رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

قطر.. المرجعية لمعرفة الغاز وتحية بشأن جامع الإمام

ظل السيرلانكي نيمال يراسلني من قطر عبر البريد الإلكتروني بعد أن انتقل من العمل معنا إلى هنا في إحدى الشركات الكبرى وكانت معظم رسائله صوراً جميلة ترصد مشهد التطور في العاصمة الدوحة ويعلق دائماً على مشاهداته بسروره البالغ لمجرد الانتماء المؤقت لهذه الأرض وما يخضبها من رقي التعامل وموفور العيش الكريم في مجتمع منتج يستهدف بناء المعرفة وتطوير سبلها بالبحث والإضافة النوعية حيث الحوافز على البحث والابتكار لاسيَّما في مجال إنتاج الغاز الذي لا تكتفي قطر بمجرد تصديره دون أن تحقق مكانة إنتاجية في مجال معرفته وعلومه وسبل الاستفادة القصوى منه لعموم الإنسانية ولتكون قطر رائدة في إنتاجه ومرجعية عالمية في مجالات تطوره ومعرفته. تلك هي شهادة أحد العاملين هنا ممن بهرتهم نمطية فكر العمل الذي يستنبط سبل المعرفة وأقصى الاهتمام بتطورها تحقيقاً للاستدامة في الإنتاج واستحواذ المعرفة وتملكها ليظل غاز قطر مدراراً للخير دائماً على هذه الأرض وأهلها وعموم الإنسانية. أما ودولة قطر تعيش الآن وهج الفرحة باليوم الوطني المـجيد فقد أرســل لي "نيبال" نفسه مؤخراً بطاقة تهنئة إلكترونية بالمناسبة. فماذا يعني ذلك حين تفتتن الشعوب بالتجربة القطرية في الحياة وسبل العمل المتقن والمساهمات الفعالة للعديد من شعوب العالم خاصة وأن عموم المقيمين هنا على اتصال دائم بالحراك التنموي والتفاعلات المتنوعة من خلال إعلامية نشطة بلغات العالم الرئيسية تقدمها لهم مؤسسات الإعلام القطري المتميزة برسالتها والنشطة تجاه دورها للوصول بالمعلومة الواثقة إلى سكانها والوافدين من مختلف أصقاع العالم. فالمقيمون هنا شركاء في جهد العمل ويمكن استثمار ثقافاتهم المختلفة في صناعة إعلامية نشطة لقطر أولاً ولكل الأمة للتعريف بالقيم والمناشط الفاعلة وهذا ما تحقق فعلاً بالمراس والفكر القطري الذي يسجل تجاهه كل المنصفين إعجاباً مستمراً يسهم في صناعة الصورة الذهنية الخلاقة عن مجتمعاتنا العربية عموما والخليجية تحديداً حيث لا تكتفي الشعوب بالإنتاج ورفاهية عوائده دون أن يضاف التميز والإبداع إلى قيم العمل ومخرجاته فيظل كل مقيم أو عامل هنا شريكا في مهمة رسم تلك الصورة التي نأملها عن مجتمعاتنا في كل العالم بعيداً عن صور الاستغلال لجهد العمالة وتسخيرهم للعمل بروح السيادة والفوقية حسبما تنشط لذلك العديد من المنظمات والدول الساخطة على مجتمعاتنا فتصورنا غالباً رعاة حفاة تنقصنا قيم التعامل ومنهجية العيش. وأقف هنا عند صورة أخرى رسمها سمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مؤخراً تندرج ضمن مهمة تعميم قيمنا وتبسيط فهمها لكل العالم حين أصدر حفظه الله الأمر الكريم بتسمية أكبر مساجد الدوحة باسم الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله فكان القرار الأميري من لدن سموه مباشرة تكريماً لشخص الشيخ وتسليطاً للضوء على الدور الكبير الذي قام به في الجزيرة العربية لدحر البدع وبسط معالم الفكر الناصع تجاه العقيدة السليمة دون إحداث أو إخلال بمقومات النهج وأصوله ولتستمر دعوته المتوافقة مع روح العقيدة والفكر تمد الأجيال من بعده بملامح النقاء في مسير عقيدتهم. وتأتي تسمية المسجد في هذا الوقت بالذات رداً على كل المشككين في سلامة نهج الشيخ وممن اتخذوا من دعوته واستمرارها منحى للتشتت والنعوت البعيدة في مغزاها سوى أن مقاصد أولئك وحملاتهم لا تنطلي على العقلاء أبداً وتبقى جهود الشيخ محل التقدير والاحترام. فكان القرار من سمو الأمير كبيراً يحقق الكثير من الإيجابيات والتي منها الدعوة إلى فهم حقيقة دعوته ومكتسباتها وهو ما يندرج أيضاً ضمن مهمة الريادة الإعلامية القطرية التي تتبنى من خلال تسمية المسجد الوصول بمضمون اسم محمد بن عبد الوهاب إلى العامة دون لبس أو سوء فهم كما يريده المشككون وأصحاب الأجندات المبرمجة للنيل من العقيدة وأهلها واستغلال ذلك في مزايدات رخيصة يدرك حقيقتها من يصوغها ويعمل لأجلها. فشكراً لقطر أميراً وحكومة وشعباً، ويوما وطنيا مجيدا يبشر بأعوام خير وعطاء لقطر وللأمة. [email protected]

434

| 18 نوفمبر 2011

حمد بن جاسم.. خبير لا يجيد المجاملة

تناقلت الأوساط الإعلامية العالمية مضمون الحوار المطول لرئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع صحيفة " الأخبار " المصرية والذي تضمن تشخيصاً دقيقاً لأوضاع المنطقة العربية التي لا تزال تعيش ربيعاً أنجب جملة من التغييرات في بعض أنظمة المنطقة وحراك شعوبها وطموحهم في البحث عن الحرية والانعتاق من تبعية بعض الأنظمة ونمطيتها الكابتة طويلاً على نفوسهم والتي تعتمد بناء علاقات غريبة ومضللة بين الأنظمة والشعوب تتصدرها الاستخبارات وسرقت المقدرات والإعلام الموجه. كان حديث رئيس الوزراء ذاته نتاج التغيير وفعل الربيع المشار إليه إذ لم يكن الحديث ممكناً بهذا المستوى من الصراحة مع صحيفة مصرية في فترة ما قبل ثورة مصر على نظامها والذي كان له مواقف وآراء متحفظة جداً تجاه مثل هذا المستوى من الصراحة والمكاشفة والتي كان يصدح بها الشيخ "حمد بن جاسم" دائماً تجاه كل المواقف والأحداث في منطقتنا العربية بل كان معاليه دائماً يسند أقواله التي يتحفظ عليها البعض ويشنون حملات مكثفة لتفنيدها بقوله ضمناً إن الوقت سيكشف مصداقية ما نقول وسترجح آراؤنا وسياستنا لاحقا إذ لا سبيل سوى الصراحة والمكاشفة لمواجهة المواقف والعمل على معالجتها. إذاً نجح الشيخ حمد من موقعه كوزير مخضرم للخارجية في دولة قطر في كسب رهان غالب المواقف والآراء التي طرحها منذ سنوات والتي جلبت له شخصياً ولبلاده في المقابل سيلاً من النقد والحنق لاسيَّما حين تصنف قناة الجزيرة بمداها وطبيعة نشاطها كذراع أعلامي نشط وفريد في المنطقة يساند التوجهات القطرية ويوسع المدى حول الرأي القطري. بيد أن الرجل لم يكن من موقعه سوى متابع ومشخص يحبذ الشفافية سلوكاً ومنهجاً في مجمل ممارساته وأحاديثه التي تشخص حال المنطقة وتفاعلاتها. بل قد يقال إن حمد بن جاسم وعبر إطلالاته الإعلامية قد قلب مفهوم الممارسة الدبلوماسية ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم حين يتحدث إلى العامة بلغة مبسطة. فمعاليه لا يكتفي بنمطية البيانات الصحفية عقب كل حدث أو لقاء بل يضع اعتباراً واحتراماً مكثفاً لفكر المتلقي فيخوض في تفاصيل يحسبها غيره خروجاً عن مفهوم الدبلوماسية العريق والمغلف بجملة عبارات ومفردات متكررة حتى في مختلف لغات العالم.أعود إلى حوار صحيفة الأخبار المصرية مع الشيخ حمد والذي نشر يوم الخميس الماضي والذي أكد فيه بأن دول الخليج العربية غير محصنة تماماً ضد الربيع العربي باعتبار أن التغيير والإصلاح ضرورة حتمية لاستمرار مسيرة العمل هنا مشيراً إلى نوع من المرونة في العلاقات بين الحكام والشعوب في دول الخليج ومدللاً معاليه ببعض المصاهرات بين الحكام وأسر الدول وقبائلها هنا. كما يقر معاليه ببعض التجاوزات والأخطاء في منهج العمل المحلي والذي تسعى القيادات الخليجية إلى إصلاحه أولاً بأول إضافة إلى التدرج في الإصلاح والأخذ به كمشروع تنمية شامل في دولنا التي تتمتع باقتصاديات ومستويات دخول جيدة. فحين يكون الشيخ حمد متحدثاً بهذا المستوى فمعاليه يقر بوجود أخطاء ويدفع بالقول نحو ضرورة العمل نحو الإصلاح في دولنا بمشاركة شعبية عامة ولعل ذلك يدلل مضي دولة قطر نحو الإعلان عن أجراء انتخابات عامة لاختيار أعضاء مجلس الشورى في قطر والذي يتحدث عنه القطريون الآن في مجالسهم ومنتدياتهم بفرحة باعتبار الخطوة مكملا ضروريا لمسيرة البناء الإصلاحية التي يقودها سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والتي نقلت البلاد إلى مقدمة الركب التنموي والحضور المؤثر في سلسلة القضايا الإقليمية فقد قاد سموه تغييراً جذرياً ومبكراً جعل الربيع في النموذج القطري دائماً وذاتياً وبصناعة القيادة والشعب معاً وليكون مفصلاً على البلاد تستغل فيه مقدراتها وإمكاناتها الواسعة لخيرية الوطن وشعبه ولعموم الأمة والإنسانية. عموماً يظل معالي رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر محط الأنظار الإعلامية وتأخذ تصريحاته حيزاً مهماً في المتابعة والتمحيص من قبل كل الأوساط فأحاديث معاليه تحمل الصراحة دائماً وتشخص الأوضاع بفكر خبير لا يجيد المجاملة[email protected]

562

| 13 نوفمبر 2011

جهود السعودية في الحج وحديث شلقم عن قطر

عيد مبارك.. فاليوم عيد المسلمين الكبير بعد أن وفق الله حجاج بيته الحرام في قضاء ركن الحج بالوقوف على صعيد عرفة الطاهر يوم أمس بكل يسر وسهولة وفقا لما وفرته بلادنا السعودية من خدمات ومشاريع ضخمة ومستمرة حيث جسر الجمرات الجديد وقطار المشاعر بل وجندت عشرات الآلاف من العاملين لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل مهمتهم لأداء الفريضة بيسر وسهولة. وتتنامى هذه الخدمات عاما بعد عام حتى غدا الحج رحلة إيمانية تضيف إلى أجر المسلم وثوابه المتعة والذكريات الخالدة بعد أن كانت قبل عقود زمنية قريبة محفوفة بالمشقة ويلازم الطريق إليها الكثير من دواعي الخوف والوجل ولكن بفضل الله بدلت الجهود السعودية تلك الصورة النمطية بالكثير من الإنجازات والمشاريع التطويرية المستمرة والتي تمليها الحاجة وتزايدت أعداد الحجاج، وهذا تؤكده الدراسات الميدانية التي توظف لها الدولة السعودية " مركز أبحاث الحج " والذي يعمل وفقا لدراسات متعمقة ويوظف الخبرات العالمية الواسعة لاستنتاج الحلول وفقاً للأسس الشرعية لتنفذ كمشاريع يشاهدها الحجاج ويستفيدون من خدماتها. فالحج وخدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة حيث قبلة المسلمين والمشاعر المقدسة، وفي المدينة المنورة حيث مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام فكل تلك الأماكن هي الشغل الشاغل للدولة منذ يومها الأول بل تظل هذه الخدمة هي الشرف الكبير الذي يتفاخر به السعوديون دائما ولا أدل على ذلك سوى أن يتسمى ملك البلاد بلقب خادم الحرمين الشريفين منذ أن أقر ذلك الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1406 هـ واتخذ الملك عبدالله بن عبدالعزيز نفس اللقب مواصلاً مسيرة خدمة الحرمين بالمزيد من المشاريع التوسعية والتطوير حيث دشن في رمضان الماضي مشروع أكبر توسعة للحرم المكي بإضافة مساحة 400 ألف متر لترتفع الطاقة الاستيعابية للحرم إلى 1.2 مليون مصلٍ وبحجم إنفاق إجمالي يصل إلى 130 مليار ريال. عموما نسأل الله أن يتقبل من الحجيج حجهم وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين مغفورا لهم وأن يوفق الجهود في بلادنا للمزيد من النجاحات لتأمين مواسم الحج دائماً بكل يسر وسهولة. ومن الجهود السعودية في خدمة الحجيج إلى جهود دولة قطر الحيثية لخدمة إخواننا في العروبة والوقوف معهم من أجل تحقيق رغبات شعوبهم في الخلاص من أنظمة الاستبداد. وكما أشرت في مقال الأسبوع الماضي حول الإجماع العربي والعالمي وتقديره للجهود القطرية التي حققت للشعب الليبي الخلاص من مرحلة الظلم والاستبداد والذي قدر دموع السيد عبدالرحمن شلقم مندوب نظام القذافي في الأمم المتحدة حينما بكى سعادته استدراراً للعطف الدولي الذي نسقت له دولة قطر استجابة لدموع الإخوة في ليبيا عموما، ولكن حين يقابل السيد شلقم تلك الوقفة القطرية الأخوية التي حققت أمنيته أو توافقت مع حساباته الذاتية أو المرحلية كما يرسمها شخصه بتنكر ويصنفها وفقا لمزاجيته الغريبة بالهيمنة القطرية على المجلس الانتقالي والتشكيك في عمليات جمع السلاح . وأقول واصفاً حديث شلقم بالمزاجية الغريبة كون الرجل دبلوماسياً مخضرماً يجيد انتقاء المفردات وصياغتها للتوفيق بين الدول أما أن يكون ناكراً للجميل القطري بهذه السرعة وبهذا الأسلوب الخالي تماماً من أصول الدبلوماسية ودموعه التي سقطت في رواق الأمم المتحدة لم تجف بعد، فهذا إحباط في شخصه، لأن انسجام الآراء الليبية عموماً وموافقتها على الدور القطري كان كثيفاً وقد يعارضه البعض ممن يملكون أجندات مخالفة لفكر المجلس الوطني الليبي بشأن الدور القطري فبحسابات الديمقراطية تظل المساحة للرأي الآخر متاحة ولكن حين يتحدث المرء بلسانين مختلفين تتجه إليه الأنظار بقوة بيد أن إخواننا في قطر من الذكاء في الفهم واستشراف الأفكار واستقراء النتائج مبكراً فلم يستغربوا حديث شلقم فهم مدركون حقيقة الأفعال والردود حولها. لذلك ستظل الجهود القطرية نحو ليبيا مستمرة بإخوة ومودة أسوة بمواقفها في كل الأزمات العربية. [email protected]

421

| 06 نوفمبر 2011

منهجية الدبلوماسية القطرية.. الهدف والنتائج

تفرض دينامكية الدبلوماسية القطرية المعاصرة نمطية متميزة في أدائها وتعاطيها الإقليمي والمحوري مع الأحداث وهو ما لا يتطلب من المتابع المزيد من دواعي التدقيق والتمحيص سوى العمق والحيادية في الاستقراء وصولاً لمستوى متقدم من الفهم لمجريات الأحداث الآنية والمحيطة وماهية الدور القطري فيها والذي لا يعد بأي حال سوى أنه إنساني جوهري متخصص تجيده قطر دون سواها تبعاً للنهج القطري الذي التزمت به الدولة هنا تجاه أمتها وعموم العالم منذ تولي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم , حيث رسم سموه ملامح جلية للنهج القطري تتسم بالشفافية والوضوح والعمل المخلص والذي سجل حضوراً فاعلاً في العديد من الأزمات والمواقف وحقق نجاحات متميزة في الأداء والأهداف ضمن الأطر الدولية وطموحاتها ولعل في خلاص الشعب الليبي العربي العريق بتاريخه وتضحياته من محنة الحكم المستبد الذي همش بلادهم عقودا طويلة وأدخلها في محن وأزمات عالمية متلاحقة هدرت كرامة الشعب وبددت ثرواته واغتصبت إرادته ففي نجاح الثورة الليبية وسقوط القذافي على أيدي الثوار شهادة نجاح لدبلوماسية قطر وحنكة ساستها في إدارة الأزمة والوقوف العلني مع رغبات الشعب الليبي الذي تراصت صفوفه وصمد للمواجهة بحزم فأنجبت ثورته عهداً جديداً يحمل مشروعاً حضارياً للأشقاء هناك بعيداً عن استحواذ الحكم وجبروته ونهب مقدرات الشعب وتبديد ثرواته لتواجه ليبيا مرحلة عصرية يتنسم فيها الشعب حريته ويمارس دوره الإنساني , وحيث تبنت دولة قطر مهمة العمل والمشاركة الفاعلة في صناعة القرار الدولي حول ليبيا إيمانا بمشروعية الهدف ولتحقيق الحرية والكرامة للأشقاء وحقن دماءهم وفقاً للقرارات الدولية والمشاركة أيضاً في جهود ذلك التبدل التاريخي الذي لم يكن مهمة سهلة سوى إن العمل المتقن والإرادة السامية والعلاقات الدولية المبنية على الصراحة والوضوح التي أتسمت بها الجهود القطرية مبكراً ودون تردد جيشت الجيوش ونسقت جهود التحالف الدولي لتحقق المهمة القطرية الهدف ولتظل قطر محورا إستراتيجيا يستهدف خيرية الأمة والخلاص من رموز الظلم والاستبداد التي تسقي شعوبها الويلات والمذلة , وفي حديث رئيس المجلس الانتقالي الليبي السيد مصطفى عبدالجليل في مؤتمر الأصدقاء من أجل ليبيا والذي قال فيه " إن دولة قطر التي سخرها الله لم يكن لها مطمح لمساعدتنا سوى ابتغاء وجه الله ومناصرة الشعب الليبي وكانت - حقيقة - خير معين لنا وشريكاً أساسياً وأولياً وفاعلاً لنا إذ أدارت المعركة من خلال اختيار نقاط القوة التي من شأنها الإطاحة بالقذافي خاصة وأنه لم يكن لدينا جيش منظم وكان القطريون يديرون المعركة على نحو استراتيجي " فهذا الوضوح في الإشادة والحديث عن دور قطر من رئيس المجلس الذي اعترف به العالم مبكراً كممثل للشعب الليبي لم يكن من أحاديث المجاملة التي يتداولها المؤتمرون حول طاولات النقاش بل كان شهادة للتاريخ لفعل استحق التقدير وجهد تحمل المهمة وتابعها بحكمة واقتدار دون بهرجة أو منة , وربما لذلك أوكلت جامعة الدول العربية لدولة قطر مهمة رئاسة اللجنة الوزارية العربية بشأن الأوضاع في سوريا ثقة في الدور القطري وقدرته على رسم خطوط الصراحة والوضوح أمام القيادة السورية للخروج من تلك الأزمة بما يحقق الفائدة لكل الأطراف وعلى نحو يقلل أولاً من خسائر الأرواح والإصابات ويحقق للشعب السوري مطالبه كما إن الدور القطري في المهمة نحو سوريا لم يكن جديداً فقد مارست قطر دور المصالحة وتحقيق الوفاق في أكثر من موقع عربي كما في لبنان للخروج من أزمته الرئاسية وكذلك في السودان , فـ قطر ترتكز في دبلوماسيتها على نهج الصراحة والوضوح مع كل الأطراف وهو بالمناسبة نمط لا يأخذ به الغالب من الساسة والمحاورين وربما يستغربونه أو يتعاملون معه بغير ذي فهم مما يوقفهم في منتصف الطريق مكتفين ربما بالنتائج الإعلامية أو ربما هناك هدف لتعليق القضايا واستثمار تمديدها إلا إن قطر رغم محدودية حجم الدولة كما أشار سمو الأمير ذات مرة في خطابه في جلسة تنصيب الرئيس اللبناني ميشيل سليمان إلا أنها تملك نفساً طويلاً وواثقا لمواجهة المهمات وروحاً تواقة إلى الإنجاز وتحقيق الأهداف السامية والمعلنة وهذا بالمناسبة قد يكون عسيراً على عصاة الفهم من الساسة والإعلاميين ممن لا يستقرئون مجمل الحيثيات ويبنون أراءهم وفقا للهوى النمطي ومزاجية التعاطي التقليدية مع الأحداث متناسين أن للعالم إيقاعا جديدا وأعلاما لا يحجب ما وراء الشمس لذلك كانت خطى قطر ودبلوماسيتها واثقة ماضية نحو أهدافها لا تلوى على شيء سوى الحق ونصرته . [email protected]

476

| 30 أكتوبر 2011

مفارقات شكل النهاية بين القذافي ومنصور

انيس منصور أثرى الثقافة العربية بفكره ومقتل القذافي عبرة للطغاةكان العالم يبتهج بسقوط أحد رموز الطغيان في العصر الحديث فقد رحل القذافي في نهاية مشابهة للديكتاتور الروماني نيكولاي تشاشيسكو الذي حكم رومانيا مابين عام 1965 م حتى 1989م حينما قامت ضده ثورة عارمة أنهت حكمه الطاغي واعدم هو وزوجته على مرأى العالم بعد محاكمة عسكرية دامت ساعتين فقط أدين فيها بجرائم كبرى ضد الإنسانية وضد بلده رومانيا فقتل الرجل بالرصاص والعالم يتابع المشهد عبر شاشات التلفزة , كانت الحادثة مرعبة لكل من في نفسه شك من حكام العالم أو من حكم شعبه بطريقة الظلم والاستبداد واستحواذ المقدرات إلا أن حالة النسيان يبدو أنها لا تصيب الأفراد فقط بل حتى الأنظمة والحكومات ينالها نصيب من ذلك فتقع في شرك الحالة ويتكرر المشهد بعد حين كما حدث الخميس الماضي للعقيد القذافي لتظل أعماله وخطبه ونياشينه وألقابه وحسناوات حرسه النسائي وكتابه الأخضر شواهد عليه ضمن الكثير من المواقف والأحداث التي لازمت 42 عاماً لحكمه الغريب في ليبيا , ومع نهاية القذافي سجل التاريخ أيضاً حدثاً أخر بوفاة الأديب العربي الكبير أنيس منصور صاحب القلم المميز الذي طرق عموم فنون الأدب وأثرى مكتبتنا العربية بسلسلة من الإبداعات التي ستبقى خالدة تحمل اسمه ونكهة الكتابة الخاصة التي لازمته حيث يقدم لقرائه بين سطور كتاباته المعلومة الجميلة بعد إن جاب العالم مابين شرقه وغربه وعرف عادات الكتاب العالميين فذاك يكتب واقفاً وأخر يكتب بحثالة فناجين القهوة وأعواد القش . كان الربيع ملتهباً في أكثر من عاصمة عربية أوصل بعض حكامها إلى نهايات متباينة في المشهد بينما كان في صدر منصور التهاب رئوي أوصله إلى القبر بعد 87 عاماً من الحضور كان جلها مميزاً على صفحات الصحف و زواياها بل كان للرجل قبول في كل الأوساط حتى بين الحكام فيما بعد مرحلة الرئيس جمال عبدالناصر التي أقصي فيها بعيداً عن حراك المنطقة بينما ظل شاهداً بقلمه على تلك المرحلة وشجونها بعدما قربه الرئيس السادات ومن بعده الرئيس مبارك الذي كان يوفده في مهمات سياسية عدة ويرافقه في زياراته الرسمية ليستفيد من رؤاه السياسية وحضوره بين أوساط الساسة فقد كان منصور يكتب ويقول ما يراه ويقتنع به فقط مهما كان لمن حوله من آراء بل كان لمنصور نكهة حضور في المجالس كامتداد لمزاجيته الخاصة في الحوار والكتابة والنوم والطعام أيضا فهو لا يأكل اللحوم أبداً كما يقول وقد علل ذلك أحد المتابعين له بقوله إن أنيس لا يأتي في أعراض الناس بالخوض فيما لا يحبون لذلك حرم لحومهم على جسده وحرم كل اللحوم الأخرى تبعاً لذلك , فيذكر أنيس انه رافق الرئيس مبارك في رحلة عمل للسعودية للقاء الملك فهد إبان فترة الغزو العراقي للكويت وقد أولم الملك لضيوفه مائدة ملكية فاخرة فظل منصور يمارس طقوسه الخاصة ويتلهى عن الأكل حتى انتبه إليه الملك فهد الذي مازحه بالسؤال عن السبب ليرد " تخيل جلالتك إن أظل جائعا على مائدتكم العامرة " فأشتهى منصور الجبن فقط حسب عادته لتحضر له عاجلاً عربة تحمل أصناف الجبن وأشكاله فأكل ملياً ورصد من خلال الموقف حدثاً سطره للقراء يحمل مضامين شتى تبرز فيها علاقة الأدب بالسياسة وأهمية تلك العلاقة لتبسط للعامة ماهية الحدث والحوار بين الساسة فكل مدونات منصور وكتاباته العديدة المطبوعة تفتح نافذة واسعة من الفهم للقراء عرب وأجانب عن سبل معاشهم وفلسفة حياتهم وعلاقاتهم كشعوب وأمم , مات أنيس منصور يوم الجمعة الماضي وسبقه بيوم إلى دار الأخرة الرئيس القذافي راسمين مفارقة عجيبة بين حالتين في المعاش وفي شكل النهاية ليظل خبر وفاتهما متزامناً فقط بينما لوفاة القذافي تبعات وأحداث خالدة تحمل لمن يسمح لفكره مطالعة العبرة واقتناص ما تحمله من مضامين فحركة الزمن مستمرة ويبقى التاريخ شاهداً , فرحم الله أنيس منصور وحفظ للشعب الليبي الشقيق مبادئ ثورته وقيمها التي تعاطفت معها شعوب العالم ودوله لتعود ليبيا إلى حياض الأمة والعالم دولة فاعلة بعيداً عن مؤامرات القتل وغياب السلطة العاقلة والعبرة لمن يعتبر طالما يبقي الربيع العربي ملتهباً في بعض عواصمنا [email protected]

977

| 23 أكتوبر 2011

زغاريد الفرح في بيوت أدمنت حزن المأتم

ألف رأس برجل واحد. موازنة عجيبة فلطالما تلكأت إسرائيل في إتمام صفقات مبادلات الأسرى السابقة مع الجانب الفلسطيني مقابل الإفراج عن أسيرها الثمين الذي أكدت حقيقة إطلاقه المتفق عليها أخيراً أنه فعلاً يعادل ألف رجل أو يزيدون وما سبق من تباطؤ إسرائيلي تجاه شراء حرية جلعاد شاليط يؤكد حقيقة أن هذا الجندي الفرنسي الأصل لا يمثل لهم بذاته أو إنسانيته شيئا. فربما تريث ساسة إسرائيل وصناع القرار فيها لموعد مناسب يُستغل فيها سياسياً رأس هذا الجندي الشهير وليجني الكيان بتحريره مكاسب شتى. فالعالم الملغوم بالميول نحو الحرص على سلامة إسرائيل سيثمن هذا الكرم العظيم للأمة اليهودية حين يكون رأس أحدهم بألف رأس من عدوهم وسيثمنون أيضا إنسانية الدولة العبرية وتسامحها الكبير حين تشرع أبواب سجونها ملياً إلى الخارج لمرور المئات من المجرمين حسب تقديرهم في دفعة واحدة مقدارها ألف رجل وأكثر. بل قد يتحدث راصد منهم بقوله انتبهوا أيها اليهود من غلظة العرب ووحشيتهم تجاهكم وتجاه شعبكم وأمتكم الموعودة وسيسطر بالأرقام أمامهم حجم القضايا الأمنية والمحكوميات بينما أنتم أيها اليهود لم تعتدوا دفاعاً عن النفس سوى برجل واحد فقط! أيضاً في هذا الصدد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه النتيجة هي الأفضل التي أمكن التوصل إليها في هذا الوقت بالذات. أي أن هناك جملة مكاسب إسرائيلية متحققة ومحسوبة من وراء الصفقة. فبداية هم بذلك يعطون الثقة للوسيط المصري في ظروفه السياسية الراهنة بعد أن ولى زمن مبارك ونظامه الصديق وأصبحت العديد من ملفات العلاقة بين البلدين على المحك خاصة اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين الجانبين. آما الأهم من المعطيات الإيجابية التي يجنيها الكيان من الصفقة في هذا الوقت بالذات كما قال نتنياهو فربما تحقق الصفقة إحراجاً للرئاسة الفلسطينية التي تقدمت مؤخراً بطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وأخذ رئيسها محمود عباس يجوب عواصم العالم بحثاً عن بعض التأييد الدولي لذلك الطلب الذي أزعج إسرائيل ومؤيديها الذين كثفوا دواعي الاتصال والتحشيد باتجاه رفضه فسمحت إسرائيل وفق حسابات متقنة لساستها لإعطاء مساحة في الواجهة لحركة حماس واستغلال ذلك في المزيد من جهود شق الصف الفلسطيني واللعب على وتر الشقاق بين الأطراف والذي استثمر طويلاً وحقق نتائج مرضية لإسرائيل تمثلت في تعطيل الكثير من بنود الاتفاق مع السلطة وإشغال الدوائر الفلسطينية والعربية عموماً بملف المصالحة بين تلك الأطراف وهذا في رأيي هو المكسب الأكبر للدهاء السياسي الإسرائيلي من وراء صفقة المبادلة تلك حين تأخذ حماس زمام المبادرة وتحقق مفاوضاتها الحرية لمئات من الفلسطينيين المحكومين بالسنوات الطوال في السجون الإسرائيلية ليعودوا إلى أطفالهم ونسائهم بجهود حماس وساستها. وحيث نبارك لكل أم فلسطينية ولكل طفل فلسطيني عودة سجنائهم إلى الحرية يبقى أن ننبه إلى ضرورة الوفاق الفلسطيني في هذه المرحلة بالذات فمثلما اعتبرت كل الفصائل الفلسطينية عملية التبادل إنجازا وطنيا هاما وقد قالت بذلك الدكتورة حنان عشراوي عضو منظمة التحرير كما قال بذلك فلسطينيون آخرون معتبرين أن هذا الحجم من السجناء والأسرى دلالة واضحة على صنوف المعاناة الإنسانية لعموم الفلسطينيين جراء احتلال أرضهم وقسرية التعامل والظلم المتنوع ضدهم وهي رسالة جلية للعالم ودوائره المعنية بحقوق الإنسان وكل الدول ليتبين لها صلف المحتل وتماديه ضد هذا الشعب الذي يبحث عن حريته ومجمل حقوقه التاريخية وهو ما يعزز مسوغات الانضمام إلى المنظمة الدولية والجلوس في قاعتها الأممية كدولة كاملة العضوية وفقا لكيانها وحدودها الدولية. وكما استثمر الفلسطينيون مناسبة الفرح بحرية أبنائهم يجب أن يستثمروا معنى الوفاق والعمل المشترك من أجل القضية مهما اختلفت الرؤى وتنوعت مسارات الجهود فهو يصب في مصلحة ذلك الشعب المظلوم فنقول للفلسطينيين اختلفوا في سبل العمل وشتتوا جهود المحتل وممارساته ودبلوماسيته واتفقوا على هدف واحد وهو مصلحة الوطن وحرية أبنائه واستثمروا المواقف والظروف لمصلحة ذلك الهدف. وتحية لحماس لهذا الجهد الذي أطلق زغاريد الفرح في بيوت لا يغيب عنها حزن المأتم. [email protected]

816

| 16 أكتوبر 2011

ردا على سؤال صغيري.. الوطن لكل أبنائه

طفلي الصغير "فارس 7 سنوات" فاجأني دفعة واحدة بعدة مطالب واستفسارات يوم الخميس الماضي , فبداية أعرب الصغير بلهجة متهدجة من خوفه من أحداث بلدة العوامية في محافظة القطيف شرق بلادنا السعودية طارحاً عدة أسئلة كان أهمها لماذا ! , أما من أين وصلته تلك المعلومة المرعبة وحيثياتها فقد كان جهازه " الآي باد " القديم نسبياً في عمر التقنيات بين يديه يبرز صور الحدث جلية مع سلسلة من التعليقات المطولة التي لا يفهم هو فحواها بسبب السن الصغير وبداياته في فك الحرف , أما الطلب الذي أبداه بغنج الطفولة فهو بالحرف الواحد " لازم أشتري أي باد مطور قبل يخلص فقد مات من صنعه أمس " وحقيقة لم أكن قد علمت حينها بوفاة السيد " ستيف جوبز " أو حتى من هو هذا الرجل الأسطورة في عالم البرمجيات وأجهزة التقنية الحديثة فذاك جهلي وربما أميتي ضمن جيل اعتاد غالبيته على نمطية خاصة بعيدة عن تقنيات العصر ومستجداتها المتلاحقة فكان الصمت وبعض الوعود مخرجي الوحيد من ذلك الموقف الذي لا يُكبد صرف بعض المال فقط بل يحمل من الحرج الكثير , فقد مات " ستيفن جوبز " ونعتهُ بحسرة كافة الأوساط حتى إن الرئيس الأمريكي أوباما قد قال عنه في بيان تأبيني " كان من بين أعظم المبتكرين الأمريكيين، شجاعاً بما يكفي للتفكير بطريقة مختلفة، وجسوراً بما يكفي ليؤمن بأن بإمكانه تغيير العالم ، وموهوباً بما يكفي لتحقيق ذلك " فبعد هذا النعت الرئاسي وكل ما قرأته عن الرجل وسيرته العملية وتحدياته الطويلة التي خلدت تفاحته المقضومة وأسهمت فعلياً في تغيير العالم لا أجد ما أقول سوى إن وفاته خسارة فعلية للعالم , فبارك الله فيك يا صغيري أنت وكل أطفال العالم ممن استطاعوا سريعاً استلهام معطيات عصرهم مؤملاً إن تكون كل تلك المنجزات العلمية التي أسهم فيها جوبز وغيره من العلماء معطيات خير تسهم في خير البشرية ونمائها بعيداً عن ويلات الحروب والتصادمات بين الأمم وحتى بين الشعوب ذاتها التي نلحظ في وقتنا الحاضر اختلافاتها والتشكيك فيما بينها لدرجة التقاتل الشرس ربما بسبب اختلافات الفكر والرؤى والامتعاض المشحون نحوها , فالقتلى هنا وهناك بالعشرات والمئات في الحروب والثورات بل وتُسخر تقنيات العصر غالباً في الحفز إلى المزيد من الشحن المتبادل نحو التواجه البغيض دون إن تكون كل المنجزات سبيلاً لسلام البشرية ورخاءها , أعود إلى خوف طفلي من أحدث العوامية التي دكت فكره الصغير وأقول " لا حول ولا قوة إلا بالله " فهي ابتلاء بالفتنة وخروج صريح عن مألوف معاشنا في بلد تتقاسم أطيافه مزايا العيش الكريم وسلسلة حريات تاريخية تنسجم مع ثقافة شعبه فيعبرون من خلالها عن رؤاهم ومطالبهم بعقلانية وهدوء بعيداً عن قنابل " المولوتوف " وطلقات الرصاص المكثفة وأعلام الدول الأجنبية وشعاراتها الحزبية لمهاجمة مركز للشرطة في بلدتهم يمثل شخصية البلد ونظامها لمجرد الاعتراض على تنفيذ مخالفات صريحة يعرف حقيقتها أولئك الثلة من المغرر بهم , لذلك كان بيان الداخلية السعودية سريعاً وشفافاً يوضح حقيقة الموقف ويعلن صراحة في سؤال ضمني للبيان عن ضرورة تحديد الولاء للوطن من سواه لتلك الثلة التي روعت البلاد وسجلت سابقة بغيضة بالنرجسية المسلحة وهي لا تحسب بالطبع كعنوان لعموم محيطها ودون إن تستقرى ميول الموقف الدولي والمنطقة تحديداً ومزايا المواطنة وتبعاتها خاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الماضي نحو الإصلاح بحزم متعددة ونوعية للعموم من المواطنين في مناطقهم وهويات فكرهم المتنوعة , بل كان من الأجدر صراحة لأولئك المهاجمين ومن ورائهم الأخذ في الحسبان تعداد الأغلبية والأقلية وميولها قبل المضي المتسرع لاستخدام لغة الرصاص والفوضى , فعقلاء العالم ودوائره المتابعة يمايزون بين موضوعية الطلب والامتعاض وأحقيته حين يكون هادفاً سلمياً وبين أن يكون السلاح هو لغته الأولى , عموماً تلك حالة وانتهت سريعاً في مسائها وظلت بلادنا آمنة مستقرة لا يلوي عموم مكونها من قيادة وشعب سوى إلى العمل والوفاق في وطن واحد , ويبقى للحدث وحيثياته انطباعات جديرة هي القيادة السعودية بثقة تاريخية للتعامل معها بمبدأ إن الوطن لكل أبنائه . [email protected]

417

| 09 أكتوبر 2011

منتدى الإعلام الخليجي.. دعوة لتأهيل الكوادر المحلية

تحدث الأستاذ جابر الحرمي عن معاناة الصحف أو الصحفيين تحديداً في منطقتنا الخليجية من الوصول إلى المعلومة الدقيقة والمفيدة للقارئ والمجتمع بشكل عام تلك المعلومة التي تسهم في معالجة الأزمات وتجذب المزيد من المستثمرين لاقتصادياتنا وذلك بسبب سلسلة من المعوقات أو عدم الاهتمام بالتعاون بمهنية مع الصحافة من قبل مؤسسات القطاع الخاص وكان رئيس التحرير يتحدث الأسبوع الماضي أمام حضور منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي 2011 والذي انعقد في مدينة الدمام السعودية مستعرضاً خبرات عقدين من الزمن ومراس مكثف عمقاً واتساعاً للصحافة وهمومها وتطلعاتها قضاها الأستاذ الحرمي في حرم صاحبة الجلالة, أيضاً اتفق متحدثو الجلسة والتي كانت الأخيرة في المنتدى الذي دشن فعالياته وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجه والأستاذ سلطان البازعي وهو رئيس تحرير سابق وإعلامي مخضرم في السعودية مع طرح الأستاذ الحرمي مؤكدين في ختام الجلسة على جانب مهم في مسيرة العمل الصحفي الخليجي متى ما أتيح له القيام بالدور المطلوب تجاه مجتمعات المنطقة وشعوبها وذلك بتأهيل الكادر البشري المحلي المتخصص ليكون للصحافة المحلية دورها في تنوير القارئ الخليجي ومساعدته على فهم مسارات العمل واكتشاف الأزمات مبكراً والمساعدة على تجنبها وحلها أيضاً وقد أكد المتحدثون في عبارة أضحكت الحضور "إن الجود من الموجود" في صحافتنا فليس هناك ثمة من هو متعمق أو متخصص في التحليل الاقتصادي سواء العالمي أو المحلي الملتصق بأسواق الطاقة من نفط وغاز وثقافتها المتنوعة في صحافتنا الخليجية المعتمدة على الخبر وتحليلات الآخرين وفقاً لثقافتهم وميولهم وقد استشهد البازعي لدلالة على هذا الجانب بموقف صادفه إبان زيارة أحد المسؤولين الأجانب لجريدته الذي سأل عن القسم الصحفي المختص بتحليلات النفط فيقول البازعي: لقد تهربت من خجل السؤال بالاعتذار بإجازة مسؤول القسم رغم أن مكاتب الجريدة التي رأس تحريرها لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات معدودة عن مركز أهم وأكبر شركات الطاقة في العالم وبذلك فتح البازعي أمام الحضور سؤالاً كبيراً وملحاً وربما مستمراً عن غياب المتخصصين في الاقتصاد وعموم مجالاته عن صحافتنا وإعلامنا مما يبقي حصيلة المتلقي هنا وكل المتابعين لاقتصادياتنا في خانة الرضا بالموجود وتلك معضلة تبقى مهمة الخروج منها في يد أصحاب القرار في دهاليز الصحافة لتأهيل المهتمين وإثراء حصيلتهم المعرفية والمهنية في هذا الجانب ليرقوا إلى مستوى المهنية المواكبة لحجم اقتصاديات المنطقة وحضورها المتصدر في أسواق الطاقة العالمية وحجم التنمية في دولها والزاخر بالمشاريع والاستثمارات العملاقة, فحقاً من المعيب أن تظل صحافتنا المحلية مرتكنة على الخبر أو التحليل المنقول الذي تغيب عنه وجهة النظر المحلية ويغيب عنه أيضاً ملمح الاستقراء المحلي الذي يغذي نهم المتلقي بالمفيد والنافع في إدارة شؤونه واستثماراته ولا أدل على ذلك سوى بالإشارة إلى ملامح الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة التي تلازم اقتصاديات العالم, فأين نحن منها وماذا تحمل لنا واقتصادياتنا في طياتها أم سنظل في مواجهة تبعاتها فقط دون فهم أو استرشاد محلي وذلك تساؤل يقرن بسؤال البحث عن المختصين ومستوى تأهيلهم للمهمة وهو ما نطرحه هنا أمام أصحاب القرار ونؤكد على ضرورة التأهيل فيه، أعود إلى أطروحة الأستاذ الحرمي المتمثلة في غياب وعي التفاعل مع الصحفيين وتغييب المعلومة عنهم من أصحاب القرار في الشركات المحلية الكبرى ممن لا يقتنعون بأهمية الشراكة والتواصل مع جهات الإعلام من أجل تحرير المعلومة أمام المتلقي خدمة للاقتصاد وتجاوزاً للأزمات بل ويلاحظ أحياناً استحداث العراقيل والمعطلات أمام المهمة الصحفية في رغبة القيام بدورها كما يجب خدمة للقارئ المحلي ومصداقية صحافة المنطقة وشفافيتها، وقد دلل الأستاذ الحرمي على الموقف بالعديد من الشواهد الحية التي يأمل من واقع خبراته ومراسه أن تعمم ثقافة التفاعل بين المعنيين في القطاع الخاص مع رجال الإعلام تحقيقاً لمرحلة أكثر حضورا ونهضة للإعلام الاقتصادي الخليجي. [email protected]

355

| 02 أكتوبر 2011

اليوم الوطني السعودي "وما آفة الأخبار إلا رواتها"

تحفنا في السعودية الآن أجواء الاحتفال باليوم الوطني الحادي والثمانين وهو ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية تحت هذا المسمى عام 1351 هـ بعد انقضاء مراحل التوحيد وضم المناطق والأقاليم على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في رحلة جهاد طويلة ولم تكن سهلة على الإطلاق بالمعنيين السياسي والعسكري والتي انطلقت من الكويت عام 1319هـ بفرقة قوامها أربعين رجلاً فقط لاسترداد الرياض عاصمة الدولة السعودية في مراحلها السابقة ثم الأحساء وحائل وعسير والحجاز بعد أن كانت دويلات متناثرة ومتناحرة يغلب على طابع الحياة فيها مظاهر الفقر والجهل وانحسار الأمن. وقد تجلت في ملامح الاحتفال هذا العام مشاعر الفرح الكبير بالمناسبة بين عموم المواطنين خلافاً للنمطية المعتادة للتعامل مع هذه الذكرى إثر تكثيف معنى الوطنية وتعميق مشاعر الانتماء للوطن المترامي الأطراف والمتعدد المذاهب والثقافات المتنوعة فكان مضمون رسالة المؤسسة الإعلامية الاستعراض الواقعي أمام المتلقي للمقارنة بين حالتين مرت بهما البلاد قبل وبعد التأسيس حيث تبدلت مظاهر الحياة وموجوداتها التي انتقل خلالها الإنسان السعودي إلى مقدمة الركب الحضاري العالمي بفضل ما توفر له من معطيات وفرتها الدولة خلال عمرها الزمني المحدود نسبياً مقارنة بعمر الدول والحضارات فشمل التحول كافة مقومات الحياة ومظاهرها بعد إن عانى الإنسان هنا كثيراً في أمنه وعموم معاشه. ويتزامن الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مع حملة الانتخابات البلدية الثانية في المدن والمناطق السعودية في تأكيد على مشاركة المواطن في صنع القرار إضافة إلى التوسع في مناقشات مجلس الشورى ضمن جملة الإصلاحات المتنوعة التي يقودها الملك السادس للبلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي نأى بالبلاد عن الكثير من الأزمات العالمية والمحلية والمتمثلة في تكثيف محاربة فلول الإرهاب وتعقب مصادره خاصة بعد تورط بعض المغرر بهم في أحداث إقليمية وعالمية كأحداث الحادي عشر من سبتمبر بل كان الملك عبدالله أكثر حصافة في الشأن الداخلي بتأسيس هيئة البيعة لضمان استمرارية مؤسسة الحكم وفق المحددات المتوافقة مع نهج الأسرة الحاكمة ومتطلبات الوطن والمواطنين وإنشاء مؤسسة لمكافحة الفساد وتوسيع فرص العمل أمام المواطنين وزيادة دخولهم حيث فاقت الزيادات التي نالها المواطنون إلى أكثر من 40 في المائة منذ توليه زمام الأمور في البلاد إضافة إلى الاهتمام بالإسكان ودخول الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي ضمن حزمة قرارات أعلنت بعد عودته حفظه الله من الرحلة العلاجية مطلع العام الحالي والتي تزامنت أيضاً مع وقفة عموم السعوديين وإفشالهم لحملات النيل من انتمائهم الوطني في تلك الثورة الساقطة التي أسميت " ثورة حنين "حيث تبدى للمواطنين ما يحاك ضدهم وضد بلادهم من مكر ودسائس مغرضة لا تنسجم أبداً وشعورهم الفكري المتوافق مع نهج الدولة منذ تأسيسها بتحكيم شرع الله وتطبيق سنن دين نبيه الكريم عليه السلام في كل مظاهر البلاد ومناشطها وكذلك ما نعموا به ضمن التحول في نمطية حياتهم ومكتسباتهم التي نقلت مشهد الحياة العامة من التخلف والجهل إلى مراتب متقدمة أهلت البلاد إلى دور ريادي عالمي ضمن مجموعة العشرين وبنمو اقتصادي يصل إلى 6.5 في المائة مع نمو حجم الناتج المحلي إلى 2.17 تريلون ريال لهذا العام. هذا إضافة إلى أن إحساس عموم المواطنين هنا بوحدتهم الفريدة والرائعة بعد الشتات وانعدام الأمن كذلك شعورهم بالدور المحوري والإسلامي الكبير لبلادهم باعتبارها حاضنة للحرمين وقبلة المسلمين التي شهدت مواقعها في العهد السعودي الحديث نقلات تاريخية وقياسية تمثلت في توسعات الحرمين وعموم مشاريع المشاعر المقدسة التي يفد إليها ملايين المسلمين كل عام بعد إن ظل الحج والسبيل إليه تحفه المشقة والمخافة. أيضاً تشمل الجهود الإصلاحية للملك عبدالله استيعاب الرأي الأخر وتوسيع مداه والعمل على إدراجه ضمن منظومة العمل العام في تأكيد على أحقية الجميع في الرأي والمشاركة ودون استثناء أو طبقية أو مذهبية فالكل سعوديون بضمانة الملك باعتباره ولياً لأمر الجميع فهو من يحث أمراء المناطق والوزراء على سماع صوت المواطن وفتح الأبواب أمامه وقضاء حوائجه دون منة أو تخاذل وهو من أوفد أكثر من 200 ألف طالب وطالبة للدراسة في أرقى الجامعات العالمية في القارات الخمس على نفقة الدولة مع توسع عدد الجامعات الداخلية لأكثر من 30 جامعة وهو من فتح أمام الإعلام مجالاً أوسع للتعبير وحرية الكلمة والرأي بل وكتب في صدر مجلسه الذي يستقبل فيه عموم مواطنوه عبارة تقول " وما آفة الأخبار إلا رواتها " في تأكيد على رحابة صدره لسماع الجميع بمصداقية وود وليقطع الطريق أمام مروجي الإشاعات والفتن وليؤكد إن البلاد ماضية نحو الإصلاح والقيام بدورها ووفق عقيدتها ونهجها تجاه الجميع مواطنون وأخوة في العروبة والعقيدة بالتعاون والمحبة والصدق من الجميع مهما روج المروجون ومهما تناقلت آلات الكذب عن البلاد من دسائس وأقاويل باطلة وهو أيضاً من صان جناب العلم والعلماء بمنع وتجريم الإساءة أو النيل منهم. ومع مجمل ما تقدم كان السعوديون يحتفلون بيومهم الوطني هذا العام أكثر حباً لوطنهم وقائدهم وأكثر تأكيداً للمضي نحو المستقبل بلحمة واحدة وفريدة. [email protected]

435

| 25 سبتمبر 2011

"الباب العالي" دور إقليمي جديد رغم ذاكرة الماضي

بعض شواهد العهد العثماني أو الدولة التركية الشاسعة بطرابيشها الحمر لا تزال شاخصة في محيطنا العربي حيث امتد نفوذ الدولة واسعا في مختلف الأرجاء فلا نزال نرى الهلال في مآذن المساجد كما في مسجد محمد علي باشا في قلعة صلاح الدين في القاهرة والرواق العثماني في الحرم المكي وأثار قطار الحجاز الممتد من دمشق إلى المدينة المنورة وغيرها من الشواهد في مدننا العربية إضافة إلى القليل من التأثير في ثقافة الناس ومفردات يومياتهم دون إن تتغلغل الثقافة العثمانية بشكل بارز ومعمق في ملامح المجتمعات المحلية المختلفة التي امتدت عليها سيادة الباب العالي لقرون طويلة ودون أن يكون للحضور العثماني ذلك العمق في التأثير المباشر في الحياة العامة لسكان المستعمرات ربما لانشغال أواخر الحكم العثماني بالعسكرة وتأكيد بسط النفوذ واستمراره أمام محاولات بعض المحليات بدوافع ذاتية لاستعادة الملمح العربي وثقافته إلى مجتمعاتهم التي ظلت تعاني أمنياً واقتصادياً من النكوص والتخلف إضافة إلى غياب الثقافة والتعليم ومقومات الحياة الأساسية خاصة في الأطراف البعيدة والنائية عن مركزها في إسطنبول المنعم بالفخامة والقصور الفارهة لساكنيها من الحكام ومعاونيهم وكما في الألوية الرئيسية للدولة فكان غياب مثل تلك المقومات الأساسية والبسيطة وظهور الترف المركزي إلى جانب بطش العسكر وسطوتهم السبب في هشاشة الدولة وتلاشيها. وكما يقول ابن خلدون في مقدمته في تشخيص حال الدول برؤية اجتماعية محضة " إذا استحكمت طبيعة الملك من الانفراد بالمجد وحصول الترف والدعة أقبلت الدولة على الهرم " كما يقول أيضا "إن الدول يفنيها شيئان منهما مطالبة الأطراف " فقد بدت حركات التمرد أو الانعتاق من نفوذ الإمبراطورية العجوز إضافة إلى أن هناك حركات متقنة تمدها الأفكار الغربية وتشعل بين شخوصها حماسة الخلاص من النفوذ العثماني المناهض للمخططات الغربية تحت مسميات ومحاولات عدة منها الثورة العربية ومحاولات الصهيونية المستميتة لقيام دولة اليهود المزعومة في أرض فلسطين واستغلال تلك المحاولات لمشهد الوضع المتهالك للدولة. أنا أكتب تلك المشاهدات ليس استنتاجا من بطون الكتب بل رصد لأثر متواتر نقله لنا الآباء والأجداد هنا في منطقة الخليج العربي ممن عايشوا امتداد النفوذ التركي المتعاقب والمنتهى مع بدايات القرن التاسع عشر حيث كان السلطان عبدالحميد آخر سلاطين الدولة العثمانية فرغم محاولاته لوقوف أمام مد التغيير وانفلات الأمور إلا أن مجريات الأحداث حملت الدولة إلى النهاية وفق ما برز من علامات الانحدار فيذكر لنا الأجداد هنا كيف تعايشوا مع الفراغ الأمني والعسر الاقتصادي وغلبة الجهل وبدائية العيش وفي السياق ذاته يذكر الأستاذ خالد البسام في كتابه المترجم " القوافل " والذي ينقل فيه إلى العربية يوميات المبشر زويمر في مدن المنطقة التي زارها ضمن فريق الإرسالية الأمريكية في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر ومن خلال قصص أولئك المبشرين ظهر أن عدداً منهم كان على علم بطبيعة البلاد التي سيزورونها، حيث القبائل المتحاربة في ظلّ سلطنة عثمانية آخذة في التآكل، وتفشي الأميّة، وغياب الرعاية الصحية. وهذا ما يؤكد أن أحوال الناس في أطراف الدولة العثمانية كانت نهشا للظروف الصعبة ومحاولات التبشير رغم أن أبرز ما قدمه العثمانيون الوقوف أمام المد التبشيري وصيانة عقيدة الأمة. والآن بعد التحولات التاريخية في منهجية الفكر العثماني وانتهاج فكر العلمنة وصياغة الدولة وفق محددات العصر الحديث وأنموذجه الغربي وتلكؤ الغرب الأوروبي في قبول تركيا ضمن منظومته كعضو كامل نشاهد يد السيد أردوغان تمتد إلى العرب ويحضر إلى جامعتهم ويزور الدول الثائرة ويتبنى مهام الحماية والدعم للشعوب كما في سوريا وغزة في ظروف عالمية صعبة وأزمات محلية ثورية وجدت فيها تركيا تجديد دور الحارس القديم ورغم تباين الرأي بين القبول والرفض حول الفكرة التركية للمرحلة القادمة والحضور الممنهج لدورها أمام تيارات متنافسة كالجار الفارسي الذي يحمل أجندة مغايرة للمنهج التركي المقبول لدى الغالبية. فالحضور التركي الآن وتواصله مع مؤسساتنا العربية ورموز الحكم العربي محل ترحيب شعبي عارم بين الناس كما يظهر في وسائل الاتصال والإعلام الحديث حيث التمجيد بخطوات أردوغان الذي زار الصومال في محنة جوع أهلها وزار مصر وتونس ومؤخراً ليبيا وربما يزور غزة أو تسبقه سفن الحرية مرة أخرى إلى هناك ومع تذكرنا لحالة التهميش التاريخي لأطراف الدولة العثمانية وسكانها وفق المشاهد والمنقول فهل نعول كثيراً على صيغة تعاونية مع الباب العالي في ثوبه الديمقراطي الجديد وحضوره العالمي كقوة إقليمية ذات علاقات مؤثرة أم أن بين السطور ما لم يقال؟[email protected]

391

| 18 سبتمبر 2011

فرحة القطريين بعطاء الأمير.. كما ترصد في الإحساء

ربما بحكم القرب والمعايشة نظل نحن في الإحساء أكثر من يرصد فرحة الأخوة القطريين بالعطاء السامي الكريم من سمو أميرهم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عندما أصدر سمو ولي عهده الشيخ تميم بن حمد مراسيم العلاوات المالية الضخمة على رواتب المدنيين والعسكريين في الدولة ليظل القطريون الأكثر دخولاً بين أشقائهم في دول الخليج بل والعالم أجمع وفقاً لنسب الزيادة المقررة في قرار مساء الثلاثاء الماضي والذي أحال مشاهد بيوتهم ومجالسهم المميزة برجالها ومرتاديها إلى لحظات أعراس عامة وابتهاج يوازي نسب الزيادات القياسية أو يفوقها. فالفرحة بالقرار وما جلبه إلى جيوب القطريين من سعة كانت قياسية أيضا استلهم فيها الجميع مدى حرص القيادة في العمل على إسعادهم وراحتهم وإشراكهم في ناتج خيرات هذه الأرض المباركة التي تطال الآن القاصي والداني بل تنشغل القيادة الكريمة فيها بهموم شعوب الأمة وتعمل جاهدة من منطلق مسؤولياتها التاريخية على الوقوف مع الشعوب ونصرتها بالموقف والقرار والمدد الخير. فليس ببعيد الموقف القطري الشهم والمميز تجاه أخوتنا في ليبيا وكذلك كان لسمو أمير البلاد تصريح جريء تجاه الأحداث في سوريا ناهيك عن الموقف تجاه قضية العرب الأولى في فلسطين حيث الدعم المكثف والمباشر لطلب انضمام الدولة الفلسطينية للأمم المتحدة وإعلانها دولة ذات سيادة. أيضا كان لقطر في السودان موقف تاريخي وطويل حيث لم تتوان القيادة هنا عن العمل لصناعة السلام الدائم لأشقائنا السودانيين لحل قضية دارفور كما في لبنان موقف وفي جزر القمر موقف. ومع ذلك توجه الاهتمام بأقصى حجمه إلى المواطن القطري شريك المهمات والمواقف مع قيادته فكالت له القيادة أجزل العطاء وصاغت بذلك أجمل معاني الوفاء المباشر إلى جانب حجم التنمية العملاقة والمتنوعة التي يشاهدها الجميع على كل شبر من أرض قطر حيث العمران والتطور بمستويات عالمية في مجالات الصحة والتعليم وغيرها وحضور دولة قطر في مقدمة دول صناعة الغاز ومشتقاته. فشعب قطر أهل للعطاء والوفاء بصبرهم التاريخي ومواقفهم مع قيادتهم فما بارحو الأرض التي مرت بظروف قاسية وتعايشوا مع قليلها بجهدهم فنالوا بالصبر وفاء القيادة وأجزل أعطياتها إذ لم تبخل عليهم دائما منذ أن تولى سمو الشيخ حمد مقاليد الحكم. إن أبلغ اهتمامات سموه رفع راية قطر عالياً بيد القطريين وفي كل المواقع والمناسبات وهم فخورون بوطنهم وعطائه الكبير لهم في ظروف عالمية تعيد فيها كبرى اقتصاديات العالم حساباتها تحوطاً من أزمات مالية كبرى تلوح بها الأفاق وأرقام الأسواق والمبادلات التجارية العالمية. وفي جانب آخر ومهم ينعم القطريون في بلادهم بالأمن والاستقرار الكبير في حين تصارع شعوب أخرى بل وتموت دون كرامتها وسعيها لقليل من رغيف العيش لها في حين أن الإنسان القطري سيكون في باله حسابات خاصة مملوءة بالفخر والاعتزاز إثر بحبوحة العيش التي توفر له هنا وتظل جلية على محياه أينما حل أو ذهب ليكون بذلك سمو أمير البلاد قد حقق جزءا من آمال فكره الناصع تجاه الإنسان هنا. أعود إلى الإحساء المنطقة السعودية الأقرب إلى قطر حيث يعايشنا أخوتنا في قطر معايشة يومية إثر عرى التواصل الكبير والدائم معهم فنلمس مستوى الرخاء في حياتهم حيث يشكلون قوة شرائية كبيرة في أسواقنا المحلية ويشاركوننا نسيجنا الاجتماعي بصورة فاعلة ومميزة توافقاً مع اللحمة الخليجية الواحدة. فنبارك لكل قطري هذا الاهتمام والعطاء والذي بلا شك يزيده حرصاً على المزيد من المحبة والولاء للوطن وقيادته ومثلما كان المواطن شريكاً فيما تحقق من دواعي الرخاء والتنمية فهو مسؤول للحفاظ على هذه المكتسبات التاريخية والمتميزة بالعمل على إثرائها بالمزيد من العمل الناجح والمكثف لتحقيق منجزات قطرية أكبر. [email protected]

475

| 11 سبتمبر 2011

عمل سيدات الخليج من منزلهن.. الممكن والمطلوب

يعزو البعض في قيام الثورات العربية إلى حالة من الإحباط المرتبط بتدني الحالة المعيشية وقلة فرص العمل في أنظمتنا الاقتصادية العربية متكاملة أو منفردة وبالتالي عدم إمكانية تحقيق الذات أو الوصول إلى أهم المتطلبات الإنسانية وأساسياتها لشريحة كبيرة من أبناء تلك المجتمعات " رجال ونساء " لذلك كانت الشوارع والميادين تكتظ بمثل هؤلاء المحبطين والذين تتعالى أصواتهم جنباً إلى جنب مع ذوي المطالب السياسية وأصحاب الأجندات المعلنة والمبطنة وراكبي الثورات ومستغليها, أو ليس الشرارة الأولى في ثورات العرب المعاصرة كانت عربة خضار التونسي محمد البوعزيزي ومن أسبابها وتبعاتها يعتبر المعتبرون إن كانت لهم بصيرة في الأمر حتى لا يعلو الموج على القارب فتستغل حاجة الناس وظروفهم فيما هو أكبر للنحو بالدول إلى منزلقات خطيرة لا ينجو من تبعاتها غني أو فقير , ومؤخراً أصدرت مؤسسة " أكسفورد إستراتيجيك كونسالتينغ " نتائج دراسة بحثية خاصة بعمل المرأة في منطقة دولنا الخليجية التي تمثل المرأة فيها نسبة 48 في المائة من تعداد السكان الأصليين وبحجم اقتصاد يبلغ حجم ناتجه الإجمالي 1210 مليار دولار سنوياً ويستقطب أعداد غفيرة من العمالة الأجنبية الوافدة من مختلف أصقاع العالم وبنسبة تفوق الـ 70 في المائة من تعداد السكان في بعض دولنا بينما لا تزال بعض بناتنا يبحثن عن العمل وتحقيق الذات ولا يجدن لرغباتهن تلك الفرصة أو التجاوب المتناسق مع أعدادهن ويمكن أيضاً احتسابهن طاقة عمل معطلة أو مهدرة إذا ما تكلمنا عن حجم ما يبذل لأجلهن من التأهيل والتعليم, ومع أنني لا أعرف سبب تلك الدراسة البحثية المشار إليها أو الجهة الممولة لها إلا أنه من محصلة نتائجها يبدو أن في الأمر الكثير من الجدية المحلية للمضي نحو استغلال طاقة العمل الضخمة والمؤهلة من النساء خاصة أن الدراسة أشارت إلى تفوق الحصيلة المعرفية والدراسية للسيدات الخليجيات والذي يرجع لاهتمام دول المنطقة بتعليم الإناث أسوة بالذكور وعليه تبشرهن الدراسة بوجود أكثر من مليوني فرصة عمل ستكون متاحة أمام سيداتنا في الخليج إذا ما رغبن العمل من منازلهن دون هم ركوب السيارة أو خوف الاختلاط أو حتى تبديد الأموال على مساحيق التجميل وأزياء العمل وماركات الشنط والساعات وهو ما يوفر الكثير من المال لاقتصادياتنا حسب الدراسة التي أعُدت في لندن وشارك فيها عدد من الأكاديميين الخليجيين إلى جانب أسماء عالمية شهيرة في مجال الدراسات البحثية أمثال البروفيسور " كريس رولي " وتنص بعض نتائجها على الآتي: " العمل من المنزل يعد الاستجابة العملية لإشراك المرأة الخليجية في القوى العاملة الوطنية، مما يسهم في دعم الاقتصادات المحلية وزيادة معدلات التوطين " ومع أن روح العمل ونكهته عند البعض مرتبطة بالخروج وتبديل أجواء المنزل والتعارف مع الأخريات وإغاظة النساء أحيانا لبعضهن بالملابس والإكسسوارات وعموم الاستعراضات إلا أن فكرة الدراسة تستهدف سد الحاجة الأساسية والآخذة بالتفاقم على نحو ينذر بكارثة فيما لو أهمل أكثر, وبالتأكيد نحن تفرحنا كل بشائر الخير أن قصدت سيدة أو رجل أو عموم اقتصادنا بل أجد من الأجدر التأكيد على ضرورة تطبيق مثل تلك الدراسات خاصة وأنها تحقق حلولا مزدوجة من جانب توفير فرص عمل أكثر للمرأة وبالدخل المناسب الذي يسد الحاجة ويحقق الذات ويوفر المستلزمات الأساسية لها وفي أجواء خاصة وذاتية تؤمن الحشمة والخصوصية وفقا لنمطية السلوك الاجتماعي ومحدداته السائدة في المنطقة, أيضاً قد يسهم مثل هذا النوع من طبيعة العمل التوافقي في تقليل الاعتماد على عاملات المنازل الأجنبيات واللاتي لا تخلو غالبية بيوتنا الخليجية منهن وأحياناً بأعداد كبيرة مع سلسلة من المشاكل المتنوعة والكبيرة التي يقود بعضها إلى أنواع من القطيعة والضغينة بين الشعوب كما هي الحال في أزمة عاملات المنازل في السعودية والتي وصلت كلفة استقدام الواحدة منهن إلى أكثر من 5 آلاف دولار. أعود إلى الدراسة أعلاه والتي لم تطرح تفصيلاً لطبيعة الأعمال الممكن إدارتها وتنفيذها من قبل السيدات في المنازل إلا أني أجد في ذات الفكرة نوعا من العزم على توسيع المشاركة وعرض الممكن من الحلول والعمل على تبني المستطاع منها والمتوافق مع طبيعة مجتمعاتنا وهو بلا شك نهج طيب بدلاً من انتظار الأزمات وتصاعدها إلى نحو يفضي إلى انفلات زمام الأمور وركوب موجات الاحتجاج والثورات بما فيها من تداخلات واختلاط الحابل بالنابل . [email protected]

364

| 04 سبتمبر 2011

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3675

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2187

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2085

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1290

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

936

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

936

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

897

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

876

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

867

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

750

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الانتخابات العراقية ومعركة الشرعية القادمة

تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...

705

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
التعلم بالقيم قبل الكتب: التجربة اليابانية نموذجًا

لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...

681

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية