاً في عام 1988 عندما قام سلمان رشدي البريطاني الجنسية الهندي الأصل بكتابة روايته "آيات شيطانية" المسيئة للرسول فنجد أن وسائلهم تتعدد وتتطور من رواية إلى كاريكاتير إلى أفلام وهكذا دواليك بينما نقف ثابتين صامتين في الدفاع عن ديننا العظيم وعن حبيبنا المصطفى بمختلف الوسائل والطرق، لقد أثبتت هذه الحادثة وغيرها بأننا أمة لا نقوم بواجبنا بالشكل المطلوب وإنما تصرفاتنا وأفعالنا ما هي إلا "ردود أفعال" فلا نخطط ولا نفكر في دعوة الأمم والشعوب إلى الإسلام كما اجتهد الصحابة في نشر هذا الدين بمجرد وفاته عليه الصلاة والسلام، فقد كانوا رضي الله عنه حريصين على تعلّم هذا الدين من خلال اقترابهم منه صلى الله عليه وسلم في حياته ومتابعتهم له في كل صغيرة وكبيرة حتى لا يفوتهم شيء من دينهم حتى توفي عليه الصلاة والسلام فأخذوا يبلغون دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة على نهجه وسنته صلى الله عليه وسلم في شتى أنحاء الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. هذه الهجمة على الرسول العظيم جاءت في وقت تهجّم فيه أعداء الأمة من اليهود والنصارى والمنافقين بل ومن الطغاة المجرمين على أمة محمد صلى الله عليه وسلم حين قاموا بقتل وإبادة وتشريد المسلمين كما فعل اليهود في أهل فلسطين، فقد قام الطغاة المجرمون وأعوانهم بقتل أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتحديداً في الشام حيث قام الطاغية بشار الأسد وأعوانه في إيران وروسيا والصين والعراق ولبنان بإبادة المسلمين ممن يوحّدون الله ويؤمنون به ويتبعون سنة نبيه ولا يزالون كذلك يقتلون بل ويتفنّنون في قتل المسلمين في سوريا وإعدامهم في إيران والعراق على يد تلك الطائفة الحاقدة البغيضة التي تحمل حقد المجوسيّة الحاقدة على الإسلام والمسلمين بقيادة إيران التي ما شبعت من إعدام أهل السنة في إيران فأخذت تحرّض أتباعها وذيولها في العراق وأولهم خادمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أعدم وقتل المئات من أهل السنة بالتعاون مع الأمريكان ومؤخراً قام بإصدار حكم غيابي ضد نائب الرئيس طارق الهاشمي لكونه من أهل السنة الذين لم يتواطأوا معه لقتل أبناء شعبهم بناءً على أوامر إيرانية كما يفعل ذلك الآن مع الشعب السوري الذي يقتل كذلك بمساعدة إيرانية وقحة للنظام السوري المجرم ومن قبل ذلك أيضاً مؤامراتهم وخياناتهم الكثيرة في لبنان وتواطؤهم مع الصهاينة في نفس الهدف والغاية. ولا نعجب أبداً أن يقوم هؤلاء المجرمون باستغلال قضية الإساءة للرسول في "تحسين" صورتهم ووجههم القبيح أمام العالم الإسلامي الذي كشف مخططاتهم ومؤامراتهم بل وحقيقتهم المعادية للإسلام والمسلمين، فكما قام الخميني في عام 1989 بإصدار فتوى بهدر دم سلمان رشدي بعد عام من كتابته للرواية !! وذلك لاستدرار تعاطف المسلمين معه، وللتأكيد على عدم صدق مشاعرهم أن سلمان رشدي لا يزال حيّاً إلى اليوم على الرغم من "تقديس" أتباع الخميني لأوامره فلماذا لم يسع أحد أتباعه للأخذ بفتوى إمامهم على أقل تقدير؟!، وكذلك فعل بعض علمائهم في لبنان مؤخراً عندما أيّدوا ثورة الشعب السوري بعد مرور أكثر من سنة على بدايتها رغم "سعادتهم" بما يفعله النظام السوري بأهل السنة في سوريا، فتلك دروس كثيرة نستفيدها من مثل هذه المحن والمآسي التي يعيشها المسلمون في كل زمان ومكان، فهذه الأمة لن تموت أبداً طالما تمسكت بهذا الدين العظيم واتبعت هدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وسارت على نهجه في نصرة هذا الدين ومعاداة الكفار والمشركين، والدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة بشتى الطرق والوسائل لتعريف العالمين بهذا النبي العظيم الذي أرسله الله رحمة للعالمين.
436
| 23 سبتمبر 2012
ما يحاك ضد منطقة الخليج العربي من مؤامرات ومخططات تستهدف أمن وسلامة أراضيها وكل مافوقها من مدن وقرى ومنشآت وأبراج ومصانع وقواعد عسكرية وتجمعات سكنية تستهدف زعزعة الأمن والأمان الذي منحه الله لهذه الجزيرة العربية ببركة وجود بيت الله الحرام فيها الذي جعله الله حرماً آمناً، وما يحاك كذلك ضد شعوبها من مؤامرات ومخططات تستهدف انسلاخ الناس من دينهم وإفساد عقيدتهم في هذه المنطقة التي شهدت مهبط الوحي ونشر الرسالة المحمدية الخاتمة..رسالة الإسلام.. ما يحاك ضد هذه المنطقة منذ عقود من الزمن وما زال يحاك ضدّها وبالأخص في السنوات الأخيرة ليجعلنا نتفكر كثيراً في أهمية العمل بجديّة من أجل درء تلك المخاطر المحتملة عن منطقة الخليج العربي وإفشال كل تلك المخططات والمؤامرات ضدها. ولن أتحدث هنا عن ضبط كميات ضخمة من المخدرات قادمة من إيران أو غيرها من الدول أو ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات أو كشف خلايا إرهابية وشبكات تجسس وغيرها من تلك المخاطر التي تهدد كل دول الخليج "مجتمعة أو متفرقة".. فالأمر مهم وخطير جداً ولكنه لا يعدو كونه مجرد أدوات ووسائل ضمن خطة كبرى تستهدف الهجوم على هذه المنطقة من قبل أعدائها "مجتمعين أو متفرّقين" أو غاية كبرى قد نجهل حقيقتها اليوم وقد نتلمس بعض خيوطها ونفك جزءاً من طلاسمها في المستقبل. فبعد أن انشكفت تلك الوثائق التي فضحت تلك المخططات التي تحيكها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تغيير خريطة الشرق الأوسط الحالي والإتيان بملامح شرق أوسط جديد ترضاه أمريكا وإسرائيل..أصبحت الحكومات والشعوب في منطقة الخليج ترغب بمعرفة المزيد عما يدور في معسكرات الخصوم وفي رؤوس الأعداء، لقد كشفت تلك الوثائق مدى الخيانة الكبرى التي فعلتها أمريكا مع "حلفائها" في الخليج الذين باعوا لها نفطهم ومواردهم الطبيعية وعقدوا معها المواثيق والعهود من أجل أن تدافع عنهم أمريكا وتحميهم من كل خطرٍ خارجي محتمل أو أي مخاوف ومخاطر قد تستهدف آبار البترول وحقول الغاز..كل ذلك من المفترض أنه قد تبخّر في عقلية من يحكمون منطقة الخليج من صنّاع القرار السياسي فهذا الحليف الاستراتيجي قد تبين بأنه يخطط لأمر ما يستهدف التحكم أكثر فأكثر في المنطقة من خلال استمرارية بقائه فيها واستمرارية استغلاله لمواردها و "شفطه" لجيوب حكوماتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سواء كان ذلك عبر اتفاقيات تعاون أو دفاع مشترك أو شراء أسلحة أمريكية أو أنظمة دفاعية وغيرها من "البضاعة" الفاسدة التي تروّج لها أمريكا منذ عقود.. وما زلنا نشتري منها رغم مرور السنين وتقادم الزمن.. والأسوأ أنه رغم انكشاف مخططاتها ضد هذه المنطقة وتعاونها مع إيران لتغيير شكل المنطقة وفق مصلحة أمريكية إيرانية مشتركة.. إلا أننا مازلنا مخلصين لها ولإيران ولا نعلم ما هي أسباب ذلك الصمت القاتل أو الشلل التام تجاه سياسة أمريكا وإيران في المنطقة. فشعوب المنطقة قد أيقنت تماماً منذ عقود من الزمن بأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للسيطرة على المنطقة وبعد اندلاع الثورات العربية أيقنت أكثر بأن إيران تشاركها بل وتنازعها تلك الرغبة في السيطرة على هذه المنطقة.. "الأولى" تقودها مصالحها المادية البشعة و "الثانية" تقودها طائفيتها الحاقدة البغيضة، ولكن السؤال الأهم ماذا عن الحكومات؟ هل تدرك نفس ما تدركه تلك الشعوب أو أنها تعرف المزيد والمزيد من تلك المخططات والمؤامرات الأمريكية والإيرانية ضد المنطقة؟ فإن كانت معرفتها متطابقة مع ما أيقنته وشعرت به الشعوب ولمسته في أحداث البحرين وبعض دول الخليج العربي فإن عليها مسؤولية تطمين الشعوب والأجيال القادمة حول مستقبل المنطقة وما هي الاحتياطات والاحترازات والإجراءات التي سيتخذونها لضمان استمرار أمن هذه المنطقة ومستقبل أبنائها وأجيالها، أما إذا كانت الحكومات تدرك وتعرف المزيد من تلك المخططات والمؤامرات – وهو المرجو والمأمول – فإنها مطالبة بأن تعمل جاهدة على كشفها للرأي العام أولاً بأول لعدم ترك المجال لوسائل الإعلام الأخرى كي تأخذ شعوب المنطقة إلى عالم الإشاعات والكذب، بالإضافة إلى العمل بشكل جماعي موحّد من أجل صدّ هذه المخططات الأمريكية والإيرانية في المنطقة فلا مجال للتهاون أو التساهل في رد أو صد تلك الهجمات. إن شعوب المنطقة ومن واقع تجربة سيئة وخلفية تاريخية غير مطمئنة قد ترسّخت عندها الكثير من المخاوف والقناعات من عدم قدرة حكومات دول الخليج "مجتمعة أو متفرقة" على مواجهة إيران أو أمريكا، نظراً لتلك الإحباطات الكثيرة التي أحسّ بها الناس على امتداد عقود خلت وهم يسمعون عن مشاريع مشتركة مثل العملة الخليجية الموحّدة أو خطوط السكك الحديدية التي تربط بين دول الخليج أو مشاريع الجسور الثنائية أو مشكلات الحدود بينها ومدى المعاناة التي يعانيها مواطنو هذه الدول عند تنقلاتهم وأسفارهم بخلاف ما يشاهدونه في دول أوروبا التي يزورونها سنوياً ويقارنون دولهم بها في كل مرّة متحسّرين ومتألمين، أو حتى على مستوى القرارات الجماعية تجاه خصومهم كما في موقفهم تجاه إيران أو أحداث البحرين أو الثورة السورية التي أثبتت أن هناك اختلافاً في وجهات النظر وتفرقّاً في ردود الفعل تجاه إيران والنظام السوري المجرم، فالشعوب أصبحت ناضجة وتعرف موقف كل دولة من دول الخليج من إيران والنظام السوري، وأصبحت تدرك أكثر أن هناك دولاً تشجع الطغاة ضد شعوبهم ودولاً أخرى تشجع الشعوب ضد أنظمتها المجرمة وتدرك من يساهم فعلاً في دعم الجيش السوري الحرّ ومن يقف موقف المتفرج الصامت، فعلى حكومات المنطقة أن تتوحّد في مواقفها تجاه أعدائها وأن تبرهن على قدرتها على الدفاع عن شعوبها قبل مصالحها، فهم - أي الشعوب - القوة العظمى التي ستقف خلفهم ضد أعدائهم إذا ما حمى الوطيس وهم حماة حدود أوطانهم إذا ما اعتدى الغزاة، فبهم يكون النصر بعد التوكّل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، ولكن هل ستفهم تلك الحكومات ما تريده الشعوب منها وهل ستفعل ما ينبغي عليها فعله تجاه أعدائها لتحظى بتأييد شعوبها ودعمها أم أنها ستتخلى عن شعوبها في المستقبل.
466
| 12 سبتمبر 2012
كان مشهداً عظيماً مهيباً ذلك المشهد الذي بدا فيه الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي مفتخراً بدينه ومؤيّداً من شعبه بعد أن انتخبوه واختاروه ليمثّلهم رئيساً ويقودهم زعيماً لمصر الإسلام والعروبة التي لطالما فعلت وفعلت من أجل دينها وعروبتها الشيء الذي يصعب ذكره في سطور قليلة معدودة. وكان مشهداً أعظم منه وأكثر مهابة ذلك المشهد الذي ظهر فيه الرئيس المصري ليلقي فيه كلمته في قمة طهران التي وُصِفت بأنها قمة "عدم الانحياز" وتبين بأنها قمة "الانحياز التام للظلم والعدوان"، لقد كانت كلمة تاريخية عظيمة سيكتبها التاريخ بماء الذهب وسيسطرها بأحرف من نور عندما قال الدكتور محمد مرسي كلمته بكل عزّة وفخر وكرامة لطالما افتقدتها كلمات الكثير من الحكّام العرب والمسلمين الذين خنعوا وخضعوا لأعدائهم وطأطأوا الرؤوس وأداروا الكؤوس وشربوا مع أعداء الأمة نخب قتل شعوبهم وسفك دماء أبناء أوطانهم. لقد أشعرنا الرئيس المصري في كلمته تلك بأن الأمة لا تزال بخير وأنها بدأت تستعيد جزءاً من كرامتها التي ضاعت وعزّتها التي تلاشت، لقد كانت كلمة الرئيس المصري محمد مرسي بمثابة الرسالة التي تريد الشعوب إيصالها لأعداء هذه الأمة ولمن يتربّصون بها من المنافقين والخونة عندما صدح بالحق الذي ظلّ عقوداً من الزمن حبيس الصدور ووئيد القلوب والأفئدة، لقد أباح الرئيس المصري بجزء مكتوم من غيظ الشعوب وقهر الناس مما يريدون قوله في وجه الطغاة والظلمة والمنافقين والخونة من أدعياء الانتساب لهذه الأمة، فلقد صلى وسلم على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وترضّى عن صحابته العظام الكرام مبتدئاً بأبي بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذي النورين ثم علي رضي الله عنه وكرّم الله وجهه.. تلك الرسالة الأولى التي أوصلها الرئيس المصري لأعداء هذه الأمة من المنافقين الذين أتوا بدين جديد قائم على السبّ واللعن والشتم لأصحاب النبي العظيم ورفيقيه وعضديه..أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما حييّن وميّتين عندما شرّفهما الله بجوار النبي وملازمته ومصاهرته ومحبته صلى الله عليه وسلم، فلقد كانت رسالة إيمانية عقائدية عظيمة تلك التي أوصلها الدكتور محمد مرسي في بداية كلمته العظيمة لأعداء هذه الأمة من الذين شوّهوا ديننا العظيم برحمته وسماحته وفرّقوا الأمة بتعصبهم وطائفيتهم البغيضة التي كانت تزرع الفتن بين المسلمين من أجل التمهيد للقضاء على دولة الإسلام وعودة أمجاد الدولة الفارسية المجوسية التي أشركت بالله تعالى وعبدت من دونه النار والحجر والشجر وطغت وأفسدت وتجبّرت. لقد كانت الرسالة شبيهة بالرسالة التي أوصلها الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه لقائد الفرس "رستم" في معركة القادسية عندما ذهب إلى الفرس في وسط معسكرهم ودخل على رستم في مجلسه ووسط خيمته التي ازدحمت بالنمارق والأرائك والنفائس فلم يؤثّر ذلك كلّه على الصحابي الجليل فتخطّى الجموع بجسده ووطأ البساط برجله وداس الحرير بقدميه بل وخرق النمارق بسيفه أو برمحه نظراً لقصر هامته كما في بعض الروايات ومضى يشقّ طريقه إلى رستم موصلاً إليه رسالة الإسلام بعزّة المؤمن المعتزّ بدينه والمهتدي بهدي نبيه صلى الله عليه وسلّم والواثق بنصر ربّه فأوصل رسالته التاريخية (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام.. وجئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد..) ورغم اختلاف الروايات في نصّ الرسالة نفسها إلّا إنها كانت في ذات المعنى والجوهر فقد أوصل رسالة الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة إلى قومٍ لم يعرفوا الإيمان ولا عبادة الله سبحانه وتعالى وانغمسوا في الملذّات والشهوات كالأنعام بل هم أضل سبيلا. لقد أعاد الرئيس المصري إلى أذهان شعوب العالم العربي والإسلامي تلك القصص والروايات الخالدة في تاريخ الإسلام من خلال كلمته التي أوصلت رسالة الإيمان والإسلام إلى من شوّهوا صورة الإسلام باختلاقهم وابتداعهم لدينٍ جديدٍ يوافق شهواتهم وملذّاتهم ويتماشى مع غرائزهم وأهوائهم وتمكّنوا في عصرنا الحديث من بعض بلاد المسلمين في إيران والعراق وسوريا ولبنان فعاثوا فساداً وفرّقوا دينهم وكانوا "شيعا" وتفنّنوا في قتل وذبح المسلمين في تلك البلاد..فأعدموهم في إيران ونحروهم في العراق وذبحوهم في سوريا وخطفوهم في لبنان..في سلسلة طويلة من الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ حقداً ودموية مثلها. الرسالة الثانية التي أوصلها الرئيس المصري محمد مرسي في كلمته بطهران..هي رسالة العدل والحق ونصرة المظلوم عندما أعلنها في عقر دار الإيرانيين الذين أيدوا ونصروا الطاغية بشار الأسد وأعانوه على قتل شعبه فقد أعلنها الرئيس المصري مدوّية ومندداً وفاضحاً لجرائم النظام السوري برئاسة ذلك الطاغية ومعلناً للعالم بأسره بأن مصر الثورة تأبى أن تقف في صفّ الظلم والطغيان بعد أن تجرّعته وعانت من ويلاته وضحّت بفلذة أكبادها وخيرة أبنائها من أجل خلاصها منه. لقد كانت رسالة إيمانية وأخرى سياسيّة رائعة تلك التي أوصلها الرئيس المصري إلى الإيرانيين بشكل خاص وإلى العالم بشكل عام ولكن قوّتها وروعتها تمثّلت في أنه قالها وسط طهران وفي قمة عدم الانحياز التي تبين لاحقاً أنها قمة "الانحياز" التي زيّفت فيها ومعها إيران الحقائق وشوّهت كلمة الرئيس المصري وكشفت عن وجهها الكاذب القبيح الذي كذب مراراً على شعبه وعلى العالم بأسره، فلم تتمالك إيران نفسها من هذه الكلمة القويّة الجريئة فقامت بارتكاب حماقة كبرى وفضيحة عظمى تمثّلت في تحريف وتزوير ترجمة كلمة الرئيس المصري وتغيير كلمة "سوريا" إلى "البحرين" إمعانا في الكذب وزيادة في الإجرام لرغبتها في الدفاع عن المجرم والقاتل بشار الأسد ولنشر الفتنة في البحرين والخليج العربي بشكل عام كما كانت وما زالت تفعل ذلك مراراً وتكراراً. لقد بعثت تلك الكلمة في نفوس العرب والمسلمين روح العزّة والكرامة من جديد وتناقلها الناس ووسائل الإعلام العربية والإسلامية بكل فخر واعتزاز، وانتشرت عبر مواقع الإنترنت وفي الفضائيات وتباهى الناس بها وافتخروا بمصر ورئيسها الجديد في انتظارٍ وأمل بما تأتي به الأيام من بشائر عزة ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين ونصر وفتح قريب لأهل سوريا وخزيٍ وعارٍ وهزيمة لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمنافقين.
504
| 06 سبتمبر 2012
في مقالي السابق ( المسلمون قادمون ) أشرت إلى أن الأمة العربية والإسلامية شهدت مؤخراً تحوّلات كبرى وهامّة أحدثتها الثورات العربية المباركة غيّرت بموجبها مجرى الكثير من قضايا الأمة العربية والإسلامية وتأثرت معها أفكار ومواقف وتوجّهات الشعوب والحكومات وبالتالي فقد هبّت رياح التغيير في "عالم الأفكار" في العالم العربي والإسلامي بأكمله رغم أن الثورات لم تندلع إلّا في دول معينة فيه ولكن بذور الإصلاح والتغيير قد انتشرت مع تلك الرياح القويّة ولعلّها قد وقعت على أراضٍ خصبة هنا وهناك من أقطار الدول العربية والإسلامية فغاصت بذورها في تربتها وتغلغلت جذورها فيها.. تمهيداً لخروج براعم الحرية والعدالة والنهضة والحضارة في دول طغى عليها الظلم والقهر والتخلف والفساد. لقد كشفت لنا تلك الثورات حقيقة بعض الحكومات الخائنة والعميلة لأعداء هذه الأمة ممن كانوا يزعمون أنهم عكس ذلك، كما كشفت لنا الثورات انقسام الناس ما بين مؤيد ومعارض بل ومهاجم لتلك الثورات، فالمؤيدون وهم أغلب الشعوب العربية والإسلامية الذين فرحوا بزوال الطغاة وبدء عصر الحرية والعدالة والمعارضون المناهضون وهم إما من أتباع الطغاة ومن أنصارهم وإما من المخدوعين أو "المثبطين المحبطين" لكل بوادر الفجر القادم لهذه الأمة، وقد ساهم هؤلاء مع أتباع الطغاة ومؤيديهم في دعم الطغاة بشكل أو بآخر من خلال سكوتهم أو معارضتهم أو ربما معاونتهم للطغاة وتأييدهم لهم، بل وسقط في هذا الوحل عدد من أشباه العلماء الذين كشف الله حقيقتهم وسقطت أقنعتهم للناس بعد أن استخدموا فتاويهم ودروسهم وخطبهم لنصرة الطغاة والظلمة بدلاً من نصرة المظلومين من إخوانهم المسلمين في فهمٍ سقيمٍ لأحاديث الفتنة أو درء المفسدة أو السمع والطاعة لولاة الأمر. كما سقطت القومية والقوميون العرب بمجرد اندلاع هذه الثورات العربية التي أثبتت أن القومية كانت شعاراً فارغاً وطبلاً أجوف كان ينادي به بعض المثقفين العرب الذين ينادون بالوحدة العربية دون النظر للدين الإسلامي كدين موحّد لهذه الأمة الإسلامية، فقد سقطت شعارات القومية العربية وانخرست ألسنة المطالبين بها عندما تبيّن أن الدول القومية التي احتضنت هذه المبادئ في مهدها مثل سوريا والعراق ومصر واليمن كانت تعيش في عصور من الظلم والفساد والتخلف بسبب تلك الأفكار التي ساهمت في تفكك وانقسام تلك المجتمعات. الأمر الأهم في هذه الثورات العربية أنها كشفت كذلك خيانة دول وحكومات بل وفرق ضالة كانت محسوبة على الأمة الإسلامية ومدى تآمرها مع الطغاة ومع أعداء الأمة في قتل وتشريد الأبرياء من شعوب العالم الإسلامي وهو الأمر الذي انكشف جليّاً في موقف إيران "الإجرامي" ودعمها لطاغية الشام بشار الأسد بل وكشف لنا خيانتها للأمة الإسلامية بأكملها من خلال طائفيتها البغيظة الحاقدة حيث حرّكت إيران أتباعها وأذنابها في العراق ولبنان فضلاً عن أذنابها ومواليها في دول الخليج العربي.. حرّكتهم من أجل نصرة هذا الطاغية ومن أجل نشر عنصريتها الحاقدة البغيضة المتمثلة في الهلال الشيعي الممتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان، ولهذا كانت إيران أكثر الدول دعماً لهذا الطاغية ومناهضة لثورة الشعب السوري الحر لأنها أيقنت بأن في أرض سوريا اندحارا لها وكسرا لشوكتها وفضحا لها ولمؤامراتها مع الصهاينة ومع كل قوى الشر ضد شعوب الأمة الإسلامية وتحديداً من السواد الأعظم فيها من أهل السنة ممن لم يحرّفوا ولم يبدّلوا ولم يشوّهوا دين الإسلام ولم يكذبوا على الله ورسوله ويفتروا ديناً جديداً وفق أهوائهم الشرهة والمتعطشة للجنس والمال. نعم لقد ظهر الإسلاميون المؤيدون لنصرة دين الله والمنادون لتطبيق شرع الله في أوطانهم بعد أن غلبت عليها شريعة الغاب وغلب عليها الظلم والقهر والاستبداد، فحصحص الحق ولجأت الشعوب إلى شرع الله وأقبلت على الإسلام بلهفة من جديد بعد أن منعهم الطغاة من عبادة ربهم في جاهلية أخرى عاشتها مجتمعات مثل تونس ومصر، وانكشف كذلك كل من يكره هذا الدين ويكره تطبيق شرع الله بعد أن فضحهم الله بمحاربتهم لحكم الإسلاميين ورفضهم لهم من "عبيد الحكام وجنود الطغاة". في زمن الثورات المباركة تجلّى للجميع بأن هناك عودة للإسلام وصحوة من جديد اختارتها الشعوب بمحض إرادتها وبفطرتها السليمة التي خلقها الله بها، وسقطت بذلك كل الدعاوى الباطلة التي تنادي بالقومية أو الليبرالية أو من دعاة التقارب بين المذاهب الذين زعموا أنهم يمثّلون مذهباً فقهياً بينما هم في الأساس فرقة ضالة منحرفة محاربة للإسلام والمسلمين، ولهذا فمن المهم ومن الضروري أن يوضّح كلٌ منّا موقفه بعد هذه الأحداث فإما أن يكون مع الحق والعدل ومع دين الله "الإسلام" وإما أن يكون مع الظلم والكفر والشرك وقوى الشر. وأذكر أنني قد قرأت رأي أحد القراء حول ما أكتبه فقال بأنه معجب بما أكتبه لولا خطابي "الوعظي" أحياناً، وهو – أي القارئ - قد يكون صائباً في ذلك وقد يعني بشكل أكثر وضوحاً بأنني "إسلامي التوجّه زيادة عن اللزوم" ففهمت معها بأنه ليبرالي التوجّه، فأيقنت الآن بأنه في ظل هذه الأحداث وفي ظل افتخار الطائفيين والمنافقين والقوميين والليبراليين بشعاراتهم الباطلة أصبح لزاماً عليّ ككاتب أن أقولها مفتخراً بديني .. نعم أنا .. " إسلامي وأفتخر ".
390
| 31 أغسطس 2012
في زمن الثورات العربية المباركة وما قبلها وما بعدها من أحداث ووقائع أصبح لزاماً على الأمة أن "تتميز" وأن "تتمايز" في مواقف شعوبها وحكوماتها وأطياف تياراتها وحركاتها وجماعاتها ومؤسساتها فالمنعطف الذي جاءت به الثورات العربية منعطف مهم وخطير أدى إلى إحداث ثورة كبرى في كثير من الأفكار والقضايا والانتماءات بين شعوب وحكومات العالم العربي والإسلامي. فقد تمايزت الأمة بشعوبها وحكوماتها واختلفت في مواقفها وأفكارها وانتماءاتها قبل وأثناء وبعد الثورات العربية ولا تزال الأمة تنهل من تلك التغييرات إلى ما شاء الله فالتغيير سنّة كونيّة لابد أن تجري في الكون حتى يرث الأرض ومن عليها، وكان لابد لهذه الأمة أن تتغيّر ولقضاياها الساكنة عقوداً من الزمن أن تتحرك بعد جمود وتتفاعل مع الواقع بعد شبه موت وشلل تام كانت فيه قضايا العالم العربي والإسلامي تخضع لكلمتين لا أكثر هما "نشجب ونستنكر". اليوم أصبحت الأمة على مفترق طرق بين الحق والباطل والخير والشر، وأصبحت الحكومات مجبرة على أن تواجه قضايا ساخنة لابد أن تبدي معها موقفاً وإلّا ضاعت سيادتها وتلاشت هيبتها وأصبح الناس يفهمون ويعقلون أكثر من ذي قبل، فالحرية المتاحة والإعلام الحر قد كشف الغطاء وفضح المستور من جرائم تُمارس ومؤامرات كانت ولا تزال تُحيكها بعض حكومات العالم العربي ضد شعوبها وخيانات كانت تفعلها مع الكيان الصهيوني وغيره من أعداء الأمة، لقد تحرر الناس من سلطة الخوف والصمت وانطلقوا يبحثون عن الحق والحقيقة في الفضائيات والانترنت وأصبحوا يشاركون وينشطون مجتمعياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً عبر الفيسبوك وتويتر وغيرهما من وسائل التواصل والتفاعل مع الأحداث. ففي زمن الثورات العربية اتضحت مواقف الحكومات وكذلك الشعوب وأصبح المسكوت عنه حيناً من الدهر هو حديث الساعة بل وأُجبرت الحكومات والشعوب على بيان مواقفها وآرائها وبالتالي ردود أفعالها واتجاهاتها، فمنهم من وقف إلى جانب الطغاة وهم قلّة قليلة من الناس والحكومات العربية وهؤلاء مصيرهم سيكون مماثلاً لمصير الطغاة الذين أزال الله ملكهم بعد تجبرهم واستبدادهم وحكمهم بغير ما أنزل الله، فبعض الحكومات انكشفت وانفضحت بمواقفها مع الطغاة فمنهم من لم يرحّب بالثورات ولا بمطالب الشعوب في الحرية والعدالة ومنهم من تأخّر كثيراً في تأييده للشعوب ومنهم من طلب استضافة الطغاة من الحكام في دولهم ومنهم من قام "بتمويل" رموز الأنظمة المجرمة ودعم ترشيحها حتى بعد سقوط الطغاة كما في مصر حيث انكشفت بعض حكومات الخليج تحديداً في نواياها وتوجهاتها المؤيّدة لحسني مبارك ومن سبقه من فراعنة مصر الذين باعوا وطنهم للعدو وطأطأوا رؤوسهم له، فهؤلاء انكشفوا بأنهم "يحبّون" الطغاة أكثر من حبّهم للحرية والعدل، فما هو إلا وقت قصير بعد زوال حكم الطغاة في مصر إلا وقد بدأ هؤلاء يتخبطون كالذي يتخبطه الشيطان من المسّ فأخذوا يحاربون الإسلاميين وينتهجون نهج حسني مبارك ومن قبله كجمال عبدالناصر وغيرهم ممن حاربوا الإسلام والإسلاميين على أرض مصر، فهذه الحكومات قد سلكت طريقاً مسدوداً لن يقودها إلا إلى النهاية والهلاك في آخره فلم يتعظوا بنهاية المستبدين في الأرض وبدلاً من أن ينشروا العدل والحرية في أوطانهم ويلتفتوا إلى مطالب شعوبهم ويتقوا الله فيهم وفي أموال الناس وخيرات أوطانهم.. بدلاً من ذلك خافوا وفزعوا و"ارتبكوا" وارتكبوا الكثير من الأخطاء والممارسات التي ستعجّل في زوالهم ونهايتهم إن لم يصحّحوا خطاهم من جديد. وفي زمن الثورات وما بعدها كذلك تبين أن هناك من شعوب العالم العربي والإسلامي من يحملون كرهاً وعداءً غير مبرر للجماعات الإسلامية وللدعاة والعلماء بشكل عام من أولئك الليبراليين والعلمانيين الذين لا يريدون حكم الإسلاميين في الدول التي سقطت فيها حكومات الطغاة وأعداء الأمة، هؤلاء قد محّصتهم الثورات وظهروا على حقيقتهم الكارهة لحكم الله تعالى وأظهروا "محبتهم" وولاءهم للغرب والأمريكان وغيرهم من أدعياء الديمقراطية الكاذبة، فالولايات المتحدة الأمريكية وجرائمها في العالم بأسره في نظرهم هي رائدة الديمقراطيات في العالم بينما هي القاهرة للحريات والمستبدة لحقوق الشعوب والمنتهكة لسيادة الدول ويكفي أنها قد تأسست على أنقاض إبادة الهنود الحمر "سكان أمريكا الأصليون"، فهؤلاء المغرورون المزهوّون بكبرياء أمريكا والغرب قد سقطوا كذلك وانكشفت عوراتهم وسوءاتهم ومصيرهم كذلك سيكون مصير أمثال الطغاة المستبدين في الأرض لأنهم اتخذوا من الغرب وأمريكا مثالاً سيئاً لمفهوم الحريّة والعدالة بل والأخلاق والقيم الإنسانية. أما عموم الشعوب فهم الذين فرحوا بانتصار الثورات وزوال حكم الطغاة ويأملون في انتشار العدل والحرية في العالم العربي والإسلامي بل ويريدون إقامة شرع الله وحكمه في أوطانهم وفوق أرض الله ليعم الخير والصلاح من بعد إفسادها من قبل الطغاة، وقد نختلف في تأييدنا لمشروع نهضة إسلامي من جماعة إسلامية إلى أخرى أو من مفكر إسلامي إلى آخر ولكننا جميعاً نتفق على رغبة الشعوب في عودة الشريعة الإسلامية على أرض الواقع لا "مادة دستورية" مهملة في أغلب دساتير الدول "الإسلامية".. ولهذا فنحن بصدد عودة التيار الإسلامي إلى الظهور بقوّة.. بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل.. كما نبأنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى تكون خلافة إسلامية على نهج السلف الصالح.. وستعلو صيحات "المسلمون قادمون".. لا في العالم العربي والإسلامي وحده وإنما في العالم بأسره بإذن الله تعالى.
544
| 16 أغسطس 2012
ولا تزال إيران تظهر دعمها السافر لنظار بشار الأسد المجرم حتى اللحظات الأخيرة وقبل سقوطه القريب بإذن الله تعالى، وترسل وفودها ودبلوماسييها على المستوى السياسي وتتحرك شرقاً وغرباً للحيلولة دون سقوط النظام السوري بتصريحات تمتلئ كذباً وتفوح نفاقاً وخيانة للأمة الإسلامية..كان آخرها ذلك التصريح الوقح بأن إيران " لن تسمح بكسر جدار المقاومة للكيان الصهيوني" في استمرار لمسلسل الكذب والتزييف للواقع والتاريخ الذي يؤكد ويثبت خيانة إيران والنظام السوري وحزب الله اللبناني "الإيراني الولاء" وغيرهم من ميليشيات وجيوش ومرتزقة لمقتدى الصدر ومن على شاكلته ومن شابههم من أذناب إيران في المنطقة والعالم الإسلامي وأتباعها كنوري المالكي رئيس الوزراء العراقي.. فهؤلاء جميعاً أبعد ما يكونون عن المقاومة للكيان الصهيوني وذلك النظام السوري الذي تدافع عنه إيران وتستميت خشية سقوطه..هذا النظام قد خدم الصهيونية بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلاً فلم يقم هذا النظام "المجرم العميل" بإطلاق رصاصة واحدة ضد إسرائيل وإنما أطلق جيوشه وكلابه لقتل وسفك دماء إخواننا في سوريا ممن لا يؤمنون لا ببشار ولا بإيران ولا بحزب الله وإنما يؤمنون بالله الواحد القهار. هذه الكذبات المستمرة من إيران لم ولن تنتهي لأن هذا التعامل الوقح مع قضايا الأمة كان يكيل بمكيالين منذ سنوات طوال على أساس من الكذب والخيانة للأمة الإسلامية ولعل فضيحتها الأخيرة والتي نجح الأحرار في الجيش السوري الحر بهتك سترها وبيان تآمرها على الأمة والشعب السوري والتي تمثّلت بمشاركة جنودها ومرتزقتها الذين انضموا إلى صفوف النظام السوري منذ بداية الثورة السورية للقضاء على الشعب السوري جنباً إلى جنب مع جنود جيش المهدي التابع للمجرم مقتدى الصدر وحزب الشيطان المنتهك لسيادة لبنان والموالي لإيران بزعامة حسن نصرالله..أولئك جميعاً شاركوا بجنودهم وتواطأوا بكل وقاحة وإجرام من أجل نصرة الطاغية بشار الأسد وكانوا يكذبون على العالم بأسره بأنهم يدعمونه سياسياً فقط ولكن أنّى لهم تلك "التقية" المفضوحة منذ بداية الثورة السورية المباركة، ولعل في ارتباك إيران في مزاعمها حول الجنود الإيرانيين الذين أسرهم الجيش السوري الحر "أحياء" أكبر دليل على خوف إيران من الفضيحة العالمية الكبرى التي ستهتك سترها للعالم بأسره حينما زعمت مرّة بأنهم "حجّاج إيرانيون!!" وعندما تم كشف هويّاتهم العسكريّة زعمت بأنهم "جنود متقاعدون!!". نحن أمام معركة حقيقية بين الحق والباطل.. وبين الخير والشر.".الحق والخير" بقيادة الجيش السوري الحرّ ومِن خَلفِه جميع شعوب وحكومات العالم العربي والإسلامي..في مقابل "الباطل والشر" بقيادة النظام السوري ومِن خَلفِه إيران وجيش المهدي وحزب الله وجميع المرتزقة والعملاء والخونة من هذه الأمة الذين يتواجدون في كل عصر ودهر. ويبدو أن إيران لا تريد لهذه المنطقة أن تهدأ أبداً فقد كانت ولا تزال "محور الشر" في كل معادلة وفي كل حرب، فبعد أن خاضت معركتها ضد العراق في "حرب الخليج الأولى"..هاهي تخوض معركتها الأخيرة "بإذن الله تعالى" ضد الخليج والعالم العربي والإسلامي بأسره بانضمامها لأعداء الأمة كالصهاينة والأمريكان والروس والصينيين وغيرهم ممن يسفكون دماء المسلمين وينهبون ثرواتهم ويدنّسون أراضيهم منذ بداية الدولة الإسلامية وحتى قيام الساعة.. فالمنافقون كانوا وما زالوا يشكّلون طابوراً خامساً وشوكة في خاصرة الأمة وخنجراً مسموماً في ظهرها في السلم والحرب. ولكن الله سبحانه وتعالى هو الغالب والناصر على إيران والنظام السوري ومن خلفهما من أعداء للشعب السوري وللأمة الإسلامية، فدماء الآلاف من الأبرياء من الرضع والأطفال والنساء والشيوخ لن تضيع هدراً ولن تذهب سدى وأرواح الشهداء المتصاعدة يومياً منذ ما يزيد على العام ونصف سوف يردفها نزول لملائكة الله وجنوده بالنصر والعزّة والتمكين، وكما وصف أحد الأحرار السوريين عبر قناة الجزيرة بأن "ثورة سوريا" هي "أمّ الثورات" لأن بعدها سيكون النصر العظيم والتمكين لهذه الأمة بعد أن تتغلب وتنتصر على جميع أعدائها كما انتصرت في السابق على الكفار والمشركين والمنافقين. والنصر قادم بإذن الله تعالى وستُهزم إيران في هذه المعركة الخاسرة التي وقفت فيها إلى جانب المجرم بشار الأسد بعد أن تبعته في "سردابه المظلم" العميق ظنّاً منها رُبُّما أنه "سرداب المهدي المنتظر!!" فهاهي تخطو خطواتها متعثّرة في ذلك السرداب المظلم الذي لن تخرج منه منتصرة لا هي ولا نظام بشار الأسد ومن عاونه وسانده، فالأحرار من الجيش الحر وكل الأحرار في الأمة سيردمون التراب خلفها وفوقها وستكون نهايتها ونهايته في ذلك السرداب.. أو "القبر".. ولكنه لن يكون "ضريحاً" هذه المرّة.. لأنه لن يطوف حوله مشرك ولا مبتدع.. وسيملأ الإيمان أركان الكون إلى يوم القيامة بإذن الله تعالى.. والله متمّ نوره ولو كره المشركون.
680
| 09 أغسطس 2012
لايزال المنافقون في الماضي والحاضر والمستقبل يشتركون في صفة واحدة وقاسم مشترك واحد ألا وهو عداؤهم للإسلام وخيانتهم لأوطانهم وللمسلمين، ومنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وجدنا أن المنافقين هم فئة أعلنت إسلامها "في الظاهر" ولكنها أضمرت الكفر والشرك "في الباطن" فبعد فتح مكة خافت تلك الفئة الضالة من قوة المسلمين بعد انتصارهم على جيوش الشرك والكفر والضلال نتيجة خوفهم من القتل أو الطرد أو الجزية فأعلنوا "إسلامهم" رغم عدم تصديقهم برسالة النبي وتكذيبهم له كما كان يفعل المشركون في بداية البعثة النبوية، وكان هذا هو الحل "المنقذ" بالنسبة لهم من عقاب المسلمين لهم، في حين أنهم لم يفكروا أو يعيدوا النظر في معتقداتهم الضالة تلك فيعتنقوا الإسلام عن فهم واقتناع فيكون هو الحل "المنقذ" لهم من نار جهنم، ولكنهم ارتضوا هذه الحالة "الزئبقية" أو "الحربائية" في العيش "أجساداً" بين المسلمين بينما تعيش "أرواحهم وقلوبهم وأفئدتهم" بين الكفار ومعهم. ومع انتشار دولة الإسلام وتوسّعها زادت رقعة أرض الإسلام انتشاراً على الأرض وكذلك زاد معها المؤمنون الموحّدون الداخلون في دين الله أفواجاً لينقذوا أنفسهم من عذاب الله بعد أن جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة الأخيرة إلى عباده وجاءهم بالقرآن الكريم ليكون مرشداً لهم إلى طريق الجنة، ومع تلك الفتوحات والانتصارات كان منطقياً جداً أن لاتزال فئة منهم ممن أعمى الله بصيرتهم وختم على قلوبهم تكتم كفرها بما جاء به الإسلام وتحمل في صدرها حقداً على الإسلام والمسلمين، وذلك لرغبتهم في العودة إلى ما كانوا عليه من جاهلية وضلالة وجدوا عليها آباءهم وأجدادهم فضلاً عن تلك الحياة المليئة بالملذات الدنيوية والفواحش والمغريات التي كانوا يتلذذون بفعلها في حياتهم السابقة حتى إذا ما جاء الإسلام فنهاهم عن ذلك وأمرهم بفعل الخيرات وترك المنكرات من القول والعمل، ولكن نفوسهم المريضة قد اعتادت على اللهو والفجور وأكل أموال الناس وظلمهم ولهذا لم ينقادوا ويستسلموا لهذا الدين العظيم وإنما كتموا كفرهم بالإسلام وحقدهم على المسلمين إلى حين أن تتحين لهم الظروف المواتية للخروج منه، ولهذا كان أول شيء فعلوه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم هو "الردة" ولهذا كان خير حل لتلك المشكلة هو إعلان الحرب عليهم كما فعل معهم سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه، بل وحتى قبل وفاته صلى الله عليه وسلم كانوا يتحيّنون الفرص تلو الفرص للنيل من عرض النبي عليه الصلاة والسلام وللتآمر عليه مع اليهود والنصارى وللتواطؤ مع أعداء الأمة ضد دولة الإسلام والمسلمين. وليس الحاضر بمنأى عن إفرازات الماضي فلا تزال هذه الفئة تعيش مع المسلمين بسبب ذلك التقادم التاريخي الذي خلّفته تلك الفئة الضالة وتناقلته عبر أجيالها جيلاً بعد جيل، فمنهم من اهتدى وآمن بالله وعمل صالحاً ومنهم من لايزال يتوارث كفر آبائه وأجداده وهكذا، حتى أخذوا يهاجمون الإسلام من الداخل ويفترون على الله بتحريفهم لكتابه كما فعل اليهود والنصارى ومنهم من افترى على رسوله بتحريفه الأحاديث النبوية ومنهم من سعى في نشر الفتن بين المسلمين ومنهم من سعى لنشر الرذيلة والفجور تحت مسميات "المتعة" وغيرها من فتاوى الإجازات الجنسية الفوضوية التي تعبث بالأعراض وتنتهك الحرمات، في عودة إلى الجاهلية بل وأسوأ منها، متخذين من الإسلام غطاءً لتمرير تلك البدع والضلالات والافتراءات على الله ورسوله، وكان من الطبيعي جداً أن يتخذ هؤلاء مظهر "علماء الدين" في اللبس والشكل والهيئة حتى يُظهروا للناس تديّنهم والتزامهم فيصدّقهم عامة الناس من ضعاف النفوس ومن قليلي الإيمان، فانتشرت تلك الضلالات والافتراءات أكثر فأكثر حتى أصبحوا طائفة تنخر في جسد الأمة ويخونونها في أحلك المواقف وأقسى الظروف. وها نحن في زمن الحريّة والثورات وانتصار الحق على الباطل وزوال الأنظمة المستبدة "العميلة" للصهاينة ولأعداء الأمة كان من الطبيعي أن تُظهر هذه الفئة أحقادها الدفينة وكرهها للإسلام والمسلمين فتقف في جانب الظلمة والقتلة والمجرمين من أمثال "بشار الأسد" ومن سبقه من الطغاة المجرمين المحاربين للإسلام والمسلمين، وكان طبيعياً جداً أن تنحاز هذه الفئة المريضة إلى من يشبهها في عدائها للإسلام ومحاربتها للمسلمين، فلا نستغرب أبداً خروجهم على السطح وبروزهم في الإعلام أكثر من أي وقت مضى نظراً لأن أجواء الأوبئة والأمراض تُخرج لنا كثيراً من الفيروسات والجراثيم التي تفتك بالجسد ولكنها متى ما وجدت الأجواء تعود إلى التعافي والصحة والنظافة من جديد فإنها ستتلاشى مع مرور الوقت بل وسيقوى الجسد أكثر من ذي قبل بسبب قدرته على مقاومة تلك الفيروسات والجراثيم، فما علينا سوى التمسك بديننا أكثر من أي وقت مضى لكي نعود بالإسلام منتصرين فاتحين من جديد ولننشر الخير والعدل والحرية في بلاد المسلمين حتى يدخل الناس في دين الله أفواجاً .. بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل .. والله متم نوره ولو كره الكافرون.
382
| 02 أغسطس 2012
الأحداث في منطقة الخليج العربي تتسارع وتأخذ منحى خطيراً بعد أن اندلعت الثورات في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا خاصة بعد سقوط الأنظمة الطاغية الحاكمة في تلك الدول واستمرار الثورة السورية حتى اليوم بعدما يزيد على عام ونصف العام من التوتر والقلق الذي حدث بسبب بقاء النظام السوري الوحشي بقيادة المجرم بشار الأسد بالإضافة إلى انحياز إيران التام لهذا النظام الإجرامي وانكشاف أوراقها بعدما أظهرت للعالم بأسره حقدها الطائفي ومخططها الدموي الذي كانت تفعله "سراً" في أهل الأهواز العربية من قتل وإعدامات بالجملة فها هي تظهره "علناً" بشكل سافر ووقح بتأييدها المطلق ودعمها المادي والعسكري والسياسي للنظام السوري المجرم بالإضافة إلى تأييد روسيا والصين لبقاء النظام السوري بعد أن أقنعتهم إيران بضرورة الوقوف جنباً إلى جنب مع هذا النظام المجرم بحكم علاقتها القوية بالحكومتين الشيوعيتين في كل من روسيا والصين نتيجة مصالح مشتركة اقتصادية ومصالح أخرى مشتركة تستهدف معاداة الإسلام بشكل واضح ومكشوف خاصة بعد أن اتضحت علاقاتها القوية بالصهاينة وإسرائيل في صفقات السلاح التي تم تسليمها للنظام السوري من أجل القضاء على شعبه، فتلك الظنون التي كان يعتقدها البعض أصبحت يقيناً بعد أن تعاونت إيران وروسيا والصين وإسرائيل كذلك من أجل بقاء بشار الأسد في الحكم لضمان أمن إسرائيل حيث لم يجد الكيان الصهيوني في يوم من الأيام أن النظام السوري يشكل تهديداً له، لأن الممثل البارع بشار الأسد أجاد دور "المنافق" الذي أظهر وطنيته ومعاداته للصهيونية بينما أخفى خيانته للأمة العربية والإسلامية ولقضية الأقصى بدليل أن الجيش السوري لم يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة في هضبة الجولان السورية "المحتلة" بينما أطلق هذا المجرم الرصاص والقذائف والصورايخ بشكل لا يعد ولا يحصى على شعبه، تماماً كما أجاد نفس الدور "المنافق" أشباهه في حزب الشيطان بزعامة حسن نصر الله بادّعائه مقاومة الصهاينة وانكشاف ولائه لها وكما أجاد الدور كذلك "المنافق" نوري المالكي في العراق بادّعائه مقاومة الاحتلال الأمريكي وانكشاف عمالته وولائه للأمريكان الذين أعانوه على قتل شعبه "من أهل السنة تحديداً" ونهب ثروات العراق من أجل أن يتقاسم معهم جزءاً من خيرات بلاده ومن أجل أن يُخضع بلاده لسيطرة طهران بعد أن كانت بغداد هي مركز الحكم والقيادة. فبعد كل تلك الأحداث والمتغيرات الكبيرة والخطيرة في المنطقة من حولنا نجد أن بعض دول الخليج العربي قد تفاوتت وتباينت في التعامل مع كل تلك الأحداث سواء بشكل فردي أو جماعي، خاصة بعد أحداث البحرين التي كانت بداية انكشاف المؤامرة الإيرانية في المنطقة رغم أن الكثير من المفكرين والباحثين كانوا يحذرون من تلك المؤامرة منذ زمن طويل وقبل أحداث البحرين بعشرات السنين، فالواضح أن دول الخليج لم تقف بالشكل المطلوب لا في أحداث البحرين ولا في أحداث سوريا التي تمثل محكاً حقيقياً لها ولقدراتها على المواجهة ضد الخطر الخارجي والأعداء المتربصين لهذه المنطقة، ففي الموقف المشترك نجد أن دول الخليج العربي لم تتحد في مواجهة إيران في أحداث البحرين ولم تتحد في مواجهة النظام السوري ولا في وجه أعوانه في إيران والعراق ولبنان وروسيا والصين، فبعض الدول اتخذت خطوات غير مفهومة انعكست سلباً على مواطنيها من خلال اعتقال بعض المصلحين والدعاة والعلماء من الذين حذروا ومازالوا يحذرون من خطر أعداء الأمة الإسلامية ومن خطر إيران وإسرائيل على المنطقة، فتلك الاعتقالات غير مبررة أبداً لأنها تخدم إيران وإسرائيل بشكل مباشر لأن أولئك المعتقلين يمثلون نخبة من أطياف المجتمع التي تساهم في نهضة أوطانهم، فتلك الرموز ما كانت أبداً لتنادي بالإرهاب أو التخريب ولا لتشجع عليه لأنهم من خيرة المفكرين والمثقفين والدعاة الذين يصلحون في أوطانهم، ومن عجيب ما حدث أنه قد تم إيقاف بعض الخطباء المعروفين في بعض الدول الخليجية فقط لأنهم أشاروا إلى المخططات الإيرانية في المنطقة رغم أن هذه الخطوات كان من المفترض أن تدعمها حكومات المنطقة وتؤيدها لا أن تقوم بمناهضتها في مقابل السكوت عن أذناب وأبواق إيران في المنطقة من الذين يؤيدون ويعملون لصالحها بشكل سري وخفي منذ سنوات دون أن تردعهم أو تخرس ألسنة رموزهم في المنطقة. كان على حكومات الخليج أن تتعاون لتشكل مشروعاً مناهضاً للمشروع الإيراني الساعي لتقسيم المنطقة بالتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، إن استيراد التجربة التونسية في معاداة الإسلام أو التجربة المصرية في معاداة الإسلاميين وبالأخص الإخوان المسلمين وتطبيقها في بعض دول المنطقة لا مبرر له على الإطلاق لأن في ذلك تعجيلا بسقوط تلك الأنظمة التي تحذو خطى الطغاة الزائلين في مصر وتونس، إن في تجربة العراق خير مثال لدول الخليج العربي على "النموذج المحتمل" الذي سيصيرون إليه إذا ما سقطت إحدى دول الخليج – لا سمح الله – تحت الهيمنة الإيرانية، فالنموذج العراقي هو بالضبط ما تريده إيران وأمريكا وإسرائيل من دول الخليج، فالعراق أصبح تحت الهيمنة السياسية والدينية للمرجعية الدينية والسياسة الإيرانية بعد أن تم نهب خيراته من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع العملاء والخونة لأوطانهم، وهو في الوقت نفسه وبهذه الصورة مثال للدولة "المسالمة" وغير المهددة لأمن أكبر أعداء الأمة ألا وهي "إسرائيل" مثلما كان ولا يزال النظام السوري وإيران وحزب الله اللبناني وجيش المهدي العراقي صمام أمام لأمن إسرائيل دائماً وأبداً.. آملين أن تتحد دول الخليج العربي في مواجهة هذا الخطر القادم وأن تشترك ولا تختلف في وجهات نظرها وطرق دفاعها عن أمن الخليج والأمة العربية والإسلامية.
715
| 26 يوليو 2012
رغم اشتداد المحن وازدياد الفتن على أهل سوريا فهم ما يزالون يضربون للعالم بأسره معنى الكرامة والعزّة ومعنى التوكل الحقيقي على الله سبحانه وتعالى الذي بيده ملكوت كل شيء وبيده مفاتيح النصر فهو وحده سبحانه الذي أمدّهم بجنود من عنده، وكيف لا يتوكلون على الله وحده وقد انقطعت بهم السبل وأيقنوا بأن النصر من عند الله وحده..لا الأمم المتحدة ولا الأمة العربية ولا الإسلامية..بعد أن تخاذل من تخاذل.. وخان من خان..وظلم من ظلم..فتوجّهوا خالصين بالدعاء..إلى رب الأرض والسماء..مرددين "مالنا غيرك يا الله". هاهي بشائر النصر القريب بإذن الله تعالى تتنزل واحدة تلو الأخرى على أهل سوريا..بدأت بانشقاقات لا تتوقف من عناصر وفرق من الجيش السوري النظامي لتنضم إلى الجيش الحر فتشكل قوة مناهضة لهذا الكيان الصهيوني أو السوري "لافرق" فتلحق به خسائر فادحة في كل قرى ومدن سوريا المسلمة العربية الحرّة رغم أنوف الخائنين المتواطئين من هذه الأمة كإيران وحزب الشيطان وجيش المهدي وحكومة المالكي الخائن الجبان وغيرهم من الأعداء في روسيا المعادية للإسلام والمسلمين والصين وغيرهما من الحكومات العربية "المساندة" لهذا النظام المجرم القاتل..تلك الحكومات التي وقفت مع طاغية الشام في وجه شعبه..تدعمه في السرّ دون أن تدرك أن التاريخ لا يعترف بالنسيان..وإنما ستظهر الحقائق ولو بعد حين..وسيتبين لنا من هم الخونة الذين أسهموا في قتل إخواننا في سوريا..كما كشف لنا التاريخ عن أولئك الخونة الذين أسهموا في قتل إخواننا الفلسطينيين وتعاونوا مع الاحتلال الصهيوني وباعوا أرض فلسطين تحت مسمى عملية السلام والحل السلمي أو حل الدولتين وغيرها من الحلول المهينة المخزية. لقد بدأت بشائر النصر وزحفت جيوش المجاهدين وكتائب النصر باتجاه دمشق لتحريرها من براثن الاحتلال وقيود الطغيان وقبضة السجّان الذي جثم على جسد أرض الشام التي بارك الله فيها وحولها، والحمدلله الذي مكّن المجاهدين في كتائب الجيش الحر من قتل وزير الدفاع ووزير الداخلية ونائب وزير الدفاع "صهر الأسد" وغيرهم من الشخصيات الأمنية المقرّبة للنظام والرئيس..الأمر الذي سيجعل النظام يتهالك بسرعة ويتخذ قرارات متهوّرة وغير مدروسة ستعجّل من نهاية الأسد وأعوانه..فالأحداث والخسائر الفادحة ستجعل النظام يهتزّ ويتفكك بل وستجعله يتهاوى بشكل سريع..ولن تفيده تلك الأكاذيب والادعاءات بأنه غير متأثر بمثل هذه العمليات النوعية والخسائر الفادحة، ولن يفيده كذلك أي تحرك سريع ومتخبط مماثل أيضاً من أنصار هذا النظام المجرم في إيران وروسيا على وجه الخصوص، بل ستزيده تخبطاً وترديّاًّ من سيئ لأسوأ بإذن الله تعالى. إن دماء وأرواح الأطفال والنساء والشيوخ..وأجساد الأبرياء ودماء المجاهدين الطاهرة كان من المؤكد بأنها لن تضيع سدى وسيكتب التاريخ لأرض الشام هذا النصر المبين الذي حققوه بمزيج من الدموع والدماء وببحور من الأحزان والآلام التي تركها هذا النظام المجرم القاتل في شعب سوريا المجاهد، كما أن هذه "المحن" لن تزيد الأمة إلّا "منح" تأتي بالكرامة والعزّة والنصر من جديد بعد أن استفحل الظلم والطغيان في الكثير من دول العالم العربي والإسلامي وبعد أن هيمن الخوف من الأعداء في نفوس أفراد الأمة وتقاعسوا عن الجهاد وتركوا نصرة إخوانهم المظلومين. وسيأتي النصر قريباً بإذن الله تعالى مع حلول شهر رمضان المبارك الذي نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يرينا فيه نصراً مؤزراً للإسلام والمسلمين كيوم بدر ينتصر فيه الحق على الباطل والعدل على الظلم والطهر على الفجور والإيمان على الكفر وينتصر فيه المجاهدون من أهل سوريا على جيوش الطغيان من النظام السوري القاتل وأعوانه في إيران والعراق ولبنان وروسيا والصين وكل مكان..وحينها يجب على الأمة أن تعيد ترتيب أوراقها من جديد لتتأهب لمرحلة أخرى من النصر حتى تحرير الأقصى بإذن الله..ولكن قبل ذلك..دعونا نبتهل إلى الله بأن يعجّل في زوال هذا الطاغية قبل حلول شهر رمضان وأن تبدأ أيام الفرح وأيام التحرير على الأمة العربية والإسلامية.
515
| 19 يوليو 2012
هناك سيناريوهان لا ثالث لهما في شأن الثورة السورية المباركة.. إما أن ينتصر الحق على الباطل فينتصر الشعب السوري على المجرم القاتل بشار الأسد وأعوانه في كل مكان وإما أن تموت الثورة السورية ويذعن الشعب السوري ويخضع لجبروت هذا الطاغية المستبد المتغطرس فيرضخ لظلمه وطغيانه فتعود سوريا من جديد لتُحكم بالظلم والفساد والقهر والاستعباد. والمتأمل لأحداث ووقائع الثورة السورية المباركة لا يشك في أن النصر هو حليف هذا الشعب العظيم في النهاية مهما تأخرت تلك النهاية وأنه لا سبيل لعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة، فالسيناريو الثاني لا سبيل له للحدوث بأي شكل من الأشكال بدليل أن النظام السوري القاتل لا يحقق إنجازات ولا مكاسب على أرض الواقع وهذه أولى البشارات التي تبرهن لنا بشكل قطعي أن هذا النظام زائل بإذن الله مهما تأخر النصر وتعطلت الانتصارات، فلا مؤشر على انتصار الباطل بأي شكل من الأشكال على الحق الذي يقف في صف الشعب السوري الذي مازال مؤمنا بربه لا يشرك به شيئاً رغم محاولات ذلك النظام وأد الإيمان في قلوب المؤمنين وطمس نور الله في أفئدتهم، لكنه هيهات يفعل ذلك بقوم قدّموا أرواحهم في سبيل الله وفي سبيل الحرية وإزالة هذا النظام الديكتاتوري الوحشي للأبد. لقد كانت ومازالت الثورة السورية المباركة تعطينا الدليل تلو الدليل على وجود مؤامرة كبرى تحاك للمسلمين من قبل أعداء الإسلام في الخارج والداخل فها هم أعداء الإسلام يتنازعون ويتآمرون بشكل خفي في حرب باردة لا لنصرة الشعب السوري المظلوم وإنما للبحث عن حل يضمن أمن إسرائيل في البداية والنهاية والذي كان النظام السوري المجرم يوفّره لإسرائيل بشكل دائم رغم كذبه وتضليله بأنه يقاوم وجودها، في حين أنه لم يفعل شيئاً يذكر من أجل مقاومتها كما هو دأب حزب الله اللبناني أيضاً.. نسمع جعجعة ولا نرى طحناً.. وإنما نرى تخاذلاً لقضايا الأمة وخيانة للإسلام والمسلمين. إن نظام الطاغية بشار الأسد إلى زوال قريباً بإذن الله لأن دماء الشهداء وأرواح الأبرياء من الأطفال والنساء لن تضيع دون أن يثأر لها رجال الجيش الحر الذي بدأ يحقق انتصارات ميدانية واسعة والحمد لله، وفي ذلك بداية النصر والتمكين لأهل سوريا على عدوّهم في الداخل وأعدائهم في الخارج، وهذا التأخير في النصر إنما هو حكمة ربّانية يريد الله بها سبحانه أن يمحّص القلوب ويختبر الإيمان، وهو ليس باختبار لأهل سوريا الأبطال فحسب وإنما هو اختبار وامتحان لإيمان الأمة بأكملها ومدى استعدادها لنصرة إخوانها في وقت الحروب، ولأن هذه النصرة تأخرت كثيراً أكثر مما كان يتوقع ولهذا تأخّر النصر مهما كانت تلك المبررات التي اشترك فيها الحكّام والشعوب في التراخي والتكاسل بعد أن انفرد القاتل بشعبه فأشبعهم قتلاً وذبحاً وتنكيلاً في وحشية وبربرية لم يشهد لها التاريخ مثيلا. ومما لاشك فيه بأن أي انتصار عظيم لن يأتي إلا بعد تضحيات عظيمة وهو الأمر الذي ضرب فيه الشعب السوري أكبر الأمثلة على صموده وصبره على تلك الابتلاءات التي يعيشها يومياً من جراء تعاون المجرمين والمرتزقة عليهم في كل من إيران والعراق ولبنان وروسيا الآن التي بدأت تظهر لنا وجهها القبيح في عدائها الواضح للإسلام والمسلمين والتي مازالت تكنّه منذ أيام الحرب في أفغانستان وكأنها ترى في سوريا ساحة حرب جديدة تأخذ فيها بالثأر من المجاهدين الأفغان ولكنها إن شاء الله ستحظى بمثل ما حظيت به هناك على يد الجيش السوري الحر قريباً بإذن الله تعالى، لابد لنا أن لا نكتفي بالدعاء لهذا الشعب المحاصر – رغم أهمية الدعاء لهم دائماً - من قبل أولئك الذئاب والوحوش البشرية وإنما يجب أن تتعاون كل الدول العربية لتسليح الجيش الحر وإمداده بالمال والسلاح فضلاً على استمرار إغاثة اللاجئين السوريين في خارج وداخل سوريا ودعمهم بالمال والغذاء والدواء بشكل كبير ومتواصل، وقطع الطريق على محاولات إيران وطوائفها الحاقدة في العراق ولبنان من جنود جيش المهدي العراقي وحزب الله اللبناني وفضحهم في كل الميادين وقطع أطرافهم وقصّ أظافرهم في سوريا حتى يتخلص الشعب السوري شيئاً فشيئاً من تلك الأزمة، وإلى ذلك الحين يجب أن ندعو الله أن تتغير موازين القوى في أسرع وقت ممكن حتى يحقق الجيش السوري الحر انتصارات أكثر على أرض الواقع رغم خذلان العرب والمسلمين لهم ورغم تداعي الأعداء عليهم من كل حدب وصوب.. والله خير الناصرين.
930
| 14 يونيو 2012
كنّا دائماً ما نشاهد في المسلسلات والأفلام المصرية ذلك المشهد المألوف المعروف في المحاكم المصرية عندما يُهتف بالصوت العالي "محكمة" ليقف الحضور احتراماً بعد ذلك للقضاة الداخلين إلى قاعة المحكمة.. وغالباً ما تكون فوق رأس القاضي وفي صدر قاعة المحكمة لوحة كبيرة مكتوب فيها (العدل أساس الحكم).. يتبعها القاضي بمقولته الشهيرة " حكمت المحكمة حضوريا على المدعو فلان ابن فلان بإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي " أي أن الحكم هو الإعدام للمتهم. كان هذا المشهد مألوفاً في المسلسلات والأفلام المصرية كما ذكرت.. ولكن أن يتكرر هذا المشهد على أرض الواقع في مصر الحبيبة فنشاهد القاضي المكلّف بمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك يستهل علينا هذا المشهد المهيب العجيب الذي كان يرتقبه ويشاهده الملايين من المصريين في الداخل والخارج ناهيك عن ملايين البشر من العرب المتابعين للثورة المصرية المباركة المرتقبين لعودة مصر إلى مكانتها الطبيعية والقائدة لنهضة الأمة ناهيك كذلك عن ملايين الملايين في بقية العالم ممن يراقبون الوضع في مصر الحضارة والتاريخ من الأعداء والأصدقاء.. وجدنا ذلك القاضي يظهر علينا في تلك اللحظة التاريخية في تاريخ مصر والأمة العربية والإسلامية فيستهل النطق بالحكم بمجموعة من الآيات القرآنية ويسرد علينا مقدمة طويلة عريضة موضحاً فيها بعض جرائم المتهمين في "قفص الاتهام" وفي مقدمتهم الرئيس المخلوع حسني مبارك وابناه جمال وعلاء وتهللت أساريرنا عندما وجدناه يصف النظام السابق بصفات الخيانة والفساد فضلاً عن إيضاحه بأن ذلك النظام كان سبباً في غياب مصر عن مساندة قضايا أمتها العربية والإسلامية وكان سبباً في تخلّفها وتراجعها وتأخرها وكان سبباً في انتشار الجوع والجهل بين أبناء الشعب المصري العظيم، فبعد كل تلك الديباجة التي ألهبت مشاعرنا وأثارت عواطفنا وأيقظت حواسّنا والتي أيقنّا حينها بحلول العدل أخيراً في آخر مشاهد هذا الفيلم المصري التراجيدي الطويل.. واستحضرنا تلك المقولة في المسلسلات والأفلام " حكمت المحكمة حضوريا على السيد محمد حسني مبارك بإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي " لكي يصرخ بعدها الحضور " يحيا العدل.. يحيا العدل " فإذا بنا نصحو من ذلك المشهد الجميل.. إلى مشهد واقعي قبيح وحزين مرة أخرى فينطق قاضي المحكمة بالسجن المؤبد للرئيس المخلوع ولوزير داخليته حبيب العادلي والبراءة لبقية المتهمين في صدمة كبرى لنا وللعالم بأسره فكيف بأهل الضحايا والشهداء الذين فجعوا بفقدان أبنائهم في هذه الثورة ناهيك عن آلاف وملايين الأهالي الذين عانى أبناؤهم من اعتقالات واعتداءات النظام المجرم السابق طوال فترة حكمه. لقد فوجئنا جميعاً بهذا الحكم الجائر رغم وصف القاضي لهذا الحكم بأنه " حكم الله ".. فوجئنا بغياب حكم الله "العدل الحق" وحلول حكم البشر الظالم الناقص المجحف للضحايا والمفرح للمتهمين الذين وجدوا في هذا الحكم فرصة للعودة إلى العيش بين الناس مرة أخرى ليعاودوا مسلسل جرائمهم وسرقاتهم وظلمهم للناس وإفسادهم للبلاد من جديد، لقد حكم قاضي المحكمة بما أغضب ملايين المصريين المضطهدين على أرض مصر فثاروا على هذا الحكم الجائر من جديد لعلمهم بأن القضاء مازال رهين الحكم المستبد السابق مما جعل الحضور يصرخون "الشعب يريد إصلاح القضاء" وهو في حقيقة الأمر ليس القضاء وحده الذي يعاني من تغلغل أتباع النظام المجرم السابق.. فكل المنتفعين من ذلك النظام هم جنود في جيشه الخفي الذي يسعى بكل جهده الآن لعودة ذلك النظام إلى سدّة الحكم من جديد لكي يستفيدوا من تلك السرقات ومن تلك الامتيازات التي كان يعطيها الحزب الحاكم لأفراده وكل المؤيدين له، فئة من الخونة لوطنهم ومن المؤيدين لرضوخ مصر في معاهدات الاستسلام والذل للصهاينة من أولئك الذين لا تهمّهم إلا مصالحهم حتى لو مات الملايين جوعاً من أبناء وطنهم، من أولئك الذين تمتلئ جيوبهم بأموال الناس ويسلبون حقوق الآخرين في كل شيء، أولئك هم الذين فرحوا بهذا الحكم الظالم وأولئك هم الذين يسعون لترشيح أتباع ذلك النظام المجرم من جديد ليكون رئيساً لمصر لمرحلة ما بعد الثورة لكي يعاودوا الكرّة من جديد وتبدأ مصر مرحلة جديدة من الظلم والفساد من البداية، ولقد كان في حكم ذلك القاضي الذي لم يحكم بالعدل.. تمهيداً لعودة ذلك النظام من جديد عندما أخرج أولئك المجرمين من السجن تمهيداً لتخفيف الحكم لاحقاً على الرئيس المخلوع ووزير داخليته، وتمهيداً كذلك إلى مرحلة تتهيأ فيها الظروف لأحمد شفيق المحسوب على ذلك النظام المجرم من جديد فتستمر المأساة وتستمر المعاناة.. ولكن ثقتنا في أبناء مصر كبيرة بأنهم لن يرضوا بذلك الحكم الجائر وسيثورون عليه من جديد وسيقتلعون رؤوس الفساد مرة أخرى وسيقفون مع الحق والعدل في كل شؤون حياتهم الجديدة وسيختارون لمصر رئيساً يحكم بشرع الله تعالى.. ولا يحكم بحكم الطاغوت من جديد.
5437
| 06 يونيو 2012
كان يوماً حزيناً ذلك اليوم الذي صعدت فيه من قطر أرواح مجموعة من الأطفال وأرواح أبرياء آخرون هم مجموع ضحايا حريق وقع في مجمع فيلاجيو بقطر التي لم تعهد هذا النوع من الحوادث الكبرى التي هزّت المجتمع القطري الذي يتأثر بوقوع حادث مروري يؤدي لوفاة شاب في مقتبل العمر فكيف به لا يهتز عند وقوع كارثة مثل هذا الحريق الهائل الذي نتج عنه اختناق أطفال الحضانة التي كانت بداخل المجمع مما أدى لوفاة أغلب من كانوا فيها فاحترقت مع تلك الأجساد الصغيرة .. قلوب أمهاتهم وآبائهم وتعاطفت معهم قلوب الناس في هذا المجتمع المؤمن الآمن الذي تعلّم كيف يواسي بعضه بعضاً منذ أن كانت البيوت من طين متراصّة بجانب بعضها البعض، ومنذ أن تشاركوا اللقمة والبسمة والدمعة معاً، مع أبناء وطنهم ومن شاركهم بناء وطنهم حتى مع غير المسلمين من الأجانب متأسّين بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلّم الذي علّمنا كيف تُحتَرم النفس البشرية حتى وإن كانت "نفس رجل يهودي".. حين مرّوا بها أمامه فوقف عليه الصلاة والسلام وسُئل عن ذلك فقال " أليست نفساً ؟ " في إشارة إلى مكانة النفس البشرية التي ألهمها الله تعالى فجورها وتقواها.. وعليها بعد ذلك أن تختار طريقها إما إلى جنة وإما إلى نار. ولكنها إرادة الله تبارك وتعالى النافذة دوماً فيؤمن بها ويسلم لها المؤمنون ويكفر بها ويضيق بها الكافرون الجاحدون، إن لله سبحانه وتعالى حكمة بالغة في كل شيء وهو سبحانه كذلك أرحم بنا من والدينا وأعلم بما هو خير لنا وما هو شر لنا .. قال تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) صدق الله العظيم. إن مجتمعنا والحمدلله مجتمع آمن مؤمن لا يزال ينعم بفضل الله بالأمن الذي تفتقده الكثير من الدول العظمى في العالم وهي نعمة عظيمة لمسها القريب والبعيد وشهد لها الزائر والمقيم والحمدلله، فما أعظمها من نعمة أن تعيش في مجتمع وأنت آمن على نفسك وأهلك وأبنائك..أمنٌ يحيط بنا وبجيراننا في مدننا وقرانا المتناثرة على أرض قطر الحبيبة، وتلك نعمة "موجودة مفقودة".."موجودة" إذا ما أحسن الناس تعاملهم مع الله تعالى وعبدوه حق عبادته.. و"مفقودة" إذا ما أساء الناس أدبهم مع الله تعالى وجحدوا بنعمه وآلائه. ولسنا نقول ذلك عن قطر مديحاً وإطراءً وإنما شهادة نشهد بها أمام الله بأن قطر تنعم بفضل الله تعالى بنعمة الأمن والإيمان الذي يشعر به كل من زارها، وهما في واقع الأمر نعمتان مترادفتان متلاصقتان، فأينما وُجِدَ الإيمان.. وُجِدَ الأمن والأمان، فبالإيمان يعمّ الخير وينتشر الصلاح وبالكفر يعمّ الشر وينتشر الفساد، ومما يميّز قطر عن غيرها بأنها كانت ولله الحمد وطناً منشوداً للكثير من العلماء والدعاة الذين لمسوا فيها رغبة أهلها في انتشار الدعوة إلى الله وحبّهم لفعل الخير في مجتمعهم وفي سائر بلاد المسلمين، وهو الأمر الذي شجع الكثير من الدعاة والعلماء لاتخاذ قطر بوابة لهم تفتح لهم أبواب الخير وتعينهم على نشر الدعوة إلى الله وإلى نشر الإسلام في أرجاء الكون عندما ضاقت عليهم أوطانهم بعد أن تحكّم بها الطغاة المعادون للإسلام والمحاربون لشرع الله، ولعل من أشهرهم فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي الذي شرفت بوجوده قطر كما شرفت بوجود كوكبة كبرى من العلماء والدعاة ساهموا في الدعوة إلى الله بدءاً من قطر وانتهاءً بها، مما زاد من تمسّك الناس بدينهم وتعلّقهم بشرع الله، فخرج من بين أهل قطر قديماً وحديثاً علماء ودعاة وجدوا بيئة صالحة وقلوباً تهوى الإسلام وأفئدة تقبل على الله بكل خضوع وخشوع. إنّ مما آلمنا جميعاً في هذا الحريق أن معظم ضحاياه كانوا من الأطفال الذين ليس بإمكانهم تدبير شؤونهم في مأكل أو مشرب أو دخول أو خروج واعتمادهم على غيرهم في هذه المرحلة الجميلة والبريئة من أعمارهم التي أدخلت الابتسامة في حياة أهلهم بما يملكونه من براءة وعفوية فضلاً عن جمال هيئة وحسن منظر، فكل طفل هو عالمٌ من الفرح في قلب والديه مهما كانت ديانة أو عقيدة والديه لأنها الفطرة التي فطرها الله لمخلوقاته عندما تعطف على صغارها وتحنو عليهم. ولعلنا جميعاً استشعرنا بشكل فوري وتلقائي تلك الآلام التي يشعر بها إخواننا في سوريا وخاصة بعد أحداث مجزرة "الحولة" التي برهنت للعالم بأسره على وحشية وبربرية هذا النظام المجرم ووحشية أعوانه ومساعديه من ايران والعراق ولبنان من الصفويين الحاقدين، مما أثبت للعالم بأسره بأن هذا النظام لا ينتمى للإنسانية في تعامله مع شعبه مما دفع بأغلب الدول الغربية إلى المسارعة بشكل فوري إلى طرد سفراء هذا السفّاح المجرم الذي لم يرحم بكاء الأطفال ولا براءتهم ولا توسّلاتهم ولا دموعهم، وهو بلا شك نظام لا يستحق الحكم فضلاً عن كونه لا يستحق العيش فوق هذه الأرض، فمثل هؤلاء الوحوش باطن الأرض خير لهم من ظهرها. ولقد استشعرنا عندما سالت الدموع على الضحايا من الأطفال في الحريق كم هي معاناة الشعب السوري الذي يعيش يومياً مثل هذه المآسي والمجازر، كما استشعرنا كيف يكون جنود الوطن هم خير مثال لأمنه وأمانه عندما ضحّوا بأنفسهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين وبالأخص الأطفال، فرجال الامن في قطر يحملون الأمان الايمان والرحمة معا، أما شهداؤنا ففي الجنة بإذن الله تعالى.. ونقول ختاماً "رب اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين".. اللهم آمين.
707
| 31 مايو 2012
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...
9036
| 09 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا...
6702
| 13 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...
5913
| 14 أكتوبر 2025
منذ صدور قانون التقاعد الجديد لسنة 2023، استبشر...
3279
| 12 أكتوبر 2025
في خطوة متقدمة تعكس رؤية قطر نحو التحديث...
2748
| 12 أكتوبر 2025
مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...
1800
| 10 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
1587
| 16 أكتوبر 2025
قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....
1515
| 14 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
1416
| 16 أكتوبر 2025
الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...
1185
| 14 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...
1110
| 09 أكتوبر 2025
لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...
1053
| 14 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية