رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

162

د. أحمد القديدي

قمة الدوحة والمنعرج الحاسم نحو التنمية والسلام

07 نوفمبر 2025 , 02:47ص

تفضَّل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، صباح الثلاثاء، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات. 

ويدرك المتابعون لمسيرة قطر الأهمية القصوى التي يوليها صاحب السمو للتنمية الاجتماعية التي تعني في أبعادها وغاياتها تمتيع المجتمع الوطني بثمار الثروة دون نسيان مجتمعات الدول الفقيرة والمهمشة وتلك كانت وما زالت رؤية قطر بقيادة أميرها للتكامل العالمي واعتبار أن دولة قطر وكل دولة على وجه الأرض ليست أقمارا صناعية في الفضاء كل منها يدور في فلك بل إن الإنسانية بأسرها شبكة من العلاقات والمصالح المشتركة ولهذا السبب سُمي المؤتمر بالعالمي وهو الثاني بعد ثلاثين سنة من انعقاد الأول في كوبنهاغن. وندرك كل هذه الرؤى القطرية وتجسيدها في الواقع من خلال النقاط التي حللها حضرة صاحب السمو في خطابه الافتتاحي للمؤتمر، حيث بدأ بتذكير الحاضرين بتاريخ فكرة المؤتمر الأول ثم شرح اهتمام قطر بالعمل الاجتماعي فقال: «تنطلق استضافتنا لهذه القمة من إيماننا الراسخ بأهمية العمل الجماعي في قضايا يفترض ألا تكون خلافية لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، وحرصنا على تعزيز التنمية الاجتماعية، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الفقر، وزيادة فرص العمل، وتعزيز كل ما يضمن كرامة الإنسان، وتحقيق الإدماج الاجتماعي، وصولًا إلى مستقبل أكثر ازدهارًا وعدلًا للجميع. وتوجَّه سموه بالشكر والتقدير إلى معالي الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد (أنطونيوغوتيريتش) للدور الذي تقوم به المنظمة في هذا الباب. ثم تطرق صاحب السمو إلى الجهود الوطنية والعالمية فقال: «على الصعيد الوطني أولت دولة قطر أهميةً خاصةً للتنمية الاجتماعية، وحققت تقدمًا واضحًا وفقًا للمؤشرات الصادرة من المؤسسات الدولية المعنية، وتواصل الدولة العمل الدؤوب في هذا الشأن عبر تعزيز التنمية البشرية وتحسين جودة الحياة، والرفاه والازدهار، وتطوير جودة التعليم والتمكين الاقتصادي والرعاية الصحية والأسرية والحماية الاجتماعية، وقد أطلقت الدولة عبر وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة مؤخرًا إستراتيجيتها (2025– 2030)، تحت شعار «من الرعاية إلى التمكين»، ومن أهم ركائزها بناء مجتمع متماسك قائم على العدالة وتكافؤ الفرص والتمكين الإنساني وبما يتوافق مع إستراتيجيات الدولة ورؤيتها الوطنية 2030. أما على الصعيد الدولي، فنحن ندرك أن التحديات التي تواجه تحقيق التنمية الاجتماعية كالفقر، والبطالة، والتفاوت الاجتماعي، تتطلب منا جميعًا تعاونًا وتضامنًا فعالًا، وتعتز دولة قطر بالشراكة الإستراتيجية الوثيقة مع منظمة الأمم المتحدة، حيث لم تتوانَ يومًا عن تنفيذ تعهداتها وتعد قطر في مقدمة الدول الداعمة لها في مجالات مختلفة وستظل دولة قطر، شريكًا فاعلًا في المجتمع الدولي وداعمًا لجهود التنمية الاجتماعية من خلال ما تقدمه من مساعدات ومساهمات للعديد من الدول والمجتمعات من خلال صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية وغيرهما.

 وأشار سموه إلى التحديات المشتركة التي تواجهها البشرية مجتمعة مثل قضايا البيئة والمناخ والفقر واللجوء وحقوق الإنسان هو أول الواجبات هو الالتزام بالتعهدات. وفي حالة التنمية الاجتماعية، يتطلب الأمر ترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الدول في إعلان كوبنهاغن إلى واقع ملموس، وذلك من خلال معالجة الثغرات في تنفيذ تلك الالتزامات، ومنح الأولوية للحلول المبتكرة والشراكات الفعالة والمثابرة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ونوه سموه ببيان الدوحة المنبثق عن المؤتمر، حيث لا يمكن تحقيق التنمية الاجتماعية في المجتمعات من دون السلام والاستقرار. ونحن نؤمن بأن السلام الدائم خلافًا للتسويات المؤقتة هو السلام العادل. ولا يخفى عليكم أن الشعب الفلسطيني الشقيق يحتاج إلى كل دعم ممكن من أجل معالجة الآثار الكارثية التي خلفها العدوان الإسرائيلي الغاشم، والتصدي لعملية بناء نظام فصل عنصري في فلسطين. نحن ندعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني لإعادة الإعمار وتأمين الاحتياجات الأساسية لهذا الشعب الصامد حتى تحقيق العدالة وممارسة حقوقه المشروعة على أرضه ووطنه. وختم سموه خطابه بلهجة صادقة جريئة، حيث تحدث عن الصدمة من هول الفظائع في السودان وقال: لا يسعني أن أختتم هذه الكلمة دون الإشارة إلى صدمتنا جميعًا من هول الفظائع التي ارتكبت في مدينة الفاشر في إقليم دارفور في السودان وإدانتنا القاطعة لها. وهل كنا بحاجة إلى دليل آخر لندرك أن تجاهل العبث بأمن الدول وسيادتها واستقرارها، وسهولة إدارة الظهر للحروب الأهلية وفظائعها لا بد أن يقود إلى مثل هذه الصدمات؟ لقد عاش السودان أهوال هذه الحرب منذ عامين ونصف، وقد آن الأوان لوقفها، والتوصل إلى حل سياسي يضمن وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه. وجاء البيان الختامي الصادر عن القمة والذي وافقت عليه منظمة الأمم المتحدة في نيويورك أول أمس ليقرر التزام دول العالم المشاركة في القمة بتنفيذ قرارات القمة وعددها عشرون لخصها معالي الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحه إثر المؤتمر حيث قال: ستكون قمة الدوحة فرصة لتحقيق العقد الاجتماعي وإقرار الثقة اللازمة مما يجعل البيان تحديثا وتنفيذا عمليا لقرارات مؤتمر كوبنهاجن التي منها ضمان الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة للجميع مما يحقق حلم البشرية في ربط التنمية الاجتماعية بالأمن والسلام العالميين. وتوجه معالي السيد (غوتيريتش) بالشكر والتقدير لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المستضيفة للقمة الثانية وقال إن التحالف المثالي بين دولة قطر ومؤسسات الأمم المتحدة يؤكد حكمة سمو الأمير وانشغاله المستمر بغايات المؤتمر بالتنفيذ والمبادرة. ولا بد أن نورد الفقرة الأخيرة من خطاب سموه حين قال: «سوف يقاس نجاحنا بقدرتنا على ترجمة التزاماتنا إلى إجراءات ملموسة لتحقيق التنمية الاجتماعية للجميع وخصوصًا في الدول النامية ويمكننا سويةً أن نحول هذا المؤتمر إلى منعطف هام بحيث تسفر مداولاتنا عن خطوات عملية وفعالة تسهم في تحويل شعارات السلام والتنمية الاجتماعية والرفاه إلى واقع ملموس للجميع بلا تمييز».

مساحة إعلانية