رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
العالم مدعو إلى حملة وعي وترميم لثقافة العدالة ونبذ التمييزهندسة الفوضى تحل في ديار الإنجليز فلا عجب أن يخرج ثلة من الشباب في مناحي بريطانيا العظمى وهي البلاد التي لم تكن تغيب عنها الشمس ليعبروا ولو بالعنف عن سخطهم من سلسلة نظم اجتماعية واقتصادية وربما سياسية فقد مست مشاهد التطرف الشبابي البريطاني صلب المؤسسة السياسية هناك وكثر الكلام حول سبل إدارة البلاد وسياساتها الداخلية والخارجية وفعالية تلك السبل مع مفاهيم العصر ومستجداته وخاصة الجوانب الاستهلاكية حيث توسعت الهوة بشكل كبير بين طبقات المجتمع وأصبح التصنيف سهلاً بين الغني والفقير دونما أن تلتفت السلطات بشكلها اللا مركزي هناك إلى حجم التغذية الأخلاقية للمجتمع وتراجعها أمام المد الإعلامي والتقني وسطوة الثورة الإلكترونية التي أنجبت جيلاً عنيفاً وفقيراً في بعضه بسبب مؤثرات اقتصادية وأخرى ربما كتلك التي تصنف الناس في الشوارع حسب أعراقهم وألوانهم لذلك سقط " مارك دوغان " برصاص الشرطة الإنجليزية واندلعت الشرارة الأولى في أكثر من مدينة لتدخل بريطانيا بعظمتها التاريخية متاهة حرب في شوارعها ضد أحداث عزل غالبا لا يحملون سوى شعورهم بالفقر وواقعاً تغذيه ثقافة العنف والتمييز والبطالة, ما يحدث في بريطانيا صورة متكررة ربما شوهدت في الكثير من دول العالم فلم تسلم حتى كبرى المدن العالمية وأرقاها تمدناً من مثل تلك الفوضى المحكومة بهندسة خاصة يحسن بعض المحللين تسميتها بـ " هندسة الفوضى " وفقا لسيكيولوجيا النفس البشرية التي تحكمها دوافع ومقاييس متفاوتة للتعاطي مع الشعور السلبي للرضا فهذه الأحداث وإن تنوعت أسبابها ودوافعها المحركة وحجم وطريقة التعبير فهي نتاج معادلات قيمية نفسية وأخرى عامة يمكن التنبؤ بها وقياسها حتى لم تسلم منها أمة مهما بلغت درجة تحضرها, فشرقنا العربي كان نصيبه وافرا من مثل هذه الاحتجاجات وخاصة هذا العام فليس هناك بأحد أفضل من الآخر في هذا العالم: " فما أشجاك أشجانا " فالكل موجوع بثقل همه ومشاكله وهي في النهاية حالة تعبيرية متفاوتة الأبعاد والتغذية, والعجيب أن بعض دول شرقنا أخذت الفرصة في أحداث لندن " للهزو " من بريطانيا تحديداً والغرب عموماً عارضة أجندات لسبل المعالجة وطرح الحلول لاستعادة الاستقرار والأمن هناك بيد أن الانفعالات الإنسانية وتفاوتها معروفة ومتراكمة منذ أن حطت قدم أبونا آدم على الأرض وفي الهند تحديداً حسبما يرى المؤرخون, فالاختلاف من صيغ البنية العامة للإنسانية وهو قديم وموروث وتختلف صور التعبير عنه حسب الثقافة وميول المجتمع فالعرب قالت مثلا: " قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق " لذلك هناك من يستعد للموت دون رزقه أو قوته تماماً كما حدث في لندن حينما أشار أحد المراهقين المشتركين في الأحداث في مقابلة تليفزيونية لقناة سكاي إلى أن الحرمان الشديد كان الدافع للبحث عن الحاجة أو حتى الأساسيات , فأحدهم قد سلب حفاظات لطفله فيما يشير معظم المتحدثين في الإعلام حول تلك الأحداث إلى غياب العدالة الاجتماعية في المجتمع البريطاني وتلك مع الأسف حالة عالمية عامة الآن تواجهها معظم شعوب العالم بينما قد يبدو العتب على لندن أكثر باعتبارها حاضنة للحريات والتعبير عن الرأي وداعمة لحقوق الإنسان بل ويشن ساستها أحيانا والمنظمات الحقوقية فيها حروبا كلامية على حكومات ودول تبرز فيها بعض ملامح التطرف الاجتماعي أو غياب العدالة والحرية , وهنا يمكن فهم هزو بعضنا في الشرق دولا وأفرادا من الأحداث في لندن بيد أن الشماتة ليست من محاسن القيم والأخلاق بل كما قيل " طل في جيبك ترى عيبك " لذلك فالعالم من أقصاه إلى أقصاه مدعو إلى حملة وعي وترميم لثقافة العدالة ونبذ التمييز بين أفراد كل مجتمع فلا يصنف أحد حسب لونه أو عرقه أو معتقده فالاختلاف سنة إنسانية لا يمكن إلغاء الآخر بسببها أو تهميشه أو تعنيفه بل يجب أن تكون العدالة مشروعاً عالمياً للتلاقي والتعاون, كما يوجه الكثير من اللوم هنا بشدة للمنظمات الحقوقية في العالم فهي تجامل غالباً دول على أخرى وتكثف تقاريرها عن دول وتسكت عن أخرى في صورة من التسييس والانحيازية الواضحة بينما الهموم والمشاكل في كل مكان ولا يجب السكوت عنها أو الاكتفاء بدور المتابع دون أن يكون لتلك المنظمات جهود استباقية تمنع مثل تلك الأحداث[email protected]
341
| 21 أغسطس 2011
حالة الصمم السوري الرسمي مستمرة ويكرسها استقراء خاطئ لأحداث المنطقةهذه المرة قد تأتي الحلول من البرازيل فعلا.. فقد تبنت البرازيل والهند وجنوب إفريقيا مبادرة لحقن دماء ثوار سوريا في ظل هذه المحنة التي رسم لها النظام هناك مشاهد خاصة وربما حلف ألف مرة أن صياغة ختام تلك المشاهد ستكون وفق رؤيته وبطريقته الخاصة بينما للعالم أجمع رأي آخر ورؤى قد تأتي من هنا وهناك شفوية أحيانا وقد ترفع السلاح في قادم الأيام إذا استمر حمام الدم هناك نازفاً دونما مبرر سوى قمع الكرامة لشعب ظل طويلاً صامتاً ومقهوراً. ومن الغريب أن أول مرة أسمع بدولة أسمها البرازيل عندما كنت طفلاً أتسمر أمام شاشة التلفاز أتابع كغيري من المعجبين المسلسل السوري الشهير " صح النوم " فإذا بالفنان القدير" نهاد قلعي " يمتحن جغرافية عقولنا منذ عقود ويلقي بين يدي الجميع السؤال الحائر " إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا فعلينا أن نعرف ماذا في البرازيل " فعلقت البرازيل هكذا في الذهن كما علقت حارة " كل مين إيدو إلو " والأبضايات وغلبة القوة ومنطقها على كل شيء في الحارة وفي عموم مسلسل " صح النوم " الذي كان بلونين فقط في زمن ما قبل الانترنت وساعات المنبه المتنوعة التي توقظ كل نائم أو غافل. فنقول لنظام الأسد صح النوم فعلاً فقد عرف شعبك منذ زمن ماذا في إيطاليا من حرية وديمقراطية وعلموا كذلك ماذا في البرازيل غير حبوب البن واحترافية الكرة في العاصمة الجديدة برازيليا فهناك أكثر من 20 حزبا سياسيا تتنافس على السلطة الفيدرالية وتعد البرازيل من أكبر 20 دولة "اقتصاد عالمي" وتسجل البلاد ضمن قائمة الدول الأكثر ديمقراطية في العالم وقد هاجر إليها مبكراً بعض الإخوة من سوريا وعموم الشام ربما خوفاً من لحظات البطش والقمع التي مورست وتمارس الآن بقوة ضدهم ومن غير مبرر. ويأتي التحرك البرازيلي من البعيد القاصي خلف البحار لأن الدم العربي حار وغيور فقد تحركت بعض القوى من أصول عربية هناك للعمل على وقف حمام الدم السوري والذي لم يكمن " حمام الهناء" كما في نفس المسلسل الشهير الذي ربما تابعه السيد الرئيس بشار في طفولته وندعوه الآن لتكرار مشاهدة المسلسل لاستنباط بعض المضامين العقلانية الواعية التي ظل يسهم بها الشعب السوري العريق كما ظل يسهم في رسم الوعي العربي العام تجاه الحرية والديمقراطية على أرض عرفت منذ أقدم وأعرق الحضارات الإنسانية وعلاقتها بالتمدن وصياغة الفكر الراقي بدلاً من إضاعة وقت فخامته في استنزاف الدم وقتل الأبرياء أو ربما ليس لدى فخامته الوقت لمتابعة الأفلام والمسلسلات أو كل ما يقال عن حماقات نظامه وشراسته عبر الشاشات فيظل مقتنعا بوجود جماعات إرهابية دخيلة واستحداث مصطلح " الشبيحة " ضمن المفردات الشامية ومشهد الحياة اليومية هناك وخاب النظام في قلب المشهد فالجماعات بالفعل إرهابية تستحق السحق والقمع ولكنها في النهاية تحت إمرة كبار ضباطه وكتائبه. المسلسل السوري مستمر ولكن هذه المرة ليس عبر الشاشات بل في الشوارع وتحت مرأى العالم ويدعو للصحوة واليقظة من النوم العميق الذي غط فيه النظام متجاهلاً كل الرسائل العربية والإقليمية والدولية بالركون إلى العقل وترك الحرية للشعب لتقرير مصيره فكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رسالته الأخيرة والشهيرة بسبب الأحداث هناك بأن مستقبل سوريا أمام خيارين لا ثالث لهما. إما أن تختار بإرادتها الحكمة أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع لا سمح الله مؤكداً أن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية. فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب كما أن بإمكان الحكومة السورية تفعيل إصلاحات شاملة وسريعة. بل وتم سحب السفير السعودي من دمشق وحظي هذا الخطاب بتأييد دولي واسع ومضت بمثله بعض الدول الخليجية وحملت تركيا رسالة واضحة إلى النظام هناك إلا أن الآذان لا تصغي لشيء كما كانت كذلك عندما بادرة دول عربية مبكراً إلى هذا التوجه حيث جمدت دولة قطر أعمال سفارتها مبكراً هناك. فحالة الصمم السوري الرسمي مستمرة ويكرسها استقراء خاطئ لمجمل أحداث المنطقة وديموغرافية الشعب السوري. فالحل لمجرد حفظ ماء الوجه هو إعلان النظام لتعددية حزبية وانتخابات عاجلة تحت مظلة رقابة عربية ودولية ومواثيق ضامنة للقوى الثائرة هناك وسيختار الشعب من يريد حتى لو كان السيد بشار كما تلوح أمام المشاهد الزائر هناك تلك اللوحات الدعائية التي تحمل صوره وعبارة " منحبك " أي بالسوري نحبك كما في اختلافات اللهجة الشامية العذبة. فامتحان المحبة سيكون صناديق الانتخاب النزيهة. أو الرحيل مبكرا ليقرر الشعب مصيره[email protected]
420
| 14 أغسطس 2011
سلع مهمة مثل التمور تغيب عن خارطة التبادلات التجارية بين دولنا والعالمكانت صور الشاشات التلفزيونية المثبتة على أحد حوائط نفق شبكة النقل " اليوبان " في المدينة الألمانية ميونخ تعرض أمام العابرين ورصيف منتظري القطارات السريعة صورا حية لمجزرة النظام السوري الحمقاء التي ارتكبت في مدينة حماة الأسبوع الماضي, كانت الصور مرعبة ومخيفة بمنظر الدماء بل بفكرة المواجهة القمعية التي انتهجها النظام هناك أمام شعب أعزل يبحث عن الحرية والكرامة بعد أن ضاقت بهم السبل عقودا زمنية طويلة رازحين تحت وطأة القهر والظلم يستذكرون صوراً حية للمجازر الواسعة التي لحقت بمدينتهم إبان سنوات الثمانينات المنصرمة وما قبلها فقتلت الأجنة ودفنت المصابين والأموات هكذا في خنادق واحدة , المهم كانت صور مذبحة الأسبوع الماضي تتوالى على مرأى العامة عبر تلك الشاشات الكبيرة وتشد لها الأنظار وتتعالى عبارات الاستنكار والسب العلني بمختلف اللغات الحاضرة لمفتعلي تلك المشاهد المناهضة للحرية وكرامة الإنسان بيد أن محدثي التفت إلي مقرنا ابتسامة صادرة منه بنظرة لا تخلو من السخرية وربما الاحتقار لكل العرب, فالرجل من ذوي الدماء الأوروبية ويعرف انتمائي العربي الذي يمارس الصمت جماعات وأفرادا وأحيانا اللامبالاة تجاه تلك الظروف والأحداث المشينة التي عجت بها شوارع وميادين مدننا الكبرى عندما غابت الديمقراطية واستبد بالحكم أناس يقتاتون على دماء الأبرياء وصمتهم وجهلهم أحيانا, محدثي الأوروبي اعتذر عن عدم مواصلة المشوار معي ذلك الصباح منوها بأنه قد استلزم حضوره إلى مقر عمله في تلك المؤسسة الإعلامية الكبرى في مدينته مبديا لي شعور الدعاء والرغبة في رحلة سعيدة لي ولأطفالي الذين كانت أصواتهم تتعالى فرحين بمتعة الرحلة أما مرافقنا فأحسب أنه فضل العودة إلى مكتبه ليدون ملاحظاته عما قرأه في عيوننا وتفاعل دمائنا العربية الباردة في ذلك الصباح الماطر الذي كنا نستعد فيه لتمشيط مدينته السياحية بحثا عن الاستجمام والمتعة بينما جثث الأبرياء من بني جلدتنا ترمى وتسحل هنا وهناك ثمناً مقدماً للكرامة التي قد تأتي ولا تأتي, أنا بدوري أذنت للصديق بمغادرتنا بينما في النفس الكثير من المبررات التي قد لا تستوعبها مجرد كلمات عابرة أو حتى مجرد عبارات استنكار تجاه مشاهد المذبحة وصورها المؤذية لكل نفس أبية ولكن هو زمن الذل والخنوع حينما يتكرس الصمت ويبدو هو سمة الموقف وثقافته في زمن تصيح فيه آلاف الثكالى بينما لا معتصم يجيب أو حتى يحرك ساكنا.وعلى رصيف آخر في نفس المدينة التي استعد المسلمون فيها بداية الشهر لساعات صوم طويلة كان الباعة يعرضون أصنافا منوعة من التمور الموردة إلى مدينتهم من أمريكا وغيرها , يقدم على شرائها المسلمون تمشيا مع سنة الإفطار النبوي الكريم الذي يفضل حبيبات التمر والماء على موائد إفطار الصائمين, فكان لا بد من الشراء لبعض تلك الحبيبات التي يفوق سعر الفردة الواحدة منها فقط سعر كيلو كامل من تمورنا المحلية , وبفعل خلفيتي المهنية في قطاع الزراعة وانتمائي لواحة عريقة " الإحساء " التي نسوق لها كأكبر واحة منتجة للتمور في العالم فقد خالجني شعور كبير بالإحباط وأنا أبتاع بعض تلك التميرات , ففي حين لدينا هنا في الإحساء والعراق ومصر وتونس والإمارات غيرها من البلاد العربية المشهورة بزراعة النخيل تتكدس آلاف الأطنان من مختلف أصناف التمور ونعجز عملياً عن الوصول بها إلى المستهلكين بالشكل التسويقي المنافس ونشكو غالباً ضعف مردود نخيلاتنا التي نتقاسم معها حرارة الموسم وأجوائه القاسية وتستنزف الكثير من مواردنا المائية الشحيحة فلا تدر لنا سوى الشعور بالانتماء فقط بينما حولنا سوق عالمية كبيرة تستوعب إنتاجنا فيما لو تمت صياغة أسلوبنا التسويقي بما يتوافق مع نظم التصدير ومواكبة أذواق التسويق العالمي ونوعياته, وتلك معضلة كبرى تعيشها معظم مجتمعاتنا العربية حين تتحدث عن عقبات التسويق وسوء التصرف بالمنتجات الزراعية المتنوعة حيث تغيب سلع مهمة مثل التمور عن خارطة الاتفاقات والتبادلات التجارية بين دولنا وعموم العالم وندع مهمة التصدير للاجتهادات الفردية التي لاتصل بحجم منتجنا الكبير والمتنوع إلى مختلف الأسواق المفتوحة وكما أسلفت تلك معضلة تحتاج من عموم وزارات التجارة ومن يعنيه الأمر في بلداننا وقفة مسؤولة استغلالاً لموارد مهمة في أوطاننا العربية[email protected]
408
| 07 أغسطس 2011
قلوبنا مع ماما أمريكا ليس حبا فيها بل لأن العالم في سفينة واحدة"بجد" قلبي مع أمريكا في أزمتها الاقتصادية الكبرى المتمثلة في ديونها البالغة 14.29 تريليون دولار حسب التقارير الإخبارية المتشائمة التي تلاحق مسامعنا. فنشوة فرح الرئيس أوباما بمقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن وتقديره أن ذلك النصر سيمهد لفترة أطول له وللديمقراطيين بولاية ثانية في البيت الأبيض وسيحشد مشاعر الأمريكان حوله بكثافة ليهتفوا باسمه وبحياته تماما مثل شعوبنا العربية التي تعيش ربيعها المخضب بالدم. فرغم أن أوباما رفع رأس الأمريكان عاليا وأقنعهم بأن قوة بلادهم لا تقهر وخلصهم من كابوس بن لادن ورعبه لهم. فكل ذلك ربما يتبخر إثر تصعيد قرنائه من الجمهوريين لملف أزمة الديون وتكثيف النقد لفريق إدارته لحرمانهم من تحقيق نصر رئاسي آخر يجير لأوباما وحزبه الديمقراطي بإيجاد حل مناسب يجنب الولايات المتحدة أزمة الإفلاس التاريخية ويجنب العالم أجمع أزمة ديون جديدة وربما تكون معدومة كلياً عندما لا يكون هناك حل سوى الإفلاس والذي كانت بوادره بادية مبكراً ومنذ سنوات عندما أخذ الدولار يترنح هابطاً أمام سلة العملات الدولية الأخرى بسبب حجم الدين الأمريكي وإيغال الحكومات المتعاقبة هناك في مهمة الشرطي العالمي وريادة الفضاء واكتشاف النجوم واحتلال الدول رغم الفواتير الباهظة لهذه المهام والغير ذات جدوى غالباً على دافع الضرائب هناك.فقد كتب آلاف الأمريكان العرائض الاستعطافية الموجهة للبيت الأبيض لاستجدائه في إيجاد حل سريع لمشكلة الديون قبل خراب بيوتهم. والحقيقة أن العالم أجمع وأسواقه تترقب بذعر وحذر ما سوف تؤول إليه أمور الاقتصاد الأمريكي والذي ترتبط به معظم اقتصادات العالم والاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية باعتبارها الوعاء الأسلم والأمثل دائماً للاستثمار والادخار العالمي أو ربما مجاملة لواشنطن أو استجابة لنوع ما من ضغوطاتها باعتبار أمريكا رأس الرأسمالية وعنوان النمو ولذة المال العالمية الأسرع التي اتسم بها فكر العالم بعد أن سقطت أفكار نظم الاقتصاد الأخرى وتلاشت كالإقطاعية والاشتراكية. فالفكرة تنقلب إلى ضدها حسبما يقول بذلك فلاسفة الفكر المتقدم لذلك روجت آلة الفكر الرأسمالي لهذا النمط الاقتصادي الجديد والذي احتوى نمطا مبهرا لجملة النظم الحياتية الأخرى وكياناتها ما بين اجتماعية وفلسفية وليظل المال هو محور الحياة وهدفها حسب فكرهم. وحقيقة أنا هنا لست بصدد تشريح فكر الرأسمالية ولا أملك الأدوات الممكنة لذلك ولا أبدي أي قناعة حول هذا الفكر أو المقارنة بين مضمونه ومحتوى ركائزه وبين نظم الاقتصاد الإسلامي الذي ظل واضحاً يحدد دائما علاقة المجتمع بالمال ومصادره وفق ضوابط لا تنزع نحو المادية بمفهومها الفكري الشائع بل تعتبر المال وسيلة للعيش والتطور نحو هدف فكري سام مصاغ بإلهام رباني أكبر وأوسع من عبث الفلاسفة ومحاولات اللهث اللانهائي نحو المادة وبريقها. أعود إلى أزمة أمريكا والتي قد تجرنا عبثا إلى مستنقع الإفلاس والتدهور الاقتصادي والذي سيقود إلى ملامح رعب وخوف ومرض وهلوسة بين البعض دولاً وأفراداً ممن وثقوا ثقة عمياء بالنسر الأمريكي وقدراته وحطوا مدخراتهم وتحويشاتهم هناك رغم أن بوادر الأزمة وملامحها كانت بادية مبكراً لكل متابع لمجريات سوق المال الأمريكية وميزانها التجاري المتراجع لصالح عدد من دول العالم المصدرة كما أن نمط الحياة في وول ستريت المتسم بالكثير من الصور التي لا "تأنقها" طبيعة النفس البشرية ولا حتى الذوقية العامة وأخلاقياتها كان ينبئ بشيء من القلق أيضا. فقد صدرت العديد من الكتب ودونت الكثير من المقالات والتقارير التحذيرية التي تحدثت عن خطر ما قادم من وسط ذلك السوق الذي يؤطر الإبهار لنفسه بطريقة متقنة تجعله دائما محلاً للجذب وانضواء المزيد من الناس في مكونه وتبعاته. أيضاً كانت الفضائح تتوالى من عمق ذلك السوق ويتنوع أبطالها ما بين أفراد وجماعات بل يبدو الاحتيال والتلاعب من سمات التعامل الخفي للعديد من الشركات والتي يتعذر غالباً حتى محاسبتها أو تغريمها من الإدارة الفيدرالية وما رصد حول شركات جولد مان ساكس وليمان برذرز وغيرهما لدليل واضح على ضعف الرقابة المالية لدى الإدارة الأمريكية فما يمكن ضبطه ومعالجته من مهازل التعامل هناك قليل وفقا لحجم السوق وخبرات التحايل وإدارة الأزمات بين بعض المتعاملين. لذلك ونحن بصدد الانجراف فعلا اثر تداعيات أزمة الديون تلك والخوف أن يعود العالم إلى سنوات الركود الاقتصادي وتعطل آلة الإنتاج العالمية وفقد الناس لوظائفهم بصورة أفدح وأكبر مما سبق أو أن تتكرر الصورة بتفكك الولايات المتحدة لتباع موجوداتها كما حصل للاتحاد السوفيتي المنحل. فنتمنى أن ينجح فريقا الإدارة الأمريكية للوصول إلى حل عاجل ودائم للأزمة بعيداً عن التجاذبات والحلول المقرونة بمساومة الأحزاب على الكرسي الكبير في العالم. فقلوبنا مع ماما أمريكا ربما ليس حبا فيها بل لأن العالم في سفينة واحدة ونحن قسراً من ركابها. ولا ندري هل نرى قريباً حملات إغاثة عاجلة لأبناء العم سام لإنقاذهم من ورطتهم ونقول عفى الله عما سلف متجاوزين مواقفهم ضدنا وضد قضيتنا وفكرنا فنبذل ما يتيسر لهم خاصة وأن أزمتهم متزامنة مع شهر الرحمة والكرم . عموما الحلول موجودة لدى الأمريكان وسيعلنون عن تفاصيلها عاجلا لتحافظ أمريكا على مكانتها كقوة عالمية عظمى وتظل أمريكا أيضا كما قال الفنان المصري محمد فؤاد في فيلم أمريكا شيكا بيكا..تلاعبك على الشناكلوتجيب عاليك واطيكوهمبرغر يعني لحمةوزحمة يادنيا زحمةأمريكا يعني ضرسوتحت الضرس فصكاوبوي يحب الرقصدولاراته تشتريكا"رغم أنني لا أفهم كل كلمات أغنيته"[email protected]
505
| 31 يوليو 2011
الروح المخلصة في العمل هي ما تفرض قطر كنموذج متميزفي حين تصارع بعض دول المنطقة ظروف تنموية مستدامة أضفت عليها أحداث العام 2011 وثوراته واحتجاجات الشعوب فيه صعوبات ذات ملمح وتحد جديدين تبطئ في حجم التنمية وصورها المتنوعة في تلك الدول وبشكل كبير ومخيف. تبدو هنا الصورة مختلفة في قطر تماما. فإضافة إلى الاستقرار السياسي والتآلف الكبير بين القيادة والشعب والحجم الاقتصادي المتنامي في كافة المناشط في الدولة كل ذلك يرسم حضورا متميزا لقطر وفي أوجه عالمية متعددة. فقد استشرفت قطر العام 2011 م ببلوغ الذروة القصوى المستهدفة مرحليا لإنتاج الغاز الطبيعي والبالغة 77 مليون طن من الغاز المسال سنويا في احتفال عالمي عقد نهاية العام الماضي 2010م وهو بلا شك حدث عالمي جدير بالاهتمام ليس في قطر وحدها بل في كل الأوساط العالمية المهتمة بالطاقة ومواردها. ففي ذلك التاريخ تصدرت قطر قائمة الدول المنتجة لهذا النوع من الطاقة النظيفة. وفي تقرير عالمي نشرته منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك " في عدد الشهر الماضي من مجلتها "OPEC bulletin" تناولت فيه ملامح التميز وصور النجاح القطري في مجال إنتاج الطاقة النظيفة وتصدرها الأسواق العالمية في هذا المجال بموثوقية عالية مع شركائها المحليين والعالميين وبتوافق متقن مع حجم الطلب المتنامي في السوق العالمية من خلال حشد طاقة استثمارية عالية تحافظ على مكانة الدولة كأهم منتج ومصدر للغاز الطبيعي خلال العشرين عاما القادمة. فالمعلوم الآن في دهاليز أسواق الطاقة التوجه العملي للاعتماد على الغاز الطبيعي في تشغيل محطات الكهرباء في عدد من دول العالم وكذلك التوجه نحو توسعة إمداد السيارات بالغاز كوقود بدلاً من النفط وهو ما يقلل الاعتماد على النفط بدرجة كبيرة في مجالات متعددة. أيضا حفلت نشرة الأوبك تلك والتي توزع بين الأوساط العالمية المهتمة بموارد الطاقة باعتبار تلك المنظمة التاريخية من مقرها في العاصمة النمساوية فيينا بيت خبرة كبير في أسواق النفط والغاز ومعرفة ميول واتجاهات أسواق تلك السلع الحيوية بين حجم الطلب والعرض على النفوط في الأسواق العالمية بل وتملك المنظمة غالبا الكلمة الفصل في تحديد ميول ومؤشرات أسعار تلك المنتجات ومخزوناتها. فقد نشرت المجلة أيضا الدعوة والتعريف بمؤتمر البترول العالمي العشرين والذي يعد له هنا في الدوحة نهاية العام الحالي باعتبار قطر عضوا فاعلا بين الدول الأعضاء في المنظمة وتتجه إليها الأنظار العالمية المهتمة بشؤون النفط والغاز خاصة في ظل ظروف مرحلية مهمة تشكلها التحديات السياسية في المنطقة والتوسع العالمي في مجالات أسواق الغاز تحديدا ونمو الطلب عليه في مناطق عالمية جديدة خاصة بعد زلزال اليابان المدمر في مارس الماضي حيث التخوف العالمي من أثار الطاقة النووية وعدم سلميتها وهو ما يعطي لذلك المؤتمر أهمية أيضا لتزامنه الفعلي مع تحقيق دولة قطر حجم نمو غير مسبوق في حجم الناتج المحلي الإجمالي ويعد الأكبر إقليميا وعالميا بمقدار 20 في المائة وهو ما يعزز المضي نحو الرؤية الوطنية لقطر والتي تحدد العام 2030 م هدفا لاستكمال أسس التنمية وبناء مجتمع مبني على المعرفة وتكامل المؤسسات والخدمات الأساسية فيه مابين اجتماعية واقتصادية. والجميل في هذا الجانب ما يمكن رصده من أراء المتابعين وخبراء التنمية والمتعلق بحجم الإنفاق الحكومي القطري على أوجه التنمية وتفعيل الاستفادة القصوى من الموارد المتوفرة بروح وطنية مسؤولة لدى عموم القطريين ونوعية متميزة من وجوه الإدارة وأسس المحاسبة الفعالة لبناء الدولة ومقوماتها للجميع وبمشاركة الجميع ولأجيالهم فهذه الروح المخلصة في العمل هي ما تفرض قطر كنموذج متميز عند كل المتابعين وفي الأوساط الإعلامية ذات الصلة بالأنشطة الحيوية التي تشكل واجهة العمل الآن في قطر لذلك تتصدر قطر عناوين العديد من الصحف والمجلات العالمية المتخصصة كما في نشرة الأوبك[email protected]
434
| 24 يوليو 2011
قطر نجحت في المهمة الأصعب وهندسة الوفاق تستلزم النوايا الصادقةفي زمن الصواريخ العابرة للقارات وتكنولوجيا الحروب المعقدة كما هو حال مشاهد السياسة ومراوغاتها هنا وهناك تبدو صناعة السلام صعبة ومعقدة هي الأخرى. بيد أن بعض الحلول تظل ممكنة هنا وفي الدوحة تحديداً حيث تبنت القيادة القطرية مبكراً وبنية صادقة ملف السلام في الإقليم السوداني المضطرب " دارفور" والذي عانى طويلاً من سلسلة المشاكل العرقية والتنموية المتنوعة والتي ورثتها الحكومة السودانية من زمن الأتراك والإنجليز وظلت عصية على الحلول في ظل التعاطي بها مع جملة تجاذبات دولية فظل السودان الجريح الآن بفعل استقطاع دولة الجنوب الجديدة من خارطته مؤخرا والمثقل دائماً بهموم الأقليات والإثنيات المختلفة وهموم الديمقراطية والتنمية ظل محور الحديث الساخن دائماً في الأوساط الدولية ووجهت نحوه العديد من القرارات الأممية والغربية تحديداً والتي طالت سيادة الرئاسة السودانية والأمر حسب محكمة الجنايات الدولية باعتقال الرئيس عمر البشير في بادرة تاريخية تجاه سيادة الدول وحدود حرياتها بيد أن مشهد الحالة في دارفور ظل هو الآخر ساخناً يبحث عن نوع خاص من الكرامة ووضع السلاح وكفاية القوت بعد أن كان وجهة لحجج الإغاثة الدولية وجهودها المتنوعة. وفي قطر ومنذ أربع سنوات متتالية كانت الجهود حثيثة ومتواكبة لم تستكن من أجل نوع من الحل الذي يحفظ للسودان سيادته وهويته ويضمن لأطراف النزاع في دارفور سلاماً عادلاً وحضوراً في السلطة يؤهل للمشاركة في القرار وبعض القوت والتنمية في أجزاء الإقليم الذي عانى أهله الإبادة والجوع والتشرد. كانت الدوحة يوم الخميس الماضي قبلة للأعين المتابعة من كل مكان والتي تترقب نهاية حميدة لمجريات تلك القضية التاريخية فقد نجحت الدوحة كعادتها في صناعة السلام في زمن الحروب والمواجهات الصعبة وسجلت تفوقاً نوعياً يحسب لدبلوماسية قيادتها المهتمة بالإنسان والإنسان العربي تحديداً وتبنت حيثيات هذا الملف الصعب وتعقيداته وتشعب أطرافه ما بين حركات متمردة وأخرى معارضة تحمل السلاح وتواجه الموقف بقوة وأسانيد دولية وبمطالبات تفوق مضمون وثيقة الدوحة الموقعة يوم الخميس الماضي والتي أتاحت مجالاً خصبا لقبول حيثياتها من كافة الأطراف تبعا لمجريات تطبيقها على أرض الواقع والذي يبدأ خلال شهر من التوقيع وليعود أطراف القضية إلى مواطنهم يحملون هذا المشروع التاريخي للسلام والعيش المتوافق على ما تبقى من أرض السودان معتبرين بنود الوثيقة مجالاً للتفاهم فيما بينهم وحافزاً للأطراف المترددة للقبول والاندماج في كتلة وطنية واحدة تجعل السودان أكثر تماسكاً أمام ظروف الحالة وتبعاتها.وما يهم المتابع العربي الآن وفقاً لمخرجات اتفاق الوثيقة أنها صناعة قطرية عربية وقفت الدبلوماسية القطرية خلالها على مسافة واحدة من كل الأطراف المتنازعة ومهدت السبل نحو الحل والتوافق الناجح وهو ما يحسب بالتقدير لدولة قطر حكومة وشعباً والذين تربطهم بالسودان علاقات تاريخية متجذرة ألهبت في نفوس القطريين حماسة المشاركة لتجنيب البلد الشقيق متاهات الانقسام والتوتر فكانت المهمة القطرية تلك جزءا من حضور الإخاء والتعاضد المتنوع والدائم بل سخرت قطر دبلوماسيتها المتمكنة وشراكاتها الدولية الواسعة لتذليل كافة صعوبات الخلاف وبناء أسس متينة من التلاقي والحوار الهادف بين كافة أطراف النزاع حول دارفور وهو ما يقابله الخوة في السودان بالشكر والتقدير لحكومة قطر وقيادتها وعلى رأسها سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حيث برزت خلال مسيرة المفاوضات صور عديدة للامتنان السوداني فقد أطلقت حملة واسعة لجمع التواقيع المليونية لترشيح سمو الشيخ حمد يحفظه الله لنيل جائزة نوبل العالمية للسلام كما أطلقت حملة مليونية أخرى لختم القرآن الكريم مليون مرة وهي بلا شك مشاعر عفوية صادقة تجاه هذا البلد الكريم الذي يسخر إمكاناته وقدراته لخدمة الشعوب وتذليل عقبات الاستقرار والرخاء بينها وهو ما سيسجله التاريخ بين أنصع صفحاته لدولة قطر في زمن تعالت فيه لغة السلاح والجنوح غالباً نحو اللا سلم إلا أن هندسة الوفاق تستلزم النوايا الصادقة دائما لذلك نجحت قطر في المهمة الأصعب[email protected]
361
| 17 يوليو 2011
التقارب الخليجي الإيراني يساهم في احتواء الأزمات ويحقق الاستقرارفي مسجد قديم يجاور باب البحرين في وسط العاصمة المنامة كان المشهد مختلفا جدا عما تتناقله وكالات الأنباء العالمية والإذاعات المتنوعة عن مشهد الحياة اليومية في الجزيرة الصغيرة فقد دأب المصلون من كلا الطائفتين يعمرون المسجد بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم ثم الحديث فيما بينهم بودية في عموميات الحياة اليومية بينما على الطرف الآخر تظل لعبة شد الحبل قائمة وبقوة بين الطائفتين وفقاً للمنظور الإعلامي والجهد السياسي القائم حيث ورش وجلسات حوار الوفاق الوطني الذي بدأ الأسبوع الماضي بمبادرة ملكية لصناعة توافق وطني على الرؤية السياسية في البلد ومستقبله بعد الأزمة الأخيرة التي تفاقمت إلى حد المواجهة وميول التصعيد ليس في البحرين فحسب بل في كل الخليج ومن كلتا ضفتيه. فالدول الخليجية الست دفعت بقوات درع الجزيرة إلى المنامة شداً لأزر حكومة البحرين في مهمة حفظ الأمن من خلال تأمين المواقع الرئيسة وتخوفاً من تدخل إيراني كان محتملاً حسب الرواية الخليجية الأمر الذي أقنع القوى العالمية بهذا الطرح وحدد دوافع الأحداث في الجانب الطائفي فقط. وتحت المجهر تكبر ملامح الصورة لتبدأ أحداث البحرين أكثر من مجرد مطالبات وطنية أو حقوقية عامة أو حتى خلاف طائفي على السلطة بحكم معادلة الأقلية والأكثرية في ديموغرافية الوطن الذي تلقى نسائم الربيع العربي دون مناعة وبرئة ممتلئة بالمحفزات الداخلية والخارجية للخلاف الواسع حتى بين الدول المحيطة التي تتنازع ريادة المنطقة والحضور الأقوى تأثيراً في مشهدها السياسي. وحيث تتكثف الآن لقاءات أطياف المجتمع البحريني حول طاولات حوار الوفاق الوطني بحثاً عن مخرج وطني للأزمة التي كشفت الكثير من النوايا والتحديات والتي قد تبدو عصية على أطروحات الحوار وأجنداته ومزاجية المتحاورين تبرز في الوسائل الإعلامية مغازلات سياسية بين قطبي المنطقة " السعودية وإيران " واللتين صنعت بينهما أحداث البحرين مواجهات خفية انعكست على حجم ومستوى العلاقات بشكل كبير مما يعيد إلى الأذهان تلك الأزمات التي سبقت تولي السيد خاتمي للسلطة الحكومية في إيران حيث حرب الخليج الأولى وحرب الناقلات وأحداث مواسم الحج والتي تجاوزت البلدان كل حيثياتها بالتواصل والحوار المباشر في عهد الرئيس خاتمي حيث فُعلت العلاقات إلى أرقى مستوى وسمح للشعبين بالتواصل والتجارة دون تحفظ إلا أن أحداث البحرين الأخيرة أعادت التوتر إلى العلاقات بشكل أكبر يفوق ما تسببه عادة الأزمات اللبنانية المتلاحقة بين البلدين. عموماً ينظر المتابعون إلى انفراج كبير في أزمة البحرين إذا ما كتب لتلك المغازلات السياسية بين السعودية وإيران أن تتحول إلى لقاء مباشر وموسع فقد أدركت البلدان حدود اللعبة وخطورتها في الوقت الراهن تحديداً فالبحرين ليست لبنان على العموم كما أن الحكومة الإيرانية قيمت شخوص اللعبة بشكل جدي يتجاوز مدلول الخطابات البينية المتبادلة من خلال استقراء المواقف الدولية والأمريكية تحديدا تجاه أحداث البحرين والتي ضحت فيها السعودية بخصوصية وحجم العلاقة التاريخية مع البيت الأبيض دافعة بقوات درع الجزيرة من خلال موقف خليجي موحد إلى المنامة وهو ما لم يكن للبيت الأبيض حسبانه سوى شأن خليجي خاص متجنبة الدخول أكثر في مقتضيات أزمة الدوار البحريني وتبعاته ومقتنعة بدور سعودي قوي وفعال في هذه المرحلة دفاعاً عن مصالح ذاتية وإقليمية ربما بحكم ميزان المصالح الأمريكية إلا أنه دور سعودي حضر متجاوزاً جملة من الامتعاضات والفروض تجاه قضية البحرين وهو ما برهن لإيران أيضا أن للمعادلة أبعادا قد تجرها لما لا تريد الآن في ظل أزمات داخلية وإمكانية العدوى من ظروف ربيع المنطقة فأطلقت مؤخرا حزمة الغزل المباشرة تجاه السعودية على لسان وزير خارجيتها السيد صالحي في مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في كازاخستان وهو ما قوبل أيضاً من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بالرضا المتحفظ الذي يحدد هوية العلاقة وشكل الدور الإيراني في المنطقة. إذاً مشهد المصلين في المسجد البحريني الصغير وسط المنامة هو الحالة الأعم والأكثر رسوخا واستدامة حيث لابد للطائفتين من التعايش والتعاطي وأن ما يحدث في الخارج من أحداث هي مد لتجاذبات سياسية أكبر وأعمق بعيدة عن مضمون الدين وسماحته وقبول أطرافه لبعضهما لذلك لا بد من تقارب سعودي وخليجي عموما مع إيران لاحتواء الأزمة وسحب فتيل الاشتعال من المنطقة وإتاحة الفرصة للتلاقي والتواصل بشكل طبيعي وموجه لإدارة الأزمة بعيداً عن التوتر إلى العيش الممكن والمتسامح[email protected]
382
| 10 يوليو 2011
القيادتان القطرية و التركية تملكان مفاتيح الحل للوضع السورييروى أن ابن حلاق قد نجا هو واثنان من رفاقه من القتل على يد جنود الحجاج بن يوسف حينما أمر بمنع التجول في الكوفة بعد العشاء وأعطى الأوامر لجنوده وهو من هو في البطش والشدة والقتل المباشر لكل من يخالف أوامره المستبدة التي فرضت واقعاً مرعباً على كل العراقيين بدءاً من خطبته الشهيرة حين وضع العمامة وقال أيا أهل العراق... فلم يكن للناس حيلة آنذاك للخلاص من واقعهم الوضعي حيث لا إعلام فضائي يعول عليه في نقل معاناتهم مع حكم الحجاج أو حتى " فيس بوك " بين أيديهم كما لم يكن حلف الناتو بطائراته وأساطيله حاضراً ولكن التاريخ ظل يذكر للحجاج جبروته وتسلطه المكثف. ومرد ذكر الحلاق في مطلع المقال هو أن الحلاقين لا يكتفون غالباً بما يأخذون من شعور الناس وأموالهم ودمائهم أحياناً بل يمررون غالباً بعض الأفكار والآراء عبر الحديث مع زبائنهم. فما تقضيه من دقائق وأنت تسلم ذقنك أو رأسك كله لهذا المتمرس كفيلة بأن تغير بعضا من قناعاتك وبقوة أحياناً وإلا فكيف امتنع الحجاج عن قتل الشبان الثلاثة وهو من هو في البطش وسرعة التنفيذ وحدته سوى أن محدثه الذي أطربه شعراً كان ابن حلاق كما ذكرنا ولو كان الحلاق حاضراً بذاته بين يدي الحجاج تلك اللحظة لربما كافأه وأرخى له الكيس كما يقولون.لا أعرف كيف اجتمع في ذهني الحجاج والحلاق لحظة كنت أتسنم المقعد الوثير في ذلك الصالون الذي تحمل يافطته في أحد شوارع العاصمة السعودية الرياض " حلاق تركي " فكانت موجودات المحل تشعرك بأجواء حي تقسيم الشهير بفنادقه وجموع مرتاديه من السياح في وسط العاصمة إسطنبول فالصور لميدان مرمرة وجسر البوسفور المعلق وحتى الشاي التركي المميز كان حاضراً أيضاً في إبريقه واستكاناته التقليدية. غير أن ما يلفت النظر مستوى حديث الحلاق مع الزبائن كل حسب ميوله فأحدهم كان يتحدث معه عن الحسناء لميس ومسلسلها الرومانسي الشهير أما أنا فبحكم جهلي المزمن بالفن وأهله فقد تحدث معي في السياسة فقد كانت قناة التلفزيون التركية في المحل تعرض صور الزيارة الكريمة لسمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والتي بدأها سموه إلى أنقرة يوم الجمعة الماضي في ظروف عربية صعبة ومقلقه خاصة فيما يتعلق بالشأن السوري وتداعيات الأزمة الاحتجاجية هناك. الحلاق بدوره توقف عن الحديث وكذلك عن العمل وحدق ملياً في الشاشة بتركيز قوي رافعاً صوت التلفزيون حتى إذا ما انتهت الفقرة الإخبارية تلك التي تبث خبر زيارة سمو الأمير حتى التفت إلي قائلا لو انصاع السوريون لتحذيرات تركيا المبكرة لهم لربما كانوا أكثر هدوءاً واستقراراً. أما عن زيارة سمو الأمير فقد قال إن الشعب التركي عموما معجب جداً بأمير قطر فلسموه جهود وتحركات إيجابية بشأن الأوضاع العربية والإسلامية عامة تتسم بالدينامكية والشفافية وتغليب المنطق والعقل لتحقيق مصلحة الشعوب دون تجاهل لحقوقها أو مصادرة لكرامتها لذلك يعول الشعب التركي خاصة سكان المناطق المتاخمة لسوريا في أن تثمر هذه الزيارة حلا للمعاناة المتفاقمة هناك فالقيادتان التركية والقطرية تملكان دون غيرهما من الدول مفاتيح الحل للوضع السوري فالدولتان تستشعران أهمية الاستقرار للوطن السوري ولهما علاقات دولية نافذة ومؤثرة تستطيع أن تكف الأذى والمزيد من العقوبات والنذر عن النظام السوري فيما لو استغل فرص الإصلاح وانصاع لمنطق العقل بعيداً عن لغة الخطابات الطويلة والمفرزنة والتي لا تحمل سوى الوعود بالحلول المتقطعة في مرحلة تشطب فيها الشعوب هذه المفردات من قواميسها. وبالفعل سمو أمير قطر من موقع مسؤولياته التاريخية وأمانته تجاه الأمة وقضاياها وتحديداً عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين السوري والقطري واللذين التقت إرادتهما في الكثير من المواقف لصالح قضايا الأمة. والآن حيث لا مناص من الموقف الناصح يحمل سمو أمير قطر مهمة الوفاء لشعب سوريا أملاً فيما يحفظ له الأمن والاستقرار والحرية والكرامة وصيانة أمن وطنه وفقاً لرؤى أطيافه وطموحات مستقبلهم. كان الحديث مع الحلاق التركي شيقا بينما استوقفتنا لاحقاً صور الفضائية التركية التي تبث الصور الملتقطة بالهواتف المحمولة لواقع الشعب السوري ومعاناته الآن فضحكنا جميعاً فقد عجز الحجاج عن كتم معاناة شعب العراق من حكمه فحملها التاريخ عبر مئات السنين دون تقنية أو فضائيات بينما إعلام دمشق يحارب الواقع بالجهل والكذب رغم أن ثقافة العالم أجمع توقن بأن حبل الكذب قصير دائماً[email protected]
501
| 26 يونيو 2011
نزار كان مسكونا بالتغيير وينشد الحرية والسير إلى الأمام ولو فوق الصخرالكتابة عمل انقلابي "هكذا قال نزار قباني مبكرا عندما أراد أن يجمع بعضا من كتاباته النثرية في كتاب تحت هذا العنوان عام 1975م بعد رحلة عمله الطويلة في الدبلوماسية, فقد عرف الرجل بين الناس شاعرا عذبا تخلو أبياته غالبا من الدبلوماسية ينثر أبيات شعره عارية هكذا دونما أغلفة أو خجل, فيقول في أحد مقاطع قصيدته التي أسماها " تقرير سري جدا من قمعستان "..هل تعرفون من أنامواطن يسكن في دولة (قمعستان)وهذه الدولة ليست نكتة مصريةأو صورة منقولة عن كتب البديع والبيانفأرض (قمعستان) جاء ذكرهافي معجم البلدان...وأن من أهم صادراتهاحقائب جلديةمصنوعة من جسد الإنسانالله... يا زمان...كان نزار يحدد في مقطع آخر من قصيدته تلك حدود دولته المسكونة بالقمع ويصف فضاءها الممتد من شواطئ النفط إلى شمال إفريقيا وينعت الحكم فيها بنزوات الاستبداد وتمنع أولى بنود دستورها حتى غريزة الكلام عند الإنسان , فلله درك يا نزار كم كنت انقلابيا في شعرك ونثرك, طعن قبلك العاشق المرهف مرة بمقتل سيدة حبك تلك النخلة البابلية الشقراء " بلقيس " فأعلنت ثورتك المدوية على الملأ وعلى العروبة كلها فقلت " أي أمة عربية تغتال أصوات البلابل ".سيدي نزار.. إن جموع البلابل تقتل الآن وتطعن شعوب دولتك المقموعة في كل رجالها ونسائها وحتى أطفالها بيد أنك الآن هناك في البعيد تبعث برسائل من شعرك من تحت التراب لمن يسمع فقط, فبطاقات الموت توزع مجانا في الشوارع وبين المآذن, فقد سال وريد الدم على غير موعد في مدينتك الدمشقية التي تغنيت بحقولها وتغزلت بنسائها فلم تعد للتفاح رائحة ولا لتلك العناقيد أفراح وحتى القطط الوادعة في المدينة لم تعد تلقى مكانا للغفوة أو الراحة.مرة أخرى أعود إلى كتاب نزار ذي العنوان الانقلابي والذي قرأته مبكرا أيام مقاعد الدراسة فقد كانت جملة سطور كتابه محرضة على الكتابة بالحبر الناصع الذي يظهر هموم الناس ويصدح برأيهم دون خوف أو وجل, وأقوال محرضة لأن للأفواه أقفالا قسرية وعيون الوشاة ربما أكثر من عيون القراء لذلك يقول نزار لقارئ سطوره: اكتب لتحرك ساكنا أو دع قلمك فقط للتوقيع في دفاتر الدوام اليومي وأوراقك لفائف لسندويتشات فطورك الصباحي.فهكذا نزار كان مسكونا بالتغيير والسير إلى الأمام ولو فوق الصخر ينشد الحرية ورائحتها في كل شيء ويحمل أبياته وسطوره دائما مضامين تواكب كل فكرة تنشد مراد الحرية والعلو فوق الطغيان والاستبداد متجردا من حدود المكان والزمان إلى فضاء النفس وكرامتها الفطرية, فماذا لو كان نزاز بيننا يسمع لحون المحتجين وأصواتهم التي تستمد الصبر من الأمل وتحمل الزمان القادم تباشير الانتصار على القمع الذي تعوذ منه مبكرا كما في قصيدته " قمعستان " فماذا كان سيكتب نزار وصوت الرصاص يقلق هدوء شامه وليل دمشقه مبددا خرير الماء في " بحرة " البيوت الشامية الجميلة ومخالجا صوت المآذن هناك, فهل يستنهض نزار رفاق الشعر والكتاب من مقبرته لينتصر لحرية شامه العريق وكرامة نسائه الأحرار ورجاله الأوفياء, أعتقد أن نزار قال في حياته ما يكفي ووجه من الرسائل ما تسمع من به صمم فقال..أقاتل القبح في شعري وفي أدبيحتى يفتـح نوار... وقـداحما للعروبـة تبدو مثل أرملة؟أليس في كتب التاريخ أفراح؟والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟إذا تولاه نصـاب... ومـداح؟وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟وكل ثانيـة يأتيـك سـفاح؟حملت شعري على ظهري فأتعبنيماذا من الشعر يبقى حين يرتاح[email protected]
910
| 19 يونيو 2011
شعفان شاب يمني الجنسية يعمل في مقهى شعبي قريب من مدينة الطائف السعودية التي انتهت فيها أحلام الحكم الملكي اليمني بعد ثورة اليمن عام 1962م. هذا الشاب أشجته مشاعر الغربة وعناء العمل للحنين إلى الانتماء الدافئ الكبير في وطن يرتاح شعبه من المنغصات هموم المواطنة فراح في استراحة من عمله يسطر أبياتا شعرية يعرب فيها عن أمله في الحصول على الجنسية السعودية ويبرز في حيثيات أبياته امتعاضا من أوضاع اليمن الاقتصادية الصعبة وتحول الشعب إلى مهمة زراعة القات بكثافة بدلا من البن اليمني العريق بل وكان شعفان بسحنته اليمنية المشوبة بجهد العمل وآثار الشمس وحرارتها حسبما يظهر في مقطع الفيديو المسجل منذ سنوات يبشر بثورات قادمة ومتلاحقة إذا ظل اليمن هكذا في ظل حكومة لم تفلح حتى في لعبة الكرة كما يقول! بل ويخوفنا الشاب أيضا في أبيات شعره بتأكيده على سهولة اختطاف فكر الشباب هناك واستغلالهم بدافع الحاجة للجنوح إلى ما لا يرغبه العالم أجمع. وبالتأكيد هناك من أمثال شعفان بين ملايين اليمنيين حول العالم لفظهم اليمن السعيد إلى خارج حدوده بحثا عن السعادة وقليل من القوت بعد أن عزت السعادة ومكوناتها عليهم في هذا الوطن الذي اختطفت ديمقراطيته وظل شعبه رهين ظروف قاسية قساوة جباله التي يعشق الناس هناك العيش بين البساطة والهدوء حول سفوحها ومروجها فخرجت الملايين تبحث عن الرزق في كل صنوف المهن وفي كل الدول غالبا بينما تلازم القلوب المهاجرة لوعة من واقع اليمن المرير وخوف متصل من المستقبل الذي تواجهه بلادهم الآن كحقيقة بارزة للعيان لا تحتاج إلى مجهر أو مكبرات للصوت لإسماع العالم حقيقة ما يدور في اليمن. وسواء عاد الرئيس صالح بعد علاج إصاباته المستهدفة أو لم يعد وسواء كفت الجموع والقبائل عن المطالبات المليونية المستمرة للتغيير أو لم تكف فالحالة في اليمن بشكلها الثوري العام الآن والديمقراطية الخاصة التي مارسها النظام خلال سنوات حكمه وتلك المشاهد للحراك العام في البلد وشكل ديموغرافيتها وأطيافها وحالاتها الاقتصادية الصعبة تحتاج إلى قراءة متأنية ودقيقة لما ستفضي إليه الأمور هناك ليس في شكل الحالة السياسية فقط ومن سيصل إلى كرسي الحكم بل فيما ستكون عليه حال العامة ومعاشهم ودورهم بعد هذا التغيير الذي ظل الآن ضرورة ملحة بعد أن تعالت أصوات المعارضة وارتفع صوت الرصاص كآخر المحكمات الممكنة للحل. فأين أجندة القادم لمرحلة ما بعد التغيير ورحيل الرئيس صالح الذي تسنم سدة الرئاسة في اليمن إثر ثورة استمر الفخر والاعتزاز بها طويلا حتى قبل أيام قلائل من نسائم الربيع العربي الذي هبت بداياته من تونس والقاهرة . وحتى لا تتكرر نتائج الصورة التي جلبت صالح ومن قبله من رفاق الثورة ورموزها يجب أن تحسم مكونات الأيام القادمة ويحدد حجم ما سوف تحمله من تغيير يلمسه الإنسان اليمني في معاشه وفكره ويصب له خيرا يقلب موازين الحياة هناك. فاليمنيون الآن أمام مرحلة اختبار صعبة لتحديد هوية المرحلة القادمة وما سوف تحمله من تخفيف لهموم المعيشة وبناء دور جديد لليمن في داخله وخارجه يبدد مخاوف العالم من تحول اليمن إلى حالة أكثر من التمترس المتطرف للقاعدة وغيرها من الأفكار والجماعات ويعطي للمواطن ولو القليل من المزايا التي ظل يفتقدها طويلا في ظل ثورة 26 سبتمبر 1962م التي وعد خلالها بالكثير من الوعود والمزايا للشعب ولليمن السعيد وما أعقب تلك الثورة من انقلابات واندماجات بين شماله وجنوبه. فالصورة الآن في خضم الربيع العربي وثوراته الشبابية تتكرر في اليمن بحثا عن شيء من الربيع وتلك السعادة التاريخية الموروثة والمفقودة الآن على شفاه غالبية الـ 24 مليون نسمة من سكان البلاد والمثقلين بهموم العيش وتجاذبات السياسة وأحزابها وشيوخ القبائل فيها. مرة أخرى سواء عاد الرئيس صالح أو نجحت المبادرة الخليجية المتعثرة التي تحقق التغيير المثقل بالشروط والاختلافات فسيظل الملايين من أبناء اليمن في الداخل والخارج يبحثون عن الوطن وسعادته المفقودة للانعتاق من متلازمة الحالة الصعبة التي زجت بهم في كل الظروف والأحوال حتى المتطرفة منها فهل يحمل التغيير القادم شيئا من ذلك. وإليكم أبيات شعفان..هذا جواز اليمن وأنا بريء منهبراءة في صفحة التاريخ مذكورةآما حملنا جواز أخضر بدل عنهوارتاحت أنفوسنا في ظل اخو نورةوألا انتحرنا في أمريكي على السنةوألا قلبنا اليمن ثورة ورى ثورةوأنا أحمد الله صنعاء ما هي الجنةوماني بنادم على الفردوس وقصورهمالي بشعب زرع قاته بدل بنهوحكومته ما فلحت حتى في الكورة[email protected]
633
| 12 يونيو 2011
الربيع العربي يجب أن يتزامن مع ثورة اهتمام كبرى بالعقولأعجبني الدكتور فهد العرابي الحارثي وهو يطرح الآن دراسته حول ضرورة تفعيل جهود البحث العلمي في الوطن العربي. ومصدر الإعجاب, المناداة بثورة بحث علمي عربي إلى جانب الثورات الشعبية ضد الأنظمة إن لم تكن الثورات العلمية هي الأهم والأجدر فهي التي " تطعم عيشا " وتخلق ربيعاً دائماً للأمم وتضيف التزايد الملموس في دخول الشعوب ونواتجها القومية ,عوضاً عن ضياع الوقت في الجدل السياسي " ومن يحكم من. ومن يسرق من؟ " وهكذا حيث تنشغل الشعوب بهموم الديموقراطية المزيفة وتخلو الجامعات من المفكرين وعقول البحث وأدواته لتتحول إلى فصول دراسية فقط شبيهة بغرف العزل النائية خلف واجهات المشافي. أعود إلى ملهم الإعجاب بأطروحة الدكتور الحارثي وهو رئيس مركز متخصص في إجراء البحوث والدراسات بعد خبرات طويلة في مجال الصحافة والأكاديمية والاستشراف , فتوقيت الطرح لأهمية البحث العلمي في الوطن العربي ضرورة يجب الصدح بها علناً ودائماً أمام الساسة وأصحاب القرار خصوصا الآن في هذه المرحلة التي تتحرر فيها الشعوب من بعض تبعياتها وتكرر امتعاضها من الكثير من المتلازمات والمشاهد حولها , كذلك يجب السعي لتحرير البحث العلمي من عباءة الوصاية والقيد الرسمي , فغالب المؤسسات البحثية والعلمية في الدول العربية مرتبطة بالحكومات مما يحيلها إلى ركن من أركان البيروقراطية ويثبط من نتائجها وتحقيق أهدافها ويضعف حجم الإنفاق عليها فتضعف وتهاجر عقولها. فالتوقيت مهم الآن أولاً لإبداء الاهتمام بالبحث في الوطن العربي والذي لا يتجاوز الإنفاق عليه حسب الدراسة 535 مليون دولار ليس غير , أي ما يساوي 11 في الألف من الدخل القومي للبقية من دول العالم. كما إن معظم الدول العربية لا تعلن هذا الجانب أو لا تهتم به , فربما هي مشغولة أساساً بإطعام الناس وإسكانهم وتوظيفهم وتهتم أيضاً بالشعارات والحفلات والصرف الباذخ عليها بل وتصر غالباً على الاحتفاظ بحقيبة البحث العلمي والوصاية عليها ربما بدوافع أمنية أو لمبررات غير مفهومة خشية أن تتفتق العقول العربية فتأتي بما لم يأت به الأوائل كانوا يخترعون حاكماً مثالياً يتوافق مع كل الأطياف والملل السياسية وتنتهي صلاحيته وفق ما تريده الشعوب أو يصمم الباحثون مؤسسة إلكترونية للحكم أو بندقية تقتنص فقط وبحسية ذكية منها من يخون وطنه وأمته. لذلك ظل الإنفاق في وطننا العربي ضعيفاً وشكلياً نستخدمه للمبارزات الإعلامية والمشاركات المهمشية في التجمعات العلمية العالمية التي تجاوزتنا كثيرا بحجم عطائها للإنسانية من إضافات متنوعة استطاعت أن تسعد شعوبها وأن تواصل المسيرة ضمن المد التقني العالمي المتسارع , بينما نحن هنا مستهلكون ننتظر جديد التقنية من الغير ونهتم بشكل بناء الجامعات وأعداد الطلبة فيها والخريجين منها سنوياً , بينما لا نهتم أو نسأل عن أي إضافة للتقنية من هذه الصروح العملاقة. أعود مرة أخرى إلى توقيت طرح فكرة الاهتمام بمجال البحث العلمي لنطالب القيادات والشعوب العربية وتحديدا أصحاب الفكر والرأي منهم ليفرضوا مساراً عملياً ضمن دساتير وأنظمة بلدانهم تهتم بالبحث العلمي وتعمل على تطويره وتحديث آلياته وإسناده إلى أهله وإجبار المؤسسات والشركات في أوطانهم على دعمه والمساهمة فيه بشكل فاعل خاصة وأن معظم دولنا العربية تعيش الآن مرحلة تنمية واسعة وكبيرة تخصص لها بلايين الدولارات وتجلب لأجل تنفيذها العديد من الشركات , فلا بأس أن يخصص في العقود المتينة منها نسبة للإسهام في البحوث ودعم القائمين عليها بل ويجب أن يكون لنا برامج عمل واضحة تفضي إلى نتائج ملموسة في هذا المجال من خلال الاهتمام الفعلي بالموهوبين وتبني تأهيلهم في مدارس خاصة وجامعات مؤهلة للمهمة لا كما نلاحظ الآن الاهتمام الشكلي فقط بهذا الجانب دون أن يحقق أي إضافات نوعية مكتسبة للموهوبين ولمجتمعاتهم بل تهدر أفكارهم وتستغل غالباً دون حفظ للحقوق. فالعالم الآن يبني تطوره وزيادة مكتسباته على الفكرة الجديدة وكيفية تحويلها إلى قيمة إضافية. مرة أخرى وفي زخم ثوراتنا العربية والربيع العربي القادم يجب أن يتزامن مع ذلك ثورة اهتمام كبرى بالعقول الرائدة والإنفاق عليها أملاً في ربيع عربي حاضن للإبداع والتقنية. فنحن تاريخياً ضمن أوائل المجتمعات القادرة فعلياً على الخوض في هذا المضمار وتحقيق نتائج ملموسة من خلاله تعيدنا إلى عصر الابتكار والإنتاج[email protected]
356
| 05 يونيو 2011
تغيير مسمى منظمة المؤتمر إلى التعاون قد يصلح الرؤية نحو عمل مشتركبعيدا هناك في العاصمة الكازخستانية أستانا التأم مؤخرا شمل وزراء خارجية 53 دولة إسلامية من بين جملة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ليقروا تغيير هوية المنظمة وتبديل اسم تجمعهم هذا الذي انطلق من الرباط في عام 1969م إثر الحريق الغادر للمسجد الأقصى الشريف وليكون هذا التجمع محورا يوحد رؤية الدول الإسلامية وشعوبها التي يناهز تعدادها المليار ونصف المليار نسمة حيال القضايا العصرية والمخاطر التي تواجه الأمة وتفعيل سبل معالجتها والتصدي لها جماعيا وبعمل مشترك ومنسق بين الدول الأعضاء , فالمنظمة كانت استشرافا حيويا في الفكرة ومنهج العمل خاصة في ظروف نشأتها حيث قطبي القوى العالمية آنذاك وتجاذباتهما حيال مصير القضية الفلسطينية والتي تزامنت جذوة اشتعالها في تلك الفترة مع حريق قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام وتوسع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة, وحقيقة تكمن فكرة تغيير هوية المنظمة إلى مهمة التعاون الإسلامي في التأكد العملي لأمانتها العامة من ضرورة مثل هذا التعاون ومختلف مجالاته للأمة وشعوبها, فربما قد نجحت المنظمة فعليا في تحقيق نتائج إيجابية وملموسة في صعد التعاون الاقتصادي بعد إنشاء غرفة التجارة الإسلامية وحفز التبادل التجاري بين الدول الأعضاء وتنفيذ سلسلة من المعارض التسويقية والتجارية بين دولها وحققت المنظمة نموا مستمرا في هذا الجانب ويؤمل أن يصل في العام 2020م إلى 20 في المائة من حجم التبادلات التجارية العالمية, فقد بلغت التبادلات البينية في العام 2009 م حوالي 1.28 تريليون دولار خاصة وأن الدول الإسلامية تمتلك 73 في المائة من موارد الطاقة العالمية وتنعم معظم دولها بمقومات اقتصادية وفيرة ومتقدمة, فخلاف تفعيل التعاون والتبادل التجاري البيني فالمنظمة مؤهلة وفقا لتلك الموارد والمقومات لأن تكون حلقة اقتصادية أقوى في حاضر العالم الذي ترتكن فيه القوة والإرادة إلى المكونات وحسن إدارتها والوصول بها إلى مستوى التأثير العالمي, وتلك نظرة استوعبتها الدول الأعضاء وأعطيت من خلال التحول الأخير في اجتماعات أستانا الكازاخية الفرصة ليكون التعاون الموسع هو زمام المبادرة والأرضية الأكثر صلابة نحو تحقيق التئام دولي إسلامي يجبر القرار السياسي البيني والمقابل في الفضاء العالمي وقواه وتكتلاته على قبول التأثير الاقتصادي الإسلامي كقوة قادمة ومحفزة لسلسة من التعاونات الأخرى وفي مختلف المجالات, أعتقد أن الفكرة نحو تغيير اسم المنظمة إلى التعاون الإسلامي كانت حيوية وفعالة في توقيتها وفي مضمون آليات العمل نحو فكرة التكامل وبناء القوة المتوافقة مع لغة العصر وهو ما يمهد كما أسلفنا إلى بناء قوة سياسية مؤثرة دون أن تتخلى المنظمة عن دورها في رأب صدوع العلاقات البينية الكثيرة بين دولها الأعضاء بتبني لغة خطاب هادئة وحيثيات معالجة غير منفعلة حيث لم يعد الخطاب السياسي والتحشيد المعنوي له ذا أهمية في دور المنظمة وتاريخها الذي تنافسه جملة من التكتلات الإقليمية والعرقية المتنوعة فكان لقاء أستانا قد حمل لنا جملة من الصور واللقاءات الجميلة والمفيدة لبناء تضامن إسلامي نوعي فقد حفلت برامج الوزراء بالحديث غير المتعمق في الخلافات والتركيز على بؤر التلاقي والتعاون بشكل أكثر عن غيرها من مجالات الحديث والحوار فخرج إلينا ضمن منتجات المؤتمر صورة للقاء عابر بين وزيري الخارجية لمملكة البحرين وجمهورية إيران الإسلامية , أيضا تحدث السيد صالحي وزير الخارجية الإيرانية عن نوايا طيبة وعبارات مؤثرة نحو العلاقة مع المملكة العربية السعودية آملا المزيد من التلاقي والتعاون لتجاوز الأزمات الآنية التي أثرت في فتور العلاقات بين البلدين, إذا ليس سوى المضي نحو التعاون الإسلامي تحت مظلة الهوية الجديدة فلعل في هذا التعاون ما يصلح الرؤية نحو عمل مشترك يدعم الوجهات السياسية وقراراتها لخدمة قضايا الأمة حيث لا تزال المقدسات الإسلامية التي كانت الباعث لقيام المنظمة تئن تحت الاحتلال وتحرق قلوب المسلمين أينما كانوا بسبب كثرة الخلافات البينية وتعطل العمل نحو تحقيق أهداف وطموحات المليار ونصف المليار نسمة تشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله[email protected]
545
| 03 يونيو 2011
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3792
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2196
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2097
| 04 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1302
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
945
| 04 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
939
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
933
| 05 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
876
| 03 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
867
| 02 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
795
| 06 نوفمبر 2025
وجهات ومرافق عديدة، تتسم بحسن التنظيم وفخامة التجهيز،...
717
| 05 نوفمبر 2025
تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...
705
| 04 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية