رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

من ميدان الشقب إلى العالم.. حكاية مجد

في حب مروان نتحدث، وعن أي حب؟ مروان يعرف تاريخه ويعتزّ بجماله، نظرة واحدة منه كفيلة بأن تجعلك صريع الهوى والغرام، هو الذي أتعب من بعده، وغير كافة المقاييس، ما أن تراه إلا وستقول كما قال المتنبي يوما «وما كنتُ أحسبُ أني أراك، فأبصرُ فيك الذي كنتُ أسمعُ».. حين سألت هل ستبيعون مروان يوما؟ كانت الإجابة بحزم « كأنك تسألين هل تبيعون الوطن»! وبودي أن استرسل في كلمات الحب ولكن..( ورانا قبايل). وحتى تتضح الصورة لكم، مروان هو حصان عربي أصيل يعرف تاريخه، إنني أتحدث عن مروان الشقب، حين تراه في مضمار الشقب بالدوحة، تدرك أنك أمام كائن يحمل ذاكرة المكان وهوية بلد في ملامحه. ولد مروان عام 2000، ومنذ أن ظهر في البطولات تغيّر مفهوم الجمال العربي. لم يكن حصانًا يتباهى بوقفة أو لون، بل برؤية كاملة لتربية الخيول العربية الأصيلة في قطر، رؤية جمعت بين الأصالة والعلم، بين التراث والإدارة الحديثة، لتجعل من “الشقب” واحدًا من أهم مراكز الفروسية في العالم، ليس مجرد مركزٍ لتربية الخيول، بل مشروع وطني تأسس عام 1992 على يد سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ليكون بيتًا يحفظ الخيل العربي لا في الصور، بل في الواقع فهو مؤسسة متكاملة تمتد من ميادين التدريب إلى معامل الجينات، عياداته البيطرية تُعد من الأفضل في العالم وأحواض العلاج المائي فيها تُستخدم لتأهيل الخيول بطريقة إنسانية وآمنة حتى تصميمه المعماري على هيئة “حدوة حصان” يختصر فلسفته ومن رحم هذه البيئة خرج مروان، ليصبح أكثر من بطل تحوّل إلى رمزٍ حيّ لاستمرارية السلالة العربية، وترك أثرًا في كل ميادين الفروسية حول العالم، فأحفاده اليوم ينتشرون في أوروبا وأمريكا والخليج، يحملون في دمائهم توقيع “الشقّب” ومعه هوية قطر التي لا تفرّط بجماله ولا بتاريخها وفي هذا المكان الذي تسكنه البركة، تتذكّر قول النبي عليه الصلاة والسلام (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) فكأن الشقب يترجم هذا الحديث في كل تفاصيله، إذ لا يرى في الخيل وسيلة سباق، بل رمزًا للخير والبركة والعزّة الممتدة من جيل إلى جيل. حين رأيت أم مروان أو أم الأبطال كما يسمونها وقد تقدّم بها العمر، تُعامل برفق واهتمام كما تُعامل الأمهات في البيوت الكريمة، فهمت أن الأصالة هنا لا تنحصر في الدم والسلالة، بل في الأخلاق التي تكرّم العطاء حتى بعد نهايته. في الشقب، الحفاظ على السلالة العربية الأصيلة ليس شغفًا بالخيل فحسب، بل حماية لجزءٍ من روح او ذاكرة وتاريخ العرب أنفسهم. فالخيل العربية وُجدت لتعلّمنا معنى العزة والمهابة والشموخ، وتعرف جيدًا قيمتها أينما وُجدت ولا يعرفها إلا النبيل. ولأنها في الشقب، فهي في المكان الذي يليق بها حقًا… بين أيدٍ تحفظ أصالتها، وتقدّمها للعالم كما هي: جميلة، نبيلة، وعربية حتى آخر نبضةٍ في صهيلها. ومن يصون الخيل العربي، يصون إرثًا ارتبط بالخير إلى يوم القيامة. ومن يرى مركز الشقب، يرى وجهًا من وجوه هذا الخير الذي لن ينقطع ما دامت الخيل العربية الأصيلة تركض على أرض العرب. ختاما: كنتُ في جولة بالمركز ترافقني فارسة أمريكية جاءت خصيصًا لمشاهدة الشقب، وكانت الدهشة لا تفارق ملامحها في كل خطوة كانت تردد بإعجاب (واو ما هذا الجمال) وبالطبع لم اسمح لها بمغادرة المكان إلا بعد أن قلت لها ( please say MashaAllah).

441

| 29 أكتوبر 2025

ريادة الطابعات العملاقة تبدأ من قطر

في كل مجموعة صديقات هناك تلك التي لا تستطيع ان تمر عشر دقائق دون أن تذكرنا انها مهندسة سواء كنا نتحدث عن فيلم أو أكلة شعبية سينتهي الحديث دائما بجملة «على فكرة أنا مهندسة «.لكن يبدو أن الزمن قرر أن يرد عليها، فاليوم ظهرت آلة عملاقة تبني بشكل أسرع وأدق تطبع ما كان المهندس يرسمه على الورق. هذا المشهد ليس في فيلم خيال علمي بل يحدث الآن في قطر، حيث تقف أكبر طابعة انشاءات ثلاثية الأبعاد في العالم لتبني مدرسة كاملة خلال ثمانية وثلاثين يوما، نعم مدارس حقيقية يدخلها الطلبة ويمشون في ممراتها وليست نماذج مصغرة للعرض،بينما يجلس المهندس خلف الشاشة يحتسي قهوته ويراقب الطابعة، فالآلة تنفذ وتبني على الأرض. هذه القصة الحقيقية هو مشروع طموح تقوده هيئة الأشغال العامة القطرية بالتعاون مع القطاع الخاص وبدأت العمل فيه على أرض الواقع لبناء مجموعة مدارس على أن يتم التوسع لاحقا في عدة مشاريع حكومية. التاريخ يقول بأن الابتكارات الكبرى تبدأ بفكرة جريئة واحدة، وما تفعله دولة قطر اليوم هو بالضبط تلك الجرأة لم تكتف بالحديث عن المستقبل بل باشرت في طباعته، فبينما تنشغل دول اخرى بمناقشة الجدوى والبيروقراطية، اختارت هي أن تبدأ ثورة هادئة تدخل بها للمستقبل بريادة الطابعات العملاقة،وهذا بالضبط ما يجعل هذه التجربة مميزة وملهمة. وفي الوقت الذي ما زالت فيه دولٌ تتجادل حول التكلفة والمخاطر، قررت قطر أن تفعل ما هو أبسط وأكثر شجاعة، أن تضغط زر «ابدأ الطباعة « وهذه هي القيادة الحقيقية، أن تدخل المستقبل بالفعل لا بالنية، وأن تصنع التغيير بدل أن تنتظره. من مميزات الطابعة أنها تخفض استهلاك المواد بنسبة 60% وتقلل الانبعاثات الكربونية وتنجز العمل بسرعة فائقة، وتقلل الجهد البدني اللازم للبناء. ان ما يثير الاعجاب أكثر هو الامكانات الانسانية خلف تبني هذه الفكرة،بهذه التقنية اذا تبنتها الدول والمنظمات الخيرية، ستتغير قواعد العمل الانساني، تخيل ان تستخدم لطباعة منازل اللاجئين خلال أسابيع، أو لبناء مدارس في المناطق المنكوبة دون الحاجة الى جيوش من العمال،عندما تتحول التكنولوجيا من رفاهية الى رسالة أخلاقية وانسانية لأن الطابعة التي تبني اليوم في الدوحة يمكن أن تعيد اعمار العالم من جديد غدا. حينها ستصبح المساعدات مطبوعة، وتتحول عبارة «اعادة الاعمار» من وعد سياسي الى اجراء عملي، وعندما يتم تمكين الدول النامية بهذه التقنية تتقلص فجوة الاسكان ويتحول البناء من عائق مزمن ومكلف الى قرار رقمي قابل للتنفيذ. الطابعة العملاقة لا تغير طريقة البناء فقط بل قد تغير المهن نفسها، فربما سيأتي يوم نسمع فيه عن تخصص جامعي جديد اسمه «هندسة الطباعة الانشائية» او «فن صيانة الطابعة الخرسانية» مازلت مؤمنة بأن الطابعة أو اي أداة ذكاء اصطناعي لن تستبدل الانسان بل ستعيد تشكيل الواقع الجديد الى مهن جديدة وأفكار مبتكرة، وسيقف خلف الآلة والتوجيه انسان بفكر ابداعي، ولأنه قد تعاتبنا صديقتنا المهندسة على هذا المقال وتحرمنا من ألذ «مجبوس لحم» تعده، فتحية من المستقبل للمهندسات والمهندسين الذين يرسمون الحلم قبل أن يضغطوا على زر»ابدأ الطباعة».

249

| 26 أكتوبر 2025

من القصيبي إلى الكواري.. حتى العناني

(حلم و لا علم) ذلك ما رددته بصوت عالٍ فور قراءتي لخبر فوز المصري خالد العناني بقيادة اليونسكو، فهذا الخبر له دلالات أكبر بأن العرب أخيرا اتفقوا على أن يتفقوا، ففي السادس من اكتوبر تم الاعلان عن فوزه وكأن هذا التاريخ (بشرى خير) كما يقولونها بلهجة أهل مصر فهو يعيد انتصارا جديدا لمصر، ولكن هذه المرة للعرب جميعا فتلك اللحظة كانت بمثابة تتويج لحلم عربي امتد لعقود من الزمن، حاول خلالها العرب مرارا الوصول الى هذا المقعد الدولي لكن الانقسامات والانجذابات حالت دون ذلك. فمنذ تأسيس اليونسكو خاض العرب أكثر من محاولة لاعتلاء منصبها الأعلى، وكان أولها عام 1999 عندما ترشح الأديب والدبلوماسي الراحل غازي القصيبي،حيث دخل القصيبي السباق مدعوما من جامعة الدول العربية،وحظى حينها بتأييد واسع من المثقفين العرب لكونه يجمع بين الفكر والأدب والسياسة ولكن النتيجة لم تكن كما تمنى اذ خسر السباق لصالح منافسه الياباني، وهوما اعتبره القصيبي لاحقا «درسا قاسيا في أهمية الوحدة العربية «كتب بعد هذه التجربة مقالة حملت عنوان اليونسكو دروس الفشل «، أكد فيها أن تشتت الأصوات العربية وغياب التنسيق الدبلوماسي كانا السبب الحقيقي وراء الهزيمة قائلا» إن المعركة كانت تحتاج الى موقف عربي واحد لا يتجزأ». مرت السنوات وجاءت المحاولة الثانية البارزة من الخليج ايضا، وهذه المرة من قطر عبر مرشحها الأديب والدبلوماسي الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري في عام 2017، حيث أعلنت الدوحة رسميا ترشيحه وسط حملة دبلوماسية ضخمة سعت لإقناع الدول الأعضاء بأن الوقت قد حان لأن يتولى عربي قيادة المنظمة، قدم الدكتور الكواري نفسه بجدارة كصوت للثقافة والدبلوماسية الثقافية التي يتميز بها بل ويبدع فيها ايما ابداع، وأطلق برنامجا بعنوان « نحو نهضة انسانية جديدة « الا أن المنافسة كانت شديدة ولم تخل من الحسابات السياسية، خسر الكواري بفارق صوت واحد أمام منافسته الفرنسية، وفي تصريح مؤثر له بعد النتيجة قال كان الحلم قريبا، لكن بعض اخوتنا العرب آثروا مصالحهم الضيقة على الحلم العربي المشترك «وأضاف»الترشح كان مشروعا حضاريا للعرب جميعا لا لدولة بعينها « لاحقا، دون تجربته في كتابه «وظلم ذوي القربى» كاشفا عن كواليس المنافسة والضغوط التي مورست على بعض الدول لتغيير موقفها، وحين سألته شخصيا هل سيتم ترجمة هذا الكتاب كباقي كتبه ؟ اجاب بحزم « أبدا لأن العالم عليه ان لا يتفرج على خلافات الأشقاء العرب، وشدد بأنه مؤمن بأن اللحظة العربية ستأتي يوما ما. ويبدو أن اللحظة جاءت، وأن المحاولة الثالثة ثابتة هذه المرة، مع فوز العناني وفي كلمته الأولى بعد فوزه قال «هذا الانتصار ليس لمصر وحدها بل لكل عربي آمن بالثقافة والتعليم كطريق نحو المستقبل « وكان أول المبادرين بتهنئته د. الكواري في لفتة راقية عبرت عن نضج العروبة وان الثقافة لا تدار بالمنافسة بل بالتكامل. كانت رحلة طويلة ومليئة بالدروس مهدت ارضيتها محاولات الخليج من تجربة القصيبي التي علمتنا أن الطموح بلا وحدة لا يكفي الى تجربة الكواري التي أثبتت أن الصوت العربي يمكن أن يسمع اذا توحد العرب، واليوم مع العناني نضج العرب واتفقوا وها هو صوتهم في أروقة اليونسكو يرتفع، كحضارة عربية تستحق ان تقود الثقافة العالمية.

339

| 15 أكتوبر 2025

قراءة في العقل الأمريكي.. كيف هندس ترامب صفقة غزة؟

بعد عامين تنفست غزة فيها الصعداء مع الاعلان الأمريكي عن اتفاق بين حماس واسرائيل، ليكسر دوامة الحرب التي عانتها غزة، انتهت المعارك فجأة، وبدأت مرحلة جديدة تنطلق فيها الأسئلة ماذا حدث؟ وكيف التقى الخصوم على طاولة واحدة؟ الإجابة لا تكمن في نصوص الاتفاق بقدر ما تكمن في الطريقة التي أديرت بها اللعبة. فالرئيس الأمريكي ترامب لم يتعامل مع غزة كملف سياسي فقط، بل كمعادلة اقليمية أعاد ترتيب أطرافها بمهارة تفاوضية غير تقليدية أعادت الى ذهني ما تعلمته في هارفارد حول منهج (التفاوض ثلاثي الأبعاد) حيث أعاد رسم الخريطة قبل أن يبدأ الحوار مؤكدا أن النجاح يبدأ حين تغير شروط اللعبة لا حين ترفع الصوت داخلها. فمنذ البداية أدرك ترامب أن الحل لن يولد من داخل الطاولة بل من حولها، فتح قنواته مع قطر وتركيا ونجح في تحييد روسيا، ومنح السعودية موقع الشريك السياسي، فيما أسند الى مصر مسؤولية الضمان الأمني، بينما أبقى للكويت موقعها المتوازن في الدعم الانساني والدبلوماسي. أعاد ترامب الثقة مع قطر حين انتزع من اسرائيل لأول مرة اعتذارا دبلوماسيا الى الدوحة، في خطوة نادرة الحدوث ولكنها أعادت تعريف لغة التواصل في المنطقة، وأقر بأن أمن قطر هو مسؤولية أمريكية لأنها برعت في دور الوساطة السلمية التي قامت بها وفتحت باب الحوار من خلالها. أما في السعودية فكان عليه أن يلعب بورقة لم يمنحها لأحد من قبلها، وهو إدراج مشروع «حل الدولتين» ضمن بنود الصفقة كأفق سياسي نهائي لتصبح شريكا في صناعة القرار. ولأن ترامب يعرف أن اي اتفاق لا يمكن أن يمر دون مصر وهي الدولة التي تملك حدودا مع غزة ولها خبرة واسعة في الإشراف الأمني وتنسيق الترتيبات الأمنية لتكون العمود الأمني لهذه الصفقة. فيما واصلت الكويت أداء دورها الدبلوماسي الإنساني المتزن وسط اشتباكات المصالح. بهذه المنظومة من الأدوار نجح ترامب في خلق واقع جديد، كل طرف بات يدرك أن كلفة الرفض أعلى من ثمن القبول، فحماس أنهكتها الحرب واسرائيل وصلت الى حدود طاقتها، والدول العربية رأت أن الاستقرار اليوم أهم من الخطابات القديمة، حينها أصبحت «نعم» ممكنة، لا لأن أحدا غير قناعاته، بل لأن الجميع تغير واقعه، والنتيجة هي اتفاق يعيد توزيع الأدوار لا الحدود. تحولت «حماس» من فصيل مقاتل الى لاعب سياسي، فيما أخذت السعودية زمام المبادرة والثقل، ورسخت قطر موقعها كوسيط شرعي، فيما كسبت مصر هدوء حدودها، بينما بقيت الكويت صوتا انسانيا متزنا. في النهاية لم تكن خطة ترامب معجزة بل قراءة صحيحة للحظة نضجت فيها كل الأطراف على طاولة واحدة، لقد فاوض من خارج الطاولة وصاغ اتفاقا يعكس مبدأ بسيطا،»لا أحد ينتصر في الحرب، لكن الجميع يستطيع أن يوقف نزف الخسارة». ولذلك ستبقى صفقة غزة، بما لها وما عليها، نقطة تحول في فن إدارة الصراع والمفاوضات أكثر منها حدثا عابرا في تاريخ الشرق الأوسط.

573

| 08 أكتوبر 2025

الأخضر يوحد القلوب الخليجية

إذا كنت قد زرت الكويت أو قطر الاسبوع الماضي عليك ان تتأكد أين انت بالضبط ؟ وفي اي دولة تحديدا، فالشوارع والابراج والعمارات الشاهقة في كلتا العاصمتين تزينت بالاعلام الخضراء حتى يخيل عليك لوهلة انك في قلب المملكة العربية السعودية. تلونت الشوارع باللون الاخضر احتفالا بالثالث والعشرين من سبتمبر، حيث يطل اليوم الوطني السعودي كأنه نافذة على ذاكرة الوطن وروحه، فلم يكن يوما للسعوديين وحدهم بل كل خليجي يشعر أن هذه الأرض بتاريخها وانجازاتها جزء من وجدانه، يتردد الصدى في الكويت وقطر كما يتردد في الرياض وجدة،كأن الخليج كله يحتفل تحت علم واحد وكأن الحدود تتحول الى جسور محبة. بين السعودية والكويت حكاية ممتدة، حكاية اخوة لا تذبل ولا تنكسر، فأي كويتي لا ينسى كلمة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله حين قال «اذا راحت الكويت راحت السعودية.. إما نبقى سوى أو نروح سوى»، وكانت تعبيرا يجسد عهد الدم والمصير المشترك،فالكويت تنظر الى شقيقتها الكبرى باعتبارها السند والعضد والسعودية ترى في الكويت امتداد الروح والدم. وفي قطر، تتجسد الحقيقة الثابتة أن القلوب واحدة والبيت واحد،فقد عبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوضوح منذ فترة بقوله « سنكون مع قطر الشقيقة في كل ما تتخذه من اجراءات بلا حد، ونسخر كافة امكانياتنا لذلك،لذلك لم تكن مجرد جملة سياسية بل وعدا صريحا أن أمن قطر من أمن السعودية وأن المصير مشترك. فأي قطري لا يمكنه أن ينسى كيف كانت الجماهير السعودية تملأ مدرجات كأس العالم 2022 ويرسم المشهد بروحه وأهازيجه ليصبح أكبر من مباراة رياضية فلقد بدا وكأن الخليج يهتف باسم واحد ويحتفل بروح واحدة. وما كان لهذا المشهد الخليجي أن يكتمل لولا حكماء المنطقة وقادتها،في السعودية،يظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الراعي لمسيرة وطنية شامخة،فيما يمضي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بخطى جريئة تفتح أبواب المستقبل وتحول الاحلام الى حقائق، وفي قطر يواصل سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نهجا يجمع بين الطموح والانفتاح، مثبتا أن مكانة قطر في قلب الخليج راسخة لا تهتز، أما في الكويت فإن سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح يضيف بحكمته ورؤيته المتزنة بعدا اخر من الاستقرار والوفاء للبيت الخليجي الواحد. في هذا اليوم يلمس الكويتي والقطري والخليجي أن السعودية لم تكن مجرد دولة شقيقة، بل رمز جامع لقوة الخليج وتماسكه، فالأبراج في الكويت وقطر مضاءة باللون الأخضر والاذاعات والبرامج التلفزيونية كلها احتفلت بهذا اليوم بعبارات التهنئة والمحبة والتقدير، وكأن الخليج بيت واحد، وأن عز السعودية عزنا ونهضتها نهضتنا. الاحتفال باليوم الوطني السعودي ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو احتفال بالأخوة التي صمدت أمام الأزمات، وبالوحدة التي تتجدد في كل لقاء، وبالأمل الذي يربطنا بمصير مشترك. في الثالث والعشرين من سبتمبر، لا نحتفل فقط بتاريخ المملكة، بل نحتفل بحلم خليجي واحد، حلم يزداد قوة كلما ارتفع العلم الأخضر في سماء الجزيرة العربية، ويزداد رسوخًا كلما تشابكت الأيادي فوق أرض الخليج، كأنها تعاهد أبدي بأن المصير واحد، وأن الدم والمصير يجمعنا.

375

| 01 أكتوبر 2025

رسالة الدوحة.. كرامة الأمة لا تُقصف

في الدوحة لم يكن صوت الكلمات أقل وقعا من دوي الصواريخ، فخلف قاعات القمة العربية الاسلامية الطارئة، كانت العيون تحمل غضبا وألما، فالجريمة الرعناء التي ارتكبها المحتل الصهيوني لم تسقط شهداء فحسب بل أصابت فكرة السيادة وحق الدول في أن تكون وسيطا للسلام، في لحظة امتزج فيها الحزن بالعزم، اجتمع القادة العرب والمسلمون ليعلنوا أن الدوحة ليست وحدها، في مشهد مهيب لتوافد قادة الدول وحرصهم على حضور هذه القمة الطارئة، ليثبتوا أن الاعتداء على عاصمة عربية هو اعتداء على الأمة كلها، وأن الرد لابد ان يكون جماعيا ويتجاوز حدود الكلمات. فكلمات القادة التي تم القاؤها أعلنت الوحدة والتضامن، فقد جاء خطاب سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حازما ومطالبا بتحرك جاد اذ قال»لابد أن نتخذ خطوات ملموسة لمواجهة حالة جنون القوة والغطرسة وهوس التعطش للدماء التي اصيبت بها حكومة اسرائيل « أما ممثل سمو أمير الكويت ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح فقد أكد على»أن أمن قطر ركيزة أساسية من ركائز أمن الأمة العربية والاسلامية « ليؤكد على التضامن التام معها، أما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فقد شدد على أن «ما حدث يمثل انتهاكا جسيما للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة «محذرا من أن استمرار الاحتلال في سياساته العدائية يهدد السلام ويقوض الاستقرار في المنطقة كلها. ما بين هذه الكلمات، بدا واضحا أن القمة لم تكن مجرد اجتماع طارئ، بل لحظة استدعاء لذاكرة التاريخ، ففي عام 1967 حين غاب التنسيق تكبد العرب خسائر فادحة بفقدان القدس والجولان وسيناء، أما في اكتوبر 1973 فقد اثبت التوحد العربي عسكريا واقتصاديا أنه قادر على قلب المعادلة، واليوم تبدو قمة الدوحة وكأنها تضع الأمة أمام المفترق ذاته، أما أن نبقى في مربع 1967 أو نستلهم روح 1973 ونحول الغضب الى فعل ضاغط سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا يعيد التوازن. الحقيقة ان ما يزيد من لهيب الحدث هو تصريح بنيامين نتنياهوعن “ارتباطه العاطفي برؤية إسرائيل الكبرى”، وهو خطاب استفزازي الى اقصى حد ويعيد إلى الأذهان عقلية التوسع بلا حدود. فلا معنى منطقي لأن يُطلق هذا التصريح بالتزامن مع قصف الدوحة اذ إنه يعني شيئا واحدا، أن الاحتلال لم يعد يستهدف فلسطين وحدها، بل يضع السيادة العربية كلها في مرمى النيران،ولهذا جاءت لهجة القادة في القمة أكثر حزمًا، مشددة على أن أي اعتداء على عاصمة عربية سيُعامل باعتباره عدوانًا على الأمة. إن قمة الدوحة، بهذا المعنى، ليست حدثًا بروتوكوليًا، بل امتحان تاريخي لإرادة العرب والمسلمين، فهي تقف بين خيارين، أن تُذكر كفرصة ضائعة أخرى في سجل القمم، أو أن تُسجل باعتبارها اللحظة التي قررت فيها الأمة أن تقول كلمتها بجدية، وتضع حدًا لمشروع الاحتلال الذي لا يعرف سلامًا ولا يعترف بسيادة. إنها لحظة فاصلة بين ذاكرة الانكسار في 1967 وروح النهوض في 1973، والقرار اليوم بيد القادة. ولكن الواضح أن قمة الدوحة سيسجلها التاريخ بالرسالة العميقة التي حملتها، بأن لا مساس بأي دولة خليجية وعربية ولا مكان للإفلات السياسي من العقاب.

324

| 17 سبتمبر 2025

قطر غالية علينا

ما حدث في الدوحة ليس مجرد غارة في سماء مدينة آمنة، بل كان جرحا في قلب كل خليجي وعربي، لأن قطر غالية علينا جميعا، فهي ركن من أركان البيت الخليجي، وأي مساس لها هو مساس لنا جميعا. أن تستهدف دوحة السلام، وهي التي اختارت أن تكون وسيطا في أصعب الملفات الشائكة في المنطقة، وهو ما يمثل ليس اعتداء على مبنى أو دولة فقط بل هو اعتداء سافر وخرق غير مسبوق لمبدأ أساسي في العلاقات الدولية وهو أن الوسيط يصان وله حرمته ولا يتم استهدافه مطلقا وأن من يسعى للتهدئة لا يعاقب بالقصف بتاتا. حين تحملت قطر دور الوساطة بشكل علني لم يكن يجبرها على ذلك سوى أن توقف النزيف الدموي في غزة، فالاعتداء المعتوه لم يعد يحده المكان ولا تقيده المبادئ الدولية الراسخة، في محاولة فاشلة منه لعرقلة أي جهود يتم بذلها لصالح غزة. إننا على يقين بأن استهداف قطر سيتم مواجهته بموقف خليجي وعربي موحد، ولن يكتفي بالكلمات بل سيترجم الى فعل، يثبت أن أمن قطر هو أمننا جميعا وليس أدل على ذلك الا التضامن الخليجي والعربي العاجل من أعلى مستوى قيادي، فالسعودية وصفت ما جرى بأنه عمل إجرامي، والكويت شددت أن أمن الدوحة من أمنها فيما رأت مصر أن الاعتداء يهدد المسار التفاوضي برمته، هذه المواقف تعكس وعيًا بخطورة ما جرى، لكن المطلوب اليوم إستراتيجية عملية، سياسية ودبلوماسية وأمنية، تجعل من المستحيل تكرار مثل هذا العدوان. أما اذا اطلعنا الى المجتمع الدولي فرغم التضامن الا أنه كعادته لم يتحرك بالقدر الكافي عندما يتعلق بأمن المنطقة العربية، صحيح أن بعض الإدانات قد صدرت ولكنها ليست بمستوى حجم الخطر، وهذا يضعنا أمام حقيقة لا مفر منها، قطر وكل دولة خليجية وعربية هي مسؤوليتنا نحن أولا، فلا أحد سيحمي سيادتنا إن لم نحمل نحن هذه المهمة، ومن هنا فإن التضامن الخليجي والعربي يجب أن يكون استراتيجية ثابتة لا ردة فعل مؤقتة، لأنه الضمانة الوحيدة لصون السيادة والاستقرار.حقيقة نحن أمام لحظة فاصلة، إما ان نتعامل مع ما جرى باعتباره حادثا عابرا، أو نحوله الى بداية جديدة لتضامن يعيد الثقة بأننا قادرون على حماية بعضنا البعض.والرسالة التي يجب أن تصل بوضوح أن كل صاروخ يطلق على أي دولة خليجية هو صاروخ يطلق على وحدة الأمن الخليجي كلها. إن الدم الذي سقط في الدوحة وغزة واحد، دم يطالبنا أن نقف صفًا واحدًا في وجه من يحاول النيل من سيادتنا أو من صوت الحوار العقلاني والسلام، ورسالة استهداف أن من يحاول أن يلعب دور الوسيط سيتم اسكاته، ولكنه هيهات فهو مخطئ تماما. قطر غالية علينا، ودورها شريف، والاعتداء عليها اعتداء علينا جميعًا وإذا ترجمنا هذه الحقيقة إلى مواقف عملية، فسيكون هذا الحدث بداية لوعي جديد يثبت أن الخليج والعرب لا ينكسرون، وأن الوسيط العربي المتزن العاقل سيظل حاضرًا ومحترمًا مهما اشتد العدوان.ودعاؤنا أن يحفظ الله دوحة السلام وقيادتها وشعبها من كل مكروه و» خطاكم السوء «.

318

| 12 سبتمبر 2025

غانم المفتاح.. ابتسامة تمحو الحزن

وسط جمع من الناس تلقيت خبرًا أزعجني وضايقني كثيرًا، وجدت عيني تدمع منه، أمسكت بهاتفي حتى لا يلاحظ أحد تلك الدموع الهاربة، فإذا على الشاشة فيديو للشاب غانم المفتاح وهو يحقق حلمه في الغوص مع قرش الحوت، كان يتحدث بابتسامته المعهودة عن سعادته بتحقيق هذا الحلم، فوجدتني أبتسم معه وأبحث عن المزيد من مقاطعه لأستمع إلى كلماته الصادقة، ونسيت في لحظة ما كان يضايقني، بل حقيقة بدا تافهًا لا يستحق كل ذلك الحزن. ولأن في الحياة ديونًا علينا أن نسددها بما نملك، أجد نفسي أكتب لك يا غانم هذه الكلمات وأنت تمر بوعكة صحية، سائلين الله لك الشفاء، أكتب وفي داخلي يقين أن أجمل ما قد يمنحه الله للإنسان أن يجد من يخفف عنه حزنه، وأن يمد له يدًا في لحظة ضعف فينتشله من تيارات الإحباط وقد كنتَ أنت بالنسبة للكثيرين هذا الإنسان، الذي يزرع الأمل بابتسامة، ويمسح الدموع بكلمة صادقة، ويجعلنا نرى في حضوره أن القوة ليست فكرة بل حياة. ثمة أشخاص لا يتركونك تفكر طويلًا في معنى الإرادة، لأن حياتهم نفسها هي الإجابة وأنت واحد من هؤلاء يا غانم،عرفناك رمزًا للصبر وأيقونة للأمل، وشاهدًا على أن الروح حين تكون عظيمة تكسر القيود وتفتح الأبواب، لم يكن خبر وعكتك الصحية حدثًا عابرًا، بل بدا وكأنه امتحان جديد لروح اعتادت أن تنهض في كل مرة، توقفت القلوب عنده لا بدافع الشفقة، بل بدافع المحبة التي صنعتها بابتسامتك وصدقك وبساطتك، لم تطلب البطولة يوما، لكنها جاءت إليك حين اخترت أن تحيا بكرامة، وأن تواجه العالم كما هو. منذ طفولتك وأنت تعلمنا أن نصف الجسد قد يكفي لصناعة حياة كاملة إذا كانت الروح ممتلئة بالإصرار، فلم تختبئ خلف مرضك النادر، بل جعلت منه جسرًا إلى قلوب الناس. هل تذكر يوم وقوفك في افتتاح كأس العالم بجوار مورغان فريمان لقد تركت أثرا جميلا في قلوب الملايين حول العالم إذ اعلنت أن الروح العظيمة لا تحتاج إلى أقدام كي تمشي، بل إلى صدق وعزيمة كي تصل. نحن واثقون بإذن الله تعالى أنك ستعود أقوى مما كنت، لأنك تعوّدت أن تجعل من كل محنة منحة، ومن كل امتحان بداية جديدة. كلنا بدعائنا معك وبمحبيك وبمساندة أهلك الكرام، وبوطنك العزيز قطر التي آمنت بك وجعلتك وجهًا مشرقًا لصورتها أمام العالم، ولو أنك لست ابن قطر فقط، بل أنت ابن وأخ للجميع، لكل من وجد فيك مرآة لنفسه، ولكل من التقط من ابتسامتك قوة جعلته يواصل طريقه. أحبك الناس لأنك لم تخفِ ضعفك، ولأنك قلت دائمًا إن الإعاقة ليست في الجسد، بل في الاستسلام، انظر الى المنصات التي امتلأت بالدعاء لك لتعلم أن الأثر الذي تركته عاد إليك في صورة حب من كل مكان. سلامتك يا غانم، لقد كنت دائمًا الوجه الذي يثبت لنا أن القوة الحقيقية تسكن في الروح لا في الجسد، وأن الأمل يمكن أن يولد من أصعب اللحظات، سننتظرك وأنت تعود أقوى، بابتسامتك التي تعلّمنا كل يوم أن نتجاوز أحزاننا ونقف من جديد، وكما قلتها أنت مرارًا (لا شيء اسمه مستحيل).

432

| 03 سبتمبر 2025

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6696

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2763

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

2442

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...

1518

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...

1464

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1095

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...

1047

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
فاتورة الهواء التي أسقطت «أبو العبد» أرضًا

“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...

981

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر

بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...

906

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من المسؤول؟

أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...

729

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
الشعبوي.. كظاهرة صوتية

من الشيق استرجاع حدث سابق تم تحليل واقعه...

678

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
بعد آخر توقيع... تبدأ الحكاية

ليست كل النهايات نهاية، فبعضها بداية في ثوب...

678

| 29 أكتوبر 2025

أخبار محلية