رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يُروى أن عالماً من علماء الإسلام ذا مال وجاه حضر في مجلسه تلاميذه وعدد من طلاب العلم، وبينما هم كذلك دخل عليهم رجل غريب لا يعرفونه ولا يبدو على الرجل مظهر طلاب العلم، ولكنه ظهر منذ الوهلة الأولى بمظهر "عزيز قوم ذل"، ودخل وسلم وجلس حيث انتهى به المجلس، وبدأ يستمع للشيخ بأدب وإنصات وفي يده قارورة فيها ما يشبه الماء، لا تفارق الرجل ثم قطع الشيخ حديثه، والتفت للرجل الغريب وتفرَّس في وجهه ثم سأله ألك حاجة نقضيها.. أم أن لك سؤالاً نجيبك عليه؟، فرد عليه: لا هذا ولا ذاك، وإنما أنا تاجر سمعت عن علمك وخلقك فجئتك أبيعك هذه القارورة التي أقسمت ألا أبيعها إلا لمن يقدر قيمتها.
فقال له الشيخ: أعطِني إياها، فأعطاه القارورة وأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجابًا بها، ثم التفت للرجل، وقال له: بكم تبيعها؟، فقال: بـ 100 دينار، فرد عليه الشيخ وقال: هذا قليل عليها، سوف أعطيك 150 ديناراً، فقال الرجل: بل 100 كاملة لا تزيد ولا تنقص !
فقال الشيخ لابنه: ادخل عند أمك وأحضر مائة دينار من الصندوق، وبالفعل أخذ الرجل المبلغ، ومضى إلى حال سبيله مبتسماً ابتسامة عليها سمت الوقار وانفض المجلس، وخرج الحاضرون من الطلاب والتلاميذ والجميع متعجب من ذلك الماء الذي باعه بمائة دينار، فدخل الشيخ لغرفته للنوم، ولكن الفضول دعا ابنه لفحص القارورة ومعرفة ما فيها وتأكد أنه ماء عادي ودخل الابن إلى والده مندهشاً مسرعاً وقال لأبيه: يا حكيم الحكماء، لقد خدعك الغريب، فقد باعك ماء بـ 100 دينار، أأعجب من دهائه وخبثه أم من تسرعك وطيبتك؟
فضحك الشيخ ثم قال لولده: يا بني فقد نظرت ببصرك فرأيت ماء، ولكني نظرت بنور بصيرتي فرأيت الرجل جاء يحمل في القارورة ماء وجهه الذي أبت عليه عزة نفسه أن يريقه أمام الحاضرين عند السؤال، وكانت له حاجة في مبلغ يقضي به حاجته ولا يريد أكثر منه، والحمد لله الذي وفقني لإجابته، ولو أقسمت ألف مرة أن الذي دفعت فيه قليل ما حنثت بيميني.
نستخلص من القصة إخلاص السّاعي في قضاء حوائج الناس، وقصد الله تعالى في العمل، وترك المنّ بها، والأفضل ستر العمل، وإتمامُه، فإتمامه من إتقانه، ومن آدابه وحق من حقوق الناس على قاضي الحاجات، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بفعل هذا العمل الصالح وربط الفلاح به بقوله عز وجل ((وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))، وجاءت الأحاديث في هذا الشأن عديدة والتي تبيّن عِظم هذا العمل، فقد جاء في صحيح الجامع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته)، وقوله عليه أفضل الصلاة والتسليم: (ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته، أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً)، فأي عمل أعظم من هذه الأعمال التي حث عليها رسولنا الكريم وأجرها عظيم عند المولى عز وجل تتجلى في أن الله يتكفّل بقضاء حاجته، وأنها أفضل من الاعتكاف شهراً في المسجد النبوي، وأنها أفضل الأعمال عند الله تعالى، وأن الله يثبّت قدمي فاعلها على الصراط، وأن الله ييسّر له أموره، ويظله في عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
ولأنه من المحمود ومما حث عليه ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا وحتى الإنسانية بأن يتفقّد الإنسان من حوله من الناس، أهله، وأصدقاءه، وجيرانه، وأبناء منطقته ومدينته وبلاده، وحتى معاشر المسلمين الذين هم بأمسِّ الحاجة للمساعدة ولقضاء حوائجهم حتى يتحقق التكافل الاجتماعي والتآلف وتسود المؤاخاة والمحبة أو على أقل تقدير دعم كل ما يصل إلى إنسانيته والرحمة التي فطرها الله في قلبه وجعلها من أسمائه الحسنى "الرحيم"، من أجل هذه المعاني السامية لا بد لنا من أن نُساهم في حمل ولو جزءا بسيطا من هموم قد تراكمت على من له حاجة لم يقضها أو أرملة أو مطلقة وقفت الظروف وحالت دون أن تتمكن من قضاء حوائجها وسد نواقصها هي وأبنائها.
ونحن ولله الحمد في دولة قطر جُبلنا على عمل الخير حتى فاض الله علينا بأنعمه لتصل للمحتاجين في كافة أنحاء العالم، ولكن لا يزال للأسف من يعيش بيننا ومن أبناء جلدتنا من يشكي سوء أحواله وقلة حيلته من العيش حياة كريمة يشكو مرارتها إما بسبب الديون أو الظروف الأخرى وحالت عفته وحياؤه من أن يمد يده لأهل الخير ويُصر على ذلك، ورغم أن العديد منهم لجأوا للجمعيات الخيرية إلا أنهم إما أن ما يأتيهم لا يكفيهم أو أنهم ينتظرون الفرج في حملات كبيرة كتلك التي تحمل اسم "حملات الغارمين" ويتبقى منهم من لم ينله النصيب في تفريج كُربته.
قبل أيام وصلني، كما وصل للكثيرين، مقطع فيديو مؤلم لمواطنة قطرية تشكي أحوالها وأوضاعها وكيف أنها بالكاد تستطيع أن تسد رمق أسرتها التي تعيش في بيت متهالك وبأثاث يتصدق به الناس عليها، وتتحدث والغصة في حلقها وتتساءل: كيف يصل بي الحال إلى ما أنا عليه وأنا أعيش في بلدي بلد الخير، بلد الخيِّرين وأهل الشهامة والمواقف الطيبة؟
ولأن الوطن هو الملجأ الأول بعد الله ونحن على قناعة بأنها ستعمل على ضمان مدّ يد المساعدة لمواطنيها المعوزين وخاصة المتعففين منهم لتحقيق مبدأ العدالة في تحقيق الحياة الكريمة العزيزة لكل من له حق بالمساعدة، إلا أنني أيضاً أوجه نداءً إنسانياً في المقام الأول لرجال الأعمال في قطر ومن له تواصل معهم بأن يهبّوا لنجدة أنفسهم وحصد ما ينفعهم من أجر قبل فوات الأوان، فوالله ليس هناك أعظم من مساعدة من يعيش على هذه الأرض من مواطنين أو مقيمين، وليس مجرد التبرع للجمعيات الخيرية هو بمثابة براءة ذمة لهم حيال كل محتاج ومعوز بل المُنفق المحظوظ هو من يجتهد في البحث عن هؤلاء المعوزين وتسديد ديونهم وتوفير احتياجاتهم، لاسيما وإن كانوا ممن منعهم حياؤهم وتعففهم من البحث عمن يُفرج كرباتهم ويُحيي آمالهم في العيش بكرامة تعبوا وهم يكابدون الحياة من أجلها !!
فاصلة أخيرة
أمران يرفعان شأن المؤمن: التواضع، وقضاء حوائج الناس؛ وأمران يدفعان البلاء: الصدقة وصلة الرحم.
جعلنا الله وإياكم من أهلها، إنه سميع مجيب الدعاء.
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على... اقرأ المزيد
1569
| 26 سبتمبر 2025
أن تقضي أكثر من سبعين عاماً في هذه الحياة ليس مجرد مرور للزمن، بل هي رحلة مليئة بالتجارب،... اقرأ المزيد
162
| 26 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة، تتراوح بين الصدمات النفسية، والانقسامات المجتمعية، وانهيار البنى الثقافية والاجتماعية.... اقرأ المزيد
468
| 26 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست مجرد مهارة إضافية، بل ضرورة تمس حياة كل فرد وإذا كان العالم بأسره يتجه نحو تنويع اقتصادي يخفف من الاعتماد على مصدر واحد للدخل، فإن قطر – بما تمتلكه من رؤية استراتيجية – تدرك أن الاستدامة الاقتصادية تبدأ من المدارس القطرية ومن وعي الطلاب القطريين. هنا، يتحول التعليم من أداة محلية إلى بوابة عالمية، ويصبح الوعي المالي وسيلة لإلغاء الحدود الفكرية وبناء أجيال قادرة على محاكاة العالم لا الاكتفاء بالمحلية. التعليم المالي كاستثمار في الاستدامة الاقتصادية القطرية: عندما يتعلم الطالب القطري إدارة أمواله، فهو لا يضمن استقراره الشخصي فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. فالوعي المالي يساهم في تقليل الديون وزيادة الادخار والاستثمار. لذا فإن إدماج هذا التعليم يجعل من الطالب القطري مواطنا عالمي التفكير، مشاركا في الاقتصاد العالمي وقادرا على دعم قطر لتنويع الاقتصاد. كيف يمكن دمج الثقافة المالية في المناهج القطرية؟ لكي لا يبقى الوعي المالي مجرد شعار، يجب أن يكون إدماجه في التعليم واقعًا ملموسًا ومحاكيًا للعالمية ومن المقترحات: للمدارس القطرية: • حصص مبسطة تدرّب الطلاب على إدارة المصروف الشخصي والميزانية الصغيرة. • محاكاة «المتجر الافتراضي القطري» أو «المحفظة الاستثمارية المدرسية». للجامعات القطرية: • مقررات إلزامية في «الإدارة المالية الشخصية» و»مبادئ الاستثمار». • منصات محاكاة للتداول بالأسهم والعملات الافتراضية، تجعل الطالب يعيش تجربة عالمية من داخل قاعة قطرية. • مسابقات ريادة الأعمال التي تدمج بين الفكر الاقتصادي والابتكار، وتبني «وعيًا قطريًا عالميًا» في آن واحد. من التجارب الدولية الملهمة: - تجربة الولايات المتحدة الأمريكية: تطبيق إلزامي للتعليم المالي في بعض الولايات أدى إلى انخفاض الديون الطلابية بنسبة 15%. تجربة سنغافورة: دمجت الوعي المالي منذ الابتدائية عبر مناهج عملية تحاكي الأسواق المصغرة - تجربة المملكة المتحدة: إدراج التربية المالية إلزاميًا في الثانوية منذ 2014، ورفع مستوى إدارة الميزانيات الشخصية للطلاب بنسبة 60%. تجربة استراليا من خلال مبادرة (MONEY SMART) حسنت وعي الطلاب المالي بنسبة 35%. هذه النماذج تبيّن أن قطر قادرة على أن تكون رائدة عربيًا إذا نقلت التجارب العالمية إلى المدارس القطرية وصياغتها بما يناسب الوعي القطري المرتبط بهوية عالمية. ختاما.. المعرفة المالية في المناهج القطرية ليست مجرد خطوة تعليمية، بل خيار استراتيجي يفتح أبواب الاستدامة الاقتصادية ويصنع وعيًا مجتمعيًا يتجاوز حدود الجغرافيا، قطر اليوم تملك فرصة لتقود المنطقة في هذا المجال عبر تعليم مالي حديث، يحاكي التجارب العالمية، ويجعل من الطالب القطري أنموذجًا لمواطن عالمي التفكير، محلي الجذور، عالمي الأفق فالعالمية تبدأ من إلغاء الحدود الفكرية، ومن إدراك أن التعليم ليس فقط للحاضر، بل لصناعة مستقبل اقتصادي مستدام.
2265
| 22 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
2166
| 25 سبتمبر 2025
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
1569
| 26 سبتمبر 2025