رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
“عندما تحركت الطائرة نظرت إلى العقيد من النافذة. وكان يقف ببذلته البيضاء شامخاً معتداً بنفسه وبثورته وبنظريته. شعرت بشيء يشبه الشفقة. ربما لأنني أحسست أنه كان بإمكان العقيد أن يكون رجلاً عظيماً!” كانت السطور أعلاها ختام الفصل السابع من كتاب الوزيرُ المرُافق للدكتور غازي القصيبي والذي دون فيه انطباعه الشخصي عن بعض القادة والسياسيين الذين التقاهم إبان فترة عمله الطويلة وزيرا في الحكومة السعودية ومنهم الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي أو قائد ثورة الفاتح كما يسمي نفسه والذي تواجه ثورته الآن بعد 42 عاما من انطلاقتها تحديات محلية وعالمية كبيرة تمس كيان الجماهيرية ولجانها الشعبية. فقد انتكس جمهور الثورة على قائده ولجانه وخرجوا إلى الشارع عزلا بأرواحهم وأجسدهم منتفضين ضد سنوات طويلة من القهر والانغلاق الغريب مطالبين بثمن الصبر والإطاحة بالقائد المخضرم الذي تنبأ له القصيبي أن يكون عظيما. ولكن كيف سيكون القذافي عظيما فعلا دون شعارات أو مسميات كما جماهيريته العظمى التي استجلبت الرعاع لرفد استمراريتها المهددة؟! هذا هو السؤال. فلو سخر العقيد ذكائه لخدمة وطنه وقوميته ولو سخر طاقات بلاده ومداخيلها النفطية الهائلة لرخاء أكثر لشعبه القليل العدد نسبيا بحجم ومساحة ليبيا لربما كان عظيما. ولكن العقيد كما أوقف رتبته العسكرية بعد الانقلاب على الملكية العام 1969م أوقف معها الكثير من مجريات الحياة واستحقاقات شعب عمر المختار وتطلعاته بعد سلسة التضحيات الجهادية التاريخية فظل خطابه الحماسي المتلون سيد المشهد مع الكثير من سلوكيات القيادة الغير مهضومة محليا ودوليا والتي أفرزت جملة اتهامات لضلوع النظام الليبي القذافي في جرائم دولية كبرى والتي لم يكن آخرها حملات الإبادة العلنية والهمجية للمعارضين لنظامه في شوارع المدن الليبية الآن والتي يشاهدها العالم أجمع بذهول على شاشات التلفزة.فيورد القيادي في المعارضة الليبية فايز جبريل لوسائل الإعلام تأكيد الأنباء التي ترددت عن تدبير ليبيا محاولة اغتيال الملك السعودي عبدالله عندما كان وليا للعهد ويقول جبريل إن مخابرات بلاده تفرغت على مدى السنوات الماضية إلى تأمين حكم العقيد القذافي وقمع الرأي الآخر سواء كان مواطنا بسيطا أو حتى رئيس دولة. وأضاف أن “المخابرات الليبية تفرغت لأعمال بعيدة عن الوطنية ويكفي للدلالة على ذلك اعترافه بعد سنوات بالمسؤولية عن تفجير طائرة لوكيربي وطائرة إل”يو تي أي” الفرنسية وموضوع مقتل الشرطية البريطانية أرى لينشار”. فالنظام الليبي خصص ملايين الدولارات لدعم كافة المنظمات المتطرفة منها منظمة الألوية الحمراء في إيطاليا وكذا المنظمات اليونانية المتطرفة إلى جانب دعم تنظيم عبدالله أوجلان الكردي.وتطرق جبريل إلى التصفيات الداخلية التي تمت في داخل ليبيا منها قتل 1200 سجين سياسي في عام 1996 م إلى جانب مسؤولية النظام الليبي عن اختطاف ناشط حقوق الإنسان الليبي منصور الكخيا، وبلغ عدد من صفاهم النظام الليبي في الخارج 32 شخصية معارضة من بينهم مصطفى خالد ومحمد نافع رمضان إلى جانب مطاردته للآخرين، ورشوة عدد من قيادات الأحزاب السياسية العربية والإفريقية لمبايعة القذافي ملكا للملوك. والملف الأسود للممارسات الليبية متضخم بكثير من محاولات الاغتيال والتصفية لشخصيات معارضة ليبية إضافة إلى شخصيات عربية وإسلامية وتفجيرات في بلدان مختلفة بالعالم. ومن أشهر محاولات الاغتيال التي أحبطت على يد سلطات الأمن المصرية في عام 1977 بالإسكندرية التي استهدفت اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عبدالحميد البكوشي،واختفاء. ومن الشخصيات التي اختفت في ليبيا وأصابع الاتهام تشير إلى نظام القذافي حولها. اختفاء الإمام موسى الصدر عام 1978 م ورفاقه خلال زيارة رسمية إلى ليبيا كان من المفترض أن يلتقوا خلالها بالعقيد القذافي. وكانت العلاقات المصرية - الليبية شهدت توتراً كبيراً إبان حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات أسوة بكل مواسم المزاجية التي تحكم علاقات نظام القذافي مع الدول. وتمكنت سلطات الأمن المصرية وقتها من القبض على عملاء ليبيين كانوا يعتزمون تفجير أهداف مصرية. ومحاولة الاعتداء على وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بالقاهرة أثناء اجتماعات وزراء الخارجية العرب . ولم تقتصر ممارسات النظام الليبي فقط على الاغتيال ومحاولاته بل امتدت إلى طرد العمالة الوافدة من الدول العربية كلما شهدت العلاقات مع تلك الدول توتراً دون إبداء أي أسباب مثلما تم طرد 600 فلسطيني بزعم أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أبرم معاهدة سلام مع الإسرائيليين “ففلسطين أولى بأبنائها”!ومن المواقف الغريبة التي قام بها العقيد القذافي في قمم عربية مختلفة عديدة مقاطعته لكلمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في قمة تونس والخروج لعقد مؤتمر صحفي يعلن فيه انسحابه من الجامعة . ولعل الخطابات الأخيرة والغريبة للقائد المخضرم للتصدي لمحاولات الشعب الليبي الخلاص من سنوات حكمه وقهره. فقد استخدم أسلوبا عجيبا ومفردات دونية تعلل للمتابع كيف صبر شعب ليبيا طويلا على الضيم والقهر والاستبداد وكيف فضح العقيد حقيقة عظمته الجوفاء والمسلحة بالإجرام والبذاءة وسوء الفكر والتدبير وانتهاك الصريح لحقوق الإنسان والقوانين الدولية. فقلوب العالم اجمع مع شعب ليبيا المستهدف الآن بأسلحة وحيل نظامه أملا في الخلاص حتى لو تخاذلت القوى العالمية من نصرة الموقف الإنساني المتأزم هناك لحسابات سياسية واقتصادية حسبما يلمس في خطابات التنديد العالمية إلا أن التاريخ سيكتب النهاية المحتملة لقصة العظمة الثورية الجوفاء[email protected]
585
| 27 فبراير 2011
البحرين البلد الصغير الجميل الذي تلتحم فيه الفئات والطوائف وتفد إليه الجنسيات المختلفة من كل أصقاع الأرض للعمل والتنزه , فهو بلد الحرية والممارسات التجارية المنوعة ويعد حقيقة نكهة الخليج بل وتاريخه القديم عندما تسمت كل المنطقة بالبحرين , وحيث تؤلمنا حقيقة تلك التجاذبات المسيسة في الشارع البحريني الذي أغرت بعضه لحون الغير التي ألبست الطائفية رداء السياسة دون مهارة أو حرفية متقنة للمهمة أو حتى توقيتها فكان فجر الخميس الماضي فاصلا بين مرحلتين في تاريخ البحرين الحديث كشف عن توجهات البعض وفرض أجندة وطنية جديدة للمستقبل , فاللعبة السياسية التي تخوضها حركات البحرين السياسية ورجالها والتي أوصلت حركة الوفاق إلى حيازة غالبية مقاعد البرلمان البحريني في الانتخابات الأخيرة لم تقنع بمضمونها وتاريخيتها لاعبو السياسة من الحركة أو من حولهم بل أرادوا القفز على مسيرة الإصلاح وافتعال الأزمات فرضا لأجندة غريبة بدت تتجلى حقيقتها فجر الخميس الماضي الذي أفقد الثقة في رموز حركة المعارضة لعدم قدرتهم على ضبط مهمتهم السياسية ضمن المنظور الوطني وانتهجوا استيراد الأزمات من الخارج ثم انتظار الحلول وفق مزاجية الآخرين وإملاءتهم الخارجية أيضا وكل ذلك تحت رداء الطائفية أو قل التشبث بها لأن التصنيف الطائفي مرفوض غالبا عند العامة من أبناء دول الخليج فهم يعتبرون أنفسهم مجتمع واحد تتحتم بينهم أصر التلاقي كما يتحتم بينهم أيضا الإقرار بالاختلاف واحترامه كإرث تاريخي قديم هضم الناس فيه عبر مئات السنين حقيقة الاختلاف ورسموا فوق ظروفه أجمل صور التلاقي بالتعاون والتواصل والتآزر في شتى مناحي الحياة وظروفها وحتى المصاهرة والتزاوج بين الأسر أحيانا , حتى غدى لبعض الحواضر السكانية ميزة الصعوبة في تحديد الهوية المذهبية لهذا من ذاك , وهذا ما يستشعره كل زائر للبحرين وبكثافة ربما عن غيرها في مدن دول الخليج وهو أيضا ما ترعاه الحكومة البحرينية مبكرا عبر تاريخ عهودها إما بالتفعيل الاجتماعي والأعراف السائدة أو بالترسيم والتطبيق كما في عهد جلالة ملك البحرين الآن الشيخ حمد بن عيسى الخليفة الذي أسس في البلاد توجهات دستورية مميزة تنقل البلاد إلى المستقبل بكل أمان عبر سلسلة من الإصلاحات والتحولات التي راعت الجانب التعددي في المشهد البحريني عامة فكفلت حرية التعبير وكفلت حرية المشاركة السياسية وهو ما أتى بالوفاق كجمعية عرف عنها التشدد والتطرف الطائفي إلى سدة الأكثرية في البرلمان لتمارس دورها السياسي وفق المنظور الوطني إلا أن استقراء رموزها لواقع الأحداث العربية دون فهم سياسي عميق أو استنباطات واقعية لجدلية المكون التاريخي لديموغرافية المنطقة وعاطفيتها جعل الوفاق في مطب سياسي محرج الآن فلم تكن تجمعات دوار اللؤلؤ شبابية كما في ميدان التحرير في القاهرة ولم تكن عفوية وطنية كما في تونس بل كانت مسيسة من حركة الوفاق وأجنحتها تحت غطاء مطالب عامة وحشد أبناء الطائفة ونسائها في الميدان لمجرد الامتعاض ثم توسعة سقف المطالب تبعا لما يتأتى من القدرة على التأزيم فكان أول شهيد مدفوع للمهمة حسب أقوال زوجته التي أخبرها بنيته نيل الشهادة اليوم لتكتب الوفاق بدم الشهيد سطور جديدة ما كانت لتكتب قبل سقوطه , أيضا حسب على الوفاق العمل على شد الأنظار العالمية إعلاميا وصرف اهتمامها عن مظاهرات الاحتجاج الشعبية التي تجتاح الشارع الإيراني الآن وبقوة وهو توجه خطير إن صح عن الوفاق أو غيرها فهذا التحشيد وسط دوار اللؤلؤ دفع إليه قلة من الممتعضين على فرص العمل والإسكان وهي هموم يجتمع عليها كل طوائف البحرين إنما أن توظف المهمة لمزاجية خارجية وتدس بين المعتصمين الخناجر والسيوف والبنادق ويشحنون أكثر بـ الهم الطائفي وتاريخه فهذا ما لا يقبله أي كان من عقلاء البحرين وهو جنوح باللعبة السياسية وتوريط للبلد في أزمات مضرة لمستقبلها واقتصادياتها ونكوص عن عهود والتزامات وطنية تقر بها حركة الوفاق ومن يؤيدها عندما صوت الجميع على الدستور البحريني قبل 10 أعوام وهو الآخذ الآن في النمو والتطور تبعا لحاجة البلاد ومسيرها السياسي واستكمالا للنهج الدستوري وهو ما أكده جلالة ملك البحرين في خطابه الأسبوع الماضي تفاعلا مع الأزمة بأن الإصلاح مستمر ومتطور , وكان حديث جلالته واضحا للجميع , بقى أن يعرف الأخوة في البحرين أن لمجتمعاتنا الخليجية المحلية ظروفها وخصوصيتها في علاقاتها كطوائف مختلفة وكذلك في العلاقة بين القيادات والشعوب وهي خصوصيات عميقة و متجذرة لا يمكن المراهنة عليها أو شطبها من سلوكنا الاجتماعي أو الاستهانة بالقفز عليها من الغير أو حتى خلخلتها ولعل ما لمسه وتلقاه معتصمو ميدان اللؤلؤ من اتصالات من أخوانهم البحرينيين وغيرهم ممن يختلفون معهم في الجنسية أو الطائفة وفكرة الاعتصام إلا إنهم يتفقون معهم في ضرورة سلامتهم وسلامة البحرين . [email protected]
450
| 20 فبراير 2011
قلوبنا مع إخواننا في مصر أهل الطيبة والمحبة. أهل " وحدوه " ولا إله إلا الله محمد رسول الله. الشعب المتعلق قلبهُ دائماً ببيت الله ومسجد حبيبه. الشعب الكبير بتاريخهِ وأهراماتهِ وقدرتهِ على صناعة الابتسامة من بين أقسى دواعي الضيق والألم . شعبُ البساطة والتدبير والتوكل والتساهيل "سيبها على ربنا " شعب القناعة والصبر وقهر الجوع بصحن الفول اليومي ورغيف العيش " ومشي حالك " شعب الثمانين مليون نفس أو يزيدون على تراب أرض الكنانة الآمنة ونيلها العظيم " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " بلد شاعر النيل حافظ إبراهيم الذي صور حس كل عشاق مصر ومحبيها في شطر بيته الشعري الجميل " ومر بي فيك عيش لست أنساه " نعم من ينسى بيت العرب وسور عروبتهم المنيع بولاء أهل مصر وإخلاصهم الدائم لأمتهم وإخوانهم في كل مكان وفي كل الظروف. فنحن معهم جميعاً في ثورتهم ضد القهر والظلم والاستبداد. نحن معهم من أجل التغيير للأفضل ومن أجل لقمة عيش أسهل وفرص عمل أكثر للجميع تستوعب طاقة جيل الشباب الذي خرج مندداً بظروفه. متحمسا لغد أجمل تغيب فيه محسوبية القلة وتتوزع الفرص بالعدل والتساوي دون استغلال لنفوذ أو احتكار لسلطة. خرج هؤلا الشباب وهم أبناء أبطال 6 أكتوبر ويوم العبور وهم أيضا أبناء أبطال السلام الذي صنعه المصريون بثقة من أجل مستقبل يجلب لهم ولأجيالهم وللمنطقة عموما الأمن والاستقرار. وعلى رأيهم أي أخواننا المصريين " من آدم السبت لئي الحد أدامه " فكم سبت قدم مبكراً ذلك الشعب الذي عصفت بآماله الأيام والليالي وتاهت مقدراته بين هنا وهناك فغدت للبلد تصنيفات لا تتجانس مع إمكانات أهله العلمية وعقولهم الجبارة وطبيعة بيئتهم الاقتصادية الخصبة وفق مقاييس ما بعد الثورة ووعودها فلا وصلت البلاد إلى مستوى اليابان أو حتى سنغافورة ولا حتى حافظت على مكانتها كـ مصر التي كان فيها " الجنية بيعمل شغل " المهم أن الظروف تكالبت على البلد الجميل فتكدس الناس وتكدست الهموم واستبق الشباب السبت قبل الماضي بيوم جمعة كان عندهم في القاهرة يوما للغضب بينما عند العالم أجمع كان يوما طويلا ومستمرا للقلق على مصر ومستقبل مصر في ظل رغبات التغيير الشبابية للانقلاب على ثلاثة عقود من الجمود المزعج لرغبات الناس وطموحاتهم ومستقبل أبنائهم في بلد يعد جمهوريا وديمقراطيا يمارس الحرية بنكهة محلية خاصة. أعود لأقول نحن مع مصر ونحب مصر ونتمنى لها مستقبلا مستقرا دائما فهي أم الدنيا وبوابة الاستقرار والسلام في المنطقة المرهونة بكل مقدراتها ومستقبل أنظمتها وشعوبها بسلامة مصر خاصة في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة. لذلك لابد من تغليب العقل ومنطق الحكمة من كافة الأطراف هناك حكومة وشعبا لاستقراء معطيات الواقع وانعكاسات الحدث وأبعاده برؤية مصيرية للخروج بتوازن يرضي كل الأطراف ويحقق بالدرجة الأولى مطالب الشعب وطموحاتهم ويحافظ على أمن مصر وكيانها. ولعل في حجم الانشغال العالمي بالأحداث الأخيرة هناك ما يبعث برسالة إلى كل المصريين وهي أن العالم شريك معكم في محبة مصر المقرونة بحزمة روابط متعددة وملونة لذلك أتقنوا جيدا حدود اللعبة الديمقراطية وحافظوا على الكيان بضبط النفس لتظل مصر محور التوازن العالمي وفوق الظروف دائما بإرادة شعبها وحكمة ساستها قبل أن يجد منتهزو الفرص وأصحاب المخططات المبطنة مجالا للوقيعة والاندساس بين الصفوف وتحويل مسار الهدف السامي إلى ما لا ينبغي كما يتبدى في المشهد بعد الخامس والعشرين من يناير من صور التصادم والمواجهات البغيضة في ميادين القاهرة في إخلال واضح بالأمن القومي المصري وذريعة للتدخل الخارجي في شؤون البلاد والإملاء على ساسته وشعبه وهو ما يأباه المصريون لبلادهم أبدا. فلا يجب تكرار صور الماضي واللعب بعواطف الشعب المثقل بل يجب الاستفادة من دروس الغير وأن تكون حركة التغيير متقنة لا يحكمها الانفعال وعواطف اللحظة فقط فالعالم معكم من أجل مصر الآمنة المحروسة ودورها العربي الكبير فحكموا العقل[email protected]
446
| 06 فبراير 2011
من ظريف القول.. ما يثار تبعا لنشر قناة الجزيرة لوثائق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مؤخرا، وهو ان عددا من الأخوة الفلسطينيين قد يتقدمون من خلال تكتل عالمي للمحامين لرفع قضية على الدولة العبرية المحتلة في كل المحاكم والعواصم العالمية للمطالبة بحقوقهم مباشرة وتأكيد حق عودتهم تبعا للقوانين الدولية والإنسانية فقد ملوا انتظار مفاوضات السلطة وخفت موثوقيتهم في ممثليهم الذين غدوا لهم ضدا، فالحقيقة المرة ان الشعب الفلسطيني يعرف ومنذ زمن انه مخدوع وان قضيته مباعة مبكرا ومتاجر فيها سرا وعلانية، بل ان الإبقاء على شتاته بين بيئة وظروف المخيمات المتردية والصعبة جزء من بضاعة تجار القضية لسلب المساعدات الموجهة إلى اللاجئين واستخدامهم أيضا ضمن بنود المفاوضات كورقة تكسب مضمونة لتصفية القضية، وباعتبار ان أكثر ما يخشاه العدو هو تكتل الفلسطينيين وزيادة أعدادهم وتثقيفهم حول قضيتهم فإذا ما ابعدوا وبعثروا بين الدول وتجنسوا بجوازاتها واندمجوا في مجتمعاتها فشلوا جميعا وذهبت ريحهم وحق لإسرائيل آنذاك أن تفخر بأن من طلب العودة وفقا للاتفاقيات أو حقيقة " المزايدات " قد سمح له ورحب به تبعا لطلب الجانب الفلسطيني وحجم العائدين المقرر من قبلهم " أي المفاوضين التجار"، الذين قبلوا فقط بعودة خمسة آلاف فلسطيني إلى بلدهم من واقع خمسة ملايين إنسان او يزيدون ما بين مهجر او معذب لعقود زمنية طويلة ينتظر بعدها أمل العودة وريح الوطن وترابه والصلاة في مقدساته، وحقيقة أنا لست مع او ضد قناة الجزيرة في نشرها الأخير للوثائق السرية لمفاوضات الساسة الفلسطينيين مع إسرائيل فمضمون المفاوضات وطريقة تناوله للأطروحات والبنود معروف عند كل المتابعين وحقيقة المفاوضين معروفة أيضا عند الشارع العربي كافة والفلسطينيين بالتحديد، وتبرز واجهة الحدث الرئيس الآن في نشر الوثائق وهي مهمة إعلامية بالدرجة الأولى تحدد ضرورتها حرفية المهنة وموثوقية المؤسسة الناشرة وعهدها تجاه أمانة الكلمة والرأي، وما استوقفني وبدهشة وربما كل متابع عربي هو حجم الحنق الذي قوبل به موضوع ذلك النشر في الشارع الفلسطيني وتحديدا في رام الله حيث مركز السلطة المفاوض وأتباعه ومؤسساته، فالكل سواء من المتظاهرين هناك او من المفاوضين أنفسهم تلمس في ردود أفعالهم حقيقة الرضا بمضمون الوثائق وعدم تكذيبها بل كل السخط والغضب ينصب على النشر ومصدره وتوقيته حيث عد كل ذلك رصا للصف الإسرائيلي وتجييشا لجيوشه والعمل لمصلحته وإيثارا لخدمته أمام الفلسطينيين وقضيتهم بل زاد الأمر في الإيعاز السلبي نحو الجزيرة بتجريدها من مهمتها الإعلامية واعتبارها طرفا سياسيا في القضية وبمقام " دولة " تزايد على الأمور وتصالح هذا لحساب آخر بل وتقتل وتخطط للقتل مثلما أعلنت القيادة المركزية في بيانها الصادر بهذا الخصوص والمتضمن وصف الجزيرة بـ " الانزلاق في فخ الدعاية المنظمة ضد القيادة الفلسطينية بغرض التأثير السلبي على الروح المعنوية للشعب الفلسطيني المتقدم " بل اعتبر بيان القيادة المركزية أيضا أن حملة النشر هي حملة اغتيال سياسي تستهدف رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني ونسفا للإنجازات! وقطعا لطريق الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية المستقلة! رغم ان هناك من يؤكد ان اعترافات الدول اللاتينية البعيدة مدعومة من الجانب الإسرائيلي كمحور محفز للفلسطينيين للاستمرارية في نهج التفاوض ومستواه، وكما لقناة الجزيرة الحق في النشر فللجانب الفلسطيني أيضا حق الرد والتفنيد بيد أن حقيقة المفاوضات ومضمون مسيرها غدا معروفا عند العامة ومن حق الشعب الفلسطيني والعرب عموما أن يعرفوا كل التفاصيل الدقيقة فهي قضيتهم ومصيرهم الذي يجب أن لا يلف بالتعتيم ولا تقدم خلاله التنازلات مقابل مزايا وطموحات شخصية، ومثلما قالت السلطة في بيانها المشار إليه " إن مشروعها تحرري ديمقراطي تقدمي في المنطقة " فهي مطالبة أيضا بالانفتاح الإعلامي على المعنيين والشركاء من المواطنين الفلسطينيين والعرب للمشاورة وإبداء الرأي في كل تفاصيل الاتفاق، إنما ان يضحى بخمسة ملايين إنسان ويترك مصيرهم للظروف وتختزل آلامهم وآمالهم في سطور مصاغة ضدهم مقابل رغبات خاصة فهذه هي المتاجرة وقمة الألم والانبطاح الذي يعرف حقيقته العرب عموما ويعرفه الشعب الفلسطيني مبكرا وبمرارة عندما تأبط أصحاب العقول التجارية لا الوطنية ملف قضيته ودماء شهدائه ومعاناة أطفاله وقهر رجاله وذل نسائه ليكونوا أمناء فقط على مصالحهم لا مصالح شعبهم وليكونوا حريصين على مكتسباتهم الذاتية وأرصدتهم لا مكتسبات شعبهم وحقوقه[email protected]
426
| 30 يناير 2011
تصدرت مدينة جدة السعودية عناوين الأخبار الرئيسية الأسبوع الماضي مرتين, الأولى بسبب الأمطار الكثيفة الغزارة التي هطلت على هذه المدينة التاريخية التي لا تزال تلملم أشلاءها بعد طوفان العام الماضي الذي كشف عن جملة من بؤر الفساد في تنفيذ المشاريع وسوء التخطيط للتجمعات السكانية التي سدت مجاري السيول, أما الحدث الأهم والأكبر هو وصول طائرة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إلى جدة بعد جملة تكهنات عديدة عن وجهته بعد الهروب الليلي المفاجئ وحيث لم تكن السعودية ضمن تخمينات المتابعين لحدث هروب الرئيس ليلة السبت قبل الماضي "سوى أن الليالي حبلى دائما بكل جديد" لذلك كان السؤال التالي لماذا جدة السعودية بالذات! وهو الاستفهام الأبرز عند كل وسائل الإعلام المتابعة للحدث التونسي خاصة أن السعودية تنتهج مسلك الحيادية دائما تجاه الكثير من الأزمات العربية الداخلية وغيرها, إلا أن الجواب قد جاء لاحقا على لسان سمو وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عندما قال "إن المستجير يجار" فكانت جدة هي الملاذ الممكن للرئيس المخلوع بعد تعذر وجهات عربية وعالمية أخرى من استقباله, وحقيقة كان خبر وصول بن علي إلى جدة محل استغراب للكثيرين من سعوديين وغيرهم فالرجل يحمل سيرة غير مقبولة شعبيا إثر الأحداث الأخيرة الدامية في بلاده وكذلك ما تناقلته تقنيات الأخبار قبل الأحداث عن نظامه من التضييق على الحريات الفكرية وممارسة الشعائر الدينية وتكتيم الإعلام واستحواذ عائلته بالنفوذ والسلطة على الشعب ومقدراته ومواقفه الشخصية إبان الاحتلال العراقي للكويت عام 1990م والتي أعادت مقر الجامعة العربية إلى موطنها الأساسي في القاهرة بعد سلسلة مواقف مخجلة لأمينها العام آنذاك التونسي الشاذلي القليبي بإملاءات من الرئيس المخلوع الذي انتهج ببلاده رؤية سلبية صنفتها ضمن دول الضد الذي ظلت دولة الكويت ترددها تجاه كل من آزر الاحتلال, وكما للسياسة حساباتها في كل المواقف والظروف يبقى للشعوب رأي أيضا فقد قوبلت استضافة بن علي في جدة بالامتعاض عند السعوديين وربما غالبية أهل الخليج والعرب عند الوهلة الأولى إلا أن مضمون البيان السعودي الرسمي وتصريحات وزير الخارجية السعودي التي مارس فيها سموه دبلوماسيته العريقة منتقيا ألفاظا جيدة وذكية عندما استخدم عبارة "المستجير يجار" معولا على شيم العروبة والرجولة وهي ما طمأنت الغالبية على سلامة فكرة الاستضافة ودواعيها إضافة إلى ما أعقبها من تصريحات تؤكد عدم القبول بممارسة بن علي لأي نشاط سياسي أو نشاطات تحويل أموال إلى المملكة, بن علي والذي يسكن هو ومن تبعه من عائلته الآن أحد قصور الضيافة الملكية في جدة وهو ما أسماه أحد المتابعين بـ"المنفى الذهبي" ربما لما عرف عن جدة بالذات من استقبالات سابقة وكريمة لعدد من الرؤساء الفارين من بلدانهم في ظروف حرجة مماثلة كالرئيس الأوغندي السابق عايدي أمين ورئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف وملك اليمن حميد الدين ورئيس الوزراء الليبي أيام الحكم السنوسي مصطفى بن حليم كذلك الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة والذي كان هنا أيضا قبل ثورة الاستقلال التونسية, وكان القاسم المشترك بين الجميع من هؤلاء عدم قبول الدولة السعودية المستضيفة إجراء أي نشاط سياسي لهم انطلاقا من أراضيها وهو ما يعطي الإخوة التوانسة الآن الثقة في عدم التأثير من قبل الرئيس المخلوع على مجريات التغيير القائمة هناك على الأقل خلال فترة وجوده في المملكة.وحيث كانت الشرارة الأولى للأزمة التونسية التي لفظت بالرئيس فاراً إلى خارج البلاد ذات بعد اقتصادي محض تمثل في بحث الناس هناك عن قوتهم وشيء من كرامتهم المفقودة بسبب سلسلة ممارسات سابقة للنظام تجرع خلالها السواد الأعظم من التونسيين ذل العيش وظروف الاستحواذ السلطوي ومصادرة الحريات, ولتزامن أحداث تونس مع القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في شرم الشيخ كان لابد على القادة المجتمعين هناك آن يدركوا حقيقة الموقف وأبعاده وان يسعوا إلى إعادة صياغة البرامج والخطط الاقتصادية العربية لتفعيل الدور العربي في مجالات التنمية البينية التي ابتعدت بقصور ملحوظ عن احتواء مفهوم العمل العربي المشترك وحاجات الشعوب الأساسية إذ ظلت أرزاق الناس ومواردهم محكومة بالرؤى السياسية المختلفة غالباً والتي همشت منطقتنا كافة عن معايير التنمية المثلى وهمشت في نواتجها التوافقية المطلوبة ضمن معدلات النمو, فمعدل السكان ينمو والحاجات تنمو بمعدل أقل لانصراف مفهوم التنمية العربية بعيداً عن مساره وتبنيه مفهوم العروبة بالكلمات والمؤتمرات فقط دون عمل ناجع يؤمن الاستقرار للجميع ويؤهل دولهم للمستقبل, أعتقد أن حض القمة الاقتصادية العربية الأخيرة من المتابعة الإعلامية كان كثيفا ومن قطاع أوسع بين العامة ربما بحثا من الجميع عن قرارات أكثر عمقا وفائدة تمس حياة العرب وتطور معيشتهم وتلغي حواجز العمل وموانع التجارة والاسترزاق البيني فما شاهدناه في تونس كان مؤثرا وينبئ عن وضع خطير ومماثل في معظم المجتمعات العربية فهل تنبه قادتنا إلى الأمر لتجار الشعوب العربية من ظروفها[email protected]
542
| 23 يناير 2011
إذا أردت أن تعرف ماذا في تونس فعليك أن تعرف ماذا أكلت اليوم أو ما حوته مائدتك من صنوف الطعام ليس لسد جوعك فقط بحثا عن دوام العيش أو قوام الحياة بل لتعرف كم هي ضانية لقمة العيش هذه وكم هي عزيزة بعيدة المنال عن أيدي البعض وأفواههم المعبرة عن جوع بطونهم وكرامة أنفسهم, والصورة من تونس الخضراء تأتيك الآن حمراء مفصلة بأبعاد مختلفة ومؤثرات مختلطة ما بين إنسانية واقتصادية ومزيج آخر من التفاعلات التي حركت الناس إلى الشوارع بحثا عن رغيف العيش وبعض الكرامة . أبو القاسم الشابي شاعر تونس الكبير وكاتب نشيده الوطني ربما سجل حضورا بين جموع المحتجين هناك وربما ألهب فيهم الحماسة نحو مطلبهم الفطري وفق قصيدته الخالدة. إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر فالشارع التونسي قال مقولته المشوبة بخليط من الدماء وأصوات الاحتجاج محققا "بثورة الخبز" أسرع نصر للإرادة العامة بحثا عن شيء من الكرامة ورغيف العيش اليومي الذي عز على البعض هناك حيث نسب البطالة التي تطاول الـ 30 في المائة "حسب التقديرات الإعلامية التي واكبت الحدث الأخير" من بين عموم تعداد الشعب المناهز لـ 11 مليون نسمة والذي حركته تداعيات الأزمات العالمية وتنامي ثقافة الاحتجاج التي تبدت بكثافة مؤخرا إثر الإحساس بالإحباط من وعود النخبة ورموز السياسة والبروز العلني للتجاوزات والفساد في بلد يتبنى سياسات اجتماعية واقتصادية متباينة يعتمد على نزوح جزء من طاقة العمل ومخرجات التعليم فيها إلى دول أوروبا فكانت أزمة الرهن العقاري بظلالها وتبعاتها معوقا لاستيعاب المزيد منهم في سوق العمل هناك بل وعودة الكثيرين إلى أوطانهم المغاربية بحثا عن العمل والعيش الكريم في بلدانهم التي تعاني أساسا من مشاكل اقتصادية جمة تؤكدها ملامح التنمية الضعيفة والمؤرقة بثقل بالديون العامة وأحجام البطالة وغياب الدور التنموي العربي المؤثر هناك, في تونس تحرك الشارع بحثا عن لقمة العيش لبناء قاعدة لحاجاته حسب هرم مازلو, ورغم هشاشة القاعدة إلا أن الشعب يحملها الطموحات والآمال للظفر بأكثر من الرغيف وسد الجوع, وكأن ساعة الصفر وموجات الضغط قد بدأت فـ "الجوع كافر" كما يقولون ونتائج الحالة وظروفها غير محسوبة المدى, كتبت ما تقدم قبل خبر تنازل الرئيس بن علي عن السلطة حسبما أعلن مساء الجمعة الماضي وفي هذا تحقيق لإرادة الشعب كما عبر عنها الشابي وجسدها الشارع الباحث عن الحرية والكرامة, فنبارك للشعب التونسي نيل إرادته بعد أن مل الوعود وضاق ذرعا بالقيود, وأعتقد هنا أن بلدا بحجم تونس واقتصادياتها لا تستطيع مواجهة الموقف بالتدابير المعلنة وقوة المواجهة وجملة التغييرات المصاحبة للحدث وأعني تحديدا المشاكل الاقتصادية وتبعاتها, فمن جانب يجب أن يتحمل الشعب مسؤوليته التاريخية الآن حتى لا تكون الظروف مرتعا سهلا لبعض المغرضين لجر البلاد إلى ما لا يطاق أو ما لا تحمد عقباه أو قد تكون فرصة سانحة لتدخل القوى الخارجية, فالمهمة السياسية لإعادة استقرار البلاد مناطة بالشعب التونسي وقدرات نخبه المؤهلة للمهمة ويبقى حسب تصوري كعربي المهمة الاقتصادية المؤملة لرفد المسيرة وهي مهمة عربية تستلزم التفاتة من مراكز القرار ومآمير الصناديق الاستثمارية السيادية العربية حيث لا يزال حجم الاستثمار العربي هناك محدودا ضمن جملة الاستثمارات الأجنبية البالغة 1.7 مليار دولار عام 2010م يمثل الاستثمار العربي منها فقط 38.6 في المائة وهو ما يدعو إلى ضرورة السرعة بالوقوف عمليا مع تونس لتعزيز قدراتها الاستثمارية واستيعاب طاقة العمل المتنامية بين سكانها وتفعيل موازين التبادل التجاري العربي مع سوقها تحقيقا للتنمية العربية البينية وواجباتها القومية, فلا تزال الكثير من القدرات الاستثمارية العربية دون الحجم المطلوب هناك وفقا لنتائج الأرقام الاقتصادية المعلنة في السنوات الأخيرة رغم تمتع البلاد بالجواذب الاستثمارية المتنوعة والتسهيلات المقدمة من جانب الاقتصاد التونسي وحاجته الملحة للمزيد من التدفقات النقدية لحفز فعالياته على المزيد من النمو والتوافق مع متطلبات المرحلة وأحجام النمو في السكان وزيادة الأسعار في السوق العالمية لاسيما في جانب الحاجات الغذائية التي تفرض على السكان حالة من السخونة والغليان بحثا عما يسد حاجتهم, وإذا كنا نتحدث في هذا الموضوع الآن تجاوبا مع مشهد التونسي وتغييراته وننشد الهمم والقدرات العربية للمساهمة في الحلول والمعالجات فلا يجب بأي حال أن يكون الدور العربي مدعوا بالمفاجأة فقط وتبني دور الإطفاء أو المجاملة الآنية إذ يجب آن يكون هذا الدور مبرمجا وفق خطط استشرافية مدروسة تشتمل كل المجتمعات العربية وحاجاتها لا أن ينتظر فقط أصوات الاحتجاج أو الاقتتال العنيف في الشوارع من أجل رغيف العيش وفرص العمل, وأخيرا نؤمل في العمل العربي من أجل كل العرب وتنميتهم ومن أجل تونس الخضراء قبل آن تتخضب بالمزيد من الاحمرار الدموي. [email protected]
652
| 16 يناير 2011
تشير الأخبار الاقتصادية إلى نية سوق الأوراق المالية في قطر التوسع في الوقت اليومي المتاح للتداول بزيادة ساعة عمل لنشاط السوق الواعد والذي سجل حسب النتائج الختامية لمؤشر السوق العام الماضي 2010م النسبة الأكبر في الصعود بين قرنائه من الأسواق الخليجية الأخرى مما يتوافق بالطبع مع المكانة الاقتصادية الكبيرة التي تحظى بها دولة قطر في السوق العالمية وفي مجالات الطاقة تحديدا وكذلك حجم الإنفاق الكبير الذي أعلنت عنه الدولة للتجهيزات الأساسية لاستضافة مونديال 2022م الأمر الذي سيوجه البلد وطاقاتها نحو البناء والنمو الاستثماري المكثف وفق سلسلة المشاريع والمنشآت التي أعلن عنها من طرق وملاعب وشبكات النقل والفنادق والمناطق السكنية وتفعيل أداء المطارات والاستثمار في مجالات النقل الجوي وغيرها. وحين الحديث عن السوق المالية القطرية لا يغيب عن بالنا نحن في الإحساء تحديدا تلك الجموع من المواطنين التي شدت الرحال إلى الدوحة أو عبرت الإحساء إلى هناك إبان حملة الاكتتاب في أسهم مصرف الريان في مطلع العام 2006م فقد كان الإقبال كثيفا فتحت له اللجنة المعنية بالاكتتاب أحد الملاعب الرياضية في الدوحة لمواجهة أعداد المكتتبين. وقد رصدت صور متنوعة لجوانب الحدث وعوائده الاقتصادية، إذ ارتفعت نسب إشغال فنادق الدوحة كافة مما حدا بالبعض الإقامة في الخلاء أو تحت خيم مؤقتة جلبت معهم لحين الانتهاء من مهمة الاكتتاب التي وصفت بالتاريخية على مستوى العالم، وكان بالطبع الظفر بالمكاسب والأرباح التي تحققها اقتصاديات سوق قطر هو الدافع لمثل هذا الحضور الكثيف الذي أذنت فيه الدولة هنا لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي بإمكانية المساهمة في رأسماله التأسيسي وكانت تلك التجربة بالفعل مؤشرا واقعيا وملموسا للثقة الكبيرة في اقتصاديات البلاد من العموم سواء أولئك الذين شكلوا مشهد الحدث في الإستاد الرياضي آنذاك أو غيرهم من الاقتصاديين العالميين المهتمين بمتابعة اقتصاديات قطر وقوتها المؤثرة. واللافت للنظر هو الربط بين متانة الاقتصاد المحلي وملعب الإستاد الرياضي محل اكتتاب مصرف الريان. فهل كانت الصورة مدروسة ومعد لها مسبقا ولهذا الربط بين الرياضة والاقتصاد الذي أفضى بعد أربع سنوات لاستضافة المونديال العالمي 2022م في قطر والتي تستعد له الآن بقوة اقتصادية هائلة لتحقيق قصة نجاح تاريخية بل أسطورية توظف فيها فكرة الاستضافة لبناء دولة ذات إمكانات مميزة وتفعيل مكرر للاقتصاد يوظف الأفكار والطموحات والطاقات لبناء تنمية مستدامة تحقق من خلالها قطر حضورا عالميا مستمرا وتنمية منوعة ومستوطنة تفوق احتياجات المونديال المرتقب لتأخذ بالبلاد إلى مصاف الدول الأكثر تقدما حيث جعل المونديال هدفا لهدف أكبر. أعود إلى الإحساء حيث عبرت قوافل المكتتبين في الريان، من هنا فالحديث مكثف أيضا عن إمكانية التفاعل مع الحراك الاقتصادي القطري الضخم والاستفادة من بعض معطياته باعتبار الإحساء اقرب حاضرة سكانية للدوحة وتتوفر فيها العديد من الإمكانات "اللوجستية" المرتبطة بالسوق السعودي الضخم وهذا ما تأكد بالفعل من خلال ما تناقلته الأخبار مؤخرا عن إنشاء بنك سعودي قطري مشترك والنية السعودية أيضا لإقامة مدينة اقتصادية في منطقة سلوى المتاخمة للحدود القطرية وعلى مساحة 300 مليون متر مربع ويؤمل أن تحوي جملة من الصناعات الكيماوية والتحويلية المعتمدة على الغاز. وفي الواقع جدير بهذه الفكرة أن تصل إلى حيز التنفيذ سريعا فليس من المجدي أن تشحن طاقات الغاز القطري إلى الأسواق العالمية وخلف القارات بينما خبرات التحويل الكيميائي وصناعاته متوافرة على بعد أميال قليلة لدى الجانب السعودي إضافة إلى طاقات رأس المال والخبرات المتنوعة وهو ما يدعو إلى التكامل البيني تحقيقا للمصالح المشتركة ورفاهية الشعوب. أيضا هناك قاعدة قوية من التعاون والتبادل التجاري المصرفي المشترك بين البلدين مبنية على الثقة وحوافز العائد الاستثماري هنا فقد سمعت من الأستاذ عبد الله بن فهد بن غراب المري مؤسس ورئيس مجلس إدارة بنك قطر الأول للاستثمار عندما التقيت بسعادته في فندق المملكة بالرياض 2007م كم كانت مهمته سهلة وشيقة عند عرض فرص المساهمة في تأسيس البنك على عدد من الفعاليات والشخصيات الاقتصادية السعودية وفرحهم بتلك الخطوة التي تجاوزت ظروف تلك الفترة. إذا فتمديد ساعات العمل في سوق المال القطرية وتنامي مؤشر السوق محفزات يلتفت إليها كل أبناء الخليج وأبناء السعودية بالذات وحتى لا تكون الشراكة بين الشعبين في حدود سوق المال وحجم شركاته نؤمل في قنوات أكبر وأوسع للتلاقي الاقتصادي والاستثمار المنوع. فكما أن التاريخ بيننا مشترك فالمستقبل أيضا بكل ما فيه مشترك بيننا[email protected]
529
| 09 يناير 2011
بماذا يمكن تسمية ما يدور في دولة الكويت صاحبة التجربة الديمقراطية الأبرز والأقدم خليجيا وعربيا من تشاجبات وجدل حول منصب رئيس الوزراء والاستجوابات النيابية الموجهة للرئيس هناك؟ فهل هي مجرد محاولات للإطاحة بشخص الرئيس الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح من المنصب وفق الصيغة القانونية بعدم التعاون معه بتهم الفساد وتعطيل الدستور وهو عضو الأسرة الحاكمة أم أنها المحاولة الأقوى الآن للاستحواذ الشعبي على المنصب حسبما عبرت عن ذلك الحشود الشعبية التي خرجت من مجلس الأمة إلى وسط العاصمة الكويت بعد تحويل جلسة الثلاثاء الماضي إلى جلسة سرية مرددة تلك الحشود وبعلانية هذه الرغبة التي تضع الكويت دولة وحكومة وربما كل المنطقة الخليجية على محك سياسي جديد يجعل من تشكيل الحكومة مهمة مناطة بالشعب ممثلا في نوابه المنتخبين وفق النموذج الديمقراطي العالمي السائد أم أن هذه المرحلة من النضج السياسي والممارسة الشعبية تعد مبكرة على الكويت رغم سنوات عمر تجربتها النيابية الطويلة التي امتدت من العام 1963م حيث أسس مجلس الأمة في ذلك التاريخ. وباستقراء لملامح الأطروحات النيابية على المجلس وما يصاحبها من جدل ونقاشات في الديوانيات وصفحات الصحف وكذلك استجوابات النواب المقدمة للوزراء وحالات المواجهة والعنف الأخيرة بين بعض النيابيين والأمن فيلمس المتابع تغييب الجانب التنموي والإعماري الذي كانت الكويت صاحبة المبادرات الأولى فيه خليجيا فقد كانت الكويت سوق الخليج الأبرز والأكبر وواجهة الخليج أيضا في العالم بديمقراطيتها المبكرة وبعقولها الاستثمارية الواعية ولم يكن ذلك مصادفة أو خبطات حظ بل كان ورائه جهد رجال مخلصين حكومة وشعبا أتقنوا جميعا معنى المواطنة ومسؤولياتها وضرورة التعاون بينهم من أجلها مهما اختلفت الرؤى وأساليب العمل فقد كانت “ الكويت أولا “ كما في وقفة الجميع واتحادهم حول قيادتهم إبان أزمة الاحتلال العراقي إذ انطوى المجتمع الكويتي بكافة فئاته ومؤسساته تحت قيادته يحملون شعار “ الكويت حرة “ ويعملون لأجل الوطن وحريته فكان هذا هدفهم وهو ما تحقق فعلا بجهدهم والجهد الدولي الذي وقف مع الكويت وشعبها في تلك المحنة الصعبة. وحيث أشرت أعلاه إلى غياب الحس التنموي في غالبية أطروحات المجلس فالبلد لا تزال تعاني أزمات في توليد طاقة الكهرباء رغم إمكانيات الدولة الضخمة وحيث كنت في زيارة سابقة للكويت عام 2003م وكنت شغوفا بالمطالعة على الحراك النيابي هناك من خلال الصحف فقد قرأت أن وزير الكهرباء آنذاك طلال مبارك العيار قد تقدم بطلب لمجلس الأمة للموافقة على موازنة ضخمة لتمويل مشاريع الكهرباء محددا ملامح الأزمة وسلسلة الانقطاعات وقد قوبلت أطروحات الوزير العيار ببعض الامتعاض النيابي إلا أن الكهرباء انقطعت عن المجلس ذاته بعد أيام لاحقة لتلك الجلسة مما حدا بأحد النواب الحديث للصحف بأن الوزير العيار يريد أن يثبت للنواب حقيقة الأزمة فعلا والتي لا تزال مستمرة حسب تقارير صيف 2010م. والسؤال الملح قي ظل الظروف السياسية الحالية هو إلى متى تظل التجربة النيابية الكويتية حبيسة الآراء الجانية والأصوات العالية دون أن تمس حاجة الناس وتنميتهم وتطوير مجتمعهم في الكثير من الجوانب الضرورية والمهمة في يومياتهم ومستقبلهم؟ نحن نقول ذلك حبا في الكويت وفخرا بتجربتها الديمقراطية الحرة وحرصا على مستقبلها واستقرارها فالتجارب التجاذبية بين مجلس الأمة والحكومة وما نتج عنها وفقا لتاريخ المجلس من حل لدورات برلمانية سابقة أو تعديلات للحكومات حسب صلاحيات أمير البلاد وكممارسات دستورية لسموه لإطفاء حالات الاحتقان المشابهة لمشهد اليوم وقد لا تكون بحجمها ذات أسباب جوهرية أو مصيرية في الغالب سوى إنها تعطيل للمسيرة وهدر للجهد وشحن سلبي للأنفس لا يفضي لناتج ملموس. أما إن كان مضمون الحراك الحالي حسب وجهة رأي الحشود التي جابت المسافة بين مقر مجلس الأمة ووسط الكويت للدعوة إلى تعميم منصب رئيس الوزراء وفصله عن سلطات الأسرة الحاكمة فتلك حالة سيادية خاصة يجب أن تطرح بعقلانية وروية وفقا للدستور الكويتي ومصالح المرحلة وظروفها وانعكاسات ذلك على واقع المسير السياسي والتنموي في الكويت وأشير إلى أن أطروحات نواب المجلس المعارضين لم تشر صراحة إلى هذا الطرح الذي تلقفته الصحافة من أفواه الحشود رابطة بين حراك المجلس الساخن الذي يستهدف منصب رئيس الوزراء وطموح عمومية المنصب وهو ما يشير إلى حالة من الاستحياء السياسي أو قل الاحترام لسيادة الأسرة الحاكمة من النواب مما يجعل الحلول الأخرى ممكنة دون الخوض في سيادية منصب الرئيس حاليا على الأقل وهو ما يفسر بالحاجة إلى المزيد من الوقت لطرح مثل هذه الفكرة والاكتفاء بشكليات التغيير. عموما نتمنى للكويت الاستقرار والعودة إلى كويت الأمس بحضورها المميز عند كل الخليجيين وكل العالم كدولة مبادرات وتنمية وحراك هادئ عقلاني يدعم مسيرتها وهذه بالطبع مهمة النواب أقليتهم وأكثريتهم فالكويت للجميع[email protected]
412
| 02 يناير 2011
أربعة وأربعون عاما وموسم الهجرة إلى الشمال لم ينقطع وربما قبل هذه الرواية الجميلة للسوداني الطيب صالح, فالمسير إلى هناك ظل متتابعا يزداد وينقص تبعا لحالة الجنوب وأجوائه برده وحره, أمنه وخوفه, شحه وغناه, أما لماذا أصر الطيب صالح على هذا العنوان لروايته التي صدرت قبل أربعة عقود ونيف فتلك حالة تضع الجنوب على المحك دائما بل وحتى الانفصال المبرمج منذ اتفاقية نيفاشا الكينية للسلام عام 2005م, ورغم أن طلائع السودانيين العائدين إلى الجنوب بسحنة الجوع والمرض لمجرد تكثيف التصويت ضد أو مع هذا الانفصال القادم هم الآخرون شدهم ذلك الشمال فشدوا الرحال إليه فغدا اليوم لا يجزي ولا يسمن العيش فيه أو الارتباط به, وليس إذا سوى الانفصال وتقرير المصير رغب الشمال أم أبى فاللعبة ماضية وصنوف التباكي الشمالي والعربي عموما جاهزة للتحدي الخاسر المنتظر وتلك هزيمة قادمة للأمة وأيديولوجيات قوميتها وشعاراتها التي استعصى عليها أبناء الجنوب بقبائله وإثنياته وميوله الشمالية الغربية البعيدة خارج حدود الخرطوم ومؤسساتها ومنذ عقود زمنية تحدث الجميع فيها لغة السلاح ومارسوا لعبته المخيفة, جون قرنق الزعيم الجنوبي الأسمر من مرقده سيكون حاضرا ليس في يوم الاستفتاء القادم لتقرير مصير الجنوب السوداني فحسب بل ستؤثر رؤيته وأدوات لعبته الانفصالية التاريخية في عقليات كل الأقليات في الوطن العربي وربما غيره مهما صيغ التاريخ بمداد القومية ومسلمات الحدود المعروفة وتفاصيل دولها , فالباعث والمحرك لقرنق وحركته كان البحث والتمحيص في فسيفساء الدولة وهل رصت المكونات كما ينبغي لتبرز جمال المكون الظاهر بروح المعنى وفقه الانتماء آم آن في لعبة الرص تلك خفايا من الجهل السياسي العتيق, تلك هي ورقة قرنق المتينة والمتتالية فحركته التحريرية تبحث عن دور غابت عنه شخوص الجنوب وهمشت بيادقهم عن لعبة الملوك فغابت الديمقراطية عن هناك مبكرا فحرك الجنوب سلاحه وآلياته للمواجهة فوق الكثير من الجثث وتحت غطاء الإعلام المتقن لتدور مفاوضات نيفاشا لاحقا للوصول إلى السلام كمحطة أولى ثم تقرير المصير الذي نعيشه واقعا اليوم بعد آن كان حلما لطرف ووعدا من الطرف الأخر يمكن الانتصار عليه ورتق شروخ ماضيه بمقتضيات الزمن منذ العام 2005م , مات قرنق تحت ركام مروحيته المتحطمة وبقي الوعد للجنوب قائما تحرك الظروف نحوه بقوة وأجندات مفصلة تكثف الهدف نحو الانفصال وظل البشير رئيسا رغم كل الهزات والملاحقات الدولية المدعمة بقضايا دارفور ربما ليوقع هو الأخر بقلمه القرار الأخير بشأن الجنوب ولتفرح الحركة الشعبية ببترول الجنوب الواعد وبدولة جديدة على خارطة القارة السمراء وليبقى للعرب فقط التاريخ وشرف الحكم السابق هناك تماما كما في الأندلس وبعض تخوم العالم, فقد كنا هناك وتلك منارات مساجدنا وصواري أعلامنا وبقايا مدارسنا أما الفكر فلم نستحوذ منه سوى على ما يعمق سوءاتنا الكبرى في استدراك علل الماضي ومعضلة الفهم لمعنى الحكم ومراس التوافق والاندماج مع الآخر, وهنا تسقط تجاربنا الديمقراطية وتسقط بعض أجزائنا تحت عذر استبداد الأقلية وغياب حسن تدبير الأمور معها وتقسيم درجات المواطنة بين أولى وثانية, مرة أخرى أعرج نحو القومية وأدعو إلى استعراض مضمونها الفكري وتحليل تجربة السودان وفق فهم معنى الدولة أو المجتمع وقوميته جنبا إلى جنب مع معنى الدولة وفق النموذج العالمي الحديث بل حتى المعنى الإسلامي للدولة وسلطات المجتمع كما فسره ابن خلدون في مقدمته عند الحديث عن فرض القوة على عموم المجتمع دون اعتبار للقيم الاجتماعية السائدة مما يفضي إلى النزاع والاضطرابات داخل الكيان والعاصم من ذلك كله حسب رأي ابن خلدون هو تأسيس الدولة في ضوء منظومة القيم السائدة التي تواضع عليها المجتمع كافة, أعتقد هنا أن حالة تضخيم الذات والطيران دون أجنحة أو توازنات فوق بالون القومية والأحادية يعجل بالسقوط دائما أو حتى الانفصال كما في الحالة السودانية المشاهدة وما من علاج سوى تعميم فكر الجماعة وديمقراطيتها وحرياتها المكفولة وتسخير الموارد لإطعام الجياع وتطبيب المرضى وتعليم الناس بدلا من حربهم حتى لا نسمع قريبا عن أجزاء عربية أخرى تقرر الانفصال وتجد من المبررات ما يكفي, أعود إلى الطيب صالح وبطل روايته مصطفى سعيد اللذين رسما بأحداث الرواية جسوم خطر العودة إلى الجنوب بفكر صلد لم يلن إمام القيم المتجددة لتكون النهاية المؤلمة. [email protected]
573
| 26 ديسمبر 2010
شدة الأنظار إلى الشاب اللبناني الذي قاطع بحدة المتحدث العالمي والمستشار الجيوسياسي في القوات الأميركية الخاصة في العراق وأفغانستان ومدير مبادرة الحكومة العالمية الدكتور " باراغ خانا " في الجلسة الأولى لمؤتمر مؤسسة الفكر العربي " فكر9 " في بيروت مؤخراً والتي كانت تحت عنوان " دور العرب في رسم مستقبلهم " عندما استعرض فيها المتحدث تصوراً لمستقبل الشرق الأوسط ودوله وضرورة تفعيل سبل التواصل بين دول وشعوب المنطقة في ظل واقع التقاطع الجيوسياسي في الحدود والموارد والسكان مبرزا بعض الرؤى والمقترحات العملية لرسم مستقبل للمنطقة مبني على التحالفات وتنمية الموارد الطبيعية وإمكانيات الطاقة العربية الضخمة في صوغ اللعبة العالمية كإنشاء السكك الحديدية البينية ومد أنابيب النفط واستبدال الحدود السياسية بها لتمتين التبادل الاقتصادي بينها وحفز رفاهية شعوبها مستخدما في عرضه خارطة غريبة للمنطقة وحدودها السياسية. وقد لازمت عموم حضور الجلسة كثافة من الاستغراب والدهشة طيلة عرض تلك الخارطة التي أستخدمها هذا الخبير الدولي المخضرم لغياب الدولة اللبنانية عنها بجبالها وسهولها وتاريخها الفينيقي العريق وملايين سُكانها ومغتربيها فلم تتم حتى الإشارة إلى لبنان البلد المضيف للمؤتمر أسوة بغيره من الدول في تلك الخارطة المُثيرة. فكان ذلك الشاب الذي لم أتبين أسمهُ أشجع الحضور وأسرعهم للتعبير عن حالة الحنق والاستغراب اللتين لازمتا معظم الحضور لهذا التغييب المرسوم الذي بررهُ المتحدث بخطأ الرسام الذي ساعدهُ في إعداد العرض مؤكداً آن تلك الحالة غير مقصودة منهُ أو من فريق عمله البتة وإنهُ أي " باراغ خانا "حسبما يقول لا يتوانى عن الإشارة في أحاديثه ورسوم عروضه الإيضاحية إلى دول أقل مساحة وأهمية من لبنان. ولكن هل الهامش يُفسرُ المتن دائماً.. كما في ثقافة التدوين والخطاب أم أنه يعطي دلالات أعمق وأوسع تُشرع أمام المتلقي مزيداً من التساؤلات المدعومة بالحيرة وعلامات التعجب والدهشة غالباً خاصة إذا كان المتحدث بحجم خانا وسيرته الذاتية المدعومة بالخبرات اللصيقة بالبيت الأبيض الأميركي وسياسته تجاه المنطقة وفي ظل ظروف لبنان البلد الشقيق الجميل الذي لا يزال يعيش مخاضاً سياسياً عسيراً كعادته ولوضعه المتأزم بفعل المحكمة الدولية بشأن اغتيال الرئيس الحريري الأب والتي أبقت تقسيم اللبنانيين ما بين أقلية وأكثرية وبين مؤيد ومعارض للمحكمة وقراراتها الظنية وملف شهود الزور التي ينشغل بها الشارع اللبناني كحديث يومي عاصف ومكثف بين طوائفه وأحزابه وبشكل يطغى على أثار عواصفه الجوية وشدتها التي واجهها لبنان مؤخراً بمجلس وزراء معطل بحثاً عن حلول توافقية جديدة ومحطة مواجهه تضمن للبلد المضي بعيداً عن الفتن والهواجس العاصفة بمسيرته وطموحات شعبه. وعودة لخارطة خانا المغلوطة التي غيبت لبنان من بين دول المنطقة واستفزت مشاعر الحضور من اللبنانيين أكثر من غيرهم بحثاً عن وطنهم ولعل ردة الفعل هذه التي صاحبت اللبنانيين من حضور الجلسة بكل ميولاتهم السياسية تؤكد أن سلامة لبنان وحضوره هدفاً للجميع مهما اختلفت رؤاهم وأطروحاتهم مابين أقلية وأكثرية. ولعلها كانت دعوة صريحة رغم تبطينها للبحث عن لبنان في قلوب أهله وحفزهم للبحث عن الوطن في دواخلهم لتجنيبه حالة التناحر والفرقة واللجوء إلى الحلول التوافقية وتعميق التفاهم ودعواته المتبناة من دول الوساطة السعودية وسوريا كمحور مدعم بثقة العالم ودوله المهتمة بالشأن اللبناني كـ قطر وفرنسا تحديداً. وقد تبدت خلال نهاية الأسبوع الماضي ملامح الطرح المتبادل للمقترحات والحلول بين فرقاء الأكثرية والأقلية مما ينبئ بان الأزمة قد بلغت ذروة المدى بحثا عن حل يرضي الجميع وينحى بالبلد بعيداً عن حافة التوتر والانزلاق نحو المجهول عودة إلى التناحر الداخلي والطائفي الذي عانى منه لبنان طويلاً واتخم تاريخه وحاضره بالثقيل من صور الدمار والتشتت وحضور الغير. عموماً نعول على كل اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة ضرورة تحكيم العقل ورفع مصلحة لبنان فوق كل المصالح قبل آن يجر البلد إلى حالة من الانتحار وافتعال المواجهات مع جبهات خارجية تشغل المنطقة كافة وتعطل مشاريعها السياسية كاستخدام الجبهة الإسرائيلية واستفزازها كخط رجعة لبعض قوى البلد. فنحن ننتظر مع كل اللبنانيين سرعة الخروج من الأزمة حتى لا يغيب لبنان فعلاً كما خمن المتحدث الدولي خانا ولو بغير قصد. وأحيي في الشاب اللبناني المحتد غيرته على وطنه[email protected]
938
| 19 ديسمبر 2010
إشادة منبرية أمام جموع مؤسسة الفكر العربي في مؤتمرهم التاسع في بيروت مؤخراً بحجم مخصصات البحث العلمي وتقنية المعلومات التي تنفقها دولة قطر، أشار إليها نائب الرئيس الأعلى للتنقيب والإنتاج في شركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر الذي لم يكن مجاملاً في استعراضهِ إمام جموع اللقاء لمفهوم العمل الخماسي المرتكز على الابتكارِ والتقنيةِ والبحوث والتطوير وتأهيل الموارد البشرية والتعليم المميز والذي تنتهجه أرامكو السعودية والتي تعد الشركة الأكبر في العالم في مجالات النفط وثقافته القائمة على العلم لتحويل الطاقة إلى سعادة ورفاهية ملموسة للإنسان. كان المهندس الناصر وهو رجل مخضرم في مجال التنمية البشرية بحكم سلسلة الممارسات العملية التي تقلدها خلال 27 عاما في الشركة قد أشار إلى التفوق القطري في حجم الإنفاق على البحوث وكافة مكونات جهد التنمية البشرية المشار إليها بالإطار الخماسي سالف الذكر، إذ تنفق قطر ما يعادل 2.8 في المائة من حجم الدخل القومي للدولة على مكونات ذلك الإطار في شكل أبحاث مباشرة تهتم بمختلف العلوم الإنسانية وإنشاء الجامعات والمعاهد المميزة وتأهيل الموارد البشرية وتطوير قدرات التعليم ونوعياته. ويعد الإنفاق بهذا الحجم رقماً كبيراً بلا شك ولافتاً لنظر الفعاليات المهتمة بهذا المجال قياساً بحجم الإنفاق المقارن في عدد من الدول والمجتمعات العربية والذي لا يتعدى في غالبهِ الواحد من الألف من حجم دخول بعض الدول مما لا يُعد محفزاً لبناء اقتصاديات قوية وأسس تنمية مستدامة تتوافق مع طموحات الأمة وتركيباتها السكانية لردم فجوة التنمية بينها وبين الدول المتقدمة ويُحفز طاقات الفكر والتحرر نحو بناء الذات وتقويته أمام التحديات العالمية وظروف الأمة ومحيطها. أعود للتأكيد هنا أن المهندس الناصر شخصية حيادية فرضت عليه معطيات الواقع القطري وحجم إنفاق الدولة هنا في المجالات المشار إليها الاستشهاد بالرقم القطري في ورقته العلمية بل الإشادة بذلك واعتباره رمزية فخر ومحفزاً للغير للأخذ بهذا الحذو وهذه حقيقة ثابتة بلا شك وملموسة في الواقع القطري المعاش وفي مستويات التعليم المختلفة التي تقف وراءها إرادة قوية وهدف سامٍ، يتمثل في دعم سمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه سمو الشيخة موزا بنت ناصر والتي ترعى بشخصها الكريم وتتابع كل جهود التعليم والعمل على تسخير كافة المحفزات اللازمة له لتحقيق الوثبة العلمية المؤملة للشعب القطري وكافة الشعوب العربية نحو أهدافها، حيث تهتم سموها بالعديد من المبادرات التطويرية للتعليم في قطر وفي مجتمعات عربية أخرى كما في العراق وغزة وغيرهما. وهذا بلا شك جهد كبير يندرج ضمن الملتزم التاريخي الذي تتحمله دولة قطر وقيادتها تجاه شعبها وكل الشعوب العربية ويظل كل المتابعين لهذه الجهود وحجم الإنفاق الكبير والقياسي عليها ينتظرون بشائر الخير والتغيير النوعي في طبيعة المخرجات وكثافة ونوعية الابتكارات العربية للإسهام ضمن المنظومة الإنسانية بما يحقق للعموم السعادة والرخاء بعيداً عن الانغلاق والتقوقع والجنوح بفكر الأمة إلى ما لا يحبذ من المصادمات وضياع الحقوق بل تؤهل مثل هذه المبادرات لأجيال عربية قادمة تتقن الحضور بين شعوب العالم وتمارسه بريادة وإيجابية ترسم للعالم أجمع مستقبلا أفضل يكون للعرب فيه دور وريادة مميزة. فالجامعات كما يقال هي مشاتل بشرية لاستزراع المثمر من الأفكار والابتكارات. والجميل أن هذه الملهمة الفكرية لجهد العمل نحو تطوير الذات التي تنتهجها دولة قطر كممارسة عملية ملموسة هي نفس الأطروحة التي اتخذها مؤتمر الفكر السنوي التاسع في بيروت كشعار له " العالم يصنع المستقبل.. دور العرب ".أيضا ومن على نفس المنبر البيروتي الذي التأمت فيه أكثر من 500 شخصية عربية وعالمية لمناقشة الأطروحات الفكرية برئاسة الرئيس اللبناني ميشال سليمان أشار المتحدث الدكتور باراغ خانا وهو أحد أكثر الـ 75 شخصية تأثيرا في القرن الحادي والعشرين واحد الـ 15 اسماً ضمن قائمة الأذكياء في العالم حسب مجلة " وابرد " أشار في رؤيته لمستقبل المنطقة العربية ضمن ورقة العمل التي ألقاها أمام مؤتمر فكر 9 إلى ضرورة احتواء إيران ضمن المنظومة العربية والإسلامية والتفاعل معها في نفس هذا الإطار بعيداً عن التنافس والمواجهات وفق مؤثرات قوى خارجية ولهذا الطرح الذي يتفاعل معه البعض من مفكري المنطقة بمنطقية وواقعية له سابق تجربة هنا في قطر عندما دعي السيد أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحضور الدورة الـ 28 لقمة مجلس التعاون الخليجي في الدوحة وكذلك حضور القمة العربية الطارئة التي عقدت في الدوحة أيضاً تزامناً مع أحداث الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة الفلسطيني مطلع العام 2009م. فالتواصل العربي الإيراني خصوصا في هذه المرحلة ضرورة ملحة تفرضها الأحداث والمواجهات العالمية، خاصة فيما يتعلق بالتسلح النووي الإيراني ومواقف الجمهورية الإسلامية فيما يخص أمن منطقة الخليج والقضايا العربية الأخرى. وبعيدا عن الحيثيات الدقيقة والمواقف المتبادلة بين الجانبين العربي والإيراني وفق تشخيص الحالات في العراق ولبنان وكذلك ملف التسلح النووي الإيراني. وبعيداً أيضاً عن فكرة إملاءات القوى العالمية وحالات الشحن الإعلامي والاستثارات المبطنة يبقى مؤشر الفهم الفطري والتاريخي لدى العامة غالبا ينحو صوب أسلمة التواصل والتعاون والاحتواء المشترك أو على الأقل الفهم المتبادل بين العرب وإيران أملاً في مستقبل أكثر استقراراً للمنطقة وهو ما اتجهت إليه قطر وقيادتها مبكراً وسجلت به سابقات سيقدرها التاريخي والمنصفون من أهلهِ حتى وإن تعامل معها البعض بحساسية أو وفقا لآنية الموقف[email protected]
562
| 12 ديسمبر 2010
نعم.. مستقبل الأمة يمر من هنا وتحديدا من الدوحة. كتبت ذات مرة قائلا "هنا.. المضمار نحو المستقبل" ولم أكن حينها أحلم بل كنت أستقرئ كغيري واقعا جليا تبدو ملامحه في كل شبر على هذه الأرض التي أعطت قيادتها لمستقبل التاريخ أنموذجا فريدا لمعنى الدولة ومراس الحكم بمكوناته التقليدية التي تحدد أطرها تعريفات علماء الاجتماع مثل "جان روسو" و " هوبز" و " لوك " و "جوميلوتز " أما ابن خلدون فربما كان سيجد هنا في قطر مبررا لتأكيد نظريته في التعريف بالدولة كضرورة تاريخية لتقديم المعنى الاجتماعي والفهم الدقيق للحدث من خلال مركز القوانين. فلو عاش ابن خلدون بيننا الآن لربما قال "قطر" واكتفى عن باقي الوصف والتفاصيل للتعريف بمعنى الدولة وقد يزيد حسب أنموذج الدولة هنا ومعطياتها ليقول توضيحا إن مركز القوانين " حمد " رجل الإنسانية والعطاء والفكر الناصح الناصع الذي وصل بقطر إلى هذه المراكز المتقدمة عالميا وأخر نتائج وإنجازات هذا الرجل القائد الفوز بالتنظيم الأممي لمونديال 2022م. فقد شدة أنظارنا جميعا إلى زيورخ يوم الخميس الماضي حيث التتويج الكبير للرغبة القطرية التي أبداها سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ضمن مشروعه التاريخي والكبير لـ قطر ليعطي للمستقبل أنموذجا مميزا للمعنى الاجتماعي ومسؤولياته ليس في حياض الدولة فحسب بل الشعور بكل العالم والتعاطي مع فعالياته وحراكه الإنساني والفكري المنوع بإيجابية ومحبة. وقبل إن أسهب أكثر في الحديث عن هذا الحدث العالمي المبهر الذي حمل اسم قطر إلى كل الألسن والأسماع كنت أرغب في الحديث عن صورة جميلة ورائعة رسمها القائد ذاته الذي خطط لاستضافة المونديال. فالصورة من القاهرة حيث الزيارة الشخصية السريعة التي رسم بها سموه معطى جديد لمعنى الوفاء والمآثر الكبيرة للرجال فقد نظر العالم إلى زيارة التعزية التي قام بها سموه في وفاة معلمه الأستاذ أحمد منصور بكل تقدير وإكبار فرغم تقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد في الدوحة إلا أن سموه وبسؤاله عن الابن الرابع للأستاذ وهو الدكتور صلاح علم أنه في القاهرة فقام بتحديد موعد لأداء واجب العزاء له بالمنزل في القاهرة رافضا كل الأفكار والبدائل التي عرضتها الأسرة عرفانا منها بصادق مشاعر سموه. وبالفعل حضر سموه إلى القاهرة ترافقه ابنته الشيخة هند رافضا سموه أن تكون للزيارة أي مظاهر. أو يعلم بها أحد. وعدم مرافقة أي مسؤول رسمي له في الزيارة التي استغرقت 45 دقيقة جلس فيها في حجرة استقبال الأسرة بشقة بحي المهندسين تذكر فيها المغفور له. والدور الذي قام به منذ أن قام بتدريس المواد الاجتماعية له في المرحلة الابتدائية. فقد نظر العالم إلى هذه اللفتة نظرة إبهار وإكبار في وقت اتشحت كل المعالم والقيم الجميلة والرفيعة فيه بالوهن والضعف. إلا إن هذه البادرة الغير غريبة من سموه تتجلى فيها مهمة حفز القيم وتعليم الأجيال المآثر وسبل التقدير بين الناس كبيرهم وصغيرهم حاكمهم ومحكومهم. فسموه رغم مشاغله الجسيمة ومهمات الدولة وأعباء العمل الدولي الجسيم الذي يقوم به سموه إلا أنه يقتطع ثمين وقته لأداء هذا الواجب الإنساني تجاه رجل كان له موقف مبكر مع سموه يوما ما . فلله دره أبا مشعل كم هو كبير بإنسانيته ومواقفه. فالكبير تفعل مبادراته دائما أثرا مستداما يخلد في صفحات التاريخ كما كانت بادرة سمو الأمير هذه تجاه معلمه فهي وقفة تقدير لكل المعلمين أجمع وحملة رسالة الفكر ومشاعل النور فقد تباهى المعلمون أينما كانوا بهذه اللفتة الكبيرة من سموه تجاه رجل كرس حياته لنقل المعرفة إلى النشء ويعد رائدا من رواد التعليم مبكرا في قطر فقد استشعر المعلمون حجم الوفاء تجاههم من سموه بتلك البادرة غير المسبوقة وغير المستغربة من سمو الأمير وهي صورة من صور تميز قطر وقيادتها. أردت أن أربط بينها وبين حدث الفوز بتنظيم مونديال 2022 م وكما قال سموه نحن دولة صغيرة ونعمل كل شيء بالإرادة والعزم. فهي إرادتك وهو عزمك سمو الأمير أنت من حشدت الطاقات ووظفت القدرات ورسمت المنهج لهذه النتيجة المشرفة لتحمل اسم قطر والمنطقة العربية إلى قمم التميز والإبهار. فالعالم سيكون على موعد مع نمط مختلف ومبهر للاستضافة العالمية أبرز ما فيه أنه سيكون هدفا لجهد التنمية والبناء حيث ستظل كل المكتسبات التي يحتاجها ضيوف المونديال لمدة شهر واحد فقط من ملاعب وفنادق ومطارات وطرق مختلفة بحجم طاقاتها واستيعابها هدية مقدمة لدولة قطر وشعبها سابقت الدولة لإنجازها كل المعدلات والمعايير لتكون بنى الدوحة التحتية سابقة لأوانها وعصرها. فمبروك لقطر ولكل العرب هذا الإنجاز. [email protected]
483
| 05 ديسمبر 2010
مساحة إعلانية
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2853
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2472
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2007
| 03 نوفمبر 2025
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
1959
| 04 نوفمبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1491
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1107
| 29 أكتوبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
909
| 04 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
855
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
768
| 04 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
756
| 02 نوفمبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
741
| 30 أكتوبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
711
| 03 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية