رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
استضافت دولة قطر قمة عربية إسلامية حضرها الملوك والأمراء والرؤساء من كل القارات تلبية لدعوة أخيهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خاصة في هذا الظرف الدقيق بعد تعرض أرض قطر الى عدوان وصفه سمو الأمير بالإرهابي الغادر، بينما كانت قطر تستجيب لنداء دول غربية كبرى وتستعمل قدرتها في الوساطة بين مختلف المتحاربين فتمكنت قطر من حقن الدماء وإحلال السلام ونزع فتائل العنف وهي الدولة التي جربت فصحت على مدى سنوات وشهد لها العالم بأسره بنجاعة وساطاتها وتجربتها الطويلة في هذا المجال الإنساني والأخلاقي وليس ذلك بغريب على قيادتها المتمسكة بشرعية القانون الدولي والتعلق بالشرعية. وأمثلة لبنان والسودان والفصائل الفلسطينية وإنهاء حرب أفغانستان والمساهمة في تحرير الرهائن في كل بؤر التوتر والحروب. وبينما تتفكك دولة الاحتلال وينقسم مسؤولوها السياسيون والعسكريون لا يكف رئيس حكومتها المتطرفة عن ارتكاب المجازر. وصدر بيان الهيئة الأممية المستقلة لرصد الاعتداء على القانون الدولي وأقرت في بيانها أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية إلى جانب مواقف عديد الدول الأوروبية والآسيوية وحتى المؤسسات الدستورية الأمريكية غيرت علاقاتها بدولة الاحتلال وحملتها قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين واستعمال الجوع طريقة لقنص الأطفال والنساء وكبار السن. ولو أردنا تلخيص المواقف القطرية الرائدة وما تمخض عنه مؤتمر القمة من قرارات نورد ما جاء على لسان صاحب السمو أمير قطر في افتتاح القمة من معاني المقاومة والتصدي ردا على العدوان الغادر والجبان على أرض قطر مستهدفا وسيطا يعمل في سبيل السلام وإنهاء حرب الإبادة فإن دولة قطر التي تبعد آلاف الأميال عن المكان الذي انطلقت منه الطائرات المعتدية هي دولة وساطة تبذل منذ عامين جهودا مضنية من أجل التوصل إلى تسوية توقف الحرب القاتلة المدمرة التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي تحولت منذ مدة إلى حرب إبادة. وتستضيف الدوحة خلال هذه المفاوضات وفودا من حركة حماس وإسرائيل. وقد أنجزت الوساطة فعلا بالتعاون مع الشقيقة مصر والولايات المتحدة الأمريكية تحرير 135 من الرهائن في مقابل هدنتين في عامي 2023 و2025 وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. لكن إسرائيل واصلت الحرب وواصلنا الوساطة على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل من القطاع ودخول المساعدات الإنسانية وتحرير أسرى فلسطينيين. وعندما وقع الاعتداء الغادر يوم 9 سبتمبر الجاري كانت القيادة السياسية لحركة حماس تدرس اقتراحا أمريكيا تسلمته منا ومن المصريين. ومن الواضح أن إسرائيل التي من المفترض أن تكون الطرف المفاوض الآخر على الأقل في سياق هذه الوساطة كانت على علم بهذا الاجتماع المنعقد في مكان معروف يزوره دبلوماسيون وصحفيون وغيرهم. لقد قررت اغتيال مفاوضين عاكفين على دراسة ورقة أمريكية لإعداد ردهم عليها! فهل سمعتم عن شيء كهذا من قبل؟ دولة تعمل على نحو منهجي ومثابر على اغتيال السياسيين الذين تفاوضهم وتعتدي على البلد الوسيط الذي تجري فيه المفاوضات؟. وتساءل حضرة صاحب السمو قائلا: «إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس فلماذا تفاوضها؟ وإذا كانت تريد التفاوض لإطلاق سراح الرهائن فلماذا تغتال كل من يمكن أن يدير المفاوضات معها؟ وكيف علينا أن نستقبل في بلدنا وفودا إسرائيلية للتفاوض فيما يخطط من أرسل هذه الوفود لقصف هذا البلد؟ وخلص سموه الى غرابة هذا الفعل قائلا: «نحن لا ننتظر على هذه الأسئلة جوابا. مؤكدا أنه يستحيل التعامل مع هذا القدر من الخبث والغدر. فثمة مبادئ أولية بسيطة في التعامل بين البشر يعجز حتى من توفرت لديه الحكمة والشجاعة اللازمتان للخوض فيما نخوض فيه وعن توقع أن هناك من لا يعيرها أي اهتمام ولا تعني له شيئا». وواصل سمو الأمير تفسير الحقائق فقال: «أما الحقيقة الثانية التي تتجلى أمام كل من لديه نظر هي أن من يعمل على نحو مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه يقصد إفشال المفاوضات. وحين يدعي أن هدفه منها هو تحرير محتجزيه فهذا يعني أن ادعاءه كاذب. فليس تحرير جنوده ومواطنيه من أولوياته والمفاوضات عنده هي مجرد جزء من الحرب، تكتيك سياسي يرافق الحرب ووسيلة لتعمية الرأي العام الإسرائيلي. فحين يضغط عليه رأيه العام يرسل وفدا للتفاوض يفعل ذلك بيد ويفشل المفاوضات باليد الأخرى». ثم كشف سموه حقيقة حكومة إسرائيل الراهنة فقال: «تريد حكومة المستوطنين المتطرفين أن يصبح إرسال سلاح الطيران الإسرائيلي للقصف في بلدان المنطقة أمرا معتادا. في لبنان يواجه قبول الحكومة اللبنانية بورقة أمريكية بالقصف والاغتيالات». وختم سموه خطابه بكشف حقيقة النظام الإسرائيلي فقال: «تدعي إسرائيل أنها ديمقراطية محاطة بالأعداء وهي في الحقيقة تبني نظام احتلال وفصل عنصري معاد لمحيطه وتشن حرب إبادة ارتكبت خلالها من الجرائم ما لا يعرف الخطوط الحمراء ويعلن رئيس حكومتها منذ أيام أنه منع قيام دولة فلسطينية وأن دولة كهذه لن تقوم مستقبلا! إنه يناصب السلطة الفلسطينية العداء وهو يعارض الاتفاقيات التي نشأت هذه السلطة بموجبها. هل السلطة الفلسطينية معادية لإسرائيل؟ دولتان مجاورتان وقعتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل والتزمتا بها ودولتان أخريان ملتزمتان بمبادرة السلام العربية وتبحثان عن تسوية تسترجع فيهما أراضيهما المحتلة. ولو قبلت إسرائيل بمبادرة السلام العربية لوفرت على المنطقة وعلى نفسها ما لا يحصى من المآسي. ولكنها لا ترفض السلام مع محيطها فحسب، بل تريد أن تفرض عليه إرادتها. وكل من يعترض على ذلك هو في دعايتها الكاذبة، التي لم يعد أحد يصدقها، إما إرهابي أو معاد للسامية في حين تمارس حكومة المتطرفين في إسرائيل سياسات إرهابية وعنصرية في الوقت ذاته. تلك كانت المواقف التي جعلت من قمة الدوحة منعرجا تاريخيا فاصلا بين التنديد الذي لا ينفع والتحرك التضامني الحاسم الذي يردع. لدي ملاحظة وهي أنه على هامش المؤتمر دعا وزير الدفاع الباكستاني الى ضرورة إنشاء (ناتو) إسلامي ولا ننسى أن باكستان قوة نووية ورأيي المتواضع أن توازن القوى هو الحل للسلام والأمن.
126
| 19 سبتمبر 2025
أصابت الدهشة كل دول العالم شرقه وغربه حين قصف المارق عن كل قانون وأخلاق رئيس حكومة إسرائيل، الأرض القطرية مستهدفا قيادات المقاومة، بينما كانوا يعدون رد منظمة حماس على الاقتراح الأمريكي الرامي حسب البيت الأبيض لوضع حد للحرب. وربما استهدف (نتنياهو) دولة قطر وهي وسيط السلام والأمن والراعي الأول والمنسق المقتدر للوساطة الأمريكية المصرية القطرية، وطبعا لم نكن نحن سكان قطر الخير والمروءة من مواطنين ومقيمين نتوقع حدوث هذا القصف الإجرامي (حسب تعبير معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ) وأصاب بعضنا الهلع من قوة أصوات القصف وتطايرت حول المنزل المستهدف شظايا الصواريخ التي أطلقتها مقاتلات عدو السلام! وجاءت كلمة معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن قوية وحاسمة حيث قال: إن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها وستتعامل بحزم مع أي اختراق أمني وتحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم السافر وتابع متسائلا “نتنياهو» قال إنه سيعيد تشكيل الشرق الأوسط فهل سيعيد تشكيل الخليج؟ ونوجز هذه المواقف الحاسمة في النقاط التالية: دولة قطر تعرضت لهجوم إسرائيلي غادر يشكل إرهاب دولة وإن قطر لن تتهاون بشأن المساس بسيادتها وتحتفظ بحق الرد على الهجوم السافر وسنتعامل بحزم مع أي اختراق أمني وتم تشكيل فريق قانوني سيقدم القضية الى الأمم المتحدة (مع العلم بأن مجلس الأمن اجتمع يوم الأربعاء 10 سبتمبر الجاري لبحث العدوان الهمجي على دولة وسيطة في إقرار السلام) وما وقع هو إرهاب دولة ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي ورسالة إلى المنطقة تقول إن هناك لاعبا مارقا في المنطقة وعربدة سياسية وإن (نتنياهو) يقود المنطقة إلى مستوى لا يمكن إصلاحه وأن الهجوم لم يتجاوز القوانين الدولية فحسب بل المعايير الأخلاقية برمتها ولا يمكن تسمية الهجوم إلا بالغدر. نتنياهو مارق ويمارس إرهاب الدولة فالمفاوضات كانت تجرى على قدم وساق بطلب من الوسيط، لكن إسرائيل ما فتئت تعمل على تخريب كل محاولة لتحقيق السلام وينبغي الرد بشكل موحد على همجية (نتنياهو) الهجوم الإسرائيلي كان عملية غادرة ولم يتم العلم بها إلا وقت حدوثها بينما لم تدخر قطر وسعا لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. الجانب الأمريكي أبلغ قطر بعد وقوع الهجوم بعشر دقائق والعدو الإسرائيلي استخدم أسلحة لم تكشفها الرادارات. معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن اختتم كلمته بالتأكيد على أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق من خلال الحروب بل بالدبلوماسية عملا بتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. وفي ذات السياق قال مسؤول قطري إن الضربات الإسرائيلية على الدوحة تقوض فرصة التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، أما السعودية فقالت «كل قدراتنا» لدعم قطر وبدورها أدانت تركيا «الإرهاب الإسرائيلي باعتباره سياسة دولة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية د. ماجد الأنصاري إن الغارة «استهدفت مباني سكنية يقطنها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس»، مضيفا أن «هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكا صارخا لكافة القوانين والأعراف الدولية ويشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر. وأنا شخصيا في بعض مداخلاتي على قنوات تلفزيونية أكدت على أن يوم العدوان الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 كان يوما تاريخيا فاصلا في منطقة الشرق الأوسط والعالم، لأنه غير بعمق نظام التحالفات التقليدية بين دول الإقليم فقد التحق بالدوحة أغلب قادة الدول الخليجية واستقبل حضرة صاحب السمو الأمير العديد من المسؤولين الكبار العرب كما تلقى من رؤساء الدول الأوروبية مكالمات تندد بشدة بالعدوان الإسرائيلي على قطر وهي الحليف في وساطات السلام والدولة المتقدمة في صناعة مصير أفضل للعالم بأسره، وهنا لا بد أن نشير الى تصريح رئيسة الاتحاد الأوروبي السيدة (أورسولا فاندرلاين) صباح أمس الخميس بأنها تدين باسم كل أعضاء الاتحاد الأوروبي ما قامت به إسرائيل من قصف قطر متهمة الحكومة الإسرائيلية بالممارسات الإرهابية وأعلنت أن الاتحاد أعد قائمة بأسماء أعضاء الحكومة الراهنة المتطرفين والمؤيدين للتهجير والإبادة. أما في الولايات المتحدة فسجلنا تحولا كبيرا في مواقف الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولدى اللجان المؤثرة في الكونغرس وأعضائها البارزين وسمعنا النائب (كريز مورفي) يتهم إسرائيل بممارسة الإبادة واستعمال التجويع سلاحا في حربها ضد منظمة حماس فما كان من (نتنياهو) إلا الانتقام الرخيص من سكان غزة المدنيين الأبرياء وقتل الأطفال بالمئات وكما نعلم جميعا فإن أغلب القتلى قصفهم الجيش الإسرائيلي وهم يتدافعون بحثا عن لقمة العيش وهو أمر غير مسبوق في التاريخ بوحشيته وغياب كل أخلاق وكل رحمة وكل ضمير. هذا حصاد يوم التاسع من سبتمبر 2025 حيث يمكن القول إنه رب ضارة نافعة، ودعوتنا هي كما قلنا منذ عقود: اللهم اجعل هذا البلد آمنا وانصر قيادته الحكيمة ذات المروءة واسدل على سكانه من مواطنين ومقيمين ستائر رحمتك ورضاك إنك العزيز القدير.
186
| 12 سبتمبر 2025
من واجبنا أن نرصد ما يطرأ هذه الأيام على العلاقات الدولية من تغييرات عميقة وجذرية تمس مصالحنا وتهدد حقوقنا ونستعرض في مقالنا مؤشرات هذه التغييرات. لعل أقربها لنا ذلك اللقاء العجيب الذي جمع بين الرئيس (ترامب) وقادة الدول الأوروبية الذي أثار موجات متتالية من التعليقات وكثرت التقييمات لإيجابياته وسلبياته وانطلقت الأقلام تحلل وتستخلص العبر من نتائج اللقاء واهتم أغلب الملاحظين بالديكور ومدى ملاءمته مع الأعراف البروتوكولية التقليدية وطبعا خرج بعض مشاهير الإعلاميين الأوروبيين بملاحظة مفادها أن رؤساء دول كان لها تاريخ إمبراطوري مثل فرنسا وبريطانيا شعروا أنهم عوملوا معاملة أقل ما يقال فيها إنها عرضتهم لإهانة مجانية لا يستحقونها ولا تليق بمقامهم. وأُذيعت من البيت الأبيض صور ستظل محل حديث طويل في السنوات القادمة.. ولم يعد خافيا أن سباق القوى العظمى في مجال الذكاء الاصطناعي أصبح أشد احتداما من أي وقت مضى حيث تتسابق الولايات المتحدة والصين على صعيد الابتكار التكنولوجي تماما كما تتنافسان على كسب التحالفات الاقتصادية والسياسية في جميع أنحاء العالم. وبينما تقدم كل دولة رؤيتها الخاصة يجد العالم نفسه أمام خيارات حاسمة ستحدد مسار التطور التكنولوجي في المستقبل. في هذا السياق أطلقت الإدارة الأمريكية خططا للفوز في سباق الذكاء الاصطناعي حيث ركَّزت على تصدير التكنولوجيا الأمريكية وتقديمها على أنها الخيار الأفضل للدول الأخرى. وعودة إلى لقاء البيت الأبيض لنقول إن موضوع الاجتماع كان مستقبل أوكرانيا ولكن الغائب الأكبر عن اللقاء كان الرئيس الروسي وهو الطرف الرئيسي في الحرب. وأعلن الرئيس (ترامب) أنه سيمثّل الرئيس (بوتين) في الاجتماع وسيطلعه لاحقا على ما دار فيه! ويقول أغلب المعلقين إن هذه المشاهد والصور وذلك الاجتماع سيبقى شاهدا في المستقبل كدلائل حية على نظام عالمي جديد بدأت تتحدد ملامحه الكبرى! وكما كان متوقعا فإن الصين لم تبق على الهامش بل نظمت مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة (تيانجين) يومي 31 أغسطس و1 سبتمبر ودعا الرئيس الصيني (شي جين بينغ) لدى استقباله المشاركين في المؤتمر الدول الأعضاء في المنظمة إلى السعي لبناء توافق أكبر بشأن تعزيز المنظمة بطريقة تُظهر إحساسًا بالمسؤولية تجاه التاريخ والمستقبل. وفي افتتاح المؤتمر طرح وزير الخارجية الصيني السيد (وانغ) خمسة مقترحات بشأن تطوير المنظمة وقال إنه يتعين على الدول الأعضاء أن تظل وفية للتطلعات الأصلية وأن تمضي قدما بروح شانغهاي وأن تعزز أساس الأمن وأن تسعى لتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع لدفع المحرك الجديد للتنمية وأن تسعى إلى الصداقة وحسن الجوار وأن تصون النزاهة والعدالة. وأعرب (وانغ) عن تقديره لدعم الدول الأعضاء لدور الصين كرئيسة دورية للمنظمة، مضيفًا أن المنظمة مهيأة لدخول مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة من خلال الجهود المشتركة التي تبذلها الدول الأعضاء. وأشادت الأطراف المشاركة بالعمل المتميز الذي قامت به الصين والنتائج الإيجابية التي حققتها بصفتها الرئيسة الدورية للمنظمة معربة عن استعدادها للتنسيق والتعاون مع الصين لضمان نجاح قمة تيانجين. كما أشادت كافة الأطراف بالدور المهم الذي تلعبه المنظمة في تعزيز الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين الدول الأعضاء وتعزيز التنمية والازدهار على المستوى الإقليمي والحفاظ على الأمن المشترك وتعميق الروابط بين شعوبها. ونرى من جهتنا أن هذا التحرك الصيني جاء كرد طبيعي على محاولة واشنطن الانفراد بالريادة ولتأكيد (بيجين) أنها جاهزة لكل منافسة وأنها قوة تلتف حولها أمم عديدة. المؤشر الأخطر قي مؤتمر شنغهاي هو مفاجأة للعالم بكل المقاييس وتمثل في احتفال الصين بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية باستعراض عسكري مهيب في ساحة (تيان أن مين) وحضور أبرز ضيوف بيجين هذا الاستعراض من المنصة الرسمية وهم طبعا الرئيس الصيني وإلى جانبه (بوتين) ورئيس كوريا الشمالية (كيم جونغ أون) والرئيس الإيراني (مسعود بازكشيان) وهم كما لا يخفى من أعداء الغرب الرافضين لما يسمونه «هيمنة القطب الواحد» وكأن الرئيس الصيني أراد بهذه المناسبة إرسال إشارة إلى الغرب تتضمن تهديدا عسكريا حين استعرض أمام الحاضرين المصفقين وأمام شاشات العالم أحدث صاروخ بالستي عملاق يصل مداه إلى 12 ألف كلم ويحمل 4 رؤوس نووية! كأنما الرئيس الصيني أصر على إرسال تهديد عسكري إلى الغرب فتـضمن البيان الختامي لمؤتمر شنغهاي عبارات «الاتفاق حول الاشتراك في حماية كل الدول الموقعة في حماية أمنها والرد المشترك على أي عدوان مسلح يستهدف أيا منها». مؤشر إضافي جاء هذه الأيام يؤكد أن التغيير الحاصل في العلاقات الدولية أصبح أوضح وهو ردّ الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) على اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) له بتأجيج معاداة السامية في فرنسا بتعهده بالاعتراف بدولة فلسطينية. ففي رسالة موجهة إلى (نتنياهو) سرد (ماكرون) العديد من الإجراءات التي اتخذها لمكافحة معاداة السامية قائلاً إن مزاعم التقاعس غير مقبولة وتُسيء إلى فرنسا بأكملها. كان (ماكرون) يرد على رسالة بعث بها (نتنياهو) إليه في وقت سابق من الشهر الماضي وجاء فيها: «إن دعوتك لدولة فلسطينية تُؤجج نار معاداة السامية. إنها ليست دبلوماسية، بل استرضاء. إنه مكافأة «إرهاب حماس» وتُشجع كراهية اليهود التي تجوب شوارعكم». وشرح الرئيس الفرنسي غايات الاعتراف بدولة فلسطين فكتب: إن قرارنا ينبع من قناعتنا الآن «وتصميمنا على أن يكون للشعب الفلسطيني دولة أمر ضروري لأمن دولة إسرائيل ولتكاملها الإقليمي الكامل في شرق أوسط ينعم بالسلام أخيرًا ولعملية التطبيع التي ندعمها والتي يجب أن تكتمل في أسرع وقت ممكن»، كما انتقد (ماكرون) استيلاء إسرائيل الوشيك على مدينة غزة واحتلالها بالإضافة إلى الإجراءات الأخرى التي تتخذها حكومة (نتنياهو) ضد الفلسطينيين وقال: «إن احتلال غزة والتهجير القسري للفلسطينيين وتجويعهم ونزع الصفة الإنسانية عن خطاب الكراهية وضم الضفة الغربية لن يحقق النصر لإسرائيل أبدًا بل على العكس سيعزز عزلة بلدكم ويغذي أولئك الذين يجدونها ذريعة لمعاداة السامية ويعرضون الجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم للخطر». واختتم الرئيس الفرنسي رسالته بحثّ (نتنياهو) على التخلي عن «الاندفاع القاتل وغير القانوني نحو حرب دائمة في غزة».
156
| 05 سبتمبر 2025
أمام مشاهد اغتيال الصحفيين خاصة منهم مراسلو الجزيرة بقصد إسكات الصوت القوي وتهشيم الكاميرات الشجاعة حتى لا يطلع العالم على مشاهد حية من جرائم قصف النساء والأطفال عند محطات توزيع بعض الغذاء لم يعد خافيا تغيير تقييم العالم لدولة إسرائيل وهي تواصل إبادة شعب لا ذنب له سوى توفير لقمة لسد الرمق وتجنب الموت جوعا! وفي خضم المأساة وتفاقم العنف الهمجي أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية د. ماجد الأنصاري أن التقارير المتداولة حول انسحاب دولة قطر من الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة ليست دقيقة مشيرا إلى أن قطر أخطرت الأطراف قبل 10 أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع. ومن جهتها قالت القناة 13 الإسرائيلية إنه «من المتوقع أن تدرس إسرائيل مطالب حماس بعمق وتبلور موقفا» وأشارت إلى «تزايد القلق بين عائلات الرهائن من أي اتفاق جزئي قد يترك العديد من أقاربهم في الأسر. وفي السياق ذاته قالت صحيفة «إسرائيل هيوم» إن «الصعوبة الرئيسية في استمرار المحادثات ستكون خريطة انسحابات القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وتابعت الصحيفة: «تطالب حماس بالانسحاب الكامل بينما تريد إسرائيل الاحتفاظ بمحور (موراغ) وجميع المناطق الواقعة جنوبه في يديها. وسلطت صحف ومواقع عالمية الضوء على القصف الإسرائيلي لمجمع ناصر الطبي والذي أودى بحياة صحفيين فلسطينيين وقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في افتتاحيتها إن هناك أدلة على أن الصحفيين أصبحوا هدفا لقتل متعمَّد ومن جهتها وصفت اليومية الفرنسية «ليبراسيون» استهداف مجمّع ناصر الطبي ومقتل الصحفيين بأنه «جريمة حرب ومشهد مروع لا يُحتمل». وأوضحت أن «أيَّ تحقيق يجريه الجيش الإسرائيلي لن يغيّر واقع غياب الشهود على الحرب في غزة سواء بسبب القتل المباشر أو القتل بالتجويع وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن «منع إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب يُمكّنُها من فرض روايتها وتبرير جرائم جيشها. ومن جهتها اعتبرت افتتاحية «إندبندنت» البريطانية أن قتل الصحفيين في غزة «عملية إسكات مخزية» مشيرة إلى أن العالم يعتمدُ على الصحفيين المحليين بسبب منع إسرائيل دخول الإعلاميين الأجانب وقالت أيضا إنّ مقتل الصحفيين تذكيرٌ مؤلمٌ آخر بالمخاطر الرهيبة التي يواجهها الصحفيون المحليون «الأبطال» الذين ينقلون الأحداث المروعة من غزةَ إلى العالم. وأضافت: إنّ هناك أدلةً على أن الصحفيين أصبحوا هدفا لقتل متعمَّد مؤكدة أن إسرائيل لا تهتم بالقوانين الدولية وبسبب معاملتها المخزية لوسائل الإعلام تستحق الدولة العبرية أن تزداد عزلتها عن حلفائها عبر العالم. وجاء في تقرير نشرته «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن مئات الآلاف من سكان غزة يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية. وقال التقرير: إنَّ هيئات دولية أكدت أن مدينة غزة أصبحت رسميا ضمن مناطق المجاعة وهو أول تصنيف من نوعه في الشرق الأوسط. واستعرض التقرير معاناة الأمهات مثل (هالة الكموني) التي فقدت 3 من أطفالها بسبب الجوع بينما كانت تسعى لتأمين الطعام لبقية أبنائها وأكد أن المساعداتِ شحيحة ويتم الحصول عليها تحت تهديد الخطر. وحسب مقال للكاتب (بيتر بومونت) بصحيفة «غارديان» البريطانية فإن إقرار الهيئات الدولية بانتشار المجاعة في قطاع غزة يُثبت تجاهل إسرائيل لواجباتها الإنسانية وما يُدينها بشدة أن «المجاعةَ كانت نتيجة مباشرة لممارساتها التي ترقى إلى جريمة حرب. وأضاف الكاتب «ولأن إسرائيل القوةَ المحتلةَ لـ75 % من قطاع غزة فإنها مُلزمة بموجب القانون الدولي بضمان توزيع المساعدات. في نفس سياق التغيير الكبير الذي طرأ على تقييم العالم لدولة إسرائيل من الضد للضد نورد موقف الرئيس الفرنسي (ماكرون) الرافض لما جاء في رسالة (ناتنياهو) الحاملة لإتهام فرنسا بالتقاعس عن مكافحة «معاداة السامية» واصفا ذلك الإتهام بأنه «إهانة لفرنسا بأكملها». وأضاف «لا يجوز تسييس مكافحة معاداة السامية»، داعيا نتانياهو إلى الكف عن «الهروب القاتل نحو الأمام» في غزة ووقف الاستيطان بالضفة الغربية وأضاف بأن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر القادم أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتابع الرئيس الفرنسي «أدعوكم رسميا إلى الكفّ عن الهروب القاتل وغير القانوني إلى الأمام في حرب دائمة في غزة مما يعرّض بلادكم للمهانة ويضع شعبكم في طريق مسدود كما أدعوكم إلى التوقف عن إعادة استيطان الضفة بطريقة غير قانونية وغير مبرّرة راجيا منكم الإمساك باليد الممدودة من الشركاء الدوليين المستعدّين للعمل من أجل مستقبل سلام وأمن وازدهار لفلسطين وإسرائيل ولكل شعوب المنطقة.
321
| 29 أغسطس 2025
رأينا في الجزء الأول كيف تناقضت نتائج قانون الأسرة مع نوايا الزعيم الحبيب بورقيبة بعد مرور عقود على تاريخ صدوره عام 1956 وهو أمر طبيعي لأن المجتمعات تتغير بسرعة وأحيانا من الضد للضد بسبب خروج المرأة للعمل والوظيفة خارج البيت بعد أن عاشت قرونا ربة بيت تربي أولادها وهي رسالتها النبيلة كعماد للأسرة وسند للزوج وضمان لتربية أصيلة للعيال وبسبب تزايد الحاجيات المالية وظهور اختلافات بين الرجل والمرأة في كيفية إنفاق الراتبين وغير ذلك من الطوارئ التي جدت مما يدعو إلى تعديلات جوهرية في بنود هذا القانون. ونعود «للمناضلة النسوية المتحمسة» التي تنكر على الزوج أن يكون مسؤولا عن أسرته وعياله لنقول لها ما قاله لي صديق محام تونسي كبير سمعها مثلي فأكد لي أن مؤسسة الزواج هي بمثابة الشركة وحتى إذا افترضنا أن الطرفين المساهمين فيها متساويان تماما يعني (50 % 50 %) فالقانون يطالب دائما بأن يعلن أحدهما مسؤوليته المدنية والجزائية ويسمى (المتحمل للمسؤولية القانونية أو المتصرف أو المدير) وهو الذي يحاسب أمام القضاء في حال ارتكاب أحد الأبناء القصر جنحة أو جناية فيودع الأب السجن متحملا المسؤولية المدنية وهي مسؤولية جسيمة تفرضها (رئاسة العائلة) التي تريد السيدة الحداثية اقتسامها مع الزوج! فهل فكرت في احتمال اقتسام السجن؟ وأذكر أني شخصيا كنت في يوم من أيام مطلع الثمانينيات أجلس بالصدفة وراء الزعيم بورقيبة في إحدى الحفلات التي يحبها بمناسبة أعياد ميلاده يوم 3 أغسطس في قصر المرمر بالمنستير وهو يحضر عرضا موسيقيا لإحدى الفرق الجهوية فلفت نظره أن الفرقة يقودها شابان اثنان يمسك كل منهما بعصا قائد الأوركسترا يسيران العازفين معا فانزعج بورقيبة ونادى منظم هذه الحفلات صالح المهدي وقال له ادع لي هذين الشابين فاقتادهما صالح المهدي فوقفا أمام الرئيس وجلين خائفين فسألهما أيكما رئيس الجوقة؟ فأجابا بصوت واحد: نحن الاثنان! فقال الرئيس: لا يمكن وذلك أمر مستحيل لأن فيه ازدواج القيادة ألم تسمعا بالمثل التونسي القائل: «إن مركبا على متنه قبطانان اثنان يغرق» وهممت أنا بأن أهمس في أذن الزعيم بأن حال الأسرة التونسية كما أرادها هو نفسه أشبه بحال المركب بقائدين مصيرها الغرق. هذه هي النواميس الخالدة في المجتمع والقانون والفيزياء والطبيعة لأن أي اختلاف بين رئيسين حول قرار أو هدف يؤدي إلى الفوضى والفتنة على مستوى دولة أو أسرة أو أوركسترا أو سفينة. وهذه السيدة المتحمسة للحط من قدر الرجل تعتقد بسذاجة أنها بالحط من قدر الرجل ترفع من قدر المرأة وتتقدم على طريق المساواة الكاملة بين الجنسين وتدافع عما سماه المرحوم بورقيبة تحرير المرأة! ثم إني أتوسل إلى هذه السيدة وهي جامعية أن تفسر لنا أسباب الأرقام القياسية التي بلغتها بلادنا في نسبة الطلاق ونسبة العنوسة ونسبة الإجهاض من دون أسباب شرعية ونسبة الأمراض النفسية ونسبة الكوارث في البرنامج التلفزي (عندي ما نقول لك) ونسبة تعاطي المخدرات وهي أوبئة اجتماعية تنخر النسيج الأسري وتهدد استقرار المجتمع ولا تحصنه إذا ما اضطر المجتمع إلى مواجهة تحديات صعبة سياسية واقتصادية وأمنية فرضتها علينا بالرغم عنا عواصف إقليمية وعالمية؟ أعتقد أن هذا النموذج من التخبط الديماغوجي خاصة في وضعنا الراهن العسير هو أسطع مثال على الحداثة الدخيلة أي المستوردة من خارج حدودنا الحضارية بعكس الحداثة الأصيلة التي نهضت بها اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وفنلندا ودول أوروبا الشمالية وتركيا وغيرها من المجتمعات التي انطلقت من أصولها ومن لغاتها ومن قيمها فنجحت وارتقت وحققت ما عجزنا نحن عن بلوغه. وفي نفس السياق كنت وما زلت أقول إن الحط من قدر الرجل لا يرفع من قدر المرأة. * المتأمل في تاريخ الشعوب التي دمرتها حرب ضروس بل ومحت عمرانها من على وجه الأرض وخذ لذلك مثل ألمانيا التي هزمت فيها النازية وقسمها المنتصرون (الحلفاء أمريكا وروسيا وأوروبا) إلى شطرين: شطر ليبرالي يعمل بحرية الأسواق والأفكار والتداول الديمقراطي على السلطة (سموه ألمانيا الغربية) وشطر استولى عليه الاتحاد السوفييتي سابقا وجعله شيوعيا ماركسيا وضم إليها شعوب البلقان وفرض عليهم رؤساء من الشيوعيين المستبدين آخرهم (هانس مودرو) حاكم ألمانيا الشرقية و(فلاديسلاف غوموكا) آخر رئيس لجمهورية بولندا الشيوعية ثم زلزلت العلاقات الدولية زلزالها على أيدي (ميخائيل جورباتشوف) وقبله بقليل (يلتسين) اللذين مهدا لعمل تاريخي عظيم وهو ثورة كل الألمان على جدار برلين الذي فصل بين الألمان عقود الحرب الباردة وأسقطت فؤوس المواطنين الألمان من الشباب خاصة ذلك الجدار (جدار العار) في نوفمبر 1989 وانتصر الشعب وتوحد وبإرادة صلبة استوعب النصف الغربي الغني شقيقه النصف الشيوعي البائس. واليوم سنة 2025 نرى ألمانيا في أوج قوتها الاقتصادية واستقرارها الاجتماعي أول قاطرة أوروبية في التصنيع والتصدير! وكذلك اليابان المهزومة في نفس الحرب هي اليوم ليست أقل من هازمتها أمريكا تصنيعا وتصديرا دون التفريط في أي من عاداتها العريقة من احترام الزوجة للزوج وطريقة تربية العيال على سنن دينهم ونزع نعليك حين تدخل بيتا يابانيا كما ندخل مساجدنا حرصا منهم على الطهارة! ونحن لم نخرج عن موضوع مقالنا وهو الانحراف الاجتماعي عن تقاليدنا الإسلامية بتوريد منظومة قوانين الأسرة من الغرب الأوروبي كاملة عوض القيام منذ عام استقلال تونس سنة 1956 بتعديلات ضرورية على القوانين المعمول بها عن جهل والتي بحق غلبت جنس الذكور على جنس الإناث بينما ديننا الحنيف ساوى بينهما في كل مجالات الحياة فخاطب المؤمنين والمؤمنات وأوصى الرجال بصيانة المرأة والدفاع عنها من أي ظلم يسلط عليها باسم مفاهيم خاطئة عن مقاصد الإسلام. ولم يفهم المجتمع حكمة الله تعالى من (للذكر مثل حظ الأنثيين) فأولها العلمانيون المتطرفون تأويلا خطأ بل واتهموا الدين (حاشا الدين) بالعنصرية وبإقرار الدكتاتورية الذكورية على المرأة «المستعبدة» حسب تأويلهم السخيف.
144
| 22 أغسطس 2025
يعتبر التونسيون ذكرى يوم 13 أغسطس (تاريخ الذكرى التاسعة والستين لإصدار قانون الأحوال الشخصية بمجرد مرسوم وقعه باسم الشعب أول رئيس للجمهورية الحبيب بورقيبة. يعتبره التوانسة وخاصة التونسيات عيدا (يسميه أغلبهم عيد تحرير المرأة...!) دون التعمق والتساؤل: تحريرها من أي طاغية أسرها ونكل بها أو من أي نخاس استحل بيعها في أسواق العبيد لا قدر الله! وأنا شخصيا نشأت وكبرت في عائلة دستورية بورقيبة وكنت صحفيا ثم برلمانيا ثم مديرا ورئيس تحرير جريدة (العمل) لسان حزب بورقيبة وفي كل هذه المراحل دافعت عن مجلة الأحوال الشخصية بصدق وأمانة لكن من الصدق والأمانة أن أقول بأن الآثار السلبية المدمرة للمرأة وللأسرة التونسية لم تظهر وتتأكد إلا بعد أربعين عاما من سنة 1956 حيث تغيرت العلاقات الأسرية من الضد للضد وتغيرت المرأة التونسية بعمق وبتشجيع متواصل من بعض النساء «النسويات (باللغات الأوروبية فيمينيست) أي المتطرفات في دفع الزوجات للتمرد على أزواجهن»! ونحن اليوم في تونس والعديد من الدول العربية والإسلامية نعيش مرحلة حضارية تاريخية تميزت بالصراع بين قيمنا الإسلامية الأصيلة وبين قيم الغرب المسيحي الدخيلة التي يسخر لترويجها في مجتمعاتنا المسلمة مليارات الدولارات بوسائل إعلام سمعية وبصرية وجماهيرية حتى يقنع المرأة المسلمة أن «سيدتها المرأة الغربية» أسعد منها وأوفر حرية شخصية ويجب على المسلمة أن تحقق حرية التمتع بجسدها (مثال هذه البروباغندا الشيطانية نجده الى اليوم في برنامج تلفزيوني على قناة فرنسا 24 بالعربي عنوانه: (في فلك الممنوع) تقدمه وتبث فيه سمومها إعلامية مسيحية لبنانية وتقدم لنا هذه القناة برنامجها فتقول «في فلك الممنوع.. محاولة للتفكير خارج السرب وتقبل الاختلاف على منبر مفتوح من باريس عاصمة الحريات. وطبعا فكلا الجبهتين تدافع عن أحقيتها ومشروعيتها ونجد اليوم أنفسنا نحن شعب تونس أمام القانون الأخطر وهو الذي يسمى بمجلة الأحوال الشخصية التي سنت في 13 أوت (أغسطس) 1956 وكان الزعيم بورقيبة ينوي بها حماية الأسرة لكن الزمن الطويل أثبت أن لها انعكاسات خطيرة بعد ستين عاما فالمحاكم والسادة القضاة لم يعودوا قادرين على البت في قضايا معقدة في زمن معقول لقلة إمكانيات الميزانية العمومية ولتوقف انتداب القضاة ولتراكم مئات الألاف من ملفات الطلاق وحدث أن الاف العائلات انفجرت وأن مئات الآلاف من الأطفال تشتتوا وأن الأسرة التونسية لم تعد تعتمد على المودة والرحمة بل على القاضي والمحامي وهذه الإحصاءات صادرة عن مؤسسة رسمية هي الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري الذي ينبئكم بمفاجأة جرد الحساب المهدد للمجتمع الوطني بالتفكك والسقوط ولكي تتأكدوا اسألوا المتقاضين في قضايا الطلاق يقولوا لكم إن معدل قضايا الطلاق وتحديد النفقة تدوم سنوات لأسباب إجرائية ولقلة عدد القضاة وأنا لم أتعب من المطالبة ليس بإلغاء هذا القانون بل بتعديله وتحيينه بإنشاء هيئة وطنية مستقلة تقوم بدراسة التعديلات الضرورية للقانون وطالبت أن تتشكل هذه الهيئة من علماء اجتماع وقانون ودين وقضاة متخصصين في الشؤون الأسرية ليتحاوروا حول الإصلاحات المطلوبة حتى لا نضطر كل أسبوع للتفرج على كوارث برنامج تلفزيوني تونسي معروف اسمه (عندي ما نقول لك) الذي تقدم كل حلقة من حلقاته الأسبوعية ملف مأساة عائلية صعبة الحل لكنها تؤكد انهيار لبنة أسرية وتشرد أطفال لا ذنب لهم يستعملون كأسلحة لتدمير الطرف المقابل وابتزاز الزوج المنفصل المسكين بدفع جراية عمرية للمطلقة وضمان نفقة لكل طفل شبه يتيم مدفوع للانحراف والغريب العجيب أن نرى السياسيين المتنافسين على المناصب الرئاسية والوزارية والنيابية يسعون لجلب الناخبات الى صفهم وذلك بترديد ركيك وممجوج لشعار مستهلك وهو: « مجلة الأحوال الشخصية خط أحمر وبعد سبعة عقود من صدور مدونة الأسرة التونسية يكاد يصاب المرء بصدمة وهو يرى و يسمع على فضائية تونسية إحدى السيدات المتنورات بنور الحداثة المستوردة واللواتي يعرفن بالنساء الحداثيات أو الديمقراطيات تصرح بأنها تدعو إلى تحوير مجلة الأحوال الشخصية التونسية لأنها تتعارض مع الدستور! سعدت بهذا الاعتراف ومنيت النفس بيقظة وعي لاستعادة التوازن الأسري ومعالجة التفكك العائلي وإعادة الاعتبار للزوج والأب بصفته حامي حمى العائلة والمتحمل لأمانة صيانتها فإذا بالسيدة توضح لنا مزهوة بأنها ضد الفصل 23 من هذه المجلة التي انفردت بها تونس منذ 1956 لأن هذا الفصل في رأيها يكرس الزوج رئيسا للعائلة وتشرح لنا المناضلة قائلة: كيف يكون الرجل رئيس الأسرة بينما الدستور ينص على المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة!! فالسيدة إذن مستعدة للجهاد مع صويحباتها لإزالة هذه البقية الباقية من كرامة الزوج التونسي بعد إلغاء القوامة وللتذكير فإن قانون الأحوال الشخصية هو القانون الذي وقعه آخر ملوك تونس طيب الذكر سيدي محمد الأمين باشا باي سنة 1956 واشترك في تحريره أحد علماء السنة الشيخ المرحوم محمد العزيز جعيط مفتي الديار التونسية ووزير العدل الشاب آنذاك أحمد المستيري رحمه الله ثم تحمس له الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كان يؤمن بأن كل ما يسنه الغرب المسيحي من قوانين جدير بأن يطبق في تونس من أجل ما كان يسميه هو (اللحاق بركب الحضارة!) وبالطبع سوف أترك للقراء التوانسة والعرب الكرام اليوم سنة 2025 أن يستنتجوا بأمانة هل تحقق حلم بورقيبة في اللحاق بركب الحضارة؟ أم أننا ضيعنا بوصلتنا وتهنا في مهب الرياح والأزمات ولم نلتحق بأي ركب لأن هذا المشروع سقط كأوراق الخريف تحت ضغط الصعوبات الاقتصادية وتأثيرات العولمة وإخفاق مؤسسات التعليم والتربية وانهيار الثقافة الدخيلة المفروضة بالقوة على أجيال متعاقبة من التوانسة وتهميش الزراعة وهي أم التنمية واختيار السياحة التي هي قطاع كما رأينا خارج عن إرادتنا وتتحكم فيه وكالات (نيكرمان) و(توماس كوك) وهو رهين عملية إرهابية طائشة لتعود الفنادق الى الغلق والعمال والموظفون الى البطالة. وبصراحة بدل أن نلتحق بما سماه بورقيبة ركب الحضارة التحقنا بركب أبناء عمومتنا في ليبيا وسوريا والعراق واليمن واستيقظ المارد النائم من غفوة أهل الكهف وقد حسبناه ميتا فتحرك وانتفض وها هي حكومتنا تبرمج لمشاريع التصدي لما عساه يحدث من فوضى على حدودنا في حالة تدخل عسكري في الشقيقة ليبيا وهو واجبها مشكورة.
204
| 15 أغسطس 2025
رأينا في الجزء الأول من المقال كيف تمكنت القارة الأوروبية من إنقاذ اتحادها من التهميش المخطط له من قبل قوى عظمى، ونحاول في هذا الجزء الثاني تحليل التمكين الأوروبي وعودتها لمكانتها المتميزة فآخر خبر جاءنا من البيت الأبيض الأسبوع الماضي مع صورة جمعت بين الرئيس الأمريكي ورئيسة الاتحاد الأوروبي السيدة (فندر لاين). وهذا اللقاء تم بطلب من الأوروبيين لبحث سبل التخفيف من الضرائب التي فرضها (ترامب) على كل البضائع المصدرة من الدول الأوروبية الى الولايات المتحدة والتي تضررت منها فرنسا بالذات لأنها تصدر المشروبات الكحولية الراقية مثل الشامبانيا وأطنان سنوية من مستحضرات التجميل الشهيرة والملابس الفاخرة المنتجة من مؤسسات (ديور) وغيرها مما يستهلكه الأثرياء الأمريكان. توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري، يوم الأحد مما يُنهي المواجهة التجارية بين أهم الشركاء الاقتصاديين في العالم على مدار الأشهر الماضية جاء الاتفاق بعد مفاوضات حاسمة خاضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لاين) ويشمل فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 15 في المئة على جميع السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي. ويمثل الاتفاق تخفيفا لضرائب الاستيراد التي هدد ترامب بفرضها بقيمة 30 في المئة. وأكد ترامب على أن الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة سيفتح أسواقه أمام المصدرين الأمريكيين مع إعفاء كامل من الرسوم جمركية لبعض المنتجات. من جانبها أشادت (أورسولا فون دير لاين) بالاتفاق مؤكدة أنه سوف «يحقق الاستقرار لكلا الحليفين»، وهما يمثلان معاً ما يقرب من ثلث التجارة العالمية. وهنا لا بد أن نعرج على ردود فعل بعض القوى الاقتصادية العظمى من هذا الاتفاق بين واشنطن وبروكسل (عاصمة الاتحاد). فروسيا كانت أول من نعت الاتفاق بالوهمي طبعا لأنها لم تُستشَر ولأن علاقة خاصة تربط بين الرئيسين (ترامب) و(بوتين) ثم كأنما اعتبرت موسكو هذا الاتفاق بين حليفين تاريخيين طعنة من الخلف والسبب كان إعلان (ترامب) في نفس وقت توقيع الاتفاق أنه قرر التراجع عن تحديد مدة ثلاثة أشهر للرئيس الروسي حتى ينهي حربه على أوكرانيا وتقليص المدة الى خمسين يوما! وهو ما جعل الناطق باسم الخارجية الروسية يصرح بأن الرئيس الأمريكي اختلطت لديه الأمور والخرائط فاعتقد أن روسيا العظمى هي ولاية من ولايات أمريكا وزاد نائب الرئيس الروسي (مدفيديف) الطين بلة فصرح لوكالة تاس غاضبا: «نحن لسنا إسرائيل ولا إيران ونعتبر انذاراتك خطوة نحو حرب بيننا». أما الصين فلم تعلق على الاتفاق بتاتا لأنه لا يهمها ولا يمس مصالحها الاقتصادية فقد سبق أن تم توقيع معاهدة بين واشنطن وبيجين تضبط التعامل الجمركي بين العملاقين على أساس تحديد الضرائب بالمثل فالصين بلغت منذ عقدين مستوى الدولة الأقوى تصنيعا وتصديرا وهو نفس مستوى الولايات المتحدة، وطبعا فإن منطق الند للند هو سيد الموقف وكما يقول مثلنا العربي «عاش من عرف قدره»! وكما كنا نتوقع فإن رد الفعل الأعنف جاء من الكيان المحتل فاستدعت وزارة خارجيتها السفير الفرنسي لديها لتبلغه «توبيخا» نعم والله بهذا التعبير المنافي لأبسط قواعد العرف الدبلوماسي وهو ما رد عليه السفير الفرنسي بالاشتراك مع وزير خارجية فرنسا قائلا: «نحن دولة عضوة دائمة في مجلس الأمن ولا أحد يسمح لنفسه بإعطائنا دروسا لأن علاقاتنا الدولية تبنى على الشرعية الأممية وعلى التعامل الأخلاقي مع كل الدول بمعنى الاعتراف بحقوق الشعوب أن تختار أقوم السبل لتنظيم حياتها السياسية وما دام الشعب الفلسطيني اختار دولة تعيش الى جوار إسرائيل فله ذلك بمنطق حل الدولتين. وفي الجولة الثانية لمؤتمر السلام المشترك بين باريس والرياض الأسبوع الماضي عقد السيد (جون نويل بارو) وزير خارجية فرنسا والسيد (فيصل بن فرحان آل سعود) وزير خارجية المملكة العربية السعودية نقطة إعلامية أكدا فيها معا أنهما متمسكان بحل الدولتين ويعتبران ما تقوم به إسرائيل في غزة خرقا لقوانين الحرب وابتعادا عن السلام، وأكدا أن 14 دولة عربية وغربية سوف تنضم للاعتراف بدولة فلسطين في شهر سبتمبر القادم. ويجدر بالذكر أن هولندا تقدمت خطوة أخطر إذ قررت حكومتها تسليط عقاب على وزيرين إسرائيليين بمنعهما من دخول هولاند (وهما المتشددان بن غفير وسميرنوفيتش المعروفان بدفع نتنياهو الى مواصلة حربه على غزة بتلك الهمجية التي حركت ضمائر العالم وعزلت إسرائيل وشوهت ما بنته من سمعة الديمقراطية)، ورغم تنديد رئيس الحكومة الإسرائيلية العنيف بالتحرك الأوروبي واصفا إياه بمعاداة السامية! ذلك الوصف الجاهز الذي استعمل ضد كل من يخالف سياساته والذي لم يعد يقنع أحدا فحتى قدماء كبار مسؤولي الدولة العبرية لم يسلموا من هذا النعت! كما لم يسلم منه كبار القامات العالمية من أصل يهودي مثل (عالم الاجتماع الشهير (ادغار موران) وقد تجاوز المائة سنة وعالم الآثار (إسرائيل فنكلشتاين) صاحب الكتاب القنبلة الذي انتقد علميا النظريات القديمة عن أصول «بني إسرائيل» في محاولة إنقاذ ما تبقي من سمعة الرواية التاريخية التوراتية وكذلك عالم اللسانيات الشهير (ناحوم شومسكي) الذي أصدر عشرة كتب قيمة يفضح فيها خديعة الدعايات الإسرائيلية باستعمال اللاهوت التوراتي لتبرير خلق دولة عبرية وتعويض شعب أصيل بشعب دخيل وهي فلسفة حسب رأي شومسكي مضللة وما تزال تبرر للمتطرفين حرب الإبادة في غزة الى اليوم سنة 2025 (مع العلم أن ناحوم شومسكي ما يزال يقاوم التعصب وتزييف التاريخ وهو اليوم في سن الرابعة والتسعين. ونأتي الى مواقف بعض اللوبيات الأوروبية والفرنسية بالذات ما دام رئيس فرنسا (إيمانويل ماكرون) هو المبادر بالاعتراف فنقرأ في صحيفة (لوفيغارو) اليمينية الباريسية مقالا مطولا قال فيه كاتبه: يحق لنا أن نتساءل هل الرئيس (ماكرون) حسب جيدا حساب الربح والخسارة لبلاده وشعبه أم هو ألقى بنفسه وبنا جميعا في مغامرة طائشة ستعود علينا بوبال عالمي يصعب التكهن به خاصة وقراره الاعتراف بدولة فلسطين لم يتخذ بالتشاور مع حليفنا الأكبر والأهم الرئيس (ترامب) الذي لم يتحالف مع دول عظمى ضد مصالح أوروبا بل هو الذي وقف وراء عودة اتحادنا الأوروبي الى دوره الرائد في عالم متغير ومتبدل الخرائط والنفوذ وهو الأمر الذي يجعلنا نخشى تبعات المبادرة الماكرونية علينا عاجلا أو أجلا (انتهى كلام الفيغارو). ونحن العرب والمسلمين يمسنا كل تحرك غربي في منطقة الشرق الأوسط حيث أشادت معظم دولنا بقرار الرئيس الفرنسي وأيدته معتبرة أنه قرار يخدم السلام وينهي الحرب ويؤهل فلسطين لنبذ التطرف كما يجبر إسرائيل على إعادة تنظيم سياساتها بشكل يسمح لانتخاباتها التشريعية القادمة والتي يتلاعب نتنياهو بموعد انعقادها بإلغاء التحالف الراهن الذي أنتج أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفا ورفضا للانخراط في منظومة الدول المسالمة.
165
| 08 أغسطس 2025
تفاجأ العالم بقرار الرئيس (ماكرون) اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية وهو القرار التاريخي الذي سيعلن عنه بنفسه في خطابه على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر القادم! هذا القرار من دولة كبرى عضوة دائمة في مجلس الأمن وقاطرة الاتحاد الأوروبي السياسية لأن القاطرة الاقتصادية هي ألمانيا. وكما تتوقعون فإن هذا القرار ليس ملزما لفرنسا وحدها بل يهم كل عواصم الاتحاد الأوروبي ونتبين هذا من ردود الفعل الفورية التي جاءت من كل مكان وطبعا أولها دولة الكيان المحتل التي وصلت الى حد اتهام الرئيس (ماكرون) بخدمة الإرهاب وتبني مواقف حماس وبالتالي فتح الباب أمام القضاء على دولة إسرائيل نهائيا! وجاء التعليق أيضا من الإدارة الأمريكية التي اكتفت بالقول إن القرار متسرع ولا يضع الوقائع في محلها! ثم تعاقبت بسرعة ردود الفعل الأوروبية ما بين مؤيد ومتردد ومعارض. أبرز المؤيدين بشدة كان رئيس الوزراء الأسباني ( بيدروسانشيز) الذي سبق الرئيس الفرنسي بعدة أشهر وكان أول من صرح بأنه يشعر بالخجل والعار كإنسان ثم كأوروبي حينما يشاهد صور عمليات الإبادة الممنهجة واستعمال التجويع كسلاح حربي من قبل (ناتنياهو) داعيا نظراءه الأوروبيين الى إنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة من الإبادة والتهجير القسري وقال لقناة (سي إن إن) إن أسلم طريق للسلام هو حل الدولتين كما نصت عليه منظمة الأمم المتحدة و إن أقرب المواقف لبلوغ هذا السلام هو الاعتراف بدولة فلسطينية تجاور إسرائيل ولا تحل محلها. ولم يقف التيار السياسي عند حدود فرنسا بل تعداه الى دول أوروبية كبرى مثل بريطانيا التي كانت سياساتها «أطلسية» بمعنى أن حكوماتها المتعاقبة تتبع بصفة تلقائية مواقف الولايات المتحدة وهذا أمر طبيعي بالنظر للعلاقات التاريخية بينها وبين القارة الأمريكية منذ أن حل بها أصيلو المملكة المتحدة عام 1492 تاريخ ما سمي خطأ باكتشاف الأمريكيتين على أيدي البحار الإيطالي المغامر (كريستوف كولمبس) وهو أصيل مقاطعة جنوة الإيطالية وموله ملوك أوروبا ليقطع المحيطات الخطيرة بشجاعة أسطورية وينزل على سواحل ما كان يعتقد أنها الهند وبدأت في الحقيقة عمليات إبادة للسكان الأصيلين وتعويضهم بالمستعمرين البيض المسيحيين والبروتستانت وتمت عملية غش كبرى حين زيف الوافدون واقع الاحتلال وقامت ابواقهم بمخادعة كبرى الى يوم الناس هذا! ونعود الى سنة 2025 حيث قال المحرر الدبلوماسي في صحيفة الغارديان (باتريك وينتور) إن نوابا في البرلمان البريطاني يضغطون على وزارة الخارجية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ودعت (إيميلي ثورنبيري) رئيسة اللجنة المختارة للشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني الى الانضمام إلى دعوات الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) الذي فجر قنبلة الاعتراف وقال (وينتور) إن وزارة الخارجية البريطانية تتعرض لضغوط من النواب للاعتراف بالدولة الفلسطينية لو نفذ ماكرون خطته واعترف بالدولة الفلسطينية في مؤتمر دولي ( المقصود هو المؤتمر الذي تم عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ما بين 17 و 20 يونيو الماضي) وخصص لبحث مطلب حل الدولتين بمشاركة بين فرنسا والسعودية حيث دعا الرئيس الفرنسي لأن يكون المؤتمر لحظة حاسمة. وأضافت السيدة (ثورنبيري) إن اللحظة قد حانت لأن تعترف بريطانيا بالدولة الفلسطينية مضيفة “نحن بحاجة إلى انجاز مكسب سياسي مع أصدقائنا وخاصة الفرنسيين وقالت إن هناك الكثير من الدول الجالسة وتنتظر وأضافت أنه لو لم يتحرك الغرب وأوروبا بالذات سريعا فلن تكون هناك فلسطين للاعتراف بها. ومن جهته دعم السيد (كريس دويل) رئيس مجلس التفاهم العربي- البريطاني (كابو) الخطوة قائلا إنه كان يجب اتخاذها منذ فترة طويلة وان تحركا من عضوين دائمين في مجلس الأمن سيرسل رسالة قوية الى العالم وأضاف «إنه لو لم تتحرك بريطانيا بسرعة فستتعمق الأزمة نظرا لنية إسرائيل ضم الضفة الغربية فعليا. ويحظى كابو بدعم قوي بين نواب حزب العمال، وعدد كبير منهم غاضب على إسرائيل وتصرفها في غزة. وهناك أيضا غضب بسبب منعها لنائبتين من حزب العمال زيارة الضفة الغربية. ولا يزال الموقف الرسمي لوزارة الخارجية هو أنها ستعترف بفلسطين في اللحظة المناسبة ذات التأثير الأكبر ولكن عندما كان (ديفيد كاميرون) وزيرا للخارجية قدم تعديلا بسيطا على هذا الموقف عندما قال إن على بريطانيا الانتظار حتى نهاية العملية السياسية لكي نعترف بالدولة الفلسطينية وفي إشارة إلى إسرائيل قال إنه لا يمكن لأي دولة أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار بريطانيا بالاعتراف بفلسطين. وفاجأت تركيا العالم هذه الأيام بخبر مفاده اتفاق زعماء تهمهم قضية الحرب الروسية الأوكرانية على حضور مؤتمر للسلم ووقف إطلاق النار بإشراف الرئيس (أردوغان) وحضور الروسي (بوتين) والأوكراني (زيلنسكي) والأمريكي (ترامب) وهنا لم ننحرف عن عودة أوروبا الى الساحات الدولية لأن التقسيم الجديد لخريطة العالم يعتبر أوكرانيا وروسيا دولتين أوروبيتين ويسعى جميع هؤلاء القادة الى تجنيب أوروبا ويلات الحرب ومؤامرات التهميش. ونعود الى موقف (ديفيد كاميرون) الذي قال لقناة فرانس 5: يجب أن نتحرك نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسنفعل ذلك خلال الأشهر المقبلة وأضاف في إشارة إلى بعض دول الخليج بما فيها السعودية: أريد أيضا المشاركة في ديناميكية جماعية وذكر (كاميرون) بتصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي اتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين مضيفا: إن السعودية لن تعترف بإسرائيل إلا كجزء من اتفاق يتضمن مسارا لا رجعة فيه نحو دولة فلسطينية. ورغم وجود شكوك في بعض الأوساط الأوروبية حول مدى استعداد ماكرون لمعاداة إسرائيل إلا أن العلاقات الشخصية والسياسية بين (كيرستارمر) رئيس الحكومة البريطانية وزعيم حزب العمال و (ماكرون) قوية وسيكون من الصعب على وزارة الخارجية مقاومة أي ضغط فرنسي قوي للاعتراف بفلسطين خاصة إذا نظر إليه كجزء من سلام أوروبي خليجي مشترك علما بأنه في الوقت الحالي تعترف 148 دولة من أعضاء الجمعية العامة في الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة بالدولة الفلسطينية. ولم تتخذ أي دولة غربية عضو في مجموعة العشرين بما فيها كندا وألمانيا وإيطاليا الخطوة بعد وفي الوقت الذي صوت فيه الكنيست الإسرائيلي الشهر الماضي ضد حل الدولتين عارض زعيم المعارضة (يائير لبيد) قرار الكنيست وقال إنه يرى فرصة على المدى المتوسط لحل الدولتين طالما لم يكن متطرفو اسرائيل وفلسطين جزءا من الحكومتين.
294
| 01 أغسطس 2025
تعيش سوريا هذه الأيام منعرجا خطيرا من الفتن اغتنمه الكيان الإسرائيلي ليقصف دمشق ويصنع وحده جبهة إضافية تتولى مقاومته الى جانب جبهات لبنان واليمن والعراق التي تساند فلسطين وتدين حرب الإبادة في غزة حيث تتواصل الاشتباكات في السويداء رغم إعلان وقف النار. وأصبح المستشفى الوطني خارج الخدمة. وتتجدد الاشتباكات في السويداء جنوبي سوريا بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار بالتزامن مع حركة النزوح المستمرة من داخل مدينة السويداء باتجاه ريف درعا الشرقي وأفاد مراسل الميادين في سوريا الأربعاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء جنوبي البلاد «لم يُنفذ»، مضيفاً أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة بوتيرة متصاعدة وتجددت الاشتباكات في مدينة السويداء عقب خروقات نفذتها مجموعات مسلحة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما أعلنته إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية في سلطة المرحلة الانتقالية وأكدت الوزارة أن قوات الجيش تواصل الرد على مصادر النيران ضمن قواعد الاشتباك، وسط استمرار نزوح المدنيين وتحليق لطيران الاحتلال الإسرائيلي في أجواء المدينة وأفادت وزارة الدفاع السورية بأن «مجموعات خارجة عن القانون استأنفت مهاجمة مواقع الجيش وقوى الأمن الداخلي». ذلك جاء بعد إبرام اتفاق تهدئة مع وجهاء وأعيان المدينة وقال بيان الوزارة: «أكدنا في تعميمات سابقة أحقية قوات الجيش في الرد على مصادر النيران ودعت وزارة الدفاع المدنيين إلى «الالتزام بمنازلهم»، والتبليغ عن عناصر المجموعات الخارجة عن القانون المتبقين داخل المدينة من ناحيتها أفادت مصادر محلية سورية بأن المستشفى الوطني في السويداء أصبح خارج الخدمة حالياً بسبب الحصار الذي يتعرض له وناشد الكادر الطبي «التدخل بعد محاصرته بالآليات الثقيلة وقطع الكهرباء والمياه والغذاء عنه»، مطالباً بتحويل المرضى والمصابين إلى باقي النقاط الطبية من مشافي ومستوصفات المحافظة ونقلت وسائل إعلام سورية أن حركة النزوح مستمرة من داخل مدينة السويداء باتجاه ريف درعا الشرقي، هرباً من الاشتباكات المسلحة وأفادت تقارير إعلامية برصد تحليق لطائرات الاحتلال الإسرائيلي في أجواء السويداء، من دون ورود أنباء عن ضربات جوية مباشرة استهدفت منشآت عسكرية حساسة وعمارات مسكونة بحجة الدفاع عن طائفة الدروز معتبرة الدروز «حلفاء» لها وهو أمر ليس بجديد لأن صورا يحتفظ بها السنة السوريون خلدت مشهد سيد العقل الدرزي يقبل بحرارة مؤسس الكيان العبري (ديفيد بن غوريون) سنة 1958!. وشهد الجنوب السوري ليل الثلاثاء-الأربعاء تصعيداً عسكريا في محيط السويداء ودرعا تزامناً مع توتر داخلي غير مسبوق بين الحكومة الانتقالية في دمشق ومرجعيات جبل العرب واندلعت اشتباكات في السويداء وريفها بين مقاتلين من الطائفة الدرزية من جهة وعشائر بدوية ومسلحين تابعين لوزارة الدفاع السورية من جهة ثانية قبل أيام في اشتباكات لا تزال مستمرة أدت إلى سقوط عديد القتلى الذين يستحيل تحديد عددهم أو هوياتهم وسط جحيم فوضوي من إطلاق النيران في كل الاتجاهات بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ولعلنا نتساءل عن موقف دولة قطر من أحداث سوريا وتداعياتها المحلية والإقليمية وهي الدولة التي يوجه حضرة صاحب السمو أميرها دبلوماسية بلاده إلى تحمل رسالتها في تجنيب المنطقة ويلات العنف وأشباح الحروب الأهلية ولا ننسى أن قطر تميزت بموقفها الثابت المتمثل في الاعتراف بشرعية ما قبل انقلاب بشار الأسد عليها وإداناتها للممارسات الوحشية لنظام بشار الذي رد بالحديد والنار على مظاهرات شعبه السلمية والمطالبة فقط ضمن الربيع العربي بمزيد الحريات والحقوق المدنية لا غير. وفي هذا السياق أعلن الديوان الأميري القطري في منتصف الشهر الحالي أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السوري أحمد الشرع أكد خلاله موقف قطر الثابت في دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وذكر البيان أن أمير قطر أعرب عن إدانته الشديدة للاعتداءات التي ينفذها الاحتلال على الأراضي السورية واصفًا إياها بانتهاك صارخ لسيادة سوريا ومخالفة واضحة لميثاق الأمم المتحدة وتهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المنطقة. ومن جانبه عبّر الرئيس السوري أحمد الشرع عن شكره لأمير قطر على هذا الموقف مشيدًا بدور الدوحة في دعم سوريا وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. ولعلم القراء كانت قطر أول دولة تعترف بالشرعية الجديدة لسوريا واستقبلت دمشق أول مسؤول قطري كبير غداة فرار الطاغية الى موسكو تاركا وراءه جبلا من المعضلات أولاها ابتزاز الشعب السوري بالانقسامات الطائفية وتغذية الفتنة بين الطوائف التي كانت من قبل متعايشة في سلام يظللها جميعا علم سوريا. نحن نخشى على سوريا كوطن وكتاريخ وكموقع استراتيجي في المشرق الإسلامي أن يقع رجل الدولة المحترم الرئيس أحمد الشرع في فخ تعاونت على إعداده قوى معادية للعرب والمسلمين وفي طليعتها دولة الاحتلال التي يهدد استقرار سوريا وعودتها قوية معافاة هيمنة الكيان المحتل ومخططاته الشريرة لمواصلة حرب الإبادة واستعمال التجويع سلاح حرب. وتطلعنا قناة الجزيرة البطلة يوميا على مشاهد الأطفال الشهداء قتلى وجوههم على مواعينهم التي جلبوها لالتقاط لقمة عيش! ونرى اليوم كيف يتحالف أعداء سوريا على «تضخيم دور هيئة تحرير الشام» في مخطط شيطاني بهدف تذكير الغرب أن الهيئة كانت مصنفة «تنظيما إرهابيا». في هذا الجو المشحون بالأزمات تتمسك الدبلوماسية القطرية برسالتها في العبور بسوريا الى شاطئ الأمان وجاء نور أمل يوم الأحد الماضي بنجاح حكومة الشرع في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الشامل مع ممثلي أهل السويداء أعقبه في نفس اليوم انتشار قوات الجيش والأمن السوري في كل أرجاء السويداء وتأمين جميع الطرق المؤدية اليها ومنها. كما لم تتخل الدبلوماسية القطرية عن وساطتها في حل أزمة الكونغو، حيث تم في الدوحة توقيع اتفاق بين حكومة الكونغو وحركة 23 مارس التي تقود الفصائل المسلحة المحاربة لحكومة الكونغو منذ ثلاثين عاما، وبهذه الوساطة الخيرة قامت قطر بإطفاء فتيل عنف يهدد قلب القارة الأفريقية المحتاجة للأمن والسلام والتنمية.
348
| 25 يوليو 2025
أثناء إحدى زياراتي للمعرض الدولي للكتاب في الدوحة سمعت أصواتا شبابية تناديني باسمي تصدر عن موقع حكومي يتبع الأمانة العامة لمجلس الوزراء القطري، ولبيت النداء حين عرفت أن ثلة من طلابي وطالباتي تعرفوا عليَّ رغم مرور السنين والشيب الذي عوض سواد الشعر فغير ملامحي وشعرت بسعادة نادرة لمستوى التقدير الذي يكنه من كانوا في جامعة قطر وتعلموا مني حرفا ذات يوم قديم وطبعا افتخرت واعتززت بهؤلاء الأبناء البررة بأستاذهم، فدعوني وقدموا لي القهوة الخضراء وبعض التمر ثم أصر كل منهم على تذكيري بإحدى محاضراتي أو حكمة حفظتها ذاكرتهم من عهد دراستهم الجامعية وجميعهم أكدوا لي أن طريقتي في إبلاغهم المعلومة كانت مستوحاة من تجاربي في الصحافة والحياة ولا أكتفي بإملاء نصوص من الكتب عليهم. وكانت تلك اللحظات المختلسة من الزمن المسرع من أسعد لحظات حياتي في وطن عشت فيه ثلث قرن فأصبح وطني الأول لا الثاني ثم أهدوني كتابا ضخما يحتوي على 650 صفحة جميل الطباعة والتوضيب بتجليد عنابي اللون متميز يشجعك على تصفحه وهو بعنوان (الإنجازات الداخلية لدولة قطر 2023-2024) واسمحوا لي أن أستعرض معكم بعض محتوياته: يقسم الكتاب إلى وزارات الدولة فتعطي كل وزارة خلاصة مكاسبها في مجال تخصصها ويبدأ بوزارة الداخلية التي تؤكد جهدها في الشؤون الأمنية وترتيب دولة قطر في المؤشرات الالمية في مجال الأمن ثم تأتي حقيقة أن دولة قطر تتصدر الدول العربية مع ذكر الأوسمة والميداليات العالمية والتأكيد على وعي المواطن والمقيم بضرورة المشاركة في حفظ الأمن. وبعدها تأتي وزارة الشؤون الخارجية وهي التي سهرت على تمثيل الدولة وحفظ مصالحها والتعريف بقيمها الإنسانية والحضارية وعقد الاتفاقيات والتفاعل مع المنظمات الخليجية والإقليمية والدولية. وحرصت الوزارة على رقمنة المعاملات في كل أقسامها وسفاراتها تيسيرا للناس وتأهيل الشباب القطري لتحمل المسؤوليات الدبلوماسية والاشراف على الوساطات التي تقوم بها قطر في عديد مواقع الأزمات والصدامات بقصد إقرار السلام وعدم اللجوء للحروب والعنف. وتليها قطر للطاقة بما في ذلك البحث والتنقيب مع المحافظة على معدلات الإنتاج من حقل الشمال للغاز وتطوير الصناعة بالزيادة في الإنتاج. وبعدها وزارة المالية التي تشرف على المجال وعمل المصارف وتحصيل الإيرادات وتوزيعها في ميزانية الدولة السنوي وجاء دور وزارة المالية والاقتصاد التي تعلن أنها مسؤولة عن توجيه السياسات المالية للدولة ومراجعة التشريعات مع تحديث بعضها واتخاذ الإجراءات الضرورية في سن قوانين الجمارك وكذلك تطوير السياسات المحاسبية والرقابية للدولة ومقاومة التهريب والتهرب الجبائي وتبييض الأموال بما يدعم خدمة مصالح الشعب القطري وحماية أمنه. أما في وزارة التجارة والصناعة فنجد كما هائلا من الإنجازات حيث تشرف الوزارة على الحركة التجارية والصناعية وتوجيهها الى ما يتفق مع متطلبات التنمية الوطنية وتقديم كافة التسهيلات لنشاط التصدير والتوريد باقتراح مشاريع قوانين تقدم الى مجلس الشورى تيسر معاملات المصدرين والموردين بما يخدم حماية المستهلك وتزويد الأسواق بالسلع المطلوبة كامل السنة. ويشتمل الكتاب على نشاط مصرف قطر المركزي الذي يعمل على تحقيق أهداف السياسة الاقتصادية للدولة بما لا يتعارض مع استقرار صرف الريال واستقرار أسعار العملات الأخرى والاشراف على كل المصارف الموجودة بالدولة. يضم الكتاب أيضا إنجازات هيئة الرقابة الإدارة والشفافية التي تعمل على ضمان أعلى مؤشرات النزاهة ومكافحة الفساد ومتابعة سير وتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين أطراف قطرية وأطراف خارجية. وفي ملف وزارة الثقافة نجد أنها تسهر على كافة المجالات الثقافية والفنية والحفاظ على التراث الشعبي والاشراف على المتاحف والمكتبات وتقديم القوانين الخاصة بالإعلام السمعي والبصري والمكتوب والمرقمن وقطاع النشر من أجل توفير بيئة حاضنة للثقافة ورعاية إنشاء النوادي الثقافية وتشجيع الموهوبين. وفي سجل وزارة العمل نكتشف طبيعة عمل هذه الوزارة التي تشرف على كافة القرارات والقوانين المنظمة للمعاهدات الموقعة بين قطر ودول أخرى لتنظيم قطاع العمالة الوافدة وضمان حقوقهم مع تحقيق بيئة عمل صحية وآمنة وتسعى الوزارة الى رقمنة سائر معاملاتها في القطاعين الحر والحكومي. ونصل الى وزارة التربية والتعليم التي تسعى للارتقاء بمستوى التعليم وتلبية حاجيات الدولة للكوادر والمؤهلين موضحة حقيقة التحفيز على بلوغ تلك الغايات كما يضم الكتاب جهود المؤسسة القطرية للتعليم والثقافة والتنمية التي تكمل أهداف الوزارة بفضل سعي صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند الذي لم ينقطع منذ ثلث قرن. وفي ملف وزارة العدل نجد تعريفا بعمل الوزارة في الدفاع القانوني عن حقوق الدولة في كل الخلافات المحلة والدولية ومتابعة مهنة المحاماة بما يتطلبه هذا السلك من تشريعات وتحصينات ليقوم برسالته. مع انتهاء الوزارة من اعداد الخطة الاستراتيجية لقطاع العدل 2024-2030 وانتهاء الربط بين الوزارة والمجلس الأعلى للقضاء ووضع برنامج محكم لتدريب الكوادر القضائية على التشريعات الجديدة والسهر على مكاتب الوزارة خارج مبنى الوزارة لتقريب الخدمات من الناس أينما كانوا. ونصل الى إنجازات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فندرك أن الوزارة تعمل على رفع كفاءة التكنولوجيا والمتخصصين فيها حتى يخدم هذا القطاع عملية التنمية الوطنية ويصب في صالح مستقبل الشعب القطري الذي يسبق بفضل تلك الجهود الدول الأخرى السباقة الى هذا المجال. وجدير بالذكر أن الوزارة حققت تغطية بنسبة 100% كل مناطق الدولة من شبكة الاتصالات الحكومية مع التصدي بكل حزم لجميع الهجمات الالكترونية والقرصنة الرقمية. وفيما يخص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نتعرف على غايات الوزارة الكبرى في نشر الدعوة والثقافة الإسلامية وتنمية الوعي الديني والأخلاقي منذ الطفولة الى كل مراحل العمر مع الإشراف على المساجد وأئمتها والعاملين على صيانتها اليومية الى جانب القيام بنشر سلسلة (كتاب الأمة) التي بلغت سنتها الأربعين وتم توزيعها بأسعار رمزية على أغلب الشعوب العربية والمسلمة وكتبها تصدر شهريا في شكل موجز وميسر. هذه بعض فضائل الكتاب وهو فضل الدولة القطرية التي تتميز في كل الميادين. لا يسعنا إلا الدعاء لحضرة صاحب السمو أميرها المفدى الشيخ تميم بن حمد قائد المسيرة الحضارية للدولة ولصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة الذي قام بإرساء دولة عصرية ذات مبادئ عليا ومؤسسات حديثة حافظ عليها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم حفظه الله ورعاه.
168
| 18 يوليو 2025
نعم.. التميز ثقافة وهي خيار الدولة القطرية في كل مجالات الاقتصاد والتربية والرياضة والصحة العامة والتنافس التجاري وكذلك في السياسة الخارجية الذكية التي تقوم على الجمع بين أمرين هما حماية المصالح الوطنية وتقديم الوساطة من أجل إطفاء حرائق الصراعات المنذرة بالاشتعال بين الدول المتجاورة أو حتى بين الفصائل المتقاتلة في نفس المجتمعات. ولنأخذ مثلا قطاع التربية والتعليم الذي تضافرت فيه جهود الدولة وجهود صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر منذ تشييدها لتلك القلعة العلمية والتعليمية المتمثلة اليوم في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وفي المدينة التعليمية الرائدة التي تأوي أعرق وأشهر الجامعات العالمية ويتخرج منها شباب طموح مزود بأعلى المعارف والمهارات متحفزين لخدمة الوطن ورفع رايته عالية بين شعوب العالم. وفي هذا القطاع نذكر بأن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، تفضل فشمل برعايته الكريمة حفل جائزة التميز العلمي في دورتها السابعة عشرة 2024، الذي أقيم تحت شعار «بالتميز نبني الأجيال». وكرَّم سمو الأمير الفائزين بجائزة التميز العلمي لهذا العام والبالغ عددهم (60) فائزًا من حملة شهادتي الدكتوراة والماجستير وخريجي الشهادتين الجامعية والثانوية والطلاب المتميزين في المرحلتين الابتدائية والإعدادية إضافة إلى فئات المعلم المتميز والمدرسة المتميزة والبحث العلمي المتميز وذلك من أصل 246 مترشحًا تنافسوا على الجائزة هذا العام حيث تخلل الحفل عرض فيديو حول جائزة التميز كرحلة مستمرة متضمنًا آراء وتطلعات الطلبة المتميزين. وألقت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي السابقة كلمة في الحفل هنأت فيها الفائزين مُعرِبة عن شكرها وتقديرها وعظيم امتنانها لحضرة صاحب السمو لرعايته المستمرة لجائزة التميز العلمي، مؤكدة أهمية التميز في تطوير المجتمع وبناء أجيال المستقبل. وقالت إن جائزة التميز هي الجائزة الوطنية التي تحظى برعاية سموه كإحدى الدلائلِ البارزةِ على مكانةِ العلمِ وتقديرِ المتفوقينَ منَ الطلبةِ والطالباتِ ومن معلمينَ ومديري مدارسَ متميزين. كما أكدت سعادتها أن تنامي مجتمع التميزِ عامًا بعد عام يعكسُ الرؤية الوطنية الثاقبة للقيادة الرشيدةِ التي تضعُ الاستثمارَ في الإنسانِ القطريِّ على رأسِ أوْلَوِيَّاتِها، مشددة على أن التعليمَ الجيدَ ليسَ فقطْ إحدى ركائزِ التنميةِ البشريةِ بلْ إحدى الممكناتِ الرئيسةِ لتحقيقِ أهدافِ الدولةِ التنمويةِ الطموحةِ. وحول دور الرؤية الوطنية في تعزيز التميز قالت سعادتها: «لقدْ شَهِدْنا مؤخرًا إطلاقَ إستراتيجيةِ التنميةِ الوطنيةِ الثالثةِ التي تَمنَحُ الأولويةَ للتنافسيةِ وتعزيزِ الابتكارِ ودعمِ التميزِ المؤسَّسِيِّ سعيًا إلى تطويرِ اقتصادٍ متنوعٍ مزدهرٍ قادرٍ على المنافسةِ في عالمٍ متغيرٍ مما يتطلبُ إعدادَ قوى عاملةٍ جاهزةٍ للمستقبلِ». تجدر الإشارة إلى أن جائزة التميز العلمي يُكَرّم بها المتميزون علميًّا من أبناء دولة قطر في مجالات متعددة من أجل نشر ثقافة الإبداع والتميز في المجتمع القطري ودفع الطلبة إلى مزيد من التفوق والتحصيل العلمي المتميز وخلق التكامل بين الجهود الفردية والمؤسسية من أجل تحسين مخرجات العملية التعليمية والوصول بها إلى المستويات والمعايير العالمية. ونضرب مثالا آخر ساطعا وحيويا في التميز وهو القطاع الصحي حيث استطاعت دولة قطر خلال السنوات القليلة الماضية بناء نظام صحي عام عالمي المستوى وذلك بفضل النهج متعدد القطاعات للصحة والرفاه في البلاد حيث استثمرت الدولة كثيرا في تعزيز صحة ورفاه السكان وتحقيق الاستدامة استرشادا بالرؤية الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتحقيقاً لرؤية قطر الوطنية 2030 ونتيجة لذلك باتت دولة قطر أول دولة تحصل جميع بلدياتها على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية إضافة إلى حصول المدينة التعليمية بمؤسسة قطر على لقب المدينة التعليمية الصحية وجامعة قطر على لقب الجامعة الصحية وتطلب الوصول إلى هذا الإنجاز أن وضعت دولة قطر الصحة كأولوية للمدن من خلال تعزيز الصحة والإنصاف والتنمية المستدامة حيث تم تبني هذا النهج الرائد وترجمته إلى مبادرات وسياسات إستراتيجية وأفضل الممارسات من خلال اتباع الأولوية الإستراتيجية وهي «إدماج الصحة في جميع السياسات» بالتعاون الوثيق بين مختلف قطاعات الدولة فأصبح النظام الصحي في دولة قطر متميزا وفريدا من نوعه وبات يحظى بثقة ليس إقليمية فحسب بل وصل إلى المستوى العالمي حيث يتمحور النظام الصحي في قطر حول أهمية التغطية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع وتحسين صحة المجتمع القطري وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين والزوار، كما وكيفا، والارتقاء بخدماته إلى أعلى المستويات العالمية لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 فعلى مستوى المرافق الصحية العامة في البلاد شهدت السنوات الماضية نقلة نوعية في عدد المنشآت الصحية العامة وزيادة كبيرة في الكوادر الصحية وشبه الصحية الكفؤة حيث أظهرت الأرقام الحديثة أنه مع نهاية العام 2023 وصل عدد المستشفيات ومنشآت الرعاية طويلة الأمد في القطاع العام 19 مستشفى ومنشأة وزاد عدد المراكز الصحية في القطاع العام (تشمل المراكز التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والمراكز التي يديرها الهلال الأحمر القطري وفق اتفاقية مع وزارة الصحة العامة) إلى 35 مركزا موزعة على مناطق الدولة المختلفة، منها 6 مراكز للصحة والمعافاة بينما بلغ العدد الإجمالي للقوى العاملة الصحية في القطاع العام 29960 عاملاً صحياً. ولنضرب مثلا ثالثا في التميز وهو المعترف به دوليا ألا وهو المجال الرياضي إلى درجة أن الرئيس الأمريكي (ترامب) لم يتردد في التصريح علنا أنه طلب إعانة دولة قطر التي حققت أكبر نجاح في تنظيمها لكأس العالم لمساعدة الولايات المتحدة بتجربتها في تنظيم كأس العالم القادم. ولا ننسى ريادة أول وأكبر مستشفى رياضي في العالم وهو (أسباير) الذي هو مقصد الرياضيين الذين أصيبوا بكسور أو أي ضرر بدني من كل قارات الأرض. مع الملاحظة أن كل المراقبين والمنظمات الرياضية في العالم شهدت لدولة قطر بالتميز والكمال في تنظيم كأس العالم حيث لا تهور أو بلطجة أو حتى مجرد جريح في الحصيلة النهائية كما كان شأن كأس العالم في دول أخرى من العالم حيث اقترنت المباريات باستهلاك الممنوعات من كل نوع بل وأذى الناس وتهشيم المباني والمحلات التجارية. وإذ نكتفي بهذا القدر من أمثلة التميز فنحن نهيب بكل من يريد توثيق الإبداع القطري في المجالات الأخرى أن يطلبها من مواقع الشبكة العنكبوتية.
222
| 11 يوليو 2025
«نحن نرفض الموت عبثا في حرب يشنها رجل واحد من أجل بقائه في السلطة فقط ولا يتنحى فيحاكمه قضاؤنا المستقل» لست أنا من قال هذه الجملة بل وردت في بيان مجموعة من الضباط الشباب في الجيش الإسرائيلي قالوا إنهم مستعدون لعصيان الأوامر العسكرية وتحمل مسؤولياتهم ! ونشرت البيان صحيفة (هاأرتس) اليسارية المعارضة لحكومة الليكود العنصرية!! هذه عينة من تفكك المجتمع الإسرائيلي وجيشه مما يشير الى مخاطر جمة قادمة يتوقعها الجميع خاصة بعد أن ظهرت خلافات في وجهات النظر بين الرئيس الأمريكي ورئيس حكومة المحتل! وفي حالة حرب لا نرى لها نهاية حيث لا جريمة توازي أو حتى تنزل قليلا عن جريمة مروعة ويومية تتمثل في قتل الأطفال! بالإضافة الى أن «دولة» هي من يرتكبها فتنفي بنفسها عن نفسها صفة «الدولة» وتتحول حسب المنطق البشري العادي الى مجموعة عصابات تروع الأمنين وتغتال الأبرياء بلا رحمة بل يبرر متعصبوها وعنصريوها تلك الجريمة بما لا يقنع أحدا من الناس والتبرير المخزي هو: «أن مقاتلي حماس وسرايا الأقصى يضعون أطفالا في مقدمة مسلحيهم كدروع بشرية...! ويضيف رئيس حكومة المحتل قوله:» جيشنا (تساحال) أنظف جيش وأخلاقه معروفة عالميا وكذلك استخباراتنا بموسادها وشاباكها هي الأشد تعلقا بالأخلاق الدولية ولا تمارس إلا حقها. وأثارت الكاتبة الفلسطينية بسمة مشراوي هذه المأساة بقولها: «الخبر يبدو غير مهم فمنذ متى كان الدم الغزاوي مهما أصلًا! أفراد 15عائلة كانوا قاعدين هنا في أمان الله نزلت عليهم الصـواريخ دفنتهم تحت الأرض وهم أحياء في حفرة بعمق 20 مترا.. يعني لو فيه أمل حدا يكون منهم عايش راح يموت من الاختناق. 15 عائلة ابتلعتهم الأرض في لمح البصر. 15 عائلة كانت هنا.. قبل قليل كانوا هنا... ولا يزال البحث عن جثثهم مستمرا حتى اللحظة أمام 7 مليارات متفرج...! ولا يفوتني أن أذكركم بفيديو سجله مراسل قناة (العربي) يوم الأحد 29 وبثه للعبرة وهو يمثل الأم التي تركت ابنها الرضيع ذا الشهور الثلاثة في «الخيمة» وحيدا (طبعا الخيمة التي أسندوها لأسرة الشامي بعد خراب بيتها) وخرجت الأم الحنون تحاول العثور على حليب اصطناعي ينقذ فلدة كبدها من الموت جوعا. فوجدت جرعة من هذا الحليب عادت بها مسرعة الى الخيمة العائلية لتجد (ويا لهول ما وجدت) رضيعها مقصوفا مبتور الساق اليمنى!!! فألقت بالحليب على أرض غزة وحضنت الرضيع مبتور الساق تهرول به الى المستشفى الأقرب وهو أيضا مقصوف لتعثر على الطبيب الصامد بشهامة في أقسام ما تبقى من المستشفى لكنه أعلمها أنه سيعمل أقصى جهده لتخفيف الألم عن الرضيع النازف ويوقف النزيف بما أتيح له وشرع يدعو الله مع الأم أن يتولى هذا الطفل الضحية لأن المستشفى بلا دواء منذ تسعين يوما...! نعم فهذه الجريمة النكراء غير المسبوقة هي التي هزت ضمائر مواطنين ليسوا عربا ولا مسلمين بل فقط ناس عاديون شاهدوا استهداف الأطفال ورأوا كيف تستخرج جثامين الصغار والرضع من تحت أكوام البيوت المقصوفة من حجارة وأسمنت وحديد! ولتلفزيون الجزيرة بقنواتها العديدة وبلغات العالم أكبر الفضل في إشهاد أمم الدنيا على تلك الجرائم المستمرة في الحقيقة منذ تأسيس «دولة إسرائيل» سنة 1948 تاريخ تفعيل عصابات (شترن) و (الهاجانا) بزعامة (مناحيم بيغين) و(ديفيد بن غوريون) اللذين اغتالا مبعوث منظمة الأمم المتحدة (الكونت برنادوت) الذي أرسلته المنظمة وسيطا بين الجانبين العربي واليهودي والتخطيط لبرنامج أممي يشرف على تفعيل قرار التقسيم الذي أعلنته الأمم المتحدة بتاريخ 29 نوفمبر 1947! نعم ارتكب العرب عام 1948 أخطاء فادحة حين رفضت زعاماتهم قرار التقسيم وقبل الفلسطينيون بمغادرة بيوتهم ومدنهم وقراهم ومزارعهم تنفيذا لوعود الملوك العرب المتحكمين في دولهم بأنهم سيعودون. وفي هذا السياق أكد الإعلامي والمحلل السياسي صالح عطية خلال استضافته في حوار نظمته قناة الزيتونة:» أن أحد الأسباب الرئيسية لضرب إيران في الحرب الأخيرة كان دعمها المتواصل للمقاومة في غزة، مشيراً إلى أن قاسم سليماني لعب دوراً محورياً في تطوير قدرات المقاومة وخاصة من خلال اقتراحه بناء شبكة الأنفاق قبل نحو 20 عاماً والتي موّلتها إيران وساهمت في صمود غزة حتى اليوم وشدد عطية على أن فشل إسرائيل في إلحاق هزيمة حاسمة بإيران يعدّ مكسباً استراتيجياً كبيراً لفصائل المقاومة الفلسطينية التي كانت ستتضرر معنوياً بشكل بالغ في حال انهيار الحليف الإيراني. وأشار إلى أن الضربات الأخيرة التي وجهتها المقاومة إلى الاحتلال الإسرائيلي وأسفرت عن مقتل عدد من نخبة جنوده وضباطه تؤكد امتلاكها سلاحاً متطوراً وخطة عسكرية ناضجة تُظهر قدرة عالية على قراءة المشهد الميداني والتصرف بناءً على معطيات دقيقة. وختم عطية بأن القضية الفلسطينية ستظل محور الصراع في المنطقة وأن غزة – رغم التضحيات – خرجت من الحرب أكثر حضوراً في الوعي الدولي والإقليمي. وإن ما يجري من أحداث في الحقيقة كان مؤامرة محبوكة طبخت في لندن مع دهاة بني إسرائيل بقصد تهجير أصحاب الأرض والحق وإحلال الشتات اليهودي مكانهم أي القادمين من شتى بقاع الدنيا استجابة لنداءات الناطقين باسم وعد «الرب» لبني إسرائيل بأن فلسطين لهم وأن القدس قدسهم باسم (أورشالايم) وأن الضفة الغربية هي «يهودا والسامرة» وأن فلسطين أرض بلا شعب أعطتها التوراة الى شعب بلا أرض! وأن هيكل سليمان هدمه المسلمون وشيدوا فوق أنقاضه المسجد الأقصى وظل المتعصبون منهم الى اليوم يحجون الى حائط البراق لأنه بالنسبة لهم ولبن غفير هو حائط المبكى...!! ولا شك في أن الحرب الإسرائيلية على إيران لها أهداف تتعلق بفلسطين بغاية تهجير أهلها الأصلاء وإحلال الدخلاء مكانهم. وسؤالنا المشروع اليوم هو: هل تنتهي الحرب القذرة قريبا؟ الجواب جاءنا من حيث لا نتوقع! من بيان قمة حلف الناتو المنعقدة في مدينة لاهاي الهولندية الأسبوع الماضي حيث تعهدت دول حلف شمال الأطلسي بإنفاق 5 في المائة من اجمالي ناتجها المحلي على الدفاع والأمن بحلول 2035 ويرغب الحلفاء في تخصيص «ما لا يقل عن 3.5 في المائة من ناتجهم المحلي سنويا «للإنفاق العسكري و1.5 في المائة للأمن بشكل عام بما يشمل «حماية المنشآت الحساسة، وأكدت الدول الأعضاء في الحلف التزامها «الراسخ» بالدفاع المشترك بعد شكوك بالتزام الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بهذا المبدأ وجاء في البيان: «نجدد تأكيد التزامنا الراسخ للدفاع المشترك كما ورد في المادة الخامسة من معاهدة واشنطن بأن أي اعتداء على واحد منا هو اعتداء على الجميع وعندما طُلب من (ترامب) توضيح موقفه من المادة الخامسة قال: «أنا متمسك بها لهذا السبب أنا هنا لو لم أكن متمسكاً بها لما كنت هنا. وتبقى المفاجأة الكبرى هي توقيع 50 عضوا في الكونغرس الأمريكي على عريضة وجهت للرئيس (ترامب) تطالبه فيها بترحيل 700 ألف يهودي إسرائيلي إلى وطنهم الأم أمريكا!!
291
| 04 يوليو 2025
مساحة إعلانية
خنجر في الخاصرة قد لا يبقيك مستقيما لكنه...
1395
| 15 سبتمبر 2025
مثّل الانتهاك الإسرائيلي للسيادة القطرية باستهداف قيادات حماس...
786
| 14 سبتمبر 2025
شهدت الدوحة مؤخراً حدثاً خطيراً تمثل في قيام...
732
| 14 سبتمبر 2025
ها هي القمة العربية الإسلامية تعقد في مدينة...
666
| 15 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...
615
| 18 سبتمبر 2025
منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...
591
| 18 سبتمبر 2025
في أغلب الأحيان تكون المصائب والنوائب لها نتائج...
576
| 15 سبتمبر 2025
لم يعرف الشرق الأوسط الاستقرار منذ مائة عام،...
573
| 15 سبتمبر 2025
حين ننظر إلى الدعم الغربي لذلك الكيان المحتل،...
567
| 14 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...
528
| 18 سبتمبر 2025
الأحداث التي فُرضت علينا وإن رفضناها بعد الاعتداء...
525
| 16 سبتمبر 2025
في خضم هذا العالم المتصارع، حيث لا مكان...
495
| 14 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية