رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

9097

جابر محمد المري

خافوا الله في مواطنينا المرضى يا لجنة العلاج بالخارج!

28 ديسمبر 2021 , 02:02ص

تُسخر دولة قطر النصيب الأكبر من ميزانيتها السنوية لقطاعي الصحة والتعليم، ولأهمية الجانب الصحي وإيمان الدولة العميق بأنها من أهم مقومات النماء والرخاء والاستقرار، فقد شرّعت القوانين وأصدرت الإستراتيجيات والرؤى لضمان تحقيق رؤيتها الشاملة المستدامة التي تضمن تحقيق المعايير الصحية الدقيقة عالية المستوى.

ولأنه ما من إستراتيجيات ولا خطط إلا وتحدث لها جوانب سلبية غير متوقعة أو لم تضعها هذه الخطط والإستراتيجيات ضمن المخاطر والمهددات لإفشال جهودها، إلا أنه وللأسف فقد تعدّت ذلك للمرحلة التي يعلمون مواطن الخلل وما زالوا يتعمدون عدم معالجتها بالطريقة المطلوبة التي نصّت عليها إستراتيجياتهم وخططهم التي وضعوها كخريطة طريقة وبوصلة لهم!.

ولأكون دقيقاً في كلامي، فإنني هنا سأتحدث فقط عن إدارة واحدة فقط من إدارات وزارة الصحة العامة في قطر، وهي إدارة العلاقات الطبية والعلاج بالخارج، التي أصبحت وللأسف هماً على المواطنين الذين يعالجون في الخارج مع مرافقيهم، ففي الوقت الذي تدّعي فيها لجنة العلاج بالخارج أنها تهدف للتسهيل وراحة المرضى وإدارة ومراقبة الإجراءات الخاصة باختيار المستشفيات والمرافق الطبية لعلاج القطريين في الخارج ومتابعة وإنجاز وتنسيق أعمال اللجان الطبية المختصة بحالات العلاج بالخارج، إلا أنها لا تزال وكما هي عادتها منذ سنوات تقطع الدعم وتمديد العلاج للقطريين في الخارج بحجة أن علاجهم موجود في الدوحة ولا داعي لاستمرارهم في العلاج في الخارج!.

وهنا أسأل ويسأل كل من يحمل في نفسه سؤاله الكبير الذي لم نجد له جواباً شافياً منذ سنوات؛ طالما أنكم ترون بأنه لا داعٍ لاستكمال علاجهم في الخارج فما الذي دعاكم لإرسالهم للخارج لتلقي العلاج؟!.

وماذا عن الحالات المرضية المستعصية التي من شأن قطع تمديد علاجها أن يودي بحياة أصحابها كمرضى السرطان وغيره من الأمراض الخطيرة التي نعلم جلياً أنه ليست لدينا في قطر الإمكانيات ولا القدرات ولا العقول القادرة على علاجها؟.

من هذه الحالات التي قامت لجنة العلاج في الخارج بقطع تمديد علاجها طفلة قطرية تُعاني من انتشار للأورام السرطانية في جسدها الضعيف، الأمر الذي دعا البروفيسور المعالج لها للاستنكار والسخط من هذا القرار غير العقلاني، وأعدّ تقريراً يوضّح فيه ضرورة استكمال الطفلة مرحلتها العلاجية، وأن توقف العلاج قد يشكّل خطراً على حياتها، وقام والدها بإرسال التقرير للمكتب الطبي في الدولة التي يُعالجون بها، وهي بالمناسبة من الدول المعتمدة لدى دولة قطر كوجهة علاجية ولديها مكتب طبي يتابع حالات المرضى هناك، يقول والد هذه الطفلة: توقعت أن يردوا علينا بالموافقة بالتمديد نظراً للتقرير الذي أوضح فيه البروفيسور حالة ابنتي الصعبة، والتي تستدعي استكمال علاجها في المرحلة المبكرة من انتشار المرض في جسدها، إلا أنني تفاجأت برفضهم للتمديد!.

وهنا يسأل ونسأل معه: ما هذا التهاون والتساهل في أرواح الناس يا لجنة العلاج في الخارج؟، وأين هي الرحمة والإنسانية إزاء حالات من شأن قطع العلاج عنها أن يودي بأرواحها؟، ولماذا يا لجنة العلاج في الخارج والوزارة من خلفكم لا تُراعون الضغط النفسي الذي نعيشه ويعيشه كل من يرى فلذات كبده أو إخوانه أو أخواته أو أحبابه يعانون من الألم الشديد وتزيدون همهم هماً بقراراتكم غير المسؤولة؟.

ولعلني هنا أستذكر قصة ذكرها لي أحد إخواننا من إحدى دول مجلس التعاون الخليجي حول أحد المرضى الذي أرسلته دولته للعلاج في الخارج، والذي استمر لثلاث سنوات متتالية (دون توقف)، ولم يتوقف علاجه ومخصصات مرافقيه يوماً واحداً، يقول لي هذا الشخص: السر في رضا المرضى عن الإدارة المختصة في العلاج بالخارج في دولتهم أنهم يسيرون وفق منهجية واضحة وروح يسودها الحرص والمسؤولية وقبلها الإنسانية التي تأبى أن تقف عائقاً أمام مريض أطاح به المرض وأيقنوا أن أمانتهم المهنية تقتضي بأن يقفوا مع هذا المريض حتى يسترد صحته وعافيته.

ومما نرى ونسمع عن لجنة العلاج في الخارج أنها للأسف تتعامل مع بعض المرضى بحسب ثقلهم وواسطاتهم، فما معنى أن يُرفض أن يكون للمريض مرافقون من أهله، بينما نرى أن بعض المرضى وببركات معرفته و(واسطته) يجعل خادمين من خدمه مرافقين له!.

فخافوا الله يا لجنة العلاج بالخارج في مواطنيكم المرضى الذين لا يقوون على مواجهة أمراضهم حتى يواجهوا مرض قراراتكم المجحفة بحقهم، واعلموا أن نصف العلاج هو الاهتمام والمتابعة اللذين يبدو أنكم لم تتعلموهما جيداً رغم أنهما من صفات وسمات أهل قطر الذين ساهموا ولا يزالون يساهمون في إضفاء البسمة على وجوه الشعوب المنكوبة ويغيثونهم بأموالهم وبطيبة قلوبهم ورحمتهم.

فاصلة أخيرة

لا استوعب حتى الآن عدم التفات الدولة لما تمارسه لجنة العلاج في الخارج من ممارسات واستفزازات للمواطنين المرضى في الخارج، وكأنهم خارج إطار المحاسبة، ولو أن عضواً من أعضاء مجلس الشورى تبنّى هذا الموضوع لوجد ملفاً مُتخماً بالسلبيات.

[email protected]

مساحة إعلانية