رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين ليؤكد على ثوابت السياسة القطرية القائمة على احترام القيم والمبادئ الدولية، ورفض منطق القوة وهيمنة الاحتلال، والدعوة إلى إعلاء القانون الدولي والشرعية الأممية. خطاب سموه لم يكن مجرد موقف سياسي عابر، بل عكس رؤية إستراتيجية شاملة للأمن الوطني القطري، الذي لا يمكن عزله عن بيئته الإقليمية والدولية. حيث يرتبط الأمن الوطني في جوهره بقدرة الدولة على حماية سيادتها واستقرارها ومصالحها الحيوية. فقد شدد سمو الأمير على خطورة الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الدوحة باعتباره انتهاكًا مباشرًا لسيادة الدولة، وخرقًا للقوانين والأعراف الدولية. من هنا برزت رسالة أساسية مفادها أن قطر لن تقبل المساس بأمنها الوطني، وأنها ستواصل رفع صوتها دفاعًا عن حقوقها وسيادتها في المحافل الدولية. لكن قطر، بما تمتلكه من موقع جغرافي وقدرات دبلوماسية، تدرك أن أمنها الداخلي لا ينفصل عن الأمن الإقليمي. فالتهديدات التي تواجه المنطقة من العدوان والاحتلال إلى الإرهاب وعدم الاستقرار، تترك أثرًا مباشرًا على الداخل القطري. لذا فإن الدوحة، من خلال أدوار الوساطة في ملفات غزة، لبنان، السودان وسوريا، تعمل على تعزيز بيئة إقليمية مستقرة تعود بالنفع على أمنها الوطني. فالوساطة القطرية ليست عملاً إنسانيًا أو دبلوماسيًا فقط، بل هي أداة إستراتيجية لحماية قطر نفسها من تداعيات الفوضى المحيطة.ومن هنا نجد أن خطاب سمو الأمير أبرز بوضوح أن الأمن الوطني القطري لن يتحقق في معزل عن نظام عالمي عادل وقوي. فحين يضعف القانون الدولي أمام منطق القوة، تصبح الدول الصغيرة عرضة للاعتداءات، ويغيب الضامن الحقيقي لأمنها. لذلك ركَّز سموه على ضرورة إعادة الاعتبار لميثاق الأمم المتحدة، وإحياء آليات الأمن الجماعي، والانتقال من مسايرة الاحتلال إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. إن هذه الرؤية تجعل قطر شريكًا فاعلًا في صياغة الأمن الدولي، لأنها ترى أن مصير الإنسانية مترابط، وأن الاستقرار في أي بقعة من العالم سينعكس إيجابًا على أمنها واستقرارها. إلى جانب الأبعاد السياسية والأمنية، يرتكز الأمن الوطني القطري أيضًا على التنمية الشاملة وبناء الإنسان، وهو ما أشار إليه سمو الأمير في إبراز دور قطر كعاصمة للفعاليات الدولية ومركز للحوار بين الشعوب. فتعزيز الاقتصاد الوطني، والاستثمار في التعليم والصحة، وتنظيم الفعاليات الكبرى مثل كأس العالم 2022 أو مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية 2025، كلها أدوات تعزز الاستقرار الداخلي وتدعم صورة قطر عالميًا. إن هذا التداخل بين التنمية والأمن يجعل من التجربة القطرية نموذجًا يؤكد أن الأمن الوطني الحقيقي لا يتحقق إلا عندما يتكامل البعد الداخلي مع الأبعاد الإقليمية والدولية.وخلاصة القول، إن خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، قد جسَّد فلسفة الأمن الوطني القطري في أبهى صورها، سيادة الدولة خط أحمر، وأمن المنطقة شرط لحماية الداخل، والنظام الدولي العادل ضمانة للأمن الوطني والإقليمي على حد سواء. هذه الرؤية المتكاملة تضع قطر في قلب التوازنات العالمية والإقليمية، وتجعل من سياستها الخارجية أداة لتحقيق أمنها الوطني، وفي الوقت ذاته رافعة لخدمة السلم والاستقرار العالميين.
567
| 24 سبتمبر 2025
يأتي اليوم الوطني القطري في 18 ديسمبر من كل عام ليكون مناسبة يحتفل فيها الشعب القطري بتاريخ وطنهم العريق وإنجازاته، تحت شعار يعكس التلاحم بين الشعب وقيادته الحكيمة. يُجسد هذا اليوم روابط الولاء والانتماء التي تجمع أبناء قطر بقيادتهم، ويُظهر تفاني الجميع في الحفاظ على رفعة الوطن وازدهاره. تأسس اليوم الوطني تخليدًا لذكرى تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، مؤسس دولة قطر، مقاليد الحكم، حيث أرسى دعائم الوحدة والاستقلال. ويرمز هذا اليوم إلى كفاح المؤسس وتضحياته من أجل بناء دولة مستقلة قائمة على مبادئ الوحدة الوطنية والكرامة، وهو ما يجدد القطريون التزامهم به، مؤكدين استمرارهم على نهج المؤسس. ما يميز اليوم الوطني في دولة قطر ليس مجرد الاحتفاء بذكرى تأسيس الدولة، بل الاحتفال بالعلاقة الفريدة التي تجمع الشعب بقيادته. فالحكومة القطرية تسعى دائمًا لتحقيق الرفاه والتقدم لأبنائها، ويقابل ذلك التفاف الشعب بروح الولاء والحب. وتنعكس مظاهر الاحتفال من خلال الفعاليات المتنوعة، التي يشارك فيها الجميع بأساليب تعبّر عن الفخر بالتقاليد والتراث والثقافة الوطنية. كما يمثل اليوم الوطني لدولة قطر فرصة للأفراد والمؤسسات لمراجعة ما تحقق من أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، التي تُركز على تنمية الإنسان والمجتمع وتعزيز الاستدامة الاقتصادية وتطوير البنية التحتية. ويعزز هذا اليوم روح التلاحم والشراكة بين الشعب والقيادة، حيث يتوحد الجميع حول أهداف مشتركة تسعى لتحقيق مستقبل مزدهر، مؤكدين على أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف الوطنية. ويحرص أهل قطر على غرس قيم الولاء والانتماء للوطن في نفوس الأجيال الشابة، ليصبح اليوم الوطني فرصة ذهبية لإحياء وتعزيز هذه القيم. ومن خلال الاحتفال، تنتقل روح المحبة للوطن عبر الأجيال، ويستمد الشباب من قصص المؤسس والإرث الوطني إحساس المسؤولية تجاه قطر. هذا التلاحم بين الأجيال يعزز استقرار الدولة ويجعلها نموذجًا للتكامل بين الشعب وقيادته. يأتي الاحتفال باليوم الوطني للدولة هذا العام ليكون بمثابة تتويج لإنجاز تاريخي آخر في مسيرة قطر، يتمثل في نجاح المشاركة الشعبية الواسعة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التي أُجريت بدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى. فقد عبّر هذا الاستفتاء عن مدى وعي الشعب القطري وحرصه على الإسهام في صياغة مستقبل البلاد، مجسدًا التلاحم بين الشعب وقيادته وثقة المواطن بقدرته على صنع القرار. اليوم الوطني لهذا العام يجسد رمزية مضاعفة؛ فهو ليس فقط احتفاءً بتأسيس الدولة وإرثها العريق، ولكنه أيضًا يعبر عن مرحلة جديدة من النضج السياسي، حيث انخرط المواطنون في هذا الاستفتاء بوعي وتفانٍ، ليؤكدوا التزامهم برؤية قطر التي تعزز قيم المشاركة الوطنية والتماسك المجتمعي. النجاح في الاستفتاء يعزز من مكانة اليوم الوطني بوصفه مناسبة فريدة للاحتفاء بالتلاحم القطري من جانب، وبإرادة الشعب التي انعكست في الاستفتاء من جانب آخر. وفي هذا اليوم يتعاظم الشعور بالفخر بمسيرة الإنجازات الوطنية، التي تقوم على الثقة المتبادلة بين الشعب والقيادة وتستند إلى رغبة مشتركة في بناء دولة قائمة على العدالة والمساواة والشراكة الفعّالة. اليوم الوطني لدولة قطر ليس مجرد ذكرى سنوية، بل هو تجديد للعهد وتأكيد للتلاحم بين الشعب والقيادة، ورمز للوحدة الوطنية التي تمثل أساس قوة الدولة. وتأتي هذه المناسبة لتعكس رؤية قطر المستقبلية، وتؤكد أن الشعب والقيادة سيواصلان معًا مسيرة التقدم والازدهار لتحقيق المزيد من الإنجازات، للحفاظ على أمن واستقرار قطر، ولمواصلة مسيرة البناء والتنمية. كل عام وقطر وأميرها وشعبها الوفي بألف خير وإنجازات ورخاء وأمن وأمان واستقرار.
1050
| 15 ديسمبر 2024
في خطوة تعبّر عن رؤية القيادة القطرية بأهمية مشاركة الشعب في صياغة مستقبل البلاد، دعا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، جميع المواطنين ممن بلغوا الثامنة عشرة فما فوق للمشاركة في استفتاء حول التعديلات الدستورية. يأتي هذا الاستفتاء ضمن مسار طويل من الجهود الرامية إلى تعزيز دور المواطن القطري في المشاركة في اتخاذ القرارات الوطنية وتوجيه مسار الوطن نحو مستقبل مزدهر. إن هذه المشاركة تتجاوز كونها خطوة سياسية، فهي واجب وطني ومسؤولية عظيمة تقع على عاتق كل مواطن. حيث يمثل الاستفتاء فرصة للتعبير عن الرأي حول قضايا دستورية تمس مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية، ويعكس تفاعلًا حيويًا بين الشعب والقيادة في تحديد المسار التشريعي والدستوري للدولة. إن المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي سيُدلي المواطنون بأصواتهم حولها قد ترسم ملامح الحياة السياسية للجيل القادم، ما يجعل من واجب كل مواطن إبداء رأيه بما يعكس رؤيته لمستقبل البلاد، إذ يعتبر الاستفتاء من أبرز أدوات المشاركة الشعبية المباشرة، حيث يمنح المواطن القطري فرصة ممارسة حقه في المشاركة وصنع القرار. وبما أننا جميعاً في قطر أهل فإن المشاركة الفعالة في هذا الحدث الوطني تعزز روح الانتماء، وتجمع المواطنين مجدداً حول هدف مشترك يتمثل في تعزيز ازدهار الدولة واستقرارها. هذه اللحظات التاريخية من شأنها أن توحد أبناء الوطن وتجعل الجميع يشعر بالمسؤولية تجاه دولة قطر. إنها تجسيد لوحدة الصف القطري ورغبة المواطنين الصادقة في الإسهام في رفعة قطر. في دعوة سمو الأمير لهذا الاستفتاء تظهر قطر التزامها بتعزيز مفاهيم المشاركة الشعبية والشفافية. حيث تمثل التعديلات المطروحة خطوة نوعية نحو بناء نظام سياسي أشمل، يتيح للمواطنين أن يكونوا جزءًا من عملية صنع القرار عبر أصواتهم التي تُعبّر عن تطلعاتهم وآرائهم. وعليه لابد أن يدرك كل مواطن قطري أن هذا الاستفتاء ليس حدثًا عابرًا، بل هو علامة فارقة قد تؤثر في شكل النظام الدستوري للدولة، وتنظم العلاقات بين السلطات وتحدد مستوى مشاركة الشعب في الشؤون العامة. إن المشاركة الواعية والمدروسة في الاستفتاء هي خطوة إيجابية نحو ترسيخ مكانة قطر كدولة تتبنى المشاركة الشعبية ، وتستند إلى إرادة شعبها في صياغة القرارات المصيرية. يتجلى جانب آخر من أهمية المشاركة في تحقيق الأمن الوطني، المشاركة الشعبية تعزز استقرار الدولة على مستويات متعددة، سواء الأمن السياسي، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي. إذ إن مشاركة الشعب في الاستفتاء تضفي مزيدًا من الشرعية على النظام السياسي، بما يجعل القرارات المهمة قائمة على إرادة شعبية، ويزيد من منعة البلاد أمام أي تحديات خارجية. مثل هذا الإجراء يعزز الثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة ويقلل من احتمالات التوترات الداخلية، وهو أمر بالغ الأهمية للاستقرار والأمن الوطني. وبما أن التعديلات المطروحة تتضمن تحسينات تتعلق بالحقوق والحريات، وضمانات للمساواة والعدالة، فإن ذلك يعزز ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة، ويوفر حماية قانونية للجميع، مما يدعم الاستقرار الاجتماعي ويقلل من احتمالات التوترات، في خطوة بالغة الأهمية لتحقيق الأمن الوطني. تساهم المشاركة الفعالة أيضا في استقرار البيئة الاقتصادية، إذ تصبح القوانين والسياسات مدعومة بإرادة شعبية، ما يشجع على الاستثمار الداخلي والخارجي ويحقق الاستقرار الاقتصادي، ما يقلل من التحديات الأمنية المرتبطة بالعوامل الاقتصادية. عندما يدعو سمو الأمير، حفظه الله، جميع فئات المجتمع للمشاركة في الاستفتاء، فهذا انعكاس مباشر للوحدة الوطنية، حيث يتكاتف جميع المواطنين حول هدف واحد. فالترابط الوطني هو حجر الزاوية لأي استراتيجية أمنية، إذ إن مجتمعًا موحدًا يصعب التأثير عليه من الخارج أو زعزعته من الداخل. في الختام، إن المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية ليست مجرد ممارسة شعبية، بل هي مسؤولية كبرى لتحقيق الأمن الوطني. إنها وسيلة تضمن توافق الإرادة الشعبية مع سياسات الدولة، وتجعل المواطن جزءًا من أمن الوطن واستقراره، ما يرسخ منعة دولة قطر وقدرتها على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. من هنا أدعو كل مواطن للمشاركة بإيجابية في الاستفتاء، وأن يدلي برأيه بوعي، فالمستقبل الذي نتطلع إليه لقطر يتشكل عبر القرارات التي نتخذها اليوم. حفظ الله قطر وأميرها الحكيم وشعبها الوفي الذي يلبي نداء الوطن، ونبقى جميعًا شركاء في رسم ملامح مستقبل هذا الوطن الغالي.
483
| 03 نوفمبر 2024
كل عام والجميع بألف خير، منذ أيام معدودات كنت هنا لأهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك، واليوم هاهو الشهر ينقضي ببركاته وأيامه الفضيلة أعادكم الله عليه ومن تحبون وأنتم بصحة وسعادة، وأعادنا الله عليه والأمة الاسلامية بألف خير وبأفضل حال وبقوة واتحاد وتماسك بعيداً عن الفتن قريباً من السلام والامن والأمان. قبل أن ينقضي شهر رمضان المبارك أذكركم ونفسي بأهمية أداء زكاة الفطر والزكاة هي الركن الخامس من أركان الإسلام كما جاء في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. أخرجه أبوداود وابن ماجة بسند حسن. بالفعل زكاة الفطر فريضة على كل صائم يكمل من خلالها صيامه ويدخل عن طريقها الفرح والسعادة في قلب كل من يحتاج اليها، هي صورة جميلة الملامح للتكافل في الاسلام، وأسلوب حضاري لمساعدة المحتاج بطريقة يتقبلها الجميع، الزكاة بوابة السعادة والأجر المضاعف بإذن الله فلنتمسك بهذه الفريضة المكتوبة. وبما أنني ألتقي بكم بشكل اسبوعي من خلال مقالتي هذه فلا يسعني إلا أن أزُف التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد أعاده الله على الأمة الاسلامية وهي ترفل بثياب النصر والعزة والسلام والخير دائماً، و كل التهاني والتبريكات لهذا الوطن وقائد الوطن حفظه الله ولشعب قطر الأوفياء ولكل من يقيم على ترابه الطاهر، وأذكركم ونفسي بأننا قبل أن نبدأ بتهنئتنا للآخرين لابد أن نتصافح مع أنفسنا وأن نتسامح ونتصالح ونغسل قلوبنا من كل المشاحنات والمشاكل ونفتح صفحات بل أبوابا جديدة مع بعضنا البعض صفحة جديدة بيضاء نقية عنوانها الحب والتآلف والتآخي والرحمة، فمع إشراقة أول يوم من شوال، يعود السرور على القلوب، وتعود البركات والخيرات بعودة العيد، وتذكير بنعم الله تعالى فيه على خلقه بأن بلغهم رمضان وأتم عليهم النعمة، وأعانهم على إتمام ركن من أركان الإسلام، فتوج شهر الصيام بالعيد، وأجزل لهم العطايا والمنح لعباده الصالحين، يخرجون فيه مكبرين تعظيماً لله، وبرهانا على ما في قلوبهم من محبته وشكره، فيجدر بنا جميعاً الاحتفال بهذا العيد وأركانه كما ينبغي وعساكم من عواده. صوت: أسأل من أهلّ الهلال، وأرسى الجبال، أن يجعل كل الأمة الاسلامية في أحسن حال.
2001
| 09 أبريل 2024
ها هي العشر الأواخر من رمضان تحفنا بخيراتها وبركاتها وأنوارها التي تستقر في قلوب المؤمنين العابدين الشاكرين الحامدين لنعم الله، المدركين لقيمة هذا الشهر بشكل عام والعشر الأواخر بشكل خاص على أنها تاج رمضان، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشر الأواخر بعدة أعمال. ففي الصحيحين من حديث عائشة: (كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله). ها هي العشر المباركة تمنحنا فرصة جديدة وتخبرنا بأهمية إعادة حساباتنا، والوقوف أمام أي صورة من صور التقصير في حقوق الله، وحقوق العباد، وحقوق النفس، مازالت أمامك أيها المقصر فرصة لتزيد من حسناتك وأعمالك التي تقربك من الله عز شأنه، وكأنه يقول لصاحب الهمة العالية هنا فليتنافس المتنافسون، المنافسة في الخير هي المنافسة التي تقربنا من درجات الجنة ونعيمها بإذن الله، ها قد بلغنا الله العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك شهر المغفرة فالحمد لله على نعمة الصحة والعافية التي منحها لنا الله لنصوم أيامه ونقوم لياليه المباركة. في شهر رمضان يتنافس الكثير لغرس بذرة العطاء، فرمضان أرض خصبة للخير وبداية حقيقية للانطلاق بشكل مختلف في هذه الحياة، لهذا نجد الكثير من الأفراد والمؤسسات يبتكرون سبلا وطرقا لمساعدة الملهوف، ومد يد العون للمحتاج، ومسح دمعة يتيم، وبناء جسر عطاء لمن يستحق فهنا مؤسسة تقوم من خلال هذا الشهر بابتكار برامج للتحدي والعطاء ليكون ريعها للأسر المحتاجة في داخل وخارج قطر، وهناك أفراد يتطوعون لإفطار صائم فنرى الهمم تعلو السحاب، لتُنسج معها صور التكافل الاجتماعي في أنبل حالاتها، أدام الله علينا هذه النعم الوفيرة في رمضان وطيلة أيام السنة. وأنا أتحدث معكم عن خيرات هذا الشهر لا أخفيكم بأنني مع التواصل الاجتماعي وصلة الرحم، ولكنني لست مع الإسراف في تنظيم الموائد والغبقات الرمضانية، مؤمنة بأن البساطة جمال والعفوية أسلوب حياة اعتدنا عليها، والمبالغة في الشيء تفسده، أنا مع الفرح ونشر السعادة وابتكار أساليب لإشاعة السرور في هذا الشهر المبارك ولكني ضد ابتداع طقوس وفعاليات لا تمت لهذا الشهر بصلة، شهر رمضان شهر الرحمة والبركة والخير والسلام الداخلي والخارجي للجميع، وبداية حقيقية للتغير للأفضل في العادات والسلوك والأعمال والأقوال أيضاً، فلنراجع سلوكنا ونختار الأفضل لنا ولقيم المجتمع من حولنا. صوت: تقبل الله طاعتكم ودعواتي أن يكون رمضان بوابة للتغيير الإيجابي لي ولكم، وأن يعيده الله علينا مرارًا وتكرارًا بالخير والبركة.
612
| 02 أبريل 2024
في حياتنا المليئة باللحظات المؤثرة والأشخاص الذين يمرون فيها، نجد أنفسنا غالبًا في مواجهة محطات الوداع التي قد تتكرر كثيراً، فتجبرنا على وداع من اعتدنا على وجودهم، كوداع أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء أو أشخاص مؤثرين في حياتنا، نحن مؤمنون بالقضاء والقدر ولكن يبقى الفقد بغيابهم هو الألم الملازم لنا ولشعورنا، وهذه هي طبيعة الحياة بين صيحات الولادة وبكاء الرحيل، وبين كل هذه التفاصيل وتلك، هناك أشخاص وإن غادروا حياتنا لا يغادرون ذاكرتنا وقلوبنا ويبقى أثرهم باقيا ما بقيت الحياة. رحل عنا الأخ الكبير والأستاذ الخلوق والدكتور العالم ربيعة بن صباح الكواري، عن عمر قضاه في العلم والتعلم ونشر المعرفة، عن عمر أفناه في رص لبِنات الخير وتكريس مفهوم العطاء ومد جسور المودة والإخاء بين الجميع، في عمر امتد بين تواصل اجتماعي بناء وتفعيل واقعي لدور المثقف الواعي الذي عاش بين أفراد المجتمع وخلق وعي باستخدام قاعات الدراسة لنقل العلم بكل أمانة وإخلاص إلى الأجيال القادمة من خلال محاضراته التي لا ينساها طلبة قسم الإعلام في جامعة قطر، وبين توعية المجتمع المحلي والإقليمي من خلال حضوره الدائم وتواجده الإيجابي في الكثير من الفعاليات والمحافل المحلية والإقليمية والدولية أيضاً، ومن خلال حضوره عبر وسائل الإعلام المختلفة مسموعة تارة، ومرئية تارة أخرى، ناهيك عن الاعلام المقروء وإيمانه التام والكامل في إن الحرف والكلمة الصادقة قادرة على التأثير في المجتمع، فتبنى العديد من القضايا فكان النائب لقضايا المواطن، وكان الصوت الحي لهم، يطرح التحديات ويقدم الحلول ويشارك في اتخاذ القرار. لن ينسى أبناء قطر الدكتور ربيعة بن صباح رحمه الله لأنه باختصار كان ابن هذا الوطن المخلص والأب المعطاء وصاحب اليد البيضاء والحبر الذي لم ولن يجف حتى بعد رحيله، لأنه كتب فوثق لحظات هامة في تاريخ قطر، ووثق صورا من أعلام قطر ورجالات هذا المجتمع الذي كان لهم دور بارز في بناء الوطن في الماضي والحاضر، فاستحق لقب ذاكرة الوطن، حيث كان المرجع لنا جميعاً ولكل من يريد البحث في تاريخ وثقافة قطر، كان رحمه الله قريبا من الدارسين والباحثين متواضعا معهم، مؤمنا بأن خير العلم هو نقله للآخرين فلم يوقفه عن ذلك شيء، ولهذا فإن مقالاته التي قرأها الجميع ويشهد لها الكثير ستبقى رافداً لنا ومرجعاً للباحثين وأساساً نرتكز عليه، فهي لم تولد من فراغ، بل كان يعمل ميدانياً وأذكر هنا حرصه رحمه الله على زيارة كبار السن في مجالسهم منذ زمن وتدوين الأحاديث والتفاصيل والذكريات وكل صور الموروث الشفوي في أوراقه ودفاتره ليحفظ ثقافة وطن من باب أن حفظ التراث أمانة. في الكتابة عن الدكتور ربيعة بن صباح الكواري نحتاج للكثير من المجلدات، فهو الأخ والأب والمسؤول وهو الناصح الأمين، والقدوة والملهم الذي استند إليه الكثير، لم يبخل علينا برأي وشاركنا تحقيق الأهداف ذات يوم ووقف بجانبنا كثيراً، لهذا لمسنا كيف أجمع الكثير على حبه وكيف اكتظ مجلس العزاء بالمعزين، وكيف امتلأت المنصات الإلكترونية بحروف النعي، كل ذلك لم يأت من فراغ بل جاء من عمل دؤوب في الدنيا لن ينقطع أثره وإن رحلت عنا بإذن الله، رحمك الله يا بوصباح وأسكنك فسيج جناته وجزاك الله عنا خيراً على ما قدمت من أعمال.. آمين.
1329
| 19 مارس 2024
في بداية حروفي لهذا الأسبوع يسرني ويسعدني أن أتقدم لكم بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم أعواما مديدة وأنتم تنعمون بلباس الصحة والعافية، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. يقال بإن الاستثمار هو تأجيل الحصول على منفعة حالية من أجل الحصول على منفعة مستقبلية أكبر، ومع حلول شهر رمضان المبارك يطرق الكثير منا في التفكير بطرق وأساليب استثمار هذه الأوقات المباركة بالخير، هو خير تخطيط للمستقبل في الدنيا والآخرة. شهر رمضان هو شهر مبارك عند الله وعند المسلمين وهو شهر سباق للخيرات، فوزك في السباق يعني حسن إدارة ذاتك لتنال حسنات أكثر، واليوم تعددت الوسائل التي بإمكان الشباب استثمارها لعمل الخير والعطاء ونشر العلم، وأعني هنا انتشار شبكات التواصل الإجتماعي المختلفة إن كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية أو جمعت بين كل تلك المميزات، شبكات سهلة الاستعمال، وسريعة الانتشار، استطاع من خلالها عدد كبير من المستخدمين استثمارها للنفع العام ونقل العلم وتبادل الخبرات، بل ونقل صورة إيجابية مشرفة للآخرين. منذ اليوم الأول من الشهر الفضيل تسابق العديد من الشباب بتقديم المعرفة من خلال استخدامهم لهذه الشبكات، مجموعة تنقل العلم بأسلوب مبسط، وآخرين يقدمون خبراتهم الغذائية المتعلقة بصحة الصائم، أو بالتوعية العامة والتثقيف، ومجموعة أخرى تتسابق في الخير وهناك من يدل عليه، لم يعد هذا الأمر صعباً للمرسل أو المستقبل، فالوسيلة أصبحت في يد الجميع وفي متناولهم أيضاً، ما علينا فقط سوى تحديد الهدف والإبداع في المحتوى ومن ثم الانطلاق في التنفيذ. قرأت لأحد الدعاة أن الاستثمار الأمثل لشهر رمضان يتمثل في ثلاثة محاور هامة وهي تصحيح خطأ، واستكمال مسير، وتجديد أمور، ويقصد بالتجديد إدخال أعمال صالحة جديدة في حياتنا لأن رمضان فرصة ذهبية مُعينة على ذلك، فالتغيير في الذات والبيئة المحيطه يبدأ مع هذا الشهر، فلنتأمل في نعم الله من حولنا وفي إمكانياتنا المتاحة ولنستثمر رمضان في الخير لنا وللجميع، وتقبل الله صيامكم وقيامكم.
642
| 12 مارس 2024
نحن كبشر نحتاج لبعضنا البعض، نحتاج أن نتفاعل معاً، أن يساند بعضنا البعض، أن نتبادل بعض الكلمات والأفعال والأقوال، هناك من يجيد هذا الفعل فينجح وهناك من يفتقد لهذه المهارات فيخسر من حوله بل ويخسر نفسه أحيانا كثيرة، لهذا كان لابد لي أن أبدأ حروفي هذا الأسبوع بقوله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العظيم، هذه الآية المباركة دليل بأن الشدة والغلظة في القول والعمل تُنفر ولا تجُمع، لهذا سأدعو الله لي ولكم بأن يرزقنا الله نعمة الأسلوب الطيب والتعامل الراقي مع من حولنا، فأنا مؤمنة إيماناً تاماً بأن الأسلوب رزق، وإن هناك من حرموا من هذا الرزق في حياتهم. فنجد حروفهم تجريحاً وكلماتهم تغتال الأرواح قبل الأبدان، يقطعون بتعاملهم قنوات التواصل بين الجميع، أذكر مقولة سمعتها ذات سفر من سيدة كبيرة في السن ونحن نتبادل أطراف الحديث فكانت تردد ذوق الكلمة قبل ما تقولها إن وجدتها مرة اسكت وابحث عن غيرها، كم هي حكمة عميقة في دلالاتها، طبقتها في حياتي كثيراً فلم أجد إلا خيراً. من المهم ومهما كانت الظروف مراعاة مشاعر الآخرين وتلمُّس مشاعرهم مهما كانت منزلتهم، هذا الفعل هو واجب إنساني وسلوكي وأخلاقي، لا تجرح أو تحرج أحداً مهما كانت المبررات، كم من كلمة بنت نفساً وأنبتت فكراً، وكم من كلمة قتلت إحساساً ودمَّرت شعوراً. تصلنا أحياناً عبر منصات التواصل الإلكتروني من أشخاص لا نعرفهم ولكنهم يتابعوننا كلمات كالبلسم الشافي تضمد أرواحنا وكأن الله أرسلهم لنا حمائم سلام، وأحيانا على النقيض نجد حروفاً صادمة لمشاعرنا قد لا تؤثر علينا ولكنها قد تهدم غيرنا، حروف متنمرة شكلاً ومضموناً، وأنا أقرأ بعضاً منها أردد فعلاً الأسلوب الطيب لا يمكن شراؤه أو بيعه، إنه تعبير عن شخصية الفرد وأخلاقه وثقافته، هو فعل وانعكاس أصيل يعكس تربية صاحبه. الملافظ سعد، هذا ما نردده دائماً، فالكلمة التي تنطقها قد تكون كالنور في حياة شخص استسلم لليأس، وقد تكون كالرصاصة تصيب القلوب، ولنتأكد بأننا نؤجر على تلمُّس مشاعر الآخرين من حولنا، فكيف لو صاحَب ذاك الشعور فعل ملموس! صوت: لا يكلف الكلام الطيب كثيراً، اعتبره مثل البذور تنثره وأنت تمشي في طريق حياتك، إن لم تجد أثره اليوم فغداً سيزهر وتزهر به حياتك وآخرتك.
1209
| 05 مارس 2024
تعتبر المبادرات المجتمعية أساساً في تعزيز المشاركة المجتمعية، وذلك لأنها تساعد على الوعي بأهمية المشاركة الاجتماعية وإيجاد حلول مناسبة لعدد من التحديات التي يواجهها المجتمع، وتخلق جسوراً بين المجتمع وبين الجهات الحكومية والرسمية وتعزز التعاون بين جميع الأطراف. ومن هذا المنطلق أسعدني حضور الحفل الختامي لمبادرة قطر تكتب، هذه المبادرة التي نبعت من المجتمع لتخدم أبناء المجتمع، حيث إن مبادرة قطر تكتب ولدت لتدعم أهمية الكتابة التي تعكس التطور الفكري والحضاري والثقافي الذي تعيشه الدولة، فالكتابة انعكاس لصورة المجتمع وتجسيد لمشاغله وهمومه، ولابد من الإشارة إلى أن ارتفاع عدد الكُتاب من أهم المؤشرات على ارتفاع مستوى الوعي ومستوى الفكر في الدولة. في السنوات الماضية شهدنا عدداً من المبادرات التي تدعم وتؤسس لمجتمع القراءة، إن كانت جهودا رسمية متمثلة في خطط وزارة الثقافة، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومكتبة قطر الوطنية من خلال مبادرة قطر تقرأ، وعدد من الاسهامات التي أسستها الصالونات الأدبية والثقافية، ها هي قطر قرأت وآن الأوان لتكتب، تكتب تاريخها ومستقبلها بأقلام أبنائها وبناتها، فالمجتمع نجح في المرحلة الأولى من تجهيز أقلام المستقبل بعد نجاح العديد من المبادرات في مجال التشجيع على القراءة، والتي كانت قطر سباقة في اطلاقها، والتي أسهمت في رفع المستوى الثقافي في دولة قطر لاسيما لدى الشباب، فتكثيف القراءة يقضي بالضرورة لاكتساب مهارات الكتابة بشكل تلقائي، وكما يقال الكاتب الجيد هو بالضرورة قارئ جيد، والان ننتظر ممن قرأوا ان يستثمروا رصيدهم من المعارف والمهارات لإطلاق العنان لأفكارهم وأقلامهم. لا أُخفيكم علماً بأنني في غاية التفاؤل بمستقبل الكتابة في قطر بفضل مبادرة قطر تكتب وغيرها كبرنامج كُتاب المستقبل الذي تنظمه قطر الخيرية بمشاركة عدد من المدارس، وكم أتمنى أن نُجني ثمار هذه المشاريع الثقافية قريباً بإذن الله من خلال قدرة الكُتاب القطريين على المقارعة الفكرية والأدبية والحضور على المستوى العربي، خاصة وأننا نشهد في دولة قطر في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في مستوى الإصدارات والإنتاج الابداعي وأيضا في جودتها حيث اصبح المُنتج الادبي القطري جاهزاً للمنافسة على المستوى الإقليمي، وذلك بفضل تضافر الجهود بين مختلف الجهات ذات العلاقة، بالإضافة الى الدور الكبير الذي تلعبه دور النشر المحلية، في تشجيع المؤلفين الشباب وإصدار إنتاجهم الثقافي وتزويد المكتبات العربية بإصدارات رصينة وذات جودة عالية. صوت: تشجيع الكتابة والقراءة في المجتمع وجهان لعملة واحدة وهي الوعي ونشر المعرفة، وكما قيل داوم على القراءة ليظل مارد الكتابة مستيقظاً.
2598
| 27 فبراير 2024
كان من دواعي سروري حضور حفل إطلاق مبادرة كلمني بالفصحى، وهي من المبادرات الثقافية التي ينظمها قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم وفرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر، حيث تهدف هذه المبادرة إلى حث الطلبة والأساتذة والموظفين داخل الحرم الجامعي وخارجها على التحدث باللغة العربية الفصحى وإقامة بعض الفعاليات التي تُسهم في التنبيه على أهميتها وضرورة المحافظة عليها وفي تطبيق قانون حماية اللغة العربية الذي أصدرته دولة قطر عام 2019. حيث ينصُ القانون على أن تلتزم جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية بحماية ودعم اللغة العربية في كافة الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها. كما نص على أن تلتزم الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى والهيئات والمؤسسات التعليمية والعامة باستعمال اللغة العربية في اجتماعاتها ومناقشاتها، وفي جميع ما يصدر عنها من قرارات ولوائح تنظيمية وتعليمات ووثائق وعقود ومراسلات وتسميات وبرامج ومنشورات وإعلانات مرئية أو مسموعة أو مقروءة وغير ذلك من معاملات. ويهدف هذا القانون إلى الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها والنهوض بها، وتعزيز دورها. وبهذا القانون تكون دولة قطر صاحبة الريادة في إصدار مثل هذا القانون الذي يهدف إلى حماية اللغة العربية والإعلاء من شأنها، وعليه لابد من ضرورة الاهتمام بالتعليم والمعلمين وتعزيز دورهم وتوفير الإمكانيات لهم للقيام بدورهم على أكمل وجه وتذليل كافة الصعوبات التي تواجههم من أجل الحفاظ على اللغة العربية والحفاظ عليها وإعلاء شأنها. وأعود معكم لمبادرة كلمني بالفصحى التي ساهم في إطلاقها مجموعة من الطلبة والأساتذة الأفاضل بهدف حث المجتمع الجامعي والمجتمع القطري بشكل عام كدعوة منهم بالاهتمام بالتحدث باللغة العربية الفصحى في كافة المجالات والمؤسسات والتعامل معها كلغة أساسية وأولى في كل المجالات. وكشأن أي مبادرة مجتمعية وطلابية سامية لابد من تكاتف كافة الأفراد والمؤسسات للإسهام في تحقيق أهدافها من خلال تفعيل وسم كلمني بالفصحى ونشر عدد من الصور والفيديوهات الداعمة للمبادرة، وكذلك من خلال الفعاليات المتنوعة كفعاليات الشعر وقراءة في كتاب وغيرها من الفعاليات التي تدعم مثل هذه المبادرة الداعمة للغة العربية. فالاهتمام والحفاظ على اللغة العربية مسؤولية الجميع، ويتطلب ذلك التزام الجميع بالعمل المشترك لتعزيزها واستخدامها بفعالية في جميع جوانب الحياة. إن اللغة العربية جزء أساسي من الهوية العربية والتراث الثقافي، ويجب أن نحافظ عليها لتعزيز التواصل والتفاهم بين الأجيال والمحافظة على قيمها ومبادئها. صوت: يقول حليم دموس وهو شاعر لبناني: لغة إذا وقعت على أكبـادنا كانت لنا بردًا على الأكباد وتظل رابطـــة تؤلف بيننا فهي الرجاء لناطق بالضاد
1593
| 20 فبراير 2024
لعبت المرأة دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات قديماً وفي الوقت المعاصر أيضاً، وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب أخيها الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير في المجتمعات الإسلامية على وجه التحديد. فمنذ يومين شرع مركز ومسجد المجادلة أبوابه أمام النساء المسلمات بمقره في العاصمة القطرية الدوحة، بمختلف أعمارهن واهتماماتهن، ليلتقين ويرتقين في الفكر والنقاش تحت سقف واحد بنهج إسلامي، وهنا أُعرج على كلمة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر خلال افتتاح المركز: يقال في الفلسفة إن الجدل أصل التطور، ها قد علمنا كيف أن خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها اتخذت من الجدل وكانت خير مجادِلة سبيلا لتجسيد رؤيتها في سعيها إلى حل مشكلتها، وأوضحت سموها أن خولة بنت ثعلبة هي مصدر إلهام لكل امرأة تريد أن تكون على بينة من أمرها، وتحيا حياتها على بصيرة، لتكون بذلك أصدق تعبير عن التصور الإسلامي للمرأة، ونموذجاً يُحتذى لمن تريد أن تنهض بنفسها ومجتمعها من داخل منظومتها الدينية والثقافية والحضارية. إن وجود فضاءات مناسبة للمرأة المسلمة وموجهة لفئات عمرية مختلفة، ينمي لديهن الثراء الفكري ويوسع مداركهن في الكثير من القضايا كانت روحية، واجتماعية، ثقافية، اقتصادية، ودروس دينية تربط تلك المرأة بعقيدتها السليمة وبإشراف متخصصات وخبيرات في مجالات متعددة لأمر هام وسيسهم بشكل وبآخر في تلبية احتياجات المرأة المسلمة في قطر، ويكون مركز إشعاع ديني وفكري ويجعل تلك الفتاة ترى طريق المستقبل بشكل مختلف يدعوها بشكل مباشر وغير مباشر لأن تكون مساهمة في تحريك عجلة التنمية وتطوير المجتمع الذي يحتاج للمرأة المثقفة الواعية. بعد إعلان رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، عن إطلاق المشروع الحضاري الذي يستهدف المسلمات الباحثات عن مكان يُمكنهن من توسيع وإثراء مداركهن، وأنا ألمس اهتمام المجتمع بشكل عام والنساء بشكل خاص بأهمية هذا المركز، وعندما اطلعت على كم البرامج المقدمة للفئات المستهدفة لمست التنوع، فهناك البرامج الثقافية، والاجتماعية، وبرامج تقدم باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية لتلبي احتياجات جميع المساء المسلمات. ولن أخفيكم علماً بشعوري عندما كنت أتجول في أرجاء مركز ومسجد المجادِلة هذا الموقع الذي يبث الراحة في نفس من تزوره، فهو يوفر قاعات للبحث والقراءة ومساحات للدردشة واحتساء القهوة والتعرف على النساء الآخريات وآرائهن وأفكارهن وتبادل التجارب والمعارف بشكل راقٍ وبرؤية واضحة. صوت: إذا مات عقل المرأة وذبل تموت عقول الأمة جميعها وتذبل، لهذا ما أحوجنا لمراكز متخصصة للمرأة المسلمة، تشبهها وتشعل فتيل التفكير والإنتاج والتطوير، فكل التوفيق لمركز ومسجد المجادِلة وجهتنا الجديدة ووجهة كل النساء المسلمات. [email protected]
1077
| 06 فبراير 2024
يعتبر التعليم حقاً إنسانياً أصيلاً، ومنفعة ومسؤولية للجميع، وعلى هذا الأساس أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24 يناير يوماً دولياً للتعليم للاحتفاء بدور التعليم في حالتي السلم والحرب، وعليه وتحت شعار التعليم مسؤولية الجميع، شهد الأسبوع الماضي حراكاً في جميع المستويات سواء كان على مستوى المؤسسات والأفراد، وكذلك من جميع أطراف المجتمع في دولة قطر بهدف تعزيز مفاهيم المسؤولية المجتمعية تجاه التعليم وخلق فرص التعلم مدى الحياة، بما في ذلك تشجيع الأفراد على مواصلة التعلم طوال حياتهم من خلال التعليم العالي والتدريب المهني، والإسهام في تنمية مهاراتهم الشخصية والمهنية. تبذل دولة قطر جهوداً كبيرة لتحويل قطاع التعليم إلى منظومة حيوية ورائدة وتقديم تعليم عالي الجودة، وتحسين نظام التعليم في الدولة ابتداء من رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية وتوفير تعليم عال متنوع ويستجيب لحاجة سوق العمل وبناء على ركائز وأهداف رؤية قطر الوطنية 2030 الرئيسية، وعليه أصبحت قطر ضمن أفضل خمسين دولة في العالم عام 2022 بالمقارنة مع المرتبة 61 قبل عقد واحد من الآن. وبما أن التعليم مسؤولية الجميع وليس مسؤولية من اتجاه واحد، نلمس على الدوام اهتمام الجميع بإنجاح أهداف التعليم وتوفير أفضل البرامج والأنظمة التي تحقق مفهوم المواطن الواعي المتعلم القادر على بناء المجتمع وتحقيق رؤيته، فالتعليم هو ركيزة أساسية في تطور المجتمعات وتقدم الأمم، لأنه ليس مسؤولية حصرية للمعلمين والمدارس وحدها، بل هو مسؤولية كل فرد في المجتمع، لما له من تأثير على جميع جوانب الحياة البشرية. فهو يمنح الأفراد المعرفة والمهارات اللازمة للنجاح في حياتهم الشخصية والمهنية. بفضل التعليم يمكن للأفراد أن يتطوروا ويحققوا طموحاتهم ويساهموا في تطوير المجتمعات التي يعيشون فيها. بالإضافة إلى ذلك يساهم التعليم في تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، فعندما يكون التعليم متاحاً للجميع بغض النظر عن خلفيتهم الاجتماعية أو الاقتصادية، فبالتالي يمكن أن يتحقق التوازن في الفرص ويتم تقليل الفجوات الاجتماعية. وفي هذا الصدد لابد أن أقف مع كلمة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أثناء جلسة نقاشية بمناسبة اليوم الدولي للتعليم حيث أكدت سموها أن مواجهة التحديات تتطلب تكاتفاً من كل الجهات المعنية كالأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية. لذا من الأهمية أن يكون التعليم مسؤولية الجميع، يجب على الحكومات والمؤسسات التعليمية توفير بيئة تعليمية جيدة وموارد كافية لتمكين الأفراد من الحصول على تعليم عالي الجودة. وعلى الأفراد بدورهم أن يظهروا الاهتمام والدعم للتعليم من خلال المشاركة في الأنشطة التعليمية ودعم الطلاب والمعلمين وتكوين النموذج الإيجابي المشارك لتحقيق الرؤى والأهداف العامة من أجل مجتمع واعٍ متعلم. صوت:- التعليم هو مسؤولية الجميع، لأنه يمثل مفتاحاً للتقدم والتطور من خلال تعزيز التعليم وتشجيع الجميع على المشاركة فيه، من أجل بناء مجتمع أكثر تعليماً وعدلاً وتقدماً وتطوراً.
2793
| 30 يناير 2024
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6540
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6423
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
3138
| 23 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2106
| 28 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1866
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1677
| 26 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1275
| 27 أكتوبر 2025
النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...
1023
| 24 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
999
| 24 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
945
| 27 أكتوبر 2025
يشهد قطاع الرعاية الصحية في قطر ثورة رقمية...
906
| 23 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
879
| 27 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية