رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة عبدالعزيز بلال

فاطمة عبدالعزيز بلال

مساحة إعلانية

مقالات

786

فاطمة عبدالعزيز بلال

خطواتي... تسير... في مدينة باردة

08 مارس 2015 , 02:45ص

في غيوم رمادية وجدت نفسي وقد غسلت حزني بعد أن هطلت عليّ مرارا قطرات المطر... لا أحد يجوب في هذا المكان سواي وملامحي وورقة شجر خضراء قطعتها من إحدى شجيرات لندن... إما أن أكون لوحة بيضاء يكسوها وجه بلا ملامح وبرواز خشبي متآكل، أو أن أتحول إلى تمثال مثبت في إحدى متاحف مدينة الضباب...

كيف هم يريدونني؟ لقد آثرت الصمت بعد سنوات من الكلام المتتالي وأيقنت بأنه خير دواء، لذلك بقيت لوحدي دون أن يلحظني أحد في مدينة الضباب، هم معي... لقد كانوا مجموعة من البشر... أتيت بلا موعد... بلا شجر يعلمني كيف أموت واقفة بصمود... بلا فجر يغطي عري سمائي... لقد خُذلت بصدقي وبان خذلاني بين عيناي فأغمضتهما... وقد صُدمت حينما أحسنت الظن بالجميع... فتحولت ملامحي إلى مجسم يزوره الزائرون... ويلامس حزنه العابرين.... لم أكتفي بعد من حزني... فهو صديقي الوفي الذي سرعان ما يفي بعهده ليأتيني زاحفاً هنا إلى مدينة الضباب...

جلست على إحدى طاولات المقاهي في أكسفورد وتتداخل في أذني أصوات محركات الباصات الحمراء العاتية، واخترقت أنفي رائحة البن المحروق... وكتبت هذه الكلمات، فقلت لنفسي: "اللعنة ما الذي أتى بتلك الحروف في مدينة تركتني أستسلم للضياع؟ "، كنت أشعر بالظلم لبقائي بعيدا عن الحروف التي بنيتها يوماً لوحدي... ورسمت خطوطها سهراً... وجرحت أكفي لأجلها... وأدمعت عيني ذات يوم لحزنها... حروفي ساكنة بين دفتي كتبي تسير لوحدها مثلي تماماً كسيري بين شوارع مدينة الضباب الباردة، لا تجد من يذيب الجليد عن أطراف الكتب... وكذلك لندن وأشجارها متجمدة بلا ورق في شتاء دميم... ولا تزال تحتفظ بالطيور ونعيق غربانها السوداء... كانت نظرتي يتخللها لون الغربان الأسود... إلى أن أتى الوقت الذي أشعلت به شمعة... فسار بجانبي أحدهم أزال مابي من غموض... على ذلك الرصيف سرنا معاً... وتخاويني حكمته.... لم أكن أعلم حينها أن الطريق الحزين الذي أسلكه سيتخلله الأمل يوماً ما...

في مدينة الضباب... كما انتثرت على وجهي قطرات المطر... انتثر الأمل... وأشعلت شمعة أخرى...

في مدينة باردة.... سارت خطواتي... مع شخص حكيم شكوت إليه كسر طموحي... وعتباً آخر كثيراً ما أغرقت به أوراقي المسدلة... ولكنه رسم لي طموحاً آخر غير قابل للكسر...

وزرع بداخلي معنى الصبر حينما نصحني به... ومعنى حسن الظن الذي خاب ظني به ذات يوم... عرفت أنه حينما يغيب الأمل يوماً فلا بد أن تكون عودته محملة بالغنائم...

تركت حزني هناك... بعد أن ثبّت في ذاكرتي الصبر وحسن الظن... فحفرتهما على ورقة الشجر التي كنت أحملها معي، وذيلتها بعبارة: "الحياة ستصدق معي ذات يوم.... "...

تذكرة سفر:

كان سيدنا يوسف عليه السلام من المحسنين وبشهادة المسجونين معه، ومع ذلك مكث في السجن سنوات طويلة وأما هما فقد خرجا قبله، ولكن أحدهما أصبح خادماً والآخر قاتلاً... وأما يوسف فحينما خرج أصبح عزيزاً لمصر.

اقرأ المزيد

alsharq الاجتباء الحصيف

لبعض الاختيارات ثمنُها الباهظ الذي يجب أن يُدفَع، وتكلفتُها الغالية التي لا بدّ أن تُسدّد، إذ لا يمضي... اقرأ المزيد

54

| 14 أكتوبر 2025

alsharq بعد خمسين سنة

انتهيت من مشاهدة الحلقة الأخيرة من المسلسل الأمريكي Six Feet Under، وقصته تدور حول عائلة تملك دار جنائز،... اقرأ المزيد

66

| 14 أكتوبر 2025

alsharq العطر الإلكتروني في المساجد.. بين حسن النية وخطر الصحة

لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في العناية بالمساجد وصيانتها وتوفير سبل... اقرأ المزيد

21

| 14 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية