رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

القيمة العائلية

تقاس الاستثمارات عادة بالأرقام والعائدات والأرباح، وبمستوى السوقين المحلي والعالمي، وهي بلا شك مقاييس ومعايير فاعلة وضرورية، ولكن الاستثمار في الإنسان هو المكسب الحقيقي والاستحقاق الأهم في مسيرة الأمم والشعوب، بل هو الضمان الأكيد لتحقيق التنمية والازدهار الدائم للمجتمعات بصورة أشمل. عندما أفكر في القيم الرئيسية في هذه الحياة، أجدُ نفسي أميل إلى قيمة الاستثمار في العلاقات الإنسانية، وتعميق العلاقات بيننا كأفراد، أخوة، أزواج، أبناء، آباء، أبناء عمومة، أصدقاء، جيران، الاستثمار في نوعية العلاقات التي تُبنى بيننا، وطريقة امتدادها، لتبقى عميقة، قوية، مرنة، صالحة في كل زمان ومكان، علاقات تتصدى لكل الأزمات لا تميل حيث تميل الظروف. أنا مؤمنة بشكل رئيسي بأنه كما تزرع تحصد، مؤمنة بأن ما نبذله من جهد في تعزيز القيم والمفاهيم والمبادئ في نفوس أبنائنا اليوم، سنراه جلياً في شخصيتهم غداً عندما يكبرون، مؤمنة بأن التربية بعد حفظ الله ورعايته هي كلمة السر، وصمام الأمان لبناء إنسان قوي قادر على العطاء والإنتاج والعمل والتطوير. فالتربية السليمة والمسؤولية المشتركة هما الوعاء الحافظ للإنسان بأفكاره، ومعتقداته، وخططه ومشاريعه أيضاً. يقال إن أغلى ما تملكه المؤسسات والشركات ليست المباني ولا المصانع ولا الإمكانيات اللوجستية وإنما هو العنصر البشري متمثلاً في موظفيها وعلى وجه التحديد الموظفين المتميزين منهم، كذلك هو الحال في بناء الأسرة ليس الأهم ضخامة البيوت وفخامتها وتجهيزاتها وما تملكه تلك الأسر من ممتلكات ومقتنيات وأسهم وسندات، الأهم هو أفراد تلك الأسرة في توادهم وتراحمهم وتفاهمهم، بل وتمسكهم بالقيم العائلية التي تُسهم في تعزيز الترابط الأسري والحد من المشاكل كقيمة الصدق، التعاون، الثقة، التسامح، حسن الخلق، وتطبيقها التطبيق الأمثل بين أفراد الأسرة الواحدة. القيم العائلية هي تلك الجوهرة المتماسكة التي يتفق عليه أفراد العائلة الواحدة بنسب متساوية وتورث لأبنائها من الأجيال الجديدة، هي تلك الصفات والأفعال والخصال التي يحترمها الجميع ويحاول كل في مجاله أن يبرزها ويصقلها وينقلها للآخرين، القيم العائلية عندما نؤمن بها نحاول جاهدين أن نرسخها في عقول المحيطين بنا، فهي الهُوية التي تُمثلنا وبعد ذلك نتشارك بها مع الأسر التي تشابهنا في المجتمع الواحد مكونين قيما عُليا مشتركة كالعقد المنضود الذي يكون الأساس المتين والقيم الاجتماعية التي يتفق عليها جميع أفراد المجتمع. القيم العائلية هي الاستثمار الأغلى والقيمة العُليا لوجود الإنسان في الحياة، فكما تُعطي ستأخذ وكما تزرع الحب ستجني الاهتمام، وكما تزرع التسامح ستحصد السلام، علاقاتنا عبارة عن معادلة واضحة المعالم، فنحن كبشر نحتاج لبعضنا البعض، ونكمل بعضنا البعض، ونتشارك أحلامنا وأفكارنا وحياتنا بشكل متوازٍ، فحفاظنا على القيم العائلية هو حفاظٌ على أهدافنا ورؤيتنا ومشاريعنا في هذه الحياة. صوت: حفاظنا على القيم العائلية، هو حفاظ على قيمنا العامة وعلى أنفسنا وعلى مجتمعنا بشكل عام، ودمتم.

4050

| 25 يوليو 2023

سحر الثقافة

تعتبر الثقافة حالة اجتماعية وشعبية اكثر منها حالة فردية، فهي مجموعة العادات والقيم والتقاليد التي تعيش وفقها المجتمعات، وتحافظ على مكوناتها سواء كانت مادية او غير مادية وتتناقلها عبر الأجيال والمراحل. كانت لي فرصة سانحة ومميزة مؤخراً لحضور ندوة نقاشية مع سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، للحديث عن كتابها (سحر الثقافة) وذلك بدعوة من برنامج اقرأ وارتق، حيث تعرفنا من خلال حوارها الممتع على الرسالة السامية والأهداف النبيلة التي من أجلها تم تأليف هذا الكتاب الذي أعتبره أنا شخصياً وكل من قرأ الكتاب مرجعا رئيسيا لتوثيق جهود سعادتها الثقافية متمثلة في متاحف قطر، والأعوام الثقافية، ومبادرة قطر تبدع هذه المنصة الإبداعية الثقافية التي تنظم الأنشطة الثقافية والفنية داخل قطر وتعززها وتحتفي بها من خلال تعزيز الصناعات الإبداعية القائمة على الاستثمار المعرفي ورعاية المواهب المحلية وتقديمها للعالم أجمع. من خلال اطلاعي على سحر الثقافة أصبحت على يقين بأن صناعة واستثمار وتطوير الثقافة هو دور كل فرد ومؤسسة في هذا المجتمع، وأن بإمكان كل فرد منا عندما يجذبه هذا السحر إلى دائرته أن يقوم بدوره وأن يُنمي قدراته وإمكانياته بما يتناسب واستراتيجية الدولة الثقافية. عندما يرتبط الشغف بالثقافة ينتج لنا هذا السحر الذي يمتد من الجذور المتأصلة في المجتمعات إلى أن يصل إلى جميع مكونات المجتمع من أفراد ومؤسسات، قطاعات خاصة وحكومية على حد سواء، ويصل هذا الامتداد ليكون في إطار حفظ الموروث المادي وغير المادي للمجتمع بشكل عام باختلاف مكوناته وثقافاته، فقطر هذا البلد الصغير في رقعته الجغرافية الكبير في مبادئه السامية من تسامح وتبادل ثقافي واحترام للآخر، كان وما زال كعبة لكل الثقافات، وملتقى كل الحضارات، وامتدادا للجذور التي تمثلنا، والقيم المترسخة فينا، والذراع المرحب بالفنون والثقافات العالمية التي تضيف لنا ونضيف لها في آن واحد، بل وغيرت من موقع قطر على خريطة العالم الثقافية. سحر الثقافة هو تكريس دقيق لنجاح قطر في تعزيز الدبلوماسية الثقافية التي يُمكن تلخيصها بأنها تبادل الرؤى والفنون واللغات وغيرها من جوانب الثقافة بين الشعوب من أجل تعزيز التفاهم المتبادل، سحر الثقافة توثيق لقصة نجاح وطن ومواطن، قصص قصيرة لمشاريع كبيرة قد تكون بداية لإلهام الكثيرين منا لبدء مشروعهم الثقافي والمعرفي والاستفادة من الأرضية الخصبة في هذا الوطن من تراث ومتاحف وإمكانيات عملاقة نستلهم منها المواصلة يدا بيد لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 وما وراءها كما قالت سعادة الشيخة المياسة في ختام كتابها. صوت:- للثقافة سحر، يدركه كل من يعيش تفاصيلها ويعي أهميتها، ويسعى لنقلها وتطويرها من خلال تبني المبادرات المجتمعية والمشاريع المعرفية.

3492

| 18 يوليو 2023

فلتـر!

كثير من الأشخاص من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي اعتادوا على توثيق اللحظات التي يمرون بها والتقاط الصور التي تربطهم بأصدقائهم وعدد من الشخصيات الذين يلتقون بهم باستخدام مصفيات الصور الموجودة عبر هذه البرامج التي باتت منتشرة عند الصغير والكبير، فألاحظ أن عددا منهم يحرصون على التقاط صورة باستخدام فلاتر مبالغ بها مع عدد من الشخصيات الاعتبارية والعامة، وهذا أمر مزعج لأنه قد يغير من شكل الشخصية العامة في حين أن صاحب الحساب الرئيسي يقبل الفكرة والتطبيق، ومن هنا أرى من الأدب ومن أخلاقيات استخدام الصورة والتقاطها استئذان الشخص الآخر باستخدام هذه المصفيات من عدمه وليس مداهمة الآخرين باستخدامها ونشرها. من هذا الباب أرى أننا كمجتمعات وأفراد تأثرنا بشكل مباشر وغير مباشر بوجود عدد من الفلاتر حولنا، فأصبح تعاملنا مع من حولنا بناء على فلتر تم اعداده ليناسب المكانة الاجتماعية، أو الوضع المادي، أو غيره من المقاييس البشرية الأخرى. ‏أصبح الكثير من الأفراد حبيسي هذه الفلاتر التي قيدت من حركتهم وتعاملهم مع المحيطين بهم، في اللقاءات الاجتماعية، والاجتماعات العملية وأحيانا كثيرة في علاقاتهم الشخصية أصبحت في إطار فلتر معين فنحن لا نتعامل في كثير من الأحيان بعفوية، بل أصبحنا نرى البساطة والعفوية أمرا غريبا وغير معتاد ونشتاق إليه في كثير من الأحوال رغم انه هو الأصل في تعاملاتنا مع انفسنا والآخرين، كم أتمنى أن نعيش حياتنا كما نحب، وكما نحن، لا كما يريد الآخرون منا، حتى كادت البساطة هي الشيء الأكثر غرابة في حياتنا. جميل أن نُزين حياتنا ونضع لها بعض الرتوش ولكن من الغباء أن نطمس حقيقة الأشياء من حولنا، ونغير ملامحها لإرضاء الآخرين، تحدثني إحدى الصديقات قائلة: أثناء زيارتي لقريبتي التي تقطن في منطقة حيّة، أهلها مترابطون، يلتمسون لجيرانهم كل المشاعر، أرسلت إحدى الجارات طبقا صغيرا به بعض الحلويات وكان هدفها من ذلك أنها تتقاسم مع جارتها السعادة وما أنعم الله به عليها من خير، تقول صديقتي لفت انتباهي في الحدث كله بساطة الطبق وبساطة المحتوى وبساطة التعامل، ولكن ما أثر في هو عمق السعادة والأثر الذي تركه هذا الطبق الصغير البسيط في نفوسنا جميعاً، بالفعل قلوبنا بسيطة تميل لمن يسعدها. الابتعاد أحياناً عن الهدف الرئيسي يفقدنا المعنى والإحساس بأهمية التفاصيل من حولنا، ويضع بينا وبين الآخرين مساحات شاسعة حالها حال الفلتر الذي يُغيب ملامحنا البسيطة لنغدو جميعاً أشباه بعض لا شكل ولا لون ولا مشاعر. صوت:- يقول إلبرت اينشتاين: إذا كان لا يمكنك شرح أمر ما ببساطة، فإنك لا تفهمه جيداً، وأنا أقول إذا كنت لا تفهم البساطة جيداً فما زال لديك خلل في فهم أساسيات العيش والحياة الطيبة التي تقوم على أساس كن بسيطاً تعش بسلام، ودمتم بألف خير.

1266

| 11 يوليو 2023

الكتابة أولاً

في بداية حروفي لابد من إسداء الشكر والتقدير لجريدة الشرق الغراء وعلى رأسهم رئيس التحرير الأخ الفاضل الأستاذ جابر الحرمي الذي دعاني لنشر مقالي الأسبوعي مجدداً عبر هذه المحطة الهامة التي كانت ومازالت المتكأ الحقيقي لأفكاري وجسر التواصل الواقعي بيني وبين القراء الأوفياء خاصة أولئك الذين مازالوا على تواصل دائم معي منذ آخر مقال نشر عبر الشرق مطالبين مني العودة لنشر مقالات أسبوعية أطل عليهم من خلالها، وأنثر بين سطورها القليلة بعثرات أفكاري، أو أُعيد ترتيبها بصحبتهم. ‏دائما نقول لماذا نكتب، والجواب المنطقي لهذا السؤال الهام هو أن الكتابة متنفس للروح وجسر للتواصل بين العقول، نتبادل من خلالها الأفكار والمعرفة، قد تكون الكتابة فضفضة للروح كما أراها دائماً، ونافذة على مروج وعوالم مختلفة، هي تمنحك القدرة على نسج أفكارك وحروفك كما تنسج البساط فتبدأ أنت باختيار الخامة واللون والأشكال المطبوعة من خلاله. في واقع حياتنا أؤمن بمبدأ قل لي ماذا تكتب أقل لك ماذا قرأت، وقل لي كيف تفكر أقل لك من أنت، فالكتابة هي شفرة تعرفك على الآخرين، هي سيرة ذاتية لخلفيتك الثقافية والمعرفية وملخص لأفكارك ومعتقداتك، بل هي خليط من كل هذا وذاك. ‏كلنا ندرك بأن الكتابة موهبة في الأساس ولكن حتى تستمر وتتطور لابد من ممارسة الكتابة اليومية البسيطة كتدوين اليوميات، أو تسجيل الأفكار أو بما يُسمى بالفضفضة للورق، فهذه ممارسات لا تأخذ من وقتك الشيء الكثير ولكنها كفيلة بتطور قدراتك ومهاراتك، فالكتابة كالنبتة تنمو وتكبر عندما تسقيها وتمنحها الضوء والغذاء المناسبين لها وكذلك الحال مع الكتابة أنت تحتاج إلى تطوير مهاراتك والحصول على عدد من الأدوات التي تمكنك من إطلاق العنان ونشر أفكارك لأكبر عدد ممكن من القراء، كما أن القراءة الدائمة واستشارة أهل الاختصاص يمنح حروفك قوة كحال العمود الفقري لجسم الإنسان. ومن هنا لابد أن أعترف بأنني لا أخشى على الكتابة من التطور التكنولوجي أو الذكاء الاصطناعي، فالأصل في كل شيء هو الإنسان، فنحن مدينون للشكر لله سبحانه وتعالى الذي وهبنا عقولا تدرك وتفكر وتختار الأصلح، وما هذه الأدوات الحديثة إلا معينات تساعدنا على تشكيل ما لدينا من قدرات وابتكار منصات وتطبيقات تساعدنا على نشر كلماتنا والاستفادة من سرعة نقل المعلومات وإيصال الرسالة إلى أكبر شريحة ممكنة من القراء بدل من أن يكون نطاق من يطلع على آرائنا ويتبادل معنا الفكرة ينعد على أصابع اليد الواحدة. صوت: يقول واسيني الأعرج: على الكتابة أن تمنحنا فرصة للحلم، وإلا فلن تكون إلا مجموعة من الكلمات التي لا شأن لها وعليه أقول لكم أطلقوا العنان لحروفكم، أكتبوا متى شئتم وكيفما شئتم، فالكتابة أكسجين للروح.

4164

| 04 يوليو 2023

شكراً أعداء النجاح

هل صادفت وأنت في طريقك للنجاح أحدا يعترض طريقك، برسائل سلبية هدفها الأول والأخير سلبك الحق في الإنجاز، والحق في تحقيق آمالك، وحقك في أن يكون لحلم الأمس شعاع يلامس أرض الواقع فيزهر أشجاراً وزهور؟!هل صادفت وأنت في مرحلة من مراحل الإنجاز، تحديداً وأنت تحتفي بإنجازاتك، يأتي من يهمش ذلك الجهد، ويقلل من شأنك وشأن ما تقوم به، يركز على أخطائك، وينسى بل يتناسى كل ميزاتك التي يُشار لها بالبنان؟!إذا صادفت مثل هذه الشريحة من البشر، فتأكد أنهم ينتمون لفصيلة أعداء النجاح، أولئك الذين يعيشون حياتهم في قلق من نجاح غيرهم، حقدهم لا ينتج عنه سوى تدمير الآخرين، لهذا لا تمنحهم فرصة لذلك، وامنح نفسك الفرص جميعها لتكون الأفضل، وتعلم أن محطات فشلك ما هي إلا دروس صغيرة في الحياة، لا يسرقون منك نشوة الفرح بإنجازك، وإن كان صغيرا، استكمل طريقك، وتذكر أنه لو لم تكن شخصا فارقا في حياتهم؛ لما كنت مصدر اهتمامهم!!لكن لماذا علينا أن نشكر أعداء النجاح، الجواب باختصار؛ لأن وجودهم يكسبنا مهارة التخطيط للذات والتركيز على النجاح من بوابة نقاط القوة وتطوير نقاط الضعف، التي قد يهدوننا إياها بشكل غير مباشر، وجودهم سيجعلنا نحصن أنفسنا بقوة الثقة بالنفس وروعة الإيمان بالذات والتركيز على خطواتنا وأعمالنا بدلا عن التركيز على ما يقوله الآخرون. إذا كنت محاطاً فعلاً بأعداء النجاح عليك أن تلبس جلداً كثيفاً سميكاً مثل جلد التمساح؛ حتى تتكسر فيه سهام الحسّاد ومحاولات المثبطين كما قال أبو الطيب المتنبي: فصرت إذا أصابتني سـهــام تكسرت النصال على النصالصوت: لهذه الفئة من البشر أقول كما قال عمر بن عبدالعزيز: إن استطعت فكن عالما، فإن لم تستطع فكن متعلما، فإن لم تستطع فأحبهم، فإن لم تستطع فلا تبغضهم.

4095

| 18 أبريل 2017

تنفس بعمق

ينتابنا شعور أحياناً كثيرة بالرغبة في فتح نوافذ قلوبنا قبل نوافذ منازلنا، لتتسلل النسائم إلى تلك الزوايا التي أُنهكت؛ من جراء ضغوط الحياة تارة، ومن الانشغالات التي لا مفر منها تارة أخرى، ومن الخيبات التي قد نتعرض لها أحياناً كثيرة، في تلك المرحلة التي نهرول فيها مع أنفسنا، نشعر وكأننا في سباق مع الزمن، ونحن على يقين بأن الأرزاق بيد الله تعالى وحده، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وإنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.لهذا أقول لي ولك، كن بخير وتنفس بعمق ولا تحمل نفسك ما لا طاقة لك به، فالحياة كفنجان القهوة السوداء نستلذ بها رغم مذاقها المّر، لهذا نحتاج بين الفينة والأخرى أن نرمي بها مكعب السكر ليتغير مذاقها ويتغير المزاج معها.. أعني بذلك السكر، استرخاء وصفاء الذهن، زيادة الاستغفار، عملا نحبه، موعدا مع صديق قديم، خلوة مع كتاب، رحلة قصيرة، أو قد يتطلب الأمر إعادة ترتيب أولوياتنا في الحياة، بل وإعادة تنظيمها، فقرارات الأمس قد تكون معوِّقات اليوم، وأهداف الغد قد تكون خطواتك الآن وهكذا.تنفس بعمق، فأنت ذو قيمة عالية تستحق الأفضل منك وممن يحيطون بك، لا تغرقها في وحل التوتر والضغوطات التي قد تجعلك عرضة لأمراض القلب والسكري والاكتئاب والقلق — لاسمح الله — وعلى المدى الطويل نشعر برغبة في التخلي عن كل أحلامنا وأهدافنا بكل سهولة، لأننا وبكل بساطة لا نملك تلك الدافعية والرغبة القوية التي تدفعنا نحو تحقيق أهدافنا في الحياة، الرغبة القوية هي الأكسجين الذي تتنفسه الأهداف كي تحيا على أرض الواقع. لهذا أكرر، تنفس بعمق، فالحياة تنتظر منك الكثير، وتذكر أن المصادر التي تحتاجها لتغيير أي شيء فى حياتك موجودة في داخلك، ولا تعلق آمالك ولا سعادتك بوجود أشخاص أو تفاصيل محددة في حياتك، لأن رحيل تلك التفاصيل سيجلب لك الكثير من الألم دون شك.لهذا أختم حروفي لأقول، لن توجعك عيناك إذا نظرت إلى الجانب المضيء من كل شيء؛ لهذا تنفس بعمق واملأ صدرك بالأكسجين النقي، وحاول أن ترمي كل أعباء الحياة المندسة بين أضلعك خارجاً ما دامت نوافذ قلبك مفتوحة، وما دمت قادرا على التغيير.. ودمتم بألف خير.

987

| 11 أبريل 2017

التطوع مسئولية اجتماعية

بما أن التطوع سمة موجودة ومشتركة بين جميع الثقافات والمجتمعات على مرَ العصور والأزمان ، بأشكال مختلفة، وأنماط متعددة، ومسميات شتّى، يستمد قوته من الموروث القيمي الثقافي لكل مجتمع، لذلك ينبغي أن يُحترم ذلك الموروث القيمي من قبل المتطوعين دونما تعالٍ على المستهدفين من العمل التطوعي أو انتهاك لحقوقهم وخصوصياتهم الثقافية أو استغلال لحاجاتهم أي أن تكون هناك معايير أخلاقية ومسؤولية اجتماعية يتقيد بها المتطوعون توجه رؤيتهم وتشكل اتجاهاتهم وخياراتهم وأحكامهم وتفضيلاتهم وألا يصبح العمل التطوعي مصدر تكسب مادي أو يعود على باذله بأي منافع معنوية أو أدبية.كما تكتسب المسؤولية الاجتماعية في العمل التطوعي أهميتها في عالم اليوم من الحاجة المتزايدة للعمل التطوعي ودوره التنموي نتيجة لتعدد شواغل التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتفاعل من المتطوعين مع ما تنتج من قضايا محلية وعالمية كتعبير صادق لنزوع النفس البشرية لفعل الخير، وخدمة الإنسانية، والسعي لتحسين حياة الناس أو حل مشاكلهم، بغض النظر عن الصلات القرابية، والحواجز الثقافية، والحدود الجغرافية، والاعتبارات الإثنية والمذهبية والدينية والسياسية - مما يعزز المسؤولية الاجتماعية في ممارسة العمل التطوعي ومجالاته ووسائله ، والذي نَمَتْ منظماته واتسعت في حجمها وعددها، لاسيما وأن العمل التطوعي أصبح يشكل تيارا عالميا رائداً في الفعل التنموي والخدمي الفاعل، ويلبي حاجات مجتمعية عريضة النطاق وماسة، ويسهم بدرجات متفاوتة في تخفيف الأعباء عن الدولة بل يكمل دورها التنموي ولا يتعارض معه. لذلك يقع على عاتق القائمين على العمل التطوعي أو أي كيان تطوعي، سواء كان منظمة أو فرداً، العمل لمصلحة المجتمع ككل، ولا يتأتى ذلك إلا بالتقيد بقواعد ومعايير السلوك وأفضل الممارسات في المسؤولية الاجتماعية، للحفاظ على التوازن ما بين الأحكام والنزعات الشخصية، وبين قواعد المسؤولية الاجتماعية، وهو أمر لا يختص فقط بمنظمات الأعمال بل هو شأن كل فرد تؤثر أفعاله على اخيه الانسان أو على مجتمعه أو على بيئته الطبيعية التي أمرنا ديننا بالمحافظة عليها حتى في زمن الحرب فمنع قطع الشجر وتلويث مصادر المياه ، ولنتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) ، فهذه قمة المسؤولية الاجتماعية نحو الإنسان والكون والحياة ، ودمتم سالمين ،،

7156

| 28 مارس 2017

المرأة والوعي المروري

بتنظيم من الإدارة العامة للمرور، وبمناسبة أسبوع المرور الخليجي الموحد ٣٣ ، شاركت يوم الجمعة الماضي في ندوة أقيمت على هامش الأسبوع بعنوان "دور المرأة في نشر الوعي المروري" ، كانت هذه الندوة فرصة للمشاركات لطرح آرائهن حول ما يُعنى بصناعة ونشر الوعي المروري بشكل خاص.بما أن المرأة قادرة على هز المهد بيمينها وهز العالم بيسارها ، فهي بلا شك دورها كبير وأساسي في كثير من القضايا، ومن أهمها التوعية المرورية؛ كونها الأم والأخت والمعلمة ، ولما لها من دور كبير في التربية والتعليم والرقابة لذويها، في التقيد بأنظمة السلامة المرورية، وبالرغم من ذلك يأتي السؤال هل للمرأة دور مباشر في السلامة المرورية ؟؟ سؤال قد يُطرح، وإن طُرح فإنه يستدعي سؤالاً آخر، هل تهتم المرأة بالسلامة المرورية، بالطبع نعم ، فهي سائقة أحياناً ويهمها ارتفاع وانخفاض مستوى السلامة المرورية، فهي نصف المجتمع ، وإن كانت غير سائقة، فهي أم أو أخت أو زوجة لسائق ، ثم بعد هذا أليست مستخدمة للطريق؟ إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك دون شك، فإن دور المرأة في السلامة المرورية يأتي امتداداً لدورها الأساسي في حياة المجتمع وفي مجال السلامة والتوعية المرورية . لا نبالغ إن قلنا إن دورها قد يتجاوز دور الرجل في غرس القيم النبيلة وتنمية شعور المسؤولية في أفراد الأسرة، فالقيم والسلوكيات لا تولد مع الفرد بل تربى فيه منذ الصغر. للمرأة دور وتأثير كبيران في مختلف مناحي الحياة العامة، وبالتالي فإنه يُنتظر منها المساهمة والقيام بدورها في حماية المجتمع وأفراده؛ لتحقيق السلامة والتوعية المرورية، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر الآتي: أن تساهم في إرساء قواعد السلامة المرورية؛ وذلك بتربية النشء على القيم الكريمة والإحساس بكرامة الإنسان وسلامته، وهذه القيم لا تولد مع الإنسان بل يتربى عليها، وليس أبلغ من المرأة في مجال التربية، فمتى كانت قدوة صالحة أخرجت جيلا صالحا يتشبع بالقيم وبناء الإحساس الواعي بالسلامة المرورية لديهم. صوت : لا ننسى أن السلامة المرورية مسألة تكاملية بين جميع أفراد ومؤسسات المجتمع، فلنتكاتف جميعاً من أجل تحقيقها؛ حتى ينعم إنسان هذا الوطن بالأمن والأمان على الطريق، وحتى يصبح هذا الوطن خاليا من الحوادث المرورية، وننعم جميعاً ببيئة مرورية آمنة ، ونحقق ما ننشده من التطور والنماء والرفاهية ودمتم سالمين .

3315

| 21 مارس 2017

قهوة مُرة

ذات مساء برفقة صديقتي وفنجان القهوة، توقفتُ فجأة عن احتساء قهوتي وسألتها بهدوء: ألم تلاحظي أن قهوتنا اليوم مُرة بشكل لم نعتده في السابق؟ فقالت لي دون تفكير وبهدوء أيضاً: هي انعكاس لحياتنا أحياناً!!هذا الموقف البسيط العميق في تفاصيله، دعاني للتأمل، ووصلت إلى قناعة بأن الكثير من التفاصيل حولنا هي انعكاس لما نشعر به، تلك القهوة قد تكون مستساغة لكن بعض الظروف التي نمر بها آنذاك لم تكن على مايرام فانعكست بشكل مباشر على كل مانرى أو نتذوق أو نسمع!الإنسان إذا كان متفائلا بطبعه فهو يرى في الآلام والعقبات التي يمر بها محطات عبور واختبارات في حياته ستزول قريباً بقليل من الصبر وكثير من الإرادة، في حين ان المتشائم يرى ان كل ما يمر به من ظروف معاكسة لتوقعاته هي (مؤامرة عليه)!ومن فنجان القهوة يتضح لي أن الانعكاس هو قانون ينص على ان جميع أفكار الشخص ومعتقداته الداخلية ستظهر له في حياته الواقعية على شكل أحداث، تفاصيل وأشخاص لديها نفس الأفعال التي تعكس هذه المعتقدات الداخلية.هذا القانون الكوني يعتبر صورة من عدالة الله، فهو يعني انك المسؤول الوحيد عما يحصل في حياتك، والمتحكم فيها بعد الله، وأنك تستطيع دائماً وفي كل لحظة أن تغير من مفاهيمك ومعتقداتك وأفكارك بما يخدم مصالحك في الحياة. ابدأ دائماً بنفسك، رممها، أصلحها لكي تصلح حياتك، غير من معتقداتك لأخرى تخدم حياتك وحياة كل من يحيط بك بشكل أكثر إيجابية وفعالية، وأنت في طريقك في الحياة لاتحاول إصلاح الانعكاس فقط، بل اصلاح المصدر، المصدر هنا هو ذاتك. أخيراً.. قد تحتسي ذات يوم فنجان قهوة مرة بكل سعادة وترحاب فقط لأن من يرافقك ذاك الوقت شخص قريب لقلبك وعقلك، أو لأنك وقتها قد تكون في مكان تحبه، وفي ظروف تهواها روحك، فأنت حينها تسكب في تلك القهوة السوداء المرة حبيبات من سكر روحك المقبلة على الحياة بكل خير وسلام.. ودمتم.

4262

| 14 مارس 2017

هي في عالم متغير

يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة ، واحتفال هذا العام كما تم تحديده من الأمم المتحدة بعنوان ( المرأة في عالم العمل المتغير: تناصف الكوكب ( 50/50 ) بحلول عام 2030 . تشير الإحصاءات في قطر إلى أن مشاركة المرأة تمثل نسبة %51 في كل قطاعات الدولة ، وهذه الإحصائية توضح الدور الكبير الذي تلعبه المرأة القطرية في التنمية ، و حروفي لهذا الأسبوع هو تأكيد على إن دور المرأة كبير وهام وأساسي في تنمية وبناء وتطور المجتمع ، في نقاش مع عدد من السيدات العاملات وربات البيوت تم التطرق للكثير من المواضيع ، وأهمها التسهيلات التي تقدمها جهات العمل للموظفة الأم إن صح لنا تسميتها ، وأعني هنا النساء العاملات المرتبطات بوظيفتها الاساسية كأم في بقية يومها ، لتكون ساعات العمل لديها بين مقر عملها وبين بيتها تفوق الأثنى عشر ساعة تقريبا إن لم تكن أكثر . وعزز نقاشنا تطرقنا ايضاً لموضوع ساعات العمل بالنسبة للمرأة وأهمية إعادة تنظيم هذه الساعات حتى لا يتضارب دورها الرئيسي مع دورها في العمل والتنمية ، خاصة وإننا جميعاً على يقين بأن العامل النفسي له دور كبير في نجاحها في الحياة ، واتفق الجميع على أهمية إعطاء الأم العاملة المرونة في ساعات العمل كأن تعمل لمدة خمس ساعات بناء على ظروفها الحياتية ، أو إستحداث وظائف تناسب ودور الأم العاملة ، يذكر أحد رجال الإقتصاد في جامعة شيكاغو بأنه نجح في إقناع متخذي القرار إن الإستثمار في الأطفال الصغار يعد افضل وأهم استثمار تنفذه الدول ، في حين أن لدينا تؤثر إجازات الوضع مثلاً على تقييم الموظفة رغم عطائها وهمتها وعطائها في ذلك العمل !!! اطلعتُ مؤخراً على كتاب بعنوان '' ثمن الأمومة '' للكاتبة آن كريتندن وهو كتاب قيم يقف على تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والعائلية ، وفي احد فصول هذا الكتاب تطرقت المؤلفة الى أهمية عدم تهميش دور الأم في تكوين عائلة و تربية أطفال هذا الطفل الذي سيحمل على عاتقة المشاركة في بناء المستقبل بكل جوانبة ، فالمرأة منذ طفولتها تربت على أهمية التعليم والتعلم و العمل وبناء الشخصية المسؤولة المستقلة ، وما أن تنجب طفلها الأول حتى تتأجل الكثير من طموحاتها لأن عملها وبكل إختصار لا يدعم ولايساند بل ولا يساعدها في تحقيق التوازن المطلوب بين العمل والأسرة وعليه إما أن تركز على عملها وتهمش دورها الأساسي أو أن تنسحب من دورها في التنمية والعمل وتهتم ببناء وتكوين عائلتها بناء على أولوياتها و دورها الأول ، كيف لا وبعض جهات الدولة تختصر للمرأة أيام اجازة الوضع ، و جهات أخرى لا تحتسب للمرأة الحامل الإجازات المرضية الخاصة بمتابعتها في العيادات بحجة ان هذه المواعيد لا تندرج تحت مسمى مرض!! وهنا أذكركم بإستفهام ورد على غلاف الكتاب وأدعوكم لتأمله وهو ( لماذا تعد أهم وظيفة في العالم هي الأقل قيمة حتى الآن ؟! ) ، لماذا لايتم سن قوانين وأنظمة تساند الأم العاملة خاصة وإننا في دولة بحاجة لزيادة عدد السكان و تنص رؤيتها على بناء المواطن الصالح صحياً و أخلاقياً وفكرياً ، وكيف لنا إعداد ذلك الجيل مع غياب الأم عن المنزل أو تشتتها في ظل غياب القوانين المساندة لها .

1252

| 07 مارس 2017

بين تقلبات الجو والبشر!!

في الفترة الماضية من هذا الشهر شهدت البلاد والمنطقة بشكل عام تغييرات جوية بين انخفاض درجات حرارة غير مشهودة هذا العام وبين أمطار الخير الغزيرة التي غطت الرياض والمناطق من الشمال الى الجنوب، أسأل الله أن تكون أمطار خير ورحمة وأن ينفع الله بها البلاد والعباد. أثناء تأملي لهذه التقلبات الجوية ومتابعتي لنشرات الأرصاد الجوية وبين تقليبي للفيديوهات القصيرة التي تصلني عبر هاتفي، تذكرت أطباع البشر وتقلباتهم التي لابد من الوقوف عندها ودراستها والتمعن فيها حتى نتمكن فيما بعد من معرفة كيفية التعامل مع البشر في كل حالاتهم وبهذا صنفتهم كالتالي:عندما أتأمل السحب أتذكر بعض البشر في حياتنا عندما يمرون مرور الكرام كالسحاب الهادئ في كل حين ان كان في الشتاء جلبوا معهم الخير والمطر هؤلاء لانستطيع نسيانهم لأنهم يغرسون حبهم في قلوبنا وذاكرتنا، وان كان في الصيف مروا بهدوء دون أي أثر يذكر سوى أنهم يمدونها بالأمل بأن الغد سيكون أفضل. وعندما يأتي الغبار.. أتذكر أولئك البشر الذين يعكرون صفو حياتنا بقدومهم فيقلبونها رأساً على عقب، وجودهم يؤذينا، ويجعلنا لا نميز الابيض من الاسود لأنهم كالغبار حضورهم يعدم الرؤية، هكذا هم بعض البشر مرتبطون بالغبار نتمنى دائماً أن يختفوا من حياتنا كي تعود سماء حياتنا صافية نقية كما كانت قبل وجودهم فيها!! أما العواصف... فتذكرني بشريحة من البشر معدومي العواطف، وجودهم لا طائل ولا خير فيه، هم قلة ولكن وجودهم مؤذ جداً، عندما يتحدثون يزمجرون وكأن الأرض لايوجد فيها سواهم، يتعاملون مع البشر دون رحمة، يرمون بأحلام الآخرين في كل اتجاه مهمتهم الأولى والأخيرة تحطيم كل شيء جميل... يمارسون ايذاء الآخرين باحتراف، كم أتمنى زوالهم لأنهم باختصار يتمنون زوال نعمة الغير!! والامطار ممتده بالخير والعطاء لهذا فهي قريبة من أولئك البشر الأخيار الذين يمطرون الأرض بالحب والفرح والسعادة، لا نستطيع أن نستغني عنهم لأننا نحتاجهم ونحتاج لقطرات العطاء المتدفق منهم دائماً، فهم يمدونها بالخير والإيجابية والجمال دائماً ويرسمون الابتسامة على وجوهنا دون مقابل لهؤلاء أعترف بأن الحياة جافة بدونهم!!! هكذا تتقلب الحياة بين الأجواء تارة وبين أطباع البشر تارة أخرى، لهذا فإن انتقاء الأجواء المناسبة أمر مهم جداً كانتقاء البشر الذين يكملون معنا حياتنا.

1467

| 28 فبراير 2017

المسؤولية والقيم العائلية

اهتم الإسلام بالتربية الصالحة للأبناء، وإعدادهم الإعداد المناسب بحيث يصبحون نافعين لدينهم ومجتمعهم ، وعليه فإن مفهوم تربية الأبناء هو مفهوم تشاركي تعاوني بين الأب من جهة والأم من جهة أخرى ، ليصبح لدينا فيما بعد جيل متسلح بالمبادئ والقيم والأخلاق القويمة ، قادر بتربيته وعلمه وأخلاقه وثقافته على المشاركة في بناء المجتمع بالصورة الصحيحة التي تترجم رؤية قطر ووفقاً لمرتكزاتها الواضحة. شاهدت صورة وتعليق استوقفني مما فتح بابا للحوار بيني وبين صديقتي أم عبدالله ، الصورة كانت عبارة عن تساؤل من ابن لوالده يقول فيه أبي مامعنى رجل ؟ فأجابه الوالد : هو الشخص القوي المسؤول عن أبنائه يهتم بأمورهم ويسهر على راحتهم ، فقال الولد : إذاً أتمنى أن أصبح رجلاً مثل أمي !! هذا التعليق والموقف فتح أمامنا قنوات نقاش عديدة أهمها ، هل بالفعل يتشارك الرجل في مجتمعنا بتربية الأبناء أم هي لصيقة بشكل مباشر بالأم وتقتصر جهود الأب على توفير السكن والمأكل وغيرها من الماديات في حين أن الأم هي من تربي وتعتني وتسهر وتعلم وتحاسب على الخطأ أيضاً !؟ في نظرة سريعة على مجتمعنا سابقاً وحالياً نرى هناك الكثير من الأمور التي تغيرت منها وجود الجدة المساعدة لأبنائها في تربية الأحفاد ، في حين أن الجدة اليوم هي إنسانة مرتبطة بحياتها العامة وزيارتها الخاصة وليست على استعداد لتحمل جزء من هذه المسؤولية ، فيضطر الآباء إلى الاستعانة بمعاونة من جنسيات أخرى تشاركهم مسؤولية الاعتناء بصغيرهم خاصة إذا كانت الأم عاملة فقوانين الموارد البشرية وطبيعة مقار العمل لدينا مازالت لا تساعد على الاهتمام بالأطفال لعدم وجود مرونة في التأخير لتوصيل أبنائهم للمدارس مثلا أو لعدم وجود حضانة وروضة في مقر العمل ، هناك تغيرات اجتماعية كثيرة كانت سببا في وجود فجوة اجتماعية في العلاقات والقيم العائلية، على سبيل المثال عند وجود المناسبات كحفلات الزفاف وغيرها يمنع دخول الأطفال مما يضطر الأم للاعتذار لأن الأب لدينا بشكل عام غير مستعد أو مهيأ للإعتناء بأطفاله ساعات معدودة لأنه الرجل ، وقد ينتقد الكثير من الرجال في حالة قيامهم بهذا الدور من أقرب الناس لهم رغم إنها وظيفة طبيعة جداً ولكنها مسؤولية لم يتم دعمها اجتماعيا لعدة أسباب ! ..أخيراً ديننا الإسلامي السمح لا يقدم مسؤولية أي من الرجل أو المرأة في الأسرة على الآخر، فمشاركة الأب والأم في التنشئة الاجتماعية للطفل هي مشاركة واجبة ولازمة، فالرعاية مسؤولية الوالدين معاً، وكلاهما ( مسؤول عن رعيته).

6923

| 21 فبراير 2017

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6708

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2781

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

2454

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

1659

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...

1518

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...

1464

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1101

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...

1056

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
فاتورة الهواء التي أسقطت «أبو العبد» أرضًا

“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...

984

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر

بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...

921

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من المسؤول؟

أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...

732

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

714

| 02 نوفمبر 2025

أخبار محلية