رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تُسخر دولة قطر النصيب الأكبر من ميزانيتها السنوية لقطاعي الصحة والتعليم، ولأهمية الجانب الصحي وإيمان الدولة العميق بأنها من أهم مقومات النماء والرخاء والاستقرار، فقد شرّعت القوانين وأصدرت الإستراتيجيات والرؤى لضمان تحقيق رؤيتها الشاملة المستدامة التي تضمن تحقيق المعايير الصحية الدقيقة عالية المستوى.
ولأنه ما من إستراتيجيات ولا خطط إلا وتحدث لها جوانب سلبية غير متوقعة أو لم تضعها هذه الخطط والإستراتيجيات ضمن المخاطر والمهددات لإفشال جهودها، إلا أنه وللأسف فقد تعدّت ذلك للمرحلة التي يعلمون مواطن الخلل وما زالوا يتعمدون عدم معالجتها بالطريقة المطلوبة التي نصّت عليها إستراتيجياتهم وخططهم التي وضعوها كخريطة طريقة وبوصلة لهم!.
ولأكون دقيقاً في كلامي، فإنني هنا سأتحدث فقط عن إدارة واحدة فقط من إدارات وزارة الصحة العامة في قطر، وهي إدارة العلاقات الطبية والعلاج بالخارج، التي أصبحت وللأسف هماً على المواطنين الذين يعالجون في الخارج مع مرافقيهم، ففي الوقت الذي تدّعي فيها لجنة العلاج بالخارج أنها تهدف للتسهيل وراحة المرضى وإدارة ومراقبة الإجراءات الخاصة باختيار المستشفيات والمرافق الطبية لعلاج القطريين في الخارج ومتابعة وإنجاز وتنسيق أعمال اللجان الطبية المختصة بحالات العلاج بالخارج، إلا أنها لا تزال وكما هي عادتها منذ سنوات تقطع الدعم وتمديد العلاج للقطريين في الخارج بحجة أن علاجهم موجود في الدوحة ولا داعي لاستمرارهم في العلاج في الخارج!.
وهنا أسأل ويسأل كل من يحمل في نفسه سؤاله الكبير الذي لم نجد له جواباً شافياً منذ سنوات؛ طالما أنكم ترون بأنه لا داعٍ لاستكمال علاجهم في الخارج فما الذي دعاكم لإرسالهم للخارج لتلقي العلاج؟!.
وماذا عن الحالات المرضية المستعصية التي من شأن قطع تمديد علاجها أن يودي بحياة أصحابها كمرضى السرطان وغيره من الأمراض الخطيرة التي نعلم جلياً أنه ليست لدينا في قطر الإمكانيات ولا القدرات ولا العقول القادرة على علاجها؟.
من هذه الحالات التي قامت لجنة العلاج في الخارج بقطع تمديد علاجها طفلة قطرية تُعاني من انتشار للأورام السرطانية في جسدها الضعيف، الأمر الذي دعا البروفيسور المعالج لها للاستنكار والسخط من هذا القرار غير العقلاني، وأعدّ تقريراً يوضّح فيه ضرورة استكمال الطفلة مرحلتها العلاجية، وأن توقف العلاج قد يشكّل خطراً على حياتها، وقام والدها بإرسال التقرير للمكتب الطبي في الدولة التي يُعالجون بها، وهي بالمناسبة من الدول المعتمدة لدى دولة قطر كوجهة علاجية ولديها مكتب طبي يتابع حالات المرضى هناك، يقول والد هذه الطفلة: توقعت أن يردوا علينا بالموافقة بالتمديد نظراً للتقرير الذي أوضح فيه البروفيسور حالة ابنتي الصعبة، والتي تستدعي استكمال علاجها في المرحلة المبكرة من انتشار المرض في جسدها، إلا أنني تفاجأت برفضهم للتمديد!.
وهنا يسأل ونسأل معه: ما هذا التهاون والتساهل في أرواح الناس يا لجنة العلاج في الخارج؟، وأين هي الرحمة والإنسانية إزاء حالات من شأن قطع العلاج عنها أن يودي بأرواحها؟، ولماذا يا لجنة العلاج في الخارج والوزارة من خلفكم لا تُراعون الضغط النفسي الذي نعيشه ويعيشه كل من يرى فلذات كبده أو إخوانه أو أخواته أو أحبابه يعانون من الألم الشديد وتزيدون همهم هماً بقراراتكم غير المسؤولة؟.
ولعلني هنا أستذكر قصة ذكرها لي أحد إخواننا من إحدى دول مجلس التعاون الخليجي حول أحد المرضى الذي أرسلته دولته للعلاج في الخارج، والذي استمر لثلاث سنوات متتالية (دون توقف)، ولم يتوقف علاجه ومخصصات مرافقيه يوماً واحداً، يقول لي هذا الشخص: السر في رضا المرضى عن الإدارة المختصة في العلاج بالخارج في دولتهم أنهم يسيرون وفق منهجية واضحة وروح يسودها الحرص والمسؤولية وقبلها الإنسانية التي تأبى أن تقف عائقاً أمام مريض أطاح به المرض وأيقنوا أن أمانتهم المهنية تقتضي بأن يقفوا مع هذا المريض حتى يسترد صحته وعافيته.
ومما نرى ونسمع عن لجنة العلاج في الخارج أنها للأسف تتعامل مع بعض المرضى بحسب ثقلهم وواسطاتهم، فما معنى أن يُرفض أن يكون للمريض مرافقون من أهله، بينما نرى أن بعض المرضى وببركات معرفته و(واسطته) يجعل خادمين من خدمه مرافقين له!.
فخافوا الله يا لجنة العلاج بالخارج في مواطنيكم المرضى الذين لا يقوون على مواجهة أمراضهم حتى يواجهوا مرض قراراتكم المجحفة بحقهم، واعلموا أن نصف العلاج هو الاهتمام والمتابعة اللذين يبدو أنكم لم تتعلموهما جيداً رغم أنهما من صفات وسمات أهل قطر الذين ساهموا ولا يزالون يساهمون في إضفاء البسمة على وجوه الشعوب المنكوبة ويغيثونهم بأموالهم وبطيبة قلوبهم ورحمتهم.
فاصلة أخيرة
لا استوعب حتى الآن عدم التفات الدولة لما تمارسه لجنة العلاج في الخارج من ممارسات واستفزازات للمواطنين المرضى في الخارج، وكأنهم خارج إطار المحاسبة، ولو أن عضواً من أعضاء مجلس الشورى تبنّى هذا الموضوع لوجد ملفاً مُتخماً بالسلبيات.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ماذا لو اهتزت الدوحة؟ ماذا لو تحوّل الأمان إلى صدمة؟ (تخيل) أن (جهة ما) استهدفت مقرًا سكنيًا لحركة (ما) في قلب العاصمة، بلا سابق إنذار.الضربة لا تهز مبنى وحسب، بل تهز النفوس، والمجتمع، والتعليم، والجامعات… وحتى صورة المستقبل. هنا السؤال الذي يفرض نفسه؟ إذا اهتزت الدوحة.... من يهتز أولاً ؟ اهتزاز المجتمع… بين الصدمة والصلابة: المجتمع بكامله يدخل في اختبار جماعي عند الأزمات. يولد القلق، ويضعف الإحساس بالأمان، لكن في الوقت نفسه تتكشف فرص لصناعة الصلابة المجتمعية. هذه الصلابة تبدأ من وعي المواطن، وتنمو عبر التعليم وتترسخ عبر ثقافة المسؤولية المشتركة بين الدولة والأفراد. اهتزاز الأمن النفسي… الشرخ الخفي: الأمن النفسي هو الركيزة الأولى لأي مجتمع مستقر. فإذا تصدّع هذا الركن، انهارت معه القدرة على التفكير المتوازن، واتسعت دوائر الخوف والارتباك. الأزمات لا تقتل بالجراح المباشرة وحدها، بل بما تزرعه في النفوس من قلق وشعور بالعجز. أما آن الأوان أن يُنظر إلى الأمن النفسي كأولوية وطنية لا تقل عن الأمن العسكري أو الاقتصادي؟ إنه صمام الأمان الذي يحدد قدرة المجتمع على الصمود أمام أي صدمة، وهو الخط الفاصل بين مجتمع ينهار عند أول اهتزاز، ومجتمع يُعيد ترتيب نفسه ليقف أكثر قوة. الأزمات تكشف هشاشة أو قوة المناهج. التعليم لم يعد مجرد رياضيات وعلوم، بل مهارات حياة، كيف يتعامل الطالب مع الخوف؟ كيف يحافظ على اتزانه النفسي وسط الصدمات؟ وكيف يتحول من ضحية محتملة إلى جزء من الحل؟ المطلوب أن تتحول المناهج إلى منصات لتعليم مهارات التكيف والوعي الأمني. الجامعات القطرية مطالبة بتطوير برامج أكاديمية في الأمن وإدارة الكوارث، وإنشاء مراكز بحث تدرس انعكاسات الأزمات على المجتمع والنفس البشرية. لم تعد الجامعة مجرد منارة للعلم، بل أصبحت درع وعي يحمي المجتمع ويُسهم في استقراره. الاستقرار ليس معطى أبديًا، بل بناء يومي يتطلب وعيًا، تعليما، وتأهيلاً نفسيًا وأمنيًا. هذه الصدمة الافتراضية قد تتحول إلى فرصة وطنية لإعادة التأسيس، مناهج أعمق، جامعات أقوى، وأكاديميات أمنية تندمج في صميم العملية التعليمية. لماذا تؤجل دراسة العلوم السياسية حتى تُطرح كتخصص جامعي، وكأنها شأن خاص بالنخبة أو الباحثين. الوعي السياسي في جوهره وعي وطني، يبدأ من المراحل الدراسية الأولى، مثلما يدرس الطالب الجغرافيا أو التاريخ. إدراج مبادئ العلوم السياسية في المناهج المبكرة يمنح الطلبة أدوات لفهم العالم من حولهم، يعزز انتماءهم الوطني، ويُنمّي لديهم القدرة على قراءة الأزمات والتعامل معها بوعي لا بردود فعل عاطفية. إنه استثمار طويل المدى في جيل يعرف كيف يحمي وطنه بالمعرفة، قبل أن يذود عنه بالفعل. فالدرس الأكبر أن الأزمات، مهما كانت قاسية، قد تُعيد صياغة المستقبل على أسس أصلب وأعمق.إن الرسالة ليست مجرد تحذير افتراضي، بل نداء وطني. أما آن الأوان أن نُعيد صياغة حاضرنا لنضمن مستقبلنا؟ وفي قطر، حيث تحفل الساحة بقيادات واعية، قادرة على اتخاذ قرارات جوهرية، يظل الأمل كبيرًا بأن نُحوّل التحديات إلى فرص، وأن نصوغ من زمن التسارع تاريخًا جديدًا يليق بوطن لا يعرف التراجع.
1824
| 11 سبتمبر 2025
انطفاء ألسنة لهب الغارات على مساكن قيادات من المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، لا يعني أبدا نسيان هذا العدوان الإرهابي الهمجي، فهو سيبقى شاهدا على وصول العربدة الإسرائيلية إلى ذروتها، في ظل أسئلة جادة عن حدود الصبر العربي وصمت المجتمع الدولي؟ لقد شكّل هذا الهجوم الغادر اعتداء سافرا على سيادة دولة قطر، ومحاولة آثمة لنقل أجواء الحرب إلى قلب الخليج، في سابقة خطيرة تعكس استخفافا صارخا بالقانون الدولي، ودوسا على أبسط قواعد النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وعدم المساس بأمنها واستقرارها. المفارقة المؤلمة أن الدولة التي طالتها يد العدوان الإسرائيلي هذه المرة، هي نفسها التي حملت على عاتقها طوال الأشهر الماضية عبء الوساطة الشاقة في حرب غزة، فعلى مدار عامين أظهرت الدبلوماسية القطرية قدرة لافتة على فتح قنوات تفاوض بالغة الحساسية، وبذلت جهودا متواصلة في سبيل بلورة حلول توقف نزيف الدم وتفتح الطريق أمام تبادل الأسرى وإمكانية إنهاء الحرب، برغم العراقيل المتعمدة والمتكررة التي وضعها الاحتلال لنسف أي فرصة للسلام. ومن هنا فقد بات واضحا أن الرسالة التي أرادت «حكومة الإبادة» بقيادة بينامين نتنياهو إيصالها من هذا العدوان هو أنها ترغب في اغتيال مسار الوساطة ووأد كل جهد يسعى لإنهاء الحرب التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وهي رسالة تكشف أن هذه الحكومة، بتركيبتها المتطرفة، لم تعد ترى في الدم الفلسطيني سوى وقود لبقائها، وأداة للهروب من أزماتها الداخلية المتفاقمة وانقساماتها العميقة. لكن الأخطر أن هذا السلوك يكشف عن نزعة عدوانية متصاعدة للاحتلال ربما تفتح الأبواب على مصاريعها أمام مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. نعم، فحين تصبح عاصمة خليجية آمنة - بغض النظر عن أي ذرائع أو مبررات- هدفا مشروعا في عقل صانع القرار الإسرائيلي، فذلك لا يعني سوى شيء واحد وهو أن المنطقة بكاملها باتت في مرمى حسابات متهورة لا تعترف بسيادة الدول ولا تقيم وزنا للاستقرار أو للقوانين والأعراف الدولية، ما يهدد بجر المنطقة برمتها إلى ويلات لا يمكن التنبؤ بنتائجها الكارثية. لقد عكست حالة التضامن العالمي الواسع مع دولة قطر عقب هذا العدوان المكانة التي باتت تحتلها هذه الدولة الخليجية، والتقدير الذي تحظى به جهودها الدؤوبة لوقف حرب غزة، لكن هذه المواقف على أهميتها اللحظية يجب أن تقترن بخطوات عملية تردع هذا السلوك العدواني المنتهك لسيادة الدول وتمنع تكراره سواء على دولة قطر أو غيرها من دول المنطقة. كما ينبغي أن تشكل هذه الحادثة نقطة تحول حقيقية، تدفع المجتمع الدولي إلى ما هو أبعد من التضامن السياسي والبيانات التقليدية، فالمطلوب اليوم هو تحرك عملي يلزم إسرائيل بوقف عدوانها، والدخول في مفاوضات جدية برعاية الوسطاء، لإنهاء حرب الإبادة في غزة ولجم مساعي حكومتها المتطرفة لتفجير كل المنطقة عوضا عن التجاوب مع المساعي الحميدة لإخماد الحروب والتوترات.
1479
| 12 سبتمبر 2025
لم تكن الغارة الإسرائيلية على الدوحة أول أمس، التاسع من أيلول/ سبتمبر مجرّد عملية عسكرية عابرة، لدولة مارقة، بل كانت رسالة صاخبة مغزاها: «لا حدود لعربدة تل أبيب، ولا حصانة لأحد والكل مستهدف، ولا احترام لقانون ولا التزام بعهد، حتى وإن اصطدمت المصالح بمصالح أقرب الحلفاء»… 12 صاروخاً أطلقته 15 طائرة إسرائيلية مقاتلة استهدفت موقعاً مدنيا معروفاً في وسط الدوحة، يلتقي فيه فريق تفاوضي أبدى موافقة مبدئية على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق سراح الأسرى، كان يفترض أن يكون بارقة أمل يقود إلى إغلاق ملف إنساني شائك، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، بخطوة طائشة، وصفها معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بأنها «غادرة» نسف تلك المساعي، بما يؤكد الشكوك بحقيقة الأهداف التي كان يسعى لتحقيقها خلال السنتين الماضيتين من إطالة أمد الحرب على غزة. من الواضح الآن أنه لم يكن يهدف إلى تحرير الأسرى ولا الوصول إلى تسوية، بل العكس هو الصحيح: إبقاء الجرح مفتوحًا، وإطالة أمد الحرب إلى أطول فترة ممكنة، طالما كانت الحرب هي وسيلته الوحيدة وملاذه الأخير لتأجيل ساعة الحساب، والهرب من شبح السجن الذي يطارده بتهم الفساد. إن دولة قطر وقد تصدّرت مشهد الوساطة منذ البداية وما زالت، تجد نفسها في موقف حرج. فكيف يمكنها الاستمرار كوسيط «موثوق» بينما تُستهدف أراضيها بهذا الشكل الفج؟ الغارة لم تستهدف حركة حماس وحدها، بل أصابت قلب الجهد الدبلوماسي، وأحرجت كل دولة خليجية كانت تراهن على التحالف مع الولايات المتحدة، كحصانة يمكن أن تردع دولة مارقة كإسرائيل من مجرد التفكير بالعدوان عليها، لكن ذلك لم يحصل، فأي قيمة بقيت لهذا التحالف في ظل العجز الأمريكي، لا نقول التماهي أو التواطؤ، آخذين بنظر الاعتبار ضبابية وعدم تماسك السردية الأمريكية للحدث !! لقد برهنت إسرائيل مرة أخرى أنها دولة مارقة، يقودها متطرفون مهووسون بالقوة المفرطة! لا حدود لغطرستهم وجنونهم، لا يعترفون بقانون ولا يلتزمون بعهد، فمن غزة إلى الضفة، إلى لبنان، ومن سوريا إلى اليمن، وصولًا إلى إيران وقطر، امتدّت ذراع إسرائيل في المنطقة لتنشر الفوضى بلا رادع. والقائمة مرشحة للزيادة، في إشارة صريحة إلى أن المستهدف هو الكل الخليجي بل والعربي وبلا استثناء. هذه ليست أزمة عابرة، بل ناقوس خطر. والتاريخ أمامنا شاهد: في الحرب العالمية الثانية، استطاع الألمان أن يستفردوا بكل دولة أوروبية على حدة وينتصروا. لكنهم انهزموا عندما اجتمع المستهدفون في جبهة واحدة. السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: متى يستدرك العرب بل دول الخليج العربي وحدتهم، وقد وصلت النيران إلى عتبات بيوتهم؟ … أما آن الأوان لإعادة النظر بالأسبقيات وإعلاء شأن المصلحة المشتركة والتسامي عن الخلافات البينية في وجهات النظر في هذه المسألة أو تلك؟ أليس من الضروري أن ترسل الدول الست وعلى الفور رسائل غضب مشتركة، تقطع فيها جميع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية مع إسرائيل، وتوقف على الفور مساعي التطبيع … لابد أن يدفع المعتدي ثمن عدوانه الغادر، ولابد أن يدرك العالم أجمع حقيقة أنّ الخليج العربي كتلة متراصة، وأن دولة قطر ليست وحدها. إن الغارة على قطر ليست مجرد عدوان، بل اختبار لوعي الأمة بأسرها. فإما أن نستفيق ونتدبر، أو نظل متفرقين نُستنزف تباعًا حتى النهاية. الاعتداء لن يثني قطر عن الالتزام بمبادئها السياسية بوصفها كعبة المضيوم، ولن يغير موقفها الثابت من دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها في المحافل الدولية بما تمثله من أولوية لدى القيادة السياسية. وهذا ما أكده أمير قطر بقوله «إن قطر ستواصل نهجها البنَّاء في الوقوف مع الأشقاء والقضايا الإنسانية العادلة بما يوطد دعائم الأمن والسلم الدوليين». مرة أخرى تثبت دولة قطر أنها لن تخضع للابتزاز، ولن تحيد عن المبادئ والمسلمات والقيم، بل هي أقوى من التحديات وقادرة على تجاوز كل الأزمات بعزيمة وحكمة سياسية وإرادة وثبات. رحم الله من ارتقى شهيداً في هذا العدوان الغادر، رحم الله شهداء غزة والضفة، وحفظ الله قطر، وأوطاننا من كل سوء.. اللهم آمين.
1389
| 11 سبتمبر 2025