رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محمود القاسمي

محمود القاسمي

مساحة إعلانية

مقالات

2862

محمود القاسمي

فضل العلم والعلماء (2-8)

28 يونيو 2015 , 02:33ص

لا قيمة للعلم دون أن ينتفع به الإنسان :-

قال ابن رجب الحنبلي : قد ذكر الله في كتابه العلم تارة في مقام المدح وهو العلم النافع ، وذكر العلم تارة في مقام الذم وهو العلم الذي لا ينفع ، فأما العلم النافع فمثل قوله تعالى :( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) . وقوله تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط

) .وقوله تعالى : ( وقل رب زدني علما ) . وقوله تعالى : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ) .

وقد يكون العلم في نفسه نافعا لكن صاحبه لم ينتفع به ، كما قال ربنا : ( مثل الذين حملوا التوارة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) . وقوله تعالى : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ). وقوله تعالى : ( وأضله الله على علم )

ثم ذكر ابن رجب رحمه الله أن العلم النافع ما كان ضبط نصوص الكتاب والسنة ، وفهم معانيها ، والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث ، وفيما ورد عنهم من الكلام من مسائل الحلال والحرام والزهد والمعارف وغير ذلك .

ثم ذكر ابن رجب : أن العلم النافع يدل على أمرين :

1- معرفة الله وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة ، وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه وخشيته ومهابته ومحبته ورجاءه ، والتوكل عليه ، والرضا بقضاءه والصبر على بلاءه .

2- المعرفة بما يحبه ويرضاه ، وما يكرهه ويسخطه من الاعتقادات ، والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال .

وكان النبي يستعيذ بالله من علم لا ينفع ، فقد ورد عن زيد بن أرقم قال : لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله يقول ، كان يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل وَالهَرَمِ وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها ) .

وعن أبي الدرداء قال : إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالماً لا يُنْتَفَعُ بعلمه .

وقال النبي : ( سلوا الله علماً نافعاً وتعوذوا بالله من علم لا ينفع ) .

وقال النبي : ( العلم علمان . علم في القلب ، فذاك العلم النافع ، وعلم على اللسان ، فذاك حُجَّةٌ على ابن آدم ) .

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( اللهم إني أعوذ بك من الأربع : من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يُسمع ) .

فضائل العلم :

عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله : (نَضَّرَ الله امرأً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وَبَلَّغَهَا ، فَرُبَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ، ومناصحة أئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإن الدعوة تحيط من ورائهم ) .

مساحة إعلانية