رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
العمل بالقرآن :-عن قتادة قال في قول الحق سبحانه : ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ، قال : البلد الطيب : المؤمن سمع كتاب الله فوعاه فأخذ به فانتفع به ، كمثل هذه الأرض أصابها الغيث فأنبتت وأمرعت . ( والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) عَسِراً ، مثل الكافر قد سمع القرآن فلم يعقله ، ولم يأخذ به ، ولم ينتفع به كمثل هذه الأرض الخبيثة أصابها الغيث فلم تنبت شيئاً ولم تمرع شيئاً . وعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله يقول : ( يكون خَلْفٌ من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً ، ثم يكون خلْف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم . ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ، ومنافق ، وفاجر ) . قال بشير : فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة ؟ فقال : المنافق كافر به ، والفاجر يتأكل به ، والمؤمن يؤمن به ) . وقال عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما : كنا إذا تعلمنا من النبي عشر آيات لم نجاوزها حتى نتعلم ما فيها من العلم والعمل ... قالا : فتعلمنا العلم والعمل جميعاً . ومن بلاغات الإمام مالك ( رحمه الله ) أنه بلغه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها . وعن عمر بن الخطاب أن نافع بن عبد الحارث الخزاعي لقيه بِعُسْفَانَ ، وكان عمر يستعمله على مكة ، فقال : من استعملت على أهل الوادي ؟ فقال : ابن أَبْزَى . قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا . قال : فاستخلفت عليهم مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب الله عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض . ثم قال عمر : أما إن نبيكم قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) . وعن عمران بن حصين أنه مر على قَاصٍّ يقرأ ، ثم سأل ، فاسترجع ثم قال : سمعت رسول الله يقول : ( من قرأ القرآن ، فليسأل الله به ، فإنه سيجيئ أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس ) . وعن مالك بن أنس بلغه أن رسول الله r قال : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وَسُنَّةَ نبيه r ) . وقال عمر بن الخطاب : اقرؤوا القرآن تُعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، وزنوا أنفسكم قبل أن تُوزنوا . وقال عبد الله بن مسعود : والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يُحِلَّ حلاله وَيُحَرِّمَ حرامه ، ويقرأه كما أُنزل ، ولا يُحَرِّفَ الكلم عن مواضعه ، ولا يتأول منه شيئاً على غير تأويله . وقال أبو موسى الأشعري في تفسير قوله تعالى : ( يتلونه حق تلاوته ) : ومن يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة . وقال مجاهد في معنى الآية : ( يتلونه حق تلاوته ) : أي يعملون به حق عمله . وقال عكرمة : يتبعونه حق اتباعه . وكذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما . وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( رحمه الله ) : في معنى الآية : ( يتلونه حق تلاوته ) : أي يتبعونه في أوامره فيمتثلونها ، وفي نواهيه فيتركونها ، وفي أخباره فيصدقونها ويعتقدونها ، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال ، ويتلون أيضاً ألفاظه بدراسته ومعانيه بتتبعها واستخراجها . وقال أيضاً التلاوة : الاتباع ، فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ، ويعملون بمحكمه ، ويؤمنون بمتشابهه ، وهؤلاء هم السعداء . وقال أيضاً : يأمر الله تعالى بتلاوة وحيه وتنزيله ، ومعنى تلاوته : اتباعه بامتثال ما يأمر به واجتناب ما ينهى عنه والاهتداء بهداه ، وتصديق أخباره وتدبر معانيه وتلاوة ألفاظه ، فصار تلاوة لفظه جزء المعنى وبعضه ، وإذا كان هذا معنى تلاوة الكتاب ، علم أن إقامة الدين كلها داخلة في تلاوة الكتاب . وقال العلامة ابن القيم ( رحمه الله ) في معنى الآية : ( يتلونه حق تلاوته ) : أي يتبعون كتاب الله حق اتباعه . وقال في معنى قوله تعالى : ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب ) وقوله تعالى : ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة التي حرمها وله كل شيئ وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن ) فحقيقة التلاوة في هذه المواضع هي التلاوة المطلقة التامة ، وهي تلاوة اللفظ والمعنى ، فتلاوة اللفظ مسمى التلاوة المطلقة ، وحقيقة اللفظ إنما هي الاتباع ، يقال : اتل أثر فلان ، وتلوتُ الأثر وقفوتُهُ وقصصته بمعنى تبعته ، ومنه قوله تعالى : ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها ) أي : اتبعها في طلوع بعد غيبتها ، ويقال : جاء القوم يتلو بعضهم بعضاً ، أي : يتبع .
1872
| 10 يوليو 2015
تأمل القرآن وتدبره : على قارئ القرآن أن يقرأ القرآن بتمهل وبتدبر ، قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لأن أقرأ البقرة وآل عمران ، وأرتلهما وأتدبرهما أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله هذرمة . قال العلامة ابن القيم ( رحمه الله ) : التأمل في القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه ، وجمع الفكر على تدبره وتعقله ، وهو المقصود بإنزاله لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر ، قال تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر ألوا الألباب ) فليس شيئ أنفع للعبد في معاشه ومعاده ، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن ، وإطالة التأمل فيه وجمع الفكر على معاني آياته ، فإنها تُطْلِعُ العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما ، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما . وكان الحسن البصري يقول : قراء القرآن ثلاثة نفر : قوم اتخذوه بضاعة يطلبون به ما عند الناس ، وقوم أجادوا صروفه وضيعوا حدوده واستدروا به أموال الولاة ، واستطالوا به على الناس ، - وقد كثر هذا الجنس من حملة القرآن – فلا كثر الله جمعهم ولا أبعد غيرهم ، وقوم قرؤوا القرآن فتدبروا آياته وتداووا به . وينبغي لقارئ القرآن أن يعلم أنه المقصود بخطاب القرآن ووعيده ، وأن القصص لم يُرد بها السمر بل العبر ، فلينتبه لذلك ، فحينئذ يتلو تلاوة عبد كاتبه سيده بمقصود ، وليتأمل الكتاب ويعمل بمقتضاه ، وينبغي أن يتبرمن حوله وقوته ، وأن لا يلتفت إلى نفسه بعين الرضا والتزكية ، فإن من رأى نفسه بصورة التقصير كان ذلك سبب قربه . قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) . وقال تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ).يقول الإمام الشوكاني ( رحمه الله ) : في الآية دليل على أن الله سبحانه إنما أنزل القرآن للتدبر والتفكر في معانيه ، لا لمجرد التلاوة بدون تدبر . وقال العلامة ابن القيم ( رحمه الله ) : فلا شيئ أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر ، فإنه جامع لجميع منازل السائرين وأحوال الغافلين ومقامات العارفين وهو الذي يُورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله .وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه ، فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها ، فإذا قرأه بتفكر حتى مَرَّ بآية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم ، وأنفع للقلب وأجدى إلى حصول حلاوة الإيمان وذوق حلاوة القرآن ، وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح ، فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب . وقال الإمام الآجري : القليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحبُّ إليَّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه ، وظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة النبوية وقول أئمة المسلمين . قال ابن الجوزي في زاد المسير : لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم كان الفهم لمعانيه أوفى العلوم ، لأن شرف العلم بشرف المعلوم . تفسير القرآن يعين على التدبر :على حامل القرآن أن يفهم القرآن ومراده ، وذلك من خلال كتب التفسير ، فإن ذلك يعينه على تدبر القرآن ، قال إياس بن معاوية التابعي : مثل الذين يقرأون القرآن وهم لا يعرفون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلاً وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب ، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب .
19608
| 09 يوليو 2015
تعلُّم القرآن نعمة من أعظم النعم :إن تعلم القرآن الكريم نعمة من أجل وأعظم النعم ، فمن أراد مؤنساً فالله يكفيه ، ومن أراد حجة فالقرآن يكفيه ، ومن أراد الغنى فالقناعة تكفيه ، ومن أراد واعظاً فالموت يكفيه ، ومن لم يكفه شيئ من هذا فإن النار تكفيه . وجاءت أحاديث عن النبي أن خير الناس من تعلم القرآن وعلمه ، فعن عثمان عن النبي قال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) . قال وأقرىء أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج قال : وذاك أقعدني مقعدي هذا ) . عن عقبة بن عامر قال : خرج رسول الله ونحن في الصُّفَّةِ . فقال : ( أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بُطْحَانَ أو إلى الْعَقِيقِ فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْنِ في غير إثم ولا قطع رحم ؟ ) فقلنا : يارسول الله نحب ذلك . قال : ( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فَيَعْلَمَ أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين . وثلاث خير له من ثلاث . وأربع خير له من أربع . ومن أعدادهن من الإبل ) . وقال كعب : عليكم بالقرآن ، فإنه فهم العقل ، ونور الحكمة ، وينابيع العلم ، وأحدث الكتب عهداً ، وقال : في التوارة : ( يامحمد إني مُنَزِّلٌ عليك توراة حديثة تفتح فيها أعيناً عُمياً ، وآذاناً صُماً وقلوباً غُلْفاً .) قال الله تعالى مبيناً فضل القرآن : ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) .يقول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( رحمه الله ) معلقاً على هذه الآية : يعني يستضيئون به في ظلمات الكفر والبدع والأهواء المردية ، ويعرفون به الحقائق ويهتدون به إلى الصراط المستقيم . الماهر بالقرآن مع السفرة الكرم البررة :وضح النبي منزلة قارئ القرآن وخاصة الماهر به ، وبين أن منزلته عظيمة عند الله تعالى فقال : ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) . وقال رسول الله : ( اقرؤوا القرآن ، فإذا قرأتموه فلا تستكبروا به ، ولا تغلوا فيه ، ولا تجفوا عنه ، ولا تأكلوا به ) . القرآن شفاء :-عن عائشة أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده رجاء بركتها ) . وعن ابن مسعود عن النبي قال : ( إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن حبل الله ، والنور المبين ، والشفاء النافع عِصْمَةٌ لمن تمسك به ، ونجاةٌ لمن اتبعه ، لا يزيغ فَيُسْتَعْتَبُ ، ولا يُعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يُخْلُقُ من كثرة الرَّدِّ ، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) . إن في القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين ، قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .في القرآن شفاء ، وفي القرآن رحمة لمن خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان فأشرقت وتفتحت لتلقى ما في القرآن من روح وطمأنينة وأمان .وفي القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة ، فهو يصل القلب بالله فيسكن ويطمئن ويستشعر الحماية والأمن ويرضى .وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزغات الشيطان وهي من آفات القلب تصيبه بالمرض والضعف .وفي القرآن شفاء من الاتجاهات المختلة في الشعور والتفكير ، فهو يعصم العقل من الشطط ، ويطلق له الحرية في مجالاته المثمرة بمنهج سليم مضبوط ، ويعصمه من الشطط والزلل . وقال الحسن البصري ( رحمه الله ) : أيها الناس إن هذا القرآن شفاء للمؤمنين ، وإمام للمتقين ، فمن اهتدى به هُدي ، ومن صُرِفَ عنه شقي وابتلي .
3687
| 08 يوليو 2015
تعاهد القرآن لعدم النسيان :وأمر النبي بالمداومة على تلاوة القرآن حتى لا ينساه المسلم ، فقال : ( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل الْمُعَقَّلَةِ إن عاهد عليه أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) وزاد مسلم في رواية آخرى : ( وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذَكَرَهُ ، وإذا لم يقم به نسيه ) . فعلى حامل القرآن أن يواظب على التلاوة والمعاهدة ، أي : تجديد العهد به بملازمته وتلاوته ، فالمشتغل بحفظ كتاب الله والحافظ له إن لم يتعاهده بالمدارسة والاستذكار فإن حفظه سيتعرض للنسيان .فالقرآن سريع التفلت من الصدور ، ولذا وجب العناية به وكثرة مدارسته وتلاوته ، ولقد ضرب لنا رسول الله مثلاً يبين لنا فيه حال صاحب القرآن المعتني به ، والمفرط فيه ، فقال : ( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل الْمُعَقَّلَةِ إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) . وعن أبي موسى قال : قال رسول الله : ( تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لَهُوَ أشد تفلتاً من الإبل في عُقُلِهَا ) . قال العلامة ابن حجر ( رحمه الله ) : شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يُخشى منه الشراد ، فما زال التعاهد موجوداً فالحفظ موجود ، كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ ، وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً ، وفي تحصيلها بعد استكمال نفورها صعوبة . لذلك قال العلماء : لا يليق بحافظ القرآن أن يغفل عن تلاوته ، ولا أن يفرط في تعاهده ، بل ينبغي أن يتخذ لنفسه منه ورداً يومياً يساعده على ضبطه ، ويحول دون نسيانه ، رجاء الأجر والاستفادة من أحكامه عقيدة وعملاً .ملحوظة هامة :لا تَقلْ نَسيتُ ، ولكن قل : أُنْسيت ، أو أُسقطت ، أو نُسِّيت ، ودليل ذلك حديث ابن مسعود قال : قال رسول الله : ( بئسما للرجل أن يقول : نسيت سورة كيت وكيت ، أو نسيت آية كيت وكيت ، بل هو نُسِّيَ ) . ولعل الحكمة من الكراهية هي ما أشار إليه الإمام النووي بقوله : وفيه – أي الحديث – كراهية قول نسي آية كذا ، وهي كراهة تنزيه وأنه لا يكره أُنسيتها ، وإنما نهي عن نسيتها، لأنه يتضمن التساهل فيها والتغافل عنها . القرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة :ووضح النبي أن القرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة ، فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رَبِّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : رَبِّ منعته النوم بالليل فشفعني فيه فَيُشَفَّعَانِ ) . وعن جابر قال : قال رسول الله : ( القرآن شافع مُشَفَّعٌ ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار ) . وعن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله يقول : ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ، اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ، أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فِرْقَانِ من طير صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة . وتركها حسرة . ولا تستطيعها الْبَطَلَةُ ) .وعن النواس بن سمعان الكِلاَبِّي قال : سمعت رسول الله يقول : ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به ، تقدمه سورتا البقرة وآل عمران ) وضرب لهما الرسول ثلاثة أمثال ما نَسِيِتُهُنَّ بعد ، قال : ( كأنهما غمامتان أو ظُلَّتَانِ سوداوان بينهما شَرْقَ أو كأنهما حِزْقَانِ من طير صَوَافَّ ، تُحاجَّانِ عن صاحبهما ) وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفِرَ له ، وهي سورة تبارك الذي بيده الملك ) .
4302
| 07 يوليو 2015
السنة النبوية توصي بتلاوة القرآن الكريم وتُبيِّن فضله :-جاءت أحاديث عن النبي المصطفى توصي بتلاوة القرآن وتبين فضله ، ومن هذه الأحاديث قوله : ( إن أصغر البيوت بيت ليس فيه من كتاب الله شيئ ، فاقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول ألم حرف، ولكني أقول ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ) . وقال : ( إن الذي ليس في جوفه شيئ من القرآن كالبيت الخرب ) . وقال : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأُتْرُجَّةِ ريحها طيب ، وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن ، مثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب ، وطعمها مُرّ ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مُرٌّ ) . وعن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله : ( اقرأ عليَّ ) قلت يارسول الله أقرأ عليك وعليك أُنْزِل ؟ قال : ( نعم ) فقرأت سورة النساء حتى أتيت على هذه الآية : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) قال : ( حسبك الآن ) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ). وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي دخل قبراً . فَأُسْرِج له سِرَاجٌ . فأخذه من قِبَلِ القبلة فقال : ( رحمك الله إن كُنْتَ لأَوَّاهاً تَلاَّءً للقرآن ) وكَبّرَ عليه أربعاً . وقال رسول الله : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل عَلَّمهُ الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال : ليتني أوتيت مثلما أوتي فلان ، فعملت مثل ما يعمل . ورجل آتاه الله مالاً فهو يُهلكه في الحق ، فقال رجل : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل ) . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( من نَفَّسَ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نَفَّسَ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يَسَّرَ على مُعْسرٍ ، يّسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة . وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده . ومن بَطَّأَ به عمل لم يُسرع به نسبه ) . وقال رسول الله : ( يقال لصاحب القرآن يوم القيامة : اقرأ وارق ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن مَنْزِلَتَكَ عند آخر آية كنت تقرؤها ) . وقال رسول الله : ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) . قارئ القرآن يلبس ووالداه تاج الكرامة يوم القيامة :قال رسول الله : ( يجيئ صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يارب حَلَّهِ ، فَيُلْبَسُ تاج الكرامة ثم يقول : يارب زده ، فيلبس حُلَّةَ الكرامة ، ثم يقول : يارب ارْضَ عنه ، فيرضى عنه ، فيقال له : اقرأ وارق وَتُزَادُ بكل آية حسنة ) . وعن بريدة الأسلمي قال : قال رسول الله : ( من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به أُلْبِسَ يوم القيامة تاجاً من نور ، ضوءه مثل ضوء الشمس ويُكْسَ والداه حُلَّتَيْنِ ، لا يقوم بهما الدنيا فيقولان بم كُسِينَا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن ) . أهل القرآن هم أهل الله وخاصته :وعن أنس قال : قال رسول الله : ( إن لله أَهْلِينَ من الناس ) قالوا : من هم يارسول الله . قال : ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) . قارئ القرآن يأمن من الفزع الأكبر :وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : (ثلاثة لا يَهُولُهُمُ الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب ، هم على كثيب من مسك حتى يُفْرَغ من حساب الخلائق : رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله . وأَمَّ به قوماً وهم راضون به ، وَدَاعٍ يدعو إلى الصلوات ابتغاء وجه الله ، وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه ، وفيما بينه وبين مواليه ) . تلاوة القرآن نور في الأرض :وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله أوصني : قال : ( عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله ) . قلت : يارسول الله زدني . قال : ( عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وَذُخْرٌ لك في السماء ) . التقرب إلى الله تعالى بتلاوة القرآن :من أراد أن يتقرب إلى الله تعالى فعليه بتلاوة القرآن الكريم ، فقد جاء عن الإمام أحمد بن حنبل ( رحمه الله ) أنه قال : رأيت رب العزة في المنام فقلت : يارب ما أقرب ما يتقرب به إليك المتقربون ؟ فقال : بكلامي ياأحمد ، فقلت : يارب بفهم أو بغير فهم ؟ فقال : بفهم وبغير فهم .
4125
| 06 يوليو 2015
القرآن الكريم في اللغة :- قال الجوهري : يقال قرأت الشيئ قرآناً جمعته وضممت بعضه إلى بعض ومنه قولهم ما قرأت هذه الناقة سَلَى قَطُّ ، وما قرأت جنيناً أي لم تضم رحمها على ولد . ويقال : قرأت الكتاب قراءة وقرآناً ومنه سمي القرآن ، قال أبو عبيدة : سمي القرآن لأنه يَجْمَعُ السور فيضمها ، وقوله تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ) أي جمعه وقراءته ، وقوله تعالى : ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) أي قراءته ، قال ابن عباس : ( معناه ) فإذا بيناه لك بالقراءة فاعمل بما بيناه لك . القرآن الكريم في الإصطلاح :-قال الجرجاني :- القرآن هو كتاب الله المنزل على الرسول المكتوب في المصاحف المنقول عنه نقلاً متواتراً بلا شبهة لها . وقال الراغب :القرآن في الأصل مصدر مثل رُجْحَانِ . قال تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) وقد خُصَّ بالكتاب المنزل على محمد r فصار له كَالْعَلمِ كما أن التوارة ( عَلَمٌ ) لما أنزل على موسى ، والإنجيل ( عَلَمٌ ) لما أنزل على عيسى ، ونقل الراغب عن بعض العلماء قوله : وتسمية هذا الكتاب قرآناً من بين كتب الله لكونه جامعاً لثمرة كتبه ، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم كما أشار إليه سبحانه ( وتفصيل كل شيئ ) وقوله ( تبياناً لكل شيئ ) . وقد لخص بعض الباحثين المحدثين آراء القدامى في التعريف الإصطلاحي للقرآن فقال : الكلام المنزل من عند الله على رسول الله r المتعبد بتلاوته ، المكتوب في المصاحف ، المنقول بالتواتر ، المعجز بسورة من جنسه ، الْمُجْمَعُ عليه . وقال العلامة القرطبي : القرآن اسم لكلام الله تعالى ، وهو بمعنى المقروء ، ويسمى المقروء قرآناً على عادة العرب في تسميتها المفعول باسم المصدر ثم اشتهر الاستعمال في هذا واقترن به العرف الشرعي فصار القرآن اسماً لكلام الله . وقال الجرجاني : القرآن : هو الْمُنَزَّلُ على الرسول ، المكتوب في المصاحف ، المنقول عنه نقلاً متواتراً بلا شبهة . وقال أبو إسحاق النحوي : يسمى كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه كتاباً وقرآناً وفرقاناً ، ومعنى القرآن معنى الجمع ، وسمي قرآناً لأنه يجمع السور فَيَضُمَّهَا . وقال الأستاذ عبد الوهاب خلاف : القرآن الكريم هو كتاب الله الذي نزل على النبي محمد بألفاظه ومعانيه ليكون حجة للرسول على أنه رسول الله ، ودستور للناس يهتدون بهداه ، وقربة يتعبدون بتلاوته ، وهو المدون بين دفتي المصحف ، والمبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس ، المنقول إلينا بالتواتر كتابة ومشافهة جيلاً عن جيل محفوظاً من أي تغيير أو تبديل . الإسلام ينهى عن هجر القرآن :-هجر القرآن يعني عدم الأخذ بالقرآن ، وهذا صنيع الكفار والمنافقين ، وهجر القرآن يعني هجر قراءته أو قراءته قراءة لا تجاوز الحناجر فلا يعملون به . ويكون هجر القرآن بالإعراض عنه أو اللغو فيه والقول فيه بغير حق ، كالزعم بأنه سحر أو شِعْرٌ ونحو ذلك من سيئ القول ، وترك تلاوته أو العمل به أو نسيانه بعد الحفظ .وذكر ابن كثير : أن الكفار كان إذا تُلِيَ عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعونه فهذا من هجرانه ، وترك الإيمان به ، وترك تصديقه من هجرانه . وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه . وقال العلامة ابن القيم : هجر القرآن أنواع :-1- هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه . 2- هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به .3- هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه .4- هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم منه .5- هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل في قوله تعالى : ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) . وقال علي بن أبي طالب : الفقيه هو من لم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره . وقال بعض السلف : كنت قد وجدت حلاوة المناجاة ، فكنت أُدمن قراءة القرآن ثم لحقني فترة فانقطعت ، فرأيت في المنام قائلاً يقول :إن كنت تزعم حبي فَلِمَ هجرت كتابي أما تدبرت ما فيه من لطيف عتابي .
5151
| 05 يوليو 2015
من الأقوال المأثورة في طلب العلم قال المسيح عيسى بن مريم عليه السلام: من تعلم وَعَلِمَ وَعَمِلَ فذاك يُدْعَى عظيماً في ملكوت السماء. وقال أيضاً: لا تمنع العلم من أهله فتأثم، ولا تنشره عند غير أهله فتجهل، ولكن طبيباً رفيقاً يضع دواءه حيث يعلم أن ينفع. وقال لقمان الحكيم لابنه: يا بني لا تَعَلَّم العلم لتباهي به العلماء أو لتماري به السفهاء، أو لترائي به في المجالس، ولا تترك العلم زهداً فيه ورغبة في الجهالة، يا بني اختر المجالس على عينك، وإذا رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس معهم فإنك إن تكن عالماً ينفعك علمك، وإن تكن جاهلاً يعلموك، ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم، وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم، فإنك إن تكن عالماً لا ينفعك علمك، وإن تكن جاهلاً زادوك غياً أو عَيٍّا ولعل الله يطلع عليهم بعذاب فيصيبك معهم. وعن الإمام مالك أنه بلغه أن لقمان الحكيم أوصى ابنه فقال: يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا له الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتوه، ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل من أصحابه: يَا كُمَيْلُ: العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه، والمال تُنْقِصُهُ النفقة، والعلم يزكوا بالإنفاق. وقال أيضاً: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثُلِمَ من الإسلام ثُلْمَةٌ لا يسدها إلا خَلَفٌ منه. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن الذي يعلم الناس الخير تستغفر له كل دابة حتى الحوت في البحر. وقال سلمان الفارسي: علم لا يقال به، ككنز لا يُنفق منه. وقال عمر بن عبد العزيز (رحمه الله): من تعبد بغير علم، كان ما يُفْسِدُ أكثر مما يُصلح، ومن عَدَّ كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: اُغْدُ عالماً أو متعلماً، ولا تَغْدُ بين ذلك. وقال أيضاً: يا أيها الناس تعلموا، فمن عَلِمَ فليعمل. وقال أيضاً: إن من العلم أن يقول الذي لا يعلم: الله أعلم. وقال أيضاً: إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها. وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة. لأنه معالم الحلال والحرام، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والزين عند الأخلاء، والقرب عند الغرباء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخلق قادة يُقتدى بهم، وأئمة في الْخُلُقِ تُقْتَفَى آثارهم، ويُنْتهَى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في حبهم، بأجنحتها تمسحهم. حتى كل رطب ويابس لهم مستغفر، حتى حيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، والسماء وَنُجُومُهَا، لأن العلم حياة القلوب من العمى، ونور الأبصار من الظُّلَمِ، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ به العبد منازل الأحرار، ومجالسة الملوك، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والفكر به يُعْدَلُ بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الله عز وجل، وبه يُعْبَدُ الله، وبه توصل الأرحام، وبه يُعْرَفُ الحلال من الحرام، إمام العمل والعمل تابعه، يُلْهَمُهُ السعداء ويُحْرَمُهُ الأشقياء. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أتدرون ما ذهاب العلم من الأرض؟ قلنا: لا. قال: أن يذهب العلماء.
12047
| 03 يوليو 2015
النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الرياء في طلب العلم :-جاءت أحاديث عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم تحذر من الرياء في طلب العلم، منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علماً مما يُبْتَغَى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة) .وقال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( من طلب العلم ليجاري به العلماء ، أو ليماري به السفهاء ، ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار ) .واجتمع كعب وعبد الله بن سلام ، فقال كعب : يابن سلام : من أرباب العلم ؟ قال : الذين يعملون به . قال : فما أهب العلم عند قلوب العلماء بعد أن علموه ؟ قال : الطمع وَشَرَةُ النفس، وطلب الحوائج إلى الناس .وعن ركب المصري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوبى لمن تواضع في غير منقصة وَذَلَّ في نفسه من غير مسألة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة . طوبى لمن طاب كسبه وَصَلَحَتْ سريرته ، وَكَرُمَتْ علانيته، وعزل عن الناس شره . طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله )وقال ابن قتيبة: لا يكون الرجل حكيماً حتى يجمع العلم والعمل.وقال بعض السلف: أشد الناس ندامة عند الموت عالم مُفرِّط .لا يجوز كتمان العلم :-حذر النبي صلى الله عليه وسلم من كتمان العلم، فقال: ( من سُئِلَ عن علم ثم كتمه أُلْجِمَ يوم القيامة بلجام من نار ) .العلم طريق إلى الجنة:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبَةً من كُرَبِ الدنيا نَفَّسَ الله عنه كُرْبَةً من كُرب يوم القيامة . ومن يَسَّرَ على مُعْسِرً يَسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بَطَّأَ به عمله لم يُسْرعْ به نسبه).وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليُحيي به الإسلام، كان بينه وبين الأنبياء في الجنة درجة واحدة) .وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة) .العلم نور في القبر:كما أن تعلم العلم وتعليمه للناس يكون سبباً في تنوير القبور لأهلها . قال كعب: أوحى الله إلى موسى: أن تَعَلَّمْ يا موسى الخير وعلِّمه للناس ، فإني منور لمعلم الخير ومتعلمه قبورهم حتى لا يستوحشوا بمكانهم.إنما العلم الخشية:قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) .وعن مسروق رحمه الله قال: كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلاً أن يُعجب بعمله.وقال صالح أبي الخليل: أعلم الناس بالله أشدهم له خشية .
8261
| 02 يوليو 2015
حرص الصحابة على طلب العلم: كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يتسابقون على طلب العلم، ويحرصون على ألا يضيع منهم شيء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا عمر بن الخطاب يقول: كنت أنا وجار لي من الأنصار نتناوب النزول عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو ينزل يوماً، وأنا أنزل يوماً، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم، وإذا نزل فعل مثل ذلك. وروي أن معاذ بن جبل، لما حضرته الوفاة قال: انظروا هل أصبحنا؟ فأُتي فقيل: لم تُصْبح، حتى أتي في بعض ذلك، فقيل له: لقد أصبحنا، فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، ثم قال: مرحباً بالموت: زائرٌ مُغَيَّب، وحبيبٌ جاء على فاقةٍ، اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحبُّ الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لطول ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالرُّكَب عند حِلَقِ الذكر. النساء يحرصن على طلب العلم: -كان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يحرصن على طلب العلم، خاصة نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، وكان النساء يطلبن من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهن يوماً يعلمهن فيه، وقد استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لطلبهن، وجعل لهن يوماً يعظهن فيه. فعن أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله. قال: (اجتمعن يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا)، فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال: (ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كان لها حجاباً من النار) فقالت امرأة منهن: يا رسول الله، اثنتين؟ قال: فأعادتها مرتين. ثم قال: (واثنتين واثنتين واثنتين). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: نِعْمَ النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدِّينِ. العمل بالعلم: جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على العمل بالعلم، منها ما جاء عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَعَلَّمُوا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء ولا تَخَيَّرُوا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار). وقل رب زدني علماً:جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيها ربه سبحانه بزيادة العلم، منها ما جاء عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً، والحمد لله على كل حال). وعن أبي هريرة قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يُسْمعُ، ومن قلب لا يَخْشَعُ، ومن نفس لا تشبع).
7414
| 01 يوليو 2015
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كَمُقَلِّدِ الخنازير الْجَوْهَرَ واللؤلؤ). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لو استخلفت معاذ بن جبل رضي الله عنه فسألني عنه ربي عز وجل ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: (إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان معاذٌ بين أيديهم رَتْوَةً بِحَجَرٍ). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب أحداً قط هَمٌّ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك ناصيتي بيدك، ماضٍ فِيَّ حكمك، عدلٌ فِيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك. أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً) قال: فقيل: يارسول الله، ألا نتعلمها؟ فقال: (بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها). وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقيةٌ قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كلأً، فذلك مَثَلُ من فَقُهَ في دين الله ونفعني ما بعثني الله به فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ من لم يرفع بذلك رأساً. ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلتُ به) قال أبو عبد الله: قال إسحاق: وكان منها طائفة قَيَّلتِ الماء قَاعٌ يعلوه الماء، وَالصَّفْصَفُ: المستوي من الأرض. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر لأن تغدو فَتَعَلَّمِ آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم باباً من العمل عُمِلَ به أو لم يُعْمَلْ خير من أن تصلي ألف ركعة). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منهومان لا يشبعان، منهومٌ في عِلْمٍ لا يشبع، ومنهومٌ في دنيا لا يشبع). وعن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ياأبا المنذر؟ أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (ياأبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قلت: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم). قال: فضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدري وقال: (لِيَهْنِكَ العلم أبا المنذر). وعن حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت من معاوية رضي الله عنه وهو يخطب، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدين، وإنما أنا قاسم، والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله).
680
| 30 يونيو 2015
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن نافع بن عبد الحارث الخزاعي لقيه بِعُسْفَانَ، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أَبْزَى. قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض. ثم قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم، قد قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).وجاءت أحاديث كثيرة عن النبي المعصوم محمد بن عبد الله، توضح فضل العلم والعلماء، من ذلك قول النبي: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له). وقال صلى الله عليه وسلم: (إن فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع). وقال رسول الله: (إن الله لا يقبض العلم اتنزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بغير علم فضلوا وأضلوا). وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن النبي دخل الخلاء فوضعت له وضوءاً، فقال: (من وضع هذا؟) فَأُخْبِرَ. فقال: (اللهم فقهه في الدين). وفي لفظ آخر، قال: ضمني، وقال: (اللهم علمه الكتاب). وعن أبي الدرداء قال: إنه قدم عليه رجل من المدينة وهو به مشق. فقال: ما أقدمك يا أخي؟ فقال: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله، قال: أما جئت لحاجة؟ قال: لا. قال: ما قدمت لتجارة؟ قال: لا. قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث. قال: فإني سمعت رسول الله يقول: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يُوِّرّثُوا ديناراً ولا درهماً إنما وَرَّثُوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر). وقال النبي: (الدنيا ملعونة، ملعون من فيها إلا ذكر الله وما والاه، أو عالماً أو متعلماً). وقال النبي: (ثلاثة يُؤْتَوْن أجرهم مرتين. الرجل تكون له الأَمَةُ فَيُعَلِّمُهَا فَيُحْسِنُ تعليمها ويؤدبها فيحسن تأديبها فله أجران، ومؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمناً ثم آمن بالنبي فله أجران، والعبد الذي يؤدي حق الله وينصح لسيده). وعن عقبة بن عامر قال: خرج رسول الله ونحن في الصُّفَّةِ. فقال: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بُطْحَانَ أو إلى الْعَقِيقِ فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْنِ في غير إثم ولا قطع رحم؟)، فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك. قال: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فَيَعْلَمَ أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل). وقال النبي: (خيركم من تعلم القرآن وَعَلَّمَهُ).
2095
| 29 يونيو 2015
لا قيمة للعلم دون أن ينتفع به الإنسان :-قال ابن رجب الحنبلي : قد ذكر الله في كتابه العلم تارة في مقام المدح وهو العلم النافع ، وذكر العلم تارة في مقام الذم وهو العلم الذي لا ينفع ، فأما العلم النافع فمثل قوله تعالى :( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) . وقوله تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط ) .وقوله تعالى : ( وقل رب زدني علما ) . وقوله تعالى : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ) .وقد يكون العلم في نفسه نافعا لكن صاحبه لم ينتفع به ، كما قال ربنا : ( مثل الذين حملوا التوارة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) . وقوله تعالى : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ). وقوله تعالى : ( وأضله الله على علم ) ثم ذكر ابن رجب رحمه الله أن العلم النافع ما كان ضبط نصوص الكتاب والسنة ، وفهم معانيها ، والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث ، وفيما ورد عنهم من الكلام من مسائل الحلال والحرام والزهد والمعارف وغير ذلك . ثم ذكر ابن رجب : أن العلم النافع يدل على أمرين :1- معرفة الله وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة ، وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه وخشيته ومهابته ومحبته ورجاءه ، والتوكل عليه ، والرضا بقضاءه والصبر على بلاءه .2- المعرفة بما يحبه ويرضاه ، وما يكرهه ويسخطه من الاعتقادات ، والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال . وكان النبي يستعيذ بالله من علم لا ينفع ، فقد ورد عن زيد بن أرقم قال : لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله يقول ، كان يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل وَالهَرَمِ وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها ) . وعن أبي الدرداء قال : إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالماً لا يُنْتَفَعُ بعلمه . وقال النبي : ( سلوا الله علماً نافعاً وتعوذوا بالله من علم لا ينفع ) . وقال النبي : ( العلم علمان . علم في القلب ، فذاك العلم النافع ، وعلم على اللسان ، فذاك حُجَّةٌ على ابن آدم ) . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( اللهم إني أعوذ بك من الأربع : من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يُسمع ) . فضائل العلم :عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله : (نَضَّرَ الله امرأً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وَبَلَّغَهَا ، فَرُبَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ، ومناصحة أئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإن الدعوة تحيط من ورائهم ) .
2862
| 28 يونيو 2015
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5067
| 20 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
4923
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3699
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2799
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2382
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1536
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1071
| 20 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1032
| 23 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
984
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
978
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
846
| 20 أكتوبر 2025
يشهد قطاع الرعاية الصحية في قطر ثورة رقمية...
714
| 23 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية