رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تتجه أنظار العالم بأسره إلى مصر الحبيبة التي انتفضت وثارت على الظلم والفساد وأجبرت رئيسها المخلوع حسني مبارك على التنحي كرهاً لا طوعاً بعد أعوام من الذلّ والاستعباد لشعب مصر العظيم الذي رفض أن يركع إلا لله ولكنهم "الفراعنة والطغاة" دائماً ما يفتنون الناس في دينهم فيعذّبونهم ويقتلونهم حتى يجبروهم كرهاً لا طوعاً على تنفيذ أوامرهم والرضى بما قسموه لهم من حياة ملؤها الفقر والجوع والحرمان. فبعد ما يزيد على الثلاثين سنة هي مدة حكم المخلوع حسني مبارك يقوم المصريون ببناء دولتهم من جديد يسارعون الخطى في إصلاح كل ما فسد من أركان الدولة ومكوناتها التي عانت من الفساد والظلم في كل نواحي الحياة فيها، ولهذا فهم يصلحون ما أفسده "الطغاة" لا ما أفسده "الدهر"، يسابقون الزمن مع إخوانهم في تونس وليبيا واليمن الذين يعيشون معهم نفس لحظات الفرح بزوال حكم الطغاة ولحظات الجهد والمشقة في بناء دولة جديدة قائمة على العدل والحرية في كل أركانها ومكوناتها. ينظر العالم بأسره إلى مصر والمصريون نظرات مختلفة..نظرة تفاؤل وأمل من أشقائهم العرب والمسلمون الذين فرحوا بعودة مصر إلى مكانتها المعهودة ونظرة تربص وحقد من أعدائهم الصهاينة والأمريكان ومن شابههم من الذين سخّروا خيرات مصر إلى جيوبهم ومصالحهم بالتعاون مع أولئك العملاء الخونة من أمثال حسني مبارك وحكومته العميلة ومن شابهها كذلك من حكومات تولّت قيادة مصر وساقتها إلى معاهدات السلام والاستسلام والذل والخضوع لأعداء الأمة فضلاً على اعتمادهم المطلق على الأمريكان والغرب في كل شيء بعد أن كانت مصر قادرة على أن تكون قوة اقتصادية هائلة مستثمرة تلك القوة البشرية الضخمة التي وهبها الله لها، حتى أنها بسبب ذلك الحكم الظالم أجبرت المصريين إلى استيراد القطن والقمح بعد أن كانوا يصدّرونه ويزرعونه بأيديهم مستثمرين ما أنعم الله به عليهم من مياه نهر النيل العظيم وتربتها الصالحة للزراعة، ولكنه الاحتلال دائماً ما يزرع العملاء ويسخّرهم لخدمته فيجعلون أوطانهم خاضعة للاحتلال في كل شيء حتى وإن خرج منها المحتل الغاصب. هاهي مصر تنتفض وتقدم الشهداء من أجل حرّيتها التي أخذتها عنوة من يد الطغاة وأعوانهم، وهاهي تضرب يد الفساد في كل مكان وتكافح من أجل أن تعود في مقدمة الركب من جديد بعد أن أعادها الطغاة إلى عصور التخلف والرجعية، ولذلك فأعداء مصر والأمة العربية والإسلامية تتجه أنظارهم إلى مصر بقلق شديد لمعرفتهم بأن شعب مصر إذا انتفض فإنه لن يهدأ حتى يعود الأقصى محرّراً فهم خير الأجناد إلى يوم القيامة، فهم قوة بشرية هائلة تستطيع أن تحقق الانتصارات والفتوحات إذا ما خضعت تحت قيادة حاكم مسلم يخاف الله تعالى ويطبق شرع الله في الأرض. إن خوف أعداء الأمة الآن هو أن يتولّى حكم مصر في المرحلة القادمة رئيس جديد يحمل هذا المشروع النهضوي الإسلامي الذي يقود مصر الجديدة إلى عهد الإصلاح والصلاح، إصلاح لكل شؤون البلاد وصلاح لكل شؤون العباد، وما أدراك من هم أولئك العباد، إنهم المصريون الذين قدّموا للأمة نماذج رائعة من العلماء والدعاة والمجدّدين والمصلحين في الأمة الإسلامية من الذين ماتزال آثارهم باقية إلى يومنا هذا، إن شعب مصر شعب محبٌ لدينه ومحب لنصرة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمتى ما تغلغل الإيمان في قلوب المصريّين فإنهم قادرون على فعل الكثير لوطنهم وأمتهم الإسلامية التي تنتظر منهم النصرة في كثير من قضاياها الرئيسية وفي مقدمتها قضية تحرير فلسطين. ولهذا فلا يزال أعداء الأمة يحاولون حتى الرمق الأخير في أن يكون رئيس مصر الجديد من أتباع النظام السابق أو من بقاياه الفاسدة ممن شكّلهم الصهاينة والأمريكان بأيديهم وصنعهم على عينه، ومن أجل ذلك نراهم منذ سقوط النظام السابق يخوّفون الناس من حكم "الإسلاميين" بشكل عام الأمر الذي سيخذلهم فيه أهل مصر المحب لهذا الدين والمشتاق للحكم بما أنزل الله بعد حكم الطاغوت لهم دهراً من الزمن، ناهيك أن أهل مصر قد علموا بأن خلاصهم من الفساد والظلم لن يكون إلا بتطبيق شرع الله تعالى والذي بدوره لن يتحقق إلا بوجود رئيس "مسلم" قولاً وعملاً لا اسماً وشكلاً، رئيس يحمل مشروع النهضة لمصر بشكل خاص وللأمة العربية والإسلامية بشكل عام. لقد شاهدت مؤخراً مجموعة من المشاهد المؤلمة قام بتصويرها شباب ملتزمون في صعيد مصر حيث قاموا بمقابلة عدد كبير من بسطاء الناس في بيوتهم التي لا تصلح للعيش أبداً ولكنهم جميعاً لم يفتروا يحمدون ربهم على نعمة الإيمان والصحة والرزق رغم أنهم لا يملكون شيئاً يذكر، والأمر الأشد قسوة وألماً هو جهلهم الكبير بدينهم لدرجة أنهم لا يعرفون اسم النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا يجيدون قراءة الفاتحة التي لاتصح الصلاة بدونها، فهل يعقل أن يعيش المصريون مثل هذه الحياة البائسة المهينة بعد أن كانت خيرات مصر تفيض على من حولها، وبعد أن كانت تنشر العلم من خلال الأزهر الشريف وتنشر العلماء والدعاة في شتى أنحاء العالم الإسلامي، حتى أننا في الخليج العربي لمسنا آثار ذلك العلم واستفدنا منه، فنرجو الله تعالى أن يعود الإسلام إلى مصر من جديد وأن يحكم مصر حاكم عادل ينهض بها لتصبح خير البلاد إن شاء الله.
398
| 24 مايو 2012
كان للإعلام دور مهم ومؤثر في تغطية الثورات العربية المباركة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وإيصالها لشعوب العالم العربي والإسلامي بل وللعالم بأسره ممن كانوا يتابعون وقائع ما يجري لحظة بلحظة وساعة بساعة لمعرفة ما يحدث بالضبط ولمعرفة الحقيقة الكاملة لتلك الأحداث الدموية التي لفتت انتباه ووجهت أنظار العالم بأسره إلى المنطقة العربية وما يحدث فيها من تطورات وتغييرات جاءت بعد مرحلة من "الشلل التام" في الحركة والتفاعل الديناميكي مع التاريخ نتيجة تغييب الطغاة للشعوب وجعلهم في حالة من الاستسلام المطلق لهم وتسخيرهم لشعوبهم من أجل مصالحهم لا العكس. وقد اكتشفنا جلياً أن الإعلام الرسمي الحكومي لكثير من الدول العربية وبالأخص إعلام تلك الدول التي قامت فيها هذه الثورات المباركة.. اكتشفنا أنه إعلام كاذب مضلل ومزيّف للحقائق ومشوّه للأحداث، وهو الإعلام الذي كنّا نمضي أمامه الكثير من الأوقات ونضيع معه الكثير من اللحظات، فهو إعلام هدفه الأول والأخير ترسيخ حكم الطغاة في أوطانهم ودعم بقائهم على الكراسي طوال حياتهم وفي سبيل ذلك الهدف الأوحد والوحيد الذي يعمل له، كان يسخّر كل إمكاناته وجهود العاملين فيه لكي يمجّدوا في الطغاة ويسبحوا بحمدهم والثناء عليهم من الصباح إلى المساء، وكانوا يظهرونهم بمظهر الأطهار الشرفاء في الوقت الذي كانوا فيه يرتكبون المحرّمات في القصور وفي كل مكان، وكانوا يظهرونهم بأنهم أتقياء أنقياء في الوقت الذي كانوا فيه يحاربون الإسلام والمسلمين ويضطهدون ويعذّبون كل من اختار طريق الهداية والإيمان، وكانوا يظهرونهم بأنهم يسهرون على أمن وحماية الأوطان في الوقت الذي كانوا يخونون أوطانهم ويخضعونها لاتفاقات ذليلة ومهينة لأوطانهم، ناهيك عن تآمرهم وتواطؤهم مع أعداء الأمة للقضاء على إخوانهم في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين مما جعل الأمة العربية والإسلامية تترنح إلى الوراء وتتراجع إلى ذيل القائمة بعد أن كانت تتصدر الأمم وتنتكس إلى عوالم الجهل والتخلّف بعد أن كانت تقود الحضارات وتنهض بالشعوب والأمم. لقد سقط عدد كبير من قنوات الإعلام الرسمي من أعين الناس بل وتساقطت الكثير من الرموز الإعلامية التي انكشفت عوراتها وسقطت أقنعتها وتمرّغت في وحل التواطؤ مع هؤلاء الطغاة فأصبحوا في نظر الشعوب الحرّة طغاة كحكّامهم وظلمة كقادتهم فاستحقوا أن يلحقوا بمصير الطغاة وإلى "مزبلة التاريخ" لأنهم كجنود فرعون الذين ورد ذكرهم كثيراً في القرآن الكريم لأنهم أدوات لهذا الفرعون أو ذاك في كل عصر ومكان. لابد أن نعيد تقييمنا لكل ما يعرض ويقدم عن طريق الإعلام الرسمي، ولابد للشعوب والأحرار في كل مكان من عالمنا العربي والإسلامي أن يعيدوا النظر في الإعلام العربي الرسمي وأن يطهّروا كل وسائل الإعلام من أتباع الأنظمة الفاسقة الفاسدة لأنهم كانوا شهداء زور على كل الحقائق التي كانت تجري تحت أنظارهم وأسماعهم فيبدّلونها زيفاً وتحريفاً لتبدو خلاف ما تظهر فيحصلون بعد ذلك على "فتات" قليل من أموال الأمة المسلوبة والمنهوبة من قبل هؤلاء الطغاة الذين يضعونها في أفواه هؤلاء الإعلاميين المُضِلّين كما يضع اللص "عظمة" في فم "كلب الحراسة" كي يلهو بها ويستأنس لها. وكما تساقط أمام أعيننا إعلاميون كثيرون يمجدّون في حكم الطغاة، سقط كذلك بعض العلماء الذين طوّعهم الإعلام لتأييد حكم الطغاة وإضفاء الجانب الشرعي المضلل للناس بضرورة اتباع "ولاة الأمر" حتى وإن قتلوا نصف أو كلّ شعوبهم أو حتى لو سفكوا الدماء وأزهقوا الأرواح أو حتى لو سرقوا أموال الناس بالإثم والعدوان وجعلوا الشعوب تتقاتل من أجل لقمة العيش، لقد سقط هؤلاء العلماء العملاء وهم قلّة قليلة من أولئك الذين اختاروا الدنيا على الآخرة وفضّلوا ما عند السلاطين من الفتات الزائل على ما عند الله تعالى من النعيم الخالد. لقد انكشف الإعلام الرسمي التونسي والمصري والليبي واليمني وأخيراً وليس آخراً.. الإعلام الحكومي السوري القذر الذي ارتمى في أحضان طاغيته المجرم وأيده في أفعاله وجرائمه وسعى بكل غباء في أن يقلب الحقائق وأن يشوّه الصورة ولكنه باء بالفشل الذريع فلم يستطع أن يخفي تلك الجرائم الشنيعة ولا أن يكذب أكثر فالعالم بأسره قد شاهد واستمع إلى الحقيقة الكاملة دون الحاجة للرجوع إلى فضائياته الكاذبة. إن أهمية الإعلام المستقل تكمن في مصداقيته في نقل قضايا الشعوب ومطالبها في الحرية والعدالة إلى الحكّام والقادة ومتى ما تشوّش هذا الإعلام في نقل جزء أو كل الحقيقة فإنه سيقف عقبة في وجه حرية الشعوب وسيكون عوناً للطغاة وأداة من أدوات تعذيبهم التي يستخدمونها ضد الناس، ومن أجل ذلك يجب أن نلتفت إلى قنواتنا الفضائية العربية التي ملأت الفضاء كذباً وتضليلاً وإفساداً للعباد والبلاد، وأن نحارب تلك القنوات الكاذبة بمقاطعتها وإغلاقها وأن نواجه قنوات أعداء الأمة بقنوات تنهض بالأمة وتنشر الحقائق فيصبح بذلك الإعلام مُسخّراً لخدمة الشعوب في مراقبة الفساد من أعلى الهرم إلى أسفله ويكون بمثابة أداة مساعدة للحكّام لإيصال مطالب الناس إليهم وناقل لأوضاعهم المعيشية الحقيقية وحينها فقط يرتقي الإعلام فيستحق المتابعة ويستحق الإشادة.
440
| 17 مايو 2012
كان من أهم وسائل الاحتلال الأجنبي لبلاد العالم العربي والإسلامي هو أن زرع حكّاماً خونة وعملاء له يسيّرهم كيف ومتى شاء، ذلك لأنه كان يريد البقاء أطول فترة ممكنة في بلاد العالم العربي والإسلامي لنهب المزيد والمزيد من خيراتها ومواردها الطبيعية، فضلاً على استغلال مواردها البشرية كذلك باستخدامهم "عبيداً" لهم وعندهم في أوروبا أو الغرب عموماً، ولكنهم لم يهتموا للموارد البشرية عند احتلالهم لبلاد العرب والمسلمين إلا فيما ندر، بخلاف ما كانوا يفعلون ذلك عند أخذهم للعبيد من إفريقيا وآسيا كالهند وغيرها من الدول، حيث كان الاحتلال الأجنبي في الدول العربية والإسلامية يركّز على نهب الموارد الطبيعية وتحويلها إلى أوطانهم الأصلية بينما كان يستخدم الموارد البشرية في البلاد نفسها ويوّظفهم عنده لهذا الغرض، ولكنه لم يكن يهتم بأخذهم في شكل "قطعان من العبيد" وشحنهم إلى أوروبا للخدمة وللأعمال الشاقة، ولا أدري إن كان "للكرامة العربية" وقتها دور في منع حدوث ذلك أم لا، إذ ربما منعت العزّة والكرامة الرجل العربي من أن يُساق سوقاً كالقطيع للعمل في أوروبا في تلك المهن المبتذلة، في حين أن بعضهم رضي بالشيء نفسه واشتغل في أعمال شاقّة ومبتذلة عند الأجانب ولكن دون مغادرة أوطانهم..الأمر الذي يعدّ في كلا الحالتين سيطرة للاحتلال الأجنبي وانتصار له. أعود لأقول إن الاحتلال – ولا أسميه استعمارا إذ أن الاستعمار هو إعمار الأرض وإصلاحها والاحتلال هو إفساد الأرض وتخريبها – سعى بعد خروجه إلى حلول الفساد والظلم عبر زرعه للحكّام "الخونة" الذين كانوا يأتمرون بأمره وينفّذون خططه ومؤامراته لتدمير الأمة ومحاربة الإسلام الذي كانوا يرونه الخطر القادم إليهم بقوة الحق لا بقوة السيف ليأخذ منهم الريادة ويقود ركب الحضارة في الأمم ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، فقام هؤلاء الحكّام باستغلال موارد البلاد العربية والإسلامية البشرية منها والطبيعية من أجل مصالحهم الشخصية ومصالح ذرياتهم وأقربائهم فأصبحت الدول بمثابة اقطاعيات يمارس فيها بعض الحكّام سلطتهم وسطوتهم وبطشهم وظلمهم على الناس فيأكلوا أموال الناس بالإثم والعدوان ويشيعوا الفساد الاقتصادي والأخلاقي حتى شهدت بعض الدول الإسلامية أبشع وأسوأ صور الفساد في العالم بأسره متفوقين بذلك حتى على دول الكفر والشرك مما يتنافى مع غاية الإسلام ومع شريعة الله تعالى في الأرض، فقاموا بتعطيل الحدود واقتصارها على الفقراء والمساكين حتى كره الناس القضاء ويئسوا من عودة مظالمهم فشاعت السرقات وكثرت الاختلاسات من المال العام والخاص، فأصبح الأمين عملة نادرة وأصبحت الأمانة صفة شبه معدومة. ومما لاشك فيه أن أعداء الأمة في الخارج والداخل فرحون بهذه الخسائر التي تلحق بموارد البلاد الإسلامية وانشغال أفراد الأمة بالبحث عن لقمة العيش والسعي وراء مطالبهم وردّ مظالمهم وحقوقهم عبر التردد على دواوين الحكّام ومجالس الوزراء لكي يستجدوهم ويتذلّلوا لهم للحصول على بعض المكاسب وبعض الأموال مما نشأ عن ذلك بطانات فاسدة أبشع وأظلم من الحكّام أنفسهم فزادت المظالم وانتشر الفساد أكثر فأكثر، وأصبح الاحتلال الأجنبي يقود هؤلاء الحكّام والعملاء بواسطة "ريموت كونترول" وهو في مكانه بعيداً يراقب ضياع الأمة العربية والإسلامية وانشغالها بمشاكلها ومصائبها المتعددة حتى إذا أحسّ بأن وتيرة الظلم والفساد قد انخفضت أوعز إلى عملاء آخرين ليحلّوا مكان السابقين فيفسقوا ويظلموا أكثر من سابقيهم ويشغلوا الناس أكثر فأكثر في البحث عن لقمة العيش "وسط القمامة" أو البحث عن وظيفة وسط "كومة قشّ" من الجاليات الأجنبية التي انتشرت لتضيف مزيداً من الخسائر إلى ميزانية الدول بينما تصب في الوقت ذاته كمصادر دخل أخرى للدول المحتلّة عبر إرسال "المتردّية والنطيحة" ممن "أكل عليهم الدهر وشرب" من تلك "الخبرات المنتهية صلاحيتها" فتصبح الدول الأجنبية محتلّة لبعض الدول العربية والإسلامية بطريقة مباشرة عبر "تحريك" حكّام تلك البلاد أو عبر "استغلال" مواردها وميزانياتها من خلال اتفاقيات شراء أسلحة أو تكنولوجيا غربية قديمة أو بضائع أخرى متنوعة بدءاً من حبة القمح إلى الطائرات والسفن. لقد وصل حال الدول العربية والإسلامية في ظل ذلك الوضع إلى حالة من التخدير التي أصبحت معها غير مكترثة بما يحلّ بها من نكبات ومآس تحل بالمسلمين هنا وهناك حتى أصبحوا كالخراف يذبحون واحداً تلو الآخر فلا يجرؤ أحدهم على الهرب من مكان "المقصب" أو على أقل تقدير "نطح" ذلك "القصّاب" دفاعاً عن النفس قبل الموت، ولهذا كنّا نسمع في وقت من الأوقات بأن الحكّام قد أغلقوا الحدود وحالوا بين الجماهير وبين فلسطين مما جعلها رهينة الاحتلال الصهيوني إلى يومنا الحالي، ورضيت الشعوب بتلك الأوضاع فلم يقهروا حكّامهم مثلاً لفتح الحدود والسير باتجاه الأقصى لتحريره، مما جعل الذلّ والمهانة يسيطران على الشعوب في شتى شؤون الحياة، الأمر المؤسف حقاً أن تتخاذل الشعوب عن نصرة قضاياها الكبرى وفي مقدمتها الأقصى وأن تتعامل مع مآسيها ومجازرها – كما يحدث الآن في سوريا – ببرود تام لا يرتقي مع مستوى النصرة التي أوجبها الإسلام، وأخشى ما أخشاه أن يصل بنا الحال إلى أن تُفتح كل الطرق إلى الأقصى وأن تُرفع كل القيود التي تقف في طريق تحريره أو في طريق تحرير سوريا وغيرها من بلاد المسلمين ولكن وقتها ستكون الشعوب غير راغبة في الجهاد ولا في النصر والعزة والتمكين، لأننا وصلنا إلى درجة من الذلّ والمهانة لا يؤثر فيها وجود العوائق أو عدمه، حينها فقط.. سيكون باطن الأرض خير لنا من ظهرها، نرجو الله تعالى أن تعود الأمة إلى أمجادها وأن تنتفض من جديد وأن تبدأ في المسير في "طريق النهضة" حتى وإن بدا الطريق صعباً وشاقاً منذ البداية.
423
| 10 مايو 2012
هذه ليست بفتوى أفتاها عدد من كبار العلماء ولا هيئة علماء المسلمين ولا بقرار اتخذته رابطة العالم الإسلامي ولا منظمة المؤتمر الإسلامي أو غيرها من المؤسسات والاتحادات الإسلامية العالمية ولا هو بقرار سياسي اتخذته مجموعة أو منظومة أو إحدى دول العالم العربي والإسلامي رغم رغبتي الشخصية في تحقيق ذلك كله في أسرع وقت ممكن وإنما هو طرح لفكرة هامّة وموضوع ضروري يجب أن يُطرح بجديّة وأن تتم مناقشته بشكل سريع وفعّال. فكرة "مقاطعة إيران" مقاطعة اقتصادية جماعيّة من جميع دول الخليج العربية تحديداً ومن جميع دول العالم الإسلامي بشكل عام هي فكرة لا تخرج عن فكرة الحصار الاقتصادي الذي فرضته الدول الكبرى على إيران نتيجة مضيِّها بسريّة تامة في برنامجها النووي المقلق للعالم بأسره والذي – أي الحصار – يأتي ويروح حسب حاجة الدول الكبرى منه للضغط على إيران كورقة ضغط عليها كي تقدّم تنازلات أو تغييرات ترضى بها الدول الكبرى ويطمئن لها المجتمع الدولي، وهو في الغالب كذلك – أي الحصار – ما يكون ناقصاً غير مكتمل وغير جماعي من كل الدول الكبرى حيث في الغالب ما تعترض عليه روسيا والصين في مقابل الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود الجبهة الغربية في هذه المسألة فتستمر في حصارها الاقتصادي رغم اعتراض تلك الدول الكبرى المؤيدة والحليفة لإيران في كثير من المواقف السياسية كقضية سوريا الآن، ولقد أجدى فعلاً هذا الحصار الاقتصادي – من وجهة نظر الأمريكان – حيث قام بإرضاخ إيران لمجموعة من التنازلات في مسألة البرنامج النووي بينما ترى إيران عكس ذلك فهي تجده غير مجدٍ وغير مؤثرٍ فيها لأنها تزداد معه اعتماداً على نفسها اقتصادياً ويساهم في تطور الصناعات الإيرانية في كل المجالات بدءاً بالصناعات الثقيلة وانتهاءً بالخفيفة خاصة مع وجود حلفاء يُعتمد عليهم كروسيا والصين اللتين تساندان وتدعمان إيران في شتى مجالات التعاون الاقتصادي، لذا فهذا الحصار الاقتصادي السابق أو الحالي "المقترح" من الدول الغربية لوقف البرنامج النووي إنما هو بمثابة "حقنة التطعيم" لإيران والتي تزيدها مناعة في مواجهة ما تشاء ومن تريد. أعود لفكرة مقاطعة إيران والتي يجب أن تُطرح بجديّة سواء من قِبَل الدول الخليجية أو من دول العالم الإسلامي أو حتى على المستوى الشعبي من خلال فتاوى جريئة لمجموعة أو أحد كبار العلماء في العالم الإسلامي لا من أجل البرنامج النووي وإنما من أجل "إخواننا في سوريا" أفلا يستحقون منا هذه النصرة لقضيتهم وهذا التأييد لمأساتهم التي عانوا منها لأكثر من عام كامل وهم يُقتّلون ويُذبّحون بكل وحشية من قبل النظام السوري المجرم والذي أيدته ونصرته إيران بكل ما أوتيت من قوة ودعمته بكل ما تملكه من أسلحة وأموال وجنود لا يمكن أن تنكره إيران ولا أن تتبرأ منه فالشواهد كثيرة والأدلة عديدة يستطيع كل مشاهد أن يراها في غضون دقائق بسيطة يقضيها أمام مواقع الإنترنت أو أمام القنوات الفضائية. عندما قررت الدول العربية مجتمعة سحب سفرائها في سوريا والبدء في مقاطعة النظام السوري اقتصادياً في بداية الثورة السورية المباركة والتي كانت كورقة ضغط اتخذتها بعض – وليس بإجماع - الدول العربية ضد النظام السوري لمنعه من الاستمرار في قمع شعبه وقتلهم بوحشية لم يشهد لها التاريخ البشري مثيلاً، هذه المقاطعة التي لم تكن جديّة لدى البعض ولا بذات فائدة لدى البعض الآخر من المُحَبّطين أو البائسين اليائسين من الدول العربية الهزيلة في مواقفها السياسية تجاه قضية سوريا. وقد يقول قائل "كيف نقاطع دولة إسلامية" أو عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي أو غيرها من المبررات الواهية فنقول له بكل عقلانية: أليست سوريا دولة إسلامية كذلك وطالبت الدول العربية بمقاطعتها اقتصادياً؟ إذن فالمقاطعة ليست بإعلان "حالة الحرب" على هذه الدولة أو تلك، وإنما هو موقف سياسي يتخذ من الموقف الاقتصادي "وسيلة" للوصول إلى غاية أعظم وأكبر، وإلّا فمصر وتونس وليبيا واليمن جميعها دولٌ إسلامية ولكن أنظمتها هي التي كانت تمارس الإجرام تجاه شعوبها الأمر الذي جعلها بعيدة عن الإسلام في تلك الأفعال التي يتبرأ منها ديننا الإسلامي العظيم ويتبناها الطغاة في كل وقت وحين سواءً كانوا في دولة إسلامية أو غير إسلامية. أعود لأكرر وأقول، ألسنا بحاجة قصوى للضغط على إيران الداعمة للنظام السوري المجرم كورقة ضغط عليها لمشاركتها في قتل وذبح الشعب السوري قبل أن يكون بسبب احتلالها جزراً أو أراض خليجية، فقتل امرئ مسلم أعظم عند الله من "هدم الكعبة"، إذن فمطالبتنا بذلك ليست نصرة لقضية أراض محتلة – رغم أهميتها – وإنما نصرة لإخوة لنا مسلمين في سوريا. ثم إن مسألة مقاطعة إيران اقتصادياً قد تفتح لنا ملفاً آخر وهو ضرورة دعم الدول المشابهة لنا في مواقفها العادلة كموقف تركيا الرائع في كل الثورات العربية السابقة وفي سوريا تحديداً حيث أظهرت تركيا البلد الإسلامي العظيم موقفاً رائعاً إلى جانب بعض الدول العربية في نصرة إخوانهم من الشعب السوري المسلم، أفلا تستحق تركيا بعد تلك المواقف البطولية النبيلة أن ندعمها اقتصادياً أكثر من ذي قبل وأن نغرق أسواقنا بالمنتجات والصناعات التركية كخطوة "شكر وامتنان" كي تصب أموالنا في مصلحة اقتصاد دولة مسلمة عظيمة كتركيا التي نحبها جميعاً. إن "دماء وأرواح" إخواننا في سوريا "لا تهون" علينا لهذه الدرجة وليست برخيصة كذلك كي نتهاون في شأنها وإنما "غالية" عندنا و "أغلى" من بضاعة أو تجارة مع نظام مؤيّد للنظام السوري المجرم والطاغية "قاتل الأطفال" بشّار الجزّار، ولو كان في مقابل ذلك إغلاق نصف أو كل محلات "سوق واقف" عندنا أو لأسواق خليجية أخرى مثلاً، فأرواح إخواننا أغلى بكثير ولنتخذ من تلك المقاطعة "وسيلة" للضغط في قضايا أخرى تهمّنا كقضية "عرب الأحواز" أو "الجزر الإماراتية" وغيرها، و"ربّ ضارة نافعة" فنجتهد كثيراً في تطوير صناعاتنا ومنتجاتنا الخليجية ففي التحدي يكون الإنجاز لا في الاعتماد على الآخرين.. إذن دعونا جميعاً " نقاطع إيران " نصرة لدماء وأرواح إخواننا في سوريا قبل كل شيء آخر.. فهل من مؤيّد؟
368
| 26 أبريل 2012
لا أدري ما إذا كانت دول الخليج العربي الست ( قطر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان ) تدرك مدى خطورة التحركات الإيرانية في المنطقة أم لا ؟ تلك التحركات التي باتت تشكل - بما لا يدع مجالاً للشك - مصدر قلق وتوتر للمنطقة وللعالم العربي والإسلامي بأسره نتيجة تحركاتها الداعمة للنظام السوري وتأييدها المطلق له بل ومساعدته في قتل شعب سوريا أو تحركاتها الأخرى التي تقصد من ورائها تشتيت الانتباه والتغطية على جرائم بشار "الجزار" بزيارات مسؤوليها للجزر الإماراتية المحتلة ولسان حالها يقول: (هذا الخليج لي ..وسأفرض تسميتي له بـ"الخليج الفارسي" وسأفرض هيمنتي عليه كذلك قريباً عندما أزرع خلايا التمرد والولاء لي بين شعوب المنطقة).. مستغلة حالة عدم الاستقرار السياسي نتيجة للثورات العربية واستتارها بشعارات المساواة والحرية والعدالة والمواطنة وغيرها من كلمات الحق التي يراد بها "باطل". وقد استثنيت العراق واليمن في هذا الشأن لأن اليمن مشغول بثورته على الظلم والطغيان على الرغم من اكتوائه بنار تلك التحركات الإيرانية كذلك عندما أيّدت الحوثيين وجعلتهم شوكة في خاصرة اليمن والسعودية حتى يصبحوا ذيولاً لها في جنوب الجزيرة العربية وخنجراً مسموماً في هناك بينما تتحرك قواتها شمالاً في العراق وسوريا ولبنان، لتشكّل خنجراً مسموماً آخر في الشمال من أرض الجزيرة العربية، ولهذا فإني استثنيت العراق لكونه أصبح مرتعاً ومسرحاً للعرائس التي تحرّكها قيادات إيرانية وفق أيدلوجيتها المعروفة والتي تعمل على تصفية الآخر.. والآخر هو نحن "العالم العربي والإسلامي". نحن اليوم نطالب بوقفات جادّة وفعّالة لمقاومة هذه التحرّكات الإيرانية الخطيرة ولمحاسبتها على تأييدها وتعاونها مع الكيان "الصهيوني" أقصد السوري المجرم الذي لا يمرّ يوم منذ اندلاع الثورة السورية المباركة إلا ومعدل القتلى فيه في تزايد مستمر، فهم مشتركون معه في الجريمة الكبرى التي ينفذونها بكل احتراف ومهارة وخبرة في التصفية والإبادة الجماعية. ليس المطلوب من تلك الدول أن تجتمع فتستنكر وتشجب ولا حتى أن تقاطع إيران اقتصادياً مع اقتناعنا بأهمية المقاطعة للبضائع الإيرانية التي ستسبب بلاشك خسائر فادحة تتكبدها الحكومة الإيرانية إذا ما اجتمعت دول الخليج العربية الست على موقف واحد وقاطعت إيران حتى تكف عن عدوانها المستمر وتأييدها الدائم للنظام السوري أو العراقي الحاقد على أهل السنة في هذين البلدين وفي بقاع أخرى من العالم الإسلامي، لا يكفي أن نكتفي بالمقاطعة الاقتصادية – مع أني أشكك في جديّة الدول الست مجتمعة في تلك الرغبة – بل المطلوب هو أن نصعّد هذه الاعتراضات على المستوى السياسي وأن نبدأ بفتح العديد من "الملفات" التي سكتت عنها دول الخليج العربية وبقية الدول الإسلامية من باب "والبادئ أظلم"، فما كان مسكوتاً عنه بالأمس لا يجب أن يظل مسكوتاً عنه اليوم بعد كل تلك المتغيّرات، فلابد من فتح ملفات حقوق الإنسان والأقليات السنية في إيران والمجازر والانتهاكات والإعدامات التي ترتكب في حقهم، ناهيك عن مسلسل مضايقتهم في كل شؤون عبادتهم وعقيدتهم الصحيحة وبالأخص قضية "العرب الأهواز" الذين يجب أن ندعمهم ونطالب بحقوقهم كما طالبنا بحرية الشعب السوري في تقرير مصيره، فإن ملف العرب الأهواز يجب أن يصعّد إلى مجلس الأمن وأن نجعلها قضيتنا القادمة في الخليج لكي ننصر إخواننا المظلومين دون النظر إلى هرطقة البعض بأن تلك شؤون داخلية للدول، فإن كان الأمر كذلك لماذا إذن أيّدنا الشعب التونسي والمصري والليبي واليمني والسوري في قضاياهم ونسينا حقوق هؤلاء المستضعفين في إيران، وإن كانت شؤوناً داخلية فلماذا تتدخل إيران أصلاً في سوريا وتساهم في قتل شعب سوريا، كما أن على دول المنطقة أن تساهم وأن تحاسب إيران على برنامجها النووي وأن تتدخل في لجان التفتيش وأن تشارك مع الدول الأجنبية أو تشكّل لجانها الخاصة بها لمعرفة حقيقة هذا البرنامج في الدولة "الجارة" والتي ينبغي عليها أن تحترم "حقوق الجيران"، فمن المعيب أن تهتم لشأن البرنامج النووي الإيراني كل دول العالم بينما دول الخليج العربية لا تتحرك بالشكل المطلوب في هذا المجال فهم الأولى بالتفتيش والاطمئنان من غيرهم، كما أن هناك ملفات أخرى "ثقافية وإعلامية" يجب أن تفتح وأن تتوحد فيها مواقف دول الخليج الست لإيقاف إيران عن ذلك التمرّد الذي جعلها تهدد دوماً بإغلاق مضيق هرمز وغيرها من الاستفزازات المثيرة للغضب فعلاً، فهل سنشهد تلك الوقفة الجماعية أم أننا مقبلون على انقسامات ونزاعات تؤدي إلى ضياعنا وإلى المزيد من السيطرة الإيرانية على الخليج.
404
| 19 أبريل 2012
أعتقد أنه آن الأوان لنا في الخليج العربي أن نفكر جدياً حول أزمتنا القادمة لا محالة.. وأنا لا أتحدث هنا عن أزمة نضوب النفط أو الغاز أو غيرهما من مصادر الدخل القومي أو أزمة ندرة مصادر المياه في أرض الجزيرة العربية وإنما أتحدث عن أزمة مستقبلية أهم بكثير تتمثل في البقاء من عدمه في هذه المنطقة لأننا بصدد خيارين لا ثالث لهما: إما التصدي لمخطط ذوبان المنطقة واكتسائها باللون الصفوي الطائفي الإبادي بزعامة إيران وإما التصدي للمشروع الغربي الانتهازي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والذي وجد ضالته فوق هذه المنطقة "يأكل من خيرها" ويقتات من استمرار النزاع فيها واستمرار مصادر الخطر الخارجي المهدد لها. وفي كلتا الحالتين نحن بصدد التغيير من حالة السكون والخمول إلى حالة الحراك الدائم والتطورات الهائلة، فإما أن تعيش هذه المنطقة أمنا وأماناً إلى ما شاء الله وإما أن تعيش في خوف وهلع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فنحن إما أن " نصارع من أجل البقاء " وإما أن " نبقى في صراع " وشتّان ما بين الحالتين فالأولى يعقبها أمن وطمأنينة من العدوان الخارجي أو على الأقل استعداد له والثانية يعقبها فوضى واقتتال من كل حدب وصوب. إن من يشاهد ويستمع لأخبار المشهد العراقي مؤخراً ويحلل مقولات وتصرفات نوري المالكي - رئيس الوزراء العراقي - وزمرته ليجد أن العراق بأكمله – ويا للأسف – قد أصبح في قبضة المشروع الصفوي الممتد من إيران ليبسط تلك السجادة الإيرانية التي "اشتغل" عليها الإيرانيون بمهارة يدوية فائقة حتى أصاغوها "سجادة حمراء" مفروشة لاستقبال تلك الجيوش القادمة باتجاه أرض المعركة التي لا ندرك مكانها إلى الآن ولكننا ندرك نتائجها على أرض الواقع بعد أن فعلت أفاعيلها تجاه أهل السنة في إيران والآن في العراق وسوريا ولبنان. إن دول الخليج العربية كلها بلا استثناء مستهدفة من قبل تلك الفئة الطاغية التي أظهرت طائفيتها وحقدها الدفين طوال سنين خلت، ولكننا الآن فقط بدأنا نستشعر لهيب ذلك البركان الذي خرجت علينا حممه في سوريا لتأكل الأخضر واليابس وتقتل كل من يعترض طريقها، وليس بمنأى عن ذلك كله دولنا التي نستظل بأمنها وأمانها من رحمة الله تبارك وتعالى علينا، ولكن الأخذ بالأسباب يدفعنا ويجبرنا على إعداد ما استطعنا من قوة لمواجهة ذلك الزحف البربري التتري تجاهنا، وقد يقول قائل بأنكم تبالغون كثيراً.. فلسنا على أبواب حرب ولسنا نرى جنوداً تستعد لاقتحام حدودنا فمن أين أتيتم بتلك المخاوف؟. فنرد على مثل هؤلاء الغافلين الجهلة قائلين إنهم يجب أن يقرأوا التاريخ وأن يعرفوا ماهي أيدلوجية تلك القوى وما الذي يحرّكها.. فما الذي يجعل جنود الحرس الجمهوري الإيراني ينخرطون تحت لواء السفاح المجرم بشار الأسد؟، وقبل ذلك ما الذي يجعل هذا الطاغية يلجأ إلى إيران لطلب العون والمدد منها؟، وما الذي يجعل جنود جيش المهدي ومقتدى الصدر يستبسلون في الدفاع عن صديقهم الحميم في سوريا؟، وما الذي يدعو نوري المالكي لتسخير إمكانات العراق الهائلة لتكون رهن إشارة المشروع الخميني؟، وما الذي يدعوه كذلك للتبجح بوقاحة والاعتراض على قطر والسعودية في مساعدتهما أو تأييدهما للجيش السوري الحر؟، وما الذي يدفعه بوقاحة للدفاع علناً عن هذا النظام الدموي الحاقد؟، وما الذي يدفع حسن نصر الله لفعل الشيء نفسه من أرض لبنان؟، وما الذي يدفع جنود حزب الشيطان أقصد حزب الله "تعالى الله عما يصفون" إلى الانخراط في جيش المجرم "بشار الجزار"؟. باختصار إنه الولاء لذلك المشروع الصفوي القادم على ظهور ترسانة نووية وأخرى عسكرية.. ربما روسية الصنع أو صينية الصنع.. المهم أنها اشتراكية شيوعية بوذية لا دينية.. لا يهم.. المهم أنها تتوافق وذات الهدف الخطير الذي يعمل من أجله كل هؤلاء وهو "معاداة الإسلام والقضاء على المسلمين".. وعندما نقول "الإسلام والمسلمين" فإننا نقصد "الإسلام الحق" الذي جاء به خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعندما نقصد المسلمين فإننا نقصد الموحّدين لربهم والمؤمنين به على هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. وما هو خلاف ذلك فإنه يعتبر معادياً لله ولرسوله ولهذا الدين العظيم لأنه أظهر الإسلام شكلاً ومظهراً وأبطن الحقد والكراهية له فوافق هدفه أهداف أعداء الأمة في الخارج حتى وإن كان منتمياً لهذه الأمة العربية أو الإسلامية. إن من المضحك المبكي أن تظل دول خليجية وعربية صامتة ومتفرجة على ذلك المشهد المتحرك بسرعة هائلة فلا نجدها تتحرك لتتعاون مع "دول المواجهة" لهذا النظام المجرم كقطر والسعودية وتركيا، بل إن من المحزن كذلك أن نجد اهتمامات الدول تختلف وتتضاد في هذه المرحلة الحاسمة من الصراع، فهل أن يُعقل أن تنتظم صفوف المرتزقة من شتى بقاع الأرض ضد إخواننا في سوريا وأن تتخلخل صفوفنا وأن يرتد عنها المرتدون وأن ينقلب على عقبيه المنهزمون وأن يولّي الدبر الخائفون، بل إن من المؤسف أن تجادل دول أخرى بأنها لا ترى في ذلك خطرا على الإطلاق، بل إن مبلغ الخطر عندها هو بلوغ الإسلاميين إلى سدّة الحكم.. تلك النكتة السمجة التي مللنا سماعها والتخويف منها من أعداء الأمة في الخارج حتى أخذ يرددها الطغاة الهالكون من أمثال معمر القذافي أو المخلوعون من أمثال حسني مبارك وزين العابدين وعلي عبدالله صالح واستمر على منهجهم في ذلك التخويف فئة من الناس في مجتمعاتنا، أيعقل أن يتصارع الإخوة مثلاً عند دخول قاتل أو مجرم خطير إلى منزلهم؟ إن أول شيء يفعله العقلاء هو دفع الضرر المؤكد والأخطر قبل الشروع في دفع الضرر غير المؤكد أو الأقل خطراً، هذا إذا افترضنا أن الإسلاميين يشكلون خطراً من الأساس ولكننا نقولها من باب الفرضية المحالة، إذن فمن يسطو عليك في عقر دارك ليقتلك أو يقتل أمك أو أباك أو أحد إخوانك فإنك ستقاتله دون أدنى تفكير منك في ذلك.. حتى وإن كنت عاقّاً لوالديك أو في خلاف دائم مع إخوانك مثلاً فلا يعقل أن تقف متفرجاً. إن أولئك المخوّفين المهددين من خطر الإسلاميين يذكرونني جيداً بأولئك الذين دائماً ما تجدهم يُرهبون الناس من الاقتراب من الطائفية وتجدهم يخرسون ألسنة المتحدثين وينعتونهم بالطائفية في كل صغيرة وكبيرة حتى أصبح البعض يخاف أن يذكر كلمة تشير إلى التفرقة حتى لا ينتعونه بالطائفية، هؤلاء المخوّفين والمهددين اكتشفنا مع مرور الوقت أنهم أكثر الناس حقداً وكرهاً ورغبة في الطائفية ومثال سوريا شاهد على ذلك، فهو سلاح يتسلّحون به كي يفقد الطرف الآخر كل مقومات القوة لديه، تماماً مثلما فعل الأمريكان مع الدول العربية والإسلامية بعد أحداث سبتمبر حيث خوّفوا الدول الإسلامية من الإرهاب ومن تمويل الإرهاب حتى أغلقت تلك الدول الضعيفة باب الزكاة والجهاد حتى دخلوا جحر الضب واختنقوا بداخله.. إرضاءً للطرف الآخر الذي يمارس الإرهاب كأمريكا ويموّل الإرهابي الأكبر "إسرائيل"، إنها عملية مفهومة.. فمن ينعتك أو يخوّفك من الإرهاب هو أكبر إرهابي ومجرم ومن ينعتك أو يخوّفك من الطائفية هو أكبر طائفي وحاقد ومن ينعتك أو يخوّفك من الإسلاميين فهو كاره وحاقد على الإسلام والمسلمين لغرض خبيث في نفسه.. فهل نفهم ذلك جيداً فلا نترك إخواننا في سوريا "لقمة سهلة" لأولئك المرتزقة.. لأننا إن لم نفعل سنكون بعد ذلك "وليمة كبرى" لأعداء الإسلام.. مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ".. كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ".
555
| 12 أبريل 2012
لا أدري كيف يرضى العقلاء والشرفاء الأحرار في كل من العراق ولبنان بأن تصبح أراضيهم وأوطانهم مسرحاً للعرائس تلهو به أجندة الآخرين وتحديداً من إيران حيث تحرّك الأيدلوجية الإيرانية كلا من "حزب الله" اللبناني ورئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" حيث أصبحا يتحركان وفق إرادة مشتركة اجتمعت على التعاون فيما بينهم للقضاء على أهل السنة في العراق ولبنان بعد أن قطعت هذه الأيدلوجية شوطاً طويلاً في إيران الجمهورية "الإسلامية"، وها هي تتحرك عبر مؤيديها ومواليها في هذين البلدين رغم عدم رضا عموم الشعبين العراقي واللبناني عن هذه الأيدلوجية والتي تريد الدخول في حرب خفية مستترة تنتهز الفرص للقضاء على خصومها .. لا من الصهاينة .. بل من أهل السنة. وليست تلك بدعوى أزعمها وإنما هي حقيقة معروفة لدى رجال السياسة وأهل الاختصاص في الشؤون الدولية بل وناقشتها العديد من المؤتمرات والندوات بل وألفت فيها الكثير من الكتب وتحدث عنها الكثير من المحللين عند الحديث عن العلاقة الرابطة بين "حزب الله" اللبناني وإيران أو العلاقة الوطيدة الآن بين "حكومة المالكي" وبين إيران ومدى تطابق أهدافهم مع بعضهم البعض، وليس من دليل دامغ على ذلك هو ذلك التوافق الذي أظهرته الثورة السورية المباركة والتي كشفت لنا زيف ما يزعمون وكذب ما يقولون وبطلان ما يفترون. وليس بمستغرب أن نكتشف خيانة "حزب الله" للقضية الفلسطينية وتواطؤهم مع الكيان الصهيوني في العديد من المؤامرات ولعل وثائق ويكليكس المسرّبة قد أظهرت "بلاوي" و"فضائح" تتعلق بالتعاون الخفي بين الطرفين من أجل إحباط أي مقاومة فلسطينية لهذا الكيان السرطاني في جسد الأمة العربية والإسلامية، وليس ببعيد أن نكتشف ماهو أسوأ من ذلك من قبل إيران بدليل ذلك الهجوم العنيف من قبلها على وثائق ويكليكس، فلا يخاف من تلك الوثائق إلا كل من له خفايا وأسرار يخشى أن يكتشفها الآخرون فيُفتضح أمره وينكشف سرّه. ولهذا فليس بمستغرب أن يتواطأ هذا الحزب مع النظام السوري المجرم لمعاونته في قتل شعبه، بل ونصرته بالمال والرجال والسلاح، ناهيك عن الدعم المعنوي الذي ما انفك المدعو "حسن نصرالله" يقاتل ويناضل من أجل الدفاع عن سمعة هذا "الطاغية المجرم" الذي تلوّثت يداه بدم الأطفال والأبرياء من شعب سوريا، هذا الحزب المتواطئ معه في هذه الجريمة لابد أن يقف أمامه وفي وجهه الشرفاء والأحرار في لبنان خصوصاً والعالم العربي والإسلامي عموماً من أجل محاكمته وتجريمه ومناهضته والتنويه بخطره والتعريف بمؤامراته تجاه حرية الشعب السوري، وليس بغريب أن يتناقض هذا الحزب بمبرراته الواهية في الدفاع عن المجرم القاتل "بشار الأسد" ووقوفه في صفّه رغم وضوح الصورة بعدم أهليته ليصبح رئيساً لسوريا ورفض شعبه لحكمه، تماماً مثلما رفض الشعب اللبناني بأكمله التدخل السوري في بلدهم باستثناء هذا الحزب الذي غرّد خارج السرب اللبناني ليطير مع غربان مثله تحوم في المنطقة لتجعلها "مقابر" جماعية لأهل سوريا. وليس بمستغرب كذلك ذلك الدعم الواضح من قبل حكومة نوري المالكي الذي أدار ظهره لشعب العراق وسعى لمصالحه وأطماعه الشخصية، ناهيك عن تواطؤه ضد أبرياء شعبه مع قوات الاحتلال الأمريكي التي كشفت لنا الوثائق مدى تعاونه معهم في قتل الأبرياء وتعذيب المعتقلين وبخاصة من أهل السنة هناك، فليس بغريب بعد ذلك أن يشترك مع النظام المجرم في سوريا ويمد له يد العون بل ويشاطره العمل المشترك في إبادة شعب سوريا، متخذاً من العراق طريقاً لتمرير الأيدلوجية الإيرانية من طهران إلى دمشق، مستهيناً بكرامة الشعب العراقي الأصيل الذي يأبى أن يُلطّخ اسم وطنه في قتل شعب مسلم جار. وعند الحديث عن إيران ودعمها للنظام السوري فإننا يجب أن نتوقف كثيراً لأن الأهداف تبدو الآن واضحة في كثير من الملامح المشتركة بين النظام السوري وإيران سواء عند الحديث عن مناهضة حرية الشعوب أو الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان والتي لم يهتم لشأنها أحد لأن ضحاياها "أقلية" مسلمة من أهل السنة في إيران، والتي تحتاج إلى وقفة عربية إسلامية من أجل إيقاف جرائم حكومة أحمدي نجاد تجاه هذه الأقلية المظلومة، وأدرك بأن في إيران أحرار وشرفاء لا يرضون بهذا الظلم الواقع على جزء من أبناء وطنهم فكيف إذا ما عرفوا بأن وطنهم يساهم في ظلم الشعب السوري كذلك.. حتماً لن يرضى هؤلاء الشرفاء بأن تكون أوطانهم مهداً لحروب إبادة ومكاناً للظلم والاستبداد. إن جميع الدول العربية والإسلامية مطالبة بأن تقف موقفاً شجاعاً واحداً تجاه هؤلاء الذين "قتلوا" الشعب السوري بدم بارد وشرّدوا ما تبقى منهم، بعدما استباحوا أرض سوريا وأكثروا فيها الفساد، فالنظام السوري لم يكن بمقدوره الصمود لمدة عام وأكثر وهو يقتل يومياً العشرات من الأبرياء إلا بعد أن أيقن بأن هناك رفقاء وشركاء له في هذه المعركة الخاسرة بإذن الله، فهل سينتفض الشرفاء والأحرار في إيران والعراق ولبنان للوقوف ضد تلك الحكومات والأحزاب المجرمة التي لا تزال تقتل الشعب السوري .. أما أنهم سيقفون مكتوفي الأيدي يتفرجوا على "هجوم الذئاب" هذا.
461
| 05 أبريل 2012
على غرار العادة – وبئست العادة تلك – عندما يُقتل الأبرياء وتُنتهك الأعراض وتُسفك الدماء وتُزهق الأرواح في جزء جريح من العالم العربي والإسلامي تجد أن العرب قد عقدوا العزم على إقامة مؤتمر قمة أو الاجتماع لبحث هذا الوضع أو ذاك بعد أن تكون الأرواح قد أُزهقت والأعراض انتهكت والأنفس قُتلت وبعد أن ارتكب المجرم أغلب وأبشع جرائمه دون حسيب أو رقيب كما يفعل الآن المجرم بشار الأسد وأعوانه الأنذال الأوغاد في أهل سوريا حيث تُرتكب المجازر يومياً وتدور رحى حرب الإبادة على مدن بأكملها على أرض سوريا ويتشرد أهلنا هناك إلى الشمال حيث تركيا "المسلمة" يلجأون إليها بعد أن يئسوا من بعض العرب الذين لم ينطقوا ببنت شفة تجاه المجرم القاتل باستثناء دول معدودة (قطر والسعودية وتركيا وليبيا) اتخذت إجراءات "عملية" لا نظرية من أصل اثنين وعشرين دولة عربية أو من أصل سبع وخمسين دولة إسلامية "على الأقل".. إنها مأساة فعلاً أن نُصبح غثاء كغثاء السيل.. فلا نتحرك ولا نشعر بإخواننا هناك، ففي الوقت الذي ترتفع فيه إلى السماء أرواح طاهرة للشهداء في سوريا.. تتنزل لعائن السماء وغضب الله عز وجل على آخرين في العالم العربي والإسلامي لم ينصروا أخاهم لا مظلوماً ولا مأسوراً ولا مقتولاً ولا حتى جثة هامدة! إن ما جرى ويجري الآن على أيدي القوات النظامية البعثية "المحتلة" لأرض سوريا الطاهرة ليجعل الصخر ينطق والحجر يتصدع من جراء تلك الآهات والصرخات التي أطلقها أهل سوريا منذ ما يزيد على العام ولكن هيهات أن تلامس تلك النداءات والاستغاثات نخوة كنخوة المعتصم الذي حرّك الجيوش وبذل الغالي والرخيص من أجل الثأر لامرأة مسلمة واحدة فكيف باستغاثة شعب مسلم بأكمله، إن سكوت دول عربية وأخرى إسلامية على "القوات الصهيونية".. عفواً أقصد قوات بشار الأسد وأعوانه ليجعلنا نجزم بأنهم قد اجتازوا مرحلة السكون إلى الموت وانعدام الإحساس بإخوانهم وجيرانهم في دولة عربية إسلامية يشاطرونها الدين واللغة، فلاشك عندي أنهم في الإثم سواء، فالساكت على الحق "شيطان" أخرس، أي أنهم وحزب "الشيطان" اللبناني سواءً بسواء في المساهمة في قتل شعب سوريا المسلم، أيعقل أن تتفرج دول عربية وإسلامية على هذه الحرب الحقيرة من "القوات الصهيونية".. عفواً أقصد قوات بشار الأسد وهذا التواطؤ الدنيء من أصدقاء هذا النظام المجرم في إيران والعراق ولبنان ومن أنتمي إليهم في طائفيتهم الحاقدة على الإسلام والمسلمين والراغبة في إبادة هذا الشعب من على أرض سوريا الطاهرة من أجل إقامة تحالف ممتد شرقاً وغرباً في الشمال من جزيرة العرب حيث يُشكّل في النهاية تعاضداً مع الكيان الصهيوني هناك للإجهاز على جسد الأمة الإسلامية المريض. فماذا تقول لو أن جارك قد وقف يتفرج أمام باب منزله في الناحية الأخرى من الشارع المقابلة لمنزلك.. جلس يتفرج على مجرمٍ اقتحم منزلك فقتل أولادك أمام ناظريه واغتصب نساءك أمام ناظريه وسرق مالك أمام ناظريه وشرّد أهلك أمام ناظريه بل وأحرق بيتك أو هدمه على رؤوس أولادك وزوجتك أمام ناظريه.. فأتيت بعد ذلك لترى كل ذلك بأم عينيك وتشاهد هذا الجار يقف متفرجاً على الجانب الآخر وهو لم يحرّك ساكناً أمام كل ما وقع في منزلك؟ إن أقل ما تقوله عنه بأنه "حقير ووضيع وسافل" لأنه لم يكترث بك ولا بأولادك وأهلك ولم يفعل ما ينبغي عليه من أضعف الإيمان لا أعلاها منزلة وهو الاتصال أو الاستنجاد بالآخرين من أجل إيقاف هذا القاتل المجرم، وما هو شعورك عندما تجد هذا الجار يأتيك بعد ذلك كلّه معزّياً لك في مُصابك ويُخرج من جيبه "وريقات" معدودة من النقود ويضعها في يدك كي تُصلح بها بعضاً مما أصاب بيتك من خراب ودمار أو لتواسيك فيما فقدته من أبنائك أو زوجتك.. وهيهات أن تفعل ذلك، إنه تماماً ما ينطبق على أغلب الدول العربية والإسلامية التي وقفت متفرجة على هذا المجرم وشركاؤه يتعاونون على سوريا وأهلها ويعيثون فيها خراباً ودماراً وقتلاً وتشريداً. إن من المخزي فعلاً أن تُقام حملات على المستوى الشعبي لإغاثة أهل سوريا في بعض الدول العربية والإسلامية في حين أن حكوماتهم لم تقم بدورها المطلوب واكتفت بحلول واهية وضعيفة لا ترتقي إلى مستوى الدعم والنصرة المطلوبين في مثل هذا الحالات، بل والأشد من ذلك والأعجب هو أن تُخرس ألسنة حكومات عربية وإسلامية أخرى فلا تدعم الثورة السورية لا معنوياً ولا ماديّاً، في مقابل أننا نرى الدعم اللامحدود من قبل الحرس الجمهوري "الإيراني" وحزب "الشيطان" اللبناني وجيش المهدي "العراقي" بكل وقاحة وجرأة.. دعمٌ ماديٌ ومعنويٌ بالمال والسلاح وبالقوات العسكرية.. مسخرين لهم كل إمكاناتهم وجهودهم الدبلوماسية والسياسية من أجل نصرة القوات الصهيونية.. عفواً "قوات بشار الأسد" ومعاونته في قتل شعبه، في حين أن هذه القوات وهذه الأسلحة لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه الصهاينة بل لم تقو على قتل جندي إسرائيلي واحد، ولسان الحال يقول "أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة" وإن شئتم نقول "كلبٌ مسعورٌ عليّ وعند أقدام اليهود جروٌ ذليلٌ"، فهل يستحيي أصحاب الإيمان من نصرة إخوانهم في الإسلام على أرض سوريا أم أنهم لا يملكون ذلك "الإيمان" الذي يحيي قلوبهم وضمائرهم الميّتة؟ ففي الوقت الذي يُجاهد فيه أطفال ونساء وشيوخ سوريا هذه القوات "المحتلة" لأرضها، نجد أن رجالاً - كما يزعمون - قد شغلتهم المفاوضات السياسية عن الدعم العسكري للجيش الحر في سوريا، بل ربما أخافتهم مساندة روسيا والصين لهذا النظام المجرم فترددوا في التدخّل العاجل فاستبطؤوا خطواتهم وتراجعوا القهقرى قليلاً في حين أن "الظلمة والقتلة" لا يزالون يُعينون بعضهم البعض للقضاء على ما تبقى من شعب سوريا المسلم. إنها حرب إبادة دينية.. شئتم أم أبيتم يا سادة، ولكن بعض العرب والمسلمين قد تخاذلوا وتباطؤوا فعلم الله والمؤمنون ما بقلوبهم من مرض، وتكشّفت لنا حقائقهم، بل وأخذ بعضهم يردد بغباء شديد وببغائية تامة ما يردده أعداء الأمة من التخويف بحكم الإسلاميين من إخوان مسلمين وسلفيين وغيرهم، ويشاء الله تعالى أن يُظهر لنا ما تكنّه صدورهم من موالاة خفية للظلمة والمجرمين، وتنكشف أوراقهم تحت ذريعة التخويف من حكم الإسلاميين أو الإخوان المسلمين، ولسان حالهم يقول "ابعدوا الإسلام عن الحكم والدولة".. يريدون تأخير الخلافة الإسلامية التي وعدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بظهورها في آخر الزمان، حتى وإن كان في ذلك حماية للظالم وتأييدٌ له، وليس ببعيد أن يصبح شجر الغرقد عندها "أشرف" منهم وأكثر نصرة لدين الله.. حينما يدعو المسلم "هذا يهودي خلفي..تعال فاقتله".. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
390
| 29 مارس 2012
بعد أن كُنّا نحمل همّ "تحرير فلسطين" من رجس اليهود الغاصبين ودنس الصليبيين الحاقدين أصبحنا الآن نحمل همّ "تحرير سوريا" أيضاً من رجس البعثيين العبثيين المفسدين الحاقدين المجرمين الذين عاثوا فساداً ودماراً وتخريباً في أرض سوريا الحبيبة وقتلوا شعبها بوحشية تترية بربرية مغولية .. لم يرحموا شيخاً كبيراً ولا طفلاً صغيراً ولا امرأةً ضعيفةً .. يُعذّبون الأسرى ويقتلون الأطفال ويغتصبون النساء ويُنكّلون بالجثث ويُدنّسون المساجد ويستهزئون بالمؤمنين الموحّدين من أهل سوريا الأطهار الأبرار هناك. ولطالما عشنا - ولا نزال بإذن الله تعالى - مع قضية فلسطين "المغتصبة" في الكتب والأخبار والخطب والأشعار لأنها قضية المسلمين الأولى التي اغتصبها اليهود وشرّدوا أهلها وشتّتوا شعبها، فها نحن الآن نضيف إليها قضية جديدة هي قضية سوريا "المغتصبة" من قبل شرذمة حقراء.. وحثالة مجرمين من أمثال بشار الأسد وأعوانه وأذياله في إيران والعراق ولبنان من أتباع حزب الله "تعالى الله عما يصفون". إنهم "المحتلّون الجدد" من أتباع النظام السوري الذين اغتصبوا أرض سوريا المسلمة وشرّدوا أهلها وشتّتوا شعبها بالتعاون والتواطؤ مع تلك الجحافل من قطّاع الطرق والمرتزقة من حزب "الشيطان" اللبناني والحرس الجمهوري الإيراني وجيش المهدي العراقي الذين أرادوها تصفية وإبادة جماعية لهذا الشعب المسلم الأصيل. فبعد أن كنّا نحمل همّ تطهير المسجد الأقصى من رجس اليهود الغاصبين أصبحنا الآن نحمل همّ تطهير المسجد الأموي من رجس هؤلاء الذين لا يرقبون في مؤمن إلّا ولا ذمّة ولا يحملون في قلوبهم شفقة ولا رحمة وإنما يُضمرون حقداً دفيناً وكرهاً بغيضاً على الإسلام وأهله، أظهروه بكل وضوح في هذه الثورة السورية المباركة التي كشفت لنا كلّ ما كتموه وما أخفوه عنا طوال تلك السنين من مخططات ومؤامرات تستهدف الأمة العربية والإسلامية بالتعاون مع أصدقائهم في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وروسيا والصين ممن اشتركوا في الهدف ذاته. وبعد أن كنّا نخشى المنتجات المسرطنة والمسببة للعقم والتي كانت تصدرها إسرائيل إلى العالم العربي والإسلامي وإلى مصر تحديداً كما هو الحال عندما صدّرت إليها كميات من القمح والخضروات والفواكة المسرطنة أو المسببة للتسمم الغذائي أو التخلف العقلي .. أصبحنا نسمع مؤخراً عن منتجات إيرانية تصل إلى عالمنا العربي والإسلامي وإلى دول الخليج العربي تحديداً وتسبب السرطان كما في قضية الفستق الإيراني أو الكحل الإيراني الذي يحوي كميات من الرصاص تؤدي إلى السرطان أو العمى وغيرها من المنتجات التي لم نكتشف مدى توافق خططها الاستراتيجية مع خطط الكيان الصهيوني في إلحاق الأذى والضرر بالعدو "أي العالم العربي والإسلامي"، وهكذا الحال عندما اكتشفت مصر والعالم العربي والإسلامي مخطط تخريب وإفساد بل قتل وتدمير الشباب العربي المسلم من خلال إرسال العاهرات المصابات بالإيدز أو إغراق بلاد المسلمين بالمخدرات وحبوب الهلوسة من أجل تدمير شباب الأمة وضياعهم .. وإلهائهم أو إبعادهم عن دينهم الذي إن التزموا به فإنهم زاحفون باتجاه الأقصى لا محالة، ولا أدري إن كانت هناك ثمة "مصادفةً أم تشابهاً" آخر في المخططات والمؤامرات مع الكيان الصهيوني عندما اكتشفت السعودية مؤخراً وأحبطت كمية هائلة من المخدرات قادمة من الساحل الشرقي للخليج وتحديداً من إيران التي دائماً ما تُظهر حسن جوارها وأجمل وجوهها في حين أن الهدف من تلك الكمية الهائلة من المخدرات معروف سلفاً ألا وهو تدمير الشباب العربي المسلم في هذه الدول وبالتالي تدمير المجتمعات فيها وجعلها ذليلة أسيرة لأعدائها ومنشغلة بمشكلاتها ومصائبها عن سائر هموم الأمة وقضاياها، ولعل تلك الأمثلة غيض من فيض لتوضيح حقيقة أظهرتها لنا الثورة السورية المباركة بأن أعداءنا الحقيقيين هم أعداء الشعب السوري الآن الذين اجتمعوا على القضاء عليه وعلى إبادته دون أدنى شفقة أو أقل رحمة، ولذا فإن مصيرنا سيكون مشابهاً لمصير إخواننا السوريين إن لم نقف معهم ونقاتل من أجلهم فإن مصيرنا قريب على يد أعداء الأمة هؤلاء الذين اتحدوا على قتل أهل السنة في سوريا، وليس أدلّ على هذا التوافق والتآلف الإيراني الصهيوني في هذه القضية تلك الرسالة والاعترافات التي كتبها يهودي زار إيران مؤخراً وانتشرت اعترافاته عبر الفيسبوك ومواقع الإنترنت حيث ذكر بأنه قد زارها ضمن وفد دولي لمراقبة برنامج إيران النووي وكان "خائفاً" من تلك الزيارة حيث كان "يشعر" بأنه متجه إلى حتفه برجله ولكنه قام بتزوير جواز سفره وتخفّى بجنسية كندية واستطاع دخول إيران واستقبله وفد من الجالية اليهودية هناك حيث فوجئ معهم بمدى الأمن والأمان والحرية في العبادة الذي يعيشه اليهود هناك بينما فوجئ من جهة أخرى بأن هناك مساجد أخرى يلهو بها الأطفال ويلعبون بكرة القدم نظراً لهجرة المصلين لها حيث أصبحت ملجأ ومأوىً للكلاب الضالة والشاردة فسأل عن سبب إهمال تلك المساجد وهجرانها فعلم بأنها مساجد لأهل السنة في إيران التي منعتهم من عبادة الله تعالى بينما سمحت لليهود بإقامة المعابد بحرية وشجعتهم على ممارسة طقوسهم الاعتقادية، فخَلُصَ هذا اليهودي إلى نتيجة ورسالة بشرى لكل يهود العالم بأن "حال اليهود في إيران أفضل بكثير من حال أهل السنة هناك ..فاطمئنوا". إن على دول الخليج العربي تحديداً والعالم العربي والإسلامي عموماً أن تتيقن بأن هذه المؤامرة الكبرى التي يقوم بها أعداؤها على أرض سوريا تستهدف وقوع العالم العربي والإسلامي بأسره رهيناً في يد الصهاينة أو المشروع الإيراني المدعوم أمريكياً والذي مهّد له الطريق لتصفية أهل السنة وعلمائهم في العراق ولبنان حيث ذلك "الحزب المشؤوم" وهو في الطريق إلى تحقيق تلك القوّة العظمى إذا ما سقطت سوريا في براثن هذا "الاحتلال الغاشم"، فهل سيستوعب الدرس حكّام وشعوب العالم العربي والإسلامي ويحرّكون الجيوش لتحرير "سوريا وفلسطين".. قبل أن تُحتل بلادهم أيضاً .. وقبل فوات الأوان.
495
| 21 مارس 2012
بحمد الله تعالى وبفضل منه سبحانه تكشّفت لنا حقائق كثيرة وأسرار عديدة كنّا كثيراً ما نتردد في التصديق بها أو التسليم لها خاصة فيما يتعلق ببعض الحكّام العرب الذين انفضحت ألاعيبهم وتبيّنت مؤامراتهم واتضحت مخططاتهم وانكشفت جرائمهم وتعرّت سَوءاتهم وسقطت أقنعتهم فأصبحنا نراهم على حقيقتهم الكاذبة الضالّة المنحرفة المجرمة الخائنة.. وأردف ما شئت من نعوت الهجاء والقدح، فمهما فعلت ذلك ومهما أضفت فإنهم سيكونون أحقر وأدنى من تلك الأوصاف التي تطلق على البشر أحياناً في مجال الهجاء والازدراء أو التحقير والتقليل من الشأن.. لأنها تطلق في النهاية على بشر، وهو ما لا نقصده هنا بلاشك لأنهم ليسوا ببشر.. ولكن نستخدمها تجاوزاً لأن اللغة لم تسعفنا بأوصاف تُستخدم خصيصاً لهجاء أو ازدراء الحيوانات. نعم لقد كشفت لنا هذه الثورات المباركة في عالمنا العربي والإسلامي حقائق كنا نسمع بها ونقرأ عنها منذ زمن طويل عن بعض الحكّام العرب وعن خيانتهم وتواطئهم مع أعداء الأمة العربية والإسلامية فإذا بنا نجدها حقيقة ماثلة أمام أعيننا بأن هؤلاء الحكّام كانوا عبيداً وذيولاً عند أعداء الأمة وكانوا يمثّلون علينا عروبتهم بل وإسلامهم فإذا بهم أبعد ما يكونون عن العروبة وعن الدين، ويشاء الله تبارك وتعالى أن يُذلَ هؤلاء الطغاة على يد "أصدقائهم وحلفائهم" من الغرب قبل أن يُذلّهم على يد شعوبهم الحرّة الأصيلة، فإذا بأصدقاء هؤلاء الحكام الخونة يتبرأون منهم بل ويهاجمونهم ويزدرونهم بل ويرفضون استقبالهم وحمايتهم وتأمين سلامتهم وذلك لانتهاء فترة صلاحيّتهم وانكشاف أوراقهم لدى العالم بأسره فأصبحوا عالة على رفاقهم في الغرب والشرق من أعداء الأمة، فالولايات المتحدة الأمريكية تخلّت عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وباعته بثمن بخس وتبرأت منه جزاءً وفاقاً لما فعله في شعبه من ظلم وطغيان ومحاربة للإسلام وخيانة للأمة واستسلامه للكيان الصهيوني وتعاونه معه، فتخلّت عنه وتركته يواجه مصيره لوحده وكأنها لا تعرفه وتنكّرت له كما تنكّرت لشاه إيران من قبل، فهكذا شأنها تترك "عبيدها" يواجهون مصيرهم عند انتهاء فترة "خدمتهم" لها، وأنكرت "العيش والملح" واستبدلته بـ "بوب كورن وكوكا كولا" وجلست تتفرج وتضحك بمل شدقيها، بل وتزيده حسرة على حسرته بأن تعترف بسقوطه وحق شعبه في تقرير مصيره.. يالها من مسرحية كوميدية، وهكذا الحال بالنسبة للرئيس التونسي الذي خذلته فرنسا رغم عبوديّته لها ورغم إيمانه بعلمانيّتها وتطبيقه لأوامرها وتعاليمها، تركته فرنسا ليعيش بقية حياته في بلد إسلامي وهو الذي كان يكره الإسلام والمسلمين ويحاربه في كل ملامحه ومظاهره فإذا به يلجأ إلى بلد يُسمع فيها الأذان كل يوم خمس مرات ويحتضن قبلة المسلمين ومهوى قلوب المؤمنين في حين أن باريس كانت قبلته ومهوى فؤاده، ويتكرر الشيء ذاته عندما نذكر الهالك الرئيس الليبي "معمّر القذافي" الذي عشنا معه تراجيديا حزينة كثيراً وكوميديا ساخرة أحياناً أخرى حتى تخلّى عنه الغرب الذي طأطئ له رأسه دهراً من الزمن زاعماً أنه رجل عربي محافظ على قضايا عروبته فإذا بنا نكتشفه "صعلوكاً حقيراً وضيعاً" لا يستحق أن يكون خفيراً فكيف به رئيساً لبلد عربي أصيل.. أفسده وأضاعه دهراً من الزمن، فتخلّى عنه أسياده "الطليان" الذين زعم لنا أنه يحاربهم كما حاربهم المجاهد عمر المختار ولكن هيهات أن يتشبه الخنزير بالحصان، فالأول نجس ذليل وحقير الشأن والثاني شامخ أصيل ورفيع الشأن. وليس ببعيد عن تلك المصائر السوداء التي اختتم بها الثلاثة تاريخهم الطويل في الحكم فإن الرابع في طريقه إلى نفس المصير الأسود بإذن الله وهو الرئيس اليمني الذي كذب كثيراً كما كذب رفاقه السابقون وزعموا بأنهم يحرصون على وحدة أوطانهم وشعوبهم بينما فضح الله أمرهم وهتك أسرارهم بأن عرف العالم بأسره مدى حقارتهم وتواطؤهم ومخططاتهم لبث الفرقة بين شعوبهم وزيادة التعصب القبلي والعرقي بينهم، فاليمن كان سيكون بحال أفضل مما كانت عليه من دون هذا الطاغية الناشر للفرقة وللسلاح بين القبائل حتى يلهيهم بالاقتتال فيما بينهم، فبينما يُلهي الرئيس المصري شعبه بلقمة العيش ألهى هذا الطاغوت شعبه اليمني الأصيل بالاقتتال والعصبية حتى يلهو بأموال البلاد وينفرد بمصائر العباد. وكما كشفت لنا هذه الثورات المباركة تواطؤ هؤلاء الحكّام مع أعداء الأمة فإنها كشفت لنا كذلك مدى إجرامهم وسرقاتهم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً مما جعلنا نبدو كأغفل وأغبى أمم الأرض بسكوتنا على كل تلك السرقات والجرائم من هؤلاء الطغاة دهراً من الزمن، فكم من أموال نهبت وسرقت وانصبت في جيوب هؤلاء الحكّام الطغاة وفي جيوب أعوانهم وأنصارهم بل وفي جيوب أعداء الأمة من الصهاينة ومن الغرب في شكل عمليات تسليح وصفقات أسلحة ومساعدات ومعونات وعمولات ورشى في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.. بل والثقافية والتعليمية. لقد تبين للعالم العربي والإسلامي بأسره أن النظام السوري المتمثل في الطاغية بشار الأسد لم يكن يدافع عن أراضيه ولا يحمي العروبة ولا يدافع عن الإسلام وإنما تبين لنا خلاف ذلك كلّه، فهو متواطؤ مع الكيان الصهيوني في كل أموره، وما تلك الهجمات بالطائرات التي شنّها هذا النظام المجرم على شعبه إلا بعد موافقة من حلفائه في الطرف الآخر من هضبة الجولان من الصهاينة الذين يريدونه في الحكم لتأمين ظهورهم بعد أن رسموا لنا مسرحية أخرى بأنهم قد أجروا اتفاقاً للسلام مع جارتيهم مصر والأردن ولكن بقي الصراع مع الجانب السوري الذي هو في حقيقة الأمر لم يكن صراعاً وإنما كان مسرحية رتّب لها هؤلاء لكي يبقوا في قائمة "المناضلين" وهم أبعد مايكونوا عن ذلك، تماماً كما فعل أعوان هذا النظام من مسرحية مشابهة في جنوب لبنان حيث حزب الله "تعالى الله عما يصفون" الذي رسم لنا صورة للنضال فإذا بها صورة للتواطؤ على إبادة الإسلام وأهله، كما فعل هذا الحزب الخبيث عندما أطلق صواريخه باتجاه الكيان الصهيوني من أراضٍ وقرى سنيّة بهدف أن يقوم حلفاءه في الكيان الصهيوني بالرد على مصدر تلك الصواريخ فتقضي على قرى أهل السنة والجماعة من المؤمنين الموحّدين، وليس بغريب أن نكتشف الكثير من الوثائق والاتفاقات السريّة لزعماء هذا النضال "الوهمي" في سوريا وفي لبنان حيث حزب الله "تعالى الله عما يصفون" مع أصدقائهم في الكيان الصهيوني، تماماً كما فعل الرئيس المخلوع حسني مبارك والذي سخّر أجهزة مخابراته للوساطة مع حركات المقاومة كحماس وغيرها، أو للتخابر لصالح الكيان الصهيوني في كل ما يخدم بقاء هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين ويخدم بقاء هؤلاء الأوغاد بين ظهرانينا. لقد ضرب لنا النظام السوري أوضح الأمثلة في حقارته وعنصريّته ووحشيّته تجاه الإسلام والمسلمين، فلم يبرهن كما يزعم الأحمق "بشّار الأسد" بأنه ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإنما برهن لنا بأنه عميل لهم ولغيرهم من أعداء الأمة ومحاربو الإسلام كروسيا والصين، فمدّ كلتا يديه لمن عاونه في قتل شعبه وإبادته، مشتركاً معهم في غاية واحدة ألا وهي القضاء على أهل الإيمان الحق الذين سينتصرون لهذا الدين ولو بعد حين وسيقودون الجيوش مع إخوانهم من شتى أطراف العالم العربي والإسلامي لتحرير الأقصى من رجس اليهود ودنس الصليبيين الجدد، ومستعيناً كذلك بمواليه وأصدقائه في إيران والعراق ولبنان ممن أظهروا حقدهم الواضح، فلا مجال بعد ذلك للإنكار ولا مجال للتراجع عن الأفعال والأقوال التي أكدت تلطّخ أياديهم بدماء شعبنا المسلم في سوريا. إن هذا العدوان على أهلنا في سوريا وهذه الجرائم الوحشية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، لا يجب أن تمر مرور الكرام لا على هذا النظام البربري التتري المغولي الجديد ولا على أنصاره، وعلى العالم العربي والإسلامي شعوباً وأنظمة أن يتحركوا لنصرة إخوانهم والدفاع عنهم، فلا يتردد عن نصرتهم إلا كل متخاذل منافق متواطؤ مثلهم على قتل وإبادة شعبنا المسلم في سوريا. فكيف ببلاد إسلامية وأنظمة تزعم بأنها تحكم بشرع الله ولا تتحرك لنصرة أهل سوريا بعد كل تلك المشاهد التي يشيب لها الولدان وتُجن لها العقول، بل وأعجب من دول عربية وإسلامية مازالت بعد مضي ما يقارب العام على اندلاع الثورة السورية وبداية مسلسل القتل اليومي هناك.. لاتزال دول عربية وإسلامية – للأسف – لم تنطق ببنت شفة تجاه تلك الأحداث وكأنه لا يعنيها ذلك لا من قريب ولا من بعيد، إن علينا أن نعاود النظر في تلك الدول الساكتة بل الخرساء عن قول الحق ورفع الظلم عن أهل سوريا، فبلا شك ستجدها دولاً ظالمة جائرة على شعوبها قامعة لهم، وما تلك الدول ببعيدة من انتقام الله لها ومن حكّامها الذين صمتوا في وجه الطغاة وأعانوهم على قتل شعب سوريا بسكوتهم وحيادهم الذي هو أقرب للخيانة العظمى، لقد تأكد لدينا بأن كل من سكت عن هذا الطاغية فهو طاغية طاغوت مثله وعلى شاكلته، وعجيب أمر تلك الشعوب التي رضت بأن يقف حكّامها تلك المواقف واكتفت بحملات إغاثة لأهل سوريا وذلك من باب "ذرّ الرماد في العيون" ومن باب "التسكيت" أو من باب "فعلنا اللي علينا والباقي على ربنا" ولبئس مافعلوا، فمثلهم كمثل الذي ترك القاتل يستمر في القتل رغم قدرته على إيقافه واكتفى بتضميد جراح المصابين أو تكفين الجثث ممن خلّفهم هذا المجرم الطليق وراءه، فوالله إنهم سيُسألون عن مقدار جهدهم في ردع هذا العدوان الوحشي على أهلنا في سوريا، فإن كان فوق طاقتهم فلا يكلّف الله نفساً إلا وسعها وإن كان دون ذلك فويل لهم من انتقام الله عز وجل. لقد تمادى هذا المجرم القاتل في حربه على الإسلام وأهله في سوريا، وتمادى أعوانه في التنكيل بشعب سوريا المسلم، وعاثوا في البلاد فساداً وعدواناً، وليس في قتل الأطفال والتنكيل بهم وإبادتهم بشكل جماعي وكذلك قتل الشباب واغتصاب النساء إلا دليل على انعدام الرحمة في قلوب هؤلاء الفجّار الذين لم يشهد التاريخ وحشية كوحشيّتهم وانعدام إنسانيتهم، إن لنا مع كل أولئك الأوغاد والأعداء والمتخاذلون وقفة أخرى بعد أن يتحقق النصر على هذا الظالم وأعوانه قريباً بإذن الله، فلن نتركهم بعدما انكشفت ألاعيبهم ومؤامراتهم ضدنا وضد أوطاننا وديننا، ولن نتوقف عن التحذير منهم ولن نتوانى عن كشف مخططاتهم.. حتى يتحقق النصر للإسلام والمسلمين وترتفع راية الحق ويتحرر المسجد الأقصى من رجس اليهود ودنس الصليبيين الجدد.. فحتى ذلك الحين نقول: صبراً أهل سوريا.. فإنّ موعدكم الجنة.
480
| 15 مارس 2012
نعم إنها حرب قذرة على أرض طاهرة.. تشنّها ميليشيات وعصابات مجرمة لا دين لها ولا أخلاق.. على أهل سوريا وشعبها المسلم المؤمن الموحّد الذي لجأ إلى الله تبارك وتعالى عندما تخلّى عنه العالم بأسره وجلسوا يتفرجون على حلبة المصارعة تلك التي وطئتها حثالة البشر وأنجاسهم.. يتغطرسون ويتبجحون.. يقتلون ويأسرون.. يغتصبون ويهينون.. يعتدون ويظلمون.. يفجرون ويكفرون. حرب شارك فيها أوغاد من إيران والعراق ولبنان ممن ينتمون إلى تلك الطائفة البغيضة الحاقدة على الإسلام والمسلمين.. وشاركهم في تلك الحرب القذرة أوغاد مثلهم في روسيا والصين وسائر المجرمين والمرتزقة ممن وجدوا في سوريا أرضاً للمواجهة مع أعداء آخرين كالولايات المتحدة الأمريكية التي باتت تناهض النظام السوري في حين أن مناهضي الولايات المتحدة الأمريكية يدعمونه ويؤيدونه بكل ما أوتوا من قوّة في دلالة واضحة بأنها حرب باردة بين معسكري الشرق والغرب.. بين الاتحاد السوفيتي المنهار بفضل الله.. والمتمثل في روسيا حالياً.. وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وما بين أصدقاء الأولى وأصدقاء الأخيرة أو حلفاء الأولى وحلفاء الأخيرة.. تقع آثار تلك الحرب الحاقدة أو الباردة على أهل سوريا الذين وجدوا أنفسهم وحدهم يقاومون هذا الطاغية المجرم بشار الأسد وزبانيته وأعوانه من المجرمين الحاقدين الذين وجدوا الفرصة سانحة لهم للتصفية الجسدية والإبادة الجماعية لتلك الفئة المؤمنة المسلمة التي يكرهونها ويحقدون عليها ويتمنون زوالها وتصفيتها من أجل إقامة حلف الطاغوت الممتد من الشرق إلى الغرب حتى يصل إلى حدود الكيان الصهيوني المحتل فيشكّلون معه طوقاً حامياً للصهاينة وخندقاً معادياً للإسلام والمسلمين.. ليقفوا جنباً إلى جنب مع الصهاينة المجرمين ليحققوا غاية واحدة.. هي القضاء على الإسلام والمسلمين. وليس في ذلك أدنى شك الآن بعد أن شاهدنا تلك المجازر والجرائم التي لم نعهدها من الصهاينة في الفلسطينيين ولكننا شهدناها في هذا النظام وأعوانه من المنتمين لهذه الفرقة البغيضة الحاقدة، وقد يعتقد الكثيرون من خلال تلك الانتصارات اللحظية التي حققها هؤلاء المجرمون أن الغلبة ستكون لهذه الفئة الطاغية خاصة بعد أن طالت مدة هذا العدوان الظالم على أهل سوريا، وقد تبين أن أسباب النصر قد اضمحلّت وضاعت، ولكن هيهات أن يحدث ذلك.. لأن في حدوث ذلك انتصارا للباطل على الحق وللظلام على النور، ولكنها إرداة الله أن يمحّص هذه الفئة المؤمنة بشكل خاص ومميّز نظراً لمكانة سوريا ودورها العظيم الذي سوف يظهر مستقبلاً بعد زوال هذا الطاغوت وانسحاب أذياله معه هرباً من الفرقة المؤمنة المجاهدة القادمة من أعماق هذه الأرض المباركة التي ستشهد أحداثاً عظمى ينتصر فيها الإسلام وجيوش الإيمان على الكفر والضلال وعلى جيوش الصهاينة ومن شاكلهم من أعداء الأمة من أمثال النظام السوري وأعوانه، وتمهيداً لذلك النصر الموعود.. حيث يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر.. وحيث تستعد الأرض المباركة لاستقبال المسيح عيسى عليه السلام.. للقضاء على المسيخ الدجّال وعلى من اتبعوه وآمنوا به.. ألا إن نصر الله قريب.
526
| 13 مارس 2012
لا تزال "الكلاب المسعورة" تواصل هجماتها على سوريا الحبيبة وتنهش جسدها وتعض أطرافها بشكل وحشي همجي لم يعهد له التاريخ مثيلاً، يساندون "كلبهم المسعور" هناك.. الذي هتك الأعراض وقتل الأنفس وأزهق الأرواح دون شفقة منه ولا رحمة، مسعوراً.. يسيل لعابه القذر على جثث الشهداء وتتصاعد رائحته النتنة في كل بقعة من بقاع سوريا المسلمة التي عاث فيها هذا الكلب المسعور فساداً وخراباً بمساندة من أعوانه من "الكلاب المسعورة" ممن حوله الذين لبوا نُباحه فأتوا ينبحون وينهشون ويعضون معه.. في "حيوانية مطلقة". نعم.. لقد زادت هجمات هذا الوحش الفاجر "بشار الأسد" وظهرت أحقاده ونواياه في إبادة الإسلام والمسلمين في سوريا، فلا دين لديه يمنعه ولا إيمان عنده يردعه، مستعيناً برموز الفساد والظلام من أعوانه وأصدقائه من حوله في إيران والعراق و"حزب الله" الذين أظهروا طائفيتهم الكريهة وعنصريتهم الحاقدة البغيضة التي تسعى إلى اقتلاع جذور الإسلام وأهله، وقد زادت هجماته ووحشيته أكثر عندما أيّده وسانده الشيوعيون والاشتراكيون والبوذيّون ومن شاكلهم ممن يحقدون على الإسلام وأهله، فوقعت الطيور - أقصد الغربان - على أشكالها، واتفقوا على هدف واحد هو إبادة أهل السنة والجماعة ممن يدينون بدين الحق ويتبعون سنة خير الأنام وسيّد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلّم، فلم يرحموا طفلاً صغيراً أو شيخاً عجوزاً أو امرأة عفيفة، بل شاهدناه يرتكب كل ما يندى له الجبين وتذرف له مآقي العيون دماً لا دموعاً. لقد شاهد العالم بأسره كَذِبَ هذا النظام المجرم الحقير.. وكَذِبَ أعوانه ومؤيّدوه في إيران والعراق و"حزب الله" فخرجوا يؤيّدونه ويساندونه ويواصلون كذبهم ونفاقهم المعهود منهم، وزعموا كما يزعم "الطاغوت" بشار الأسد بأن هذه المجازر من ارتكاب عصابات، وحاولوا بكل حماقة وغباء أن يزيّفوا الأحداث ولكن هيهات يحدث ذلك في وقت شَاهَدَ فيه العالم بأسره ذلك "الكفر" الصريح من أتباع هذا الطاغوت وعبادتهم له من دون الله ودفاعهم المستميت عنه، نعم لقد صدقوا في وصفهم.. إنها "عصابات" ولكنها لا تنتمي إلى شعب سوريا المسلم الحر الأصيل.. إنها عصابات نجسة حقيرة تجمّعت من شتى الدول المحيطة لتقتل شعباً يشهد "أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، عصابات لا ترحم ومرتزقة متوحشون.. أظهروا أحقادهم الدفينة وعنصريّتهم البغيضة ونواياهم الخبيثة في إبادة شعب مسلم أصيل. إن مناظر الأجساد التي فُصلت عنها رؤوسها أو الأبرياء وهم يُهانون ويجبرون على السجود لهذا الطاغوت أو النطق بكلمات الكفر البواح وعبارات الشرك الأكبر، أوحرقهم أحياء، وهدم البيوت على أفرادها وانتهاك أعراض الفتيات المسلمات وانتهاك حرمة المساجد وهدمها على رؤوس المصلّين والاعتداء على المؤمنين الطاهرين وقتلهم والتنكيل بهم، ليجعلنا نجزم بأن هذه "الكلاب المسعورة" لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمّة، وأن اليهود والصهاينة في مقابل أفعالهم الحيوانية الوحشية تلك لا يَقلّون شأناً ولا يفرقون عنهم في حقدهم وكرههم للإسلام والمسلمين ورغبتهم في إبادة كل نسمة توحّد الله عز وجل من أجل إقامة حكم الطاغوت في الأرض وتحقيق العبودية المطلقة لإبليس وذريّته من الشياطين.. ولكنهم هيهات يفعلون، بل إنهم بأفعالهم تلك يؤكّدون نفاقهم واستحقاقهم لأن يكونوا في قعر جهنم وفي أسفل سافلين.. يتفوّقون على اليهود والنصارى وسائر المشركين في استحقاقهم لعذاب الله عز وجل. لابد أن تتحرك الأمة العربية والإسلامية فتعلن الجهاد للدفاع عن إخواننا في سوريا بعد أن تحقق الكفر البواح من هذا النظام الدموي الحاقد، لابد أن يتكلم كل علماء الأمة وأن يخرجوا عن صمتهم وأن يبثّوا روح الجهاد في شباب الأمة من جديد، ولابد للحكومات أن تناصر هذا الشعب المذبوح على مرأى ومسمع العالم بأسره وأن تتدخل بالقوّة العسكرية أو بأي شكل من أشكال القوّة لإزالة هذا الظلم والعدوان على شعب سوريا، لأننا إن لم نفعل ذلك فسوف تزول دولة الإسلام في تلك البقعة الطاهرة المباركة من أرض الشام، ولأننا إن لم نفعل ذلك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه.. يجاهدون في سبيله حق جهاده، وينصرون دين الله ويناصرون إخوانهم المستضعفين هناك.. الذين رفعوا شعار "مالنا غيرك يا الله".. فهل سنعلي راية الجهاد للدفاع عن إخواننا في سوريا.. أم أننا سنتركهم لتلك "الكلاب المسعورة والضباع المتوحشة".. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
553
| 01 مارس 2012
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6540
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6423
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
3138
| 23 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2079
| 28 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1866
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1677
| 26 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1272
| 27 أكتوبر 2025
النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...
1023
| 24 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
999
| 24 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
945
| 27 أكتوبر 2025
يشهد قطاع الرعاية الصحية في قطر ثورة رقمية...
906
| 23 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
879
| 27 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية