رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما سئل الشخص الذي بال في زمزم عن سبب فعله؟... فرد معللا بأنه أراد الشهرة فاشتهر، ولكن بهذا الفعل القبيح. اليوم مقارنة بالعقود السابقة صار من السهل أن تصبح مشهورا ولا تكلف كثيرا. مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي منذ عدة سنوات، والتي فرضت وجودها بيننا في مجتمعاتنا، سواء شئنا أم أبينا، سواء كان أثرها إيجابيا أو سلبيا على مجتمعاتنا. وبطبيعة الحال فقد حاصرتنا وسائل التواصل الاجتماعي، وصرنا لا نكاد نستطيع الانفكاك أو الهروب منها. وفقًا لآخر الحقائق والإحصاءات عن وسائل التواصل الاجتماعي لا يزال الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي هو الطريقة الأكثر فعالية. ويعزو الخبراء هذه الزيادة في شعبية وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاستخدام الواسع للهواتف المحمولة للوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي المفضلة. حيث يصل عدد المستخدمين ما يقرب من 4 مليارات مستخدم. ما يعني أنه جزء لا يتجزأ من حياة الكثيرين، وسهولة الوصول لجماهير جديدة على هذه المنصات. ومع بروز مفاهيم ومصطلحات كثيرة وجديدة كالفاشنيستا أو المشاهير أو ربما أيضا المؤثرين وصناع المحتوى. وتتراوح بين الشهرة والربح المادي السريع وتحقيق حلم الثراء السريع. وفجأة صار الحظ الوافر والصدارة من كل شيء للمشاهير وترنداتهم فقط. ولابد من ملاحظة أن الكثير منهم لا يملك أي إنجاز أو مهارة في الواقع، بل شهرته جاءت نتيجة التنازل عن قيم ومبادئ وعادات وثوابت دينية. ووصل الأمر إلى درجة أنه كلما تنازل هذا المؤثر عن ذاته الحقيقية، ازداد الظهور وصار أكثر ضجيجًا وسخافة وافتقارًا للمعنى. وهم أشخاص يتابعهم الكثير، من العالم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، يقومون بعمل الدعايات والتسويق لأي نوع من المحتوى، نظراً لعدد المتابعين لهم. اليوم المشهور يلقى رواجا أكبر وترحيبا وتصفيقا حارا في كل مكان فقط لأنه مشهور وبصرف النظر عن محتواه. وفي مراحل متقدمة يصبح المشاهير المثل الأعلى لبعض الفئات العمرية من المتابعين. وقد تؤثر منصات التواصل الاجتماعي اليوم على مفهوم النجاح لدى الصغار والشباب أيضا وصار أقصى طموح لهم أن يصبحوا مشاهير في منصات التواصل الاجتماعي، وبأقصر الطرق، وأقصر وقت، دون اهتمام فعلي بتحقيق النجاح على المستوى الدراسي والعلمي والحصول على شهادات جامعية. بالإضافة إلى ذلك قد يشعر المتابعون بعدم الرضا النفسي عن أنفسهم لعجزهم عن الوصول إلى مستوى هذا المشهور أو المشهورة. إن التقليد الأعمى والاستمرار في المشاهدة والمتابعة اليومية وبترقب قد يكلف الكثير، منها هدر الوقت والتأثر بمعتقدات دخيلة، ويعد التقليد الفكري هو الأصعب، إضافة إلى الدخول في طرق سهلة لجني المال الحرام والهوس به فيصبح قدوة له في كل الأمور لأنه يراه ناجحا بلا شك، وترويج أن الشهرة ماهي إلا مقالب وابتذال. كل ذلك من شأنه التأثير على قيم الأسر، والتحصيل الدراسي، ويؤثر تأثيرا بالغا على نمط وأسلوب الحياة، والشعور بالتوتر، والقلق، والتشتيت من أجل توفير متطلبات حياة جديدة يرسمها للمشاهير. كما قد يتسبب بعض هؤلاء المؤثرين بمشاكل لا حصر لها منها التنمر الإلكتروني، وآثاره السلبية على الصحة النفسية، والرهاب الاجتماعي والعزلة الاجتماعية لفئة من المتابعين ومن الملاحظ اختلاف الكثير من السلوكيات في المجتمع على سبيل المثال لا الحصر فقد كان الناس قديما يشترون أغراضهم للضرورة، أما اليوم فقد تحول الكثير إلى عنصر استهلاكي بغرض المباهاة والتصوير واللحاق بالركب لأسباب كثيرة. من جانب آخر نرى هناك نوعا آخر من صناع المحتوى والمشاهير الذين لهم دور في تطوير والبناء المجتمعي والأثر الإيجابي الناجح. وبرغم هذا الانتشار الكبير الهائل لا ننكر الاهتمام والحرص الواضح في مجتمعاتنا اليوم على المحافظة على بناء بيئة صالحة، وغرس القيم والثوابت الأخلاقية، ومحاسبة من يتسبب بنشر أفكار وعادات دخيلة ومفاهيم مغلوطة، ووضع خطوط حمراء لهؤلاء المشاهير الذين يحاولون بَثّ أفكار دخيلة لا تصلح لبناء ولا لأفراد المجتمع... كل هذا وبيني وبينكم.
81
| 26 نوفمبر 2025
قرأت مقولة تقول: «إن من يملك بوصلة، يملك سلامًا». فالبوصلة ليست مجرد أداة للاتجاه نحو الشرق أو الغرب، بل هي انعكاس صورة وعي الإنسان بذاته وبالعالم من حوله. فكما أن البحّار لا يمكنه أن يُبحر دون بوصلة، فإن الإنسان لا يمكنه أن يخوض في الحياة دون وعيٍ باتجاهاته. فالعالم اليوم مليء بالخيارات، والإغراءات. هنا تأتي الحاجة لبوصلة تُرشده. في عالم متغيّر ما بين الذكاء الاصطناعي والسرعة الهائلة الرقمية، والمعلومات الكثيرة والمتناقضة الاتجاهات. وتأرجح جميع أفراد المجتمعات بين التمسك بالعادات والتقاليد والحداثة، وما بين الواقع والعوالم الافتراضية، يبدأ الإنسان في البحث عن وجهته. حين يفقد الإنسان اتجاهاته يعيش الإنسان أدوارا ليست له، يتنقل في حياة الآخرين وفق رغباتهم، بلا هدف ولا سبب. لذلك تأتي معرفة الذات بالمرتبة الأولى نحو الاتجاه الصحيح، فمن عرف نفسه اهتدى إلى رغباته، ومن أدركها اختار دربه بسلام ووعي. عن طريقها يستطيع الفرد بناء شخصية متوازنة وبالتالي تحديد الاتجاهات الصحيحة. فهي لا تعني صلابةً مطلقة، بل مرونة تحفظ الاتجاه دون أن تمنع الحركة. كما أن البوصلة الحقيقية ذات مرونة تمنح الاتجاهات دون أن تمنع الحركة، وتمنح ثباتًا لا يلغي التغيّر، بل يضبط إيقاعه. فهي كالمرشد الخفي الذي يعمل على التمييز بين الصواب والخطأ، وبين الفكرة والحقيقة، وبين الرأي والواقع. إنها تخلق مفكرين لا مقلّدين، وأحرارًا لا أتباعًا. إن سبب وجودها في حياتنا توازن بين الطموح والواقع، وبين ما نريد وما نستحق. إنها تمنحنا في الحياة وضوحًا. إلى جانب ذلك إحداث التوازن بين القيم وروح العصر فهي نستطيع أن نقول مزيجا من الضمير، والتجربة، والإحساس بالمسؤولية. ولابد من الإشارة أن تلك البوصلة تكون في تغيير مستمر بحسب النضج والتعلم، والقراءة، والتجارب أيضا التي توسع مدارك الإنسان عموما. وبالإضافة لذلك الإصغاء إلى صوت العقل والضمير. في الحياة هناك الكثير من الأنواع منها لتمنح الرؤية الشاملة، التي تسمح باتخاذ القرارات الملائمة. فمنها الأخلاقي الذي يضع حدود فاصلة بين الخطأ والصواب. وأخرى تحدد الحرام والحلال، وصلة الإنسان بربه، وأخرى تعنى عاطفيا بالقدرة على توجيه المشاعر نحو بر الأمان. وأما على الصعيد المهني فهي توجهك للمسار العملي الذي يلائمك. أما في الحياة الاجتماعية فإنها تحمي من الانجراف خلف التيارات التي لا تنسجم مع القيم. فهي ليست تمرّدًا ولا انعزالًا، بل إنما هو وعي ويحمي من التقليد الأعمى. فالفكرة في البوصلة ليس أن تقول لك أين تذهب، ولكن تحدد الوجهة حين يضيع بك الدرب. تعد هذه البوصلة وسيلة مهمة وتكتشف في وقت الأزمات والتحولات لمراجعة اختياراتنا، وقراراتنا، وتحكم إنجازاتك والطموح. أن تكون لديك بوصلة فذلك يعني أن تكون عندك رؤية، ومعايير واضحة. تجعل الإنسان ذا هوية مستقلة في مجتمعه. إن ذلك كله من شأنه أن يمنح الطمأنينة الداخلية حين يعلم أنه يسير وفق قناعاته ولا تقلقه الاتجاهات المختلفة. ليس السؤال هل نحتاج بوصلة أو أي بوصلة نحتاجها؟ أي بوصلة التي نحتاجها اليوم؟ ليست البوصلة مجرد أداة تُحدّد الاتجاهات في وقت السفر، في البحر أو الجو. بل هي بوصلة داخلية ذات معنى عميق من الوعي بالوجهة في حياة الإنسان. ومن لا يملك بوصلة، تتيه به الخرائط. وفي نهاية المطاف، بين القيم والرغبات، وبين الأحلام والواقع، يظل كل منا يبحث عن بوصلة تهديه الطريق الصحيح وسط زحام الحياة... كل هذا وبيني وبينكم...
399
| 19 نوفمبر 2025
أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع مرور الوقت تحوَّل إلى لغة العصر في مختلف المجالات الأكاديمية والمهنية. لم يعد حضوره مقتصرًا على الشركات التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل أصبح مكوّنًا أساسيًا في تفاصيل الحياة والعمل والتعلّم. ومن هنا، لم يعد إدماجه في التعليم رفاهية، بل أصبح ضرورة لتواكب متطلبات المستقبل وتحولات العالم الرقمية المتسارعة. كما يشهد العالم تحوّلًا جذريًا في مفهوم التعليم مع صعود الذكاء الاصطناعي؛ فلم يعد التعليم قائمًا على الحفظ والتلقين، بل أصبح تعليما متجددا متفاعلا مع العالم، محفّزًا على الإبداع وحل المشكلات. إن إدراج هذا المنهج يعطي للطلاب فرصة للتعلم بطريقة سليمة تنمي التفكير الناقد والتجريبي وتفتح آفاق الابتكار تلائم احتياجات وقدرات الطلاب. وهذا كله يجعله منهجا رسميا وخطوة نحو بناء جيل رقمي، يرفع من جودة التعليم ويجعل التجربة التعليمية أكثر فاعلية مع المستجدات الحالية. إن إدخال الذكاء الاصطناعي كمنهج رسمي يُعد خطوة إستراتيجية نحو بناء جيل رقمي واعٍ، يمتلك ثقافة رقمية وفهمًا لأدوات العصر. إن تعليم الطلاب أساسيات هذا المجال منذ المراحل المبكرة يُمهّد الطريق للتخصص الجامعي المستقبلي، ويعزز العلاقة بين المدرسة والجامعة وسوق العمل. ولعل ما يميز هذا التوجه أنه لا يقتصر على الجانب التقني، بل يشمل بناء وعي نقدي وأخلاقي في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، ليكون الطالب قادرًا على استخدامه بوعي ومسؤولية، لا مجرد استهلاك سطحي. بالإضافة لذلك فإن تضمين الذكاء الاصطناعي في المناهج لا يعني فقط تعليم الطلاب البرمجة أو التعامل مع الخوارزميات، بل هو فتحٌ لأفق جديد يجعل التعليم أكثر قربًا من الحياة اليومية. فالمنهج المتدرج والمدروس يجب أن يشمل المفاهيم الأساسية، ويتطور تدريجيًا ليشمل مشروعات تطبيقية تربط العلوم واللغة بالحياة الواقعية، إلى جانب التركيز على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي واستخداماته المجتمعية. بهذا المعنى، يصبح التعليم ليس مجرد حفظ للمعلومة، بل تدريب للعقل على الحوار بين الإنسان والآلة، بين الخيال العلمي والواقع، في ظل التحولات العالمية المتسارعة اليوم. وتتسارع الدول حول العالم اليوم في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن منظوماتها التعليمية، إدراكًا منها لأهميته في صناعة المستقبل. فالتجارب الدولية أثبتت أن إدخال مفاهيم الذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم المبكرة يخلق جيلًا مبدعًا قادرًا على التفكير النقدي، ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة التي تقوم على المعرفة والابتكار. ولابد من الإشارة أن لدينا في بعض جامعات قطر تخصصات وبرامج في هذا المجال، مما يمهّد لمرحلة تعليم جديدة تتجاوز الكتاب والسبورة و»السبورة الرقمية»، إلى نموذج جديد في مدارسنا قادر على الفهم والإبداع والتحليل بلغة العصر الجديدة. فاليوم لم يعد التعليم الحديث يقتصر على التلقين والحفظ، بل يتجه نحو تنمية مهارات التفكير والتحليل، والتفاعل مع أدوات التقنية بوعي. حينما تتعلم الأجيال فإنها تصبح قادرة على التعامل مع تقنيات العصر الحديثة، وتحويل التقنية إلى أداة للإبداع لا وسيلة للاستهلاك. وفيه يتحول التعليم إلى مشروع وطني لبناء الإنسان، ولغرس قيم التفكير والإبداع والمسؤولية في عقول الأجيال القادمة. إن تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس ليس ترفًا معرفيًا، بل استثمار في المستقبل وبناء لعقول قادرة على قيادة التنمية والابتكار في مجتمعات المعرفة، وهو بداية مرحلة جديدة، يتعلم الأجيال فيها لغة العصر. كما أنه ليست الغاية من تدريس الذكاء الاصطناعي حفظ الخوارزميات، بل مواكبة التطور في العالم من حولنا. بلا شك إنها نقلة نوعية في مسار التعليم، فالمعرفة الرقمية لغة حياة لا تقل أهمية عن القراءة والكتابة. لتكون حلقة وصل بين المدرسة والمجتمع وسوق العمل... كل هذا وبيني وبينكم.
396
| 12 نوفمبر 2025
كم مرة جلست بين مجموعة، ومر بك ذاك الشعور بأن كل ما حولك غريب لا تنتمي له؟ كم مرة وجدت نفسك في عمل لا يشبهك لكنك كنت مضطراً للبقاء؟ كم مرة كانت تلك البيئة التي تعرفها لا تشبهك؟ تأتي تلك اللحظة التي يتوقف عندها وسط كل زحام التواصل والضجيج وينظر حوله. ليدرك أن المكان الذي هو فيه في جوهره لم يعد يشبهه، وذلك يأتي ليس رفضًا للواقع، ولا نفيا له بل جرس إنذار للانتباه لهذه المرحلة التي هو فيها. من هنا يختار الكثير أن يسيروا في طرقٍ لم تكن يومًا طرقهم. كأن يعمل الطبيب في مهنةٍ راقية لكنه يشعر بخواءٍ داخلي، فيترك المشفى ليصبح رسامًا أو كاتبًا. وتغادر المعلمة صفّها لتؤسس مشروعًا صغيرًا يملأها شغفًا. هؤلاء لم يهجروا شهاداتهم كما يظن البعض، بل هاجروا نحو ذواتهم. هنا لزاما علينا أن نعي أن المكان الحقيقي ليس بالجدران التي تحيط بنا، بل المسافات التي نشعر بها أننا نتنفس بصدق. حتى في حياتنا اليومية، نصادف أشخاصاً تركوا مهنتهم الرئيسية ليجدوا ذواتهم في مهن مغايرة تماما عن الأولى. كلّنا نمرّ بأماكن كثيرة، بعضها عبور، وبعضها إقامة، بالتأكيد ليست كل الأماكن التي كنت فيها خطأ، فبعضها محطات عبورٍ أساسية لمرحلة قادمة جديدة. لم يهجروا شهاداتهم، بل هاجروا نحو ذواتهم.كثيرًا ما نخلط بين المكان الجغرافي والمكان الوجودي. نربط انتماءنا بالبقعة لا بالحالة، بالمهنة لا بالمعنى، بالعادات لا بالروح. غير أن الحقيقة أعمق. المكان الحقيقي هو حيث يكون الإنسان في حالة انسجامٍ مع ذاته، حيث يشعر أن وجوده يُثمر ويزهر. قد يكون نداءً إلهيًا نحو التغيير. والله عز وجل يقول في سورة النساء (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) الآية تشير إلى أن الأرض واسعة لمن يبحث عن المعنى، وأن البقاء في المكان الخطأ – ما دام يؤذي الروح – فهو نوع من العجز. فهجرة الأماكن مشروعة أن تهاجر من بيئة سلبية إلى بيئة بناء وحياة، من علاقة تُطفئك إلى علاقة تُلهمك.ليست هناك لافتةٌ لتخبرك: «اتجه إلى مخرج الطوارئ»، بل إشارات فاصلة، لكنها صادقة. والذين أدركوا مبكرًا أنهم “ليسوا من هنا”، غادروا بجرأة قبل أن يقتلهم الروتين. تركوا المألوف ليكتشفوا المميز، فوجدوا أنفسهم في مسارات جديدة أكثر صدقًا وحياة. التحول منهج حياة، فاليوم لا يعد ترفا بقدر ما هو ضرورة. ليس عبئًا دائمًا، بل أحيانًا رسالة مفادها يقول: لقد آن الأوان لأن تكونوا أنتم، لا ما يريده العالم منكم أن تكونوا. «المكان» ليس دائمًا جغرافيا؛ بل بوصلة تعلن حالة انسجامٍ بين الروح والواقع. قد يكون مكانك في فكرةٍ، أو شهادة، أو حتى وظيفة أخرى. هذه التحولات الصغيرة تذكّرنا أن المكان الصحيح ليس الأكثر استقرارًا، بل الأكثر صدقًا. والحضور فيه يشبهنا تماما.ويشير إلى أن المغادرة من مكان إلى مكان آخر تلقى به الترحيب وكل الحفاوة والتقدير، لا تعني خيانة الماضي، بل كل الوفاء للمستقبل. بطبيعة الحال فالصوت الداخلي لا يخطئ فتلك البوصلة التي لم تفقد الاتجاه بعد، البوصلة التي تذكّرك أن هناك مكانًا آخر ينتظرك لتكون فيه على طبيعتك وعلى حقيقتك.ولكن إن لم نكن في الأماكن التي نحبها فنحن لاجئون على أية حال، والسعيد هو من يعرف متى يقول بثقةٍ وامتنان كما قال الشاعر محمود درويش «وأنا من هناك، ولي ذكريات، ولكنني لست من هنا»... كل هذا وبيني وبينكم.
294
| 05 نوفمبر 2025
«الرسائل الربانية» تعتبر إشارات من خالق الكون إلى قلوب البشر من خلال إشارات أو علامات تظهر لهم في حياتهم. تعد الرسائل بمثابة بوصلة إلهية تُعيد الشخص إلى صوابه عندما يحيد عن الطريق. فقد تكون على هيئة شعور يساوره بالضيق عند اتخاذ قرار خاطئ، أو شعور بالارتياح عند العودة إلى الحق. بلا شك فان كل ما يحدث في حياتك حكمة. وتلك توجيهات من الله، ولكن تأتي القدرة على إدراك هذه الرسائل، التي تختلف من شخص لآخر. وتشكل محوراً هاماً في حياة الانسان، لما لها من تأثير عميق على مختلف الأصعدة. غالبًا ما تكون الرسائل الربانية بين لحظات مخبأة في أبسط التفاصيل. فيكون قادرا على قراءة ما بين السطور، وفهم الدلالات الخفية للأحداث. فقد تكون في كلمة طيبة من أحدهم، أو شعور بعد اتخاذ قرار ما. هذه الرسائل ليست بالضرورة أن تكون آيات قرآنية، بل قد تكون أحداثًا، مواقف، أفكارًا، أو حتى لقاءات عابرة تحمل في طياتها رسالة عميقة. فالمقاطع التي تظهر لك فجأة لا تلقي لها بالا في البداية، ولكن عندما تتكرر تلك الكلمة تعرف أنك المقصود وأن تلك رسالة لك على وجه التحديد. فالأحداث الصغيرة، والظواهر الطبيعية، وحتى المصائب، تُصبح كلها دروساً وعلامات تدل على حكمة الله وعنايته. وكم من فاتتهم الإشارات… ففاتهم الطريق. قد لا تكون الرسائل الربانية واضحة دائمًا. فقد تأتي على هيئة: أمر فعل معين ما أو نهي عن سلوك ما. أو هي اختبارات من صميم هذه الحياة، كالفشل في تحقيق هدف ما، وقد يكون رسالة موجهة لك لتُعيد النظر في أولوياتك. الى جانب ذلك الفقد من أعمق التجارب الإنسانية التي تحمل في طياتها رسائل إلهية عن الصبر، والرضا، والتسليم. علاوة على ذلك ان الأشخاص الذين يمرون في حياتنا قد يكون وجودهم لهم بعد ومعنى آخر وليكون سببا في تغيير حياتك للأفضل. ان الرسائل الربانية في حياتنا من شأنها أن تُشعر الإنسان بقرب الله منه، وأنه ليس وحيداً في مواجهة تحديات الحياة. فهي وسيلة للتواصل الإلهي وتحمل دلالات تحذير او بشارة. قد يرى الإنسان بعض الأحداث على أنها مجرد صدف عابرة لا معنى لها. لكن الوعي بالرسائل الربانية يُغيّر هذا المنظور، ويُعطي معنى عميقاً لكل حدث، مما يُولد شعوراً واليقين بأن هناك حكمة وراء كل شيء. يقول الله تعالى (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد). عندما يرى الإنسان أن الصعوبات التي يمر بها تحمل في طياتها رسائل إلهية، فإنه يتقبلها برضا ويقين، ويُدرك أنها ليست مجرد عقاب، بل قد تكون فرصة للتقرب من الله. هذا الشعور يُقلّل من مشاعر الظلم أو المرارة تجاه الحياة. هناك دائما جانب إيجابي لكل ما يحدث لنا. فقد يكون الفشل في وظيفة ما رسالة لفتح باب أفضل، أو قد تكون خسارة ما سبباً في تغيير نمط حياة كاملة. وكل ذلك من شأنه أن يُساعد في التغلب على الشعور بالألم واليأس. في الختام، أرح قلبك، وكن على ثقة بالله. فهذه الرسائل الربانية ما هي إلا دعم من الخالق لتواجه به تحديات الحياة بثقة ويقين. إنها تذكير بأن الله قريب، يسمع ويرى، ويوجهنا دائمًا نحو ما فيه صلاحنا. يقول الله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)... كل هذا وبيني وبينكم.
537
| 29 أكتوبر 2025
في آخر مشاهد حياته، ظهر صحفي الجزيرة صالح الجعفراوي في مقطع مصور تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، ممددا على الأرض وقد اخترقت الرصاصات جسده النحيل، ينزف، بينما كان يوثّق ما بعد الحرب، فيما كان صوته الذي يئن وجعا يلهج بآخر ما يملك من وعيٍ وصدق «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله». لم يسقط برصاصة قناص إسرائيلي هذه المرة، بل برصاص العملاء داخل غزة، في حيّ الصبرة تحديدًا. في واحد من أكثر المشاهد قسوةً على الضمير العام أن تمتد يد الغدر له لتُخرس صوته. إن اغتيال صالح ليس فقدًا لشخص؛ بل لعدسةٍ كان العالم يرى الحقيقة من خلالها، ولصورة كانت تلتقط توثق مقاطع الدمار والتهجير والقصف، ولصوت ينقل الوجع. إنه اغتيال لشاب كان شاهدا على الأحداث التي يمر بها الفلسطينيون. وتؤكد الإحصاءات أن أعداد الصحفيين القتلى في غزة بلغت مستوى غير مسبوق تاريخيًا. وفي القانون الدولي ومواثيق الصحافة يعد هذا جريمة. ويعتبر استهداف الصحفيين عمدًا جريمة حرب إذا تبين أن الاغتيال كان مقصودًا أثناء أداء مهنتهم الإعلامية. كما أنه خرق لحرية الصحافة. ومن المفارقات في يوم دفن صالح الجعفراوي يكون شقيق صالح، ناجي الجعفراوي، قد أفرج عنه ضمن دفعات تبادل الأسرى في اليوم ذاته الذي ودّعت فيه غزة صالح إلى مثواه الأخير. لم يكن اغتياله مجرّد حادثة ميدانية عابرة، بل لحظة فاصلة بين الحقيقة والغدر. وكأن لم تكن الرصاصات كافية، حتى يتواطأ الغدر معها ليُكمل ما بدأه الرصاص لاغتيال الحقيقة. والغدر أشد من القتل في حد ذاته لأنه يجمع بين الخيانة والخداع وسوء النية. الغدر ليس قتلًا جسديًا فقط، بل هو اغتيال للثقة والكرامة والعهد، وسقوط المروءة. الذاكرة لا تصفح ولا التاريخ ينسى فالغدر ليس من شيم العرب. فهي تعد وصمة عارٍ تظل تلاحق صاحبها «فالغدر سُبّة لا تزول» كما يقول العرب. فالعربي الأصيل لا يطعن من الخلف، ولا يبيع صاحبه مهما كان الثمن. ورغم الخيانة، سيبقى صوت الشهداء صادقًا، لأن الحقيقة قد تُغتال، لكنها لا تموت. بهذا الوصف، لا يُنظر إلى الغدر كمجرد فعلٍ سياسي أو حيلةٍ عسكرية، بل غدر بالقضية الفلسطينية. وبالرغم من تحريم الغدر حتى مع الأعداء في الحرب، فكيف بمن يغدر بأخيه؟ إن الخيانة لا تنتصر أبدًا وإن بدا في لحظة أنها غلبت. لم يُقتل صالح وحده، رحل صالح وقد ترك الكاميرا التي كانت شاهدة معه، وترك في ذاكرة الأمة إرثا لا يزول في زمن الحرب وكان شاهدا على الحقيقة. رحل الجعفراوي وقد اختار طريق الحقيقة وخلد معها معنى أمانة الصورة ومعنى أن تكون إنسانا. كانت الشهادة آخر ما نطقه هذا الشاب الذي عاش حياته يشهد للعالم على الحقيقة، فختمها بشهادة الحقّ أمام الله. سقط جسده صامتًا، لكن صوته بقي شاهدًا على أن الكلمة الحرة لا تُغتال، وأن المؤمن لا يُهزم ولو مات قائمًا على الأرض. هكذا رحل صالح كما عاش وما أعظم أن يختم الإنسان مسيرته وقد جمع بين الشهادتين، شهادة كلمة الحق التي نطق بها طول حياته، وشهادة الإيمان التي ختم بها أنفاسه الأخيرة. ختم الجعفراوي حياته كما عاشها صادقًا، شجاعًا، ومؤمنًا بأن الحقيقة تستحق أن يُضحّى من أجلها، سلامٌ على من ماتوا وهم أحياءٌ في الذاكرة... كل هذا وبيني وبينكم
213
| 22 أكتوبر 2025
مشاهد العائدين إلى الشمال وإلى أحياء غزة القديمة تحمل مزيجًا مُربكًا من الفرح الحذر، والحِداد، والخوف، والذهول أمام بقايا البيوت التي كانت يومًا حياةً كاملة. بعد عامين من حربٍ لم تُبقِ على شيء، تعود الحياة إلى غزة ببطءٍ يشبه التنهيدة الأولى بعد الغرق. أرقام الموت تتحدث أكثر من الكلمات، وتحكي فداحة ما جرى. يعود معها نحو نصف مليون من أهل غزة إلى الحياة من تحت الأنقاض والركام، بعد أن أنهكتهم الحرب، وبعد التهجير القسري الذي طال ٩٠٪ من سكان القطاع، في حرب الإبادة التي بدأت منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وراح ضحيتها ستة وسبعون ألف شهيد، بينهم سبعة وعشرون ألف طفل لم يعرفوا من الدنيا سوى الخوف. منذ الساعات الأولى للأزمة، كانت قطر تقوم بدور الوساطة وتبذل الجهود الحثيثة من أجل وقف الحرب، ليس بدافع سياسي فحسب، بل انطلاقًا من التزامٍ أخلاقي وإنساني راسخ. كما قال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: «دورنا في الوساطة واجب إنساني قبل أن يكون سياسيًا، فإطفاء الحرائق خيرٌ من إشعالها».لم يكن ذلك مجرّد تصريح، بل تجسيدٌ لموقفٍ أخلاقيّ ينسجم مع سياسة قطر القائمة على إعلاء قيمة الإنسان وصون كرامته. فكانت الوساطة القطرية خيط الأمل الأخير في ليلٍ عربي طويلٍ أثخنته الجراح. تضع الحرب أوزارها بعد توقيع إسرائيل على اتفاقٍ لإنهائها. ومن خلال هذه الوساطة التي قادتها قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة وتركيا، تم الوصول إلى اتفاقٍ شاملٍ لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، إضافةً إلى دخول ستمئة شاحنة إغاثة يوميًا عبر المعابر. وبينما كانت الوفود تتجهّز للقمة، فُجعت قطر بنبأ استشهاد ثلاثة من خيرة أبنائها وإصابة اثنين في حادث سير على طريق شرم الشيخ، كانوا يسيرون في طريق السعي للسلام أثناء مهمّةٍ مرتبطة بأعمال القمّة. قضوا شهداء من أجل حقن الدماء في غزة. رحمهم الله، فقد رحلوا وهم يحملون رسالة سلامٍ لا تموت. وبحسب الإحصاءات الأممية، فإنّ غزة سجّلت أعلى معدلٍ للضحايا المدنيين في القرن الحادي والعشرين نسبةً لمساحتها وعدد سكانها. إنها المدينة التي دفعت أثمانًا باهظة من أجل أن تظلّ واقفة على قدميها. غزة اليوم لا تطلب الشفقة، بل الدعم المنظّم والإغاثة العاجلة لقطاعها الصحي، الذي يعاني من نقصٍ حادٍ في المستشفيات، والأدوية، والأجهزة، والمستلزمات، والكادر الطبي المنهك. إنّ مشهد الأطباء الذين يواصلون العمل بلا نومٍ ولا كهرباء هو صورة للبطولة في زمنٍ أنهكته القسوة. أما التعليم، فقد كان أحد أكثر القطاعات تضررًا. مدارس كثيرة تحوّلت إلى ملاجئ أو ركام، وأطفال فقدوا مقاعدهم ومعلميهم وأحلامهم الصغيرة. واليوم، تعود أصوات الطلبة إلى ساحات المدارس المتهالكة، كأنها إعلانٌ جديدٌ للحياة رغم الألم. إنّ إعادة بناء المدارس وتأهيل المعلمين وتوفير الكتب والمناهج تمثّل أولوية إنسانية لا تقلّ أهميةً عن إنقاذ الأرواح. فالمجتمع لا يُشفى جسده دون أن تُعالج روحه، والتعليم هو الطريق الوحيد للشفاء المعنوي والنهضة المستقبلية. ومن هنا تبرز مسؤولية العالم في دعم هذا الحق المقدّس في التعلم، لأنه ضمانةٌ لعدم تكرار المأساة. إعادة إعمار غزة ليست عملية هندسية فحسب، بل مشروع إنساني شامل لإحياء الذاكرة والهوية. فعودة الحياة ليست بالسهولة التي نتخيلها، بل هي مسار متكامل من العلاج والرعاية والتعليم والإصرار على الحياة والبقاء. إنها عودة إلى الإيمان بأنّ النور ممكن حتى بعد عتمة الدمار، وأنّ روح الإنسان أقوى من كل جدارٍ هُدم.إنّ رحلة العودة ليست رحلة جغرافية من الجنوب إلى الشمال، بل عودة الروح إلى غزة، عودةٌ من الموت إلى الحياة. وبوساطةٍ قطريةٍ لا تعرف الكلل أو التعب، ومع قمة شرم الشيخ التي حملت أرواح شهداء السلام، تُفتح صفحةٌ جديدة من تاريخٍ كُتب بالدم، لكنه لا يزال يصرّ على كتابة الأمل... كل هذا وبيني وبينكم.
462
| 15 أكتوبر 2025
يقول الاسكندر الأكبر: أنا مدين لمعلمي لأنه قدم لي حياة جديدة. يحتفل العالم أجمع بيوم المعلم الذي ينظم سنويا في الخامس من أكتوبر من كل عام والذي بدأ الاحتفال به منذ أربعة عقود. ان المعلم هو الأساس لنهضة الأمم بلا شك فيعتبر هذا اليوم فرصة عظيمة من اجل تعزيز مهنة التعليم التي يعتبر المعلم فيها هو حجر الأساس في العملية التعليمية. حيث يولي الجميع أهمية بالغة لدور المعلم الذي يقوم به، ولا يختلف اثنان على الجهد الذي يبذله المعلم. فبطبيعة الحال يترك المعلم أثرا كبيرا في نفوس كل الطلاب. ويبقى ذلك طويلا لا ينسى سواء إيجابا أو سلبا. فأهم ما على المعلم أن يترك أثرا مستداما يبقى في الفرد، ومن شأن هذا الأثر أن يظهر جليا في شخصية الطالب المتعلم. مما يسبب عملية تحول كبيرة في حياة الانسان فينتقل من مرحلة الجهل الى التعلم والمعرفة. من أولويات التعليم المعلم الكفء الذي يعتبر من أهم ركائز وقوي والاساس للبنيان للمجتمع. على مر السنوات وباختلاف الديانات فقد نال المعلم اهتماما كبيرا من جميع أفراد المجتمع تقديرا لما يقدمه للمتعلمين من طلابه. اليوم غدا للمعلم مكانته عبر الأزمنة، قيمة لا تتبدل ولا تتغير تقديرا للجهود التي يقدمها لتعليم الطلاب وتضع المعلم في مستوى عال. إن أهم ما يميز المعلم أنه يعزز الثقة بينه وبين الطالب وبناء شخصيته. لابد لكل منا معلم لا تزال تحتفظ به الذاكرة لتضحياته من أجل أن طلابه. يعتبر المدرس هو المصدر السليم للتعلم الصحيح، تعتبر مهنة التعليم مهنة مقدسة ونهجا ربانيا في الرسالة المحمدية التي بدأت بأول كلمة اقرأ. وهذا أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم يقول انما بعثت معلما مبشرا. كل البلاد تحتاج للمعلم الكفء، المتقن والمخلص في عمله الذي له الحس الإنساني الكبير الذي من خلاله يستطيع التواصل مع طلابه. ان المعلم الذي يحمل شرف المهنة وعناء الوظيفة ويتفهم المعلم كل احتياجات الطلاب المختلفة ويتعامل مع تفاوت الطباع لدى طلابه. انه المحب لطلابه ومهنته، الذي طالما كان اللطف والرفق بهم عنوانه. فالمعلم تجاوز دور تقديم المادة المعرفية فقط، ولكنه يهتم بهم عاطفيا وصحيا وتربويا. ويعمل على جذبهم لهذه العلوم والمعارف. لطالما كان هذا المعلم مبادرا ومتعاونا مع الجميع. من أشرف المهن وأعلاها لأنها تبدأ من الصفر في بناء الطالب انها مهنة العطاء والمنح والمجتمع وثق به واستأمنه على نفوس وعقول أبنائه. لذلك يستحق معلم الاجيال الاحتفاء به ليس يوما بالسنة وانما كل يوم نظرا لعظيم ما يقدمه من لبنات واساس لبناء مجتمعه. من صناعة القيادات والقادة المتميزين. يوما بعد يوم ومع التقدم التكنولوجي تبقى مهنة المعلم من المهن التي لن تختفي أبدا. ولا غنى عنها في أي زمان ومكان. فالأمم تحيا بالعلم وتموت بالجهل. كل هذا وبيني وبينكم
360
| 05 أكتوبر 2025
في مقابلة في إحدى القنوات الإخبارية ظهرت الأم الشابة التي تتحدث بألم وأسى عن الحالة التي وصلوا إليها من عدم توفر الغذاء في غزة. فطفلتها الصغيرة تطلب منها أن تخبئ قطعة الخبز الصغيرة إلى الغد لتجد شيئا تأكله. لقد أصبح نادرا لدرجة أن يُخبأ. بالمقابل، في الحرب العالمية الثانية، وثّقت كتب التاريخ كيف كان الأطفال في الحرب العالمية الثانية يخبئون قطع الخبز في معسكرات الاعتقال النازية. فالصورة ذاتها تتكرر اليوم في غزة، ولكن بأعين تشاهد ومفتوحة للعالم. «على هذه الأرض ما يستحق الحياة...» واليوم أطفال غزة لا يجدون الخبز وبالكاد الأم... فالطفولة في غزة مسروقة، وعالميا تعرف الطفولة بأنها مرادف البراءة والإنسانية، والدهشة. أما في غزة فقد أصبحت ذات مترادفات أخرى قاسية كالحرمان والألم والموت جوعا. كما أن الطفولة في غزة ليست دمى وكتبا ودفاتر وأقلاما ملوّنة، بل خيام في العراء وذكريات تحت الأنقاض. هناك تُسرق الطفولة جهارًا، ويموت الأطفال جوعاً والعالم يتفرّج. الطفولة التي خُلقت للعب والضحك والبراءة، تُختطف هناك تحت ركام البيوت، وفي طوابير الخبز، وبين صرخات النزوح والجوع. إن ذلك كله بلا شك يعكس جرائم الحصار والتجويع، وشهادة على قسوة العالم كله الذي يشاهد ويسمع أحداث غزة من إبادة وتجويع وحصار ولا يحرك ساكنا. أيضا هي ازدواجية واضحة للعالم تجاه هذه الطفولة المسروقة. في غزة، لا يُقاس العمر بالسنوات، بل بعدد الغارات التي نجا منها الطفل. وانكتب له عمر آخر. طفولة مسروقة، متناثرة بين الركام، وتُختزل في قطعة خبز تُخبّأ خوفًا من الجوع. عدا ذلك غدت الطفولة في غزة صغارا ينتظرون الطعام في طوابير المساعدات الإغاثية. عائلة مكونة من خمسة أو ستة أطفال يتقاسمون خبزة واحدة، كان حلمهم لعبة اليوم صار الحلم قطعة خبزة. فالطفولة التي خُلقت للعب والضحك والبراءة، تُختطف هناك تحت ركام البيوت، وفي طوابير الخبز، وبين صرخات النزوح والجوع. فالنزوح ليس نجاة، ولا هو هروب من القصف، بل فقد أمان وبيت، بل هو عبور من موت سريع إلى موت أبطأ أكثر قسوة وكأن القصف والإبادة لا تكفي يأتي الجوع والتشريد بالإضافة إلى خذلان العالم وقسوة صمته.. سياسة ممنهجة ومساعدات شحيحة فالتقارير الدولية تشير إلى أن الحصار يمنع وصول الغذاء بشكل كافٍ وعمدا. أين ضمير العالم من هذا كله؟ وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فيما تؤكد الإحصاءات الميدانية أن سياسة التجويع باتت حقيقة يومية تفتك بالأطفال. فمنذ أشهر يرزح القطاع تحت حصار مشدد، يترافق مع قيود صارمة ومنع متعمد لوصول الغذاء والدواء، ما يجعل حياة آلاف المدنيين مهددة على نحو خطير. وبالرغم من التحذيرات المتكررة من المؤسسات الدولية والأممية، طوال أيام وشهور هذه الحرب، يظل التجويع أداة حرب ضد المدنيين الأبرياء في غزة. بالإضافة إلى ذلك فالأرقام الصادمة تؤكد أن الأطفال هم الضحية الأولى لسياسة ممنهجة، تقوم على حصار محكم ومنع وصول الغذاء والدواء منذ أشهر. هذه السياسة لا تكشف فقط عن أزمة إنسانية، بل عن عجز المجتمع الدولي عن فرض حماية حقيقية لأبسط الحقوق الإنسانية. المنظمات الدولية والحقوقية تصدر التقارير، ولكن الطفولة في غزة ما زالت تُغتال كل يوم. السؤال الجوهري: أليس من حق أطفال غزة أن يعيشوا كما يعيش أطفال العالم؟ أليس من حقهم أن يذهبوا إلى مدارسهم حاملين حقائبهم بدلا عن الأكفان؟!! كل هذا وبيني وبينكم...
249
| 01 أكتوبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال أعضائها.!!! من خلال هذه الكلمة عرف سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد معنى الدولة المارقة من منبر الأمم المتحدة. التي شارك فيها حضرة صاحب السمو في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وسط تصاعد التوترات في المنطقة. كما أنها تأتي كرسالة سياسية ودبلوماسية تحمل مضمونا عميقا وواضحا حول السيادة، العدالة. هناك الكثير من الدلالات من خطاب سمو الأمير عندما عبر عن الاعتداء على سيادة دولة هو اعتداء سافر يخرق الأعراف الدولية. وهو اعتداء على دولة وساطة صانعة سلام كرست دبلوماسيتها لحل الصراعات بالطرق السلمية، لا يسعى طرف لاغتيال وفد يفاوضه إلا بهدف إفشال المفاوضات. وفي بداية كلمته أشار سموه بعد مرور ثمانية عقود من المحافظة على السلم والأمن الدوليين، واحترام كرامة الانسان وسيادة الدول. قطر كدولة تتمسك بالمبادئ وتدافع عن القيم الإنسانية على الصعيد الدولي وعلى صعيد التحالفات واثبتت ذلك في عدة دول أفغانستان، السودان، أوكرانيا، ولبنان. وفي خطابه أكد سمو الأمير أن حماية السيادة لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال. فالهجوم الإسرائيلي الذي طال قطر مثل انتهاكاً صارخاً للقانون والاعراف الدولية. وأن احترام القانون الدولي هو أساس أي نظام عالمي عادل. وعبر عن ذلك قائلا ان تراجع منطق النظام الدولي امام منطق القوة ذلك يعني تسيد نظام الغاب. وبالتالي ظهور مفهوم الواقعية السياسية الجديدة في عالم السياسة اليوم وذلك يعني فرض الأمر الواقع اجباريا على الدول. وشكك سمو الأمير من نوايا إسرائيل على السلام، وأكد ذلك من خلال خلط الأوراق ونسف المفاوضات، واطالة أمد الحرب لصالح اسرائيل. علاوة على ذلك لقد كانت فلسطين في قلب الخطاب القطري، إذ دعا سمو الأمير إلى وقف المأساة الإنسانية في غزة، والتأكيد على أن لا سلام دون عدالة ولا استقرار دون إنهاء الاحتلال. ولقد بذلت دولة قطر جهود وساطة، ودعما لإيصال المساعدات، وجهودا شاقة للإفراج عن الأسرى. لهذا السبب لا تريد إسرائيل انهاء الحرب الا بالتطهير العرقي والابادة، الامر الذي يضع علامة استفهام كبيرة امام رئيس هذه الحكومة. كما أشار الشيخ تميم في الأمم المتحدة أن قطر لن توقف جهودها نحو السلام بسبب دولة مارقة، بل ستستمر في مواقفها وحضورها السياسي والدبلوماسي. قطر عاصمة تحتضن الفعاليات الرياضية والسياسية وأثبتت أنها اكتسبت ثقة المجتمع الدولي. الرسالة واضحة من كلمة سمو الأمير: السيادة لا تُساوم، والسلام لا يتجزّأ، والدبلوماسية الحقيقية لا تكتفي بالتصريحات، بل تُترجم إلى أفعال. ويبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه المواقف إلى خطوات عملية تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. إن خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمام الأمم المتحدة يمثل نقطة قوية في المسار السياسي والدبلوماسي لقطر، بل أيضا في مجرى الأحداث في الشرق الأوسط. هو ليس فقط ردًّا على فعلة إسرائيل، بل هو إعلان موقف: أن بعض الممارسات لم تعد تُحتمل، وأن القوانين الدولية، حقوق الإنسان، السيادة ليست مفاهيم مرفوضة فقط، بل خط أحمر يتطلب احترامًا. في النهاية، يعبر هذا الخطاب القطري في الجمعية العامة بالأمم المتحدة عن مصداقيته عربيا ودوليا، ليست كدولة وساطة فقط، بل دولة ذات سيادة وذات موقف دبلوماسي، وان ذلك لن يجبر قطر على التراجع لأجل سلوك دولة مارقة... كل هذا وبيني وبينكم.
1197
| 24 سبتمبر 2025
اختتمت القمة العربية الإسلامية الطارئة التي دعت إليها دولة قطر لبحث الرد على العدوان الإسرائيلي الغادر، في لحظة تاريخية أعادت رسم ملامح المشهد العربي والإسلامي. لم يكن البيان الختامي مجرد ترديد لعبارات الإدانة التقليدية، بل حمل مواقف عملية ودعوات صريحة لمراجعة العلاقات، ومساءلة إسرائيل سياسيًا وقانونيًا، بما ينسجم مع تطلعات الشعوب التي سئمت الاكتفاء بالتصريحات الرنانة. منذ لحظة الانعقاد، كانت القمة قمة وضوح الموقف. حيث بدأت بإدانة الهجوم الإسرائيلي على سيادة قطر، وأكدت أنّ المساس بدولة عضو ليس اعتداءً عليها وحدها، بل على الأمن الجماعي العربي والإسلامي. وقد قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في الجلسة القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة هي رسالة واضحة في وجه إرهاب الدولة الإسرائيلي. كلمات جاءت لتؤكد أن السيادة القطرية خط أحمر، وأن الصمت لم يعد خيارًا صالحا بعد اليوم. في الوقت الذي يبحث فيه نتنياهو عن نصر مفقود في فلسطين، وجه غدره إلى قطر، في عدوان فاشل متوهمًا أن ذلك سيعزز رصيده الدولي، لكن بحساباته الخاطئة فشل القصف منذ لحظته الأولى. لقد انقلب السحر على الساحر، إذ لم يحصد الاحتلال سوى الإدانة والعزلة، بينما حصدت قطر تضامنًا مطلقًا وتأكيدًا على دورها المركزي كوسيط لا غنى عنه في تحرير الأسرى وفي مساعي السلام. ان البيان الختامي شدد على أن الاعتداء على قطر مسّ وجدان الأمة كلها، ودعا المجتمع الدولي، وخصوصًا الأمم المتحدة، إلى تحميل إسرائيل التبعات القانونية. لكنه في الوقت نفسه وجه بوصلة المسؤولية إلى الشعوب، داعيًا إياها إلى أن تكون شريكًا في صناعة القرار عبر الضغط والمطالبة والمراقبة. فالمعادلة لا تتغير بالبيانات وحدها، بل بوعي جماهيري قادر على دفع الحكومات إلى مواقف أكثر صلابة. ما كشفه هذا العدوان لم يكن مجرد عداء لإرادة قطر، بل محاولة لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة، وقتل أي مسار تفاوضي عادل. غير أن الرد العربي والإسلامي الموحد أثبت أن التضامن لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية في زمن تختبر فيه الأوطان حدود بقائها. كما أبرزت القمة دور الإعلام العربي والإسلامي في مواجهة حملات التضليل الإسرائيلية، وتشكيل رأي عام عالمي يعكس الحقائق والحقوق المشروعة للشعوب. لقد ترك العدوان أثرًا عميقًا في الوجدان العربي والإسلامي، وأدرك المواطن العربي أن الخطر قد يطرق أبواب أي عاصمة، لا فلسطين وحدها. وهذا الإدراك زاد من قوة التضامن مع قطر، ووسّع دائرة التعاطف مع غزة المحاصرة والمجروحة. البيان الختامي لم يكتفِ بالشجب، بل وضع خطوطًا حمراء للممارسة الدولية، ودعا إلى خطوات ملموسة دبلوماسية، قانونية، اقتصادية، وإعلامية. البيان الختامي ليس نهاية المطاف، بل نقطة مفصلية تدعو للمضي قدما بخطى ثابتة وواثقة، نحو ترجمة المواقف الى سياسات عملية تصنع الردع وتحمي السيادة. وهو ماعبر عنه سمو الأمير بقوله: «نحن لا نساوم على سيادتنا ولا نسمح بالاعتداء على أرضنا وقرارنا الوطني». لقد أثبتت قمة الدوحة أن العاصفة، مهما كانت قاسية، يمكن أن تكون فرصة لإعادة ترتيب الصفوف. فقد جاء العدوان ليؤكد همجية إسرائيل، لكنه في المقابل أعاد توحيد الصفوف بين العرب والمسلمين، وأطلق مسارًا جديدًا يربط بين الإرادة الشعبية والموقف الرسمي. وما سيأتي بعد القمة هو الامتحان الحقيقي: تحويل التضامن إلى قوة ردع، وتحويل البيانات إلى أفعال تحفظ للأمة سيادتها وكرامته.
192
| 17 سبتمبر 2025
في انتهاك سافر للسيادة القطرية والذي تعرضت له الدوحة يوم أمس. الهجوم الجوي الإسرائيلي على قطر، والذي استهدف مقر إقامة أعضاء حركة حماس في الدوحة. هذا العدوان المباشر الذي تتجاوز إسرائيل فيه كل الخطوط الحمراء، وتخرق فيه القانون الدولي. وقد أثار هذا الهجوم استياءً قطريا واسعا رسميا وشعبيا، وإدانة دولية لإسرائيل، حيث اعتُبر انتهاكًا مباشرًا وعدوانا على دولة ذات سيادة. العدوان على الدوحة يستهدف الوسيط القطري والحليف لأمريكا، وهي التي تسعى لإنهاء الحرب وإيجاد تسوية إنسانية وسياسية عادلة. فالقانون الدولي يحظر استهداف المقرات المدنية والسياسية، ويُلزم احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. من جانب آخر يرى الكثير من المحللين السياسيين ان هذه الضربة الإسرائيلية التصعيدية لا تعتبر كعمل عسكري فحسب، بل هي من جانب سياسي تظهر بشكل واضح عجز إسرائيل الميداني، وقتل المفاوضات الجارية بوساطة قطرية لإنجاز صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة. وقد تكرر تعطيل المفاوضات لتبادل الأسرى من قبل بنيامين نتنياهو. وعائلات الأسرى الإسرائيلية على علم بذلك انه دائما يسعى لإفشال العمليات وتعقيد الأزمة. من ناحية أخرى يريد بنيامين نتنياهو فرض قواعد جديدة بدون رادع أخلاقي ولا سياسي ولا قانوني. ومنذ سنوات، لعبت قطر دورًا محوريًا في ملفات الوساطة، واستضافت على أراضيها العديد من جولات التفاوض بين حماس وإسرائيل، بتنسيق دولي وخاصة مع الولايات المتحدة. غير أن ما جرى مؤخرًا يكشف عن تناقض عجيب: فبعدما اقترحت واشنطن استضافة جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة، جاءت إسرائيل لتقصف مكان الاجتماع وأعضاء الوفد، في عملية اعتُبرت منسّقة ضمنيًا مع الإدارة الأمريكية. إن قصف الدوحة ليس مجرد عمل عسكري، بل هو عدوان سافر على دولة ذات سيادة، وتجاوز للخطوط الحمراء كافة. الاعتداء على قطر يمثّل انتهاكًا لهذه المبادئ، ما استدعى إدانات عربية ودولية واسعة، عبّرت عن رفضها لاستخدام أراضي وسيادة الدول كساحة لتصفية الحسابات هل حان الوقت للتوقف عن المزيد من الدماء؟ أليس من حقنا، نحن الذين نحتمي بالله ثم بعلم قطر أن نعيش بأمان في بيوتنا دون تربص من طائرات الغدر من بعيد؟ نعم أنا مواطنة قطرية، قد أرتجف اليوم خوفا على بيتي وأهلي ووطني، ولكنني أعلم أن هذا الخوف سيتحول غدا الى قوة، وأننا سنغدو في تكاتف وتماسك مستمر مع قيادتنا. فالوطن الذي علمنا أن نمد أيدينا بالخير الى الغير، لن يعجز عن مواصلة رسالته كما فعل دائما. ولعلي أختم بما يردده قلبي الآن: ان الاعتداء على سماء قطر اليوم لم يصب قطر فقط، بل أصاب قيم العدالة والإنسانية التي يفترض ان يحميها العالم بأسره. ومادامت كل القيم حية فينا، فلن ننهزم، وسيبقى وطني مهما اشتد الظلام، منارة تذكر الاخرين بان العدل لا يموت وان الحق لا يقصف. العدوان على الدوحة لم يكن مجرد استهداف لمكان أو أشخاص، بل كان محاولة لطمس مسار تفاوضي كامل. اللهم احفظ قطر وأميرها وشعبها وأرضها وسماءها، وأدم على بلادنا الأمن، والأمان والرخاء والعزة... كل هذا وبيني وبينكم
480
| 10 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...
13635
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...
1800
| 21 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...
1176
| 20 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...
1152
| 25 نوفمبر 2025
في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...
1050
| 23 نوفمبر 2025
كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...
999
| 20 نوفمبر 2025
في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...
918
| 20 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...
870
| 25 نوفمبر 2025
في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...
816
| 25 نوفمبر 2025
عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن...
786
| 25 نوفمبر 2025
حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...
717
| 21 نوفمبر 2025
أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...
657
| 20 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل