رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في انتهاك سافر للسيادة القطرية والذي تعرضت له الدوحة يوم أمس. الهجوم الجوي الإسرائيلي على قطر، والذي استهدف مقر إقامة أعضاء حركة حماس في الدوحة. هذا العدوان المباشر الذي تتجاوز إسرائيل فيه كل الخطوط الحمراء، وتخرق فيه القانون الدولي. وقد أثار هذا الهجوم استياءً قطريا واسعا رسميا وشعبيا، وإدانة دولية لإسرائيل، حيث اعتُبر انتهاكًا مباشرًا وعدوانا على دولة ذات سيادة. العدوان على الدوحة يستهدف الوسيط القطري والحليف لأمريكا، وهي التي تسعى لإنهاء الحرب وإيجاد تسوية إنسانية وسياسية عادلة. فالقانون الدولي يحظر استهداف المقرات المدنية والسياسية، ويُلزم احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. من جانب آخر يرى الكثير من المحللين السياسيين ان هذه الضربة الإسرائيلية التصعيدية لا تعتبر كعمل عسكري فحسب، بل هي من جانب سياسي تظهر بشكل واضح عجز إسرائيل الميداني، وقتل المفاوضات الجارية بوساطة قطرية لإنجاز صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة. وقد تكرر تعطيل المفاوضات لتبادل الأسرى من قبل بنيامين نتنياهو. وعائلات الأسرى الإسرائيلية على علم بذلك انه دائما يسعى لإفشال العمليات وتعقيد الأزمة. من ناحية أخرى يريد بنيامين نتنياهو فرض قواعد جديدة بدون رادع أخلاقي ولا سياسي ولا قانوني. ومنذ سنوات، لعبت قطر دورًا محوريًا في ملفات الوساطة، واستضافت على أراضيها العديد من جولات التفاوض بين حماس وإسرائيل، بتنسيق دولي وخاصة مع الولايات المتحدة. غير أن ما جرى مؤخرًا يكشف عن تناقض عجيب: فبعدما اقترحت واشنطن استضافة جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة، جاءت إسرائيل لتقصف مكان الاجتماع وأعضاء الوفد، في عملية اعتُبرت منسّقة ضمنيًا مع الإدارة الأمريكية. إن قصف الدوحة ليس مجرد عمل عسكري، بل هو عدوان سافر على دولة ذات سيادة، وتجاوز للخطوط الحمراء كافة. الاعتداء على قطر يمثّل انتهاكًا لهذه المبادئ، ما استدعى إدانات عربية ودولية واسعة، عبّرت عن رفضها لاستخدام أراضي وسيادة الدول كساحة لتصفية الحسابات هل حان الوقت للتوقف عن المزيد من الدماء؟ أليس من حقنا، نحن الذين نحتمي بالله ثم بعلم قطر أن نعيش بأمان في بيوتنا دون تربص من طائرات الغدر من بعيد؟ نعم أنا مواطنة قطرية، قد أرتجف اليوم خوفا على بيتي وأهلي ووطني، ولكنني أعلم أن هذا الخوف سيتحول غدا الى قوة، وأننا سنغدو في تكاتف وتماسك مستمر مع قيادتنا. فالوطن الذي علمنا أن نمد أيدينا بالخير الى الغير، لن يعجز عن مواصلة رسالته كما فعل دائما. ولعلي أختم بما يردده قلبي الآن: ان الاعتداء على سماء قطر اليوم لم يصب قطر فقط، بل أصاب قيم العدالة والإنسانية التي يفترض ان يحميها العالم بأسره. ومادامت كل القيم حية فينا، فلن ننهزم، وسيبقى وطني مهما اشتد الظلام، منارة تذكر الاخرين بان العدل لا يموت وان الحق لا يقصف. العدوان على الدوحة لم يكن مجرد استهداف لمكان أو أشخاص، بل كان محاولة لطمس مسار تفاوضي كامل. اللهم احفظ قطر وأميرها وشعبها وأرضها وسماءها، وأدم على بلادنا الأمن، والأمان والرخاء والعزة... كل هذا وبيني وبينكم
495
| 10 سبتمبر 2025
منذ بدء الخليقة ويسعى الانسان الى الاستقرار، وأن يجد له مأوى يسكن فيه ويحميه من التقلبات سواء الجوية أو الاجتماعية أو غيرها. يسعى جاهدا طيلة عمره أن يوفر له مسكنا يحميه. قد يختلف بناء البيت من جيل لجيل، وتتغير مواد البناء، ولكن يظل البيت أوّل حدود الإنسان مع العالم الخارجي. ويظل الجوهر واحدا بيت يحتضن ذاكرة المكان بتفاصيلهم حتى الصغيرة وملامحهم التي لا تنسى. فيه يتربى الأبناء على العادات والتقاليد، وتعزز فيه الروابط الاجتماعية لتشمل دائرة المجتمع الأوسع. غير ان بيت العمر يعتبر بالنسبة له خلاصة الأيام ورمز للاستقرار. فالكثير يقضي سنوات عمره في الادخار من أجل بيت العمر. ليصبح بعد ذلك تعبيرا عن هويته وذاته. فهو ليس مجرد جدران وغرف فقط. انما امتداد لإنسانيته وهويته، ومن خلاله تبنى المجتمعات. ان من أهم الدوافع لبناء بيت العمر هو البحث عن الأمان والاستقرار. فكل باب فيه هو باب أمل، وكل نافذة فيه من النوافذ تبعث في قلب أصحاب البيت النور والحياة من أجل مستقبل أفضل. بيت العمر هو بيت الأمان لأهله فهو أمان للأبناء بعد عمر طويل. كما أنه امتداد للأسرة وجذورها في بيت العمر. بيت العمر يحمل في طياته بعدًا عاطفيًا؛ فهو موطن تتشكل العلاقات الإنسانية فيه، ومسرح كل الذكريات، حيث تنسج الاحلام وذكريات الطفولة. وهنا يتجاوز معناه المادي كونه مأوى، أو ليسجل اسمه على صك ملكية. إنه أكبر من ذلك بكثير. انه قيمة انتماء ومعنى للاستمرار والبقاء. والمكان الأول الذي يكتسب به الأبناء القيم والهوية والمشاركة في بناء الأوطان. ولكن من جانب آخر قد يتحول بيت العمر الى عبء ويفقد معناه وقيمته المعنوية، إذا كان مرتبطا بقروض طويلة أو ساحة خلافات أسرية لا تنتهي ولأتفه الأسباب فيغدو مكانا يحرم أهله من الاستقرار الاسري. إنه مرآة من نوع خاص يعكس من خلاله صورة أهله فالعبرة ليست بالمساحة ولا الأثاث الفاخر انما تكمن بروح أهله. وبكل زاوية من زواياه فيها بناء مستمر كالزرع. بيت العمر هو الوطن يعيش بنا كما نعيش فيه. وحين يرحل أصحابه يبقى شاهدا البيت شاهدًا على قصصهم وسيرتهم. في هذا العالم المتغير يظل بيت العائلة هوية اجتماعية ذات بصمة مختلفة، وجذورا ممتدة عبر الأجيال. فشعور ان تكون بلا بيت ولا مأوى ذلك يعني أن تعيش في خوف وبلا أمان ولا اطمئنان. شعور بالفراغ الداخلي وأنك على الهامش في هذه الحياة. الدراسات النفسية تؤكد أن البيت المستقر يُغرس في الفرد إحساسًا بالطمأنينة والثقة، بينما غياب الاستقرار السكني يولّد القلق والاضطراب. لذا، بيت العمر ليس مجرد حلم اقتصادي، بل حاجة نفسية تعادل الطعام والهواء، لأنه يترجم احتياجات الإنسان إلى الأمان، والهوية، والخصوصية. وهو ذاكرة حية لأجيال. ليس البيت حيث نعيش، بل حيث نحب. بيت العمر بيت الروح قبل الجدران. بل ان بيت العمر هو العمر نفسه حين تنعكس روح أهله عليه، وتحيطه الطمأنينة والحب. إننا لا نسكن البيوت فقط، بل تسكننا هي أيضًا، لتصير جزءًا من سيرتنا التي نتركها من بعدنا. في النهاية، يبقى بيت العمر استثمارا طويل الأمد فهو العمر نفسه الى الجنة حيث لا خوف ولا رحيل. ويظل بيت العمر الحقيقي هو البيت الذي يجمع الأرواح قبل الأجساد، ويصنع من جدرانه حياة نابضة لا تُقاس بمساحة ولا بترف، بل بما يتركه فينا من أثر خالد. كل هذا وبيني وبينكم...
234
| 03 سبتمبر 2025
يعد العام الدراسي نقطة انطلاق متجددة. تحمل معه فرصا للتعلم والانجاز وتكاتف الجهود يشجع على الابتكار والنمو. مع بدء العد التنازلي للعودة الى مقاعد الدراسة. يتسابق الجميع من إدارات مدارس ومعلمين وطلاب وأولياء أمور لاستقبال العام الدراسي وهم على أتم جاهزية سواء معنويا أو ماديا، فبداية المدارس هي العودة للصفوف لاستثمار مستقبل الأجيال، باعتباره نقطة البداية نحو غدٍ أفضل. كما ان التعليم أساس الحضارة. وفي قطر يعتبر نقطة محورية نحو مستقبل مشرق. ترتكز عليها وتؤكدها رؤية قطر الوطنية 2030 وهي تحقيق التنمية البشرية المستدامة. كما تبذل قطر جهودا كبيرة لتعزيز مكانتها كمنارة تعليمية في المنطقة والعالم. من خلال عملية تطوير المناهج التعليمية وتدريب المعلمين على أحدث الأساليب، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي والابتكار.. التعليم في قطر يشهد تطورًا مستمرًا يواكب التوجهات العالمية، فالمدرسة هي المكان الذي تغرس به القيم الوطنية والإنسانية، وتعزز ثقة الطالب في نفسه وقدراته، وتحفيزه على الأداء الإيجابي. كما ان الإدارة المدرسية هي القلب النابض للمدرسة ومن خلالها يعول عليها الكثير من الممارسات التي تعزز جودة التعليم، فلا يكفي جاهزية المباني والمرافق المدرسية والصفوف فقط. بل يتطلب من هذا القلب النابض الذي يستمد الجميع منه كل طاقاته أن يمد جسور الثقة والقدوة الحسنة. بما يحقق التوازن في العملية التعليمية والجوانب الإنسانية الأخرى. فالمدرسة اليوم لم تعد مكانا للتلقين والحفظ ولا مكانا للكتب والدفاتر فقط، بل فضاء واسع لبناء الشخصية وإطلاق الطاقات للطلاب. ويأتي الطالب في المرتبة الأولى من الاهتمام به، وهو محور العملية التعليمية. ولا تكتمل معادلة النجاح إلا بمشاركة الأسرة، حيث يلعب أولياء الأمور دورًا محوريًا في تحقيق النجاح. فالبيت هو الامتداد الطبيعي للمدرسة، ويتطلب ذلك المتابعة المستمرة، بالإضافة لذلك يتعلم الأبناء بالقدوة قبل النصيحة. ولا ننسى أيضا المعلم ودوره في حياة أبنائنا الطلاب، فالطالب والمعلم هما محور العملية التعليمية، بل هما وجهان لعملة واحدة فنجاح العملية التعليمية يعتمد عليهما بالمرتبة الأولى. يحمل على عاتقه دورا كبيرا في توفير البيئة الإيجابية الملائمة والآمنة للتعليم المستمر. وتوفير الأنشطة التي تساعد الطلاب على اكتشاف مواهبهم بالإضافة الى المساهمة المستمرة في تطوير شخصياتهم، وتحويل مسار التحديات الى فرص ناجحة. ومراعاة تزويدهم بالمهارات المستقبلية والابتعاد عن الأساليب التقليدية القديمة. ان المشاركة الفعالة بين المدرسة والأسرة امتداد للعملية التعليمية الناجحة. ومع هذه الشراكة المتكاملة، تصبح الجهود المبذولة مثمرة وتصب في مصلحة الجميع اسرة ومدرسة ومجتمع. فالمشاركة المجتمعية ليست مجرد حدث روتيني وحضور فعاليات للاطلاع عليها في التقارير والصور، انما هي فعاليات للمساهمة الحقيقية في تحقيق رؤية الاستدامة والتنمية. وبين تحديات المرحلة وبشائرها، ورؤى لمستقبل تعليم مشرق يبقى التعليم في قطر جسرًا يربط بين الحاضر والمستقبل، ويصنع من كل عام دراسي جديد فرصة لإطلاق طاقات المجتمع نحو غدٍ أكثر إشراقًا. في طريق الرحلة التعليمية والنجاح لا تنسوا الاستمتاع بالرحلة وعدم الاكتفاء فقط بالدراسة فقط انما في فرصة لنمو والتعلم من تجاربنا. والايمان بان رحلة التعليم رحلة ارتقاء، من خلالها نتجاوز الصعوبات، وتصنع قصص نجاح ملهمة. بداية العام الدراسي في قطر ليست مجرد حدث تقويمي يتكرر، بل هي لحظة تجديد العهد تجاه التعليم استعدادات ورؤى لمستقبل تعليم مشرق. يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا الى الجنة» سهل الله لنا ولكم كل سبل الجنان... كل هذا وبيني وبينكم.
375
| 27 أغسطس 2025
يحكي لي أحدهم ما حدث له بعد وفاة والده وقد رحل وترك وصية شفوية لم تُوثّق. فاختلف الورثة في ذلك ولم يأخذ حقه لان ليس لديه ما يثبت صحة قوله الشهود او الكتابة فتحولت الأسرة إلى ساحة من الصراعات، وقطيعة الأرحام. ولو أن والد هذا الشاب قد كتب وصيته لكان هذا كله لم يحصل ولم يترك وراءه أسرة متنازعة على إرث. ان الله لا يستحيي من الحق لماذا نحن البشر نخجل من طلب الكتابة أو التوقيع؟ لو تم تطبيق آية الدين في حياتنا العامة اليومية لتجاوزنا الكثير من مشاكلنا والنزاعات في ممرات المحاكم التي تهدر الوقت والعمر فالأمر من الله عز وجل. آية الدين – أطول آية في القرآن الكريم، من أعظم الآيات والقرآن كله عظيم. ذكر فيها أحكام الدّين والتعامل به، وما يتعلق به، وتُعدُ آية الدين أطول آيةٍ في القُرآن الكريم وقد نزلت لتوضح الخطوط العريضة لحفظ الحقوق المالية وتنظيم التعاملات الاقتصادية بين الناس. هذه الآية لم تأتِ لتكون نصًا فقهيًا محضًا، بل هي نظام متكامل يُبرز البُعد الاجتماعي والإنساني لحفظ الحقوق، ومنع النزاعات، وترسيخ قيم العدالة والشفافية. فهي ليست مجرد توجيه لكتابة الدين، بل هي اساس حياة قائمة على التوثيق، الشهادة، والثقة المنظمة، بعيدًا عن ضياع الحقوق. ولقد أرست الأنظمة القانونية ضرورة الكتابة في التعاملات. كم من علاقة عائلية تحولت الى خصومة في المحاكم؟ وكم من صداقة طويلة انهارت بسبب الغدر بلا شهود ولا كاتب؟ أما ابن عاشور فيقول: «آية الدين أرسَت مبدأً عظيمًا في العمران البشري، وهو أن المعاملات لا تقوم إلا على التوثيق». ان ذلك كله من شأنه أن يعزز الثقة بين الأفراد على أساس الثقة المنظمة وليست العاطفية فقط ويساهم في بناء مجتمع قائم على احترام العلاقات والعقود ويحمي الضعفاء من الظلم. بالإضافة الى ذلك فكتابة الدين تمنع الاتهامات الباطلة بالسرقة والاستغلال وحماية الروابط الإنسانية. أعطى سيدنا عثمان بن عفان أحد الصحابة سبعة الاف دينار فبعد فترة قال الصحابي انه أقرضه اربعة الاف دينار وليست سبعة الاف. فأصر كل منهما على كلامه فقال عثمان بن عفان نذهب الى الخليفة عمر بن الخطاب فحكم باليمين. فقال عثمان بن عفان لا أحلف لأجل دينار فتنازل. كل ذلك لانهما لم يكتبا الدين. ان ترك كتابة الدين يفشي النزاعات ويدمر العلاقات وقد ينكر القوي حق الضعيف. ان الأنظمة البشرية نفسها أدركت أهمية ما جاء به القرآن منذ قرون، وأثبتت أن آية الدين لا تزال تنبض بالحياة في قوانين العصر الحديثة الى اليوم. كما أن التزامنا بروح هذه الآية يبني مجتمعات عادلة، مستقرة، مطمئنة، بينما إهمالها يقودنا إلى فوضى الشكوك والخصومات. فالتوثيق ليس انعدام ثقة، بل هو قمة الوعي والمسؤولية. وهكذا تتحول الكتابة من مجرد حبر على ورق إلى عبادة تحفظ الحقوق، وتبني الإنسان، وتمنح الحياة معناها الأسمى: العدل. فاكتبوه، فالكتابة أساس يهتدى به في التعاملات المادية والعلاقات الإنسانية في المجتمع. التوثيق ليس مجرد ضمان للحقوق، بل هو عبادة. وهو ما سبق إليه القرآن منذ أكثر من ١٤ قرنًا. ان التوثيق هو حجر الزاوية في بناء مجتمع آمن. وفي السياق ذاته هي وصية إلهية للتوثيق. ليست مجرد حكم فقهي جزئي، بل هي دستور اجتماعي واقتصادي وأخلاقي. إنها تدعو إلى بناء الثقة على أسس متينة من العدل والتوثيق، وتحمي المجتمع من التفكك والنزاعات فاكتبوه.
204
| 20 أغسطس 2025
في مساء يوم 10 أغسطس 2025، استُهدفت خيمة للصحفيين أمام مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة. كانت تلك الخيمة هي الملاذ الوحيد لأنس ورفاقه لبث الحقيقة تحت الحصار، حيث عمل مراسلا لقناة الجزيرة في غزة، برفقة طاقمه، متنقلين بين أمل في الحياة وبين شهادة في لحظة، ناقلين للعالم أجمع أوجاع غزة وجرائم اسرائيل، ونظرة الجوع والألم في عيون الأطفال الفلسطينيين. لكن، في لحظة مأساوية غير مقبولة، استُهدفت خيمتهم بصاروخ إسرائيلي، فارتقى أنس الشريف ورفاقه: محمد قريقع، وإبراهيم ظافر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين، بينهم ابن أنس أو أحد أقاربه، وجميعهم استشهدوا وهم يمارسون رسالتهم الإنسانية، محاولة إيصال الحقيقة إلى العالم. كل ذلك بسبب نقل الصحفي ورفاقه حقيقة ما يحدث من فظائع الاحتلال في غزة. فالقصف كان هدفه واضحا وهو إسكات الشهود عن في غزة، ومنع توثيق حرب الإبادة والمعاناة والتجويع في غزة. لقد كانت خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة هي الملجأ الأخير لأنس بعد ما حاربه الاحتلال حتى في ان يجد مسكنا له. أنس الصحفي الشاب الذي أوصى بنشر وصيته في حال استشهاده، التي قد كتبها قبل ذلك بعدة أشهر. وقال أوصيكم بفلسطين هي ليست وصية بقدر ما هي رسالة للعالم كله لتنفيذ وصيته. لقد تحول امر اغتيال الصحفي أنس الشريف الذي ارادت إسرائيل اسكاته تماما عما يحدث في غزة. بمثابة الشرارة التي وجهت أعين العالم الى غزة مرة أخرى. فقد خرج الآلاف في شوارع عواصم العالم في وقفات احتجاجية عالمية مطالبين بالعدالة، وتنديدًا باغتيال الصحفي أنس الشريف في مختلف أنحاء العالم. خرجوا منددين بجرائم الاحتلال. لقد أدرك العالم أن استهداف الصحفيين هو استهداف للحقيقة ذاتها، وأن السكوت على هذه الجرائم هو مشاركة فيها. لكن هل ستكون هذه الوقفات كافية لوقف الإبادة والاغتيالات والتجويع؟ بلا شك فما حدث جريمة بحق ضد الانسانية والصحافة والصحفيين، الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم من أجل أن يرى العالم معاناة وجرائم الاحتلال بحق المدنيين العزل. وقد اعترفت إسرائيل باغتياله بحجة أنه إرهابي وقائد في حركة حماس. بعد أشهر من التحريض على أنس الشريف. لأن الاحتلال يعتقد بارتكابه هذه الجرائم انها ستخفي الحقيقة في غزة. هل هذا حقاً مبرر كافٍ لاستهداف صحفيي ومصوري قناة الجزيرة؟ هل العالم قد فشل في حماية حرية الصحافة، وضمان حدود الأمان لهم؟ لقد أثار هذا الاغتيال موجة غضب عالمي، خاصة بعد الموافقة على خطة تصعيد إسرائيلية لاجتياح غزة. بالإضافة لذلك خسارة إسرائيل الإضافية لحرب الاعلام امام الرأي الدولي. جاءت هذه الجريمة نتيجة تحريض ممنهج، يتبعه اغتيال ممنهج في عملية لتعتيم الحقيقة، وتزييف ما يحدث في أرض الواقع، وحجب رؤية العالم عن رؤية حجم الكارثة الإنسانية في غزة. فاستهداف الصحفيين هو محاولة واضحة لإسكات صوت الحقيقة واسكات الصحفيين عن توثيق الجرائم الإسرائيلية في غزة التي تمارس على المدنيين والصحفيين على حد سواء الإبادة والتجويع. إن اغتيال أنس وغيره من الزملاء الصحفيين، كان من أجل أن يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على سرديته، وأن يفرض روايته المضللة على العالم، وأن يمنع الحقيقة من أن تصل. في النهاية هل يعقل أن يخفق القانون الدولي في حماية الصحفيين؟ وحماية المدنيين العزل وحماية الأطفال والأطباء في غزة؟ هل يعقل افلات إسرائيل من العقاب؟ مضى أنس وقد ترك خلفه صرخة في وجه العالم ستظل حية لأجل مدينة غزة. اللهم ارحم أنس الشريف ورفاقه، وارحم أهلنا الذين استشهدوا في غزة.. كل هذا وبيني وبينكم.
303
| 13 أغسطس 2025
هناك مقولة تقول: لست فاشلا لكنهم رائعون في الكذب!!! هل هناك نجاح حقيقي؟ أم هو نجاح مزيف؟ ولماذا يعتبر الموظف الملتف والانتهازي ناجحا في الوصول للمنصب؟ وهل لابد من الكذب والافتراء على من حولك والتسلق على اكتاف الآخرين للوصول؟ وهل علينا الإساءة لمن حولنا لنثبت نجاحنا؟ وهل ينبغي عليك أن تكون ذكيا جدا لتكون ناجحا؟ وهل يخضع النجاح للحظ أم الاجتهاد؟ وهل هناك مساندة من جهات أخرى لتعزيز النجاح لهذه الفئة لتحقيق مصالح أخرى؟ أو لإثبات جدارتهم وجودهم وأحقيتهم بهذا المكان؟ في الحقيقة النجاح اليوم صار هوسا اجتماعيا وبأي ثمن لكسب الاعجاب، وكسب مظهر اجتماعي فضفاض. ويرى ضرورة وجود منصب بات أمرا ملحا عند البعض ليكمل صورة الوجاهة الاجتماعية له في المجتمع، وكأن المنصب أصبح كالساعة الباهظة التي يلبسها أو القلم الماركة المعروفة. وأنه من الملاحظ أنه لا يتمتع هؤلاء بأي مؤهلات مختلفة عن الغير. وأصبح هذا النجاح هوسا اجتماعيا ووجاهة لدى الكثيرين. في الحقيقة نصادف نماذج عدة من موظفين وموظفات لا علاقة لهم بالعمل ولا بالنجاح الحقيقي. إنما وجودهم بالمنصب بسبب العلاقات الاجتماعية، وتحقيق بعض المصالح المتبادلة، ولكن في النهاية يرى هذا الموظف صاحب المنصب أنه لا يستطيع أن يكمل الطريق مع الاسف لأنه غير مؤهل للمنصب. بل يتحول الى عبء في هذه المؤسسة ويشكل عائقا. وكما أنه من المعلوم أن القائد الحقيقي هو الذي يوفر بيئة عمل صحية ملائمة لتحقيق الأهداف والإنجازات. ولابد من الإشارة الى أن مفهوم النجاح الحقيقي هو العمل على تحقيق طموحات وأهداف معينة باختلاف أهدافها، فما دمت قد سعيت واستطعت تحقيقه فقد نجحت في ذلك. ان الإخفاق في النجاح الحقيقي أمر وارد جدا وطبيعي، ولكنه يتحول الى خبرة، وبلا شك يكون احتمال تكرار هذه الأخطاء بعيدا نوعا ما، ولكن الإخفاق في تحقيق النجاح ولا يزال يعمل بنفس الأسلوب فهو لن يصل أبدا ولم يستفد من أخطائه المتكررة. نعلم أنه بات غالبية الموظفين اليوم جزءا لا يتجزأ من مؤسسة العمل حكومي أو خاص، ولكن إذا أردت النجاح وأن يذكر انجازك اصنعه بنفسك، عليك العمل بجد واجتهاد لأن يرى العالم فوزك ونجاحك الحقيقي. من جانب آخر نجد هذا النوع من النجاح منتشرا بصورة كبيرة في العمل عندما ينسب شخص واحد كل النجاح له، وينسى جهود فريق العمل الذي ساعده للوصول، فقد كان الجهد جماعيا وليس فرديا، واقتصر النجاح بأنانية له، ويعلم الجميع مدى أهمية العمل الجماعي وتضافر جهود الموظفين الآخرين من حوله للوصول الى نجاح أهداف المنظمة. إن نقطة التحول في هذا النجاح المزيف هو عندما يسقط القناع وتتضح نقاط الضعف يوما بعد يوم لدى هذا القائد. وقد قيل الكثير من المتميزين العالميين الكثير على سبيل المثال كان أديسون يوظف مهندسين للعمل في مختبره، ولكنه كان يسجل جميع الاختراعات باسمه. وكل ذلك يجعلك تتخذ قرارا أما أن تكون ضمن فريق غير معروف أو تكون صاحب الإنجاز يشار اليه بالبنان. كما أن مقياس النجاح الحقيقي يعتمد على مدى الإنجازات الناجحة التي قد تتحقق منك على صعيد العمل الخاص كان أو الحكومي. أحيانا قد تشعر أنك مقيد بسبب ظروف مالية أو عائلية أو غيرها من الأسباب، ولكن عليك أن تعقلها وتتوكل، ولابد من المغامرة والمخاطرة وأن تخرج من منطقة الراحة للفوز. وبالنهاية علينا معرفة الحقيقة التالية التي تقول كل نجاح دنيوي لا يؤدي بك الى الفلاح في الاخرة فهو نجاح مزيف مؤقت.... كل هذا بيني وبينكم.
240
| 06 أغسطس 2025
بالرغم من أننا نعيش أكثر الأوقات سرعة هل ما زلنا نشعر بالملل؟ هل السأم هو حالة نفسية؟ أم هو حالة مؤقتة وطارئة؟ في زمن الخيارات المتعددة ورغم امتلاء يومنا بالشاشات الصغيرة التي نتابع عن طريقها الصور والاحداث في كل وقت وحين. ولماذا يطارد الملل البعض منا رغم وفرة كل شيء؟ لماذا مللنا كل شيء؟ ما علاقة الملل بالمزاج والعلاقات والعمل؟ الملل ذلك الشعور الذي يُبهت كل الصور. حين لا يكفي كل شيء. وأيضا هو عدم الرغبة في عمل شيء رغم تعدد الخيارات، إنه شعور داخلي يقول لا جدوى مما تفعله. من جانب آخر هو في علم النفس حالة انفعالية تتسم بفقدان التحفيز وترافقها صعوبة التركيز. كما تشير الدراسات أن الأشخاص الذين ليس لهم أهداف يكونون أكثر عرضة للإصابة بالملل من غيرهم. حين يغيب الهدف يغيب الشغف، فالأهداف هي التي تمنح طاقة الاستمرار. بالإضافة لذلك الخوف من التغيير هو سبب رئيسي للملل وتراه جيدا في الوظائف واختيار التخصص الجامعي. أحد أسباب التي تعمق الشعور بالملل هو المزاج السيئ الذي يسبب التفكير المفرط والأفكار السلبية. في زحام الوفرة في العالم الرقمي، التكنولوجيا ليست السبب الحقيقي، ولكننا جعلناها شماعة نعلّق عليها عجزنا عن التركيز، وكسلنا عن مواجهة أنفسنا. إن الهاتف النقال لا يتعدى كونه وسيلة اتصال، لكنه يتحول الى حصن نختبئ خلفه من مواجهة أفكارنا ومخاوفنا. المفارقة العجيبة أن الملل أصبح رائجا جدا في زمن وفرة الخيارات. نملك الوقت، والفرص لتحقيق الكثير، نملك الكثير من الكتب حولنا، ونمتلك سهولة الوصول لكل شيء. فيفضل العقل الهروب من ذلك كله بكلمة واحدة. اكتشاف اهتمامات جديدة في الحياة، تغيير الروتين وتعزيز العلاقات الاجتماعية تعلم مهارات جديدة ممارسة أشياء تحبها فالعقل البشري بلا شك يحب الاثارة. ممارسة الرياضة لها دور كبير في تغيير الحالة المزاجية، وبالتأكيد لن تشعر بالملل عند ممارسة رياضات لأول مرة سواء كانت فردية أو جماعية، رياضات تزيد المتعة والتنافس والتحدي رياضات جديدة ما يساهم في تحفيز الدماغ لا فراز الاندروفين. الملل هو مؤشر يجبرنا على إعادة حساباتنا مع أنفسنا أولا ومع محيطنا. ولكن نحن بشر لا ندعي الكمال قد نعيش ظروفا متغيرة وما نعتبره رفاهية لدينا فهو حلم الكثيرين. نعيش بالمقابل على هذه الأرض من يشتكي من رفاهية الرفاهية، بينما هناك من يتمنى مجرد فرصة للعيش الآمن أو لقمة تسد الجوع. وفي السياق نفسه فالسأم في هذه الحالة لا يصبح شعورا عابرا يمر كبقية الانفعالات، إنما يتسلّل إلى التفاصيل الصغيرة ويُفسد نكهتها. هذا ما يجعل البعض يهمس يهمس: «الحياة جميلة»، وهو ينقذ اطفاله من بين الأنقاض. إن إدراك نعمة الحياة لا يكون الا بالتوقف عن الشكوى والامتنان لنعم الله عزوجل. فالكمال الحقيقي ليس أن تملك كل شيء، بل أن ترى ما لديك بعين العدل، وتمنح غيرك شيئًا من هذا الضوء. في نهاية المطاف، الملل هو جرس إنذار ان هناك شيئا لا يسير كما ينبغي. هو مرآة صامتة تعكس ما في دواخلنا من مشاعر نفتقدها، كالدهشة، الشغف، ومتعة السعادة باللحظة. ربما يكون دعوة لرؤية الذات الحقيقية، لا للهروب منها، وعقد هدنة مع الحياة. وكيف نحوله الى بداية جديدة؟ فالملل ليس نهاية الطريق، بل قد يكون البداية في لحظة صدق. لا وقت للملل، انما هناك وقت للبقاء، للصلاة، للنجاة والحياة. كل هذا وبيني وبينكم.
315
| 30 يوليو 2025
مع كل تصعيد جديد في غزة، يُعاد المشهد نفسه، فلسطينيون محاصرون، معابر مغلقة، إمدادات غذائية موقوفة، واستهداف مباشر لكل مقومات الحياة الأساسية. لكن ما يجري اليوم يتجاوز حدود الحصار التقليدي، ويتخذ شكلًا أكثر خطورة ووضوحًا ازمة مجاعة في شكل تطهير عرقي لأصحاب الأرض. ان تكون عالقا قسريا، يعني ان تكون عالقًا في حرب… ذلك يعني أن تكون في غزة فهذا أمر آخر، فإخواننا قد أغلقت كل الأبواب امامهم وهدمت بيوتهم واحلامهم في مدينة محاصرة بالقصف ولا يغادرها الموت هناك. ولكن شتان بين أن تكون عالقا في الحرب.. كما أن تكون عالقا في مكان في وظيفة على سبيل المثال أو مدينة أو أي نوع من العلاقات والرفاهيات الأخرى من حولك. في غزة ان تكون عالقا قسرا لا خيار لك الا أن تكون في لقاء مع الموت كل يوم ان تختنق انفاسك، ويمنع الدخان والركام عينيك عن النور، وتمنع عنك الحياة. المعابر مغلقة وفي سباق مع الحياة. فيبدأ هؤلاء في إعادة صياغة الكثير من المفاهيم: كالإنجاز يعني أن يوفر قوت يومه وعياله. والنجاح في البقاء حيا في متاهات القصف والقنص. من أجل الشعور بالأمان في هذا اليوم دون فقد أحد أفراد العائلة. من ناحية أخرى في هذه الاثناء وفي البلدان الأخرى تجد الأشخاص عالقين، ولكن من نوع آخر... في وظيفة لا يحبها أو علاقات لا يميل لها. ما الذي يحدث الآن؟ تعد هذه الحرب نقيضا لكل ما هو انساني في ظل هذا الحصار الممنهج وأمام صمت عالمي مطبق ضد أهل غزة. إنها ليست مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة ومجزرة بحق الإنسانية. سياسات تجويع ممنهجة تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب أعزل، وفي انتهاك صارخ لكل المواثيق الإنسانية ضد أهل غزة، صغار كبار نساء ورجال لا فرق، المساعدات تُمنع أو تُعطّل عمدًا. وفوق ذلك اغلاق المعابر عن كل المساعدات الإنسانية. الى جانب ذلك ووفق تقارير الأمم المتحدة غزة تعيش في تصنيف مجاعة كارثية، عائلات لا تجد قوت عيالها، أمهات عاجزات عن تقديم الحليب أو حتى رغيف خبز لأطفالهن، مستشفيات بلا خدمات طبية. غزة ليست فقط جغرافيا محاصرة. إنها كيان إنساني عالق قسرًا في مواجهة مع الموت اليومي، بلا خيار سوى المقاومة من أجل الحياة. حتى البحر، الذي كان ملاذًا لأهل غزة، بات فخا، تُطلق فيه الزوارق الحربية نيرانها على كل منه يقترب منه بحثا عن قوت يومه أو يجد ما يسد جوعه. غزة تموت جوعا، مجاعة كارثية وفق معايير الأمم المتحدة الفلسطينيون معرضون للموت جوعا لانعدام الغذاء. حتى سيارات الإسعاف أطلقت صفاراتها بشكل موحد كنداء استغاثة. يقول محمود درويش «وحدهم يعودون الى الحياة الذين عرفوا معنى أن يموتوا وهم على قيد الاحياء». غزة لا تطلب الشفقة، بل العدالة، ولا تحتاج خطبًا، بل مواقف وقرارات توقف الجرائم التي تتم على مرأى كل العالم. إن ما يحدث اليوم ليس فقط مجاعة، بل اختبار أخلاقي للبشرية. وخاتمة القول، حين نشتكي من ان نكون عالقين في امر ما بشكل اختياري، لابد أن نتذكر غزة واهلها. لإعادة ترتيب اولوياتنا في هذه الحياة. ففي غزة، المعنى لا يُصاغ بالكلام انما بالدم، والروح، والبقاء على قيد الكرامة. وهناك، وحدها الحقيقة تبقى، حين تُزاح الأقنعة، ويسقط العالم في اختبار الإنسانية. غزة، رغم أنها عالقة في حرب، إلا أنها تظل أمّ البدايات التي تُخيف كل النهايات. وهنا تعرف ماذا يعني ان تكون عالقا بين الخوف والمعنى؟ اللهم اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف. كل هذا وبيني وبينكم..
225
| 22 يوليو 2025
تعمد إسرائيل دائما إلى إعادة استخدام المصطلحات وتطويعها لخدمة مشروعها الاستيطاني والاحتلالي في فلسطين، فتُلبِس أفعالها غطاءً قانونيًا وإنسانيًا زائفًا. من أجل تلميع صورتها أمام العالم، وتبرير ممارساتها اللاإنسانية تحت غطاء قانوني. كما أنها توظف لنفسها كلمات مثل «حق الدفاع عن النفس» لتبرير العدوان، و»المنطقة العازلة» لتكريس السيطرة وتهجير السكان، وها هي اليوم تقدم مفهوم «المدينة الإنسانية» كواجهة جديدة تخبئ خلفها واقعًا لا صلة له بالإنسانية الحقة. ففي الحروب التقليدية، يُطلق الرصاص والصواريخ وتقصف المدن وتُسفك الدماء. أما في الحروب الأيديولوجية، فإن الكلمات تصبح سلاحا أكثر فتكاً. بذلك لا تكتفي إسرائيل باحتلال الأرض، بل تسعى إلى احتلال المعاني أيضًا، مستخدمةً قاموسًا خاصًا بها يعيد تعريف الواقع، ويبرّر العدوان، ويعيد تشكيل الرأي العام العالمي. واليوم يأتي مصطلح «المدينة الإنسانية»، بتكرار النمط نفسه. مصطلحات تقف وراءها سياسة منهجية من السيطرة والعنف والإقصاء. هذه المدينة ليست مشروعًا إغاثيًا، انما تسعى لفصل السكان عن جذورهم وعن المقاومة، تعتبر المدينة الإنسانية هي من أحد الخطط التي أعلنها كاتس التي تتضمن دفع حوالي 600 ألف فلسطيني نازح من جنوب غزة على التهجير القسري الى رفح المدمرة التي ستكون مغلقة ومحاطة بسياج أمنى ولا يسمح بالمغادرة الا الى البحر او الى مصر. وتعد تلك الخطة في جوهرها هي بداية تهجير قسري للفلسطينيين وتمنع العودة الى غزة نحو نصف مليون فلسطيني. في غلاف بيئة إنسانية مصطنعة على أطراف غزة توفر من خلالها المساعدات للنازحين. وهذه المدينة التي تسعى إسرائيل لإقامتها هي كقناع تلبسه لدفع الفلسطينيين للنزوح طوعا. كما ستركز إسرائيل على دفع المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة من أجل الفلسطيني الذي عليه ان يختار بين الموت أو المغادرة كما حدث في نكبة 1948. فهو يعتبر معسكرا ضخما بخيام كبيرة لاستيعاب مليون شخص ومنع العودة الى شمال غزة وهي عبارة سياسة تجويع وتعطيش. انها مدينة إنسانية بلا إنسانية وكل هذه الخطة تعتبر جريمة حرب. ومن ناحية أخرى توصف هذه الخطة بأنها عقبة امام المفاوضات من أجل الرهائن. وقد أشعلت هذه الخطة الإسرائيلية المتداولة لنقل سكان غزة الى «المدينة الإنسانية» موجة غضب وانتقادات كبيرة لأنها من الواضح انها خطة كبيرة لصرف الانتباه، وهي في أسوأ الأحوال معتقل كبير يخلو من أي بنية تحتية. المدينة الإنسانية ام النكبة الثالثة كلها نسخة واحدة من مخيمات اللجوء. وفي هذا السياق لا توجد مدينة إنسانية على أنقاض وطن، فالمكان لا يصبح إنسانيا بلا أهله، غزة لا تحتاج الى مدينة إنسانية، بل إنسانية العالم كله تجاهها لإيقاف هذه الإبادة. وبالرغم من التحذيرات الإسرائيلية من مخطط هذه «المدينة الإنسانية». حذر مقال في صحيفة يديعوت احرنوت من الترويج لفكرة المدينة الإنسانية، لأنه سيتسبب بتزايد الاتهامات بتورط إسرائيل في معسكر اعتقال للفلسطينيين. وهذا ما قاله أولمرت في أحد تعليقاته. لا توجد مدينة إنسانية تبنى والتاريخ لا يرحم أبدا انما هي سياسة تهجير بمسميات حديثة. هذا المخطط الذي لا يقتصر على البعد الجغرافي، بل في عمق الانتماء والهوية فيحول الانسان الى شخص بلا هوية ولا وطن في مهب الرياح بين الخيام. في فلسطين تحارب حتى بالكلمات فان معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الأرض. لذا، فإن استيعاب المعنى جزء من استرداد الوطن. والمقاومة تبدأ حين نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية الاحتلال احتلال، والعدوان عدوان، والإنسانية ليست أداة فصل… بل قيمة تجمع الوطن ولا تقسمه. وفي معركة البقاء غزة تقاوم لأنها لا تغادر...كل هذا وبيني وبينكم.
330
| 15 يوليو 2025
في حضرة الصيف، لا يكون النهار مجرد وقت، بل يصبح فلسفة تمتد فوق رؤوسنا وأعماقنا. وحين تشرق الشمس ساعات أطول، وتتنفس الأرض دفئًا وبهجة. في عالم يمضي بخطى لا تهدأ، وتحت وطأة ضغوط الحياة اليومية التي لا ترحم، تبرز الإجازات كملاذٍ ضروري، لا ترفٍ كما يعتقد البعض. هي فرصة لإعادة شحن الأرواح المنهكة والعقول المرهقة، ولإعادة ترتيب الأولويات بعيدًا عن دوامة المسؤوليات المستمرة. وقد كشفت العديد من الدراسات أن الإجازات ليست مجرد وقت للراحة، بل لها آثار عميقة على الصحة النفسية والجسدية، والإبداع، وحتى على الإنتاجية عند العودة للعمل. ومع قدوم الصيف، تكتسب الإجازات بعدًا خاصًا. فالصيف ليس مجرد فصل مناخي، بل موسم للحياة والعودة إلى الذات، موسم للسفر، للتلاقي، وللتأمل. وفي هذا العام تحديدًا، أجدني بحاجة ماسة لإجازة صيفية لا تشبه سابقاتها، أحتاجها لأبتعد عن ضغط العمل وأقترب من نفسي أكثر، أحتاجها لأكتب، لأستعيد صوتي الداخلي الذي يضيع أحيانًا وسط ضجيج الحياة وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن الموظفين الذين يأخذون إجازات منتظمة يتمتعون بصحة أفضل، ويقل لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 30%. كما أظهرت دراسة صادرة عن احدى المؤسسات الامريكية أن 55% من الأمريكيين لا يستخدمون كامل إجازاتهم السنوية، مما يؤدي إلى إرهاق مزمن وإنتاجية أقل. الإجازة ليست رفاهية، بل ضرورة إنسانية، فالجسد بحاجة إلى استراحة، والعقل يحتاج إلى هدوء ليستعيد قدرته على التركيز والإبداع. ولا يمكن إغفال أن الابتعاد المؤقت عن بيئة العمل يمنح الإنسان منظورًا أوسع، ويكسر رتابة الأيام، ويمنحه قدرة أكبر على اتخاذ قرارات أكثر حكمة وفعالية. يقول الفيلسوف الفرنسي مونتاني: «نسافر لا لنبتعد فقط، بل لنقترب». وفي تجربتي الشخصية، وجدتُ أن السفر لا يعني الهروب من الواقع، بل الاقتراب منه أكثر، بمعنى أعمق. حين يسافر الإنسان، يضع بينه وبين ضغوط العمل ومسؤولياته اليومية مسافة أمان، تتيح له أن يرى الأمور بوضوح أكبر. السفر أيضًا وسيلة للقاء الأسرة من جديد، لقاء مختلف تماما عن لقاءاتنا اليومية المقتضبة. هو فرصة للحديث، للضحك، للعودة إلى تلك اللحظات التي تصنع الذكريات. بالإضافة لذلك، تعيد الإجازات الروابط الاجتماعية التي قد تضعف مع مرور الوقت. فالأسرة التي تسافر معًا تخلق ذكريات مشتركة، والزوجان اللذان يأخذان إجازة معًا يعيدان إحياء العلاقة بينهما. حتى الصداقات تجد في السفر فرصة لإعادة الحياة والذكريات الحلوة. وحين أسافر أجدني أقترب أكثر من جوهري، وبل اقترب أكثر من الحياة ذاتها التي أراها تومض في الأماكن القديمة والطرقات المعتادة. وفي السياق نفسه فالإجازة رحلة للقلب والروح. لا تقتصر أهميتها على الراحة الجسدية أو الاستجمام فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب أعمق من الوجود الإنساني، حيث تُشكّل الإجازات الدينية نوعًا خاصًا من السياحة الروحية التي تلامس القلب والعقل والروح معًا. ليست الإجازة مجرد فرار من حرارة صيفٍ لا يهدأ، بل هي بحث عن ظلٍ للروح، وفسحة للنفس المنهكة من حرّ الأيام وثقل الأعباء الإنسان رحلة أخرى من التأمل والتجدد والبحث عن الذات. بالإضافة الى ذلك ان الإنسان يجد وقتًا للتخطيط، للرؤية الأبعد، لاتخاذ قرارات كانت مؤجلة.. النهار الطويل من زاوية عملية طول النهار في الصيف يمثل فرصة عملية لا تُقدّر بثمن. تتسع الساعات لإنجاز الأعمال، للرياضة، للسفر، للأنشطة العائلية، والقراءة. حين يزداد ضوء الشمس، تزداد الحركة. ولهذا السبب تنشط السياحة والفعاليات الصيفية حول العالم، ويعود الناس أكثر حيوية وإنتاجية بعد إجازاتهم نابضة ومن ناحية نفسية يمتلك الصيف تأثيرا على الاشخاص فالضوء الممتد عبر النهار الطويل يُحفّز هرمونات السعادة ويقلل الاكتئاب. حين يطول النهار، لا تزداد الساعات فقط، بل تزداد مساحات القلب والفكر والروح. الى جانب ذلك إنه فصل يمتد فيه كل شيء: الأمل، اللقاء، الحكايات، والإبداع. الصيف يعلمنا أن الزمن يمكن أن يكون أكثر من مجرد وقت يضيع هدرا. وهنا يبرز حديث النبي ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.»، ليذكّرنا بأن طول النهار فرصة لا ينبغي أن تهدر... كما أنه فرصة لنقول لأنفسنا: «اليوم طويل... وفي حضرة الصيف.. وحكايات لا تنتهي فهل نحسن استقباله؟... كل هذا وبيني وبينكم.
417
| 08 يوليو 2025
تمر بنا بعض اللحظات أحيانا، ولا نجد إجابات مقنعة لها. فتتزاحم الأسئلة، وتغيب عنا نوافذ الفهم في معرفة الأسباب. ولكن تأتي هذه الآية الكريمة تضع يدًا على قلبك وتقول: ليس شرطا أن تعلل وتحلل الأحداث، ولكن ثق بتدبير الله. بلا شك هناك حكمة إلهية، فليست حياتنا سلسلة من الصدف العمياء. وهنا اسأل كم مرة فجعت قلوبنا بمرارات الحياة، وكم مرة جزعت فيها أرواحنا، وقابلنا ذلك باحتجاجات كبيرة "لماذا؟"! فلعله كان شرا قد دفع عنك، وفي باطنه خير لم تدركه. لكن حينها ندرك أن هناك يدا رحيمة تبعد عنا المهالك لتنجينا من حيث لا نعلم. وتأتي الآية الكريمة لتخبرنا: ﴿وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْـًٔا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾. من ناحية نفسية يعيش الإنسان في تلك اللحظات ضيقًا نفسيًا ناتجًا عن صدمة في التوقعات، وليس عن الحدث. نحن هنا لا نحزن فقط لأن شيئًا سيئًا حدث، بل لأننا لم نضعه من ضمن احتمالاتنا. يقول فيكتور فرانكل، الطبيب النفسي الذي نجا من معسكرات الاعتقال النازية: "المعاناة تتوقف عن كونها معاناة حين نجد لها معنى". لعل الخير يكمن في الشر على صعيد الحياة الاجتماعية، كم من فقدٍ بدا مؤلمًا، ثم صار منحة؟ كم من علاقة انتهت، فإذا بها تفتح الطريق لعلاقات أكثر نضجًا؟ وكم من باب أغلق في وجهك وفتح الله لك أبوب أكبر وأرحب؟ فالمؤمن لا ينهار أمام المصيبة لأنه يرى في خلفها يدًا عليا تدبّر، حتى وإن لم يفهم تفاصيل المشهد. لا تحكم على الأحداث من ظاهريا، فربّ شقاءٍ خبّأ لك نعيمًا، وربّ فقدٍ مهّد لك تمامًا، وربّ انكسارٍ كان الباب إلى رفعة لا تخطر لك على بال. وما أعمق الإيمان حين يكون هو ذلك المعنى. لابد أن تكون على علم أن كل لحظة تمرّ بك ليست عبثًا، بل كل شيء محكوم بتقدير لا يُخطئ من الله عزوجل. ولنا في قصة يوسف عليه السلام مثلٌ خالد: سلسلة من الأحداث القاسية المتتالية التي عانى منها، وسنوات من الألم والخوف، حيث أُلقي في الجب، وبيع عبدًا، وسُجن مظلومًا، ثم صار عزيز مصر، فكانت تلك محطات إعداد لرسالة عظيمة. وفي هذا السياق، نحن لا نعلم المآلات. من طُرد من وظيفة ربما يُفتح له باب رزق أوسع. من تأخر زواجه ربما ادّخر له الله سكينة لا توازيها سكينة. من حرم من مال، ربما رزقه الله الكثير من البركة، من بكى ألم الفقد، ربما أعدّ له الله لقاءً أعظم من كل مفقود. قد تكون النجاة مؤلمة ولابد من معرفة أن هناك خيطا رفيعا بين الاستسلام او التسليم، فالأول: يقبل الواقع بلا سعي ولا مجهود، أما الثاني: فيسعى ويخطط ويحاول، لكنه حين يقع ما لا يُحب، يقول بقلب الواثق: "لعلّ في الأمر خيرًا لا أراه الآن". نجد أن دور الحكمة الإلهية، في حياتنا دور رئيسي واساسي في مسرح الحياة، وتنسج أقدارنا بخيوط من لطف وعلم لا يُدرَك إلا بأثره". إن الآية ترشدنا إلى: لا تنفي حقك في الحزن أو المحاولة، لكنها تضع مرآة أكبر من مشاعرك، اسمها: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وفي نهاية المطاف "اللهم أرني الخير في كل ما قدّرت، وامنحني الرضا في كل ما أخّرت، والطمأنينة في كل ما منعت" كل هذا بيني وبينكم...
255
| 02 يوليو 2025
في زحمة الحياة والأحداث التي نراها ونسمعها كل يوم، تمر بنا بعض الأسماء يبقى لها أثر ويتردد ذكرها في المكان ويبقى لها حيز في القلب والذاكرة معا، بينما بعض من هذه السير تُطوى بمجرد مغادرتها او اختفائها لسبب ما. والسؤال هنا الذي يطرح نفسه دائما لماذا تخلد بعض السير في الذاكرة بينما تطوى أخرى في صفحة النسيان؟ هل لهذه السير أفعال تروى أم أقوال تحكى في محيط دائرتهم، مجالسهم أعمالهم ومناصبهم، تذكر دائما؟ أم هذه السير لا تترك خلفها غير صمت الذي يسمع صوته. ولابد من ذكر ان الناس شهداء الله على الأرض، هي ليست فقط انما يرسخ في ذاكرة الانسان والمكان. فالكلمة التي تقال عنك في العزاء شهادة عنك واخلاقك وتعاملاتك طيلة حياتك، فهي ميزان العدالة الحقيقي فليس بعد الموت سوى الحقيقة. الحقيقة التي تقال بلا تكلف ولا خوف. وفي نفس السياق الناس شهداء الله على الأرض في البيت في العمل في السوق في السفر والحضر. لكن هنا قد تختلف الشهادة بحسب المصالح والاهداف. فنحن بالطبع لسنا معزولين عن الاخرين والكلمات أكثر من الأفعال، وفي زمن أصبح الظهور أسهل ما يمكن. وتتجلى هذه السير من بين حكايات الناس تروى الى اليوم. منها التي لها بكلمة حق وساهمت في نسيج المجتمع، ومنها الذي كان هو مثال للتآزر والتعاون، والتي جسدت معاني الإنسانية والرحمة والشجاعة، وآخر يضرب بإسهاماته المثل في اعماله الخيرية، وغيره الكثير من أصحاب السير التي تروى. «من يزرع النور في حياة الناس لا يموت أبدا». مواقفه حية وصوته موجد بالضمير وفي الذاكرة صورته لا تمحى. فالسيرة ليست مكتبا سيستبدل بغيرك، وليست السيرة شهرة، ولا هي صيت ألقاب ولا عدد متابعين ولا كتب مؤلفة ولا حبر الشهادات انما وجوه تعرف الحق، لا تغيب تبقى خالدة. انه ميزان لا يعرف المجاملة فسيذكرك الناس ومن حولك ومن كنت سندا لهم بكلمة طيبة، وبدعاء دائم لا يحتمل النسيان. فالإنسان لا ينسى أبدا من واساه ومن كان عونا بعد الله له. من منظور انساني تبقى الشهادة الحقيقية كلمة حق تقال في حق، ان لم تكن في الدنيا سنذكرها في الاخرة دون شك. على النقيض من ذلك ثمة سير لا نكاد نذكرها، ونتجنب استحضارها، تلك التي تتسم بالسطحية في التواصل الاجتماعي، ولا تذكر أبدا التي اتسمت بالأنانية والجشع ولم تترك في حياة الاخرين اثرا إيجابيا يذكر. وصارت صورا على جدار الزمن. فالأخلاق هي الأساس لسيرة خالدة تختصر الكثير من العبارات والالقاب، حيث لا يبقى مال ولا مظاهر ولا لبس ولا سيارات. فالاخلاق مفتاح القلوب، وهي ما يجعل الانسان مشروعا حيا بعد موته، فكم من عاش بسيطا لكن ذكراهم حية في أرواح كثيرة. في نهاية المطاف الانسان يذهب من الدنيا ولا يحمل معه الا سيرته وعمله. فالذكر الطيب لا يشترى، ولا يستعطى، انه زرع طويل الأمد ببطء، ويثمر في قلوب لا تنسى. ان تصنيف السيرة التي تبقى أو تفنى متداخلة فهي ليست رهنا بنجاح أو شهرة، بل هي بعمق الأثر الذي تركه الانسان في عالمه سواء علميا، او اجتماعيا، او فكريا، او إنسانيا. هل مسح دمعة هل بث أملا تلك السير التي تتجاوز أعمار أصحابها. تلك السير التي لا تموت، بل تضيء دروبا وتعد منارات، وتترك ارثا يتجاوز عمر صاحبه، انها دعوة لنا لنختار أي سيرة نتركها وراءنا وهل هي السير التي تبقى أم تُنسى؟ كل هذا وبيني وبينكم.
873
| 25 يونيو 2025
مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2565
| 30 نوفمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1521
| 02 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1236
| 04 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1179
| 01 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1143
| 03 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1104
| 04 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...
654
| 28 نوفمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
612
| 30 نوفمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
597
| 03 ديسمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
540
| 01 ديسمبر 2025
كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...
510
| 30 نوفمبر 2025
ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...
477
| 03 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل