رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا شك أن للراعي والرعية حقوقاً وواجبات، وهي من الحقوق الأساسية البشرية المتعارف عليها في جميع المجتمعات، وقد بيّن الإسلام في العديد من نصوصه تلك الحقوق، وجعلها ضرورية لاستمرار حياة المجتمعات وفقاً لأسس العدل والمساواة بين جميع فئات المجتمع، وكذلك من أجل أن يرى الحاكم نفسه مسؤولاً أمام الله بأن يخدم رعيته وشعبه وأن يحكمهم وفق قواعد محددة من الرعاية وطلب العدل وتحقيقه بين الناس. ولعل نبراس العلاقة بين الحاكم والمحكوم بينها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم في حديثه (ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع عن مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته) متفق عليه، فمن حقوق الراعي على رعيته السمع والطاعة في جميع الأمور، ما عدا التي تخالف شرع الله ونواهيه، ومن حقوق الراعي أن يتم نصحه وإرشاده وتقويمه في حالة الوقوع في الخطأ وذلك باللطف واللين، ومن حقوق الرعية على الراعي أن ينشر العدل بينهم، وتلبية جميع الاحتياجات الدينية والدنيوية ومراعاة المصلحة العامة لجميع الرعية دون تفرقة. وأيضاً من حقوق الرعية على الراعي أن يقوم الحاكم أو السلطة الحاكمة بتعيين المسؤولين المناسبين وفقاً للأمانة والكفاءة وحسن التصرف وغيرها من القدرات والمهارات والقيام بالمتابعة والمراقبة الصحيحة على عملهم بشكل مستمر ودائم، ومن حقوق الرعية كذلك أن تقوم السلطات الحاكمة بتقوى الله في الأمر الذي أُسند إليها وعدم الاعتداء على حقوق المواطنين، وأن تحرص على حل قضاياهم وتوفير كل ما يلزمهم من حقوق واحتياجات. ونحن في قطر وبعد اختيار أول مجلس شورى منتخب، يقع على كاهله العمل كمجلس تشريعي يشرّع القوانين التي تنظم سير عمل الدولة وتحقق مصالح شعبها ويتعاون في هذا الأمر مع السلطات التنفيذية ممثلة بالحكومة والسلطة القضائية ممثلة بأجهزتها القضائية، والقطريون يترقبون أول دور انعقاد لأول مجلس منتخب في تاريخ بلادهم في السادس والعشرين من الشهر الجاري، يتطلعون من خلاله إلى أن تتحقق تطلعاتهم وآمالهم عبر ممثليهم في هذا المجلس الذي تقع عليه المسؤولية الكبرى في وضع التشريعات التي تحقق العدل والمساواة بين كافة المواطنين القطريين (دون تفرقة). وعلى النائب الذي وصل بفضل أصوات ناخبيه وأبناء وبنات دائرته أن يضع نفسه مكان هذا المواطن، وعليه أن يسأل نفسه أولاً؛ كيف أكون أميناً وصادقاً مع من منحوني ثقتهم وهو ما يجب أن أعكسه على كل مواطني قطر وليس أبناء دائرتي فقط ؟، المواطن يريد أن تتحقق له متطلباته كمواطن، والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدم له في كافة المجالات، الصحة والتعليم والإسكان والبيئة والأمن والرفاهية وكل ما يُسهم في تحقيق دولة الرفاه، المواطن يحتاج إلى ضمان مستقبل أبنائه وتحقيق أعلى معايير حياة الرفاهية والاستقرار، المواطن يحتاج إلى أن يشعر بأن هذه الثروة والخيرات التي تنعم بها الدولة هي ملك لهم ولأجيالهم، وذلك بإيجاد الامتيازات واستمراريتها، وعلى رأسها دعم الرواتب وتطبيق التأمين الصحي ورفع أسعار كوبونات التعليم وإيجاد حلول لغلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات والامتيازات التي تُشعر المواطن حقيقة بأنه على رأس أولويات المجلس والحكومة. المواطن أيضاً بحاجة إلى معالجة التركيبة السكانية وعمل توازن مدروس يحقق للمجتمع الأمان الاجتماعي وعدم تأثره بعادات وسلوك الآخرين، والعمل على رفع درجة المحافظة على التمسك بشريعتنا السمحاء وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، والمجتمع بحاجة كذلك من المجلس والحكومة لوضع خطط ناجعة لمواجهة تزايد حالات الطلاق والعنوسة وما تعانيه بعض الأسر من تصدع أسري نتيجة الخلافات التي تحدث بعد الطلاق، نحن بحاجة كذلك إلى المحافظة على هويتنا القطرية وألا يتأثر أبناؤنا بأي تأثيرات تتعلق بالتعليم أو حتى التطبع بطبائع تخالف الدين والأعراف كأن تظهر الفتاة بملابس غير محتشمة لا تمثل عاداتنا وتقاليدنا القطرية المحافظة. لدي المجلس ملفات متخمة بالقضايا والهموم والهواجس التي ألقتها الدولة والشعب على كاهلهم، نسأل الله أن يُعينهم على قضائها وأن يجعلهم خير ممثلين لهذا الشعب الطيب الذي يستحق الخير كله. [email protected]
5180
| 19 أكتوبر 2021
كشف التقرير الذي صدر حديثاً عن مؤسسة حمد الطبية أن الاكتئاب والقلق أكثر الأمراض والاضطرابات النفسية انتشاراً في دولة قطر بنسبة تُقدّر بـ 17.5%، وتتنوع أغلب حالات القلق والاكتئاب التي تستقبلها عيادات الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية بين حالات بسيطة أو متوسطة يتم علاجها دون اللجوء لأي أدوية طبية، أما الحالات الشديدة والمعقدة فلا تتجاوز نسبتها 20% فقط، وتعد الفئات العمرية الأكثر إصابة بالاكتئاب هي الفئة بين 30 و 40 عاماً. ويؤكد مدير الخدمات النفسية والمجتمعية بمؤسسة حمد الطبية واستشاري أول طب نفسي أن الاضطرابات النفسية خاصة الاكتئاب والقلق باتت من الأمور المألوفة، ويمكن تجاوزها والتعافي منها شأنها شأن بقية الأمراض العضوية، من خلال التشخيص والاكتشاف في المراحل المبكرة، وتقديم كافة أشكال الدعم للمرضى، ودعونا هنا نتوقف قليلاً لنبحث عن الأسباب التي أدت إلى زيادة حالات الإصابة بهذه الاضطرابات النفسية والذي أدى إلى ارتفاع نسبتها بشكل مرتفع، ومع خلو التقرير من تفاصيل مهمة حول هذه الإحصائية المؤلمة وعدم ذكرها الفترة الزمنية التي زادت فيها الحالات حتى يتم معرفة الأسباب والظروف التي نحن متيقنين بأن لها علاقة بالحياة وظروفها إلى جانب الأسباب العضوية التي يفهم لغتها ومسبباتها الأطباء والمتخصصون في الطب النفسي. ولعل إصدار هذا التقرير جاء مواكباً لاحتفال العالم في العاشر من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للصحة النفسية والذي جاء هذا العام تحت شعار " الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعاً "، كما أنه يأتي بعد عامين صعبين على العالم كان لجائحة كوفيد -19 أثر فادح على الصحة النفسية للناس، وهنا أنقل ما نشرته منظمة الصحة العالمية التي أوضحت بأن هذا الوباء ألحق الضرر ببعض الفئات من ضمنهم العامل,ن في الرعاية الصحية وفي الخطوط الأمامية، والطلاب والأشخاص الذين يعيشون بمفردهم وأولئك المصابين بحالات نفسية أصلاً، وفي الوقت ذاته تعطلت بشدة خدمات الصحة النفسية والعصبية وخدمات اضطرابات تعاطي مواد الإدمان. وإذا أردنا أن نتحدث عن الآثار والمسببات التي أدّت إلى تردي حالة الصحة النفسية لدى العديد من البشر فإنها كثيرة ومتعددة ولا مجال لحصرها في مقال، وإنما هنالك دراسات عديدة تناولت كافة ما يتعلق بالصحة النفسية والعوامل المؤثرة فيها، ولعلنا هنا نركز على جزئية في اعتقادي أنها تعد العامل المشترك بين مرضى الاكتئاب والقلق لكثير من شعوب العالم والتي تناولتها منظمة الصحة العالمية بشرح مفصل ودقيق حيث اعتبرت أن هنالك عوامل اجتماعية ونفسية وبيولوجية متعددة تحدّد مستوى صحة الفرد النفسية في مرحلة ما، فمن المعترف به مثلاً أنّ استحكام الضغوط الاجتماعية الاقتصادية من المخاطر التي تحدق بالصحة النفسية للأفراد والمجتمعات المحلية، وتتعلّق أكثر البيّنات وضوحاً في هذا الصدد بمؤشرات الفقر، بما في ذلك انخفاض مستويات التعليم. وهناك علاقة أيضاً بين تدني مستوى الصحة النفسية وعوامل من قبيل التحوّل الاجتماعي السريع، وظروف العمل المجهدة، والتمييز القائم على نوع الجنس، والاستبعاد الاجتماعي، وأنماط الحياة غير الصحية، ومخاطر العنف واعتلال الصحة البدنية، وانتهاكات حقوق الإنسان. كما أنّ هناك عوامل نفسية وعوامل أخرى محدّدة لها صلة بشخصية الفرد تجعل الناس عرضة للاضطرابات النفسية، وهناك أخيراً بعض العوامل البيولوجية التي تسبّب تلك الاضطرابات ومنها العوامل الجينية واختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ. ولا شك أن ديننا الإسلامي الحنيف عالج هذا الأمر منذ أكثر من 14 قرناً، إذ تعد الصحة النفسية من أسمى مقاصد الإسلام، لما لها من دور في إصلاح الفرد وتأهيله لخدمة المجتمع فيما يعود عليه بالنفع العميم، وهكذا قصدت التشريعات إلى تخليص الإنسان من كل ما يمكن أن يجعله فرداً سلبياً غير ذي نفع. وتتحقق الصحة النفسية بعدة أمور متواشجة لا تنفصل، يكمل بعضها بعضاً ممثلة في الإيمان والصلاة والأذكار والصيام والصدقة والتقوى، لذلك تجد المجتمعات المسلمة هي أقل شعوب العالم إصابة بأمراض الاكتئاب والقلق وسائر الأمراض النفسية، ولعل زيادتها في مجتمعاتنا مؤشر انخفاض الوازع الديني ولاسيما بين فئات المراهقين والشباب، لذلك نجد بأن انتشارها لدينا في قطر في الفئة العمرية من 30 حتى 40 عاماً هو دليل ابتعاد شبابنا عن تعاليم دينهم وانشغالهم في حياة يغلب عليها الطابع العملي والمادي وهو الأقرب للمجتمعات الغربية التي تعاني من انتشار حالات الاكتئاب والاضطرابات النفسية والقلق التي أدت إلى تزايد حالات الانتحار لديهم ! فاصلة أخيرة لا بد أن ندق ناقوس الخطر لمجابهة حالات زيادة الاكتئاب والقلق والأمراض النفسية، وهو الأمر الذي في اعتقادي سبّب ازدياد في حالات الطلاق وأيضاً العزوف عن الزواج وما نراه من حالات تفكك أسري، الوضع بحاجة إلى خطة عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يحدث ما لا يُحمد عقباه ! [email protected]
8310
| 12 أكتوبر 2021
يُروى أن عالماً من علماء الإسلام ذا مال وجاه حضر في مجلسه تلاميذه وعدد من طلاب العلم، وبينما هم كذلك دخل عليهم رجل غريب لا يعرفونه ولا يبدو على الرجل مظهر طلاب العلم، ولكنه ظهر منذ الوهلة الأولى بمظهر "عزيز قوم ذل"، ودخل وسلم وجلس حيث انتهى به المجلس، وبدأ يستمع للشيخ بأدب وإنصات وفي يده قارورة فيها ما يشبه الماء، لا تفارق الرجل ثم قطع الشيخ حديثه، والتفت للرجل الغريب وتفرَّس في وجهه ثم سأله ألك حاجة نقضيها.. أم أن لك سؤالاً نجيبك عليه؟، فرد عليه: لا هذا ولا ذاك، وإنما أنا تاجر سمعت عن علمك وخلقك فجئتك أبيعك هذه القارورة التي أقسمت ألا أبيعها إلا لمن يقدر قيمتها. فقال له الشيخ: أعطِني إياها، فأعطاه القارورة وأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجابًا بها، ثم التفت للرجل، وقال له: بكم تبيعها؟، فقال: بـ 100 دينار، فرد عليه الشيخ وقال: هذا قليل عليها، سوف أعطيك 150 ديناراً، فقال الرجل: بل 100 كاملة لا تزيد ولا تنقص ! فقال الشيخ لابنه: ادخل عند أمك وأحضر مائة دينار من الصندوق، وبالفعل أخذ الرجل المبلغ، ومضى إلى حال سبيله مبتسماً ابتسامة عليها سمت الوقار وانفض المجلس، وخرج الحاضرون من الطلاب والتلاميذ والجميع متعجب من ذلك الماء الذي باعه بمائة دينار، فدخل الشيخ لغرفته للنوم، ولكن الفضول دعا ابنه لفحص القارورة ومعرفة ما فيها وتأكد أنه ماء عادي ودخل الابن إلى والده مندهشاً مسرعاً وقال لأبيه: يا حكيم الحكماء، لقد خدعك الغريب، فقد باعك ماء بـ 100 دينار، أأعجب من دهائه وخبثه أم من تسرعك وطيبتك؟ فضحك الشيخ ثم قال لولده: يا بني فقد نظرت ببصرك فرأيت ماء، ولكني نظرت بنور بصيرتي فرأيت الرجل جاء يحمل في القارورة ماء وجهه الذي أبت عليه عزة نفسه أن يريقه أمام الحاضرين عند السؤال، وكانت له حاجة في مبلغ يقضي به حاجته ولا يريد أكثر منه، والحمد لله الذي وفقني لإجابته، ولو أقسمت ألف مرة أن الذي دفعت فيه قليل ما حنثت بيميني. نستخلص من القصة إخلاص السّاعي في قضاء حوائج الناس، وقصد الله تعالى في العمل، وترك المنّ بها، والأفضل ستر العمل، وإتمامُه، فإتمامه من إتقانه، ومن آدابه وحق من حقوق الناس على قاضي الحاجات، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بفعل هذا العمل الصالح وربط الفلاح به بقوله عز وجل ((وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))، وجاءت الأحاديث في هذا الشأن عديدة والتي تبيّن عِظم هذا العمل، فقد جاء في صحيح الجامع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته)، وقوله عليه أفضل الصلاة والتسليم: (ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته، أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً)، فأي عمل أعظم من هذه الأعمال التي حث عليها رسولنا الكريم وأجرها عظيم عند المولى عز وجل تتجلى في أن الله يتكفّل بقضاء حاجته، وأنها أفضل من الاعتكاف شهراً في المسجد النبوي، وأنها أفضل الأعمال عند الله تعالى، وأن الله يثبّت قدمي فاعلها على الصراط، وأن الله ييسّر له أموره، ويظله في عرشه يوم لا ظل إلا ظله. ولأنه من المحمود ومما حث عليه ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا وحتى الإنسانية بأن يتفقّد الإنسان من حوله من الناس، أهله، وأصدقاءه، وجيرانه، وأبناء منطقته ومدينته وبلاده، وحتى معاشر المسلمين الذين هم بأمسِّ الحاجة للمساعدة ولقضاء حوائجهم حتى يتحقق التكافل الاجتماعي والتآلف وتسود المؤاخاة والمحبة أو على أقل تقدير دعم كل ما يصل إلى إنسانيته والرحمة التي فطرها الله في قلبه وجعلها من أسمائه الحسنى "الرحيم"، من أجل هذه المعاني السامية لا بد لنا من أن نُساهم في حمل ولو جزءا بسيطا من هموم قد تراكمت على من له حاجة لم يقضها أو أرملة أو مطلقة وقفت الظروف وحالت دون أن تتمكن من قضاء حوائجها وسد نواقصها هي وأبنائها. ونحن ولله الحمد في دولة قطر جُبلنا على عمل الخير حتى فاض الله علينا بأنعمه لتصل للمحتاجين في كافة أنحاء العالم، ولكن لا يزال للأسف من يعيش بيننا ومن أبناء جلدتنا من يشكي سوء أحواله وقلة حيلته من العيش حياة كريمة يشكو مرارتها إما بسبب الديون أو الظروف الأخرى وحالت عفته وحياؤه من أن يمد يده لأهل الخير ويُصر على ذلك، ورغم أن العديد منهم لجأوا للجمعيات الخيرية إلا أنهم إما أن ما يأتيهم لا يكفيهم أو أنهم ينتظرون الفرج في حملات كبيرة كتلك التي تحمل اسم "حملات الغارمين" ويتبقى منهم من لم ينله النصيب في تفريج كُربته. قبل أيام وصلني، كما وصل للكثيرين، مقطع فيديو مؤلم لمواطنة قطرية تشكي أحوالها وأوضاعها وكيف أنها بالكاد تستطيع أن تسد رمق أسرتها التي تعيش في بيت متهالك وبأثاث يتصدق به الناس عليها، وتتحدث والغصة في حلقها وتتساءل: كيف يصل بي الحال إلى ما أنا عليه وأنا أعيش في بلدي بلد الخير، بلد الخيِّرين وأهل الشهامة والمواقف الطيبة؟ ولأن الوطن هو الملجأ الأول بعد الله ونحن على قناعة بأنها ستعمل على ضمان مدّ يد المساعدة لمواطنيها المعوزين وخاصة المتعففين منهم لتحقيق مبدأ العدالة في تحقيق الحياة الكريمة العزيزة لكل من له حق بالمساعدة، إلا أنني أيضاً أوجه نداءً إنسانياً في المقام الأول لرجال الأعمال في قطر ومن له تواصل معهم بأن يهبّوا لنجدة أنفسهم وحصد ما ينفعهم من أجر قبل فوات الأوان، فوالله ليس هناك أعظم من مساعدة من يعيش على هذه الأرض من مواطنين أو مقيمين، وليس مجرد التبرع للجمعيات الخيرية هو بمثابة براءة ذمة لهم حيال كل محتاج ومعوز بل المُنفق المحظوظ هو من يجتهد في البحث عن هؤلاء المعوزين وتسديد ديونهم وتوفير احتياجاتهم، لاسيما وإن كانوا ممن منعهم حياؤهم وتعففهم من البحث عمن يُفرج كرباتهم ويُحيي آمالهم في العيش بكرامة تعبوا وهم يكابدون الحياة من أجلها !! فاصلة أخيرة أمران يرفعان شأن المؤمن: التواضع، وقضاء حوائج الناس؛ وأمران يدفعان البلاء: الصدقة وصلة الرحم. جعلنا الله وإياكم من أهلها، إنه سميع مجيب الدعاء. [email protected]
10154
| 21 سبتمبر 2021
لا شك أن شريحة المتقاعدين من الشرائح المهمة في المجتمع، والتي تشكل عامل استقرار وقوة لأي مجتمع ينشد الربط بين الأجيال والاستفادة من خبرات رعيلها الأول، الذي يعد شاهداً على مراحل تطور ونمو هذا الوطن المعطاء، ولأنهم يشكلون عاملاً مهماً فقد أولت الدول المتقدمة اهتماماً ملحوظاً في تقديم الخدمات النوعية لمتقاعديها عبر صناديقها الاستثمارية، التي تُنمي استقطاعات المتقاعدين طوال فترة أداء خدماتهم، وتسعى لوضع الخطط الطموحة لضمان توفير بيئة تقاعد مفعمة بالرفاهية والراحة. ونحن في قطر ودون أدنى شك وضعت التشريعات ضمانات مستقبلية للمتقاعد القطري من خلال قانون التقاعد الجديد، الذي كفل للمتقاعد حياة كريمة من خلال صرف راتب مجزٍ بإضافة علاوة السكن عليه، وهذا الأمر سيحل بكل تأكيد إشكالية تدني الراتب التقاعدي لدى المتقاعد، ولكنه للأسف لا يستطيع أن يواجه غلاء الأسعار الذي لا كابح له ولا مؤشر انخفاض له على المدى القريب فما هو حاله على المدى البعيد؟، لاسيما وأنه يبدو أن الجهات المعنية لم تستطع السيطرة بشكل قاطع على الأسعار في ظل جشع غير مسبوق لبعض التجار الذين يعلمون جيداً أن المستهلكين لا خيار لهم إلا الرضوخ أمام هذا الارتفاع في الأسعار!. ونحن نثمن جهود الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية على جهودها في العمل على توفير امتيازات للمتقاعدين من خلال برنامج الخصومات، الذي اعتمدته مؤخراً والذي تضمن الفنادق والمنتجعات والخدمات الطبية والمحال التجارية والمطاعم والمقاهي والأفراح والمناسبات وغيرها من الخدمات، ولكن من المهم جداً متابعة هذه الجهود والتأكد من ضمان تفعيلها، لأنه وبحسب بعض المتقاعدين أن هذا الخصم ما زال يعتريه بعض القصور من ناحية التطبيق وعدم اعتراف بعض الجهات المعتمدة لدى الهيئة به. من خلال العلاقة التي تربطني بعدد من المتقاعدين، ومنهم الذين يترددون على بعض المقاهي في عدد من المجمعات التجارية في الدولة، يشتكي عدد منهم لعدم وجود مكان يرتادونه كناد أو منتجع أو مركز تتوفر فيه كل الوسائل الترويحية لهم، فما الذي يضير هيئة التقاعد مثلاً لو أنشأت نادياً أو مقراً يتجمع فيه المتقاعدون يمارسون فيه هواياتهم واهتماماتهم في أي وقت، ولا سيما أن الهيئة تمتلك أغلبية أسهم شركة مثل الشركة المتحدة للتنمية الرائدة في مشاريع التطوير العقاري، أتعجز عن بناء نادٍ في موقع مميز على البحر بمرافق حيوية يستفيد منها المتقاعدون الذين يُعدّون الشريك الأساسي في استثماراتهم؟!. ولماذا لا تكون للمتقاعدين جمعية يستطيعون من خلالها المطالبة بتحقيق احتياجاتهم ومطالباتهم بعد عمر حافل قضوه في خدمة وطنهم؟، فالفرصة مواتية جداً لتنفيذ هذا المشروع مع البدء في إنشاء أول مجلس شورى منتخب في البلاد، وبالتأكيد لن يألوا جهداً ليكونوا بمثابة جهة استشارية يستفيد منها مجلس الشورى في تنفيذ رؤيته المستقبلية وكل ما من شأنه أن يخدم هذا الوطن الغالي. فاصلة أخيرة المتقاعدون ثروة وطنية لا يستهان بها، فأكرموهم كما أكرموا الوطن بعطاءاتهم وتضحياتهم. [email protected]
5035
| 14 سبتمبر 2021
اعتزل أكثر الصحابة القتال في موقعتي الجمل وصفين في عامي (36 -37 هجرية)، وأبوا أن يخوضوا في دماء المسلمين، فمنهم من اعتزل الفتنة عزلة مطلقة، ومنهم من اعتزلها واجتهد في دعوة الناس إلى اعتزالها، ومنهم من انتسب إلى إحدى الطائفتين المتنازعتين ثم انسحب كلية من الفتنة، ومنهم من اعتزلها في الجمل وصفين ثم انضم إلى علي في حربه للخوارج، ومنهم من حمد الله تعالى على ذهاب بصره قبل أن يراها. فمن الذين اعتزلوا الفتنة مطلقاً سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، وسلمة بن الأكوع، وسعيد بن زيد، وصهيب بن سنان الرومي، وأسامة بن زيد، وأبو هريرة، وهبيب بن مغفل، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح،وسعيد بن العاص، ومعاوية بن حديج الأمير، وزيد بن ثابت، وكعب بن عجرة، وسليمان بن ثمامة بن شراحيل، وعبدالله بن مغفل، وعبد الله بن سلام، وأهبان بن صيفي، والحكم بن عمرو الغفاري - رضي الله عنهم. ومن مواقفهم في اعتزال الفتنة موقف الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، فقد جاء في خبر صحيح الإسناد، عن عبد الرزاق، عن معمر بن راشد، عن أيوب السختياني، وعن محمد بن سيرين، أنه قيل لسعد: ألا تقاتل، فإنك من أهل الشورى، وانت أحق بهذا الأمر من غيرك ؟ قال: (لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان، ولسان وشفتان، يعرف الكافر من المؤمن، وقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد، ولا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا مني). وورد في رواية أخرى أن أحد أبناء سعد بن أبي وقاص، قال لوالده: نزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك، فضرب سعد صدر ولده عمر وقال له: (اسكت سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي). وفي رواية لأحمد بن حنبل أن سعداً قال لابنه عمر: (أي بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا، لا والله حتى أعطي سيفاً إن ضربت به مؤمنا نبا عنه، وإن ضربت به كافرا قتلته، وقد سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الله عز وجل يحب الغني الخفي التقي). ونحن في قطر ما زالت ترسخ في ذاكرتنا كقطريين تلك الملحمة البطولية التي سطّرها الشعب القطري بكافة فئاته وأطيافه من قبائل وأسر وعوائل التفافهم حول قيادتهم ودولتهم ضد ما كان يُحاك لقطر وشعبها من أطماع ونوايا غادرة، نتذكّر عندما توشح القطريون أثناء الأزمة العلم القطري وتجردوا من أي صفة أو عرق أو قبيلة من أجل توحيد الصفوف والتأكيد أن الجميع تجمعهم قطر انتماءً وأصلاً وفصلاً وماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ومن المستحيل أن يعكر صفوها نعرات قبلية أو عشائرية أو مناطقية لأن الوطن أسمى من أن يُزج به في إشكاليات يُراد منها زرع التفرقة بين مواطنيه وتذكية العنصرية لتشتيت وحدة الصف للوصول إلى غاياتهم الشيطانية!. باءت كل المحاولات التي غرضها زعزعة كيان الدولة بالفشل ولم يتمكن أحد من اختراق وحدة الوطن والمصير والإرادة الشعبية الصادقة الملتفة حول قيادتها رافضة لأي ابتزازات تتعلق بعلاقة المواطن القطري بقبيلته أو عائلته الممتدة خارج حدود الوطن، وأثبت القطريون أنه ما من قوة في الأرض تستطيع أن تسلخهم من وطنهم الذي تعهدوا له بالولاء في السراء والضراء. ولقد حمى الله هذا الوطن منذ قديم الأزل وحافظ على كيانه بفضل من عنده ثم بتكاتف أهله وتعاضدهم ونبذ أي صورة للنعرات العائلية أو القبلية وإيمانهم العميق بأن الوطن هو الأهم والأغلى من أي شيء في الوجود، وكما أن للوطن حقوقا على مواطنيه فإن للوطن حقوقا وواجبات تجاه مواطنيه وعلى رأسها التشريعات والقوانين التي تكفل له متطلباته وحقوقه كمواطن دون أي تفرقة، وهو ما نص عليه الدستور الدائم لدولة قطر من خلال المادة رقم ( 34 ) التي نصت على أن «المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات العامة». ◄ فاصلة أخيرة نقول لكل متربص وحاقد على هذا الوطن: موتوا بغيظم فسنظل شعباً متماسكاً موحداً مهما اختلفنا في الآراء فإننا متفقون بحب هذا الوطن وأميره ونعاهدهم بالطاعة والولاء. [email protected]
6886
| 17 أغسطس 2021
قبل وفاته كَتَبَ الكاتب السوري الأصل الألماني الجنسية نائل البلعاوي مقالة يقول فيها: لم أسمع حتى هذه اللحظة من يقول: شكراً للحكومة على هذا الأداء البارع، لا في النمسا ولا في جارتها الكبيرة ألمانيا، على اعتبار أن الجارتين قد حققتا إنجازاً لافتاً خلال الأيام الماضية في الحرب المفتوحة ضد الوباء. لا أحد يقول شكراً لميركل مستشارة ألمانيا، أو سيباستيان كورتز رئيس الحكومة النمساوية، ولا أحد يمدح "القيادة الحكيمة" للمرحلة الحرجة، وأقصى ما يمكن أن يقوله النمساوي أو الألماني تعليقاً على النتائج الجميلة التي تحققت في البلدين: "لقد قامت الحكومة بما عليها أن تقوم به"؛ أو "يبدو أن الإجراءات التي اتخذوها كانت صحيحة". اليوم؛ قلت لصديق نمساوي هاتفياً: أعجبتني الحرفية العالية لحكومة كورتز خلال الأزمة، فأجاب: هذا دورها المنتظر، وإن لم تحققه فعليها أن ترحل، فقلت له: ألا تستحق الشكر على ذلك ؟! فرد علي: لا، ولماذا نشكرها؟ كورتز وأعضاء حكومته يتقاضون أجوراً شهرية عالية للقيام بمثل هذه الأدوار، وفي مثل هذه الأزمات تحديداً؛ لقد وُجدوا في مناصبهم لأجل هذا بالضبط، هم يعملون على خدمتنا يا صديقي، هذا شغلهم! قلت له: أعرف، ولكن "شكراً" صغيرة لا تعني الشيء الكثير. فقال: "شكراً" تعني أن الحكومة قد قدمت هدية من عندها لنا، وهذا غير صحيح، فلو شكرناها فعلينا أن ننحني أمامها غداً ونردد مثل القطيع: شكراً لكم على كل شيء تقومون به أو لا تقومون به. عند نهاية المكالمة أخبرته بأنني سأكتب نصاً عن الكيفية التي تتم عبرها صناعة ثقافة العبودية وتحويل (القادة) إلى آلهة، وأن شكراً الصغيرة هذه هي فاتحة جيدة لقراءة كتاب الاستبداد الكبير والكريه. "انتهت المقالة". وهنا يكمن سر تخلفنا كمجتمعات ودول عربية، فلطالما ردحت وتغنّت الشعوب العربية في أقل حق من حقوقها تقوم بتنفيذه أشرف وأنقى حكومة عربية بمقياس مستوى الحكومات العربية الفاسدة والمستبدة والمتخلفة منذ تأسيس هذه الدول، وليت ردات فعل هذه الشعوب على شكل "شكراً الكبيرة أو الصغيرة"، بل وصل إلى تمجيدها ووصفها بأنها حققت المعجزات للوصول إلى طموح وتطلعات مواطنيها!! خلال الأشهر الماضية حدثت في بلادي قطر عدد من الأخطاء التي لا تُغتفر، كأن يسيء مسؤول كبير لاستخدام سلطاته ويختلس مبالغ خيالية، أو أن يمارس آخر صلاحيات منصبه لينتفع وينفع أبناءه وأقاربه وأصدقاءه، ويقصي ويستبعد من له حق في التوظيف، أو أن يصدر قرار من وزارة سيادية أخرى تمنع من خلاله عودة المواطن لوطنه دون أخذ موافقة مسبقة ومساواته بالأجنبي الزائر، كل هذه التجاوزات تحدث في أقل من 3 شهور دون أن نرى مسؤولاً يتحمل المسؤولية أو يتحلى بالشجاعة ويقدم استقالته احتراماً لوطنه وشعبه!! وطالما أننا شعوبٌ لا تملك ثقافة معرفة الحقوق والواجبات، وما هي الحقوق التي يجب على الحكومة تنفيذها بكل تفاصيلها، فلا ننتظر من هذه الحكومات أن تُخلص في عطائها، وبالتالي فهم لا يعنيهم أن نقول لهم: شكراً الكبيرة ولا الصغيرة!! فاصلة أخيرة نتطلع لمجلس شورى على الأقل يرفع من سقف طموحات وتطلعات المواطن، ويزيل عن أعينهم غشاوة الفكر القديم المتمحور حول المدح والثناء على أمر يتوجّب على الحكومة تنفيذه، نريده مجلساً تحسب له السلطة التنفيذية ألف حساب، على رأس أولياته خدمة المواطن وتحقيق كافة مطالبه وحقوقه!! [email protected]
4293
| 27 يوليو 2021
جاءت التوجيهات السامية لسيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بكفالة الحياة الكريمة للمواطنين المتقاعدين، ورفع الحد الأدنى للمعاش التقاعدي لـ 15 ألف ريال تتويجاً لمساعيه وحرصه على إعطاء هذه الفئة حقها في العيش برفاهية، والعيش بكرامة وراحة وتذليل كافة الإشكاليات المتعلقة بظروفهم المعيشية، وهو الأمر الذي بلا شك سينعكس على حياة الكثير من المواطنين المقبلين على مرحلة التقاعد. وكما هو معلوم ومع ما نعيشه من ظروف غلاء فاحش طالت كافة مناحي الحياة ومع ما واكبه من إجراءات تفشي جائحة كورونا وما اعتراها من أزمات اقتصادية أثّرت بشكل طبيعي على دخل الفرد وطبيعة حياته، كل هذه الضغوطات والمشاكل أول من يواجهها ويعاني من تبعاتها المتقاعد وأسرته، نظراً لعدم تمكنه من توفير الحياة المعيشية التي كان يستطيع أن يوفرها قبل مرحلة التقاعد، وبالتالي عندما تراعي الدولة وعلى رأسها القيادة الكريمة هذا الأمر فإنها بذلك تعلم أن معالجتها لدخل المتقاعد سينصب لصالح المجتمع كافة وسيدفع بعجلة التنمية المستدامة للأمام وسيقضي على مشاكل اجتماعية عديدة قد تنجم عن تردي أحوال المتقاعدين. ولعل ما صرّح به معالي رئيس مجلس الوزراء بأن مشروع قانون التقاعد بشكله الجديد سيتضمن العديد من المواد التي تصب في مصلحة المتقاعد وأبرزها إضافة بدل السكن من ضمن العلاوات، وتعديل الأحكام الخاصة بـ "السّلف" لمواكبة أعباء الحياة وتلبية تطلعات المتقاعدين وضمان توفير الحياة الكريمة لهم. ولا شك بأن مشاعر الفرحة والسعادة الغامرة لدى المتقاعدين ليس لها وصف، ويكفيهم الشعور بما توليه قيادتنا الحكيمة من اهتمام وحرص على ضمان توفير أفضل السبل لحياة كريمة يستحقونها بعد سنوات طويلة أمضوها في خدمة وطنهم، فرد الجميل جزاء عادل لهذه الفئة المهمة والغالية على قلوبنا جميعاً، وما من مواطن موظف إلا وسيمر بهذه المرحلة وبالتالي هذه القرارات الحكيمة ستنصب بلا شك لصالح كافة المواطنين في هذا البلد المعطاء. ولعلنا نستذكر جيداً تلك المقولة التي خلدها القطريون في أذهانهم وقلوبهم في بداية الحصار عندما قال صاحب السمو أمير البلاد المفدى في أحد التجمعات لمواطنين قطريين: "أبشروا بالعز والخير"، ومنذ ذلك اليوم ونحن نسير في طريق العز والخير الذي رسمه لنا تميم العز والخير، ونقطف ثماره الذي جاء بفضل من الله ثم بحكمة قائدنا الفذ الذي جعل على رأس أولوياته كرامة وعزة المواطن القطري ورفع سمعته بين شعوب العالم وجعله من أسعد شعوب العالم وأحبها وأخلصها وأكثرها ولاءً لوطنها وأميرها المحبوب. ولا ريب أن الدولة التي تضمن الحياة الكريمة لشعبها وتوفر له أفضل الخدمات النوعية في كافة المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية، وتضمن له الرفاهية وتولي حرصها على المتقاعد ومن هم تحت مظلة الضمان الاجتماعي كالأرملة والمطلقة وغيرهم من الفئات الاجتماعية، كل هذه الحقوق التي تقوم بها الدولة وتحرص على إنجازها باهتمام وحرص تزيد من البركة ويرفع أهلها أكف الضراعة بأن يحفظ الله هذا الوطن وولاة أمره من كل شر وأن يزيدهم من فضله ويبارك لهم في أعمالهم ونواياهم ويُديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار. فاصلة أخيرة نأمل ألا تذهب سعادة المتقاعدين سُدى بضمان التحكم في الأسعار، وإلزام الدولة التجار بعدم رفعها وإرهاق جيوب المواطنين الذين يُعانون منذ زمن من ويلات هذا الغلاء الفاحش الذي لم يُراعَ فيه ظروف فئة ذوي الدخل المحدود الذين يُكابدون الحياة وبالكاد يكفيهم دخلهم حتى آخر الشهر !! [email protected]
6161
| 22 يونيو 2021
يُخطئ من يظن بأن الفساد المالي أخطر من الفساد الإداري لأن الأخير هو الممهد والمُسهّل لكل فعل فاسد وبالتالي ما من فساد يستشري في دولة أو مؤسسة أو منظمة إلا ويسبقها فساد إداري غذّاها وقوّى شوكتها، وقد ربطته عدة منظمات دولية مع بعضه حيث عرّفته منظمة الشفافية الدولية بأنه "إساءة استخدام السلطة العامة لتحقيق كسب خاص" بينما عرفه صندوق النقد الدولي بأنه "علاقة الأيدي الطويلة المعتمدة التي تهدف إلى استحصال الفوائد من هذا السلوك لشخص واحد أو مجموعة ذات علاقة بين الأفراد". ويعرف المتخصصون والفقهاء في هذا المجال أن الفساد المالي والإداري ينجم عندما يأتي الخلل في الأداء نتيجة الخطأ والنسيان واتباع الشهوات والزلل والانحراف عن الطريق المستقيم وبأنه "سوء استغلال السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة "، وعُرّف أيضاً الفساد الإداري والمالي بأنه الذي يحتوي على قدر من الانحراف المتعمد في تنفيذ العمل المالي والإداري المناط بالشخص، غير أن ثمة انحرافاً مالياً وإدارياً يتجاوز فيه الموظف القانون وسلطاته الممنوحة دون قصد سيئ بسبب الإهمال واللامبالاة، وهذا الانحراف لا يرقى إلى مستوى الفساد المالي والإداري لكنه انحراف يعاقب عليه القانون وقد يؤدي في النهاية إلى استفحاله في حال لم يُعالج! ولعل التقرير الأول للشفافية والنزاهة لعام 2000 أجاد في تفسيره للتعريف الدقيق للفساد الإداري والمالي بأنه "إساءة استغلال السلطة المرتبطة بمنصب معين بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب المصالح العامة ومنها إصدار قرارات مصالح شخصية، التربح، وممارسة السلوك البيروقراطي المنحرف الذي يستهدف تحقيق منافع ذاتية بطريقة غير شرعية وبدون وجه حق" !! ولعلنا سمعنا قصصا عديدة عن ممارسات يقوم بها وزراء ومدراء وحتى رؤساء أقسام أقل ما يُقال عنها بأنها سلوك فعلي للبيروقراطية "المنحرفة " وتستهدف تحقيق منافع ذاتية وتُحرم في نفس الوقت أشخاص من حقها الذي يكفله لها القانون من خلال ممارسة هذا المسؤول لصلاحياته لتحقيق مكاسبه على حساب فئة معينة أو أفراد بعينهم، وآخرها تلك التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنة تشكي مديراً لإدارة الموارد البشرية قام بممارسة صلاحياته وحجب عن ابنتها وظيفتها التي تم ترشيحها لها تحت أعذار وحجج واهية من الواضح أن هذا المسؤول لديه أسبابه غير المقنعة ولا تبرر له تصرفه الغير مسؤول في حرمان هذه المواطنة الشابة من الحصول على فرصتها في الحصول على وظيفة مناسبة لمؤهلاتها وقدراتها. هذا المسؤول للأسف يمثل حالة من حالات الفساد الإداري الذي تُعانيه هذه الوزارة لاسيما وأنه في كل الأحوال سواء بموافقة الإدارات المعنية أو عدم موافقتها فإن قرار التوظيف بيده ومن يملك "ود ورضا " هذا المدير فسيضمن الوظيفة لابنه أو أخيه أو قريبه أو صديقه، وهذه لعمري قمة البيروقراطية وإساءة استخدام السلطة!! وعندما نرى مؤسسة أو هيئة حكومة أو شبه حكومية يُمارس فيها مدراء الموارد البشرية أو أمناؤها العامون أو مساعدو الوزراء ورؤساء الهيئات للشؤون الإدارية والمالية صلاحياتهم في التوظيف، ونراهم يوّظفون أقاربهم وأصدقاءهم في الأماكن التي تزيدهم قوة وتحافظ على بقائهم دون محاسبة أو رقابة فهذا نخرٌ واستفحال للفساد لن يؤدي إلا لفساد أكبر من شأنه أن يُعطل خطط الدولة التي ترمي للإصلاح وتحقيق العدالة في المجتمع! فاصلة أخيرة الأمة التي تُحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد. عباس العقاد [email protected]
4283
| 15 يونيو 2021
هنالك مثل مشهور عند أهل الجزيرة العربية يُقال إذا عمل أحدٌ عملاً لم يوفق فيه قالوا له هذا المثل (ليتك خليته على طمام المرحوم) يعني ليتك لم تغير فيه شيئاً عما كان عليه في السابق، وبعضهم يقول مسبقاً (خله على طمام المرحوم) أو خليناه على طمام المرحوم. وهذا المثل تحكي قصته عن رجل وامرأته يجلسان بجوار النار في منزلهما فدخل عليهما أحد زوارهما وربما كان ممن يقرب لهما، وبعد ان جلسوا يتناولون القهوة ويستدفئون بالنار لاحظ الزوج انكشاف بعض ما يستر من المرأة فأراد تنبيهها بالملقاط إذ لا يوجد بجواره سواه، لكن قبل ذلك أراد صرف النظر عنها من هذا الزائر فبدأ يصرف نظره ناحية السقف ويقول له انظر إلى السقف كان المرحوم قد عمله كذا وكذا، وغيرناه عن طمام المرحوم بما تراه، وأثناء التحديق لمسها بالملقاط الحار رجاء انتباهها لنفسها واستتارها، لكن يبدو ان الملقاط الحار فاجأها فصدر منها ما يخجل، فقال الزائر (ليتك تركته على طمام المرحوم) يعني ليتك لم تحاول اصلاح الوضع الذي رأيته من امرأتك بما هو أسوأ منه ! ذكرت هذه القصة لأربطها بما يحدث عندنا من تغيّرات في العادات والتقاليد وصورة المجتمع بشكل عام، فعلى مستوى العادات والتقاليد لاحظنا في سنواتنا الأخيرة ما يُعتبر دخيلاً علينا من ناحية المظهر العام للنساء كاللباس وإظهار المفاتن والتزين المفرط والملفت للنظر وارتداء العباية النسائية كموضة وليس كستر للمرأة وإظهار مفاتنها من خلف هذه العباية " غير الساترة "، ناهيك عن إظهار الشعر ووضع الحجاب كمنظر جمالي يكشف نصف الشعر ويخفي نصفه الآخر، مناظر لم نعتدها في السابق أبداً بل كانت المرأة في التسعينيات وما قبلها لا تكاد ترى منها شيئاً ومن المعيب أن تخرج من بيتها إلا لضرورة قصوى، انظروا لما يحدث لبعض لبناتنا الآن فلا تكاد تذهب لمجمع ولا لمطعم ولا مقهى إلا وتراهن يُزاحمن الشباب بأزياء وزينة ملفتة للنظر، فأين هم الآباء والأمهات والأخوة مما يحدث ؟ أيُعقل أن يرضوا عليهن أن تنهشهن سهام عيون الرجال؟ أم أنها هذه الحرية التي يتشدّق بها من يظنها في نزع الحشمة والحياء من نفوس بناتنا ؟ !! ولعل ما يُدمي القلب عندما تشاهد الأب أو الأم أو الأخ يُرافق ابنته أو ابنتها أو أخته في مكان عام وهي في كامل زينتها بلا احتشام ولا حياء، فأين هي الغيرة والحرص على الستر والحشمة الذي ينبغي أن يكون نتاج التربية والنشأة الصالحة؟! هذه الشواهد لا شك بأن انتشارها له وقعه الخطير على المجتمع، فما من مجتمع تهاون في هذه الأمور الحساسة اللي ابتلاه الله بالفساد وعمّت فيها كل الظواهر السلبية بعدما كان مجتمعاً محافظاً وصالحاً يُضرب فيه المثل في تمسكه بعاداته وتقاليده الأصيلة، ونحن هنا لا نعمم طبعاً فالمجتمع لا زال فيه الخير الكثير ونماذج يُحتذى بها ولكن النار عندما تستعر لا تعرف الأخضر من اليابس والتفاحة الفاسدة تُفسد ما جاورها من تفاح ! وعندما تحدث قضية رأي عام كتحرش أو اعتداء جنسي تقوم قائمة المجتمع ويُلقى كل اللوم على المتحرش أو منفذ حادثة الاعتداء ويتغافل أو يتجاهل جذر المشكلة وهو عدم متابعة الأهل وعلمهم بكل تفاصيل حياة ابنتهم وما تفعله ومن هن صديقاتها وأين تذهب، هذه التفاصيل هي التي تصون هذه الدرّة المصونة وتحميها من كل نفس شريرة وتحسّسها في نفس الوقت بأن هنالك عيونا وقلوبا تحميها من أي حدث سوء قد يحدث لها ! نحن أحوج ما نكون له كأفراد ومجتمع بأن نحافظ على بناتنا وأبنائنا من أي محاولة لتحررها وإبعادها عن سترها وعفافها الذي هو رأس مالها في هذه الدنيا ومصدر سعادتها عندما تدخل لحياتها الزوجية لأنها حافظت على نفسها والتزمت بتربيتها وأخلاقيات مجتمعها المحافظ الرافض لكل أشكال تغيير جوهره من خلال ضربه بعادات دخيلة عليه الهدف منه تشويه صورة المرأة وجرّها لنزع ثوب الستر والعفاف! فلا نريد أن ينطبق علينا المثل بعد فوات الأوان ونقول " ليتنا خليناها على طمام المرحوم " وبقينا كما كنّا في السابق بعيدين عن الحداثة والتطور التي جلبت لنا التحرر من عاداتنا وتقاليدنا النقية !! فاصلة أخيرة العيب ليس فيما نراه من مظاهر سلبية لا تمثّل طبيعة مجتمعنا، ولكن العيب عندما يُعاب على من يُطالب باتخاذ قرارات رادعة ضد هذه الظاهر الدخيلة ويوصف بأنه رجعي ومتخلّف !!. [email protected]
18483
| 08 يونيو 2021
قصص وعبر ودروس تناقلتها الأجيال بعد الأجيال عن صعوبة حياتهم وقساوتها وضيق حالها، من أجل توفير لقمة العيش والحياة الكريمة لأسرهم، ذاق الأجداد مرارتها وامتهنوا المهن الصعبة والتجارب الشاقة من أجل مكابدة صعوبة الحياة وضنكها، وكان الفتى ما أن يبلغ الحُلُم حتى يشارك أباه هذه المهام الصعبة بحماس ولهفة رغم صغر عمره وقلة قوته وخبرته في المهام التي سيعاون أباه في أدائها حتى يخفف عليه الحمل قدر المستطاع. حتى حدث ما لم يكن في حسبان تلك الأجيال عندما أفاء الله على تلك الدول الفقيرة في مواردها ليفجّر ثروات أرضها ويجعل شعوبها أغنى شعوب العالم، والخير يفيض عليها من كل حدب وصوب، ومن كانوا يبحثون عندهم عن العمل ولقمة العيش صاروا يعملون لديهم ويأتمرون بأمرهم، فسبحان من بيده الخير كله يهديه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز به من يشاء ويذل به من يشاء. ولا شك أن العاقل يعي تماماً أن هذه النعم ليست دائمة وإنما زائلة، وعلى العبد استدراك ذلك والشكر الدائم للخالق عليها حتى يبارك الله له فيها ويزيده من فضله، ولا شك أيضاً أن الرفاهية التي واكبت هذه الطفرة أفرزت عادات وسلوكيات لم تكن موجودة في زمن أجدادنا عندما كانوا يُكابدون صعوبة الحصول على رزقهم، فالاتكالية وعدم الاعتماد على النفس والإفراط في توفير كل الاحتياجات للأبناء وما تخللها من تطور في التكنولوجيا الحديثة أفسدت نوعاً ما طبيعته التي خلقه الله عليها، حتى وصل به الأمر أن يميل للنعومة بدلاً من الخشونة، والسبب هو الإفراط في تدليل الولد وتولي الأم لمهمة تربية هذا الولد بعيداً عن مراقبة الأب!. يذكر لي أحد الأصدقاء أنه سجّل أبناءه في إحدى المدارس الخاصة رغبة منه في أن يُقوّيهم في اللغات الأجنبية، ولأنه كان مشغولاً عن أبنائه هو وزوجته لظروف أعمالهما فإنهما أوكلا مهام مراقبتهم طوال الوقت للمربيات، يقول هذا الأب: لاحظت تغير سلوك أبنائي وأيقنت أنني ووالدتهم أهملناهم كثيراً، بل إنني وأثناء اصطحابي لهم لمدرستهم لاحظت أن من يزاملونهم من الطلاب أشبه بالإناث شكلاً وسلوكاً، وعلى الفور كان قراري الأول التفرغ لهم وتغيير بيئة البيت والمدرسة حتى لا يحدث لهم ما قد أندم عليه طوال العمر، وقمت بإشراكهم في الأنشطة التي تعزز فيهم مظاهر الرجولة كركوب الخيل والرماية والحضور الدائم لمجالس الرجال، التي علمتنا الكثير من العبر والدروس عندما كنّا بأعمارهم، يقول هذا الأب: لاحظت أن سلوك أبنائي تغيّر كثيراً، وأن الحالة التي كانوا عليها استطعنا التغلّب عليها وإعادتهم إلى طبيعتهم كفتيان يعيشون حياة الخشونة والمراهقة الطبيعية التي كناّ نحن نعيشها قبل أن تطغى علينا حياة الرفاهية والتطور السريع. ومن هنا لزاماً على أولياء الأمور ألا يتجاهلوا تفاصيل حياة أبنائهم منذ الصغر وعدم تركهم لوحدهم يُجابهون ظروف الحياة ورتمها السريع وإدخال الغرباء كالخدم في تربيتهم، علموهم أن طبيعة الرجل تختلف عن طبيعة الفتاة، وأنه خُلق من أجل إتمام المهام الصعبة وأن الرجل الذي يُشعر من حوله برجولته وخشونته هو من يُعوّل عليه، علموهم سيرة أبطال الأمة الذين غيّروا التاريخ وصنعوا الأمجاد في أعمار مبكّرة، وما زال أثرها باقٍ حتى وقتنا الحاضر، علموهم أن بعض مشاهير التواصل الاجتماعي التافهين ليسوا بقدوات وإنما هم فقاعات صابون سرعان ما تنتهي وتزول، وينبغي ألا يُقلدوهم لأنهم ليسوا إلا ظاهرة مؤقتة وستنجلي. فاصلة أخيرة ظاهرة بدأت تزداد في الآونة الأخيرة من خلال ظهور بعض من يُسمّون أنفسهم بمشاهير في السوشيال ميديا بدت عليهم الميوعة وتقليد سلوكيات وطبيعة الفتيات ويحاولون أن يُلقوا قبولاً واستحساناً لدى متابعيهم، هؤلاء يجب الحذر منهم وإيقافهم عند حدّهم حتى نقي أبناءنا من شرورهم. [email protected]
6237
| 01 يونيو 2021
اسمحوا لي بداية أن اقتبس عدداً من فقرات مقالة سابقة لي كتبتها في عام 2014 وعنونتها بــ " ندرة المتحدثين الإعلاميين القطريين "، وتناولت حينها ما تضمنه تقرير التنافسية العالمية الذي يصدر سنوياً عن المنتدى الاقتصادي العالمي باعتبار دولة قطر من أفضل الدول على مستوى العالم في تطبيق السياسات الثابتة والطموحة نحو مستقبل مشرق يجعلها في مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والصحية والرياضية، وتعتبر قطر من أكثر الاقتصاديات التنافسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولا زالت حتى وقتنا الراهن تتصدر قائمة هذه الدول. تقرير التنافسية العالمية بطبيعته يسلط الضوء على غالبية دول العالم ويقيس درجة التنافسية بينها بكل تجرد وحيادية، ويتضمن قياس تطور المؤسسات والبنية التحتية، وبيئة الاقتصاد الكلي، والصحة، والتعليم العالي، والتدريب، وكفاءة سوق السلع، وكفاءة سوق العمل، وتطور الأسواق المالية، والجاهزية التقنية، وحجم السوق وتطور الأعمال، وهو يستند بشكل عام إلى مؤثر التنافسية العالمي الذي حدده منتدى الاقتصاد العالمي، ويعتمد على العديد من المؤشرات التي ترتكز بدورها على بيانات رسمية وآراء لآلاف المسئولين التنفيذيين في البلدان التي يشملها المسح. هذا الإنجاز والتميز لم يأتِ بلا شك من فراغ وإنما جاء نتيجة عمل متفانٍ ومخلص تحت إدارة منظومة متكاملة تسابق الريح للوصول إلى مثل هذه المنجزات وجعل قطر من الدول الرائدة والسباقة في كل المجالات. هذه المكانة التي احتلتها قطر جعلتها محط أنظار العالم أجمع وحديث الدول والشعوب ومدى ما حققته هذه الدولة الصغيرة بحجمها والكبيرة بعطائها من إنجازات في بضع سنين حتى وصلت إلى ما هي عليه من مكانة عالية تستحق من الجميع احترامها وجعلها نموذجاً يحتذى به بين الأمم والشعوب. ومن هنا كان لزاماً على الدولة مقابل هذه المكانة العالمية والنجاح المتتالي على كافة الأصعدة بأن يكون لديها عددٌ لا بأس به من المتحدثين أو الناطقين الإعلاميين القطريين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية وغيرها من المجالات يستطيعون من خلالها أن يعكسوا مدى التطور والتقدم الذي تحظى به قطر، وقادرين أيضاً على مواجهة أي هجمات إعلامية شرسة من وسائل إعلام أو أفراد يريدون أن ينشروا أكاذيبهم وتزييف الحقائق على الجمهور في ظل غياب الطرف الآخر، وهي الحالة التي نعاني منها كثيراً في قطر خصوصاً هذه الفترة التي شهدت أحداثاً مهمة للغاية قلبت الموازين وأصبح للإعلام دوره الفعال في تشكيل الرأي العام وتجييش الشعوب ضد الخير أو الشر. ما يهمنا نحن في قطر أن تكون لدينا كوكبة من الإعلاميين المدربين كل في مجاله سواء السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي حتى يتبنى وجهة نظر قطر في أي موضوع قد تُزَجُّ قطر في تفاصيله وتكون الحاجة ملحة جداً، لأن يكون الصوت القطري حاضرا وجاهزا لكل السيناريوهات الإعلامية المتوقعة. فندرة وجود متحدثين إعلاميين قطريين في وسائل الإعلام المختلفة يضع قطر في مواقف غير لطيفة بالنظر إلى ما تملكه من وسائل إعلامية عملاقة تحتم عليها بأن يكون لديها صفٌ محترف من الإعلاميين القطريين القادرين على ان يكونوا خير سفراء لبلدهم في هذه الوسائل. هذا الأمر يحتِّم على ضرورة أن تعمل الجهات ذات الشأن بالعمل على صقل وتدريب الشباب القطري كل في مجال تخصصه لتأهيلهم ليصبحوا متحدثين متخصصين بطريقة احترافية تؤهلهم لتمثيل قطر في جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية، ولا يمنع أن تكون لدينا مؤسسة متخصصة ولديها الإمكانيات البشرية والمادية لاستقطاب العدد الكافي ممن لديهم الكفاءة والقدرة على أن يكونوا متحدثين إعلاميين متميزين مفرغين للعمل في هذا الشأن، ويتم تدريبهم وفق أعلى المعايير العالمية التي يتطلبها الإعلام الحديث، وألا يقتصر فقط على الوسائل الإعلامية التقليدية كــ القنوات الفضائية أو الإذاعة أو الصحافة وإنما حتى وسائل التواصل الاجتماعي الحديث الذي أصبح هاجس شعوب العالم بأجمعه. لا بد أن لا يخلو تدريب هؤلاء الإعلاميين من التعامل بحرفية مع أي وسيلة إعلامية وبضبط النفس الذي من شأنه أن يؤثر كثيراً على المتلقي وتسهم في إقناعه بوجهة نظره، وأن لا يُغفل حتى عن صغائر الأمور التي قد يكون لها تأثير فعال في المتلقي كالإيماءات الجسدية التي من الممكن أن تكفي عن الكلام الكثير وتوصل رسالة إيجابية في أقل جهد ووقت !! وإن أردتم أن تعرفوا أهمية هذا الأمر فتابعوا ما توليه الدول العظمى من اهتمام في أن يكون لديها متحدثون إعلاميون بارعون في الخطاب السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي لكي يصلوا من خلالهم إلى أهدافهم المنشودة بأي ثمن كان وبأي طريقة كانت !! ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع المهم جملة لقاءات وملتقيات وندوات حضرها ممن يحسبون أنفسهم " متحدثين إعلاميين قطريين " لا مجال للمقارنة بينهم وبين منافسيهم الذين يمتازون بالخبرة واللباقة وقوة الحجة رغم أن العديد من الملفات نملك كقطريين الحجج الكافية التي تُظهر قوة موقفنا، ولكن الضيوف الذين يمثلون قطر للأسف ليسوا عند مستوى هذه القوة، وتابعوا اللقاءات التي تتم في غرف الكلوب هاوس وسترون كيف يشوّه بعض مشاهير السوشال ميديا القطريين الصورة التي ينبغي أن يظهر فيها كل من يمثل الرأي والإعلام في قطر! فاصلة أخيرة ينبغي أن تكون هنالك آلية وضبط لمن يحسب نفسه إعلاميا ومتحدثا قطريا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فعندما تأتي الدعوات يجب أن تُوجه للجهة المعنية التي تضبط هذه العملية وتضمن ترشيح الشخص المناسب لهذه الندوات أو اللقاءات وليس للأشخاص الذين لا يمثلون إلا أنفسهم فقط !. [email protected]
3138
| 25 مايو 2021
على مر تاريخنا الإسلامي بأزماته ونكباته لم يمر عليها أسوأ مما تعيشه الآن من واقع مؤلم ومزرٍ، فبالرغم من تشرذمه وتفرق دوله وانتهاك الأعداء لمقدساته وحرماته، إلا أن هنالك نبرة خطيرة للغاية بدأت منذ زمن تربط قضية فلسطين المحتلة بأهله الفلسطينيين، وكأنه لا علاقة له بأمته العربية والإسلامية، وكأن صلاح الدين الأيوبي "الكردي الأصل" لم يحررها من النصارى بجنوده العجم قبل العرب، وكأن أولى القبلتين وثالث الحرمين حكر على أهل فلسطين وليس للعرب والمسلمين، وحتى النصارى لم يكن الإسلام والمسلمون "العرب والعجم" يضطهدون حقهم في العيش بسلام وعدم التعرض لكنائسهم منذ عهد الخليفة الفاروق رضي الله عنه بعكس ما يتعرضون له الآن من الصهاينة من اضطهاد وتضييق!. والتاريخ يوثّق هذه الحقيقة المؤلمة التي دعمت كل ما من شأنه أن يهدم كيان وقوة الأمة الإسلامية، وآخره عندما تكالبت الأمم على الدولة العثمانية ومساندة دعاة القوميات التي حرضتها القوى الحاقدة على الإسلام من أجل إحياء نزعة القومية لتفتيت اللحمة الإسلامية وإحداث الفرقة بين العربي والأعجمي ودعم كل فكر يناهض وحدة الإسلام وقوته، ولعل التاريخ يسطر آخر الوقفات المستميتة المشرفة للدفاع عن فلسطين رغم كل الظروف التي تكالبت عليه من الداخل والخارج، إلا أنه وقف كالجبل الشامخ أمام أهدافهم ومطامعهم، فسيظل السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله الدرع الأخير للأمة الإسلامية عندما رفض كل الإغراءات المالية التي قدمتها الحركة الصهيونية مقابل بيع أرض في فلسطين لليهود على الرغم من حاجة الدولة العثمانية الماسة إلى المال بسبب ديونها فرفض رفضاً قاطعاً بقوله: "لن أتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني بل ملك الأمة الإسلامية، وقد قاتل أسلافي من أجل هذه الأرض ورووها بدمائهم، وإذا مُزّقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فأن يعمل المبضع ببدني أهون علي من أرى فلسطين بُترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون، إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة"!. رحم الله السلطان عبدالحميد الثاني "الأعجمي" الذي منعه إسلامه ونخوته وعزّته من أن يُفرط بفلسطين في الوقت الذي نرى فيها بعض حكام العرب والمسلمين يوالون اليهود والكفار ويفرّطون في مكتسبات وعزة الأمة، ولا يعتبرونها قضية العرب والمسلمين بالأفعال وإنما بالأقوال فقط!. ورغم ما نعيشه من مرحلة تمثل زمن الانحطاط والذل والهوان الحقيقي إلا أنه ما زالت فئة من الأمة ترفع راية الشموخ والعزة رغم تكالب الجميع عليها، فلقد قُدّر لأهل غزة أن يدفعوا ثمن إحياء هذه الأمة وإخراجها من سباتها العميق، عبر مقاومتهم ووقوفهم بوجه الغاصب المحتل في كل مرة يتمادون فيه بتدنيس المسجد الأقصى وتهجير إخوانهم المقدسيين، في صورة تجسد معنى الأخوة الحقيقية التي دفعوا من خلالها أرواحهم ومنازلهم وكل ما يملكون، ومع ذلك لم تثنهم عن حمل قضية القدس على أكتافهم رغم علمهم بأن أول من يقف في وجوههم هم صهاينة العرب قبل الصهاينة أنفسهم!. ولأن المحن والمصائب تصنع المؤمنين الصادقين في إيمانهم فقد كتب الله على أهل القدس وغزة أن يُمثلوا عزة وشرف هذه الأمة وصوتها المزلزل لكل خوان أثيم غادر يقف مع الغاصب المحتل، وانظروا إلى الرعب الذي نزل على قلوب بني صهيون من القدس وغزة وستعلمون جلياً أنهم عن مليار وثمانمائة مليون مسلم وقفوا عاجزين عن نصرة الحق وأهله!. وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". فاصلة أخيرة كلما ضاقت الأرض على الصهاينة المغتصبين وأمطرهم أبطال غزة بالصواريخ والطائرات المسيرة التي صنعوها بأيديهم المباركة استنفر صهاينة العرب وجعلوا أسطوانة الإخوان شماعتهم الأولى، وخلقوا القصص الواهية للتثبيط والتحريض على هذه المقاومة الباسلة المشروعة، للدفاع عن الأرض والعرض في وقت غابت فيها النخوة في الدفاع عن الدم والعرض!. [email protected]
3754
| 18 مايو 2021
مساحة إعلانية
على رمالها وسواحلها الهادئة كهدوء أهلها الطيبين حيث...
1101
| 08 سبتمبر 2025
في السنوات الأخيرة، غَصَّت الساحة التدريبية بأسماء وشعارات...
900
| 04 سبتمبر 2025
ما جرى بالأمس لم يكن حدثًا عابرًا، بل...
891
| 10 سبتمبر 2025
تم إنشاء فكرة الإسكان الحكومي للمواطنين بهدف الدعم...
795
| 07 سبتمبر 2025
تتموضع حقوق الملكية الفكرية في قلب الاقتصاد المعرفي...
606
| 08 سبتمبر 2025
عندما تدار الوظيفة بعقلية التسلط وفرض الأمر الواقع،...
597
| 04 سبتمبر 2025
حين نتحدث عن حوكمة التدريب، فإننا غالبًا نركّز...
522
| 08 سبتمبر 2025
غالبية الكتب الفكرية والأدبية والاجتماعية مثل الناس، منها...
516
| 05 سبتمبر 2025
كلما وقعت كارثة طبيعية في أي مكان من...
495
| 03 سبتمبر 2025
العلاقات العامة عالم ديناميكي جميل، متكامل، بعيد عن...
492
| 04 سبتمبر 2025
أتابع دورينا لأرى النتيجة الحقيقية لما يبذل من...
486
| 05 سبتمبر 2025
لا يمكنه السيطرة على انفعالاته؛ وبنبرة تعاطف قالت...
468
| 05 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية