رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كان يقف عند باب غرفة والديه وفمه على مقبض الباب، يفرك يديه تارةً ويحك رأسه تارة أخرى ليبحث عن إجابة وبخبطات خفيفة: — يمه.. — ها.. اشتبي؟ — متى أسوق السيكل؟ — المغرب... الحين الشمس كافخة!أقطب حاجبيه غضبا وزم على شفتيه حزنا من رد والدته، فلم يستطع أن يعود مرة أخرى ليسألها ثانية، خشية أن يركبها الغضب، فهو يعلم لو أن جملة " ورب الحرم والبيت " سبقت جملتها أصبح الأمر كقاعدة بلا استثناء، ونص لا يحتاج إلى اجتهاد، كانت تخشى عليه لدرجة الجنون، فتتخيل أن الأرض ستصبح كتلة حارقة وربما يتحول ابنها الوحيد إلى دجاجة مشوية إن سار فوقها، فسرعان ما توسوس لها نفسها بشأنه، كل ذلك لربطها أمور حياتها وعائلتها بالأمور المأساوية الخارجية...خرج أحمد لحبس نفسه في الصالة يراقب ساعة الحائط الخشبية القديمة ذات الحديدة الدائرية التي تتدحرج على الجانبين، ساعة قديمة تهز أرجاء المكان حينما تدق عقاربها معلنة الرحيل بين ساعة وضحاها، كان أحمد يتأمل دقاتها وينتظر وقت المغيب في ظهيرة لا ظل لها، أصابه الملل وهو يتنقل بين أشرطة غريندايزر والتدقيق في وجه هايدي، يتعارك في قضم أظافره وهو يتردد في السير تباعا ناحية غرفة أبويه ثم يعاود النزول إلى الصالة ليتعارك مع بعض الدمى أو الذهاب إلى "الفريزر" للاطمئنان على اللبن المثلج " بو نص " بأنه لا يزال موجودا فيشتاق إلى صوت تكسر الثلج عندما يفتح ذلك الفريزر الأبيض.كان " السيكل " هو أول هدية تقدم إليه بمناسبة نجاحه، فلا ينسى وجه أحمد العريض والذي زاد عرضه كرغيف دائري من شدة فرحته بتلك الدراجة ذات المقعد الأزرق، كانت والدته شديدة الوسواس وقد أصابها الحزن بعد شراء والده السيكل له، خشية أن يقتله... أو ربما يتفكك إطار واحد فينقلب أحمد على رأسه ويصاب بارتجاج في المخ... أو أن تنكسر حديدة ما وتنغرس في رجله فيصرخ تباعا وتجثي والدته على ركبتيها ليصدر منها صوت حزين فتصيح باسمه بعد لحظات من الصدمة: " أحمممممممممممممد... " ثم تقع جانبا بعد أن يسابق الدوران رأسها من سوء ما بشرت به...لم يكن أحمد يهمه سوى التقاط أنفاسه وهو يحرك رجليه على دراجة زهيدة الثمن، كانت في زمن الثمانينيات من أجمل وأغلى الهدايا... في وقت القيلولة لا يرغب أحمد في النوم بل يرمي حقيبته في صالة المنزل بعد عودته من المدرسة محمر الخدين من أشعة الشمس في صيف تجاوزت درجة حرارته أربعين درجة مئوية، زد عليه حرارة والدته حينما تتأكد بأن جميع كتبه قد اصطحبته وهو عائد إلى المنزل، ولم ينس قلما ولا ممحاة ولا مبراة، فتمد بصرها في حقيبته وهي تنثر علامات الاستفهام: " وين كتاب الشرعية؟ وين محايتك؟ برايتك حصلتها؟ حليت الواجب؟ أحمد؟! "، وهو في صمت عميق يعود إلى دميته ثم يفتح شاشة التلفاز ليتابع مسلسل " عقلة الاصبع " في جهاز مشوش ذي " أريل " يحتاج إلى تحريكه بشكل مستمر ليثبت توازنه.لا يزال يفكر في دراجته... عاد مرة أخرى فوقف مقابلا لباب غرفة والديه، وضع راحة يديه على سطح الباب وخده الأيمن ملتصقا به: — يمه! —.............. اووووووف... — يمه! — لا تسألني متى بتسوق السيكل! — لا يمه... متى يأذن المغرب؟ضحك والده بصوت مرتفع ثم فتحت والدته الباب بغتة، فأردفت إليه بالقول بابتسامة مفتعلة وهي تهز رأسها امتعاضا: " يا ليتك تحاتي دروسك مثل ما تحاتي اللعب... روح العب في سيكلك سندرتنا! "...تدار الكرة الأرضية ويسير الوقت بسرعة لا يستوعبها العقل... فينمو الشعر في جسد أحمد... وتظهر علامات شبابه ورجولته بمرور الزمن.... فيكبر وتكبر معه أوراقه الخضراء ويزرع على وجهه ذقن.... حتى يطرق الباب مرة أخرى على أبوين قد كبرا في السن ليسألهما بصوت مرتفع: " متى أسوق سيارة؟ "...فتسير بنا الحياة والعمر بنا يمضي... ولكل زمن روعته... فنكبر معا ثم نختلف! وقليلا ما نتفق!
911
| 15 مارس 2015
في غيوم رمادية وجدت نفسي وقد غسلت حزني بعد أن هطلت عليّ مرارا قطرات المطر... لا أحد يجوب في هذا المكان سواي وملامحي وورقة شجر خضراء قطعتها من إحدى شجيرات لندن... إما أن أكون لوحة بيضاء يكسوها وجه بلا ملامح وبرواز خشبي متآكل، أو أن أتحول إلى تمثال مثبت في إحدى متاحف مدينة الضباب...كيف هم يريدونني؟ لقد آثرت الصمت بعد سنوات من الكلام المتتالي وأيقنت بأنه خير دواء، لذلك بقيت لوحدي دون أن يلحظني أحد في مدينة الضباب، هم معي... لقد كانوا مجموعة من البشر... أتيت بلا موعد... بلا شجر يعلمني كيف أموت واقفة بصمود... بلا فجر يغطي عري سمائي... لقد خُذلت بصدقي وبان خذلاني بين عيناي فأغمضتهما... وقد صُدمت حينما أحسنت الظن بالجميع... فتحولت ملامحي إلى مجسم يزوره الزائرون... ويلامس حزنه العابرين.... لم أكتفي بعد من حزني... فهو صديقي الوفي الذي سرعان ما يفي بعهده ليأتيني زاحفاً هنا إلى مدينة الضباب...جلست على إحدى طاولات المقاهي في أكسفورد وتتداخل في أذني أصوات محركات الباصات الحمراء العاتية، واخترقت أنفي رائحة البن المحروق... وكتبت هذه الكلمات، فقلت لنفسي: "اللعنة ما الذي أتى بتلك الحروف في مدينة تركتني أستسلم للضياع؟ "، كنت أشعر بالظلم لبقائي بعيدا عن الحروف التي بنيتها يوماً لوحدي... ورسمت خطوطها سهراً... وجرحت أكفي لأجلها... وأدمعت عيني ذات يوم لحزنها... حروفي ساكنة بين دفتي كتبي تسير لوحدها مثلي تماماً كسيري بين شوارع مدينة الضباب الباردة، لا تجد من يذيب الجليد عن أطراف الكتب... وكذلك لندن وأشجارها متجمدة بلا ورق في شتاء دميم... ولا تزال تحتفظ بالطيور ونعيق غربانها السوداء... كانت نظرتي يتخللها لون الغربان الأسود... إلى أن أتى الوقت الذي أشعلت به شمعة... فسار بجانبي أحدهم أزال مابي من غموض... على ذلك الرصيف سرنا معاً... وتخاويني حكمته.... لم أكن أعلم حينها أن الطريق الحزين الذي أسلكه سيتخلله الأمل يوماً ما...في مدينة الضباب... كما انتثرت على وجهي قطرات المطر... انتثر الأمل... وأشعلت شمعة أخرى...في مدينة باردة.... سارت خطواتي... مع شخص حكيم شكوت إليه كسر طموحي... وعتباً آخر كثيراً ما أغرقت به أوراقي المسدلة... ولكنه رسم لي طموحاً آخر غير قابل للكسر...وزرع بداخلي معنى الصبر حينما نصحني به... ومعنى حسن الظن الذي خاب ظني به ذات يوم... عرفت أنه حينما يغيب الأمل يوماً فلا بد أن تكون عودته محملة بالغنائم...تركت حزني هناك... بعد أن ثبّت في ذاكرتي الصبر وحسن الظن... فحفرتهما على ورقة الشجر التي كنت أحملها معي، وذيلتها بعبارة: "الحياة ستصدق معي ذات يوم.... "...تذكرة سفر:كان سيدنا يوسف عليه السلام من المحسنين وبشهادة المسجونين معه، ومع ذلك مكث في السجن سنوات طويلة وأما هما فقد خرجا قبله، ولكن أحدهما أصبح خادماً والآخر قاتلاً... وأما يوسف فحينما خرج أصبح عزيزاً لمصر.
786
| 08 مارس 2015
ذلك الليل المُعتم أبحث به عن شيء مفقود، وفي كل ليلة أنتظر أن يحدث شيء، ليلة تلو الأخرى ولم يحدث شيء، أتجمد أمام شاشة الكمبيوتر بأصابع مشبوكة وبفم مزموم وأعين ملتصقة بعدسة النظارة، سرحان في وميض السهم فأثارني النعاس، ثم ألتفت نحو أي كتاب لأقرأ صفحة تائهة فأمتطي فكرة وأهرب بها إلى شاشتي البيضاء كالنملة حينما تسرق قطعة سُكّر فتضيع في دُهْمَة الحُفر الرمادية، فقدت تلك الليلة خشبة صغيرة كدت أكسرها على رأس شاشة الكمبيوتر لولا فقداني لها، افتقدت أصابعي ذلك القلم الذي طالما خربش على سطور الورق، فاجتث محبتي لوحة المفاتيح التي أغرس أصابعي في حروفها المحفورة بلا كلل فلم أعد ألامس قلمي، فهجرني وأصبح خطه متموجا كحياتي التي لم تسر على وتيرة واحدة، أذكر أن تلك الليلة لم أعش بها كما ينبغي فارتطم قلبي على حافة السرير، لم أعِ يوما ما كنت أكتب، ولم أبكِ لحظة إلا وبقلبي فسطاط من كلام، جربت الموت مرة فلم أبرح الحياة، بعد أن أسرى الهم بي دهرا فقاب قوسين أو أدنى، عشت ذات يوم وسط الأساطير المخرفنة فأصبحت أشبه بتحفة أثرية ليس بها سوى قلب مريض ينبض بألم. مكثت أمام الشاشة لكي تحضرني ملكة الإلهام، ووميض السهم زاد من تثاؤبي، شعرت بما يدور في خفايا روحي المنهكة، فكنت تلك الليلة أحوج مايكون لأهتف بحرفي وأكتب مابي، وأتحول إلى قلم وحبر مهجورين لم يرتضِ القدر أن يرسم لهما حياة ورقية أفضل، فسلما أمرهما لله لأنه القادر على كل شيء.تركت الشاشة وتركت معها ملكة الإلهام لأحارب نعاسي بالخروج من المنزل، على أن أجد قندسا أحدثه ويحدثني، بين شجرة وأخرى سرت وأنا أناظر ثمرات عاجزة عن الإنجاب تتساقط فوق وريقات الشجر اليابسة، بحثت عن ذلك القندس المرسوم بخيالي وهو يسير مثلي تماما فأنا أبحث عنه وأما هو فإنه يبحث عن نهر تتناثر فوقه قطرات مطر، وتحيط به الجبال الخضراء الشاسعة، استسلمت لذلك الخيال فأخرجت من حقيبتي رواية لنجيب محفوظ لأعيش أجواء أخرى لا تتناسب مع خيالي، ولكن سرعان ما أستيقظت من أضغاث أحلامي بعد أن وجدت أمام ناظري شابة انحدرت تدريجيا أنيابها وأسنانها الأمامية الأشبه بأسنان القنادس، تلك هي زميلتي في ذلك الفصل الثامنيني القديم، أتذكر أنها كانت تتسمر أمام الطاولات الأمامية في الصف آنذاك، دون أن تعار أي انتباه، لقد أخرجتني من عالم القنادس وعدت ثانية بعقلي إلى ممرات الفريج .- وش القصة ؟ قالت لي .- قصة إيش ؟- ما عندج إلا الكتب ؟ارتسمت علي ملامح خشبية أمام وجهها العريض وأنفها المعوج، وهي تعيد علي ذات الكلمات، وشذرات لعابها تناثرت على وجهي.ما عندج إلا الكتب ... ما عندج إلا الكتب ... ما عندج إلا الكتب ...تحدثنا جانبا لنصف ساعة عن أمور الحياة، وسلسلة الأسئلة تضاربت خلفها ذات الإجابة "ما عندج إلا الكتب "، انتهى اللقاء وسرت في طريقي وتتبعني صناديقي المتنمرة.. الغائرة.. الشامتة لتعيد علي الجملة بتهكم، فركضت والصناديق تركض خلفي ضاحكة، لا قنادس تنقذني ولا كتاب يخبئني في ثناياه سوى الرواية التي أحملها، دخلت إلى منزلي بعيون حمراء وتنفس متعب ودقات قلب سريعة، وصناديقي تردد غير آهبة "ما عندج إلا الكتب !"، فارتطمت بهم حافة السرير لأتخلص من تهكمهم .كانت ليلة لا تطاق.. عدت إلى شاشتي البيضاء.. ووميض سهمها المغلوب على أمره.. أسدلت الصفحة وفتحت صفحة أخرى لأقرر بعدها السفر إلى مكان ما بحثا عن قنادس تقرأني.. وقنادس أخرى أنا بحاجة إلى أن تستمع إلي بإنصات.
895
| 22 فبراير 2015
سألني بينما هو يقلّب ملفي الطبي: " اشرحي لي حالتك، أغرقيني بتفاصيل لا تهم ولا تسمعيني سوى ما يختلج نفسك، اجعليني صديقاً لك أو اعتبريني مقرباً إليك".قالها بينما سماعته الطبية معلقة على رقبته، ينظر إليّ بإمعان مفرط، أشاهد فمه يتحرك حتى أدركت أن صوته اختفى، لا أسمع إلا موسيقى عزفتها روحي الذابلة، وصنع أوتارها قلبي الكسير، وجهي مبعثر، سئمت من البحث عن بقاياه، وها أنا ذا أمام طبيب كالمحقق لا يمل من فضوله والخوض في خفايا نفسي البائسة، أود لو أن أكتب على حائط مكتبه الأزرق ما أريد بلا صوت يردد على مسامعي آلاف الأسئلة في الدقيقة الواحدة، لا أحتاج إلا لقلم داكن لأضع خربشتي التي تنتظر أن أسيلها على ورق حزين كصاحبته، وقفت أمام النافذة أنظر لأسفل الشارع الرمادي، أحاول أن أحسب المسافة ما بين شرفتها والرصيف لأنثر رغبتي في حذف ذلك الطبيب الثرثار من الأعلى، لم يزدني قلمي إلا غموضاً، فهو من جعل وجهي مبعثراً كحروفي التي لا تُدرج من ضمن اللغات التي لا يفهمها أحد، ولكنها لم تتركني لوحدي تحت عثرات الغرباء. وجهي مبعثر قلتها ذات يوم وأنا أجمع بقايا وجهي وتقاطع ملامحي الدامعة فانتثرت على يميني قوافي أشعاري وتراتيل خواطري التي نقشتها بدمي ، سرت على مفترق الطريق ولا تزال علامات الاستفهام تسقط على رأسي كالأحجار من تلك العيادة، أسير وتسير معي خطواتي فتهمس لخطوات المارة فتلمزني بالقول ثم ترشقني بأقسى أنواع العبارات وتتهمني بالجنون، دموعي تنتظرني خلف الإسفلت وبين سرايا الحي، تلك الطرقات تعرفني، فقد نقحتني وكشفت ما بي من أخطاء إملائية لا تغتفر. على الرصيف جلست وحدي أسامر وحدتي بخربشات قلم، شيء غريب أحدث في قلبي حشرجة بالرغم من صمتي، أصبحت أشبه بالزجاجة الرقيقة التي سرعان ما تنكسر وتتهشم، وتحدث جرحاً لمن يرغب في مداواتي، شيئاً ما يريد أن يختبئ خلف عقارب ساعتي ليوقف التوقيت عن الحركة دون جدوى، أكتب عبارات ليس لها محل، أتركها مبعثرة كبعثرة وجهي، وحينما يحين الوقت أجمعها وأدخرها لساعات الشدة، عندما تصرخ مذكراتي هل من حروف؟ حل الليل فلتحفت بنجومه وافترشت بعض أوراق الشجر التي كنت أشكو إليها منذ الصغر وأكتب على جذعها أبياتا للبدر: جرحٍ ينام .. وجرحٍ شعر بي وانتبه ..قام وتبعني لشرفة ظلمه بعيد ..جاني يقاسمني السهاد .. جاني قصيد .. أدفن يدي تحت الثرى .. فوق الثرى ..وأعيش أنا بباقي يدي ..نصف يموت .. ونصف درى أنه يموت ..يا سيدي .. ربي أنا نقطة فـ بحر ..علمني كيف أهوى الحياة ..علمني كيف أهوى القدر ..علمني بإيماني أكون ..يارب .. أكثر من بشر ..فأبكاني البدر وأبكت وحدتي متون أشعاره ...
1292
| 01 فبراير 2015
لم أعرف كيف ألملم شعثى وأجمع ما تناثر بى من مكعبات، تحاورنا معاً لنجد لنا مخرجا يقينا شر الهروب، وتبادلنا الحديث بأفواه بكماء تحمينا من شؤم الثرثرة، أشتهى حجراً أقتل به ضالتي، وأتلهف على طين ليُرتّب بعثرتي، عشنا معاً ليلاً جريحاً، وأصبحنا كأعين مذهولة لم يرف جفناها منذ البارحة ولكن لمّعتها أضواء الشوارع... سرنا بين بيوت من الطين بلا خريطة طريق تدلنا على منفذ، فكرنا بأن نتناثر فى الهواء كضياع انتحارى لكى لا يبقى بى سوى روحى فتطلق العنان لرجليها فى المكان دون أن يلحظها أحد." هل جننت؟ " هكذا خاطبت نفسى وأنا أنظر إلي فى المرآة بعد أن استشهد ظلى ذلك اليوم فى معركة بلا مقاومة ودونما سلاح، حتى أصبحت عبارة عن مكعبات لم تفهم ما بها من ألم، فلا زلت أرى وجهى مبعثراً، وعينىّ متأججتين كالنار، جدرانى فى ذلك المساء كانت دافئة وحميمية تلامس ما بى من مكعبّات لتمنحها الهدوء والسكينة فهى أعطف عليها من البشر، جلسنا مجتمعين لنبحث عن شيء يجعلنا كالجسد الواحد " اللعنة... أريد أن اكتمل! ".بعض الأفكار تتأرجح من أعلى سقفى وتراود مكعباتى عن نفسها، فقلت لها هيت لكِ، فتطايرنا فى الهواء لنبحث عن ذلك المجهول الذى سيُعيد اكتمالي، لم نجن سوى بعض من اللاصقات القوية فاجتثثناها من أدراجى الخشبية المتآكلة، لم نُصدّق ذلك فأردفت احد مكعباتى قائلةً: " هلا يا بعد حييّ وحياني! "، فاحتضنت تلك المكعبات بعضها البعض فأعادت الى جسدى المُفَرَّق ونحتت آمالى المجروحة وغرست خيوطها الطبية فى أعماق الجلد المُترّهل لجموحي، لم أكن سوى بقايا انسان!بعد مرور ساعات...تلك النجوم شعرت بها والتبس بى الليل، كان البرد قارساً وقد التبست به هو الآخر عتمة دامسة، صرصار الليل عزف لى لحناً آخر وأنا ما بين نوم ويقظة، كل شيء فاحم حولى هذا المساء، شعرت وكأنما أرجل تهرول فوق رأسي، لم تتضح لدى الرؤية بعد... الا بعد مرور ساعات وأنا فى غيبوبة داهمتنى لم أستفق منها إلا بعد أن سمعت صوتاً متذبذباً يسلك طبلة أذنى ممزوجاً بأشعة الشمس الساطعة على وجهي، ورائحة المطر تقتحم أنفي..." هلو... هلو " استفقت على صوت ترتسم عليه لكنة فلبينية، بجانبى زجاجة ماء وكوب القهوة الكارتونى لا يزال ملتصقاً بيدي، هرعت وقوفاً أبحث عن مرآة لأشاهد بها وجهي، وألتفت يمنةً ويسراً خشية أن ألقى مكعباً مفقوداً، كل شيء على ما يُرام فى جسدي، أين أنا؟ استفقت على باب الوزارة، أنا هناك... كيف وصلت؟الهدوء يعم أرجاء الوزارة، بعض الموظفين يمارسون أعمالهم بحواجب مقطبة وآخرون لا تتحرك بهم سوى أصابعهم على لوحة المفاتيح وأعينهم سارحة على شاشات الكمبيوتر، يبحثون عن وميض لسهم عابر يملأ شاشاتهم بالحروف، سلكت طريقى وفى يدى قهوتى فسمعت من مكان بعيد صوت محمد عبده يتغلغل من الراديو، مثل ذلك اليوم الذى سمعت فيه هذا الصوت فى منزلي:ناديتي... خانتنى السنين... اللى مَضت راحتناديت... ماكن السنين... اللى مضت راحتكنا افترقنا البارحة...البارحة.... صارت عمر...ليله... أَبَدْ عيٌت تمرٌ...وقفت بذهول أمام احدى المرايا... مكعباتى اختفت لم أعرفها ولم أعرفنى إلا منذ سطر... جميع مابى مكتمل الا بعض السطور التى تلاشت من جبينى فلم أعد أمتلك سوى سطر هائم... سرت بين الممرات لأبحث عن صدى لصوتي... وجواب لعلامات الاستفهام التى تترامى من أعلى رأسى الى أخمص قدمي.. أطلقت العنان لرجلى لتسير لوجهة ما بين ساكنى هذا المكان... ولم يرقبنى أحد إلا بعد دخولى لمكتب فخم أبوابه مذهبّة وذات خشب بني محروق ومصقول بحرفية،، نُقش عليه " هذا من فضل ربى "...فتحت الباب فاذا بسعادة الوزير يجلس على كرسيه بأنفة يرتدى سواداً، على رأسه تاج زمردي وعلى رأسى اكليل ويتكئ على عصاه يعلوها رأس غراب، طاولته خشبية فخمة يجلس حولها غربان سود ينظرون الى ويصدرون نعيقهم، التفت إلي سعادته مردداً: " قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ "، ثم ضرب بعصاه الأرض مراراً وتكراراً، والغربان ازداد نعيقهم وأنا أنظر اليهم بدهشة وأسأل نفسي: " من هؤلاء؟ أين أبناء وزارتي؟ أين أنا؟ جميعهم غرباء علي! ".أذناى امتلأتا بصخابة الأصوات حتى وجدتنى روحاً بلا جسد ووقتى يقضم أظافري... وقفت لوهلة أتأمل جسدى وهو يسقط على الأرض فتهشم كالزجاج، نبتت على طرفى ظهرى أجنحة بيضاء وتحول اكليلى الى حلقة دائرية يشع منها نور، قرأت على روحى الفاتحة وارتفعت الى الرفيق الأعلى مجتثة معى طموحي... آمالي... بقايا دفاتر أشعارى وقلبى الحزين، وأما جسدى فقد تحوّل الى مكعبات تطايرت فى الهواء كالاعصار فتحولت الى نقود ورقية تُقدّر بــ 7000 ريال قطرى كبدل عمل اضافى فى جيب أحدهم مجاناً ويقطن مكتبه فى طابق ما فى تلك الوزارة المضطربة...
1091
| 25 يناير 2015
الساعة الخامسة صباحاً يرن جرس المنبه ليُحدث في عقلي اهتزازاً مزعجاً، أستيقظ من النوم لأتخلص من بقايا أحلامي البالية، فتتشبث بي وسادتي لتمنعني من الرحيل، أتصارع معها بعينين شبه مغلقتين وحاجبين غاضبين فأطرحها صريعة، تتناثر على خريطة ملامحي مياه صالحة للشرب بها نسبة أملاح لا يُستهان بها، لأعيد الكرّة مرّات عدة حتى أستفيق من غفلتي الناعسة، ثم ألتقط لوجهي انعكاساً بمرآتي، من أنا؟ ما اسمي هذا اليوم؟ لا أعرف ، أنا مجرد كائن بشري يسير على الأرض بطريقة عكسية. انتهيت من المرآة و دوران شريط تنبؤاتي أمام ناظري وردود أفعالي المتوقعة لهذا اليوم، أدخل إلى المطبخ، ثم أتناول رغيفاً ساخناً، وأحتسي فنجاناً من القهوة، حتى لا يتبقى به سوى مقبضه فأدّخر التهامه إلى اليوم الذي يليه، ثم أسير على الهواء هرولةً، وأهرول زحفاً حتى أكون في منتصف وقتي، أمتلك عقارب وأرقاماً، أقلاماً وحروفاً، غيوماً وأمطاراً، رعداً وبرقاً، ولكنني لا أملك أنهاراً. كنت في هذا اليوم أرى ما لا يراه أحد، لا ألمح سوى ظلي الوحيد، شمس باردة أشعر بها وقد اخترقت أشعتها زجاج الصالة ذات اللون السكرّي، رائحة العود الكمبودي تضوع في أرجاء منزلي وتتصاعد في الفراغ، راديو والدتي الجلدي مُعلّق على الحائط المتوّجع من انغراس المسمار به، تتراقص الستارة المخشوشنة بفعل نسمات الهواء ذات البرودة القارسة ملوم ذيلها المنسدل متحركاً بإغواء على أغنية محمد عبده ... " تذكٌر .. صوتك يناديني ... تذكر ... تذكر ... تذكر الحلم الصَغير ... وجدار من طين وحصير ... وقمَرا ورا الليل الضرير ... على الغَدير ... لاهَبٌت النسمَة تكسر ... " يا لهذا الصباح الغريب، أبحث عن صدى لصوتي، لا يسير معي إلا ظلي، ويختبئ خلف ظهري الصمت وتجمدّني لسعات البرد، ربما هذا الصباح لي لا يعيش به أحد سواي وصديقي الظل الذي غالباً ما أشعر بانكساره فأقسو عليه، ثم أمارس معه تناقضاتي فأحزن عليه كثيراً، تارةً أنعته بأنه عدوي الجميل وتارةً أخرى بصديقي العطوف، وهو يراني بعينين ماكرتين وابتسامة يعلوها حزن. خرجت من باب منزلي حتى داهمتني رائحة المطر، وتلقيت صفعة من ذلك الهواء البارد، فوضعت فوق رأسي شوارع وبشراً ومنازل وأفكاراً ترافقني، وأنا أمتطي سيارتي وأشتم خليطا من رائحة المحرّكات وبقايا المطر، نظرت إلى ساعتي وهي تشير إلى السادسة والنصف صباحاً، شعرت بشوق إلى كوب آخر من القهوة ليعيدني إلى صوابي، فلا يزال الوقت مبكرّاً. ذهبت إلى أحد المقاهي التي تطل على بحر كورنيش الدوحة، جميع من في المقهى هم أنا وظلي وطاولة لم يرتكن عليها سوى رجل واحد، وأما بقية الطاولات فإنها تفتقد البشر في هذا الصباح اليتيم، سحبت كوبي الممتلئ بالقهوة واندفعت إلى خارج المقهى وقد اكتظت السماء بغيوم رمادية وهطل المطر من جديد. اقتربت من مكان عملي، وقد اختلفت أشكال قطرات الغيث وكأنما قناديل تضحك وتنزل إلى مبنى الوزارة، مظلاّت تهبط وبها بشر أعينهم لامعة، وكانت تحفهم السيمفونية التاسعة لبيتهوفن يتمايلون على لحنها وهم يتهافتون أمام الباب، أدلفت من باب سيارتي وبيدي قهوتي وعيني متسمرّة على " برشوتات " تهبط في كل مكان، يحيطون بالوزارة ويطوقونها ويركضون على سطحها، تعلوها بعض الأدخنة ومدفعيات تكسر السور، دخلت لأبحث عن إجابة فوجدت علامات الاستفهام تتساقط على رأسي، هؤلاء اقتحموا وزارتي! حطموا أبواب المكاتب فرحين، سرقوا أقلامي وأحرقوا أوراقي، اعتقلوا طموحي وطموح من هم حولي. لم أعرفهم جيداً، من هؤلاء؟ صوت لراديو آخر في أحد الممرات يتناقل خبر ذلك الاحتلال وصوت المذيع يصدح بالمكان، تتخلل أخباره بعض الفواصل لأغانٍ وطنية وأشعار حماسية، ولازلت لم أفهم ما الذي يحدث حولي، إلا بعد أن أُطلقت رصاصة في رأس طموحي من أسلحة جنود الاحتلال، وانتثرت أشلاء القهوة وأنا أنتظر دوري ليتم انتشال جثة آمالي وجثث الموظفين الشهداء، لم أكن أعلم إلا بعد وفاة طموحي بأن وزارتي قد أاحتلت من قبل مسؤولين جدد لم يولدوا يوماً في وزارتي، لم أكن أعلم أن سعادته يعشق رائحة الغربان! لم أكن أرغب مشاهدة هؤلاء الأغراب وهم يأمرون وينهون وأبناء ذلك المكان ما بين نفي وتهميش واعتقال، لم أكن أعلم ذلك إلا بعد حين وقفت عند باب أحدهم، لم يُفتح الباب لي إلى الآن، فاكتفيت بإخراج الناجين من تحت الأنقاض، فأؤازرهم وأذرف دمعاً بذرف دموعهم، ولا تزال "البرشوتات" تهبط، ولا زلنا نُضطهد! وسعادته " مستأنس ... الله يديم عليه الوناسة ويا فرحتي فيه". نهاية المعركة:عدت إلى المنزل وأنا عبارة عن مكعبّات صغيرة مُتفرقة، لم أجد من يلم أجزائي، وبهدوء مستميت أخرجت بعض الشظايا من قلبي الذي تحول إلى مُكعب متوقد، فأطفأته بعضاً من شذرات دموعي التائهة، ثم وجدتني وحيدة، أغلقت كل المنافذ التي رمتني بشرر، جلسنا معاً أنا ومكعباتي في أحد أركان غرفتي دونما ظلي الذي استشهد هناك، دقيقة صمت على روحه الطاهرة، ثم استمعنا إلى آخر الأغنية: " ريانَة العُود ... نادي ... نادي الليَالي تعُود .. بشوق الهَوى ... بوعُود ... بوجهي اللي ضيعته زَمَان ... في عُيُونك السٌود ... يا الضحكة العَذبة ... عَنك الصٌبر ... كِذبه ... وفيك العُمر موعود"...
1558
| 18 يناير 2015
تلك الهموم الخانقة ... والمانعة رئتيك من التنفس ... ضعها في إناء حجمه بحجم تلك الهموم ثم عش حياتك " بالطول و العرض " ولا تنس أن تُغطّي الإناء حتى لا تتسرب منه بعض الأوجاع ... سر في طريق آخر على رصيف يقطعك عن كل ما يُكدّر خاطرك... ويبكي عينيك ... تقول لي الناس ؟" الناس ما وراها إلا الأذية !! " ..." مشاكلهم ما تخلّص " ...." قلوبهم حاسدة " ... درينا ... وأزيدك بعد ... كل يوم يطيح من العيون أحباب ... لا تتكدر ... هذا هو حال الدنيا ... عش حياتك يبه ... ولا تترك على وجهك أي أثر حزين ولا ترم على تقاطيع ملامحك دمعة ألم ... التفكير يذبح ! شلي تفكر فيه ؟ وظيفة وعندك ... تاكل وتشرب ... عايش مرتاح ... خلك مرتاح على طول ! ولا تتأثر بعبارة " قالوا وقلنا " ، افعل ما هو صحيح لتسعد نفسك ... ولا تنس أن ترسم الابتسامة على وجه طفل فقير ... وتؤازر قلباً حزيناً .... لا تجهد نفسك في محاولة إرضاء الناس .. صدقني ولن تستطيع ذلك ... فهم لا يعجبهم شيء ولا يملا أعينهم إلا التراب، شسوي ؟ لا تسوي شي ! العمر يمر ... ويسير كما تسير عقارب الساعة ! لن يرجع الوقت ... عش اللحظة ... اضرب آراء الناس السلبية عرض الحائط ... طيب مضايق ... ليش ؟ مديري عصبي ! وزيري ظالم ! الموظف الفلاني يحاول يكيد لي ... وبعدين ؟ خلهم يخبطون راسهم في الطوفة ... تلك أمور لا مفر منها ... فأنت وسط بشر محقنة دماؤهم بحقد مبطّن... لا تلتفت لأي منهم ضع عاطفتك جانباً وأما عقلك اجعله الحكم ... هل سمعت عن قصة سيدنا موسى عليه السلام وفرعون ؟ فرعون طغى في الأرض وفسد فيها شر فساد ... مختصر القصة أن الحق لا يصمت أبداً وأن الباطل له نهاية مكتوبة في السماء .... فالحق منتصر ولذلك فُلق البحر وأُغرق فرعون وجنوده ونجّاه الله بجسده ليكون عبرة للطغاة الظالمين.... فقصته تمحورت حول صراع الحق والباطل ! ونحن هنا نعيش ذات الصراع لذلك عش حياتك ... انظر إلى السماء ... هناك إله ليس كمثله شيء ! لا تنس ذلك ... افرش سجادتك .. صل لله ... وادعوه في سجودك بما يختلج قلبك من كمد ... قل له واحك له كل ما تريد ... ابك له ... توسل إليه ... لا تخف فالله موجود ... وللمرة المليون عش حياتك ... لا تقل مديرك ... وزيرك ... زميلك ... مادري من ! خلهم يولون وعيش اللحظة ... شعرك أبيض ؟ ما ينلام مخك ... هذا من كثرة التفكير ... كفاية تفكير ! لا تجبر نفسك على شيء أنت لا ترغب به .. ولا تحنِ رأسك لأحد ... فقط احنه للواحد الأحد ولا تقف إلا عند بابه ... لا تطمع بجاه ولا تضع عينيك على ما ليس لك ولا تملأ قلبك حقداً على أحدهم ... وطالما أنت على الطريق السليم فلا تخف " امش عدل يحتار عدوك فيك " ... خذ بنصيحتي ... ولا تضيّع وقتك مع همومك المؤقتة ... وبعدها .... عش حياتك !
3112
| 11 يناير 2015
رصاصة أخرى في جبيني ... لم أمت بها ... قدري أن أعيش فترة أطول ... رصاصة قهر ممن أحببتهم Bang Bang... شعرة بيضاء أخرى تنمو على رأسي ... سيكتمل العدد وأنا في ريعان شبابي ... جميعهم يسيرون في طريقهم ... إلا أنا ما زلت على طاولتي أشتكي لقهوتي ما فعلوه بي ... Bang Bang ... ما الذي ينتظرونه مني ؟ قلبي ؟ أم عقلي الذائب في الفنجان ؟ أم يخططون لسرقة قلمي المكسور؟ لا أملك أية دفاتر ... اعتقلت جميع السطور ... أهذا ما تريدون؟ أترك لكم جبيني لتفجروه برصاصة أخرى ليزيد بي العمر صبراً فوق صبر Bang Bang... ولد بي طفل لعين أطلقت عليه اسم " إحباط " ... حاولت أن أقتله ... وكرهت يدي أن تفعل ... فهو لا يزال على قيد الحياة وقد كبر وأصبحت لديه أجنحة ترفرف على رأسي ... لست أنا من جلبته ... هم أقرب الناس من جعلوه ابناً لي ... ولكنني حتماً سأقتله لأعيش حياة أفضل Bang Bang ... تعلمت ... وكانت الكتب التي كنت أدرسها تحكي ... وتثرثر لوحدها ... و أتركها تتحدث مع نفسها ... كنت فقط أسرح في سطورها دون أن أستوعب شيئاً ... لم أكن أفقه ... إلا عندما وجدت طموحي يقف أمام الباب ليستأذنني بالدخول... Bang Bang ... شهاداتي جرحت حائط غرفتي وأثقلت جميع أدراجي ... عملت في مكان مهجور من البشر ... تعاملت مع كلاب وأسود ... كنت أسير ولا أبالي ... خططي أعددتها مسبقاً ... أنجزت جميع أجندات أعمالي ... ولكن غيمة سوداء تقبع في طابق ملعون... فكرت جلياً أن أخرج منه ... ولكن القدر أبى إلا أن أصبح جذعاً لا يزول... Bang Bang... رأيته ببشته يسير وحرسه معه على اليمين وعلى الشمال ... فاحترت في منصبه أهو رئيس أو مدير أو وزير ... فقد حشر رأسه في كل صغيرة وكبيرة... يفكر بنفسه ولنفسه ... يبتغي ما لا يريده الآخرون ... سيمحوه غروره يوماً بمجرد تحريك الزناد Bang Bang.. يريدونني شماعة لهم ... ليلقوا على عاتقي ما لا أستطيع ... على كتفي يتهافتون ليعبروا حاجز مكتب الوزير ... يتمايلون أمامه وأذيالهم تتحرك خلفهم ... وألسنتهم ممددة كألسنة الكلاب ولكن بلعاب مسموم... لست أبالي فقلمي لا يزال يطلق الرصاص... Bang Bang ... غريب أمره ذلك المسؤول الذي عنه يبحثون ... يختبئ خلف بشته يبحث عن وضع مأهول ... لقد آثر أن يوزع كعكته على من تشتهي نفسه ... فكم رغبت أن يأتي يوماً يلقي خطاباً ببشت مشقوق ... Bang Bang ... أرأيتم شراً في كتاباتي ؟ ألامستم حقداً في حرفي ؟ بل أنا هنا لأثبت لكم أني لست عن الحق أحيد ... فلينعتوا قلمي بالجنون ... وليلعنوا اسمي في الظلام ... سأُخلد يوماً كأقسى سطر قد كتب على مر العصور Bang Bang...
1447
| 14 ديسمبر 2014
جرح يعقبه جرح .. والنهاية درس نتعلمه... ألم يمحه ألم آخر والصدمات تتوالى مثل المطر وعلينا أن نرفع المظلة... ونسير بين ثنايا الحياة بحلوها ومرها ... وياما تعلمت .. اختزنت في ذاكرتي شخصيات وأوراقا ... ذكريات وأصناف إلى أن تشرب قلبي أنواعا من العثرات ... سهرت الليل وأمضيت يومي بالتفكير ... " شلي أسويه ؟ " سؤال كثيراً ما كنت أطرحه على نفسي ...تغيب فكرة وتأتي فكرة أخرى ومن الحياة نتعلم ... أكبر مدرسة وأغلى جامعة وأستاذها القدر ... نأخذ محاضراتنا وفقاً لجدول مرتّب ومعد مسبقاً وفقاً لقانون السماء، لا أحد يفلت من الرسوب إذا كان يسير بطرق ملتوية ...والنجاح لا يتعدى من ثابر واجتهد لأن الكريم سبحانه لا يضيع أجر من أخلص في العمل ... شاهدت بعض الوجوه وتعاملت مع بعض القلوب القاسية والعقول المتنمرة ويا ما تعلمت.... انقهرت من بعض البشر صبرت وتحملت ... وتذكرت أن الكريم بابه مفتوح ولا يخيب رجاء من ترجاه وتوسل له وبه، الواحد الأحد الفرد الصمد يعلم ما في القلوب دون أن تتكلم، ويضمد جراح المجروح دون حتى طلب، لأنه سبحانه حرّم الظلم على نفسه فكيف بالبشر الذين آثر البعض منهم أن يظلموا ويجحفوا الحقوق دون النظر إلى أعلى ومراقبة السماء ... دون التفكر بمن يقبع على كتفيهم ... دونما تأمل ذلك الكفن الذي سيلتف حولهم ذات يوم، كبرت وتذكرت كل الملفات القديمة ... فتحتها منذ فترة ... قلبت بعض الأشرطة .... وبعض الصور فتذكرت أني يا ما تعلمت من هذه الحياة مارست الكتابة صدفة دون سابق إنذار، تلاعبت بالحروف والكلمات " وين مارحت " أكتب وأكتب وأكتب، ربما وجدت لي متنفسا أبوح به بالرغم من غضب البعض علي، الكتابة جعلتني أكبر وأفرح وأحياناً أحزن، قلت الحق وقاتلني بعض غثاء السيل، وأصبحت الشكاوى تنهال علي من كل مكان ، كبرت ويا ما تعلمت إن الحزن لن يدوم والله ليس بغافل عن الظالم ومثلما يقولون " الله ما يطق بعصا الله يراوي ! " وبكتاباتي كشفت بعض الخفايا الحقيرة التي يختزنها بعض المسؤولين دون ذكر أسمائهم لأنه " اللي على راسه بطحة يحسس عليها " ، يبوحون بأسرارهم في الخفاء ويخططون لما سيفعلونه في الصباح الباكر، ولكن " حيل الله أقوى " ... والقلم أشد من وطأة السيف .يا ما تعلمت ... الحياة كلها دروس ... لا حزن يدوم ولا فرح يدوم ويا ما انصدمت ... أصناف البشر متنوعة أمامي منهم من يتمنى الخير ومنهم من يتمنى الشر والبعض يلبس الأقنعة ... مسكين من يسير في هذه الحياة " على ويهه " ، الطيبة " مالها مكان " كن طيّباً ولكن لا يصل بك الأمر إلى السذاجة احذر فلا تعلم من هو عدوك ومن صديقك ... تعلم من هؤلاء البشر العمليات الحسابية كاملة ... اطرح من هؤلاء من أراد بك السوء واجمع القلوب الوفية وأقسم بينك وبينهم معنى الصدق والأمانة ... لا تثق إلا بشخص مخلص لك لا تقل هذا مدير أو وزير أو أو أو ... فالنفوس أمارة بالسوء ... ولو جاتك الصدمة ممن لا تتوقع حاول تنسى ... ولو كان وقع الألم قاسيا ... فالنسيان نعمة ... وباب الله مفتوح...يا ما تعلمت ... مدير مجنون يعقبه مدير أجن والله المستعان ... نشتغل ... نتعب ... نبذل قصارى جهدنا ويبقى المدير هو الحكم والطامة الكبرى عندما يكون المدير " نار وسقم " ويسقيك من المر والعلقم ... إما غيرة وإلا " لعانة" والوزير ضائع ما بين كلمة وأخرى ... يمكن تعب أو يمكن مل، أحياناً كثرة الشكوى تجعل الفرد في دوامة " لوعة الجبد" ملينا كلنا ... ومثلما قال سعد زغلول لزوجته" مفيش فايدة يا صفية " ... و يا ما تعلمت من سعد وصفية والطربوش أمامي ... ويا ما ارتفع ناس بدل ناس وفقاً لقانون المحسوبية ... معليه ... الله موجود ....والكتابة هي الحل ... مبدأ وضعته لحياتي وبه ألفت كتابين رائحتهم قهوة، يمكن إدمان ... لكن هذا هو المنفذ لحياتي " هذا اللي عرفته " ... بعضهم يعتب علي ويطلب مني إني أتوقف والآخر يقول " بلاش مشاكل " ... والمشاكل ابتدت منذ أن تفوهت بالمثل القائل " إن حبتك عيني ما ضامك الدهر " وجعلته إحدى عناوين مقالاتي...الدنيا تعلّم ... الدنيا تربي ... ويا ما بنشوف ... معليه ... الصبر ثم الصبر ... ونترك الحياة مثل الفيلم نحن أبطالها ... ومن المخرج ؟ الوزير؟ لا ... المدير ؟ مستحيل! زوجك .. زوجتك ... أخوك ... صديقك ؟؟؟ لا أنت المخرج وهذه حياتك لونها كما شئت وارسمها وافتح لك طريقا آخر إما تكون في ظلام أو تسير ووسط روحك شعلة من النور ... اطرح واجمع واقسم يطلع الناتج إما نجاحا أو رسوبا ...
3032
| 07 ديسمبر 2014
سرنا معاً نجاري وقتنا المزدحم، ومزقنا الأوراق سوياً حتى لا يطلّع عليها الغرباء، لا أحد غيرنا يجوب دهاليز صندوق بريدنا الحزين، فنفتحه أنا وأنت لنكتشف أسراره ولربما تكون هناك رسالة ما عالقة في أعماقه.يا لذلك الحزن الذي يسكنني ويرافقني ويخلص لي فيُذكرّني بك ويرثيني كقصيدة منزوية لم يُكملها شاعرها، حزني أصم فمهما تحدثت فلن يسمعني... حزني أبكم فلن ينطق حروف اسمي... حزني أعمى فيسير بعصاته على جرحي...عند محطة القطار هناك أقف وأنت معي تنتظر لكي أنطق حرفاً أخفقت في التفوه به منذ طفولتي، فكبرت وكبر معي عجزي عن نطقه، أصبح صمتي صديقاً آخر لنا أنا وأنت والحزن وفي ذلك المكان كنّا ننتظر موعد رحلتنا إلى مكان بعيد لنسير معاً بين طرقات المدينة، نشاكس قطرات المطر وهي تبلل ملابسنا وتختلط بدموعنا... فنستمع إلى أصوات المارة ومرتادي المقاهي ويتداخل صوت فيروز مردفاً:"صار لي شي مية سنة عم ألّف عناوينمش معروفة لمينواوديلهن أخباربكرا لابدّ السما ما تشتيلي عالبابشمسيّات وأحبابيخدوني بشي نهارواللي تذكّر كل الناس بالآخر ذكرني".حزني ذو حبر أسود منثور على لوحة بيضاء لم يقرأه أحد بالرغم من مرورهم أمامها، وقد سحبوا بقايا الجرائد من جانبها، هناك تتكئ امرأة طاعنة في السن وتفترش أرضي وتلتحف سمائي، وتلامس نجومي دونما أذن...سعيدة بالرغم من فقرها، أتذكرها يا قلبي؟... هل سمعت صوت تمتمتها يا حزني الوفي؟ هل تستطيع نطق حروفها يا صمتي القاسي؟أصبحت بلا ماضٍ... وبلا ذكريات... صرت أعيش لحظاتي في يومي إلى أن ينتصف الليل لأبقى وحدي ولا تُحيط بي سوى الأوراق التي لم تغدر بي ذات يوم، جمعتني بأحدهم بقايا الأمس وصور ممزقة ولوحات مكسورة، فقد أصابهم الغرور فتركوا بصمة حزينة على جبيني... وكنت معك يا قلبي أسير بصحبتك لأخفف عنك تلك المواجع اللعينة...أنا الآن بأمان يا قلبي طالما أمامي ورقةأنا الآن أعيش بهدوء يا صمتي فزدني صمتاً كما شئتأنا الآن تشربت من الحزن يا حزني الوفي إلى أن فقدت الإحساس بك فعاقبني كما تُريدسنسير معاً أصدقاء مُقربين، لوحدنا دون أن يُشاركنا أحد رغيفنا.... أنا وقلبي وصمتي وذلك الحزن نجلس عند شرفة النافذة ننتظر متى يحل الشتاء ويسقط المطر... أنا يا قلبي أحمل قلماً يكتب بلا هوادة... كلماتي نص لا يحتاج إلى اجتهاد... حروفي قاعدة بلا استثناء... كتاباتي اختلطت بدمي وأثارت شجا الثوّارسنظل نحن الأصدقاء الأربعة منطلقين بلا توقف... بلا عشق زائف... بلا فراق... بلا ألم... نتقابل عند محطة القطار لنسافر بعيداً ويُحيط حولنا الورق.... ونبحث عن انتظار آخر...
1325
| 16 نوفمبر 2014
أسير على وجه الكرة الأرضية كعابر سبيل، أو كغريب في هذا العالم، لا ألتفت إلى الوراء وأمشي محاذيةً إلى حائط منزلي، بين يدي أملك مدن وقرى رسمتها من وحي خيالي، لا بها حزن ولا شجب، ولا غل ولا حسد، لأفيق على عالم آخر هو أكثر واقعية، أشاهد وجهي في مرآتي المكسورة لأكتشف شخصا آخر يختبئ خلف المرآة فيرسم صورة تختلف عن صورتي الحقيقية، ويُظهر الندبات التي يخلّفها الزمان على ملامحي...لا أرغب في الظهور وأفضّل أن أختبئ وراء ورقة بلا سطور، فلا أحدا يعرفني ولا هماً يقف عند باب قلبي.... صمتي فقط هو من يعرفني جيداً.... لا أخشى إلا المقربين الذين يكنون لي الحقد والحسد أكثر من الأعداء... هؤلاء هم "أعدقائي" كما قال خالد العمّار... ليس إلا لمجرد أنني أسير في عالم ورقي يختلف عن عالمهم، وطريقتي لا تُناسب طريقتهم... أسراري دفنتها في كتاب بلا عنوان، هم يبحثون عنها ليلاً ونهاراً ككنز ضائع في بحر عميق، لو وجدوه لأذاعوا بطولاتهم بعد الحصول عليه، مشاعري محتدمة في عالم واقعي، أسير في طريق وعر رغماً عني ليس بيدي ما أفعله سوى التجاهل عمداً! أحاول تجاوز بعض الحفر التي حفرها لي أحدهم وقد تناثرت على ملابسه بعض الرمال! " الكتابة هي الحل" ذلك هو مبدأي طالما تكاثر حولي الاختناق والكبت والانهيار، صمتاً يُخلّف وراءه صمتاً آخر وكأنما خُيّط فمي بخيط طبي لا يمكن قطعه إلا بأدوات خاصة، ولكن قلمي بكامل قواه العقلية، ويدي تتمتع بصحة جيدة، وعقلي رغم احتدامه واصابته بشيء من الوشوشة إلا أنه يقوى على التفكير، وقادر على سرد الحكايات الراسخة. لا أسمع إلا صوت عقارب الساعة تلك الواقفة بصمود على طاولتي الخشبية، تُشاهدني بذهول وقد انعكست شاشة الكمبيوتر على نظارتي الطبية، كومة من الكُتب... والقصص... والروايات مُتجمعة في أماكن متفرقة من غرفتي، كلما أنهيت كتاباً انتقلت إلى آخر دونما كلل، عندما أرغب في أن أهرب من واقعي أقرأ رواية ما وأعيش حبكتها وأشاهد صورها، وأتأمل أبطالها، وأستمتع بطريقة سرد الراوي لها، وعندما انتهي منها أعود إلى عالمي الواقعي البعيد عن الورق... آمنت بأنه كل منا له طريقته في الهروب من واقعه، منهم من يقطع تذكرة سفر ليختبئ في بلدة بعيدة بعض الوقت دون أن يترك عناوينه... ومنهم من يلتحف الفراش ويخلد إلى النوم ليصبح أسيراً لأحلامه ولربما كوابيسه، وآخر يُشعل سيجارة ليحرق ما به من ألم فيُدمّر رئتيه تباعاً، أو يحرق قهره في التهام الطعام الدسم لتزيد السعرات الحرارية في جسده، أما أنا فقد اخترت أن أضيع بعيداً بين طيّات الورق.
1213
| 09 نوفمبر 2014
مهما حلّت بك الخطوب، وأحاطت بك الأحزان، والمواقف الموجعة.. ستتراقص أمامك عبارة: " تكبر وتنسى "، بعد أن يتم تلقين أذنيك بسماعها بصورة مكررة.. تكراراً مملاً.. تتذكر طفولتك الملونة بأقلام امتلأت رؤوسها بمشاعر متفاوتة.. تجري.. تُسابق طفلاً آخر بعمرك.. فتقع على وجهك.. فترفع رأسك ببكاء ونحيب على ضرسك الذي تطاير.. حينها قالوا لك: " تكبر وتنسى ".. تغترب.. تبكي في وحدتك.. تعانق وسادتك وهي مضطجرةً بدموعك.. تتحدث أمام المرآة ولا أحد يسمعك.. ولا تسمع سوى تقارع الهواء بزجاج نافذتك.. فيهمس ذلك الهواء بحروف مبعثرة.. تحاول سماعها جيداً.. لتكتبها على ورقة.. فتعيد ترتيبها لتصبح: " ت ك ب ر وت ن س ى "! يصرخ أحد ما في وجهك.. ويسهب في تكوين ملافظ السعد ويلصقها على جبينك! فتدخل التاريخ من أوسع أبوابه.. وينحتها النحاتون في فرع متحف اللوفر القابع في ذاكرتك.. لكي يلتفت إليك أحد الزوّار ممسكاً بيده خارطة الطريق ويقول لك بطريقة هزلية: " تكبر وتنسى "!ترسب في أحد الامتحانات وجسدك لم يكتمل نضجه بعد.. فيلاقي أشد أنواع الضرب والبصق من والديك...والشتائم تعبر أمامك أثناء النقاش الحار معهم باستئذان: " اشوي لو سمحت ".. فيلتصق بغتةً شيء ما مصنوع من الجلد على ظهرك.. تستعيد قواك العقلية والنفسية بعد مرور ساعات قليلة من النزاع المسلح في منزلك.. لتهتف أنت الآخر بعبارة: " تكبر وتنسى "! تحتدم في رأسك الأفكار المتشابكة ببعضها البعض،فتسير في الطرقات وعلى رأسك غيمة سوداء.. تفكر في شؤون العمل.. ومسؤوليات وطلبات العائلة..ومشكلاتك مع أحدهم.. فواتيرك المتراكمة.. تعود إلى المنزل.. سارح الفكر.. لعبة صغيرة الحجم ملقية عند باب غرفتك بفعل فاعل.. ودون أن تدرك تدعس عليها حافي القدمين.. وغيمتك السوداء التي على رأسك تتخللها عواصف رعدية... مختلطة بالألم وفوران الدم.. حينها يخرج طفلك ويقول لك: " تكبر وتنسى "،عندما يثير صدقك حنق الآخرين.. ويشعرون بالإهانة جرّاء قوتك عند قول الحقيقة.. ستتعرض لشيء من الكلام السلبي.. والانتقادات اللاذعة.. وحفر الحفر.. والتسلح وهم يراقبوك من خنادقهم.. وتوجيه أسلحتهم المصنوعة من الاتهامات إلى رأسك.. ستنزعج كثيراً.. ولكن لا تقلق لأنك ســــ " تكبر وتنسى ".. يزداد بك العمر.. ويتكاثر البياض في شعر رأسك وحاجبيك.. تضعف قواك الجسدية وتترهل عظامك.. تمسك بعصاك وظهرك منحني، وتجاعيد وجهك كخارطة طريق توهت الغرباء.. يزداد سعالك كل يوم، تزعج من حولك بسبب أصوات سعالك الديكي.. تمرض.. ووقوفك على قدميك بات من المستحيلات.. تصبح طريح الفراش.. تدخل في غيبوبة.. كل من حولك أصابه الضجر! وبعض الدموع تتناثر من عينيك دون أن تدرك.. ربما حزن لم يشعر به من هم ينظرون إليك وأنت في المشفى.. لا تستطيع أن تحرك أي شيء من جسدك.. وفي جميع الأحوال لا تقلق ولا تحزن ولا تكترث .. لأنك " ستموت وستُنسى ".
1891
| 02 نوفمبر 2014
مساحة إعلانية
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4503
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3369
| 29 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1344
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1197
| 28 سبتمبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
1080
| 02 أكتوبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
885
| 30 سبتمبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
843
| 30 سبتمبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
669
| 02 أكتوبر 2025
كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...
612
| 30 سبتمبر 2025
في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...
609
| 30 سبتمبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
594
| 03 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية