رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علامات القلب السليم (2-2)

القلب السليم لا يستصغر الذنوبالعلامة الخامسة: ألا يستصغر الذنوب. القلب السقيم قلب تعتريه الذنوب، والكارثة فيك أنك تستصغر الذنب، لكن يجب أن تستعظم هذا الذنب في حق من عصيته، قال أهل العلم: لا تستصغر الذنب، ولكن انظر إلى عظم من تعصيه، وقال أهل العلم: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار. لا صغيرة إن قابلك عدله، ولا كبيرة إن واجهك فضله. فلو عاملك بالعدل ضعت، ولو عاملك بالفضل فهي منة منه سبحانه، اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بعدلك؛ فإنك إن عاملتنا بفضلك رحمتنا، وإن عاملتنا بعدلك أهلكتنا. والعبد إذا لم يتب نكت فيه نكتة سوداء، ثم نكتة سوداء، ثم نكتة سوداء، ولا يوجد توبة، فيصير القلب كله أسود، ويصير محجوبًا عن نور رب العباد سبحانه، بعدما كان سقيمًا صار ميتًا. إذًا: لا تنظر إلى هذا الذنب على أنه صغير، لا يوجد شيء اسمه ذنب صغير وذنب كبير، هو ذنب في حق الله عز وجل، والذي يستصغر الذنب هو القلب السقيم، وإن تركت سقم القلب مات، لأننا كما قلنا ونقول: إن الجسد كما أن له غذاء فالقلب له غذاء، والغذاء الوحيد الذي يغذي القلب هو ذكر الله، والاستغفار، وحضور مجالس العلم، فتبحث عن مجالس العلم بقوة فالعلم يؤتى إليه، ومن طلب العز في العلم يفلح. وهذا الإمام علي بن أبي طالب يوصي ابنه الحسن فيقول: يا حسن.. زاحم العلماء بالمناكب، فإن رحمة الله لا تفارقهم لحظة. زاحمهم وضيق عليهم في المجالس من أجل أن تشعر أن رحمة الله عز وجل وراء هذا العالم.وجوب تطهير القلب من الآثامنريد أن نقول: إن القلوب ثلاثة: سليم، وسقيم، وميت، فصاحب القلب الميت يقول لك: يا أستاذ، أنا قلبي نظيف ومتصل بـالله، لا تهتم بهؤلاء المصلين هؤلاء أناس يكذبون، وهذه النساء المحجبات نصابات وكذابات، هذا يغلط على الكل ويغالط نفسه، أريد أن أقول: إن المسلم يجب أن يراعي هذه القضية، وأن ينقذ قلبه بين الحين والآخر؛ لكي يتحول القلب السقيم إلى قلب سليم، ولا يتحول القلب السقيم إلى قلب ميت والعياذ بـالله رب العالمين. فطهارة القلب من الآثام والأمراض واجبة، والأمراض القلبية مثل الحقد والحسد والضغينة والغل والظن السيئ بالناس، وإذا رأيت إنسانًا ملطخًا بالمعصية فلا تبحث خلفه من أجل أن تتهم الرجل، حتى قال أهل العلم: إذا فر المرجوم من ميدان الرجم لا يعاد، يعني: شخص اكتشفنا أنه يرتكب فاحشة، فجاءوا به وأدخلوه في الحفرة، وبدؤوا يرجمونه فعندما أحس بألم الحجارة هرب، فلا يرجع مرة ثانية؛ لأنه احتمال أنه تراجع عن اعترافه، أو يكون الشهود لم يضبطوا الشهادة، فلا يعاد إلى مكان الرجم. وهذا سيدنا عمر رضي الله عنه يقول للصحابة: ما بالكم إذا رأى أمير المؤمنين رجلًا يرتكب الفاحشة مع امرأة فأقام عليه الحد؟. قالوا: وجبت طاعة أمير المؤمنين، وسيدنا على قاعد فقال: أمع أمير المؤمنين شهود ثلاثة؟ قال له: لا، قال: إذًا نقيم حد القذف على أمير المؤمنين، نعم، هؤلاء هم الناس. يقول عمر: لا تغالوا في المهور، ولا يزيد أحدكم عن أربعمائة درهم، فقالت له امرأة: يا ابن الخطاب ما هذا الكلام الذي تقوله؟ ربنا يقول لك:(وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) ف الله يأمرك بقنطار وأنت تقول: أربعمائة. فطأطأ عمر رأسه، وقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر، حاججت أميركم فحاجته، كم أخطأ عمر في دين الله؟ يقول بعض الناس: أنا لا أغلط، أنا صاحب عقل.. فأقول له: لا يغني العقل ولا الذكاء، والإنسان مجبول على الخطأ، نسأل الله السلامة والهداية. إذًا: الأحقاد والضغائن والآثام التي بداخل القلبيجب أن تزال، هذا هو الإطار العام للطهارة، من أجل أن أدخل على الصلاة طاهرالقلب. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

4083

| 05 يوليو 2016

علامات القلب السليم (1-2)

القلب السليم له علامات: أول علامة من علامات القلب السليم: أنه إذا تليت عليه آيات الله زادته إيمانًا، ووجل وخاف، ورهب من الله عز وجل، سيدنا سلمان الفارسي فر من المدينة من أجل آية سمعها من فم الحبيب المصطفى، لم يستطع أن يلحقه ثلاثة أيام، قال له: أين كنت يا سلمان؟ قال له: آية سمعتها منك يا حبيب الله! وهي قوله تعالى: (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا). كان الصحابي منهم إذا مر بآية من آيات الجنة شم رائحة الجنة، فهذا سيدنا أنس بن النضر يمر عليه سعد بن معاذ فيقول له: يا سعد! والله إني لأشم رائحة الجنة دون أحد! ومن فضل الله علينا أن ربنا ما جعل للذنوب رائحة. إذا ذكر الله خاليًا فاضت عيناهالعلامة الثانية: صاحب هذا القلب إذا ذكر الله خاليًا فاضت عيناه: إذا وجد أهل الجامع كلهم يبكون يقول: وأنا مثلهم أبكي معهم، وهذا من التأثير، لكن نريدك أن تكون أنت الذي تشحن غيرك، أنت الذي تبكي فتجعل الذي عن يمينك يبكي، والذي عن شمالك يبكي.أن يهتم بالدين كاهتمامه بأبنائهالعلامة الثالثة: أن يستشعر هذا القلب أن الإسلام ابن من أبنائه: يعني: كم لديك من الأولاد في البيت؟ أربعة أولاد، إذًا عندك خمسة، عندك ثلاثة أولاد؟ إذًا عندك أربعة، فتعتبر هذا الإسلام ابنًا من أبنائك، فلو أننا اعتبرنا هذا الإسلام ابنًا من أبنائنا لانتصر، لكن المشكلة أنه يقول لك: أنا خليني في حالي! هذا قلب اعترته الأمراض، الدنيا وما فيها، يقول لك: أنا أخرج من الصباح الباكر وأرجع الساعة واحدة بالليل وأنا تعبان، قال ابن مسعود: (لا يكن أحدكم قطرب نهار جيفة ليل) القطرب: الذي هو ذكر النحلة والمعنى: ناشط في النهار لكن في الليل جيفة ينام، والشيطان يعقد على رأسه ثلاث عقد، ويضربه على رأسه: نم عليك ليل طويل فارقد!القلب السليم يكون بين الخوف والرجاءالعلامة الرابعة: أن يكون بين الخوف والرجاء.قال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا عنده خوف من الله وطمع في رحمة الله: يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ، خائف من الله عز وجل، لكن عنده رجاء وأمل. مثل سيدنا عمر رضي الله عنه، حيث قال: لو نادي مناد يوم القيامة كل الناس في الجنة إلا واحدًا، لخشيت أن أكون أنا هذا الواحد، ولو نادي مناد يوم القيامة كل الناس في النار إلا واحدًا؛ لرجوت من الله أن أكون أنا هذا الواحد. فهو يعبد الله بين الخوف والرجاء، خائف من الله لكن عنده أمل في رحمة الله عز وجل. وذاك الأعرابي لما قال للحبيب: (من سوف يحاسبنا يوم القيامة يا رسول الله؟! قال: الله قال: إذًا لا أبالي -كيف لا تبالي- قال: إن الذي سوف يحاسبنا هو الكريم، وإن من صفات الكريم أنه إذا حاسب عبد ًا عفا). روى الإمام الترمذي عن أبي هريرة في ذكر الرجل الذي بقي له حسنة لو جاءت له يدخل الجنة، فقال له: عبد ي إن جئتني بحسنة أدخلتك الجنة، فطاف على أهل المحشر: أعطني حسنة يا فلان! يا فلان! أمك يوم القيامة تذهب تسألها تقول لك: يا بني! كان بطني لك وعاء، وحجري لك وطاء، وصدري لك غطاء، فهل عندك من حسنة تنفعني في مثل هذا اليوم؟ يقول: يا أماه! أنا لا أنكر شيئًا من ذلك، أليس عندك أنت حسنة؟! ويقول الابن لأبيه: يا أبت! كنت بارًا بك وكذا وكذا أليس من حسنة؟ يقول له: يا بني! لا أنكر شيئًا من ذلك أليس عندك أنت من حسنة؟! سيدنا عيسى يمسك بقائم العرش قائلًا: يا رب! لا أسألك عن مريم بنت عمران، وإنما نفسي نفسي، وعندما تزفر النار إحدى الزفرات الثلاث فالرسل المقربين يأخذون بقوائم العرش، وينسى الكليم أخاه هارون، وينسى الخليل ابنه إسماعيل، وينسى عيسى أمه مريم، وكل الأنبياء يومها يقولون: يا رب! سلم، يا رب! سلم، إلا حبيبنا محمدًا فإنه يقول: يا رب! أمتي، يا رب! أمتي، عليه الصلاة والسلام. فيجب على الواحد أن يجهز لهذا اليوم، ويستعد للقاء الله عز وجل، ويستعد لهذا اليوم الذي تشيب منه الولدان، قال تعالى: يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيدٌ [الحج:2]. اللهم خفف عنا العذاب يا رب العباد، وأبعدنا عن عذاب النار، وأدخلنا الجنة من دون سابقة عذاب يا أكرم الأكرمين.

2325

| 04 يوليو 2016

علامات القلب الحي

للقلب الحي علامات، من هذه العلامات: -1- الإنابة السريعة لله تعالى: "هذا ماتوعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب". 2- سلامته من الحقد والغل والحسد: هو القلب المخموم "عن عبد الله بن عمرو، قال: قِيلَ لرسولِ الله: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ". قالوا: صدوقُ اللسان، نعرفُه. فما مخمومُ القلبِ؟ قال: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ". وفي ذلك يقول إياس بن معاوية: "كان أفضلهم عندهم، يعني الماضين، أسلمهم صدرًا وأقلهم غيبة" - رضي الله عنهم -. ولهذا كان من دعاء النبي: "وأسْألُكَ لِسَانًا صَادِقًا وَقَلْبًا سَلِيمًا". 3- مطمئن لأمر الله وقدره: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله إلا بذكر الله تطمئن القلوب" وقال سبحانه: "ومن يؤمن بـالله يهد قلبه" يهديه للإيمان بقضاء الله وقدره والرضا به "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم".4- ومن علامات صحة القلب أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة: ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها، جاء إلى هذه الدار غريبا يأخذ منها حاجته، ويعود إلى وطنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". لأن القلب الحي يشتاق للموطن الاصلي وهو الجنة فحى على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيمولكننا سبى العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم 5- ومن علامات صحة القلب أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله ويخبت إليه، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه، الذي لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به، فبه يطمئن، وإليه يسكن، وإليه يأوى، وبه يفرح، وعليه يتوكل، وبه يثق، وإياه يرجو، وله يخاف.6- ومن علامات صحة القلب أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره، إلا بمن يدله عليه، ويذكره به، ويذاكره بهذا الأمر".والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما".7- ومن علامات صحته أنه إذا فاته وِرْدُه وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده. كان الصحابة يعزون من فاتته صلاة الجماعة.8- ومن علامات صحته أن يكون همه واحدا، وأن يكون في الله "قل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"، قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت الآخرة همه جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له). 9- ومن علامات صحته: أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرة عينه وسرور قلبه.10- ومن علامات صحته: أن تكون لديه حساسية من الذنوب الصغيرة فضلا عن الكبائر، ففي الحديث: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن المُؤمنَ يَرى ذَنبَهُ كأنَّهُ في أصل جَبَل يَخافُ أن يَقَعَ عَليه وإنّ الفاجرَ يَرى ذُنوبَهُ كَذُباب وَقَعَ عَلى أنفه فقال لَهُ هكذا " رواه الترمذي وأحمد". ويتحلى صاحبه بالورع والتنزه عن الصغائر فضلا عن الكبائر. 11- ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل، فيحرص على الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه وتقصيره في حق الله. قال تعالى: "ويؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة أنّهم إلى ربهم راجعون،أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون".12- وبالجملة فالقلب الصحيح: هو الذي همه كله في الله، وحبه كله له، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه، والخلوة به آثر عنده من الخلطة إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له، قرة عينه به، وطمأنينته.

11125

| 03 يوليو 2016

علامات مرض القلب

للقلب المريض علامات وأعراض، من هذه العلامات: -1- اتباع المتشابه من القرآن: لأنه لايقصد الوصول للحق بل يفتش عن مايؤيد باطله ويبرر شهوته وضلاله، أما الراسخون في العلم فيقولون آمنا به كل من عند ربنا.2- النفاق: وهو أن يبطن الزيغ والفسوق والكفر ويظهر الإيمان والصلاح لدواع عدة.3- التمرد على أحكام الشرع: قال تعالى: "وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون". روي أن منافقا اسمه بشر كانت بينه وبين يهودي خصومة فدعاه اليهودي للتحاكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى وقال: إن محمدا يحيف علينا فلنحتكم كعب الأشرف، فنزلت الآيات، وجاء التعقيب بعدها بقوله تعالى: "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون". 4- الطمع في المعصية والرغبة إليها والاستجابة لدواعيها:قال تعالى: "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا".5- الرياء وفساد النية: نتيجة ضعف إيمانه بـالله واليوم الآخر تضعف دواعي الرجاء بما عند الله، ورقابة الله في قلبه، وتقوى دواعي حب المدح والثناء من الناس وطلب الدنيا من وراء عمله. {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ الله مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَليجا}.6- اتباع الهوى: لعدم مجاهدة النفس فيصبح مريض القلب عبدا لهواه، قال تعالى:" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ الله عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله أَفَلَا تَذَكَّرُونَ 7- طول الامل: فلا يذكر ولايحب أن يذكر الموت والآخرة، "وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ". 8- القسوة والجرأة على الله: لايتأثر بموعظة ولا بآية ولابحدث مؤثر ولايرق قلبه لصدقة أو يتيم أو مسكين (مثال: من قال لايسعدني أن يتعلم ابنائي القرآن)،وسبب القسوة البعد عن ذكر الله، قال تعالى:"فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله"،قال مالك بن دينار:"ماضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب، وماغضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم "9- الحسد والحقد: الحديث "إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كم تأكل النار الحطب"(ابوداود)10- اليأس من رحمة الله: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ الله إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ الله إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ 11- والكبر ومكابرة الحق: "كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " وقال سبحانه:"قلوبهم منكرة وهم مستكبرون "12- لايتدبر القرآن: قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها" تليت الاية أمام شاب من اليمن اما الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: بل على قلوب اقفالها حتى يكون الله يفتحها، فوقعت في نفس عمر فاستعان به بعد خلافته

2417

| 02 يوليو 2016

خير الناس أنفعهم للناس

جميل أن تدخل السرور على قلوب الآخرين إذا احتاجوا لمساعدة وتكفيك دعوة صادقة من شخص محتاج يسعدك الله بها.. وكما في الحديث: (وخير الناس أنفعهم للناس).عندما تساعد إنسان على قضاء حاجته فإنه يشعر بالأخوة والمحبة فيما بينكم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) سعادة لا تضاهيها سعادة عندما نكون سبب في سعادة الآخرين، قمة السعادة وقمة الفرح أن تكون مصدر فرح للآخرين... الأجر من الله والتوفيق في الدنيا.. قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غمًا، أو يقضي عنه دينًا، أو يطعمه من جوع)، وسُئِلَ الإمام مالك: "أي الأعمال تحب؟ " فقال: "إدخال السرور على المسلمين، وأنا نَذَرتُ نفسي أُفرِج كُرُبات المسلمين" فقط أخلص النية ستأتيك المثوبة من عند الله - تعالى-... ويروى أن ابن عباس- رضي الله عنه- كان معتكفًا في المسجد النبوي، فجاءه رجل يستعين به على حاجة له فخرج معه فقالوا له كيف تخرج من المعتكف فقال: لأن أخرج في حاجة أخي خيرًا لي من أن أعتكف في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا كاملًا.كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يحلب للحي أغنامهم، فلما استُخلف قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها، فقال أبو بكر: بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله، وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها طلحة نهارًا، فإذا عجوز عمياء مقعدة، فسألها: ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة عثرات عمر تتبع؟!يقول أحد الشباب: يعلم ربي الذي يشهد على أني أحس بسعادة غامرة عندما أساعد أحد وهو يدري أو لا يدري ولكن أُفضل أنه لا يدري لكن يسعدني أن أرى السعادة غامرة على وجهه يقول الشاعر:وأفضل الناس ما بين الورى رجل *** تقضى على يده للناس حاجاتُتقول إحدى الأخوات: دائمًا أتمنى أن أساعد الغير وأقضي حوائجهم؛ لأن هذا العمل يريحني ويسعدني ويبعد عني الأمراض النفسية، ولكن أصدم بردات فعل البعض مؤسف أن تنتظر كلمة شكر من أحدهم ولا تجدها.. ولكن لابد أن نفعل الخير فقط لأننا نقتدي بنبينا صلى الله عليه وسلم ويجب علينا أن ننتظر أجور الآخرة من الله تعالى-..قال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان هو يخدمني أكثر، فساعد الناسوأقضي حوائجهم لطلب الأجر من الله - سبحانه وتعالى-.. لا تسعى لكلمة شكرًا منالناس، فهنيئًا لمن أدخل السرور على قلب مؤمن طفلًا يتيمًا كان أو شيخًا كبيرًا أو امرأة أرمله أو أي فعل من أفعال الخير وتسهيل أمور الناس والتخفيف عن آلامهم وعدم تعقيد أمورهم..فعلى العاقل أن يستعين على قضاء حاجة نفسه بالسعي في قضاء حاجات المسلمين، فإنك إذا سعيت في قضاء حاجات المسلمين سعى الله نفسه في قضاء حاجتك، فأي هما خير لك؟ وبهذا يحصل ترابط المجتمع وتكاتفه والارتقاء به إلى أعلى المراتب، يسود فيه الألفة والرحمة، فالكبير يقوم بواجبه تجاه الصغير والقوي يقضي حاجة الضعيف والغني يعطف على الفقير، يقول أحد الشباب عن تجربة شخصية له: "هناك شخص عندنا في الجامعة من الدفعة السابقة لنا قام بتصوير إحدى المذكرات لجميع طلاب دفعتنا من حسابه الخاص، فكان لها أثر عظيم في أنفس الطلاب حيث قاموا بالدعاء له في ظهر الغيب"، قال الشاعر:أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسانفإن أردت أن يسهل الله قضاء حوائجك فأعن الناس على قضاء حوائجهم، فالجزاء من جنس العمل، علمتُ بلْ أي قنتُ أن مَن مدّ يدَهُ لِيُساعد الناسَ ثمّ احتسبَ أجرهُ.. هيّأ الله له مَن يُعينَهُ وَيسدّ فُرجَتَهُ، يقول أحد الإخوة: وقد وجدت والله أثر مساعدة الناسعلى حياتي من تيسير الله - سبحانه- لجميع أموري ولقد سمعت حديثا بما معناه أن أسرع الناس مرورًا على الصراط أناس تقضي حوائج الناس على أي دينهم، وهو من باب المسارعة إلى فعل الخير والمسابقة فيه، كما قال الله - تعالى-: (فاستبقوا الخيرات).قال الداراني: إني لأضع اللقمة في فم أخي فأجد طعمها في فمي.. فيمكن أن تنجو من النار وتدخل الجنة بفرج كربة صغيرة لا يلقي لها بال فاغتنم الفرص قبل أن يغتنمها غيرك.

17828

| 01 يوليو 2016

خطر المخدرات

لقد كرّم الله الإنسان بالعقل، وجعله مناطَ التكليف، وأحاطه بالخطاب والتنبيه في القرآن والحديث الشريف. بالعقل تميّز الإنسان وتم تكريمه، وترقّى في شأنه وتعلّم، جعله الشارع الحكيم ضرورةً كبرى، وشرع لصيانتِه الحقَّ والحدّ، (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) بالعقل يميّز الإنسان بين الخير والشرّ والنفع والضرّ، وبه يتبيّن أوامرَ الشرع ويعرف الخطابَ ويردّ الجواب ويسعى في مصالحه الدينيّة والدنيويّة، فإذا أزال الإنسان عقله لم يكن بينه وبين البهائم فرق، بل هو أضلّ منها (أم تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) بل قد يُنتفع بالحيوان، أما الإنسان فلا يُنتفع به بعد زوال عقله، بل يكون عالةً على غيره، يُخشى شرّه ولا يُرجى خيره. ومع كلِّ ذلك فقد أبى بعض التائهين إلاّ الانحطاط إلى درَك الذلّة والانحدارَ إلى المهانة والقِلّة، فأزالوا عقولَهم معارضين بذلك العقل والشرعَ والجِبِلّة؛ وذلك بتعاطي الخمور والمسكرات والمفتّرات والمخدّرات.آفة المجتمعات اليوم هي المسكرات والمخدّرات، أم الخبائث أم الكبائر وأصل الشرور والمصائب، تسببت في هتك الأعراض، والسرقات، وجرّأت على القتل وأودت بأصحابها إلى الانتحار، وأنتجت كلّ بليّةٍ ورذيلة، أجمع على ذمّها العقلاء منذ عهد الجاهليّة، وترفّع عنها النبلاء من قبلِ الإسلام، فلمّا جاء الإسلام ذمّها حرّمها ولعنها ولعن شاربَها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولةَ إليه.قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) والخمر المحرّمةُ هي كلّ ما خامر العقل مهما كان نوعُه وأيًّا كان اسمُه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلُّ مسكرٍ خمرٌ، وكلّ خمرٍ حرامٌ) رواه مسلم، وفي الصحيحين أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (كلُّ شرابٍ أسكر فهو حرامٌ)، وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلُّ مسكرٍ حرام، إنّ على الله عزّ وجلّ عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيَه من طينةِ الخبال)، قالوا: يا رسول الله، وما طينةُ الخبال؟ قال: (عرقُ أهل النار) أو: (عصارة أهل النار) رواه مسلم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (كلُّ مسكرٍ خمرٌ، وكلّ مسكرٍ حرامٌ، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يُدمنها لم يتُب لم يشربها في الآخرة) رواه مسلم وأخرجه البخاريّ مختصرًا، إن المخدّرات بأنواعها شرٌّ من الخمر، فهي تفسد العقل، وتدمّر الجسد، وتُذهب المالَ، وتقتُل الغيرةَ، فهي تشارك الخمر في الإسكار وتزيد عليها في كثرة الأضرار، وقد أجمع الناس كلّهم من المسلمين والكفّار على ضررِ المسكرات والمخدّرات ووبالها على الأفراد والمجتمعات، وتنادت لحربها جميع الدول وتعاهدت، وأدرك الجميع مخاطرها، حتى قال المنظرون: إنّ خطرَ المخدّرات وتأثيرها المدمّر أشدُّ فتكًا من الحروب التي تأكل الأخضر واليابسَ وتدمِّر الحضارات وتقضي على القدرات وتعطّل الطاقات.إن تناول الخمر والمسكرات ضياع للدين وضياعِ للإيمان ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ولا يشرب الخمرَ حين يشربها وهو مؤمن).إن من أسباب إنتشار هذا الوباء أسبابٌ، منها ضَعف الإيمان وضَعفُ الوازع الدينيّ والأزمة الروحيّة التي سبّبتها كثرة المعاصي، ووسائلُ الإلهاء والتغفيل فأبعدت الناس عن هدي الله وذكره، وهوّنت عليهم ارتكاب أيّ محظور، وأنتجت قلّةَ الخوف من الله، فلا يفكّر أحدهم في عذاب الآخرة ولا عقاب الدنيا، ومن لم يكن له دين صحيحٌ يمنعه فلا عقلَ ينفعه ولا زجرَ يردعه. والفراغ القاتل والبطالة سوقٌ رائجة للمخدّرات والمسكرات، سيما عند الشباب، خاصةً عند مصاحبةِ أصدقاء السوء ورفاق الشرّ، يهوّنون عليه الأمر ويجرّئونه على المنكر، ويزيّن الشيطان له المتعةَ الموهومةَ والهروبَ من الواقع، إنّ هذا الهروب ليس إلا غيبوبةً يعقبُها صحوٌ أليم وتنقل ذويها إلى عالم التبلّد والبلاهة، ثمّ تأتي إفاقةٌ مضاعفة الحسرة. وتتحمل وسائلُ الإعلام عبءًا كبيرًا من مسؤوليّة ذلك، حين تعرض البرامجُ والمسلسلاتُ شربَ الخمر وقوارير الخمر على أنّه أمرٌ طبيعيّ ومن خصائص المجتمعات الراقية، وتُقحم ذلك في الدعايات للهو والمتعة. وإذا سافر ضعيف الإيمان إلى بلاد الكفر والإباحيّة وقع في المحظور وأدمن عليها وعاد لبلده باحثًا عنها.إن الكلامَ عن تفشي المسكرات والمخدّرات وآثارها وقصصها ومآسيها لهو كلام مؤلم، ولكن السكوت عنه لا يزيد الأمر إلا إيلامًا؛ لذا فلا بدّ من الوعي بحقائق الأمور وإدراك حجمِ الخطر، ثم التكاتُف والتآزر بين أفراد المجتمع ومؤسّساته للحدّ من هذا الوباء وصدّه قبل استفحال الداء. لا بدّ من تنمية الرقابةِ الذاتيّة بالإيمان والخوف من الله في قلوبِ الناس عامّةً والناشئة والشّباب خاصّة، ولن يردع البشرَ شيءٌ كوازع الدِّيانة. لا بدّ من تكثيفِ التوعية بأضرار المسكرات والمخدّرات والتركيز على ذلك في المناهج الدراسية وفي وسائل الإعلام. تجب العناية بالشباب وملءُ فراغهم بما ينفعهم وينفع مجتمعهم. واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفةُ كلِّ مسلمٍ، ولو ائتمرنا بيننا وتناهينا ونصحنا وتناصحنا لما وجَدَ الشيطان سبيلًا إلى ضعيفٍ بيننا. لا بدّ أن يتكاتفَ أفراد المجتمع مع الجهاتِ المسؤولة على نبذِ المروّجين والتبليغ عنهم والحذر من التستّر عليهم أو التهاون معهم. أما المبتلى بالتعاطي فهو مريض بحاجةٍ إلى المساعدة، لا إلى مجرّد الشفقة والسكوت السلبيّ.

761

| 30 يونيو 2016

حياة القلوب

على كل مسلم أن يعمل جيدًا من أجل أن يحيى قلبه، ويكون من القلوب السليمة، وعليه أن يتبع عدة أمور لكي يكون من أصحاب القلوب السليمة، ومنها: -1- تعاهد القرآن الكريم تلاوة وتدبرا وحفظا: قال تعالى: "وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين".فهو يزيل الجهل ويبدد الشك وينير القلب لاستقبال الهدى والرشاد، كما أنه طارد للشيطان مبدد لوسوسته، خاصة في ترداد بعض آياته وسوره: كآية الكرسي والمعوذات والفاتحة. وقصة توبة الفضيل معلومة عند سماعه قارئا يقرأ: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق".2- كثرة ذكر الله تعالى: ففيه تذكر الله جل وعلا، وهذا أساس الفلاح وقوة القلب وحياته، "واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" والحديث: "سبق المفردون، قيل: وما المفردون؟ قال: "الذاكرين الله كثيرا والذاكرات" وهناك الأذكار المخصوصة في اليوم والليلة ومنها مارواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك) والحديث: "لاتكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وأن أبعد الناس من الله القلب القاسي"(الترمذي) "مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكره كمثل الحي والميت".3- الاستجابة لأوامر الله: قال تعالى: "ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله ورسوله إذا دعاكم لما يحيكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون".4- تذكر الموت: هو الذي يرقق القلب ويخشعه فتخف وطأة الكبر والشهوات ويستعد للقاء الله، ففي الحديث: "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور إلا فزوروها فإنها تذكر الآخرة".5- طلب العلم وسماع المواعظ: قال تعالى: "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم". والحديث: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قيل: وما رياض الجنة، قال: حلق الذكر).6- ترك مواطن الغفلات: " وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ" وقال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ الله يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ الله جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا).7- التوبة والاستغفار: " ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا" وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ الله فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ الله وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، كان يحصى لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول:" اللهم اغفر وتب على إنك انت التواب الرحيم"8- الاحسان للخلق ومسح رأس اليتيم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: أمسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين 9- صحبة الصالحين: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّه،ُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)

603

| 29 يونيو 2016

أهمية صلاة الفجر

هناك بشائر وفضائل أدى صلاة الفجر مع الجماعة، منها: - 1- أنه في ذمة الله، أي في ضمان الله، وحفظه ورعايته في الدنيا والآخرة، روى مسلم في صحيحه من حديث جندب بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم".2- أنها نجاة للعبد من النار، روى مسلم في صحيحه من حديث عمارة بن رويبة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها" يعني الفجر والعصر.3- أنها سبب لدخول الجنة، روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى البردين دخل الجنة".4- شهادة الملائكة لهذه الصلاة، قال تعالى: ﴿إن قرآن الفجر كان مَشْهُودًا﴾. روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون".5- النور التام يوم القيامة، روى ابن ماجه في سننه من حديث سهل بن سعد الساعدي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد، بالنور التام يوم القيامة".6- أنه يكتب له قيام ليلة، روى مسلم من حديث عثمان بن عفان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله".7- الأمن من النفاق، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار".وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق، معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يتهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"، وقال ابن عمر: "كنا إذا فقدنا الإنسان في العشاء وفي الفجر، أسأنا به الظن".8- ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها، روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها"، فإذا كانت سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها من أموال وقصور، وأنهار، وزوجات، وغير ذلك من الشهوات والملذات، فكيف إذن بصلاة الفجر؟!9- رؤية الله - عز وجل - وهي الغاية التي شمر إليها المشمرون، وتسابق إليها المتسابقون، روى البخاري ومسلم من حديث جرير البجلي - رضي الله عنه - قال: "كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾. 10- أن المحافظ على صلاة الفجر من أطيب الناس عيشًا، وأنشطةم بدنًا، وأنعمهم قلبًا، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".وقد وردت نصوص كثيرة فيها التحذير الشديد لمن تهاون في صلاة الفجر؛ فمن ذلك: ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لقد هممت أن أمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلًا يصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار".قال بعض أهل العلم: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما همَّ بذلك إلا أن هؤلاء المتخلفين عن صلاة الجماعة قد ارتكبوا ذنبًا عظيمًا، وجرمًا كبيرًا".ومنها ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود قال: ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - رجل نام ليله حتى أصبح، قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه، أو قال: في أذنه"، وحسب من كان كذلك خيبة وخسارة وشرًا.ومنها أن المتخلف عن صلاة الفجر يعرض نفسه لعقوبة الله في قبره، ويوم القيامة، قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾

35095

| 28 يونيو 2016

أنواع القلوب

1- القلب الميت: وهو الخالي من الإيمان بـالله وتوحيده، هو قلب الكافر المنافق الذي غلفه الكبر، وتكرر وصفه بالقرآن بأوصاف عديدة منها الران "كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون"، ومنها الغلف "وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا مايؤمنون" ومنها أكنّة " وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا اليه" ومنها الطبع " فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ الله وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلًا ". وهذا القلب لانفع فيه ولاسبيل للايمان إليه طالما حجبه صاحبه بالكبر. سماه القرآن بالختم وبالطبع وبالرين.قيل لابن عباس: أن اليهود تزعم أنها لاتوسوس في صلاتها فقال: ومايصنع الشيطان بالقلب الخرب؟2- القلب المريض: هو القلب الذي فيه أصل التوحيد وبذرة الإيمان ولكن تغلبت عليه أمراض الشهوات والشبهات، فتجده مستجيبا لدواعيهما من البدعة والفسوق والشهوات المحرمة والفتن ومن أمراض القلب من الحقد والحسد والكبر وبغض الصلاح والصالحين وألفة المنكر.أما نداء الإيمان فيه فضعيف أثره لايكاد يردعه عن معصيه أو يدفعه لطاعة إلا النزر اليسير، "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ومايذّكر إلا أولوا الالباب، ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب". 3- القلب المتقلب: وهو القلب الذي فيه ندائين وقوتين ودافعين نداء الإيمان وقوة الدين ودافع التقوى من جهة، ونداء المعصية وقوة الشهوة المحرمة ودافع الفسوق والحسد والكبر، فهو في صراع وحرب مستعرة يميل لدواعي الإيمان والبر والتقوى إذا قويت دواعيها في قلبه في مواسم الطاعة أو عند الموعظة فيستجيب لله ولرسوله صلى اله عليه وسلم، وإذا غفل وخالط الفسقة وابتعد عن مواطن الذكرى والعلم والجماعة تردى في أوحال الشهوات، وهذا الوضع يصوره قول الحق: "والله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلًا عَظِيمًا" وقوله: "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم"، وفي الحديث عند أحمد: "قلب المؤمن أشد تقلبا من القدر في غليانها"، وكان أكثر قسم النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ومقلب القلوب".والحديث "تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه، وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض."والحديث الآخر " إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة: فأما لمة الشيطان، فإيعاد بالشر، وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك، فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك، فليعلم أنه من الله، فليحمد الله، ومن وجد الأخرى، فليتعوذ بـالله من الشيطان الرجيم، ثم قرأ: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمر بالفحشاء} (حسن غريب: الترمذي). وتأثير البيئة والصحبة والعادة والفراغ كبير في هذا التردد.4- القلب الحي: هو القلب السليم الحي الصحيح المعافى من أمراض القلوب، سلم من أمراض الشبهات والشهوات توحيده صاف، وإيمانه عميق، وعبوديته متحققة، استنار قلبه بنور الايمان، وعمر بالتقوى، واستضاء بأنوار المحبة والخشوع والانابة والاخلاص لله تعالى، واطمأن بالتوكل على الله والاستعانة به والرجاء برحمته،يؤثر رضا الله على شهوته، ويستجيب لأمر الله على هواه، يأنس بذكر الله وتلاوة كتابه والإقبال عليه وعبادته والتذلل بين يديه، حُبب إليه الايمان وزُين في قلبه، وكرُه إليه الفسوق والعصيان.: سئل الجنيد: عن محبة رب العالمين فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه، ناظر إليه بقلبه، أحرقت قلبُه، عظمته وهيبتِه فإن تكلم فب الله وإن نطق فعن الله وإن تحرك أو سكن فبأمر الله فهو بـالله ولله ومع الله فبكى القوم وأجهشوا بالبكاءوقالوا: ما على هذا مزيد.. وصاحب هذا القلب يهنأ بطيب العيش في الدنيا ونعيم الجنة في الاخرة،

9184

| 27 يونيو 2016

المخدرات وأضرارها

من المعلوم أن المخدرات بلاء العصر، ابتلي به كثير من الناس فأصبحوا مدمنين، فدمروا صحتهم وحياتهم ومستقبلهم بأيديهم، لذلك ينبغي على كل إنسان أن يحذر من هذا البلاء، وليعلم أن تعاطي المخدرات لها أسباب، فعليه أن يعمل جاهدًا بالبعد عنها، فمن أسباب تعاطي المخدرات: -أسباب تعاطي المخدرات: 1- ضعف الوازع الديني. 2-أصدقاء السوء. 3- توفر المال مع وقت الفراغ 4- الاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات تزيل الشعور بالقلق والاكتئاب والملل، وتزيد في القدرة الجنسية.5-.الإهمال الأسري للجوانب التربوية، وكثرة المشاكل الأسرية بما يسهل انحراف الأبناء. 6- حب الاستطلاع والفضول لفئة من الناس في تجربة أشياء غير مألوفة دون مبالاة لآثارها فيسقط في هاوية الدمار والهلاك.7- استخدام المواد المخدرة للعلاج استخداما سيئا لا يتبع فيه إرشادات الطبيب مما يسبب له الإدمان. 8- الصراع السياسي بين بعض الدول وسعيها للحصول على أسرار الآخرين، فالمخدرات هي البوابة السليمة لمثل هذه الصراعات.أضرار المخدرات:الأضرار الاجتماعية والخلقية: 1- انهيار المجتمع وضياعه بسبب ضياع اللبنة الأولى للمجتمع وهي ضياع الأسرة.2- تسلب من يتعاطاها القيمة الإنسانية الرفيعة، وتهبط به في وديان البهيمية، حيث تؤدي بالإنسان إلى تحقير النفس فيصبح دنيئا مهانا. 3-.سوء المعاملة للأسرة والأقارب فيسود التوتر والشقاق، وتنتشر الخلافات بين أفرادها.4- امتداد هذا التأثير إلى خارج نطاق الأسرة، حيث الجيران والأصدقاء.5- تفشي الجرائم الأخلاقية والعادات السلبية، فمدمن المخدرات لا يأبه بالانحراف إلى بؤرة الرذيلة والزنا، ومن صفاته الرئيسية الكذب والكسل والغش والإهمال.6- عدم احترام القانون، والمخدرات قد تؤدي بمتعاطيها إلى خرق مختلف القوانين المنظمة لحياة المجتمع في سبيل تحقيق رغباتهم الشيطانية. الأضرار الاقتصادية:1- المخدرات تستنزف الأموال وتؤدي إلى ضياع موارد الأسرة بما يهددها بالفقر والإفلاس.2- المخدرات تضر بمصالح الفرد ووطنه، لأنها تؤدي إلى الكسل والخمول وقلة الإنتاج.3- الاتجار بالمخدرات طريق للكسب غير المشروع لا يسعى إليه إلا من فقد إنسانيته.4- إن كثرة مدمنيها يزيد من أعباء الدولة لرعايتها لهم في المستشفيات والمصحات، وحراستهم في السجون، ومطارة المهربين ومحاكمتهم. الأضرار الصحية: 1- التأثير على الجهاز التنفسي، حيث يصاب المتعاطي بالنزلات الشعبية والرئوية، وكذلك بالدرن الرئوي وانتفاخ الرئة والسرطان الشعبي.2- تعاطي المخدرات يزيد من سرعة دقات القلب ويتسبب بالأنيميا الحادة وخفض ضغط الدم، كما تؤثر على كريات الدم البيضاء.3- يعاني متعاطي المخدرات من فقدان الشهية وسوء الهضم، والشعور بالتخمة، خاصة إذا كان التعاطي عن طريق الأكل مما ينتج عنه نوبات من الإسهال والإمساك، كما تحدث القرح المعدية والمعوية، ويصاب الجسم بأنواع من السرطان.4- تأثير المخدرات على الناحية الجنسية، فقد أيدت الدراسات والأبحاث أن متعاطيالمخدرات من الرجال تضعف عنده القدرة الجنسية، وتصيب المرأة بالبرود الجنسي. 5- التأثير على المرأة وجنينها، وهناك أدلة قوية على ذلك. فالأمهات اللاتي يتعاطينالمخدرات يتسببن في توافر الظروف لإعاقة الجنين.6- الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب النفسي المزمن وفقدان الذاكرة، وقد تبدر من المتعاطي صيحات ضاحكة أو بسمات عريضة، ولكنها في الحقيقة حالة غيبوبة ضبابية.7- تؤدي المخدرات إلى الخمول الحركي لدى متعاطيها.8- ارتعاشات عضلية في الجسم مع إحساس بالسخونة في الرأس والبرودة في الأطراف.9- احمرار في العين مع دوران وطنين في الأذن، وجفاف والتهاب بالحلق والسعال.

15250

| 26 يونيو 2016

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (2-2)

(10) من أسباب دخول الجنة: عَنِ الْحُسَينِ بْنِ على - رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَخَطِيءَ الصَّلاَةَ عَلَىَّ خَطِئ طَرِيْقَ الْجَنَّةِ). وذكر ابن القيم رحمه الله: أنها ترمى صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها. وقال محمد فؤاد عبد الباقي: قوله: (خَطِئ) أي الأعمال الصالحة طرق إلى الجنة، والصلاة من جملتها، وتركها كلية ترك لطريق الجنة، أي لطريقها. وأقول: بمفهوم المخالفة عند العلماء يتبين لنا كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (خَطِئ طَرِيْقَ الْجَنَّةِ) لمن نسيالصلاة عليه، فدل ذلك على أن لزوم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة التي ثوابها دخول الجنة، وهذا مما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأُبَيِّ بن كعب: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ)، ولاشك أن من أعظم ما يهم المؤمن أن يدخله الله الجنة، وأن ينجيه من النار، وذلك لقوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) ولقوله تعالى عن المؤمنين: (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ)، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في قوله، وفعله، وإقراره، فَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: (مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ الله الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ، أَمَا والله مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ: "حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ). وأيضًا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ،...) (11) يُدرك شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضيالله عنه قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى على حِيْنَ يُصْبِحُ عَشْرًا، وَحِيْنَ يُمْسِي عَشْرًا، أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علىّ، أو سأل ليّ الوسيلة، حقت عليه شفاعتي يوم القيامة)). وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: (سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَسأَلهَا لِي عبد فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ كُنتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ). (12) تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك: عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُالله صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله، اذْكُرُواالله، جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ "قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "قَالَ قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ). قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وسُئل شيخنا أبو العباس بن تيمية- رضي الله عنه تفسير هذا الحديث، فقال: كان لأُبَيِّ بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، فسأل النبي صلىالله عليه وسلم: هل يجعل منه ربعه صلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟ فقالصلى الله عليه وسلم: (إن زدت فهو خير لك، فقال له النصف. فقال صلى الله عليه وسلم: فإن زدت فهو خير لك، إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ أي أجعل دعائي كله صلاة عليك، قال-صلى الله عليه وسلم-: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) لأن من صلىعلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ومن صلى الله عليه كفاه همه، وغفر له ذنبه، هذا معنى كلامه. (13) إجابة الدعاء: أن يدعو الله بعد إجابة المؤذن وصلاته على النبي -صلى الله عليه وسلم- وسؤاله له الوسيلة: عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما -: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ). وعَنْ فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: بَيْنَا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قَاعِدًا، إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَقَالَ: اللهمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى اللهعليه وسلم -: (عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ، فَأحمد الله بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ، ثمَّ ادْعُهُ، قَالَ: ثُمً صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَمِدَ الله، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّهَا الْمُصَلِّي، ادْعُ تُجَبْ). وعَنْ عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَالنَّبِيُّ -صلىالله عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مَعَهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى الله، ثُمَّ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ). (14) محبة الله للعبد المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم- لإيثاره محاب الله علىطلب حوائجه: يقول ابن القيم في الفائدة الأربعون للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم- من العبد هي دعاء، ودعاء العبد وسؤاله من ربه نوعان: أحدهما: سؤاله حوائجه ومهماته، وما ينوبه في الليل والنهار، فهذا دعاء وسؤال؛ وإيثار لمحبوب العبد ومطلوبه.والثاني: سؤاله أن يثنى على خليله وحبيبه، -صلى الله عليه وسلم-ويزيد في تشريفه وتكريمه وإيثاره ذكره ورفعه، ولا ريب أن الله يحب ذلك ورسوله يحبه، فالمصلي عليه -صلى الله عليه وسلم- قد صرف سؤاله ورغبته وطلبه إلى محاب الله - تعالى- ورسوله، وآثر ذلك على طلبه وحوائجه ومحابه هو، بل كان هذا المطلوب من أحب الأمور إليه وآثرها عنده، فقد آثر ما يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- على ما يحبه هو، وقد آثر الله ومحابه على ما سواه، والجزاء من جنس العمل، فمن آثر الله على غيره، آثره اللهعلى غيره، واعتبر هذا بما تجد الناس يعتمدونه عند ملوكهم ورؤسائهم إذا أرادوا التقرب والمنزلة عندهم، فإنهم يسألون المطاع أن ينعم على من يعلمونه أحب رعيته إليه، وكلما سألوه أن يزيد في حبائه وإكرامه وتشريفه، علت منزلتهم عنده، وازداد قربهم منه، وحظوا بهم لديه؛ لأنهم يعلمون منه إرادة الإنعام والتشريف والتكريم لمحبوبه، فأحبهم إليه أشدهم له سؤالًا ورغبة أن يتم عليه إنعامه وإحسانه، هذا أمر مشاهد بالحس، ولا تكون منزلة هؤلاء ومنزلة من سأل المطاع حوائجه هو، وهو فارغ من سؤاله تشريف محبوبه والإنعام عليه واحدة، فكيف بأعظم محب وأجله لأكرم محبوب وأحقه بمحبة ربه له؟، ولو لم يكن من فؤائد الصلاة عليه إلا هذا المطلوب وحده، لكفى المؤمن به شرفًا.

4616

| 25 يونيو 2016

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (1-2)

للصلاة على الني صلى الله عليه وسلم فوائد عديدة منها: -(1) الامتثال لأمر الله - تعالى-: لقوله تعالى: (إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، أنه قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ: بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَرَنَا الله أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ الله فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّا لَمْ نَسْأَلْهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (قُولُوا: اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).الشاهد من الحديث: قول بشير بن سعد رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: أَمَرَنَا الله تعالى أَنْ نُصَلِّىَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله! فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ؟، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم له على ذلك.(2) موافقة الله سبحانه وتعالى وملائكته في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: وإن اختلفت الصلاتان، فصلاتنا والملائكة عليه دعاء وسؤال، وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريف كما تقدم، وقد قال الله تعالى: (إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) (3) صلى الله عليه بها عشرًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ صَلَّى على وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا). (4)أن يسلم الله عليه عشرًا: عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبِشْرُ يُرَى فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: (إِنَّهُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَمَا يُرْضِيكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا). فيه دليل على أن السلام عليه صلى الله عليه وسلم كالصلاة، وأن الله سبحانه يسلمعلى من سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يصلي على من صلى علىرسوله عشرًا.(5)عشر صلوات من الله - تعالى- لعبد ه ويحط عنه عشر سيئات ويرفعه بها عشر درجات: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى على صَلَاةً وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ).(6) أن يرد الله عليه مثلها: عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله! أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِكَ الْبِشْرُ، قَالَ: (أَجَلْ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عز وجل فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً، كَتَبَ الله لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا).(7) صلاة المخلصين وثواب المحسنين: عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، وَكَانَ بَدْرِيًّا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى على مِنْ أُمَّتِي صَلاَةً مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ).(8) صلاة الملائكة عليهم السلام على من صلى على خير الأنام صلى الله عليه وسلم: عَنْ عبد الله بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّى عَلَىَّ، إِلاَّ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ مَا صَلَّى عَلَىَّ، فَلْيُقِلَّ الْعبد مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ). (9) من أسباب إخراج الله للعبد من الظلمات إلى النور: لقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) وقد تقدم أن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عز وجل عليه. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: إن الذكر يوجب صلاة الله عز وجل على الذاكر، ومن صلى الله عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح، وفاز كل الفوز، قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)، فهذه الصلاة منه تبارك وتعالى ومن ملائكته إنما هي سبب الإخراج لهم من الظلمات إلى النور، وإذا حصلت لهمالصلاة من الله تبارك وتعالى وملائكته، وأخرجوهم من الظلمات إلى النور، فأي خير لم يحصل لهم، وأي شر لم يندفع عنهم؟ فيا حسرة الغافلين عن ربهم، ماذا حُرموا من خيره وفضله، وب الله التوفيق. وعن بكر القشيري: قال: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الله تشريف وزيادة تكرمة وعلى من دون النبي رحمة، وبهذا التقرير يظهر الفرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين سائر المؤمنين حيث قال الله تعالى: (إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ)، وقال قبل ذلك في السورة المذكورة: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، ومن المعلوم أن القدر الذي يليق بالنبيصلى الله عليه وسلم من ذلك أرفع مما يليق بغيره، والإجماع منعقد على أن في هذه الآية من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم والتنويه به ما ليس في غيرها.(10) من أسباب دخول الجنة: عَنِ الْحُسَينِ بْنِ على - رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَخَطِيءَ الصَّلاَةَ عَلَىَّ خَطِئ طَرِيْقَ الْجَنَّةِ). وذكر ابن القيم رحمه الله: أنها ترمى صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها. وقال محمد فؤاد عبد الباقي: قوله: (خَطِئ) أي الأعمال الصالحة طرق إلى الجنة، والصلاة من جملتها، وتركها كلية ترك لطريق الجنة، أي لطريقها. وأقول: بمفهوم المخالفة عند العلماء يتبين لنا كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (خَطِئ طَرِيْقَ الْجَنَّةِ) لمن نسيالصلاة عليه، فدل ذلك على أن لزوم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة التي ثوابها دخول الجنة، وهذا مما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأُبَيِّ بن كعب: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ)، ولاشك أن من أعظم ما يهم المؤمن أن يدخله الله الجنة، وأن ينجيه من النار، وذلك لقوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) ولقوله تعالى عن المؤمنين: (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ)، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في قوله، وفعله، وإقراره، فَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: (مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ الله الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ، أَمَا والله مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ: "حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ). وأيضًا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ،...) (11) يُدرك شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى على حِيْنَ يُصْبِحُ عَشْرًا، وَحِيْنَ يُمْسِي عَشْرًا، أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علىّ، أو سأل ليّ الوسيلة، حقت عليه شفاعتي يوم القيامة)). وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم: (سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَسأَلهَا لِي عبد فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ كُنتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ). (12) تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك: عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله، اذْكُرُوا الله، جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ "قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "قَالَ قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ). قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وسُئل شيخنا أبو العباس بن تيمية- رضي الله عنه تفسير هذا الحديث، فقال: كان لأُبَيِّ بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، فسأل النبي صلىالله عليه وسلم: هل يجعل منه ربعه صلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟ فقالصلى الله عليه وسلم: (إن زدت فهو خير لك، فقال له النصف. فقال صلى الله عليه وسلم: فإن زدت فهو خير لك، إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ أي أجعل دعائي كله صلاة عليك، قال- صلى الله عليه وسلم-: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) لأن من صلىعلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ومن صلى الله عليه كفاه همه، وغفر له ذنبه، هذا معنى كلامه. (13) إجابة الدعاء: أن يدعو الله بعد إجابة المؤذن وصلاته على النبي -صلى الله عليه وسلم- وسؤاله له الوسيلة: عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما-: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ). وعَنْ فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: بَيْنَا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قَاعِدًا، إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَقَالَ: اللهمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ، فَأحمد الله بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَيَّ، ثمَّ ادْعُهُ، قَالَ: ثُمً صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَمِدَ الله، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّهَا الْمُصَلِّي، ادْعُ تُجَبْ). وعَنْ عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَالنَّبِيُّ -صلىالله عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مَعَهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى الله، ثُمَّ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ). (14) محبة الله للعبد المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم- لإيثاره محاب الله علىطلب حوائجه: يقول ابن القيم في الفائدة الأربعين للصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-: "أن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-من العبد هي دعاء، ودعاء العبد وسؤاله من ربه نوعان: أحدهما: سؤاله حوائجه ومهماته، وما ينوبه في الليل والنهار، فهذا دعاء وسؤال؛ وإيثار لمحبوب العبد ومطلوبه.والثاني: سؤاله أن يثنى على خليله وحبيبه، -صلى الله عليه وسلم-ويزيد في تشريفه وتكريمه وإيثاره ذكره ورفعه، ولا ريب أن الله يحب ذلك ورسوله يحبه، فالمصلي عليه -صلى الله عليه وسلم- قد صرف سؤاله ورغبته وطلبه إلى محاب الله - تعالى- ورسوله، وآثر ذلك على طلبه وحوائجه ومحابه هو، بل كان هذا المطلوب من أحب الأمور إليه وآثرها عنده، فقد آثر ما يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- على ما يحبه هو، وقد آثر الله ومحابه على ما سواه، والجزاء من جنس العمل، فمن آثر الله على غيره، آثره اللهعلى غيره، واعتبر هذا بما تجد الناس يعتمدونه عند ملوكهم ورؤسائهم إذا أرادوا التقرب والمنزلة عندهم، فإنهم يسألون المطاع أن ينعم على من يعلمونه أحب رعيته إليه، وكلما سألوه أن يزيد في حبائه وإكرامه وتشريفه، علت منزلتهم عنده، وازداد قربهم منه، وحظوا بهم لديه؛ لأنهم يعلمون منه إرادة الإنعام والتشريف والتكريم لمحبوبه، فأحبهم إليه أشدهم له سؤالًا ورغبة أن يتم عليه إنعامه وإحسانه، هذا أمر مشاهد بالحس، ولا تكون منزلة هؤلاء ومنزلة من سأل المطاع حوائجه هو، وهو فارغ من سؤاله تشريف محبوبه والإنعام عليه واحدة، فكيف بأعظم محب وأجله لأكرم محبوب وأحقه بمحبة ربه له؟، ولو لم يكن من فؤائد الصلاة عليه إلا هذا المطلوب وحده، لكفى المؤمن به شرفًا.

8267

| 24 يونيو 2016

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4818

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3573

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2871

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2736

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2649

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
غياب الروح القتالية

تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...

1611

| 23 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1473

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1041

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

963

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

837

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

807

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية