رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عائشة جاسم الكواري

مساحة إعلانية

مقالات

483

د. عائشة جاسم الكواري

المشاركة في الاستفتاء مسؤولية وطنية لبناء مستقبل قطر

03 نوفمبر 2024 , 02:00ص

في خطوة تعبّر عن رؤية القيادة القطرية بأهمية مشاركة الشعب في صياغة مستقبل البلاد، دعا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، جميع المواطنين ممن بلغوا الثامنة عشرة فما فوق للمشاركة في استفتاء حول التعديلات الدستورية. يأتي هذا الاستفتاء ضمن مسار طويل من الجهود الرامية إلى تعزيز دور المواطن القطري في المشاركة في اتخاذ القرارات الوطنية وتوجيه مسار الوطن نحو مستقبل مزدهر.

إن هذه المشاركة تتجاوز كونها خطوة سياسية، فهي واجب وطني ومسؤولية عظيمة تقع على عاتق كل مواطن. حيث يمثل الاستفتاء فرصة للتعبير عن الرأي حول قضايا دستورية تمس مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية، ويعكس تفاعلًا حيويًا بين الشعب والقيادة في تحديد المسار التشريعي والدستوري للدولة.

إن المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي سيُدلي المواطنون بأصواتهم حولها قد ترسم ملامح الحياة السياسية للجيل القادم، ما يجعل من واجب كل مواطن إبداء رأيه بما يعكس رؤيته لمستقبل البلاد، إذ يعتبر الاستفتاء من أبرز أدوات المشاركة الشعبية المباشرة، حيث يمنح المواطن القطري فرصة ممارسة حقه في المشاركة وصنع القرار.

وبما أننا جميعاً في قطر أهل فإن المشاركة الفعالة في هذا الحدث الوطني تعزز روح الانتماء، وتجمع المواطنين مجدداً حول هدف مشترك يتمثل في تعزيز ازدهار الدولة واستقرارها. هذه اللحظات التاريخية من شأنها أن توحد أبناء الوطن وتجعل الجميع يشعر بالمسؤولية تجاه دولة قطر. إنها تجسيد لوحدة الصف القطري ورغبة المواطنين الصادقة في الإسهام في رفعة قطر.

في دعوة سمو الأمير لهذا الاستفتاء تظهر قطر التزامها بتعزيز مفاهيم المشاركة الشعبية والشفافية. حيث تمثل التعديلات المطروحة خطوة نوعية نحو بناء نظام سياسي أشمل، يتيح للمواطنين أن يكونوا جزءًا من عملية صنع القرار عبر أصواتهم التي تُعبّر عن تطلعاتهم وآرائهم.

وعليه لابد أن يدرك كل مواطن قطري أن هذا الاستفتاء ليس حدثًا عابرًا، بل هو علامة فارقة قد تؤثر في شكل النظام الدستوري للدولة، وتنظم العلاقات بين السلطات وتحدد مستوى مشاركة الشعب في الشؤون العامة. إن المشاركة الواعية والمدروسة في الاستفتاء هي خطوة إيجابية نحو ترسيخ مكانة قطر كدولة تتبنى المشاركة الشعبية ، وتستند إلى إرادة شعبها في صياغة القرارات المصيرية.

يتجلى جانب آخر من أهمية المشاركة في تحقيق الأمن الوطني، المشاركة الشعبية تعزز استقرار الدولة على مستويات متعددة، سواء الأمن السياسي، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي. إذ إن مشاركة الشعب في الاستفتاء تضفي مزيدًا من الشرعية على النظام السياسي، بما يجعل القرارات المهمة قائمة على إرادة شعبية، ويزيد من منعة البلاد أمام أي تحديات خارجية. مثل هذا الإجراء يعزز الثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة ويقلل من احتمالات التوترات الداخلية، وهو أمر بالغ الأهمية للاستقرار والأمن الوطني.

وبما أن التعديلات المطروحة تتضمن تحسينات تتعلق بالحقوق والحريات، وضمانات للمساواة والعدالة، فإن ذلك يعزز ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة، ويوفر حماية قانونية للجميع، مما يدعم الاستقرار الاجتماعي ويقلل من احتمالات التوترات، في خطوة بالغة الأهمية لتحقيق الأمن الوطني.

تساهم المشاركة الفعالة أيضا في استقرار البيئة الاقتصادية، إذ تصبح القوانين والسياسات مدعومة بإرادة شعبية، ما يشجع على الاستثمار الداخلي والخارجي ويحقق الاستقرار الاقتصادي، ما يقلل من التحديات الأمنية المرتبطة بالعوامل الاقتصادية.

عندما يدعو سمو الأمير، حفظه الله، جميع فئات المجتمع للمشاركة في الاستفتاء، فهذا انعكاس مباشر للوحدة الوطنية، حيث يتكاتف جميع المواطنين حول هدف واحد. فالترابط الوطني هو حجر الزاوية لأي استراتيجية أمنية، إذ إن مجتمعًا موحدًا يصعب التأثير عليه من الخارج أو زعزعته من الداخل.

في الختام، إن المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية ليست مجرد ممارسة شعبية، بل هي مسؤولية كبرى لتحقيق الأمن الوطني. إنها وسيلة تضمن توافق الإرادة الشعبية مع سياسات الدولة، وتجعل المواطن جزءًا من أمن الوطن واستقراره، ما يرسخ منعة دولة قطر وقدرتها على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

من هنا أدعو كل مواطن للمشاركة بإيجابية في الاستفتاء، وأن يدلي برأيه بوعي، فالمستقبل الذي نتطلع إليه لقطر يتشكل عبر القرارات التي نتخذها اليوم.

حفظ الله قطر وأميرها الحكيم وشعبها الوفي الذي يلبي نداء الوطن، ونبقى جميعًا شركاء في رسم ملامح مستقبل هذا الوطن الغالي.

مساحة إعلانية