رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

1020

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

رسائل استضافة قطر للقمة العالمية للتنمية الاجتماعية

09 نوفمبر 2025 , 06:40ص

شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية في الدوحة الأسبوع الماضي، بعد ثلاثين عاما من استضافة الدانمارك المؤتمر الأول عام 1995، نقلة نوعية مهمة-للعمل على «مكافحة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية»-من ضمن الأهداف الرئيسية التي تضعها الأمم المتحدة ضمن «أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر» منذ عام 2015-تسعى الأمم المتحدة لتحقيقها بحلول عام 2030. وذلك بعدما «وسبق اعتمدت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة (SDGs) عام 1995-باعتبارها دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030.

أشار سمو الشيخ تميم بن حمد في كلمة افتتاح مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية-اعتزاز قطر باستضافة القمة وتعكس إيمان قطر لراسخ بأهمية العمل الجماعي في مواجهة التحديات العالمية المشتركة. ولتجديد روح التضامن والتعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تعيق النمو الاقتصادي وتبطئ تحقيق أهداف التنمية البشرية ما يهدد السلم الاجتماعي. وأولت دولة قطر أهمية خاصة للتنمية الاجتماعية وحققت تقدماً واضحاً وفقاً للمؤشرات الصادرة من المؤسسات الدولية المعنية. ودعا سمو الأمير المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الآثار الكارثية للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، ومقاومة إقامة نظام فصل عنصري (ابارتهايد) في فلسطين. وندد سموه «بالفظائع في السودان»-وأكد سموه لا تنمية بدون سلام «نؤمن بأن السلام الدائم هو السلام العادل.

وتكمن أهمية استضافة دولة قطر المؤتمر الثاني Second World Summit for Social Development –تحت رعاية الأمم المتحدة ومشاركة أمين عام الأمم المتحدة غوتيريش-من 4-6 نوفمبر 2025، تمثّل حدثاً ذا أهمية استراتيجية على عدة مستويات: أبرزه-يرسخ دور ومكانة دولة قطر واستمرار لتميز زخم وتنوع دبلوماسية قطر النشطة والفعالة. صورتها منصة للحوار متعدد الأطراف وبمشاركة قادة من رؤساء ورؤساء وزراء دول وحكومات ومنظمات دولية ومؤسسات المجتمع المدني. وتساهم استضافة قطر للمؤتمر بتحقيق أحد أهداف «رؤية قطر2030» بلعب دور نشط في العمل الإنمائي، الاجتماعي والإقليمي، ويمنح قطر فرصة لتقدم نموذجها وعرض إنجازاتها في مجالات التنمية الاجتماعية، وتحسين جودة الحياة، وتطوير البنى التحتية والخدمات الاجتماعية بأسلوب. ويعزز مكانة قطر ودورها الإقليمي والدولي: بعدما نجحت بترسيخ مكانها مركزاً للمفاوضات الدولية، وللتنمية والإصلاح الاجتماعي. ما يوفّر لقطر نفوذاً ودعماً في ملفات الوساطات وحل النزاعات وأمن الطاقة، واستضافة الفعاليات الرياضية الإقليمية والقارية والدولية وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

كما يُعقد المؤتمر بعد ثلاثين عاماً من أول قمة في كوبنهاغن-بعد تعاظم التحديات الاجتماعية كالفقر، والبطالة، وعدم المساواة، وتهديدات البيئة والمناخ وتفاقم وتعقد تهديدات الصراعات والحروب.

حدد البيان الختامي «لإعلان الدوحة» تسعة تحديات تواجه المجتمع الدولي في سعيه لتحقيق التنمية المستدامة حسب أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر. و»يسعى المؤتمر لوضع إطار جديد للسياسات الاجتماعية، يركّز على الناس أولاً، ويشدّد على التشغيل الكريم، الحماية الاجتماعية، فرصة لقطر لتقديم نفسها كدولة رائدة في مجال التنمية والإصلاح الاجتماعي، مع تأكيد البيان الختامي يُركّز الإعلان على ثلاثة محاور رئيسية مترابطة: القضاء على الفقر، التوظيف الكامل والمنتج والعمل اللائق للجميع، والدمج الاجتماعي.

وأكد «إعلان الدوحة» أن العدالة الاجتماعية لا يمكن تحقيقها دون السلام والأمن، وبدون احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. والالتزام بآليات متابعة وتقييم التقدم كل خمس سنوات. وتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030-بالتأكيد على أهمية العمل الاجتماعي متجاوزا دور أهمية النمو الاقتصادي، لتحقيق العدالة الاجتماعية. وتلتزم الدول مجدداً بـما ورد في (بيان كوبنهاغن 1995) بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. 

وحدّد إعلان الدوحة لمؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية يتعين على المجتمع الدولي التعامل معها-وأشار إعلان الدوحة «بعد مرور ثلاثين عاما منذ مؤتمر كوبنهاغن-لا يزال التقدم المحرز بطيئا للغاية ومتفاوتا لتحقيق معظم أهداف التنمية المستدامة. لكن لاتزال هناك فجوات وأوجه عدم مساواة كبيرة داخل الدول وفيما بينها. وخاصة أنه لم يتبق سوى خمس سنوات على التاريخ الذي حددته الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة بحلول 2030. ولا يزال يعاني حوالي مليار شخص من 8.2 مليار شخص هم سكان العالم من الفقر والجوع، يفاقم ذلك الأوضاع المأساوية في غزة والسودان وزائير وغيرها. ويعاني ملايين الشباب يفتقدون لفرص العمل. ولا تزال مستويات عدم المساواة مرتفعة جداً بين الجنسين. وازداد تفاوت الدخل في كثير من الدول النامية وحتى الدول النامية بين الجنسين. 

وحذر إعلان الدوحة أن التحديات التي تواجه المكاسب التي تحققت في مجال التنمية الاجتماعية وتتركز في التوترات الجغرافية السياسية والنزاعات المسلحة والأزمات الاقتصادية وأوجه عدم التعاون المساواة داخل الدول وفيما بينها. وتغير المناخ والمخاطر والكوارث الطبيعية وفقدان التنوع البيولوجي والتدهور البيئي وندرة المياه والتلوث وندرة المياه والتصحر والتلوث والمجاعة والجوع الناجمان عن النزاعات وحالات الطوارئ الإنسانية والنزوح القسري للسكان وأزمة اللاجئين، والجوائح وغيرها من حالات الطوارئ الصحية، وعدم المساواة بين الجنسين، والتمييز العنصري، وعدم تكافؤ التقدم التكنولوجي، وأعباء الديون التي لا يمكن تحملها وعدم المساواة في الحصول على التكنولوجيا ورأس المال».

وللتذكر بأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي أقرتها الأمم المتحدة عام 1995، ترتكز على القضاء على الفقر المدقع والقضاء وعلى الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي-والصحة الجيدة والرفاه-ضمان تحقيق التعليم الجيد والشامل للجميع-تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة-وضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع-وتعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع-إقامة بنى تحتية قادرة، وتحفيز التصنيع الشامل للجميع والمستدام، وتشجيع الابتكار-والحد من انعدام المساواة.

مساحة إعلانية