رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قرار مجلس الأمن أوقف اطلاق النار وأوقف حرب الابادة وأوقف التهجير القسري وأوقف القتل اليومي وفتح المسار لحل الدولتين وبناء الدولة الفلسطينية ووضع قوات دولية تحمي القطاع ولم يتم الاقرار تحت البند السابع الذي كان من الممكن ان يجعل مهمة القوات الدولية هي نزع سلاح المقاومة ومكن من فتح المعابر واعطى الامم المتحدة دورا إنسانيا داخل القطاع وأخرج المؤسسة غير الانسانية التي شكلها الاحتلال لتوزيع المساعدات ويضع القوات الدولية العربية والإسلامية والتي ستكون قادرة على ان تكون حاجز ردع لأي اعتداء اسرائيلي وتضع الاحتلال تحت مجهر الامم المتحدة وتمد يد المساعدة لسكان غزة وأوقف احلام توسع الاحتلال على حساب الدول العربية، هذه الميزات زود بها القرار الشعب الفلسطيني، هل ستتمكن الامة العربية والاسلامية والشعب الفلسطيني من خلق واقع داعم للصمود الفلسطيني الذي مكن سكان غزة من التغلب على وحشية الاحتلال و قلب الرأي العام الامريكي والعالمي في صالح القضية الفلسطينية وبصمودهم استطاعوا ان يقلبوا موازين القوى في الشرق والغرب حيث اصبح السياسيون وكل من كان يفتخر بأنه مدعوم من اللوبي الصهيوني اليوم يرفض قبول الأموال أو قبول اي صلة باللوبي الصهيوني خاصة ايباك ومن يتبع ذلك وهناك رفض مطلق من قبل الديموقراطيين والجمهوريين لاي دعم للاحتلال او المشاركة في اي حروب للاحتلال لا علاقة للولايات المتحدة بها، اذن القرار الاممي يصنع محطة ما بعدها سيكون عامل الزمن في غير صالح اسرائيل، اللوبي يفقد نفوذه بل اصبح عبئا على اي سياسي امريكي ومفهوم أمريكا اولا لا يسمح بدعم الاحتلال أو أي صلة به وهذا المنحى في تعاظم مع مرور الوقت، هنا الصراع يبدأ، فكيف ستتمكن قوى المقاومة الفلسطينية والسلطة من خلق موقف فلسطيني يدعم قيام الدولة الفلسطينية خاصة بعد ان اصبحت الحكومة الاسرائيلية تنظر على ان السلطة الفلسطينية يجب تفكيكها جزءا جزءا وسجن القيادات او اغتيالها داخل الضفة الغربية. هل هذا الموقف الاسرائيلي في الضفة سوف يوحد الشعب الفلسطيني ما بعد الابادة والتطهير العرقي والتجويع والتنكيل ونجاح المقاومة في إطلاق سراح المساجين، اذا تم سيكون هذا من أهم المؤشرات لانطلاقة جديدة للكفاح الفلسطيني، مما لا شك فيه ان الاحتلال سيبحث في كل فرصة وسيختبر كل منفذ إما نفسي أو عسكري أو سياسي أو دبلوماسي أو ثقافي للنفوذ إلى الداخل الفلسطيني ومحاولة تفكيكه من الداخل. هذا القرار أعطى المقاومة شرعية الآن في القطاع فهي من يدير وبموافقة الولايات المتحدة شأن غزة في الداخل وستستمر في هذا حتى بعد دخول القوات الدولية مما يعطي المقاومة قدرة على التعامل مع القوات الدولية وهي العربية الإسلامية لتكون القوات مجرد رادع للاحتلال اما في داخل غزة فالاقدر على ادارة شأن غزة هم الفلسطينيون والمقاومة بالتوافق مع وكالات الأمم المتحدة فبدل الدخول في رفض القرار وإضاعة الجهد، المنحى الاستراتيجي المطلوب هو قبول هذا القرار والعمل من خلاله لدعم روح المقاومة والاستمرار في مقاومة الاحتلال. إذا أضفنا لهذا ما حصلت عليه السعودية ومصر من أسلحة متقدمة تعيد التوازنات في المنطقة تفقد الاحتلال ميزة تفوقه العسكرية فإن هذه العوامل مجتمعة ترسم مشهدا غير مسبوق في المنطقة.٫
411
| 23 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
10134
| 10 نوفمبر 2025
في صباح أحد أيام أكتوبر 1973 توقفت إشارات المرور في شوارع لندن، وأُطفِئت المصابيح في مكاتب نيويورك، وهرع سكان طوكيو إلى محطات الوقود بدراجاتهم، لم يكن ذلك مشهدًا من فيلم خيال علمي بل كان أول درس حقيقي للعالم في جغرافيا الطاقة، تزايد المخاطر المحيطة بالبنية التحتية للطاقة يدفع نحو التفكير في إنشاء مشروع عربي– خليجي– دولي تكون مهمته حفظ أمن المضائق المائية وخطوط الإمداد وسلاسل التوريد، لا عبر التركيز على الأمن الميداني فحسب من تأمين السفن والأنابيب، بل عبر إدارة عقلانية للعرض والطلب وبناء منظومة توازن جديدة تمنع الأزمات، فوجود كيان أممي مفتوح يشارك فيه المصدرون والموردون على حد سواء، بحيث يضم المنتجين للنفط والغاز والمستهلكين من أمثال الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا والولايات المتحدة لتشكيل إطار مؤسسي لا يقتصر على المنطقة بل يتسع للعالم. هذا الكيان يمكن أن يبدأ بخطوة عملية عبر الدعوة إلى قمة تأسيسية في الدوحة يتم فيها التوافق على اتفاقية إطار مؤسسي تحدد المهام والصلاحيات، ويقوم بنيته على مجلس أعلى يتكون من خمس عشرة دولة خمس منها أعضاء كبار بخدمة ثابتة لخمسة أعوام وعشرة أعضاء يتم تداولهم سنويًا، إلى جانب مجلس استشاري يضم خبراء في الطاقة والجيوسياسة والاقتصاد، ومراكز بحوث وبيوت خبرة تعنى بتجميع البيانات وتحليلها وصناعة التصورات المستقبلية التي تساعد صناع القرار على إدارة المخاطر. وسيكون من صلاحيات الكيان الدعوة إلى المؤتمرات والورش ووضع الاستراتيجيات والرؤى التي تجمع الحكومات بقطاع الاعمال والمستثمرين من أجل صياغة سياسات شاملة لأمن الطاقة. ولا يقتصر دوره على الجانب الأمني وإنما يمتد إلى وظائف اقتصادية ومؤسساتية، مثل تأسيس شركات تأمين لتغطية المخاطر التي تواجه ناقلات النفط والغاز وخطوط الأنابيب والبنى التحتية، وإنشاء مصارف متخصصة لتمويل مشاريع الطاقة التقليدية والمتجددة، بالإضافة إلى وكالات ائتمان للطاقة تقوم بجمع المعلومات وتحديد المخاطر وتوفير قاعدة بيانات موحدة دولية، فضلًا عن منصات استثمارية يمكنها جذب رؤوس الأموال نحو البحث والتطوير وتشجيع التكنولوجيا النظيفة. إن أمن الطاقة يرتبط بشكل مباشر بأمن الملاحة البحرية في مضائق حيوية مثل هرمز وباب المندب وقناة السويس وجبل طارق، وأي اضطراب في هذه النقاط التاريخية قد يشعل أزمة اقتصادية أو صراعًا عسكريًا، ولذلك فإن مشاركة جميع اللاعبين الإقليميين بما في ذلك إيران ستكون ضرورية لتأمين شراكة شاملة تضمن أن يكون أمن الطاقة مصلحة جماعية شاملة لكل الأطراف بشكل مغاير لاوبك وأوبك بلس. الغاية من هذا المشروع هو تأمين الطاقة عالميًا ومنع التجاوزات والصدامات التي تؤدي إلى حروب، وتمكين العالم من دخول حقبة نمو اقتصادي آمن ومستدام قائمة على إدارة عقلانية بعيدًا عن محاولات الهيمنة أو الاستغلال، وهو ما يمكن أن يجنب المنطقة والعالم مخاطر الصدام الكبرى مثلما شهدنا في المواجهة بين إيران وأمريكا وما تحمله من تهديد نووي. هذا الطرح يمثل ورقة إطار عام تصلح للانطلاق نحو بناء هيكل تفصيلي أكثر وضوحًا للحوكمة والتمويل والتمثيل السياسي، لكنه في صورته الراهنة يقدم تصورًا عمليًا لعقد جديد للطاقة يعتبر أن أمن الطاقة هو أمن جماعي وعالمي وليس شأنًا محصورًا بالمنتجين أو المستهلكين، بل مسؤولية مشتركة تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.
318
| 15 سبتمبر 2025
ما يراه البعض على أنه فوضى من قبل الرئيس ترامب إنما هي مقصودة لاذهال الاعلام والصحافة والجمهور حتى يتمكن من تمرير مشاريعه وصفقاته في الوقت المناسب، هذه الفوضى تمكن ترامب من رفع الاسقف لمستويات تكسر كل المعتاد والقوانين والمعايير لتبدو حالة من الفوضى من اجل افقاد الناس والطرف الآخر الرؤية والتوقعات وترهيبهم وادخالهم حالة عدم اليقين فيخلق جوا من التخويف ليضع أقطاب الموقف ما بين الترهيب والترغيب حتى يظهر انه لا أحد قادر على احتوائه واسوأ الاحتمالات هو ما يضمره ترامب ليستغل الهامش الواسع الذي تم خلقه لكي يحدد كقناص ماهية الصفقة والوقت المناسب لاقتناصها ويجبر الخصوم على تقديم أكبر التنازلات. لدى الرئيس ترامب مواهب في الترحال من واقع سياسي واقتصادي الى واقع اخر والتذبذب بينها دون عناء بينما الآخرون لا يستطيعون مجاراته في قدرته على النفاد من واقع الى واقع دون الالتزام بأي اعتبارات يدخل المشاهد والمستمع في ذهول وهذا مطلبه، ففي حالة الذهول الإعلامي وذهول الجمهور يبدأ بوضع بصماته بشكل لا يعرفه أحد فيستطيع أن ينفذ رؤيته دون مقاومة. شخصية الرئيس ترامب نادرة في قدرته على الهاء الجميع من إعلاميين ومحللين وساسة بشكل يسمح له تطبيق رؤاه، اما من خلال المفاجأة أو من خلال الإغراء أو من خلال الابتزاز ولكنه في بعض الأحيان قد يصل إلى نتائج لا يصل لها الآخرون. ذلك يا سادة ترامب د ن ي. اللاعب المذهل بحجم الإذهال بحجم قدرته على التغيير وتشكيل الواقع بينما الجميع مشغول بما قاله وما عمله هو مشغول بما يريد أن ينفذ في الواقع، ومن يقول او يدعي ان الرئيس ترامب زارع للفوضى قد يكون صحيحا لكنه يزرع الفوضى المذهلة التي تمكنه من الحراك دون مقاومة في اي مكان واي زمان، يخترق أبعاد الواقع، يترحّل من بعد الى بعد واقعي بكل سهولة وسلاسة تجعل من المشاهد مذهولا كما رمي بتلات الورود المناسبات. * أذهل نتنياهو وأعطاه مشروع تهجير غزة ليلهو به في الوقت الذي كان يراقب الأوضاع والاتفاقية مع ويتكوف وعندما تأخر ويتكوف وتردد بسبب عدم انصياع نتنياهو للاتفاقية التي أشرفت عليها أمريكا بعث بآدم بولر للتفاوض مع المقاومة وحماس وبذلك يرسل انذارا واضحا لنتنياهو اما ان يبدأ التفاوض المرحلة الثانية أو أن تدخل امريكا المفاوضات المباشرة اولا مع المقاومة وثانيا وفي البعيد البعيد قد تكون هناك مفاوضات مع إيران، وهذان التحديان هما أكبر تهديد ووعيد وضغط لنتنياهو إما أن يبدأ بالاستماع وإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح المحتجزين واما ان تدخل امريكا في التفاوض مباشرة مع المقاومة ومع ايران ويرغم نتنياهو على الانصياع لارادة أمريكا وفي هذا يرسل ترامب حقيقة أن أمريكا دولة مستقلة وان نتنياهو لا يملك زمام الاحداث أو السياسة الخارجية للولايات المتحدة، لذلك الحديث عن أن السيد ترامب هو امعة أو فوضوي غير صحيح ويحتاج الى اعادة الحسابات. * الرئيس ترامب يرى أن العنف والحروب للسذج لان ما تملكه أمريكا من قدرة اقتصادية تمكنها من الحصول على ما تريد دون إطلاق رصاصة، كل ما في ذهن ترامب ما هو المستوى الذي يطلبه الطرف الآخر في الحد الادنى لكي يعقد الصفقة فهو قادر على تحقيق أهداف الولايات المتحدة دون مخاطر دون تكاليف كبيرة بل بمكاسب ومن خلال صفقات يستخدم فيها الاقتصاد الأمريكي والسوق الامريكي وحاجة العالم للاقتصاد والسوق الأمريكي. وهي في ذهنه أكثر من كافية لتمكينه من تحقيق تطلعاته. محاولة إحصاء أنماط سلوكيات الرئيس ترامب تعجز معظم المراقبين والإعلام والمحللين لتتابعها وتغيرها وتنوعها بشكل متسارع لا يتمكن القارئ من تثبيت تلك الانماط او اي نمط منها إلا عندما يتجاوز الأفكار المسبقة وقواعد اللعبة والأطر الناظمة لسلوكيات البشر. ترامب يرقص على رؤوس الثعابين بنغمة يتردد صداها في دماغه لا أحد يملك إدراك تلك النغمات المتغيرة والمتحولة الا بعد أن يستقر قرار ترامب.
1350
| 12 مارس 2025
نشأة الكائنات فائقة الذكاء في واقعنا سيحدث تغييرا جذريا في أساليب التفكير والغايات المجتمعية، فإذا كانت المجتمعات تقوم على هيكلة الدول والحكومات وما تقدمه من خدمات ومشاريع في شكل وزارات وظيفية ومؤسسات، ففي قادم الأيام لا بد من استنباط هياكل تنظيمية جديدة لتمكين المجتمع من استيعاب قدرات هذه الكائنات فائقة الذكاء وتكوّنها، وإعداد وسائط الذكاء الفائق الذي يتطلب إعداد هياكل وبنى الدولة الرقمية ودولة المعرفة، من إنشاء مراكز وقواعد البيانات الكبيرة وشبكات الاتصالات من الجيل الخامس وما بعدها وتشييد محطات الشحن الكهربائية الذاتية لوسائط النقل الذاتية وتأسيس نماذج الذكاء الفائق، لتكون بيئة مناسبة لنشأة الكائنات فائقة الذكاء ليتم استحداث وزارة تكون وزارة للكائنات فائقة الذكاء، وستعمل هذه الوزارة على رفع مستوى الوعي والإدراك المجتمعي لأهمية دور الكائنات فائقة الذكاء وتوظيفها لخدمة المجتمع في كل الحقول ومناحي الحياة، وليتم تهيئة وإعداد الأفراد والجماعات والمؤسسات لمنظومة عمل جديدة قادرة على التواؤم ومعدلات التطور الفائقة لاحداث ثقافة فائقة المعرفة، وستنشأ وزارات من أجل خلق بيئة الذكاء الفائق واخرى ستتحول إلى تطبيقات فائقة الذكاء مثل الوزارات الخدمية ووزارات سيتم دمجها مثل وزارة الاتصالات ووزارة المواصلات تحت مظلة وزارة الاقتصاد الذاتي لكونها لم تعد بالتعقيد كما كان في الاقتصاد التقليدي لتكون وزارة الاقتصاد الذاتي معنية بمنظومة انشطة السوق الاقتصادية من شبكات الاتصالات والمواصلات التي تعتمد على كل ما هو ذاتي في الاقتصاد من السيارات والمسيرات والطائرات والسفن ذاتية القيادة والروبوتات فائقة الذكاء والمصانع الذاتية متعددة ومتنوعة الإنتاج، حيث سيكون الإنتاج حسب طلب السوق عددا ونوعية دون الحاجة لخطوط الإنتاج الكثيف ووفورات الحجم الكبير وهذا ينقض ثقافة العصر الصناعي ويبطل المفاهيم الاقتصادية والمالية والادارية المرتبطة بالمصانع التقليدية. وسيكون النظام التعليمي معنيا بخلق نماذج كائنات فائقة الذكاء تتعامل مع كل طفل بشكل متفرد وتهيئ له منهجا خاصا به وتكون قرينا له لتمكينه من تحقيق اعلى قدراته الكامنة وتهيئ له ما يناسبه من مهارات ومعلومات وبيانات وتدريب ويكون القرين الصديق الحميم ليتمكن من تحقيق إمكانات الطفل. القرين فائق الذكاء أقدر على رعاية الطفل من الجوانب النفسية وحتى القدرات والمواهب لدى الطفل يكوّن صورة نمطية دقيقة (بروفايل عميق) عن الطفل وقدراته وامكاناته ومواهبه ويطور منهج يوائم الطفل بدون عصبية بدون ضغوط بدون تعب وهادئ قادر على التعامل مع الطفل في أي حالة من الحالات النفسية ودعم الطفل نفسيا وعلميا بشكل يجعل من سلوكياته أسلوب حياة قادرا على أن يشرح للطفل بأشكال لا يستطيع المعلم اليوم القيام بها من الفيديوهات المتخصصة إلى الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط من أفضل المصادر دون أخطاء وبقدرة على إجابة أسئلة الطفل وتكرار الإجابة وشرحها بشكل لا يمكن للمعلم اليوم أن يقوم بها وينمو مع الطفل حسب حاجات الطفل وحسب نضوجه. وكذلك النظام الصحي في اعتماده في عمله على الذكاء الفائق بتحقيق أفضل الخدمات وأفضل عناية للمواطن والمقيم. لقد ثبت من خلال كثير من الأبحاث على مدى سنوات أن الذكاء الفائق سيكون قادرا على التشخيص بنسب تفوق الأطباء اليوم بدرجة لا يمكن معها عدم استخدام الذكاء الفائق لانقاذ الارواح، فمن التوقعات بالنسبة للاصابة بالسرطانات والامراض وغيرها فهو الاقدر على التشخيص بدقة وبسرعة وبكفاءة تفوق البشر بأضعاف مضاعفة ولذلك سينصب العمل المؤسسي على العناية بالمرافق الطبية وفي الأساس تطوير وتدعيم الذكاء الفائق للقيام بمعظم الأنشطة وترقية ذلك لتقوم الروبوتات فائقة الذكاء بالقيام بالعمليات الدقيقة بدون غرف عمليات وبدقة افضل وبفعالية أفضل وباحتمالات الاصابة بالميكروبات والفيروسات اقل وبفرص نجاح اكبر والعمليات التي تأخذ اياما وتأخذ من المريض للتعافي أسابيع سيكون الروبوت فائق الذكاء قادرا على القيام بتلك العمليات في ظرف وجيز ويكون المريض قادرا على الحراك في ظرف ساعات بدرجات اعلى من الكفاءة والراحة والأمان للمرضى. في هذا التحول الشامل تتشكل الهياكل التنظيمية والبنى الرقمية بشكل جذري لتواكب التطور التكنولوجي فائق السرعة. تتكامل مراكز البيانات مع النماذج الكبيرة للمعلومات لتشكل بنية معرفية شاملة تعتمد على شبكات متطورة من المجسات والحساسات والكواشف. هذه البنية التحتية الرقمية النابضة تشمل كل شيء من الفيديوهات والكاميرات والاتصالات والسيرفرات إلى جميع الشبكات، مما يجعل كل جانب من جوانب الحياة فائقة الذكاء من معرفة وبيانات وأحداث وطقس وأفكار رقميًا ومعرفيا، هذا التحول الشامل ينتج ثقافة معرفة جديدة تؤثر على الذهنية والتوقعات والطموحات وأساليب التفكير، حيث يصبح المعيار المعرفي للإنجاز هو الأساس، ويكون مفهوم الوقت يقاس بأجزاء من الثانية. لتحقيق ثقافة المعرفة الفائقة، نحتاج إلى نماذج معرفية فائقة الذكاء تنطبق على البشر.
6963
| 20 يناير 2025
إذا كان الإبداع قد مكن البشرية من البقاء في بيئة القوي فيها يأكل الضعيف، فإن غريم الإبداع القادم ليس الذكاء الاصطناعي أو الذكاء الآلي بل ذكاء يفوق كل ملكات البشرية، ويستطيع تحقيق ما لا يمكن للذكاء والإبداع البشري أن يحققه في آلاف السنين. أصبح هذا الذكاء الفائق يدرك ويعي ويتفوق على الحاصلين على درجات الدكتوراه في أفضل المختبرات إبداعا لدى الدول والشركات الكبرى والباحثين، فمن alpha fold و1 و2 و3 والذي تمكنت من خلاله «ديب مايند» فرع من فروع شركة جوجل من توقع وتحديد طيات وهيكلة البروتين وتوفيرها للباحثين خاصة في صناعة الأدوية، والتي كانت بحوثها تستغرق سنوات وسنوات تصل من خمس إلى سبع سنوات مع تكاليف بالمليارات، لتتم هذه العملية بواسطة الذكاء الفائق في ظرف أسابيع، وهذا المستوى من الأداء والقدرة هو ما مكن «ديب مايند» من تحديد طيات أكثر من 200 مليون بروتين، التي كانت ستستغرق آلاف السنين كي يتمكن الباحثون من اكتشاف طيات البروتين، وتوقع آثار وتداعيات الأدوية على صحة البشر وأين يمكن وضعها على البروتين لتكوين الدواء، وهذا في حد ذاته كان يستغرق سنوات حتى يتمكن فريق العمل من تحديد نوعية الدواء وجدواه، يتضح في نفس الوقت قدرة هذه الكائنات على طي الزمن وكأنه البديل للسفر عبر الزمن، وكل هذا أصبح متوافرا على الاوبن سورس في متناول الجميع، هذه النتائج الباهرة غير المسبوقة تدل على قدرات تفوق القدرات البشرية وأصبحت تتشكل وتتكون في شكل كائنات تعي وتدرك وتستنسخ نفسها دون تدخل البشر ولكن لخدمتهم. وبرزت ثلاثة أبعاد للذكاء الفائق، فمن الذكاء الأول ذكاء نماذج اللغة الكبيرة، مثل تشات جي بي تي وperplexity وLlama وgrok وغيرها وما ترتبط بها من تحويل اللغة المكتوبة إلى فيديوهات وتطورها في هذا المجال في برامج sora وInvideo وmidjourney وغيرها، إلى الذكاء الثاني الذكاء العلمي، مثل «ديب مايند» وalpha fold، الى الذكاء الثالث وهو الذكاء العملي الذي أجادت فيه تسلا من خلال القيادة الذاتية لخدمة البشرية، وما هو أيضا قادم هو الروبوتات المقرونة بالذكاء الفائق التي ستغير عالم الأعمال بشكل جذري فلن تعود المصانع في حاجة للعمال ولا الأسر في حاجة إلى السائقين والخدم، وقد أظهرت الاختبارات الأخيرة أن الحديث عن ذكاء اصطناعي او ذكاء آلي لم تعد تعريفات دقيقة فهي بذكائها الفائق أصبحت كائنات لها قدراتها ووعيها وقادرة على الاستنتاج والإحاطة بالمعرفة بشكل يتجاوز القدرات البشرية، وحين يضاف لذلك الحواسيب الكمية والشرائح الفوتونية يصبح الذكاء الفائق ذكاء شاملا يحتوي على الذكاء الأول والثاني والثالث. في تلك اللحظات سيدخل الوجود كائن جديد فلن يكون العالم بعد دخوله كما كان قبل دخوله، وستكون الكائنات فائقة الذكاء في خدمة الشركات والدول والأفراد وستنشأ كل شركة مثل إنفيديا ومايكروسوفت وجوجل وتسلا كائنا أو كائنات لها ومن المحتمل أيضا أن تقوم الدول بإنشاء مثل هذه الكائنات فائقة الذكاء لذلك فإن الشركات والدول ستكون غير قادرة على المنافسة أو حتى المواكبة بقدراتها في حال عدم تملكها مثل هذه الكائنات، لذلك فإعادة تشكيل الاستراتيجية الوطنية لكي تركز على إنشاء كائنات فائقة الذكاء قادرة على دعم التعليم والصحة وغيرهما من أوجه التنمية ودراسة رغبات ومواهب الطفل لكي يضع منهجا تعليميا مفصلا لكل طفل على حدة، مما سيطلق قدرات وإمكانات الأطفال كل حسب عمره ونموه، فما يستطيعه كائن فائق الذكاء يتجاوز عامل الزمن ولذلك من يملك هكذا كائنات فائقة الذكاء سيتمكن من تشكيل وصياغة المستقبل. ستكون غاية كل دولة هي كائن فائق الذكاء لكل مواطن من المهد إلى اللحد، وهذا سيحتّم اعادة صياغة النظام التعليمي ليصبح معتمدا على الفردية في التعليم من خلال الذكاء الفائق خاصية الطفل والفرد فيصبح لكل مولود قرينا فائق الذكاء ينشأ معه الطفل ويحفظ كل بياناته الصحية والنفسية ويجيب على كل تساؤلاته بدون كلل أو ملل وقادر على معرفة مواهبه وتصميم نهج تعليمي مفصل لحاجته وقدراته وإمكاناته وتنميتها على افضل وجه ومعالجة أي عوامل نفسية أو تجارب حياتية بشكل إيجابي يدعم تنمية قدراته وإمكاناته ومواهبه، بينما ينشغل البعض بالحروب والنزاعات تتقدم مراكز البحوث والشركات لتملك وتنشئ الكائنات فائقة الذكاء والتي ستكوّن الفارق بين الأفراد والشركات والدول.
10677
| 30 ديسمبر 2024
الفيروس الذي يسكننا هو ملكة الإبداع التي تدير حراكنا وسلوكياتنا في شكل صراعات وحروب ونحن تحت إغراءاتها لا نملك من الامر شيئا، تحركنا غريزة عميقة وبدائية، والبشرية في تاريخها الطويل لم تستطع المقاومة، قوة متفجرة متدفقة تصنع منا الغرور والغطرسة والاستبداد، فنتقاتل باستخدام أدوات تلك الملكة من أسلحة ومسيرات وصواريخ فرط صوتية، نحن جيوش تحركها ملكة الابداع وحتمية الابتكار. لماذا نحن البشر نتقاتل من اجل إبراز ملكة الابداع، هل لانها هي اساس البقاء، وهل هي ملكة الابداع من مكن الانسان ان يشيد ما شيد، وهل هي مقارعة بين الامم والشعوب لتمحيص الافضل فيها على البناء والتشييد وهو الاصلح للبقاء؟ تتصارع الامم على السطح في شكل مزاحمات، في شكل جيوش وأسلحة ومصادمات تبدو في الظاهر انها لمصالح معينة أو مكتسبات معينة ولكن في الاساس بعد كل هذا الصراع تبدو الامور مربوطة بالاسباب الاصلية لإبراز كل طرف من الاطراف ميزة يملكها يعتقد انها هي الاصلح والافضل للانسانية في تطور المجتمعات، في تطور الإنسان وايضا في دعم قدرة الانسان على البقاء، لكن وبعد الاف السنين من هذا الصراع نحن على عتبة وعي ان المنافسة الحقيقية هي على من يمتلك ميزة الابتكار الفضلى واذا كانت هذه هي الحقيقة فهل بامكان الانسانية ايجاد طرق واساليب اخرى للتنافس وتحديد الميزة الابتكارية دون سفك الدماء ودون هدر المقدرات على الأسلحة ودون القتل والاقتتال. عالم الاعمال يعطينا مثالا هو عالم تتراجع فيه نوكيا وتتقدم ابل تتراجع انتل وتتقدم انفيديا دون سفك للدماء بل إعادة هيكلة وإعادة تنظيم من اجل اعادة التركيز وبذل جهود اكبر في الجهد الذهني من اجل معاودة الابتكار والانطلاق مجددا في مضمار السباق، سباق ما وراء السباق، ما بين مظاهر سباق منافسة التقنية في الحروب و الأسلحة و ما بين سباق منافسة القدرة على ابتكار التقنية وخلق الميزة الأفضل. حتمية الابتكار مفهوم مبني على اهمية بقاء الانسان وبقاء الانسان منذ البداية اعتمد على القدرات الذهنية للابتكار، فابتكر كيفية التعامل مع الحجر لتكييفه ليكون قادرا على تقطيع وتشذيب ومن ثم صنع رؤوس الاسهم للصيد وللدفاع عن النفس ثم السكين فالسيف فالمدفع فالطائرات المقاتلة. لقد ان الاوان ان تعي البشرية انها قادرة على المنافسة وتقديم الاصلح للانسانية وقبول الاخر في العودة لطاولة صنع الابتكار القادم. ملكة الابتكار هي المحرك الفعلي للجهد الانساني وملكة الابتكار تعني التطور المستمر ولكن في حال اساءة هذه الملكة وتحويلها الى اسلحة هذا هو المفترق بين الحضارة الانسانية والحضارة بسلوكيات بهيمية وما نراه من الغرب اليوم هو العودة الى السلوكيات البهيمية في الدفاع عن عدم قدرته على المنافسة في الابتكار والابداع ومثل هذه البهيمية التي نراها في غزة وجنوب لبنان لن تكون قادرة على الدفاع عن من فقد القدرة على الابتكار والابداع، لقد بلغ الغرب في محاولة الدفاع عن عدم قدرته على الابداع في حالة الابادة الجماعية والتطهير العرقي وخرق القانون الدولي وفقدان العقلانية والموضوعية من اجل عدم التنازل او التراجع عن المقدمة، اليوم من سيكون قادرا على تشكيل نظام انساني يمكن الشعوب والامم من التناوب على مقدمة الحضارة دون سفك دماء ودون هدر للانسانية سيستحق ان يكون في مقدمة الركب فكما قبلت نوكيا واي بي ام وانتل وستتقبل غدا فولسفاكن ونيسان وفورد بالتراجع وتقدم تسلا واعادة الهيكلة وجب على الامم تعلم الدرس وقبول التراجع وسقوط الخلفية عندما لا تكون قادرة على الابداع والابتكار لتكون في المقدمة فان كانت اليونان القديمة في المقدمة والروم بعدهم والفرس بعدهم والحضارة الاسلامية بعدهم وبريطانيا وفرنسا بعدهم فان هذا التناوب هو حتمية الابتكار فوجب على الانسانية وعي ذلك والقبول به، لكن هل دار الزمان والتقت غريزة الابتكار والبقاء بغريمها الذكاء الآلي، وهل سينساق البشر خلف الذكاء الآلي ويتناسون الحروب ويقبلون بالجهد التنافسي؟
2808
| 18 ديسمبر 2024
من فيتنام وأمريكا تنقض غزلها، بعد حرب أمريكا على العراق اتضح أن أمريكا ناقضة الغزل، فقد بنت غزلها منذ الحرب العالمية الثانية، فنسجت منظمات الأمم المتحدة وقوانينها الليبرالية، من حقوق الإنسان والديمقراطية وحق التعبير وحق الرأي، وعدم شرعية التعذيب والوصاية على الحقوق المدنية، ومحاربة العنصرية وتجريم جرائم الحرب ووضع التشريعات لمعاقبة الإبادة الجماعية وإنشاء المحاكم الدولية والأممية، وبدا أن أمريكا تهيمن من خلال أعلى المبادئ الإنسانية وثمرة التجربة الإنسانية، فرضخ العالم لهذا القادم الجديد وذي الروح الإنسانية والسلوك الراقي، والعلم الوفير والإدارة الحكيمة والتقدم العلمي والتقني، وقدم للإنسانية المعارف والتقنيات من أجهزة التكييف إلى السيارات والطائرات والفاكس والإنترنت والشبكات الاجتماعية وكذلك الممارسات الحديثة، والمؤسسات الدولية وخاصة الأمم المتحدة، لكن في حربه على العراق بدون مبرر إلا من مطامع النفوذ والهيمنة الامبراطورية، نقضت أمريكا الغزل فكذبت على الأمم المتحدة من أجل الحصول على إذن لمهاجمة العراق، فلما تم الرفض، نقضت العهود وعزمت على مخالفة أمر الأمم المتحدة والقانون الدولي فكان بداية النقض لما تم نسجه، نقضت العهود أمام العالم ففقدت المصداقية وتتالت تجاوزاتها من قتل للمدنيين والتعذيب في أبو غريب وغوانتانامو بيي وبقرام، واستمرت سلوكيات النقض، حتى جاءت حرب أوكرانيا وتدابيرها في استفزاز روسيا من أجل إدخال الناتو في حرب معها لضمان استمرار أوروبا حليفا وداعما لأمن أمريكا، فقطعت إمدادات الطاقة عن أوروبا وحشّدتها لمواجهة روسيا، فجاء طوفان الأقصى ليقلب كل المعايير والمصفوفة الذهنية التي اعتمدت على النظام العالمي المشيّد والمقبول عالميا، بدّد طوفان الأقصى الصور الذهنية المبنية في المخيلة العالمية، من صورة أجهزة المخابرات الفذة الناجحة والجيوش التي لا تهزم إلى من هم أصحاب النفوذ والهيمنة العالمية، تهاوت الهياكل والبنى من حولنا، فتضاءلت القوى العظمى أمام باب المندب، وتساقطت أصنام الماضي من الموساد وشين بيت وأمان وسي آي أي و د آي أي ومثيلاتها أمام غزة المقاومة، وتفككت السردية الغربية الاستعمارية أمام الواقع وانتشار تقنيات الحاضر، فتهاوت المؤسسات الإعلامية الكبرى من سي إن إن إلى وول ستريت إلى الواشنطن بوست، بدا غزل أمريكا في حالة تناقض تداعت لها المؤسسات وبلغ الأمر ذروته بدخول الجامعات على خط المظاهرات حماية لأسس الغزل حق التعبير وحق التظاهر خاصة في حرم الجامعات، بدت أن أمريكا أصبحت دولة دكتاتورية، وكذلك أوروبا في منع التظاهر، وتحولت المواجهة من وقف لحرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري والحصار على القطاع، إلى موضوع يمس الذات ويمس كل ما هو أمريكي من دفع ضرائب تسرب لإسرائيل وتنعم بها إسرائيل إلى استخدام تلك الأموال في حرب الإبادة، فخرج الأمريكان للتعبير عن رأيهم فتم قمعهم كما تم قمع الشعوب الأوروبية، هنا لم يعد الأمر مجرد حرب إبادة باسم أمريكا والغرب بل هو هجوم على كل ما غزل في الثقافة الأمريكية والأوروبية والغرب والثقافة الغربية، التي كان باسمها شنت حروب وتكونت أحلاف لحماية تلك الثقافة من ديمقراطية وحرية، لقد نقضت أمريكا غزلها، واستحقت ناقضة الغزل أن تكون تلك نهاية عصر الهيمنة الأمريكية والغربية، فلم تعد هناك ثقافة يدافع عنها أو مواقف أخلاقية يمكن البناء عليها، لقد حان الوقت للعالم لإعادة بناء النظام العالمي، فلم تعد أمريكا ولا أوروبا حامية للإرث الإنساني والنظام العالمي، فلا بد من تدخل العالم وشعوب العالم كما نرى أمامنا على الشاشات والشبكات الاجتماعية، هناك قناعة من المجتمعات الغربية أنها لم تعد قادرة على حمل الأمانة ولابد من الشروع في ترتيبات إقامة نظام عالمي يحظى بدعم العالم.
18528
| 02 مايو 2024
المعضلة الإستراتيجية التي ألمت بالكيان الصهيوني أطبقت على الذهنية الإسرائيلية ولفتها بغموض مطبق، جعلت من قدرات أجهزته الاستخبارية في ظلمة وغموض محيرين، عدم قدرة الكيان على تقدير طبيعة الرد الإيراني في حال توجيه ضربة لإيران أدخل إسرائيل في مأزق إستراتيجي جعل مرور الوقت في صالح تنامي جدار الردع الإيراني، فكلما ازدادت حيرة الكيان وتأخره في الرد على الاستجابة للضربة الإيرانية خاصة بعد وعده بالرد تعني عدم القدرة، وهذا يضيف لجدار الردع الإيراني قوة على قوة، وفي حال أخذ الكيان محور المقاومة في الحسبان يزداد التعقيد ويصعب التقدير، كل هذا أدخل الكيان وداعميه في دوامة لا تنتهي من حساب الحسابات وإعادة التقدير وتقييم المواقف وتكرار النظر وإعادة النظر، مما يرسم صورة عجز للكيان لا يستطيع تحملها، خاصة أن صورة الكيان المهيمن والمنتقم وسريع الرد بدأت تتبدد لحظة بلحظة، وهذا يزيد من المخاطر بعد ستة أشهر على فقدان الفاعلية العسكرية في غزة وفي شمال فلسطين، مظاهر عجز أمريكا والغرب عن ردع إسرائيل وتتفاقم معه بشكل متسارع وتتهالك معه قدرات الردع لحدود دنيا، تقلع من جذوره ثقة الفرد بحماية دولته، فتنهار البنى والهياكل التنظيمية للكيان ولن تسعف الانقسامات المجتمعية والفوارق العرقية والدينية والصعوبات في سن القوانين وإدراج المتدينين في الوحدات العسكرية من التدهور المجتمعي، ويشمل ذلك قدرة الداعمين على الدفاع عن الكيان وجرائمه أمام العالم، كلفة الكيان وإمكانية استدامته أصبحت في شك من الجميع داخل الكيان وخارجه وفي أروقة الأمم المتحدة، في الإعلام لم يعد داعموه قادرين على لجم المجتمع الدولي ومؤسساته من انتقاد الكيان ووصفه بالكيان المارق وتآكل الحماية لكل ما له علاقة بالكيان تحت مسمى المساس بالسامية أو عدم الاعتراف بالمحرقة النازية أو كونه ضحية العرب والمسلمين، بل هو مدعوم من العرب والمسلمين لم يعد هناك دثار يتدثر به تعرت بقدرة قادر طبيعته ولا يملك أي دفاعات كما كان يملكها من قبل، شاهد العالم بشكل مباشر ما يقوم به وفضح نفسه عندما اعتمد الانتقام عذرا للإبادة الجماعية، وفقد العالم وفقد أي تظاهر أخلاقي بديمقراطيته وحماية حقوق الإنسان وفقد معه داعميه عندما سنوا قوانين تجرم حرية التظاهر وحرية التعبير وحرية الوصول للمعلومة وبدا الغرب خاويا أمام العالم أجمع وخاصة مواطنيه الذين فجأه تكون إحساس لديهم بأنهم كانوا يعيشون في فقاعة ذهنية شيدت من أجل استعبادهم، في هذه الأجواء من ثورة الإرادة في العالم أجمع تفقد إسرائيل مكانتها وصورتها وسمعتها وتجرم وتدخل قفص الاتهام بشر فعلة وهي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب، ثم ترتكب الاعتداء على سيادة دول دون تقدير لتبعات تلك الاعتداءات كما اعتادت على فعله فيبرر الغرب أفعالها كما حدث في ما اكترث من مظالم في غزة، فأتى الرد غير المتوقع من إيران لتدخل إسرائيل في غموض إستراتيجي لا خروج منه، فلابد أن يرد وقد وعد بالرد لكن في حال الرد ماذا سيكون الرد المقابل وهنا عجز الكيان عن تقييم وتقدير الرد بارتباك ودخل الحيرة ودخل معه مجتمعه وداعموه، وما زال في حيرة ومع الزمن تتحول إلى حيرة بنيوية فلا يعود يقوى على الاعتداء ولا يعود ينفلت دون عقال، لقد ردع وهو ينظر لحائط الردع لا يعلم ما وراءه ولا تبعات اعتداءاته، في تردد وفي غموض يلفه ويسبب له العجز ويقيم جدار فصل بينه وبين العالم يحمي من شروره. واقع إستراتيجي جديد معقد تشكل بعد أيام على الرد الإيراني وينطوي على مخاطر للأمن القومي الإسرائيلي لا يستهان بها، إسرائيل تجد صعوبة بالغة في تقدير الرد الإيراني الذي أدخلها غموضا استراتيجيا إقليميا، في حال عدم الرد سيترسخ جدار الردع في الذهنية الإسرائيلية ليصبح عجزا في تخطي الخطوط المرسومة من المقاومة ويؤدي للتقيد في حال كان هناك خط أحمر لعدم الدخول لرفح وأي رد ضعيف أو هزيل سيفاقم حالة الحيرة الاستراتيجية وتبنى عليها هياكل الردع في المنطقة، من الواضح أن أمريكا تخلق هامشا بين ما تقوم به إسرائيل ونوايا أمريكا وتصرفاتها بمواصلة الإعلان عن عدم علمها او مشاركتها في أي حدث تقوم به إسرائيل، هذه مرحلة متقدمة بالنأي بالنفس عن إسرائيل.
47490
| 22 أبريل 2024
واجهت أمريكا ما لم يكن متوقعا وما لم يكن في الحسبان في الشرق الاوسط، من غزة الى باب المندب الى جنوب لبنان والعراق، لم تتوقع أمريكا أن تهزم في الاعلام العالمي ولا في اروقة الامم المتحدة فهي من صممها وسطرها لتخدم الامبراطورية، ميزان القوى اختل بشكل غير مسبوق وغير متوقع، ادخل هذا الاختلال حسابات الربح والخسارة الحاضرة في القرار الأمريكي لخسارة فادحة، فإذا كانت مصالح امريكا هي الغاية، فهل حماية الكيان مازالت في صالح أمريكا أم تم تجاوز سقف المقبول لتكاليف الحماية البنيوية في السياسة الأمريكية، فإن كان اعجاب البنتاغون بنجاحات اسرائيل في ٤٨ و ٦٧ جعل منها الشريك الاستراتيجي الرئيس في الشرق الاوسط، فإن التحالفات من إيران إلى روسيا ودعم الصين واستقلالية تركيا و صمود جبهة المقاومة تزلزل قواعد هذا الاعجاب، فهل باستطاعة أمريكا التحكم في مسارات الاحداث وهي الغير قادرة على مواجهة اليمن او منع اسرائيل من دخول رفح، الانتخابات الاخيرة في تركيا تزعزع الفرضية الراسخة لدى الغرب ان القوى والاحزاب الاسلامية لا تقبل الانتقال السلمي للسلطة لكن حزب العدالة والتنمية في تركيا بقيادة اردوغان ابطل هذه الفرضية مما يجعل حماس ويؤهلها كشريك في الحراك الديمقراطي وينسف السردية الاسرائيلية لداعشية حماس، المصالحة الاسلامية مع الحداثة ونظم الحكم يلغي كل الادعاءات والمخاوف من الحركات والاحزاب الاسلامية وعلاقتها بنظم الادارة العامة للدول، اذا فرضية الهيمنة من اجل حماية الغرب من فلسفة غريبة او غير معلومة وتشدق الكيان بانه الكيان الوحيد في المنطقة المؤمن بالانتقال السلمي للسطة لم يعد الشعار الذي ينساق وراءه الغرب، وبتجاوز الكيان كل المحظورات في القانون الدولي والانساني والاعراف الدبلوماسية والخطوط الحمر للدول وتمرده على امريكا والغرب خاصة في اعدام مواطني الدول الغربية والعاملين في منظمات الاغاثة الاممية والدولية يفقد الغرب اي سبب لدعم هذا الكيان، وبعد ان هاجم فريق الاغاثة و دمر مستشفى الشفاء وقصف القنصلية الايرانية في دمشق، فلم يعد هناك رادع خلقي انساني قانوني اجتماعي او حتى من خلال الضغوط على الكيان، فأمريكا تعد بحل الدولتين ولكنها عاجزة عن ثني الكيان من اجتياح رفح فكيف بدولة فلسطينية، العالم يشاهد والمواطن الامريكي يشاهد وقيادات العالم تشاهد من الابادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب التي ترتكب بشكل متواصل، هل ستظل امريكا متواطئة ام تبحث عن مخرج فبعد الخروج من افغانستان وسيتبع ذلك الخروج من العراق و سوريا، هل ستبحث امريكا عن أسلوب آخر لحماية مصالحها من خلال العلاقات المباشرة مع دول المنطقة دون الحاجة للكيان؟ لقد جربت امريكا اسلوب منطق القوة ولم يكن نافعا منذ فيتنام و حتى افغانستان مرورا بباب المندب، اذا اصبحت امريكا لا تستطيع حماية سفنها وبارجاتها امام اليمن فكيف تواجه احتمال حرب واسعة اقليمية، لا الصواريخ ولا المسيرات ولا الروح القتالية معها، وقد فقدت سمعتها ومكانتها ومصداقيتها، فاذا لم تكن قادرة على ادارة العراق وخسرته وافغانستان وخسرته، فكيف تقنع العالم بحسن الادارة او حسن النية بعد حرب العراق واكاذيب الاسلحة المحرمة، فقدت القوة الناعمة وفقدت القوة الخشنة لم يعد الا حسن العلاقات مع شعوب و دول المنطقة والعالم، غزة كشفت المستور وعرت الغرب، امريكا والغرب يحتاجون اخذ الدروس من الصين وعلاقاتها بافريقيا، فما يحدث في افريقيا هي احداث دالة والتنمية وهي الطريق والحزام الصيني هما من قبله وفضلته افريقيا على الهيمنة والاستغلال الغربي والامريكي، نحن في عالم جديد يحتاج من الغرب اعادة صياغة ورسم سياساته فالعالم القديم الاستعماري لم يعد مقبولا لا من العالم و لا حتى من الشعوب الغربية التي اخذت الى الشوارع في مواجهة مع نظمها، وهو الدليل القاطع على ان العالم تجاوز ذلك العصر ولكن نظم الحكم في الغرب لا تزال تؤمن به وتحافظ عليه كبنية فلسفية اساسية في تعاملها مع العالم، جاء الوقت لإثارة الفرضيات وتصحيحها وتبني سياسات موائمة لهذا العصر وما هو صحيح لأوروبا فهو أصح لأمريكا ولتكون هذه الحرب، الحرب الاخيرة للامبراطورية الأمريكية.
39699
| 07 أبريل 2024
سبعة أكتوبر شيء غير متوقع، انهيار مقدرات الكيان في سويعات لم يكن في الحسبان، رد الفعل الغربي كان شيئا مفاجئا، حجم الانتقام والدمار شيء غير مسبوق، صمود أهل غزة الأسطوري شيء غير طبيعي، تهاوي جيش الاحتلال لم يكن في الحسابات، تغير الرأي العام العالمي وتحوله لم يكن متوقعا ولا في الحسبان، دخول الكيان قفص الاتهام لم يكن في الأفق، تفكك مفاصل الكيان وانقساماته فاجأت الجميع، بروز أسطورة اليمن لم يكن في خيال الأمة، حسابات مقاومة لبنان المتأنية والمدمرة لقدرات الكيان تجاوزت كل التوقعات، عناد نتنياهو وتمرده على أمريكا لم يكن في الأفق، شيء خارج التوقعات سفر غانتس دون إذن نتنياهو وعزل نتنياهو لغانتس في رحلته لأمريكا، توسع الفجوة بين بايدن ونتنياهو بعد ذلك باستمرار، فمن كندا وإيقاف السلاح إلى عودة تمويل الأونروا كلها مؤشرات على الفرقة الأمريكية الغربية لإسرائيل، ومن النرويج وصندوقها السيادي الذي أخذ قرار تحاشي الشركات التي تنتهك القانون الدولي الإنساني وامتناع إيطاليا عن بيع الأسلحة والذخيرة، ومن تهديد فرنسا وألمانيا إلى شروط بريطانيا، التحذيرات غير المسبوقة والخط الأحمر لعدم دخول رفح من بايدن وبلينكن وكامالا هاريس موقف غير مسبوق في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والطلب من إسرائيل توقيع وثيقة الالتزام بعدم استخدام الأسلحة الأمريكية في أي عمليات تناقض القانون الدولي، إصرار وتجاهل نتنياهو لكل التحذيرات من الغرب والعالم شيء غير مفهوم إلا في علاقته بإنقاذ نفسه من المحاكمات ودخول السجن، إصرار نتنياهو على عدم الاستماع للأمريكان ومواجهة بايدن دفع الحزب الديمقراطي لدعم بايدن في تصريح تشاك شومر بأن نتنياهو أضاع الطريق ولا بد أن يرحل عن رئاسة الكيان، ما دفع نتنياهو للتقرب أكثر من الجمهوريين وترامب، فإن حدثت الفرقة بين نتنياهو والحزب الديمقراطي فقد يؤدي هذا لفضح أيباك واللوبي الصهيوني وإقصاء إسرائيل ويضحي بإسرائيل وعلاقاتها بأمريكا والعالم من أجل نصر يحميه ويحمي حكومة الائتلاف اليميني المتطرف، تصريح تشاك شومر رئيس كتلة الأغلبية شيء استثنائي كونه ديمقراطيا ويهوديا ورئيس الأغلبية في الكونغرس، التحول الذي طرأ على الرأي العام العالمي وبالخصوص الرأي العام الغربي والأمريكي الذي أصبح في حالة حنق عظيم على السياسيين الأمريكان وعلى كل ما له علاقة بإسرائيل كان الانقلاب العظيم، فإن مثل هذا التحول سيدفع السياسيين لمجاراة هذا التغير وقد يعني ذلك وقف الدعم المالي والمعنوي والسياسي والعسكري مانح الحياة للكيان، وهذا بالإضافة للقضايا في محكمة العدل والمحكمة الجنائية سيكون آليات تفكيك الكيان كما فعل بجنوب أفريقيا، وسيقود ذلك دول العالم التي أجمعت على إنهاء هذا الكيان الخطر على أمن وسلامة العالم، من غير المعتاد أن نسمع صوت وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يحذر وزير دفاع الكيان أمام الكاميرات في الوقت يواجه فيه الأمريكان اباء اليمن وأهل اليمن وإدراك الأمريكان بين اليمن ولبنان فقدت أمريكا ردعها وهالة هيمنتها ومكانتها في العالم بعدما فقدته من سمعة في دعم هذا الكيان أمام العالم فهل جاء وقت التخلي عن إسرائيل للتخفيف من غضب الشارع الأمريكي ونكاية نتنياهو وجلفه ليشاهد العالم وليعلم الإسرائيليون أن أمريكا جادة في رفضها لدخول جيش الاحتلال لرفح، لكن نتنياهو مُصر على الدخول ويراهن على إنقاذ نفسه وحلفائه في حكومة الحرب، فهل سيضحي بكل شيء من أجل نصر وهمي في رفح لن يتحقق ويكون نهاية لهذا الكيان وتكون هذه الحرب الأخيرة للإمبراطورية الأمريكية.
26607
| 02 أبريل 2024
رقعة الشطرنج كيف تحولت؟! المقاومة الآن هي من يملك أوراق التفاوض، بعد تصعيد مقاومة اليمن ولبنان وبعد تصريحاتهما بأن المفاوض الوحيد عن محور المقاومة هي حماس حيث إنها أيضا المخولة من فصائل المقاومة في فلسطين، أصبحت المقاومة في غزة تملك فك الحصار عن الكيان الصهيوني في باب المندب ووقف القصف من قبل المقاومة في جنوب لبنان، وهذان الأمران هما الهم الأكبر على الكيان، فالمهجرون من شمال فلسطين المحتلة أكبر هاجس على الكيان والحصار هو الهم الأكبر خاصة بعد توسيع المقاومة في اليمن من نطاق استهدافها للسفن الإسرائيلية، إذا المفاوض الفلسطيني على طاولة المفاوضات أصبح لديه أوراق ضغط مهمة تقوي من إمكاناته على التفاوض ليس على الأسرى فقط بل على الحصار وإيقاف الهجمات في الشمال. اختلف المشهد بشكل جذري، ومما يزيد من قدرة المقاومة هو استمرار خسائر الكيان في المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، وما طرأ على الموقف الأمريكي جمهورا وسياسيين فقد أصبح التجاذب بين نتنياهو والإدارة الأمريكية في شد وجذب، والداخل الإسرائيلي في تفكك وغليان وتناحر يشتد مع مرور الوقت، إذا عامل الوقت مع المقاومة، التفسخ في مفاصل الدولة والمجتمع من حرديم وليبراليين واليمين واليمين المتطرف والأحزاب والعسكر وغيرها من عوامل تصب في صالح المقاومة، ميناء غزة قد يقلب العلاقة الإستراتيجية من علاقة أمريكية إسرائيلية إلى علاقة إستراتيجية أمريكية فلسطينية وتكون إسرائيل الخاسر بفقدان دورها في المنطقة والخادم للنفوذ الأمريكي. في حال حل الفلسطينيين محل إسرائيل في هذه العلاقة الإستراتيجية يعني انتفاء الحاجة لإسرائيل وذلك مكمن الخطورة وعليه التهافت من قبل نتنياهو ولذلك كل ما نرى من عدم سماعه لأي صوت من الداخل أو في الخارج الهدف منه المحافظة على الشراكة الإستراتيجية ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل يبدو أن الولايات المتحدة أعطت وقتا معينا ما قبل ديسمبر لمدة ثلاثة أسابيع إلى شهر لإتمام المهمة العسكرية وإعطاء إسرائيل الفرصة أن تحافظ على الشراكة الإستراتيجية ولكن لعدم قدرة إسرائيل لتحقيق انتصار عسكري واضح حتى ما بعد إفراغ شمال غزة جعل موضوع الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة يتراجع ثم يتراجع في اللحظة التي وعى الإسرائيليون أنهم غير قادرين على تحقيق النصر العسكري، حيث بدأت إسرائيل في تطبيق الإبادة بسلاح التجويع والأوبئة مما أثار العالم وجفلت منه أمريكا وسعى نتنياهو للتهجير أصرت أمريكا على حق الفلسطينيين وحقهم في دولة وتمت الضغوط في رحلة غانت للولايات المتحدة. يبدو أن الولايات المتحدة حسمت أمرها بالنسبة للشراكة الإستراتيجية لتكون مع الفلسطينيين وليس مع الإسرائيليين ولذلك فإنشاء ميناء هو إنشاء طارئ ومستعجل للميناء وليس ميناء طارئا وعليه الولايات المتحدة في القرار اتخذت الشريك السلطة الفلسطينية ولذلك رأينا إلى أي مدى الهجوم على الضفة الغربية لمحاولة تفكيك السلطة قبل أن تصبح الشريك الإستراتيجي للولايات المتحدة لأن حماس أو المقاومة لا يمكن أن تكون شريكا خاصة إذا كان تعريفها على أساس تعريف فرق أو وحدات إرهابية. إذن المسار الوحيد الممكن هو شراكة إستراتيجية ما بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية ولذلك كان لا بد من القضاء على السلطة الفلسطينية في الضفة وتفريغ الشمال للهيمنة على الميناء مما يفتح باب الهيمنة على الميناء وعلى مكامن الغاز. بعد أن حسمت الولايات المتحدة الشراكة الإستراتيجية الآن مع الفلسطينيين، ما تبقى لإسرائيل بعد هذا الحسم طبعا أمران إما الميناء وممكن أن تكون إسرائيل شريكة في إدارته لإرضاء إسرائيل ومكامن الغاز وما تبقى هو طبعا قناة بن غوريون ويبدو في هذا الصدد أن ممر الهند الاتحاد الأوروبي سيزيد الطلب على قناة السويس ولذلك تكون قناة بن غوريون داعمة لمثل هذا المشروع. الآن إسرائيل لابد من دخولها في رفح للتمسك على الأقل بقناة بن غوريون، ولكن مصر يبدو مُصرة على عدم فتح هذا المجال ويبدو أن الليونة من الجانب المصري في شأن شمال غزة لتفادي رجوع إسرائيل لطلب قناة بن غوريون ولذلك فكل ما نرى من تفاوض هو في الأساس على الثلاثة المحاور الأساسية ميناء غزة، مكامن الغاز، وقناة بن غوريون، فتشدد نتنياهو أو عدم تشدده أو المجازفات أو المغامرة في إما دفع الجيش وإهلاكه في غزة أو في عدم الاكتراث بالرأي العام العالمي أو القانون الدولي أو الإصرار على دخول رفح كلها أمور أساسية لبقاء إسرائيل، في حال لم تستطع إسرائيل إما الهيمنة على الميناء أو على مكامن الغاز أو على قناة بن غوريون وإذا لم تحقق انتصارا عسكريا كما لاحظنا ورأينا فإذن دور إسرائيل الوظيفي قد انتهى وانتقل هذا الدور لشراكة إستراتيجية بين الولايات المتحدة والفلسطينيين لأن هذا الممر هو في الأساس لصد التدخل الصيني والروسي في المنطقة ولذلك فهو الهدف الأسمى الإستراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة ومن سيكون شريكا في هذا المشروع سيعطى الحظوة ولذلك التهافت الإسرائيلي بمحاولة إيقاف هذا المشروع وهذه الشراكة الإستراتيجية ما بين الولايات المتحدة والفلسطينيين.
24219
| 24 مارس 2024
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
3300
| 05 ديسمبر 2025
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2634
| 30 نوفمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1647
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1554
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1332
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1155
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1143
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
837
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
639
| 05 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
624
| 30 نوفمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
588
| 04 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية