تُعرف القوة الناعمة بأنها القدرة على التأثير على الآخرين وتغيير سلوكهم من خلال الجذب والإقناع بدلاً من الإكراه أو القوة العسكرية. وتُقاس القوة الناعمة لأي دولة بمواردها الثقافية، ومخزونها التاريخي، وقيمها السياسية، وقدراتها الإعلامية التي تمكنها من التأثير على الآخرين. وفي هذا السياق أصبحت الدبلوماسية الثقافية أحد المحددات الرئيسية للسياسات الخارجية للدول، أذكر هنا اقتباساً لسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري نُشر سابقاً عبر موقع الجزيرة يقول فيه: غالباً ما تكون الثقافة مؤثرة في صناعة الصورة التي تحتفظ بها الدول عن بعضها البعض، وتساهم أيضاً في تصحيح الانطباعات ونبذ الأفكار المسبقة والمغلوطة، لأن تحقيق التفاهم يتطلب التعرف على الحقيقة. ويزداد أثر الثقافة كلما تمكنت الدول من أدوات الجاذبية والإقناع، فتتحول المُثل التي تنادي بها عبر دبلوماسيتها الثقافية إلى أفق خلاص لبعض الشعوب أو طموح لبعضها الآخر. من هذا الاقتباس المهم نستخلص أن مصطلح القوة الناعمة يشير إلى القدرة على التأثير وإقناع الآخرين من خلال الاستدراك الثقافي والفكري، بدلاً من القوة العسكرية أو الاقتصادية المباشرة، كنشر الثقافة والقيم والعادات والتقاليد في المجتمعات الأخرى، باستخدام أدوات كالنشر والسينما والموسيقى والأدب والفنون والترجمة والطعام والموضة واللغة وغيرها الكثير من الأدوات التي تنشر وتعزز العلاقات الثقافية. ولابد من التركيز هنا على أنه يمكن للقوة الناعمة أن تساهم في تشكيل الرأي العام والتأثير في القضايا الدولية المهمة، مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والتغير المناخي والحق في التعليم وغيرها الكثير، من خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي والمنظمات غير الحكومية لإيصال رسائل مباشرة وغير مباشرة. بشكل عام يمكن القول إن القوة الناعمة تسهم في بناء الثقة والتفاهم بين المجتمعات والدول، وتعزز العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية، إنها أداة فعّالة تستخدم في التأثير والتفاعل مع الآخرين بطريقة سلمية وبناءة، وتعزز التعاون والتنمية المستدامة في المجتمعات. صوت: من الممكن أن تدخل إلى عقر دار من تراه خصماً لك وتسحب البساط من تحت رجليه بأسلوب مغاير، وبسلاح مختلف، ألا وهو سلاح القوة الناعمة.

سلام لأرض خُلقت للسلام وما رأت يوماً سلاماً، تأتي قضية فلسطين في المرتبة الأولى من حيث الأولويات، فهي قضية المسلمين والشرفاء ولأنها تمثل قضية العدالة والحقوق الإنسانية الأساسية، فهي تحظى على الدوام بدعم شعبي كبير من جيبوتي إلى جاكرتا وليس من المحيط إلى الخليج كما كنا نردد، وذلك بفضل البعد القومي والإسلامي الذي تنطلق منه. تبقى فلسطين هي قضيتنا الأولى، هذه العبارة تحمل في طياتها الكثير من الأهمية، ليست لأنها مجرد قضية سياسية أو تاريخية، بل هي ذات بُعد إنساني وعادل تمس قلوبنا وتهمنا جميعًا، قضية مرتبطة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. ولأن فلسطين مهد للأديان السماوية فهي بالتالي قضية تلامس مشاعر الملايين حول العالم. إنها قضية تستحق الدعم والتضامن العالمي لتحقيق السلام والعدل لشعب تعرض للتهجير والقمع والاحتلال لعقود من الزمن. ومع ذلك لم تتراجع إرادة الشعب الفلسطيني عن النضال من أجل حقوقه وحريته، بل زادت مقاومتهم بكل قوة وإصرار للحفاظ على هويتهم وأرضهم. ونحن نتحدث عن قضيتنا الأولى والأهم لابد أن نؤكد أن الوحدة والتضامن العربي هو السلاح الأقوى لدعم إخواننا في فلسطين، كما ولابد من تفعيل دور الدول الإسلامية والعربية في تحقيق العدالة ودعم الشعب الفلسطيني في مسعاه لتحقيق أهدافة المشروعة، فمن البديهي بأن هذه التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية تتطلب تضافر الجهود والتعاون الاقليمي والدولي لمواجهة الاحتلال وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. سأختتم حروفي بدعوة لجميع المؤلفين والكتاب والأدباء لتبني الدفاع عن القضية الفسطينية من خلال كتاباتهم ومدوناتهم، قصصهم ورواياتهم، فالكاتب يبقى صوتاً للشعوب، من خلال التعبير عن الألم والمعاناة التي يمر بها الفلسطينيون بسبب الاحتلال والظلم، وتسليط الضوء على التاريخ والثقافة الفلسطينية وأهميتها الكبيرة، ان الدفاع عن القضية حق مشروع، والمساهمة في تشكيل الوعي العام بقضية الشعب الفلسطيني ونقل ذلك تباعاً للأجيال القادمة عن طريق الكتب والمصادر والمراجع والمحتوى الاعلامي بكافة أشكالة واجب حتمي علينا جميعاً. صوت:- فلسطين ليست مجرد قطعة من الأرض، بل هي رمز للعدالة والحرية والكرامة، نسأل الله الثبات والقوة لإخواننا في غزة وفلسطين اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا.

تلعب الترجمة دورًا حيويًا في تواصل الثقافات والشعوب المتعددة حول العالم. فهي تسهم في نقل المعرفة والأفكار بين اللغات المختلفة، ومن هنا تكمُن أهمية الترجمة في تعزيز التفاهم والتعاون الدولي وتحقيق التقدم في مختلف المجالات. لهذا خصصت الجمعية العامة للأُمم المتحدة يوم 30 من سبتمبر من كل عام يوما عالميا للترجمة واحتفلت بهِ للمرة الأولى في عام 2017، بهدف إتاحة فرصة للإشادة بعمل المُتخصصين في اللغة والمترجمين، الذين يؤدون دوراً مهماً في التقريب بين شعوب العالم، وتسهيل الحِوار والتفاهم، والمساهمة في تنمية الحوار، وتعزيز السلام والأمن العالميين. الترجمة تكشف الوجوه العديدة للإنسانية، هذا هو شعار يوم الترجمة لهذا العام، فهي تساعد على تخطي حواجز التواصل وفهم العادات والتقاليد والقيم الثقافية للشعوب الأخرى. يأتي شعار هذا العام ليعزز التواصل العابر للثقافات، فعندما تتم ترجمة المؤلفات والأعمال الأدبية والسينمائية والموسيقية والتلفزيونية، يصبح من الممكن للجمهور العالمي الاستمتاع بهذه الإبداعات بغض النظر عن لغتهم الأصلية، وبالتالي تعزز الترجمة الفهم المتبادل وتقوية الروابط بين الشعوب والثقافات المختلفة. وعبر سطوري هذه أُثمن كل الجهود التي تُبذل من قبل الجهات العلمية والأكاديمية والثقافية لدعم حركة الترجمة في العالم العربي وفي دولة قطر خاصة، فنحن بحاجة ماسة وملحة لدعم حركة الترجمة والإرتقاء بأدواتها وتشجيع المترجمين والمتخصصين لتقديم أعمال عالمية في كافة الجوانب تساهم في تطوير ونقل المعرفة بكافة جوانبها وأشكالها. كما لابد من الإشارة لأهمية تطوير حركة الترجمة وجعلها أكثر كفاءة ودقة، من خلال الاستفادة من أدوات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي بطريقة محكمة وعلمية بهدف تحسين جودة الترجمة وزيادة سرعة إنتاجها. صوت: يقول نجيب محفوظ: الترجمة هي الشكل الأعلى للتفاهم البشري.

بات من الضروري الاستفادة من الخبرات السابقة، أعني بذلك خبرات المواطنين المتقاعدين الذين مازالوا يملكون ثروة من المعرفة والخبرة والتي يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة وبداية حقيقية للشباب والمجتمع بشكل عام. حيث يعد المتقاعدون أصحاب خبرة مهنية وحياتية، وبالتالي يمكن أن يقدموا نصائح وتوجيهات قيمة للأجيال الناشئة، من خلال نقل التجارب ومشاركة قصص النجاح والفشل الخاصة بهم، والتي يمكن أن تكون مصدر إلهام وتشجيع لجميع أفراد المجتمع والتي من شأنها تحقيق أهداف التنمية المستدامة. تم مؤخراً إطلاق المنصة الرقمية «استمر» المعنية بتوظيف المواطنين المتقاعدين لدى منشآت القطاع الخاص ضمن برنامج وزارة العمل لتوطين الوظائف، وهذه خطوة ومبادرة نثمنها جميعاً إذا تم توظيفها لتحقيق الهدف الذي أُنشئت من أجله في الاستفادة من المواطنين القطريين المتقاعدين الراغبين في العمل لدى مؤسسات ومنشآت القطاع الخاص، والشركات التي تتطلع إلى الاستفادة من الخبرات الوطنية بالوظائف الشاغرة بسوق العمل، وبما يتناسب مع خبراتهم السابقة وقدراتهم الحالية. وبمناسبة انطلاق هذه المبادرة الكريمة والنوعية للمجتمع أرى من المناسب تقديم عدد من المقترحات التكميلية للاستفادة من منصة (استمر) لضمان أن الاستفادة من خبرات المتقاعدين تتم بشكل عادل ومتوازن منها، اعتبار المتقاعدين مستشارين داعمين للمساعدة في تقديم الحلول والنصح لعدد من المشاكل والقضايا بناء على تجاربهم السابقة. يجب أن تُتخذ إجراءات لضمان أن الاستفادة من خبرات المتقاعدين تتم بشكل عادل ومتوازن، وأن يتم تقدير واحترام المساهمة التي يقدمونها. يمكن أن تكون الاستفادة من خبرات المتقاعدين فرصة لتحسين الأداء وتعزيز الابتكار والتنمية الشخصية للموظفين، مع أهمية مشاركة الجميع المعارف والمهارات في مجالات عدة مثل القيادة، وإدارة المشاريع، والتخطيط الاستراتيجي، والتواصل الفعال.كما أرى من الأهمية تحويل خبرات المتقاعدين إلى أنشطة تعليمية وتدريبية، فهم قادرون على تقديم ورش عمل ودورات تدريبية في مجالات تخصصهم، مما يُمكن فئة الشباب من اكتساب المهارات والمعرفة المطلوبة للنجاح في حياتهم المهنية. وبهذه الطريقة، يتم تدوير المعارف والخبرات وتحويلها إلى فرص تعليمية وتطويرية تعود بالفائدة على الجميع.علاوة على ذلك، يمكن للمتقاعدين أن يكونوا مصدر إلهام للشباب والمجتمع بشكل عام. فهم يمثلون نموذجًا يُحتذى به للنجاح والاستمرارية، حيث إنهم قد تجاوزوا مرحلة العمل والمسؤوليات اليومية، ومع ذلك يظل لديهم الرغبة في المساهمة والاستمرار في العطاء. يمكن أن تكون رؤية المتقاعدين الناجحين والحياة المستقرة مصدر إلهام للأجيال الأصغر سنًا، وتشجيعهم على الاستمرار في السعي نحو تحقيق أحلامهم وتحقيق النجاح الشخصي والمهني. صوت: استمر ما دُمت قادراً، وكن جزءًا فعالاً في بناء هذا الوطن من خلال استمرارية عطائك ونقل المعرفة من جيل إلى جيل.

تعد زكاة العلم من الأمور الضرورية التي دعا إليها ديننا الإسلامي، حيث يُعتبر العلم من النعم العظيمة التي ينبغي على المسلم أن يشكر الله عليها ويستخدمها بطريقة صحيحة. ولقد جاءت الشريعة الإسلامية بطرق متعددة لإخراج زكاة العلم، والتي تُعد واجباً على المسلمين الذين يملكون العلم والمعرفة، وفي ذلك قال الإمام ابن حنبل: سبل العلم مثل سبل المال، إذا ازداد ازدادت زكاته. في خضم التطور التكنولوجي السريع والتوسع الهائل في المعرفة، أصبحت هذه الزكاة أمراً ضرورياً ومهماً في حياتنا اليومية، إنها الطريقة التي تضمن من خلالها تدفق المعلومات إلى الجميع وتعزز المساواة والعدالة في المجتمع. ولتوفير مبدأ نشر المعرفة المتاحة لنا لابد من توفير الوصول المجاني والعادل للمعرفة للجميع وبدون قيود، وتعزيز التبادل المجتمعي للمعلومات من باب المسؤولية المجتمعية وتكافؤ الفرص، حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء منصات ومجتمعات عبر الإنترنت، تهدف إلى نشر مشاركة المعرفة والتجارب بين الأفراد. يمكن أيضاً تنظيم ورش العمل والندوات والمحاضرات التعليمية لتعزيز التعلم المستمر وتبادل الخبرات بين الجميع. ومن أساليب زكاة العلم المساهمة في المشاريع البحثية والعلمية، حيث يمكن للفرد دعم المشاريع البحثية للجامعات والمدارس والمراكز العلمية من خلال توفير دعم مالي، ومن خلال تقديم الاستشارات والتطوع في برامجها وفعالياتها وتوفير المصادر والرغبة المُلحة في تطوير المجال العلمي وتقدمه. يُعتبر النصح وتوجيه الآخرين في استخدام العلم بطريقة صحيحة من أساليب زكاة العلم، فالعالم الحكيم له مسؤولية توجيه الناس لاستخدام العلم بطريقة مفيدة وإيجابية، يجب على العالم أن ينصح الناس بتطبيق العلم في حل المشكلات وتطوير الذات، وتجنب استخدامه في أمور ضارة أو غير مشروعة. أخيراً يجب تعزيز الوعي والتثقيف حول زكاة المعرفة والعلم، كما يجب أن تكون هناك جهود مستمرة لتوعية الناس بأهمية المعرفة وكيفية استخدامها بشكل مسؤول وفعّال، وأن يكون لدينا توجيه وتوعية حول كيفية الوصول إلى المعلومات وتقييمها واستخدامها بطريقة صحيحة. صوت: من الأمور التي تدمر المجتمعات، المعرفة بلا قيم، فاجعل من قيمك وأولوياتك نشر المعرفة والعلم.

مع بداية هذا الأسبوع سعدتُ جداً بحضور فعالية مميزة كماً ونوعاً بقيادة المدربة الجازي الحنزاب بعنوان كوب من الحكمة، هذه الجلسة التي كانت بمثابة محطة وقود لتقييم الوضع وتزويد الروح والعقل بالوقود الذي يعيننا على إكمال الطريق، تهدف إلى معرفة الذات والتعرف على نقاط القوة لدى المنتسبات لتلك الأمسية، فأنا مؤمنة جداً بأننا بحاجة لأشخاص يشبهوننا في هذه الحياة نتحدث لهم بلا حدود، نناقش ونرتقي في الحوار لنصل إلى معرفة نقاط الضعف في شخصيتنا فنقويها، ونقاط القوة فنعززها. ومن هنا أيها القارئ العزيز وأنت تسير في طرقات هذه الحياة تذكَّر بأنك خطوة هامة في حياتك وحياة الآخرين، وكن على يقين بأنك ذلك الشخص الذي يترك أثرًا إيجابيًا في كل من يلتقيه، لأنك باختصار تملك قدرات وخبرات وقصصا لا يشبهك فيها الكثير، حالك كحال النجم الساطع في سماء معتمة يستهدي به الجميع للاتجاه الصحيح. أن تكون علامة فارقة في الحياة يعني أن تتمتع بصفات ومميزات تجعلك مختلفًا ومتميزًا عن الآخرين. كأن تكتشف شغفك وتعمل على تحقيق رؤيتك وتنطلق في مجال يهمك لتحقيق التغيير والتأثير الإيجابي. ستكون ذلك الإنسان المتفرد عن الغير لو حاولت النظر إلى الأمور بطرق جديدة ومبتكرة. كن مستعدًا لتقديم حلول جديدة وفريدة، طَوّر مهارات القيادة الخاصة بك، مثّل قدرتك على التوجيه والإلهام وتمكين الآخرين، كن مستعدًا للتعلم والنمو باستمرار. ولا تنسَ وأنت تسلك طريق الحياة أن تملأ كوبك بالحب والاهتمام والحكمة، وأن تحرص على بناء العلاقات الإيجابية والمتميزة مع الآخرين، تعاون، وادعم، تحَمَّل المسؤولية، ساعِد، بادِر، احتفظ بروح الأمل والتفاؤل حتى في الظروف الصعبة. كُن قادرًا على تحفيز الآخرين وإلهامهم لتحقيق النجاح لك ولمن حولك وحتى تكون علامة مميزة تترك أثراً في حياة الجميع. أعود للجلسة التحفيزية التي دعتني لكتابة هذه الكلمات، فمثل هذه الجلسات تعزز التواصل وتبني علاقات إيجابية بين المشاركين، وتجمعنا بمن يشبهنا وتدعونا إلى أن نستلهم من قصص النجاح ونتعلم من حكايات الفشل، فشكراً للدعوة وشكراً لكل من قابلت فأهداني درساً وحكمة أكمل فيها الحياة. صوت: كن علامة فارقة من خلال معرفتك لنقاط قوتك، وبعد ذلك افعل الأشياء التي تحب فعلها حقا، ابحث دائما عن رغبتك الحقيقية لصنع الاختلاف والتميز، ودمتم بسلام.

نسمع كثيراً عبارة لا مستحيل تحت الشمس، وعبارة لا شيء مستحيل، وغيرها الكثير، ونعتقد أحياناً بأنها عبارات هشة تتساقط مع أول أزمة نمر بها في حياتنا، ولكن في الواقع ومع كل ما نواجهه من تحديات وصعاب، فإن الإيمان بأن لا شيء مستحيل يمكن أن يكون المحرك الذي يدفعنا لتحقيق كل ما نرغب فيه وأكثر بفضل من الله، فالعقبات التي تظهر في طريقنا ليست سوى فرص للتعلم والنمو، ومحطات الفشل ماهي إلا دروس مجانية للتعلم والنهوض، وهي التي تجعلنا أكثر قوة وإصرارًا على تحقيق ما نصبو إليه. تاريخ الإنسانية مليء بالقصص والأمثلة على النجاحات التي أثبتت أن لا شيء مستحيل، فمن خلال الإصرار والعمل الجاد، والمحاولات المتكررة تم اكتشاف العديد من الإنجازات العلمية، وتحقيق الإبداعات الفنية، وتغيير العالم بشكل كبير. إن قصص النجاح تلهمنا وتذكرنا بأنه يمكننا تحقيق أي شيء نتطلع إليه بالعزيمة والإصرار. فقد اعتبر توماس إديسون، مخترع اللمبة الكهربائية، أنه ليس هناك فشل، بل هناك فقط نتائج غير متوقعة. فقد قام بتجارب أكثر من ألف مرة قبل أن يجد الطريقة الصحيحة لإنتاج اللمبة. إن إصراره وإيمانه بأنه يمكنه تحقيق هذا الإنجاز هما ما أتاحا له النجاح. عندما نؤمن بأننا قادرون على تحقيق أي شيء، فإننا نفتح الأبواب أمام أنفسنا والآخرين للعثور على حلول لا محدودة. قد يستغرق الأمر وقتًا وجهدًا، ولكن مع الإصرار والتفاني، يمكننا تحويل الأشياء التي تبدو مستحيلة إلى واقع ملموس. على الرغم من ذلك، فإن الاعتقاد بأن لا شيء مستحيل لا يعني أننا لا نواجه تحديات. وقد توقفنا لحظات الشك والتردد عن استكمال طريقنا، ولكن علينا أن نتذكر أنه في كل تحدٍ تكمن فرصة للنجاح. يجب علينا تغيير النظرة التقليدية للمستحيل واعتباره فرصة للتعلم والنمو الشخصي. في النهاية، لا شيء مستحيل في الحياة إذا كان لدينا الإيمان بأنفسنا والعزيمة للسعي نحو أحلامنا وأهدافنا. لذلك يجب علينا أن نظل متفائلين ومصرين على تحقيق ذلك الشيء الذي قيل لنا يوماً بأنه مستحيل. دعونا نحاول أن نتذكر دائمًا أن لا شيء مستحيل إذا كنا مستعدين للحياة، للعمل بجد والتعلم من الفشل والاستفادة من الصعاب، فإننا سنكون قادرين على تحقيق أي شيء نصبو إليه. صوت:- سئل نابليون كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك؟ فأجاب: كنت أرد ثلاث على ثلاث، من قال لا أقدر قلت له حاول، ومن قال لا أعرف قلت له تعلم، ومن قال مستحيل قلت له جرب!

وها هي أبواب المدارس شُرعت من جديد، وبدأت أسوارها العالية تمتلئ بالأصوات والضحكات والمشاعر المختلفة، وها هي المنازل تأهب صغارها وكبارها لاستقبال العام الدراسي الجديد بروح ومعنويات عالية، وعادت الحياة للشوارع منذ الصباح الباكر، أصوات أبواق السيارات تارة لها هنا طابع خاص لا أراه مزعجاً بل يدب الحياة في أوصال المدينة وكأنه منبه يوقظنا جميعاً لنشمر عن ذراعنا ونبدأ الجد والاجتهاد كطلبة، والاهتمام والرعاية كآباء وأولياء أمور ومعلمين ومسؤولين تربويين، ابتدأ المشوار وكلي أمل أن يكون مشوارا عامرا بالخير والمثابرة والعطاء والإنجازات للجميع من أجل الجميع ومن أجل هذا الوطن الغالي. يبدأ مشوار العام الدراسي الجديد، ليعود معه الروتين الإيجابي والانضباط اليومي، حيث يستعيد الطلاب تحديداً عاداتهم الدراسية كالتنظيم والتركيز والانتباه، يساهمون ويشاركون مع معلميهم في تحقيق الاهداف العامة والأكاديمية التي يسعون لتحقيقها. بداية العام الدراسي هي فرصة للتعلم والتعليم وتنمية الشخصية، كيف لا والطالب، من ناحية، والمعلمون والإداريون من ناحية أخرى يتشاركون ويتعلمون مهارات حياتية واجتماعية جديدة، يطورون في مجالاتهم المتعددة، ويكسبون الثقة في أنفسهم في تحدي الضغوط والفشل والتعلم من المواقف والدروس، بالفعل الحياة المدرسية والجامعية هي حياة مضافة لحياتنا جميعاً، وفرصة للتحضير للمستقبل والمساهمة في تحقيق إستراتيجية دولة ورؤية قائد وطموحات شعب. يقال دائماً إن الوصول للقمة يبدأ بخطوة واحدة واضحة المعالم، فتهيئة الآباء والأمهات لأبنائهم لخوض تجربة جديدة في حياتهم، خاصة للمنتسبين الجدد في عالم التعليم خطوة لابد منها، ولابد من تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعزيز قيمة المسؤولية في نفوسهم، فهم بخروجهم من سور البيت إلى صفوف الدراسة أصبحوا مسؤولين عن أنفسهم، فلابد أن نعزز فيهم هذه القيمة لكي يولد لديهم حس القيادة والمسؤولية التي تقودهم بعد ذلك إلى التميز والتفوق والنجاح في حياتهم العلمية والعملية والاجتماعية كذلك. ومع بداية العام الدراسي لابد من الوقوف قليلاً عند مفهوم الاستثمار في بيئة المدرسة الذي يعتبر مفتاحاً هاماً لتعزيز تجربة التعلم الشاملة للطلاب، هذا المفهوم ليس مقصوراً على مجرد توفير المرافق والتجهيزات، بل ينبغي أيضاً توفير فرص التطوير المهني للمعلمين، وتقديم برامج تدريبية وورش عمل تساعد المعلمين على تطوير مهاراتهم التعليمية وتبني أساليب تدريس مبتكرة، فأنا مؤمنة بأنه كلما كان المعلمون ملهمين ومتحمسين، كلما كان باستطاعتنا تحفيز الطلاب لأفضل تجربة تعليمية قد يمرون بها. ◄ صوت:- مع بداية المشوار الدراسي استمتع برحلتك التعليمية، واكتشف مواهبك واهتماماتك، انبش عن الفرص التي تناسبك، ابحث دائماً عن المصدر الملهم لتحفيزك وإلهامك ودفعك لتقديم أفضل النتائج، أنت لست وحدك في هذه الرحلة، ابحث عن شركاء النجاح من زملاء ومعلمين وآباء، وانطلق بمشيئة الله نحو تحقيق النجاح، ودمتم سالمين.

هل سألت نفسك يوماً ما، بم تُقدر قيمتك الفعلية؟ وهل بالفعل هناك قيمة مُقدرة لك كإنسان؟! هل تلك القيمة مرتبطة بالنجاح المادي والجمال الخارجي؟ أم إن هناك جوانب أخرى تعكس القيمة الحقيقية للإنسان؟ من هو المعني بتقدير قيمتنا الحقيقية، نحن أم سوانا؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني وأنا أتأمل حال بعض البشر الذين يتخبطون في تقدير أنفسهم، بعضهم يعتقد بأن سيارة فارهة ستعلي من قيمة نفسه عند العامة، وتلك التي تظن بأن ساعة أو حقيبة يد من علامة تجارية معينة ستمنحها قيمة مضافة!. فأصبح الكثير من حولنا ونحن منهم في بعض الأحيان لا نفرق بين تلك التفاصيل التي تمنحنا قيمة، والأخرى التي نمنحها قيمة بإضافتها لحياتنا، لأن اساس الإنسان قيمته، من خلال القيم التي يمتلكها كالدين والاخلاق والأصل والعلم والتعامل وغيرها، متى تزعزعت هذه القيم لن تستطيع أي تفاصيل إضافية أن تُعلي من شأنه عند نفسه قبل الآخرين. باختصار، القيمة الإنسانية الحقيقية لا تقاس بالثروة أو المظهر الخارجي، بل تتجلى في الأخلاق والتعاطف والتعامل الحسن مع الآخرين. فالإنسان الحقيقي هو الذي يعيش وفقًا لهذه القيم، ويسعى جاهدًا لتحقيق الخير والنمو الشخصي ومساعدة الآخرين في سعيهم نحو السعادة وتحقيق الذات، وما سواه قشور ستزول مع أول موقف. لهذا أنصحكم ونفسي بحصر الثروات الحقيقية التي نمتلكها ومن ثم القيام بتعزيزها وتقويتها وتطويرها، لأن القيمة الحقيقية للإنسان تتجاوز المظاهر الخارجية إلى كونها تفاصيل أدق وأهم في حياتنا، إنها تتعلق بالنزاهة والأمانة والاحترام والتطوير الشخصي والتعاون والتفاهم المتبادل. القيمة الحقيقية للإنسان هي ما يميزه عن غيره، وتعكس تصرفاته وأفعاله، لذا يجب علينا أن نعمل على تعزيز هذه القيم في أنفسنا وفي المجتمع بشكل عام، فهي التي تحقق السعادة والتوازن الحقيقي في حياتنا ومجتمعاتنا. صوت: قيمة الإنسان ليست مرتبطة بما يملكه، بل بما يمنحه للآخرين، فعلياً هي ما يضيفه الى الحياة بين ميلاده وموته، فقم برفع قيمة نفسك وزد من رصيدك بما ينفعك اليوم وغداً ودمتم بألف خير.

تخيل شعورك ونسائم باردة تتسلل إلى نافذتك وأنت تشرعها في صباح يوم صيفي حار، أو استشعر معي وأنت تخطو على مهل في طريق مظلم يفاجئك ضوء من أحد جوانب ذلك الطريق المعتم. هذا هو الخيال الجميل الذي ينتزعنا من يأس أفكارنا إلى فسحة الأمل التي ننشدها دائماً، وهذه هي اللمسات الحانية التي تنتشلنا من عثرات حياتنا ومحطات فشلنا في الحياة، لتُهدينا مساحات الخير والسعادة دائماً. الاستبشار بالخير هو واحد من أهم صفات المؤمنين التي تتطلب الاستئناس والارتياح والتحبب وبث الأمل في القلوب، والبعد عن أساليب التنفير ودواعي الانقباض من الأمور كافة، كيف لا وقدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم استخدم التبشير مع الجميع فكان يقول: يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا. عندما أتحدث عن التبشير فأنا أتحدث عن أسلوب تعامل، وطريقة حياة، وأسلوب تربية، كم من أب وأم استخدما التبشير في حواراتهم مع الأبناء ليؤكدوا لهم أن الخيار الذي يقترحونه عليهم هو الخيار الأفضل؟. وكم من مسؤول في عمل استخدم أسلوب التنفير في تعامله مع الموظفين فبات الخوف محل الاحترام، والملل بديلاً عن الشغف!، وكم من واعظ استخدم البشرى في حديثه وخطاباته عبر المنصات المختلفة لينجذب إليه بعد ذلك الصغير قبل الكبير، ويحرص على الاستماع له ومتابعته الجميع؟. وكم أستغرب من طبيب يسد أبواب الأمل في وجه مريض لجأ إليه بعد الله ليُضمد جراحه ويهديه أملاً من يأس الجِراح، فأصبح له سماً بدلاً عن البلسم، وبعيداً عن تلوين الأحداث فذلك المريض بحاجة لتعامل وكلمة وفكرة تجعله ينهض من جديد، وبشارة خير تدعوه من خلال علاج قد يكون هو الضوء المُرسل له من الله لحياة جديدة. كم من شخص حولنا يقبل لنفسه أن يكون مصدر شؤم وإحباط وتنفير لمن حوله؟ كم منا قتل همم الآخرين بكلمة، في حين أشعل أحدهم شرارة العطاء بكلمة أخرى مليئة بالبشارة والمسرات. أن تكون عزيزي القارئ مصدر إيجابية وخير وتفاؤل من خلال كلماتك وتصرفاتك، ليس خداعاً لنفسك وللآخرين بل هو مصدر لاستنهاض الهمم وإحياء النفوس، ونشر المعروف بين الجميع، الإنسان الإيجابي هو من يعمل كمحفز للتفكير الإيجابي، ومحفز على السعي لتحسين أنفسنا ومن حولنا ومجتمعاتنا. صوت: كن مفتاحاً لأبواب الخير، وتذكر بأن هذا الباب الذي فتحته لغيرك سيكون في انتظارك في محطة لاحقة من حياتك، وكذلك البُشرى والكلمة الطيبة ستعود لك ولو بعد حين ودمتم بألف خير.

ما زلنا في فصل الصيف، موسم السفر والسياحة، هذا الوقت من العام الذي يختاره الكثير منا للاستجمام والسفر والترحال بعيداً عن ضغوط الحياة، وبعيداً عن مشاغلها أيضاً، يقول مارك توين: السفر قاتل للتحيز والتعصب وضيق الأفق، كيف لا والسفر يقدم لنا فرصة لفهم وتعزيز الثقافات المختلفة من خلال كسر الحواجز والتعرف على أنماط شخصيات متعددة ومختلفة، بل ويوسع مداركنا ويشعل فينا شغفاً متجدداً للاستكشاف مع كل حقيبة تُحزم ومع كل بطاقة سفر تُصَدر. عندما نسافر وننتقل من قارة إلى أخرى فإننا نساهم بشكل مدروس ومباشر في سد الفجوات وإزالة الأحكام المسبقة التي نتبناها في الغالب عن بعض الشعوب بناء على ما قدمته لنا بعض وسائل الإعلام وبعض الخلفيات الثقافية المتوارثة، السفر يساهم في تعزيز الروابط بين الناس من ثقافات مختلفة هكذا باختصار، فبينما نغامر في أراضٍ جديدة، ننغمس في عادات وتقاليد وقيم الآخرين، نتعرف عليها عن كثب، ونكتسب احترامًا عميقًا للتنوع، من خلال التجارب والتفاعل مع الجميع، نكتشف الخيوط المشتركة التي تربط البشرية ببعضها البعض، تلك الخيوط التي تتجاوز الحدود وتعزز الشعور بالوحدة، هنا فقط يصبح السفر حافزًا للتبادل الثقافي ويعزيز التفاهم والقبول والسلام في نهاية المطاف. توحدنا ثقافات العالم من خلال إنسانيتنا المشتركة، هكذا أرى دائماً بل وتذكرنا أنه على الرغم من اختلافاتنا وتباعدنا الجغرافي فنحن جميعًا جزء من عائلة عالمية أكبر، وإن الاعتراف بالتنوع الثقافي والاحتفاء به يقربنا أكثر، ويشجع فينا الشعور بالانتماء ويعزز وجود عالم أكثر سلامًا وانسجامًا، ومن خلال احتضان ثقافات العالم نبني جسور التفاهم والتعاطف والتعاون، ونتجاوز الحدود التي تعزز الشعور بالوحدة والتفاهم العالمي. كل هذه المفاهيم المرتبطة بالتبادل الثقافي واحترام الآخرين، والتعرف على ثقافات العالم، وكسر الجليد بيننا كشعوب، نستطيع أن نتبناه من خلال إجازات مدروسة ومخطط لها جيداً فهي تتيح لنا الفرصة للتعايش مع الآخرين، زيارة متاحفهم، والتعرف على تراثهم المادي وغير المادي، الاطلاع على طبيعتهم الجغرافية، وطبيعتهم الحياتية، تجربة موائدهم التقليدية، وملابسهم الشعبية، ونمط معمارهم ومساكنهم وشوارعم وغيرها من الملامح التي تقرب بيننا كشعوب. العالم هذا المكان الجميل، هذه الجملة التي أسوقفتني وأنا أحاور صديقة لي أثناء تعليقي على مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو التي التقطتها لرحلتها في أستراليا، فعندما تابعت عددا من الفنون الشعبية للسكان الأصليين هناك، شعرت ببعض الترابط بينها وبين فنون الكثير من شعوب العالم، فنحن في الأصل نتفق في إنسانيتنا، وما تنوعنا الثقافي إلا فرصة سانحة وجميلة لتعزيز الكثير من القيم خاصة تعزيز الوحدة العالمية، والتعايش السلمي بين الجميع. ما زالت الفرصة بين أيدينا لإعادة التخطيط في طرق الاستفادة من إجازاتنا السنوية ورحلاتنا، وتغيير مفهوم السفر من سفر الرفاهية للمقاهي والأسواق فقط، إلى سفر يكون فيه بُعد ثقافي يطور شخصيتنا، ويمنحنا القدرة على فهم الشعوب والتقرب منها بشكل حضاري وإنساني جميل. صوت: السفر هو تلك الرحلة التحويلية التي تساهم في إثراء حياتنا، وتوسع مداركنا وآفاقنا من خلال بناء الجسور بين أفراد العالم الواحد وبين أنفسنا التي نجدها فعلاً عندما نسافر ونبعد لنقترب أكثر منا ومن الجمال حولنا، ورافقتكم السلامة.

نعلم جميعاً بأن للمبادرات المجتمعية في أي مجال كان والنابعة من قيمة المسؤولية، تؤدي دورها في دفع عجلة التنمية والتطوير وتحقيق الأهداف بالشكل المطلوب، وتساهم بشكل أو بآخر في مشاركة أفراد المجتمع كل وتخصصه وزاوية اهتمامه في دفع أفراد المجتمع الواحد إلى ابتكار حلول إبداعية وإنتاج أعمال تثري المجتمع بشكل دائم ومستمر بناء على الحاجة لمثل هذه المبادرات كونها تنعكس بشكل مباشر من حاجاتهم الأساسية. ومن هذا المنطلق أفتخر جداً بأن أرى وأتابع عددا من المبادرات الثقافية على وجه التحديد واستمرارها في مجتمعنا القطري، على سبيل المثال لا الحصر نادي الكتاب خير جليس، بيت الراوي، مبادرة قطر تقرأ، والمكتبات المنزلية، المتاحف والمقتنيات الشخصية كونها ثقافية مادية مهمة توثق التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها المجتمع، مبادرة عدد من المجالس المعروفة في احتضان لقاءات ثقافية ثابتة وفاعلة، مبادرات تقام في عدد من المكتبات المدرسية لتفعيل دور مصادر التعلم وتأكيد دور الكتاب كمصدر أساسي لدعم التعليم والتعلم، ودور عدد من العائلات والأفراد في تعزيز قيم المشاركة وتبني المواهب في المجال الأدبي والثقافي خاصة. مثل هذه المبادرات الثقافية وغيرها هي مبادرات نابعة من الحاجة إلى تحويل المجتمع إلى بيئة حاضنة للقراءة، تشجع وتبتكر حلولا فعالة لدعم الأفراد الراغبين في التغيير، ومن ثم دعم المحتوى والانتاج الثقافي وتشجيع الشباب على الإنخراط في الكتابة والانتاج الادبي بأنواعه، مع أهمية تمكينهم من الأدوات الرئيسية لذلك، ومبادرات أخرى تؤسس إلى تشجيع ثقافة النقد من خلال الصالونات الثقافية التي يتشارك فيها عدد من القراء والمهتمين في هذا المجال يقرأون ليلتقوا فيرتقون بفكرهم، يتحاورون في الانتاج الأدبي العالمي بأسلوب حضاري بهدف نشر المعرفة. فالمبادرات الثقافية لا تعمل في معزل عن الخطط الوطنية، بل هي داعمة لها، تعكس رؤية وأهداف وزارة الثقافة وتصوراتها الكبرى بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، حيث تعمل هذه المبادرات على صناعة الإبداع وتعزيز الاستدامة الثقافية في المجتمعات المتحضرة الواعية، ومن خلال استمراريتها يتحول المجتمع بسلاسة وبكل عناصره إن كانت مؤسسات حكومية وقطاعا خاصا وأفرادا إلى عناصر دافعة للتطوير وداعمة للإبداع وحاضنة للمعرفة. صوت:- المبادرات الثقافية الناجحة، مثال حي، وتجربة عملية واضحة ساهمت في تكسير جليد المقولة التي إرتبطت بالساحات الثقافية بأنها شأن نخبوياً، أو بأنها تنطلق من أعلى رأس الهرم إلى المستهلك، ليصبح اليوم الجميع مسؤول عن تطوير هذه الساحة وتغذيتها و بالابتكار والابداع والاستدامة، ودمتم.