رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الإتيكيت

عُرفَ الإتيكيت Etiqette في الصين وأثنيا ومصر وبابل وآشور في القدم! كما عزّز الإسلامُ مبادئ الإتيكيت لتكريس آداب التعامل بين البشر في قالب من التراحم والترابط والتكافل والتواضع والمساواة! وبدأ بأدب المائدة والضيافة وعلاقة الإنسان بأهله وأصدقائه وسائر أفراد المجتمع.وتطوّر مفهوم الإتيكيت مع الحضارة الأوروبية اعتبارًا من عصر النهضة، ولقد قام الكاتب الإيطالي (بلوا أسركان سيتجليوني – 1478-1529) بتدوين بعض تلك الآداب عام 1528 في كتاب معروف هو (Cortegiano / The Courtier)، وكان من أهم المراجع في آداب اللياقة عند الإيطاليين! ثم جاء الفرنسيون في القرن السابع عشر بنموذج متكامل لآداب الممارسة في العلاقات بين البشر خصوصًا في الحقل الدبلوماسي. وأصَّلت فرنسا فن اللياقة Etiqette والمجاملة Courtoisie في عهد لويس الرابع. (قواعد اللياقة والمجاملة في العمل الدبلوماسي، د. أحمد محمود جمعة، 1427هجرية).ولقد نظّم الإتيكيت حياةَ الناس، ورتّب أفكارَهم وممارساتِهم، بحيث أصبح نبراسًا للإنسان الراقي، السامي بأفكاره وتصرفاته. ولكن ما نلاحظه لدى البعض من تجاهلٍ لأصول الإتيكيت يُخرّب تلك العلاقات، وينشر الضغائن، ويؤكد الانشقاق بين أفراد المجتمع الواحد، بل ويضعهم تحت طائلة الانتقاد والسخرية.فإنسان تتصل به على (النقال) ولا يرد عليك، ولديه رقمك! ثم تتصل بمكتبه – وهو يعمل في وظيفة لها علاقة مباشرة مع الجمهور وتتعلق بالرأي العام – ويرد عليك سكرتيره بأنه في اجتماع، ويأخذ السكرتير رقم الهاتف على وعد أن يتصل بك بعد نصف ساعة، ولا يتصل أبدًا!؟ ثم تعلم بأن الشخص المقصود أصلًا لا يداوم في مكتبه!؟ وتلك طامة كبرى!وإنسانة تحضر ندوة تتحدثُ فيها متخصصةٌ في علم من العلوم، وتقوم تلك الإنسانة برفع صوتها في حديث آخر (حول مشروعها التجاري في بلدها) متجاهلة هذا الجمع الذي أزعجهُ كثيرًا صوت تلك الإنسانة، المدعوَة لمناسبة في إحدى بلدان الخليج، حيث لا يجوز أن تُخرّب تلك الندوة برفع صوتها الذي أزعج الحاضرين ونظروا لها شزرًا. وقضية رفع الصوت تتكرر كثيرًا في الأماكن المغلقة مثل الطائرات أو صالات المطار.وإنسان يدخن وهو يسوق السيارة، ويُخرج يده من السيارة ليُلقي رماد السيجارة في الهواء، ليتطاير على السيارات الأخرى! والأنكى من ذلك أنه يرمي عَقبَ السيارة المشتعل في الشارع، والشارع مليءٌ بالغازات!؟ دونما أي اعتبار لقضية السلامة أو النظافة أو حقوق الآخرين!؟ وضرورة (إماطة الأذى عن الطريق)، لا زيادة ذاك الأذى. والغريب أن ذاك المخلوق يركب سيارة "فارهة" ويُعلي من صوت الأغاني الشبابية، وأحيانًا تجد بيده اليمنى الهاتف النقال!؟ وإنسان لا يعرفُ فنَّ (الكياسة)، وهو جزء هام من الإتيكيت، ولا يدركُ متى ينصت ومتى يتحدث!؟ بل ويدخلُ (عَرضًا) قاطعًا حديثًا لشخص آخر، ما يُشتت أفكارَ المتحدث، وبكلمات ليست ذات دلالة أو أنها لا ترتبط بالموضوع، مثار النقاش.وإنسان لا يُدرك نعمةَ الصدق في التفكير والسلوك! ونجده يُعطي وعودًا دون أن يفي بها، ويَعدكَ بأن يتصل بك غدًا ولا يتصل! ويحتقر نفسه عندما يلتقي بك في مكان عام، و "ينصفق" وجهه، ويتحاشاك ما أمكنه.وإنسان يأتي للصلاة في المسجد ويوقف سيارته خلف سيارة أحد المصلين، ليأتي هذا الأخير ويجد سيارته محشورة، ولديه موعد هام، وعليه أن ينتظر حتى ينتهي "المُصلي" المؤمن من صلاته. ويأتي الأخ الأول ما شيًا الهوينا، ويرى علائمَ الضجر على صاحب السيارة المحشورة، ليقول: "آسفين.. أخرناك، تدري الصلاة!" بـالله عليكم، هل الصلاة تأمرنا بمضايقة المصلين الآخرين؟ وتجاوز حقوقهم!؟ وهل ذاك من الدين الذي يدعو إلى عدم إيذاء الآخرين ومضايقتهم؟وإنسان يصرخ على عائلته في المطار دونما أي احترام للزوجة والبنات والأولاد، ولكأنه في عزبته!؟ لتجدَ الزوجة والبنات والأولاد قد تحجّرت الدموع في مآقيهم، وهو سادر في رفع صوته دونما اهتمام بنظرات الآخرين، ولكأنه يسوق "قطيعًا" من....!بودي لو حاسبَ أيٌّ منا – وأنا الأول – على تصرفاته خلال اليوم كله، فحتمًا سوف تنحسر مساحاتُ التعدي على حقوق الآخرين، بل وتسمو الذات باحترامهم.

789

| 10 أبريل 2017

تراجع دور المثقف

طرحت مؤسسة الفكر العربي – عبر موقع أفق – موضوعاً مثيراً بعنوان ( المثقفون وحلم التغيّر.. إضاعة الفرص أم تحوّل في الأدوار) عبر مقال للكاتب المغربي عصام العدّوني.ومما جاء في المقال أن هنالك تراجعاً في أدوار المثقف ، وأن الانشغالات البرجماتية والخدماتية أصبحت غالبة لمصلحة تحالف المال والسلطة والإعلام. وعزا الكاتب هذا التراجع إلى الهجمات الكثيفة على الفكر النقدي التحرري وعلى الاستقلالية الفكرية. وربط الكاتب بين هذا التراجع وبين التحولات التي شهدها العالم العربي خلال العشرين عاماً الماضية ، وعزا قضية تراجع الدور العضوي والثوري إلى استثمار نظريات المجتمع المدني والانتقال الديموقراطي وشيوع نظريات العولمة والمواطنة والمطالب الديموقراطية ، ما ولّدَ الربيع العربي في بعض الدول العربية.كما عدد الكاتب مزايا المجتمع المدني ، ومنها النقد الذاتي ومراجعة نظريات الثورة وأطروحاتها. كما يعتقد الكاتب أن فضاء المجتمع المدني أفرز مساحات أكبر من الحرية والاستقلالية ، لم تكن متوافرة في السابق ، وكان للعودة إلى الذات ومساءلتها دور مهم في " انقشاع غيوم الأوهام" . وخلص الكاتب إلى أنه " لقد أفضى الدفاع عن النضال من أجل المجتمع المدني والديمقرطية والإصلاح تدريجياً إلى تغيّر وظيفة المثقف، وانسحاب المثقف العضوي أو الثوري ، تاركاً المجال لأصناف هامشية من المثقفين ". (انتهى)هل من الممكن أن نختلف مع ما طرحه الكاتب؟ أو لربما نتفق معه!؟على مدى تاريخ الدولة العربية ، بدءًا من مراحل التحرر والاستقلال ، كان للمثقف دور هام في قضايا بلاده ، حتى في أعتى الدول بوليسية وعسكرية!وكان المثقف يُلهم الجماهير ، ويتقدم الصفوف ويُنير الطريق ، ويجاهر بالرفض لحالات الفساد أو الاستكانة ، ويعرّض حياته للخطر من أجل تطوير مجتمعه وبكافة الوسائل ، وهكذا عمل المفكرون والمثقفون والفنانون ما قبل النهضة الأوروبية.أما اليوم ، وبعد أن تم " تقنين" الثقافة ، ووضع احترازات لها ، في معظم الدول العربية ، أصبحت الثقافة رسمية لأبعد الحدود ، وتخلت عن شعبيتها ، وصار المثقفون إما موظفين في الوزارة ، أو منبوذين في " الهامش" ، وكم في هذا الهامش من مآسٍ وأحزان.المثقف الحقيقي " مكروهٌ" و "مقصيّ" وليس من " أهل الثقة" !! وتلك مأساة كبرى في العالم العربي! طيب، قد يكون هنالك مثقف لا يجامل ولا يمتدح ( سيف الدولة) فهل لا يمكن نعته بأنه يتفوق على (المتنبي)!؟ كما أن اختصار ثقافة الأمة في شخص واحد يُعتبر نوعاً من تجاهل حتمية التاريخ ، ونبذاً لأدوار المثقفين الذين يحملون همومَ وآمال مجتمعاتهم بغية التطوير والإبداع.نقول : نعم ، لقد تراجع دور المثقف في العالم العربي ، وأصابه اليأس من تكرار المآسي و " المؤامرات" ، والتكالب الإداري الذي يُفرز المبدعين إلى " فسطاطين" ، فسطاط " الموالاة" و فسطاط " الضد" ، وهذه نظرية يجب أن تسقط فوراً ، لأن المثقف الحقيقي هو الذي يتعاطي مع هموم مجتمعه ، ويبلورها إما في مقال أو قصة أو رواية أو مسرحية ، وما لم يُمنح هذا المثقف الحرية في ذاك التعبير ، فإن دوره سوف ينحسر ، وقد ينتحر ، ليبرز دور الموظفين الثقافيين ، وهذا لا يخدم الأمة.سؤال أخير: أين المثقفون في وسائل الإعلام إلى جانب الفنانين والرياضيين؟

1867

| 03 أبريل 2017

المتحوّلون

ما يُثير الدهشة تلك التقلبات من المواقع الأيديولوجية والفكرية من الضد إلى الضد!؟ وهذا ما دأب عليه بعض المفكرين والسياسيين والمهنيين العرب، خصوصًا مع ازدياد نهم كسب المال بأي طريقة، والتقرب إلى المؤثرين في الحياة السياسية.ولقد عرف العالم العربي ضروبًا من الأيديولوجيين الذين كانوا في أقصى اليسار (الماركسي) أو (الماوي)، وفي يوم وليلة نجدهم في صفوف الراديكاليين والجماعات المتشددة التي تروّج شعارات تخالف شعارات اليسار ومبادئ الاشتراكية!؟ولقد ابتُليت دول المنطقة بالعديد من هؤلاء "المتحولين"، الذين كانوا ضد التوافق المجتمعي بين شعوب دول الخليج وحكامهم!؟ وكانوا ينعتون هذه الشعوب بالرجعية والتخلف، وينعتون الأنظمة بأنها تابعة للاستعمار، وتدور في فلك الهيمنة الغربية التي تتعارض مع شعارات هؤلاء في "الوحدة والرسالة الخالدة"!؟ومما يؤسف له أن يجد هؤلاء "مرتعًا" رحبًا في بعض دول الخليج، يبثون فيه سمومهم، وأفكارهم التي لربما "حوّروها" أو تبرأوا منها، نتيجة إغراء (الدولار)، وما يمكن أن يتحقق لهؤلاء "المتحولين" من مكانة أو حظوة يستفيدون منها ويُفيدون أُسرهم وأصدقاءهم، قبل تتغيّر الظروف.نعم، نحن في هذه المنطقة نعاني من هؤلاء "المتحولين"، الذين وجدوا في دول المنطقة "مرتعًا" وأتوا على هيئة خبراء أو أكاديميين، يعرضون "بضاعتهم" الجديدة، كما يفعل "الحواة" ويربطون المشروع بالآخر، في نهم لاستنزاف الأموال وسلب المقدرات دون وجه حق!؟الموجة الجديدة التي جاءت إلى المنطقة على هيئة استثمارات في التعليم والإعلام ليست جديدة، إلا أن تكاليفها باهظة، وتُرهق ميزانيات الدول، كما أنها لا تخدم المجتمعات الخليجية، قدر ما تخدم وتوفر فرص التعليم والعمل للوافدين، الذي لا انتماء لهم للدول الخليجية، وقد لا يبقون في المنطقة إن وجدوا فرصَ عمل في دول الفرص مثل الولايات المتحدة!؟المتحولون عن أفكارهم، مبادئهم، إيديولوجياتهم، الكارهون لأنظمة الخليج وأهل الخليج، نجدهم اليوم يتسلمون المناصب القيادية في بعض المؤسسات التي كانوا يعتبرونها متخلفة وغير "تحررية"! ويُبشرون بأفكار لم يكونوا يؤمنون بها، ويرفعون راياتٍ ضربوها بالمنجنيق والقار الأسود فيما سبق. لقد خدعونا ردحًا من الزمن بشعارات القومية، وحركات التحرر، وتقرير المصير، وشوّهوا أفكار بعض شبابنا، ودقّوا إسفينًا بين الشعوب وحكامه، واليوم يظهرون بشكل "كاريكاتيري" جديد، متحللين من كل تلك الأفكار النزقة، ومتبرئين من الانفلات السياسي والكفاح الوطني، ليُعلنوا الولاء للأنظمة التي كانوا يتهمونها بالتخلف، والشعوب التي كانوا يحتقرونها - في مقالاتهم وقصائدهم – بالاستكانة والخنوع.المتحولون موضة جديدة من موضات التكسب السياسي، وهذا نبت شيطاني لا يجوز أن ينبت في الأرض الخليجية!؟صدّقوني، كثير من الأفكار التي نقولها تبدو غريبة اليوم، ولكن مع الزمن تتضح صدقيّتها.ما حكَّ جلدّك إلا ظفرك!!

615

| 27 مارس 2017

الرواية .. رسمٌ بالكلمات

مع تعدُّد الاتجاهات الأدبية، وتداخل الأشكال التعبيرية، ووجود "التباسات" في ثنايا الإبداع، حدث تطوّرُ واضح في مجال الرواية، حيث لم يعُد السردُ المُرتكزَ والأداةَ الرئيسية التي يعتمد عليه البناءُ الروائي. ولقد انفتحت الأشكالُ الروائية على فضاءات واسعة من التجريب والمحاولة، بحسب الظروف المحيطة بالكاتب، والأفكار التي تتفاعل في عقله، والمواقف التي تُحفِّزهُ للفعل الروائي. وكثيرًا ما كانت الرواية حاضنةً للسير الذاتية أو رواية السيرة، وبأشكال متنوعة، تخامرها "أحاييل" يلجأ إليها كاتب السيرة، كي يتخفى عن الأنظار احترازًا من المحاسبة، أو خوفًا من التقريح. لذا، أتت أغلبُ السير الذاتية غير دقيقة وغير صادقة. وكثيرًا ما كان الرمز "المُستَغلق" حاضرًا في كتابة السير الذاتية. ويؤكد النقاد على أن الشخصية لا تكتمل في النص السيرذاتي، إلا بانصهارها مع الخصائص السردية الأخرى (المكان، الزمان، الحدث، جماليات السرد). ولقد ركّز العديد من الكُتاب على قضية السرد فقط، دونما التفاتٍ إلى بقية الخصائص، فجاءت نصوصُهم جامدة غيرَ متحركة ولا مثيرة، وغابَ التماهي بين الشخصية والمكان والزمان والحدث وجماليات السرد، وأصبح النصُ قطعةً صلدة، لا تمنح القارئ شعورًا بالأُلفة مع الحدث. بل أصبحت العديدُ من الروايات "بيانات" أو "حوادث" يحبسُها الكاتب – بين دفتي الكتاب - في شكل تقريري جامد، بلا روح، وبلا رؤية يتعايش معها القارئ، أو يستنتج منها استنتاجاته. الرواية رسمٌ بالكلمات، والذي لا يُحسن الرسمَ هذا، لا يُمكن أن يؤلفَ رواية ناضجة. والرسم بالكلمات يستحضرُ ويستدعي القيمَ الجمالية للسرد، ويُزاوج بينها وبين قَصد المؤلف أو هدفه، تماما كما هو الحال مع الحدث والمكان والزمان. والرسم بالكلمات يعني ضمن ما يعني فن التصوير للحالة الذاتية وما يدور حولها، ونقل المكان والزمان من أي عصر، ليمتزجا مع الحدث المَروي، وهو بطبيعة الحال مجال رحب، حسب رؤية وثقافة المؤلف، وحسب قدرته على استنباط العلاقات وكُنهِها بين الحدث والخصائص الأخرى. كثيرون أصدروا "روايات" علّقوها على حبلٍ افتراضي لا تتحقق عبرهُ المشهَدية الواضحة الجاذبة والمثيرة، ولا يُتيح الفرصة للقارئ للاستمتاع بنوع أدبي جديد، أو تجربة روائية مُبهرة. فجاءت العديد من الأعمال على شكلِ هواجسَ أو مشاهدَ تمثيلية أو وقفات وعظية بعيدة عن فن الرسم بالكلمات، التي هي الرواية. وإذا كانت اللغة هي الجسر الذي يجسر الخصائص المذكورة أعلاه، فإن هذه اللغة إن لم تكن جديدة، جاذبة، مُعبّرةً عن الحدث وعن مكامن الشخصيات وعن زواريب المكان وارتحالات الزمان، فإنها تقترب من التقرير السردي الذي قد يلائم نوعًا من أنواع الكتابة (مثل عرض حالات قضايا الزواج والطلاق في المحاكم، أو تقارير حوادث السرقة والقتل عند الشرطة)، لكنه حتمًا لن يقترب من الفن الروائي. لذا، فإن تجربة الكاتب، وكثرة قراءاته للأشكال والنماذج الروائية تُثري لديه الثروة اللغوية التي تساعده على استنباط وتشكيلِ لغة خاصة به، لم يسبقهُ إليها أي كاتب. إن الخيال الجميل لا يتحقق دون لغة جديدة، رشيقة، قافزة، تأسر القارئ، ولا تُلجئهُ أن يُلقي بالرواية بعد الصفحة الثالثة أو الرابعة. كثيرون منا، حتى أولئك غير المتخصصين في الكتابة الروائية أو النقد، قد يرمون الرواية بعد الصفحة الثالثة؛ لأنهم لم يجدوا شيئًا جديدًا، ولم تتشكل أمامهم اللوحة الفنية التي يحاول الكاتب إيصالها لهم. في الوقت ذاته، فإن رواية جيدة تأسُركَ وتجعلكَ تُخصص وقتًا لإنهائِها خلال يومين أو ثلاثة؛ ولربما أقل من ذلك. وهذا هو الفرق بين العمل المُتقن المرسوم بالكلمات، وبين العمل الجامد، الصارم، المُجهِد، والذي يعتمد فقط على السرد الذي لا يُثير الأسئلة الأخرى، ولا يُحرِّك مشاعرَ القارئ.

3510

| 06 مارس 2017

أسئلة حول الرواية القطرية "2"

رابعًا- أين الحاضر في رواياتكم؟ لماذا لا يتم الحديث عن الأحداث المعاصرة ومعالجتها روائيًا؟ فعلًا كان سؤالًا مفاجئًا من فتاة قطرية! لأن الأحداث المعاصرة تتطلب جرأة من نوع آخر، نظرًا للمعطيات الموجودة على الأرض وثقافة تحليلية لواقع الحال، أما التعامل مع الذكريات والماضي فأمره سهل، وقد لا يصطدم بالرقابة، أو الوضع السياسي والاجتماعي العام. ثم إن تناول قضايا أو أحداث حقيقية ومعاصرة قد ترتبط بأسماء شخصيات حقيقية، حتى وإن "غُلّفت" بالخيال أو التحايل اللغوي على الواقع، ولكن يسهل كشفها، وهذا "يورط" الكاتب ويُدخله في دهاليز لا يحبذ الولوج إليها. ولأن اتجاه الرواية القطرية العام يحاذي تجارب فردية – في الأغلب – فقد غاب التوظيف السياسي والاقتصادي وحتى الفلسفي في أغلب تلك الروايات. خامسًا- ما هو دَور دُور النشر في دعم الرواية القطرية؟ وهذا من المواضيع الشائكة، والتي تؤثر سلبًا على رصانة وشكل إخراج الرواية القطرية. طبعًا لا توجد لدينا دُور نشر فاعلة، وإن وجدت بعض مؤسسات التوزيع، كما بعض دور النشر لها اشتراطات ومحددات ولكأنها تقتل العمل الإبداعي، وتكون "انتقائية" جدًا جدًا، ويركز بعضها على الإنتاج الأجنبي ولا تشجع القطريين أبدًا؟! لذا اتجه معظم المبدعين إلى الخارج وتجشموا عناء الطباعة واشتراطات دور النشر التي تكون قاسية في بعض الأوقات، بحيث ترهق المبدع وتجعله يفكر ألف مرة قبل أن يحاول طباعة إنتاج جديد، خصوصًا إن كان مبتدئًا، أما "الأثرياء" ممن يكتبون، فيطبعون كتبهم على حسابهم الخاص، ولكن يغيب عن تلك الكتب المعايير الفنية والإخراجية. فبعض الكتاب لا يعرفون شكل الورق، ولا حجم قطع الورق، ولا الإخراج المناسب للكتاب، لذا تخرج بعض الكتب في غير شكلها الطبيعي المفترض. كما يغيب الإنتاج القطري – في حالة طباعته في الخارج – عن السوق المحلي، لعدم وجود وكيل موزع للناشر في قطر، مع التقدير بأن الناشر العربي يأخذ الكتاب إلى المعارض العربية، وهذا يساهم في نشر الإنتاج القطري على المستوى العربي، ولن أتحدث هنا عن الحقوق المادية للمبدع! وأتمنى وجود دار نشر قوية ومنصفة تتولى طباعة وتوزيع الإبداعات القطرية بشكل منتظم ومدروس. سادسًا- هل يمكن الحديث عن مشهد روائي قطري اليوم؟ في حقيقة الأمر – كما سبق – فإن التجربة ما زالت جديدة، ولنا الأمل أن يتناول النقاد العرب ما نشر من روايات قطرية، وكان تواجد بعضهم في احتفالية كتارا بالرواية العربية قبل فترة في الدوحة، فرصة لأن يقتنوا بعض الرويات القطرية، لأنها لا تصل إليهم، كما أخبرني بذلك أحد النقاد العرب! ومثل الروايات في دول الخليج العربي، فإن الرواية القطرية لامست الهموم الإنسانية، وتنقلت فيما بين التحول المجتمعي والخفايا الذاتية للمؤلف، لذا نجد المؤلف متواريًا بين السطور، ولكأنه يكتب عن ذاتيته التي لا يريد البوح بها، كما أن بعض الروايات اقترب من الهموم العامة مثل الإدارة، التوظيف، الخيانة، السفر، الطلاق، الدراسة في الخارج، الجريمة، استشراف المستقبل، السيرة الروائية، وغيرها من الموضوعات التي يمكن أن تشكل بعضًا من زوايا المشهد الروائي، ولكن تلك الزوايا ما زالت غير مكتملة للأسباب الموضحة. قضايا الرواية القطرية مثيرة وجديدة وحقًا علينا مناقشتها بشكل علمي وصريح، لأننا عبر هذا النقاش سوف نوصل تلك الرواية إلى ما نأمله من فوز في جوائز الرواية العربية!

425

| 05 فبراير 2017

أسئلة حول الرواية القطرية (1)

أُثيرت عدة أسئلة، خلال الفعاليات المصاحبة لمهرجان كتارا للرواية العربية، والتي عقدت خلال يومين سبقا إعلان نتائج الجائزة.ولستُ هنا بصدد تلخيص الأسئلة والأجوبة، إنما سأقدِّم بانوراما لما يدور في أذهان الروائيين والنقاد العرب من أسئلة، قد تُثار في أي ندوة تتعلق بالرواية والأدب عمومًا.أولًا – قضية "القُطرية": هل فعلا نحن نحتاج لأن نَسِم أعمالا بوسم البلد الذي تصدر فيه تلك الأعمال؟ وكانت الرؤية تجاه ذلك -كما جاء على لسان أحد الأخوة من تونس- لماذا نقول: الرواية القطرية، الرواية الإماراتية، الرواية المصرية؟ لماذا لا نكتفي بعبارة "الرواية العربية" فقط، ونزيل صبغة " القُطرية" عن أعمالكم؟ وكان جوابي في ذلك كالتالي، كونه تداخل خلال شهادتي حول كتاب "الرواية القطرية.. قراءة في الاتجاهات": إن كتابي هو الأول من نوعه الذي يدخل المكتبة العربية، وإن الرواية القطرية لا تزال غير معروفة، حتى في دول الخليج العربي، ولا بد من أن يكون العنوان دالًا على هدف الكتاب ؛ كي يعرف القارئ عم أتكلم، خصوصًا النقاد العرب. فإنني أتحدث عن الرواية القطرية، والتي تفتقد المكتبة العربية لأي مصدر لها. لذا، استوجب الأمر أن يكون العنوان كذلك. كما أنني قمت بقراءة اتجاهات الرواية القطرية، وفي النهاية لا يجوز أن أسمي الكتاب باسم الرواية العربية! ثانيًا – ما هو الجديد الذي قدّمته الرواية القطرية في مجال الرواية العربية؟ وكان جوابي: إن الرواية القطرية حديثة العمر، ولم يتبلور مفهومها إلا عام 1993 بصدور أولى الروايات القطرية. كما أن صغر حجم التجربة (23 عامًا) قد لا يكفي لتعميم خصائص أو ميزات تقدمها الرواية القطرية، علمًا بأنها لامست الهمَّ الاجتماعي بشكل مكثف، واقتربت من التاريخ ومحاكاة المستقبل، والأسطورة والجريمة، وكلها موضوعات وردت في مسيرة الرواية العربية. وكنت أقول دومًا إن الرواية القطرية تناولت قضية التحول المجتمعي، وحياة أهل القرية وانتقالهم إلى المدينة الحديثة (الدوحة)، حيث تتوفر البنى التحتية للحياة، ووجود مؤسسات الدولة. كما أن الوقت لا يزال مبكرًا لاكتشاف الميزات أو الإضافات الجديدة في الرواية العربية، ولربما استفاد النقاد العرب من وجود أكثر من 23 رواية قطرية تم تصنيفها على أنها تحتوي على الخصائص السردية.ثالثًا – هل اكتملت الرواية القطرية، أو التزمت بالخصائص السردية؟ وكان ردي أن هنالك تفاوتًا في تطبيق أو التزام الروايات القطرية بتلك الخصائص. فهنالك روايات لا تحفل بأي من تلك الخصائص، ولا تقترب منها، ولا تعرفها، وهي التي تم استبعادها من الدراسة المذكورة، كما توجد روايات بها إضاءات عابرة وقصيرة لتلك الخصائص، ظهرت في شكل السرد الهادئ المُعبّر، أو اللمحات الفنية للغة، ولكن الواضح عدم احتفاء الرواية القطرية بالزمان والمكان بشكل واضح في معظم الروايات التي صدرت منذ عام 1993 وحتى اليوم، بل كانت الأزمنة في عقل الكاتب أو الكاتبة، ولم يتم ربط الزمن المُتخيل أو الذي تقع فيها أحداث الرواية بالأحداث المتزامنة للحياة العامة، وهذا يُثير أسئلة ثقافة الكتابة، حيث إن معظم الذين كتبوا الرواية ليسوا نقادًا، اللهم إلا اسمًا أو اسمين!يتبع...

1053

| 19 يناير 2017

المثقف وإشكالية الإثبات (2)

ونتيجة لهذا الإقصاء، تبرز بعض النماذج الهشة داخل الإطار، ويتم الترويج لأنصاف المثقفين، الذين تصنعهم الظروف بقرار، والذين يشوهون المشهد أو الإطار الثقافي، الذي تم بناؤه منذ مئات السنين. وبذلك ينكفئ المثقفون الجادون في بيوتهم، بل وقد "يكفرون" بالتفكير أو بالكتابة في ظل حالة "التوجس" التي تمارسُ ضدهم. الموضوع الآخر لتردي وتراجع دور الثقافة في المجتمع هو وسائل الإعلام! فنحن نلاحظ غلبة الجانب الدعائي في أغلب وسائط الإعلام العربي. وغياب البرامج الجادة، كما أن صفحات الثقافة في أغلب الصحف العربية تكون (خبرية)، وليست تحليلية، وهنا يتضح لنا المأزق الذي تعيشه هذه الصحف، حيث لا يُشرف عليها مثقفون مؤهلون يتجاوزون حدود الخبر الثقافي المحدود والدعائي إلى التحليل العميق والرؤى النقدية العاقلة، أو المتعاطون الحقيقيون للثقافة، والتي تساهم في خلق حوار بين المثقف ونظرائه.وعندما نأتي إلى برامج الإذاعة والتلفزيون نلاحظ غلبة البرامج الغنائية والحوارات الفنية غير الجادة، مقارنة بإعلام السبعينيات والثمانينيات. هذا الاتجاه "يُقولب" المستمعين والمشاهدين، ويدعم توجهَهم الاستهلاكي والتسطيحي لنظرتهم للحياة من حولهم. بل إن بعض المحطات الإذاعية والتلفزيونية يقدِّم للجمهور وجوهًا لم تكتمل خبراتها ولم يشتد عُودها، يُقدمون معلومات خاطئة خلال تلك الحوارات "السَّمجة" حول التراث أو تكرار كلمة تراثية طيلة الحلقة التي تمتد لساعتين، حيث لا يستفيد المتلقي أي معلومات ضمن الوقت "المهدور" في حوار مذيعة ومذيع لم تتوفر لهما الخبرة الكافية للجلوس أمام الميكروفون أو أمام الكاميرا. علمًا بأن البث أصبح فضائيًا الآن، وأن أي محطة يمكن أن يشاهدها ملايين الناس، ولا بد وأن يكون مذيعو ومقدمو تلك المحطات مُقنعين للمشاهدين في بلدان أخرى لا تزال متمسكة بأصول الثقافة واللغة والمعرفة.وإذا ما أتينا للنشر الثقافي، وجدنا أن المبدع يُنازعُ بين مطرقة الناشر وسندان الرقابة. وهذه تشكل حالة طاردة للإبداع! فالناشر لا يتواجد بشكل جديٍّ في العديد من الدول العربية! وحتى في عواصم الثقافة -ومن واقع الخبرة- نجد أن الناشر يبحث عن الربح، ولا يلتفت إلى المُنتَج، بل وُجدت حالات معينة لناشرين لإنتاج الشباب، يُعاب عليها عدم تدقيق المُنتج لا لغويًا ولا موضوعيًا! كما أن بعض الإنتاج يُنشر باللهجة العامية، وهذا يشكل تشويهًا خطيرًا للغة العربية، تحاربه ذات الدول. كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لهذه الأعمال المتواضعة والتي يضعها شباب لم يُكملوا عامَهم العشرين! ولعل القارئ يتعجب من رؤية طوابيرَ طويلة في معارض الكتاب للحصول على توقيع من شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر وهو يوقع كتابه، الذي صاغه بلهجة محلية، وموضوع يدغدغ مشاعر المراهقات، بينما لا يلتفت هذا الجيل إلى إبداعات ذوي الخبرة، سواء في الرواية أم القصة القصيرة. وهذه أزمة ظهرت خلال الأعوام الخمسة الماضية، ولا تزال تسيطر على معظم معارض الكتب العربية. ولقد قرأتُ أكثر من عشرين كتابًا من إنتاج الشباب، قِيل عن بعضه إنه "رواية"، فوجدت أن هنالك كتبًا تُخرجها المطابع دون تدقيق لغوي، وأخرى لا تنطبق عليها الخصائص السردية للرواية، وأخرى عبارة عن سجع مَمجوج، وأخرى لا يُفرق الكاتب -لأنه لا يعرف- بين همزة الوصل وهمزة القطع، بل ويدمج المثنى بالجمع، دونما مراعاة لجمال اللغة العربية ودورها كحاضنة للثقافة العربية. بل ووجَدتُ اتجاهات غريبة نحو نشر المذكرات ووسمها بأنها "روايات"! بل إن بعضهم يُصدر كتبًا كلها وعظ وإرشاد مباشر، دونما مساحات بلاغية أو بديعية، ويوسمها بأنها "رواية"، دون أن تكون فيها حبكة أو عقدة أو حتى تطوُّر للشخصيات. وللأسف، لا توجد جهة في العالم العربي توقف هذا التشويه الواضح في مسيرة الأدب العربي.أما بالنسبة للرقابة، فإنها تشكل عائقًا أمام المبدع الحقيقي في حالات عديدة! فبإمكان الرقيب منع رواية من 500 صفحة بسبب وجود مشهد عاطفي استوجبه الموقفُ الدرامي! أو بسبب جُمله تاريخية قد تُعكّر مزاجَ أحدهم! وارتكازًا على ذلك يُحاذر المبدع التصريح، وقد يلجأ إلى "المداهنة"، وبذلك يخون ضميره وتتشوه رسالته. ناهيك عن أن بعض الدول الغنية قد قللَت من دعمها للكتاب، في الوقت الذي تخصص فيه ميزانيات "رحبة " للكتب الدعائية والتي توضع كواجهات إعلامية وليس للتداول الشعبي، كما أن تلك الكتب لا تحمل الهَمّ الشعبي أو نبض الشارع الذي يُعّول عليه في كتابة تاريخ الأمة.

379

| 17 أكتوبر 2016

"إعلاميات" المثقف وإشكالية الإثبات (1)

لا شك أن الثقافة العربية تمر بأزمة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث! وتتمحور هذه الأزمة حول إشكالية إثبات المثقف نفسه لنفسه ولمجتمعه! ذلك أن الأجواء المحيطة بالثقافة تُدلل على أن هذه الثقافة آخذة في الانحسار، وأن التواصل الثقافي بين الجيل الماضي وجيل الشباب اليوم بات شبهَ منقطع، إن لم يكن " مأزومًا"، نتيجة سرعة إيقاع الحياة، وتراجع عادة القراءة، وشغف الشباب اللامحدود بأدوات التواصل الاجتماعي، لدرجة أنه لا يوجد لديهم الوقت الكافي للقراءة، مهما كان نوع هذه القراءة. وإذا ما استمرت هذه الأزمة، فإننا سوف نواجه بحقيقة انقطاع بائن بين تاريخنا وحضارتنا العربية وبين الأجيال القادمة. ناهيك عن الأفكار الجديدة، وبعضها يحمل دلالاتٍ واتجاهات سلبية تضّر بالشخصية العربية وأخلاقها، حيث تفصلُ الشخصية عن واقعها وتضعها في واقع افتراضي، فيما يتعلق بتراكم الخبرات وتنوع المعلومات. ونظرًا لشغف المجتمع العربي بأدوات التواصل الاجتماعي اللامحدود، فقد تراجع الاهتمام بالثقافة حاضنةً للتراث والتاريخ العربي، سواء كان ذلك داخل الأسرة، أم عبر وسائط الإعلام باتجاهاتها المختلفة وإداراتها الحكومية أو الأهلية! فلقد سيطرت النزعة الاستهلاكية في العديد من البلدان العربية على طباع الناس، ولم تكن ضمنها الثقافة وأدواتها، الأمر الذي وضع الأسرة في موقف قلق، وإيقاع سريع نحو اقتناء الجديد والمثير، وعدم التفكير بقضية القراءة، أو إثراء المعرفة، لأن معظم أدوات التواصل الاجتماعي تنشر التسطيح والتبسيط بشكل واضح، ما يدعم التوجهات الاستهلاكية التي يعيشها المجتمع العربي، ارتكازًا على السعي نحو تحسين الدخل في مواجهة متطلبات تلك النزعة الاستهلاكية. وبذلك لا توجد مساحة للتفكير بالقراءة والثقافة مظهرا عاما من مظاهر التحضر أو بناء الذات. وقد لا نتجنى على الحقيقة إن قلنا بأن الجيل الحالي جيل لا يقرأ، وهو بطبيعة الحال لا يكتب. فإذا كانت الطالبة في المرحلة الجامعية لا تقرأ (قمت بسؤال 25 طالبة في المرحلة الجامعية إن كُن يقرأن أي كتاب خلال عام كامل أم لا! وكانت الإجابة سلبية 100%) أي أنهن لا يقرأن أي كتاب! في الوقت الذي يقضينه "ساهرات" على أدوات التواصل حتى ساعات الصباح الأولى! وأي معرفة أو معلومات يتبادلنها عبر تلك المواقع أو تلك الأدوات؟ وإذا ما أتينا لبعض المساقات الجامعية التي تستلزم كتابة ورقة بحثية أو مقالية، نلاحظ أن أغلب هذا الجيل لا يتقن الكتابة العربية الصحيحة، حيث تنتشر الأخطاء اللغوية، وتُحشر الكلمات العامية في الورقة المطلوبة، وهذه نتيجة واضحة لكون معظم شباب اليوم يعوّل على لغة الاختصار أو لغة الأرقام، أو اللهجة المحلية في تداول المعلومات والأخبار عبر أدوات التواصل الاجتماعي. وهذا يهدد كيان الإدارات التي تدير الدول، حيث يتم توظيف هؤلاء الخريجين في وظائف مهمة بعد تخرجهم من الجامعة، دون أن تكون لديهم ميزة أو خبرة الكتابة الصحيحة باللغة العربية التي تفرضها الدولة . ناهيك عن أن بعض الطلبة والطالبات –الذين سيكونون قادة البلدان في المستقبل– يلجأ إلى شراء البحوث والأوراق من مكاتب متخصصة، ويدفع 500 ريال أو أكثر لقاء البحث.وهذا يُدلل على توجهات معظم الشباب هذه الأيام، بل قد يتواجد شاب ضمن أسرة فيها يكون الأب قارئًا نهمًا ولديه مكتبة عامرة، ولكن لا يدخل أيٌ من الأبناء هذه المكتبة، وهذا يُدلل أيضًا على انحسار عادة القراءة والتي هي من أهم أدوات الثقافة. فالقضية أساسًا قضية ثقافية في المقام الأول، ولا أعتقد أن أي جهة قادرة على إعادة القطار إلى قضبانه الصحيحة، لأن معطيات الحاضر تنبئ عن أن الإجادة والأصالة والتدقيق والتأني والبحث الدؤوب والتعمق والتحليل المنطقي كل ذلك ليس له مكان من الإعراب في لغة اليوم.ونأتي إلى دور المثقفين في المجتمع ونتساءل هنا: من المسؤول عن تهميش المثقفين؟ ولماذا؟لقد امتعضت العديد من الأنظمة العربية من دور المثقفين الجادين الذي يضعون الحلول لبعض مشكلات المجتمع، ولهم رؤى تنويرية في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي في دولهم . حيث نجد حالات إقصاء واضحة لأدوارهم، إما برفض نشر مقالاتهم في الصحف، وإما بمنع كتبهم، وإما بعدم دعوتهم للندوات والمؤتمرات التي تقيمها دولهم؛ في الوقت الذي تأتي تلك الدول بمحاضرين ومفكرين من الخارج لا يزيدون عن المثقفين المحليين في شيء! وهذه إشكالية تتضح معالمُها في بعض الدول العربية، إذ يتم تهميش المثقفين المحليين المتخصصين بشكل واضح.

482

| 12 أكتوبر 2016

معوقات التعليم الجامعي

مستوى التعليم الجامعي – في هذه الفترة – تعتريه العديد من المعوقات، التي تحول دون وصولنا إلى الطموح المنشود في تحصيل طلبتنا وطالباتنا؛ قد تكون الجامعات أو الكليات غير مسؤولة عنها، بقدر ما هي راجعة إلى البيئة التعليمية التي نشأ فيها الطالب، وأيضًا إلى البيئة الاجتماعية والسلوكية التي يعيشها الطالب. ورغم تعدد لجان إصلاح التعليم وتطويره، وكثرة المؤتمرات والندوات حول إنقاذ التعليم مما هو فيه، إلا أن المعوقات ما زالت سائدة، ولربما تتفاقم مع ازدياد وسائل التسلية وبروز أنماط سلوكية تستهل وقت الطالب وتفكيره. ومن جملة المعوقات التي يجب أن تساهم الأسرة في تذليلها، ما يلي:1- تواضع تحصيل الطالب في مستوى ما قبل المرحلة الجامعية، وذلك راجع لـ"تأريخ" تعليمي سابق، أثَّرَ على ذلك التحصيل، وهذا موضوع طويل. ونتج عن ذلك: اعتماد الطالب على الحفظ، دون أن يعي أنه يجب أن يكون مشاركًا في العملية التعليمية، وليس متلقيًا سلبيًا لها. وكذلك ضيق أفق الطالب فيما يتعلق بالثقافة العامة المتعلقة بحياة وتاريخ الأمة العربية وتراثها الحضاري، ناهيك عن الضعف الواضح في اللغة العربية (قراءة وكتابة)، لأن عملية الحفظ التي تعوّد عليها الطالب قد أثّرت على مستواه في التعبير أو التفكير أو سلامة كتابة الموضوع المطلوب. لذا لا نستغرب أن يكتب الطالب كلمات مثل: (لاكن، المسئلة، شركت القاز، خريطت العالم، شكرن لكم، ملاحضته.. وغيرها من الكلمات والتعبيرات التي لا تناسب المرحلة الجامعية التي يدرس فيها الطالب. كما يتأفف كثير من الطلاب من الامتحانات التي تستوجب إجابات ذات صفة مقالية/ إنشائية، ويفضلون أسلوب (صح/ خطأ)، وهذا يصبُّ في تواضع اللغة لديهم.2- تضارب أوقات الحضور للحصص مع دوام بعض الطلبة والطالبات الذين يعملون في وظائف، وهذا يسبب التأخير أو الغياب المتكرر.3- لأدوات التواصل الاجتماعي، واللغة "المُكسّرة" التي تُستخدم فيها، دور كبير في إنهاك الطالب ليلًا، وحضوره الفصل الدراسي مرهقًا، ما لا يُتيح له المشاركة الفعالة في الفصل. بل إن بعضهم – نظرًا لإدمانه على الهاتف – ينقر على شاشة الهاتف داخل الفصل رغم تحذيرات المدرس المتكررة له. كما أن تلك اللغة تؤكد الأخطاء التي يكررها الطالب، وهذا يساهم في ضعف لغته.4- مراجعة الطالب للدروس أيام الامتحانات فقط، وهذا يسبب له الإرباك وعدم التركيز وسوء استغلال الوقت لاستيعاب الدروس أولًا بأول.5- طلب العديد من الطلبة لملخصات مختصرة جدًا، بهدف الحفظ السريع، ما لا يؤهلهم لقراءة كتاب المادة والاستفادة من المعلومات الثرية في الكتاب؛ إذ لو جاء سؤال في الامتحان من الكتاب، لم يتضمنه الملخص، فلن يتمكن الطالب من الإجابة عليه.6- البيئة التي يعيش فيها الطالب، في الأغلب، تساهم في انجذاب الطالب لوسائل التواصل وبرامج الكمبيوتر المتعددة، حتى ساعات متأخرة من الليل، وذلك يُلهيه عن الدراسة المُركزة والمتعمقة.7- عدم مشاركة العديد من الطلاب في النشاطات التي توفرها الجامعات والكليات، مثل يوم اللغة العربية، والمعرض السنوي.. وغيرهما، وشيوع مقولة (إذا لم نحصل على درجات عن تلك المشاركة، فلن نشارك فيها)، وهذا موضوع يحتاج إلى بحث، لتعويد الطلاب على المبادرة والمشاركة الإيجابية، ليس في رحاب الكلية فحسب، بل في الحياة عمومًا.8- مشاركة الأسرة في العملية التعليمية أمر مهم، وذلك عبر اقتراح تخصيص وقت للمذاكرة لأبنائهم وبناتهم، وأيضًا اعتماد وقت لـ"حظر" استخدام الهاتف، إذ لا يمكن أن تنجح المذاكرة والهاتف لا يتوقف عن الرنين!9- عدم تشجُّع بعض الطلبة والطالبات لبرامج الإثراء الثقافي، وتحصيل معلومات خارج المنهج، وينتج عن ذلك محدودية أفق الطالب في المعلومات العامة.10- من المثير أن حوالي 90% من الطالبات لا يشاهدن تلفزيون قطر ولا يستمعن إلى الإذاعة، إلا في شهر رمضان!؟ ولقد قمتُ بعمل استبيان حول هذا الموضوع سابقًا. وهذا يؤكد تعلق الكثيرين بالواقع الافتراضي، الذي يفصلهم عن الواقع العام الذي يجب أن يتعرفوا عليه، كي يستوعبوا اتجاهات وقضايا مجتمعهم وأمتهم العربية.11- للإعلام ووسائل التواصل دور مهم في تأصيل عادة التحصيل لدى الطلبة والطالبات، ولابد من تخصيص برامج جاذبة وشيقة لجذب الطلبة والطالبات لقضايا التحصيل العلمي والإثراء الثقافي، ومحاولة وصل هيئات التعليم بالهيئات العامة ضمن برامج خدمة المجتمع.وبعد، فهذه ملاحظات عابرة عنّت، بمناسبة بدء فصل دراسي جديد؛ ونتمنى النجاح لجميع طلابنا وطالباتنا، وأن تُعاضدهم في ذلك أُسرهُم، لكسب المزيد من العلوم والمعارف، وبما يؤهلهم جيدًا لخدمة وطنهم العزيز.

7058

| 02 أكتوبر 2016

"إعلاميات" الرواية.. بطاقة تعريف

يورد الدكتور عبد الله إبراهيم في كتابه (السردية العربية الحديثة.. تفكيك الخطاب الاستعماري وإعادة تفسير النشأة) تعريفًا للرواية على لسان (باختين) يقول فيه، إن "الرواية ظاهرة متعددة من ناحية الأسلوب واللسان والصوت، وتتضمن وحدات أسلوبية غير متجانسة، كالسرد المباشر وإعادة تكييف المرويات الشفوية والمكتوبة، وتتضمن كتابات أخرى متنوعة: أخلاقية وفلسفية واستطرادات أثنوغرافية، وأخيرًا خطاب الشخصيات الروائية نفسها، وهذه الوحدات الأسلوبية اللامتجانسة تتمازج عند دخولها إلى الرواية لتكون نسقًا أدبيًا منسجمًا". ويتجاهل عدد كبير من كُتاب الرواية هذه الأيام تداخل تلك الوحدات الأسلوبية، معتمدين – فقط – على السرد، وعلى (الراوي العليم) في الأغلب، بحيث تقرأ كامل الرواية دون أن ينتقل بك المؤلف إلى الأجناس أو الأشكال الداعمة لأسلوب السرد المباشر، ونعني بذلك استقلال الشخصيات بأساليبها، بعيدًا عن قيود وفرضيات المؤلف، وكذلك الرسالة الأخلاقية التي تود الشخصيات إيصالها إلى القارئ؛ حتى لو تناقضت مع أفكار المؤلف! وأيضًا تلك النقلات الزمانية والمكانية التي تقطع التسلسل الطويل للأحداث المسرودة، والتي تبعث السأم في حالات عديدة. كما يلعب الحوار والمذكرات والمنولوج الداخلي واستحضار الماضي دورًا مهمًا في توصيف الشخصيات، والتي قد لا تأتي ضمن نطاق السرد المباشر. وبرأينا أن التوصيف غير المباشر يُتيح الفرصة للقارئ لأن يضع توصيفه الخاص، حتى إذا ما أكمل الرواية عرفَ ماهيَّة الشخصيات، وتجسَّدت أمامه هيئاتها وملامحها وأفكارها وأذواقها ونواياها.. إلخ.ولقد قرأتُ العديد من الروايات الحديثة التي لم يلتفت مؤلفوها لا إلى التنوع الأسلوبي ولا إلى قضية التوصيف، ولا حتى لدور المكان والزمان في استحضار المشهدية الواضحة في ذهن القارئ. فتبدو الأحداث " معلقة" في زمان ومكان افتراضيين. ومردُّ ذلك قلة خبرة بعض الكُتاب، وعدم اطلاعهم على (الخصائص السردية) التي لا يمكن أن تُولد رواية بدونها.كما يُلاحظ غياب الخيال الواسع في العديد من الأعمال الحديثة، وتقديم الرواية " مجردة" ومجتزأة عن الجذور والبيئة التي لا تنبت رواية بدونها. وإذا ما اعتبرنا الرواية عملًا فنيًا ثقافيًا في المقام الأول، فإن عامل الخيال مهم في تجميل السرد "الجاف" والمعتمد أحيانًا على مرويات شفوية أو صور اجتماعية استطاع المؤلف جمعها جمعًا مباشرًا من البيئة من حوله، دون أن يُضيف عليها من ذائقته وثقافته شيئًا جديدًا، وهذا بعيد عن الإبداع. ويتجلى ذاك "التجميل" في حُسن انتقاء الألفاظ المنسجمة مع موضوع الرواية، وفي جمال توليف اللغة الأدبية وبديعها، وجِدَّة رسم الصور غير المطروقة سابقًا، عبر التشبيهات والاستعارات التي تجعل من النص صورة ناطقة يستطيع الفنان التشكيلي رسمها بكل سهولة. إن تشكيل هذه (الخلطة) غير المتجانسة – كما ورد في التعريف أعلاه – يؤدي بنا في النهاية إلى شكل متجانس لا يخلقه الكاتب لوحده، بل تُساهم في خلقه (الخصائص السردية) بأكملها، ورسالة الروائي المخبوءةُ في تضاعيف السرد. فالرواية إن لم تحمل رسالة أو مضمونًا يريد الروائي إيصاله للقارئ، وإن كان تلميحًا، لا يمكن عدّها رواية!؟ ذلك أن من أهداف الرواية أن تقدّم شهادة على العصر، وتكون متلازمة مع الثوابت واهتزازاتها، ومع تحوّل الأبنية الاجتماعية، بل وتساهم في خلق علاقات جديدة بين الناس، بعيدًا عن الوعظ المباشر الذي لاحظناه في العديد من الأعمال! فهي تفسّر العالم وظواهره في شكل فني يبعث على الإمتاع والتشويق.وإذا ما خلت أي رواية من الخصائص السردية – التي تُشكّل العمود الفقري للرواية - ومن القيم الجمالية للغة وصورها المتعددة، فبلا شك لن تجد القبول لدى القارئ، وتصبح "إعلانًا" خاصًا بكاتبها، وهذا بعيد جدًا عن التصور العام للرواية.

1766

| 18 سبتمبر 2016

قراءة في رواية طقوس العبث (2)

وإن اشتملت على بعض المصطلحات الشعبية، التي شرحها الكاتب في ذات الموقع. أما الحدث الأهم فهو ذاك الصراع بين الفقيه الشاب (أحمد) وبين ذاته التي لم يصنها التدين عن الخروج عن الدين! وكثرة تعلقه بالنساء، وأهمهن (خديجة) التي جاءت كي يعمل لها تميمة، كي تحفظ زوجها سعيد لها! كان (أحمد) يدرك أنه يكذب عليها، وهو لا يعترف بقوة وقيمة تلك التمائم إلى يروّجها بين النساء المتعطشات لوفاء أزواجهن. ولقد صوّر الكاتب المشاهد الحميمية بصورة واضحة، ولكن دونما إيغال في حساسية المشهد. يتزوج (أحمد) أكثر من مرة، ويُنجب ولدًا (المهدي) الذي لم يعش طويلًا في كنف والده، الذي يبدو أنه شخصية قلقة لا تستطيع الثبات على موقف، ويظهر (المهدي) في نهاية الرواية ليقرأ وصية والده.الرواية تصّور الحب القلق، والمشاعر المتغيرة، والإيمان بالأقدار الحزينة، مثل زواجه من (لكبيرة)، التي اشمأز من شكلها وضخامة جسدها، حيث خانته قواه للاقتراب منها، ثم هجره لها لأنه اكتشف أنها غير عذراء، خوفًا من لوم المجتمع. وكذلك ارتباطه الحميمي مع (خديجة) التي تظهر عدة مرات في حياته بعد انقطاع كبير. وتنقله من نساء عديدات مثل: مريم، سوسن، جميلة، ثورية، لطيفة، حليمة التي تزوجها أخيرًا رغم وجود (جميلة) أم المهدي في حياته.رسالة خفية حاول المؤلف إيصالها إلينا وهي أن حب (أحمد) لـ (خديجة) كان عظيمًا، فلقد استمر هذا الحب أربعين عامًا، حيث تعترف له في النهاية أنها هي من دبّر أن تلتقي به في سرير زوجته (أختها جميلة)!؟ تقول:"أعترف أنني كنت أكره تعلقك بغيري، يجب أن تعلم أنني طردت تلك العاهرة سوسن التي كانت تريدك، وكذلك فعلت مع ثورية ولطيفة وكل صويحباتك المومسات وحاولتُ مع حليمة دون جدوى"!تعترف له بألم: "أنت سبب تعاستي، أيها الدجال، لن أغفر لك أبدًا! ملكتني وجعلتني رهن طوعك، حياتي ضاعت بسببك، عشتُ أركض وراء السراب بلا استقرار ولا أطفال ولا هدف. لماذا أحببتك؟ لماذا أنت بالذات؟ أكرهك.. أكرهك".انقض (أحمد) محاولًا خنقها، حاول إسكاتها حتى لا يسمع من في الفندق صياحها، وكانت تضرب كل قواها كتفه ورأسه. دفعها بقوة، اصطدمت مؤخرة رأسها بالجدار وماتت. تم اتهامه بالقتل العمد، ودخل السجن.

948

| 12 سبتمبر 2016

أسئلة الثقافة والمثقف

الكتاب الجيد يُلزم القارئ بقراءته حتى النهاية، والكتاب الرديء ترميه بعد الصفحة الثالثة أو الرابعة !؟ ولقد عكفتُ موخراً على قراءة رواية (فازت بجائزة عربية معروفة)، تحاملتُ على نفسي أُجبرها على إنهاء الرواية!. لم أتمكن خلال شهر من إنهائها، نظراً لرتابتها، وتقليدية السرد فيها ومباشرته. خطفتني رواية أخرى خلال سفرة قصيرة، كان الزميل أحمد فواز مدير مؤسسة الرحاب الحديثة بلبنان قد أهدانيها خلال معرض الدوحة للكتاب الأخير. قرأتُ نصف الرواية خلال الرحلة، وأكملتها بعد عودتي بأسبوع، أي لم تأخذ مني أكثر من 11 يوماً. الرواية المسماة (طقوس العبث) تحكي قصة شاب مغربي من أسرة فقيرة ، يعيش على هامش الحياة، ينتقد المفاهيم السائدة في مجتمعه، خصوصاً ما تعلق بالسحر والشعوذة، فيتقمص ذاك الدور، ويبدأ بعمل التمائم والأحصنة، في الوقت الذي لا يتورع عن ممارسة الفحشاء مع قاصداته اللواتي يطلبن منه حملَ أزواجهن على الوفاء لهن، وعدم النظر إلى النساء الأخريات.رواية تحمل مفاهيم شرقية / غربية عن الحياة، وتتضح فيها ملامحُ تراثية عن حياة المجتمع المغربي. البطل أحمد الذي يتلقي علوم الكتاتيب، ليُصبح مقرئاً ومُعلماً للقرآن، تتجاذبه أفكار متناقضة يعيشها، ويدخل في مغامرات مع أكثر من أربع نساء، بينهن (خديجة) حبيبته الأولى، والذي تصادف أن يتزوج أختها (جميلة) دون أن يعلم، ينتهي به الأمر في السجن عشر سنوات لإقدامه على ضرب حبيبته الأولى (جميلة) رغم أنها وقعت على الحائط، وارتطم رأسها بالجدار وفقدت الوعي، ثم فارت الحياة، وبعد السجن يُصاب أحمد بداء عضال فيرحل عن الدنيا.اللافت في رواية ( طقوس العبث) للمؤلف عبدالرحيم بهير، والتي تقع في 191 صفحة من القطع المتوسط، أنها ترفض الأفكار البالية فيما يتعلق بدماء البكارة، وقضية العفة، وكذلك أعمال السحر والشعوذة في ذات الوقت، فإن تعلم أصول الدين وقراءة القرآن لم تحفظ شخصية المعلم أحمد من الانزلاق إلى تعاطي الخمر والانتقال من حضن سيدة إلى أخرى، وكذلك نقاش الحياة ما بعد الممات. ونلاحظ أن حبيبته الأولى (خديجة) تغيب عن البطل أكثر من عشر مرات، ثم تعود فجأة دون مبررات!؟ وهذا ما أضاف على الرواية بعضاً من "التصنّع" غير المُحبب، كما أن هو الحال مع ظهورها في أمكنة بعيدة لا تخطر على بالها أو بال البطل أحمد ، وحتى بال القارئ.

579

| 11 سبتمبر 2016

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4038

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1731

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1572

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1134

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

885

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

651

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

606

| 04 ديسمبر 2025

549

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية