رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
جدلية الاستقراء المتحفز للمستقبل لا تتكئ أبدا في غالبها على تنبؤات التنجيم والتكهن المقرون بطلاسم دارسة تقطعت جذوة أوراقها وطمس الوقت معالم أحبارها لتأكيد إسقاطها على واقع الناس ومستقبل حياتهم. بل هناك مناهج علمية وشواهد ملموسة مليئة بالثقة والواقعية يمكن من خلالها استشراف المستقبل وتحديد معالمه فيما لو استنبطت نتائج تلك المناهج بعقلانية صافية وحيادية مطلقة " فالشمس لا تغطى بغربال " كما في مختلف الثقافات العالمية بل تبرز الحقائق جلية دائما لكل ذي بصيرة يعنيه فهم ما حوله ليرسم به برنامج عمل لغده دون استهانة بالنتائج وما تفرضه سبل معالجتها. وهنا مكمن الخلل ومحفز الفوضى حيث التضاد في سلوكيات المجتمعات مابين الواقع والقرار وهو ما تكرس فعلا في واقعنا العربي وبدا بارزا مؤخرا حيث الاستهانة بالمؤشرات والظواهر الملموسة واستبعاد مراس العامة وثقافتهم من إمكانية التأثير على مجريات النخبة وأبراجهم العالية. لن أشط بكم كثيرا بالتنظير اللفظي بل أسوق لكم تجربة عايشتها عن قرب حينما كنت أحضر المنتدى الرابع للشباب العربي الذي التأم لأطروحاته مئات من الشباب العربي في مكتبة الإسكندرية في بدايات العام 2009م وتضمنت محاوره الحديث حول هوية الشباب العربي وكيف تتشكل ثقافتهم في عصر العولمة وأدواتها من " فيس بوك ويوتيوب " والتحديات الرقمية المتنوعة التي تغذي ثقافة جيل الشباب والعربي خاصة والمتكئة على موروث قيمي غزير وعزيز أيضا. فقد ذهبت إلى الإسكندرية في موسمها البارد آنذاك أحمل قراءة باردة! أيضا عن أطروحات ذلك المنتدى الساخن الذي بددت نقاشاته برودة الأجواء وحملت الحضور إلى موقع المواجهة مباشرة مع ملامح التغيير القادم في جيوسياسية المنطقة وأدواته المتاحة بين أنامل الجيل الذي صنع التغيير فعلا كما نعيش اليوم في واقعنا العربي حيث الثورات المتتالية وإصرار الشعوب على استجلاب " الربيع العربي " حتى ولو لم تفرضه قوى الهيمنة العالمية وسطوتها. فالواقع الملموس الآن هنا وهناك في عواصمنا العربية لم يكن كهانة أو نبوءة واثقة بل قدمه البعض من الشباب الحضور كنتيجة حتمية للكثير من الشواهد الملازمة لواقعنا فقد تحدثت وجوه "شابة يافعة عن ذلك دون أن تحمل سوى رؤيتها الذاتية بعيدا عن الألقاب الأكاديمية والاملاءات السياسية ودسائس الأعداء " تحدثوا خلف ميكرفونات المنتدى ومنصة الجلسات وأحيانا في ردهات المكتبة وأمسيات التجمع في معسكر أبي قير فقالوا إن التغيير قادم دون أن يحددوا تاريخه أو شكله أو مكانه سوى أن الأدوات كانت مهيأة لفهم عربي جديد للواقع ولطبيعة الحقوق المطلوبة التي تعدت الرغبة في وظيفة هنا أو في مستوى المعيشة المتميز لفلان دون الآخر فقد كانت ليالي الإسكندرية صاخبة آنذاك بصوت أمواج المتوسط وأحلام الواقع التي حملوها إلى منتداهم في المكتبة من كل أقطار العرب فلم يخططوا خلسة لواقع اليوم بل أعلنوه كنتيجة عملية للممارسات المتضادة مع هوية الجيل وأدواته وظلت نتائج هذا المنتدى وغيره من المنتديات والأصوات عصية على الفهم أو حتى مجرد الاستماع لها في غرف القرار فهو " مؤتمر والسلام " وكأنما أحبط الساسة العرب من اجتماعاتهم ومؤتمراتهم المتكررة التي فقدوا الثقة فيها وظلت تحسب فقط كسياحة سياسية لهم هنا أو هناك مع صيغ متكررة في بياناتها الختامية المليئة بمفردات الشجب والتنديد ودون أن تحمل فعلا يحسب للتاريخ. وخلاصة ما يمكن قوله هنا إن العرب لا يزالون يملكون الطاقة والقدرة على فهم الواقع والمستقبل أيضا كما أن جيل الشباب قادر على استيعاب ما حوله وقادر أيضا على صياغة مستقبله وهو ما يفرض الالتفاتة العملية من صناع القرار لاستثمار هذه الطاقات ولتعديل الكثير من المسارات وفق هذا الواقع قبل أن يمضي الوقت نحو ما لا يستحب للأمة. أعود بكم إلى قراءتي لأطروحات المنتدى والتي نعتها أنفا بالباردة فقد اجتهدت في رص الأرقام بطريقة إعلامية لأفتخر فقط بكم المستخدمين الكبير بيننا للإنترنت وأدواته وأفتخر أيضا بحجم قدرتنا على حجب المواقع الموبوءة والتأكيد على ضرورة الحجب واستمراريته دون أن أتبين حقيقة لما يمكن أن تفعله حتى الصفحات المتاحة من بلورة فهم جديد يستطيع أن يغير ما لم تغيره الحروب والثورات، فذاك جهلي بينما شبابنا العربي بالتأكيد قد تجاوز رصد الأفعال إلى الأفعال ذاتها والكبيرة منها تحديدا تلك التي تغير مجرى التاريخ وترسم للمستقبل ملامح جديدة[email protected]
380
| 29 مايو 2011
بعيداً عن أجواء الحروب وثورات الشعوب العربية ومشاغبات إيران الإقليمية وخطاب الرئيس أوباما الأخير والذي أسمي "بالربيع العربي " فربما لن يأتي بعده سوى الصيف وصيف العرب دائماً ساخن كمشاعرهم الملتهبة باللوعة أحياناً والقهر أحياناً أخرى. عموماً خطاب كهذا وفي هذه المرحلة بالذات يحتاج إلى قراءة وتأني دقيقين لفهم مضمونه وانعكاساته كبرنامج عمل مستقبلي للإدارة الأمريكية بشأن الشرق الأوسط. وحيث قلت لكم في صدر هذا المقال " بعيداً عن أجواء الحروب " سأظل ملتزما بهذا البعد لأدعوكم إلى منزلي حيث تنشب في أجوائه حالة جدلية كصورة مصغرة للجدل العام في بلادنا أو أن هذه الحالة الآن في معظم البيوت السعودية. فأختكم أم فهد " عليمية " سواقة للسيارات والتي تعلمتها خلسة في البراري والأجواء البعيدة عن أنظار الناس حيث لا يزال مشهد السيدات خلف مقود القيادة مثير للانتباه لنا ويشد الأنظار إليه حتى في الدول الأخرى التي تسمح للمرأة بالقيادة ناهيك عن بلادنا السعودية التي لم يسبق للأنظمة فيها بتصريح القيادة أو استصدار الرخص لهن ورغم التعاطي كثيراً الآن مع هذه الأطروحة وتكثيف الحديث حولها بالمطالبات والحملات الإلكترونية وما سبق إن سجل من خروج علني في العاصمة الرياض للمطالبة بقيادة المرأة للسيارة والحوادث المميتة التي رُصدت للفت النظر إلى هذا الجانب المهم الذي يعتبره البعض ضمن أولويات حقوق المرأة. ومع ذلك فـ أم فهد كسيدة من بين 8 ملايين سيدة سعودية تعبر عن رفضها القاطع لهذا الحق أو المهمة والتي ستفتح أبوابا من الذرائع وتجلب الكثير من المشاكل المتنوعة حسب رأيها فهي تفضل البقاء في مقعد الراكبة خلف السائق الأجنبي تصدر له الأوامر للاتجاه يمينا أو يسارا دون أن تكلف نفسها عناء الاهتمام بالسيارة أو البحث عن المواقف أو غيرها من هموم القيادة التي تزعجنا حتى نحن الرجال. ومع امتعاضي لهذا الرأي المكلف مادياً لي كزوج وربما لكل الأزواج والآباء ممن يتحملون تبعات استقدام السائقين وتكاليف رواتبهم وضيق خلق الغالبية منهم حيث وصل تعداد السائقين الأجانب في المملكة قرابة 500 ألف سائق يسطرون بخدماتهم للأسر ما الله به عليم من القضايا والمشاكل كذلك يُعبر رأي أم فهد ومثلها الكثيرات أو السواد الأعظم إن صح التعبير عن محاولة قد تحسب متأخرة للسباحة عكس التيار بعد أن علا الموج وكثرت المطالبات التي تراهن على سمو أخلاقيات المجتمع وحصانته واعتبار مشاهد الإزعاج المتوقعة في البداية حالة مرهونة بالتغيير كما أن البعض من سيدات المجتمع قد تركُن إلى استقدام سائقة من بنات جنسها بدلاً من السائق لتأكيد عدم قدرتهن الذاتية على المواجهة في بداياتها لذلك يكثفن المطالبة أملاً في صدور هذا القرار الصعب للسماح لهن بالقيادة وترك باقي الأمور للأيام ومجرياتها لمعالجة ما يمكن من إفرازات ومستجدات الحالة. فهذا الجدل العام والقديم بين الرفض والقبول حل في بيتنا فأم فهد تعتبره كغيرها ضمن أجندات الغزو الموجهة لمبادئ وقيم مجتمعنا فهو دعوة صريحة للخروج عن مألوف محددات ظهور المرأة وذريعة كبرى لنزع الحجاب وتعميق فرص الاختلاط ونشر دواعيه فقيادة المرأة للسيارة تستلزم مدارس تعليم قيادة مختلطة وكذلك أقسام مرور مختلطة وشوارع مختلطة أيضا. وفي ظل رفض عام لفكرة قيادة المرأة في السعودية وتبرير ذلك بالحجج الشرعية غير المباشرة نصاً واتهام الداعين لها بـ " العلمنة " وجر المجتمع إلى مالا ينبغي فهناك الآن حراك جاد عبر تقنيات الاتصال المتعددة لفرض المشهد في الشارع من خلال الدعوة التي وجهتها بعض السيدات للجلوس خلف مقاعد قيادة السيارات يوم 17 يونيو المقبل في المدن الرئيسية في السعودية. والسؤال الملح هنا من سيفرض رأيه حيال هذه الحالة إن كتب لها الظهور هل هن العدد القليل من السيدات الراغبات في القيادة لإحراج السلطة لعدم وجود نص صريح بالمنع أم سيكون لمد القيم وسمات المحافظة التي ترتكن إلى ثقافة المجتمع وحصيله الفكري المكثف لإبقاء السيدات في المقعد الخلفي. أعتقد ومن خلال خبرة مباشرة بالعقلية المحلية وموروثها إن حملة 17 يونيو لن تتعدى حجم الزوبعة في الفنجان رغم ما كثف لها من إعلام عالمي موسع ربما للظروف المرحلية التي تحتاج فيها المؤسسة الرسمية إلى التعاضد مع المؤسسة الدينية المؤثرة بقوة في بناء ثقافة المجتمع وتحديد ميوله وفق محددات شرعية لا يقبل العامة سوى التوافق معها والأخذ برأيها باعتبارها الملمح الأبرز لشخصية المجتمع وعليه سيترك الأمر لأولياء الأمور لتقييم خروج حرماتهن إلى الشارع وهو الأمر الذي لا يراهن عليه اثنان حتى وإن خالف بعض القناعة لديهم لذلك أختكم أم فهد أخذت الموضوع من قاصرة وكفتني شر المواجهة معها واصفة صاحبات حملة 17 يونيو بالمتسرعات[email protected]
385
| 22 مايو 2011
رغم غضبة جل نساء الخليج وخوفهن من التقارب الاجتماعي مع المملكة المغربية تحديداً إثر إعلان الدعوة او الموافقة على طلب انضمام مملكتي الأردن والمغرب لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي حسب إعلان القمة الخليجية التشاورية الثلاثاء الماضي في الرياض إلا إن هذا الخبر سواء كان دعوة للمملكتين أو طلبا منهما فقد غلب مجمل ما تناوله قادة الخليج في اجتماعهم وتصدر الخبر عناوين الصحف والنشرات الإخبارية العالمية وحصد من التحليل والتعليقات التفاعلية الكثير من الاهتمام لما فيه من تحول كبير في مفهوم بناء التكتلات العربية وتوقيتها وفق منظور تكاملي معمق في مجالات السياسة والاقتصاد والدفاع المشترك , ورغم أن صيغة العضوية المنتظرة ومستواها للمملكتين لا تزال قيد مرحلة التشاور الوزارية المكلفة لهذه المهمة حسب تصريحات عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون , بيد أن حساب المكتسبات بين الربح والخسارة هو الأرجح لتقييم فكرة الانضمام للمجلس الخليجي والذي يشكل الآن قوة استراتيجية اقتصادية إقليمياً حققت العديد من النجاحات التكاملية في القرار والعمل المشترك كما في ظروف الأحداث الأخيرة لدولة البحرين والتي لا تزال جذوة مسبباتها حاضرة في بعض عواصم المحيط العربي الذي عمته حالة من الثورات الشعبية التي جرتها عربة التونسي محمد البوعزيزي كاشفة عن هشاشة سياسية تلازم العديد من الأنظمة العربية بدافع اقتصادي وعوامل معيشية أخرى تبرز جميعها الممارسات الديموقراطية المغلوطة وسمات الاستحواذ والهيمنة على مقدرات الشعوب وأصواتها , لذلك يأخذ المحللون بالدافع الاقتصادي كأقوى محفزات المملكتين لتقديم طلبات الانضمام إلى الخليج أو دعوتها رغم طبيعة الوصف الجغرافي المحدد لنشأة هذا التكتل الماضي في سنوات عقده الرابع إلا أن تقارب شكلية الأنظمة بدا أيضاً محدداً جديداً يفرض مسوغات العضوية التي ظلت اليمن خارجها حتى الآن رغم أولوية الرغبة والحديث الرسمي فيها منذ سنوات والبدء فعلياً في بعض شكلياتها كانضمام اليمن إلى دورة الخليج الرياضية إلا إن السياسة ومحركاتها تبدو أسرع وأقوى في بناء صيغ التكتل ودعمها استشرافاً للمستقبل وتجاوزاً لظروف آنية, خاصة وأن ظروف التلاقي بين الأنظمة القائمة في الخليج والدول الراغبة في العضوية الجديدة تبدو أكثر توافقاً وشفافية تتعدى الحالات الاقتصادية إلى الرغبة في بناء تكتل محوري استراتيجي أقوى بعد تكشف الكثير من المخططات والمطامع الإقليمية والدولية في المنطقة وذلك النعت المشؤوم للشرق الأوسط الجديد أو الكبير حسب ملامحه ومحتوياته المعلنة والتي تبطن الكثير من التغيير ورسم السمات الجديدة في ملامح المنطقة بفكر محترفو السياسة في القوى العالمية الاستراتيجية وأعوانهم ممن لم تعد الموثوقية كبيرة في وعودهم وأقوالهم بعد ملامسة واقع منهجهم وشكلية جهودهم تجاه المنطقة ودعم التغييرات في ملامح وهوية أنظمتها وشكل خارطتها وحدودها المستقبلية , لذلك يتحتم الانضواء تحت منظومة واسعة وقوية من التكتل الجيوسياسي لمواجهة مثل تلك المطامع والتحديات ولو بالخروج عن مألوف ومحددات الانتماء للمجلس لذلك كان التجاوب مع طلبي الأردن والمغرب سريعاً ومدعوماً بالفعل السريع " أو هو دعوة عاجلة " فقد شوهد سمو وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الأردن مباشرة غداة الإعلان عن تلك الطلبات والتي بالتأكيد قد سبقتها جملة من المباحثات والمشاورات البينية والإقليمية وحتى الدولية تحقيقاً لفعالية مشروع التكامل والتكتل الجديد وان كان البعض يعزوه عوضا عن الجامعة العربية إلا أن الشكل العام للمشهد الظاهر للتكتل الآن يؤكد أن هويته ومضمونه لا تقلل من أهمية الجامعة والانتماء إليها سوى إن الآلية المؤملة في شكلية المجلس الجديد أسرع وأكثر تفاهما وقبولا بين الأعضاء , أيضا يؤمل للمجلس أن تكون فكرة توسعته عضويته متقنة لا انفعالية أو وليدة حالة آنية تذهب بهذا التجمع أدراج الرياح كما في حالة مجلس التعاون العربي الذي سبق الغزو العراقي للكويت وان تكون آليات العمل ومكوناتها من القوة والثقة لمواجهة تحديات المستقبل وظروفه , فالاتحاد الأوروبي مثلاً لا يزال متحفظاً على بعض التوسع خشية كثافة المشاكل والنوء بحملها وهي تجربة لا بد من استيعابها وتقدير مختلف حيثياتها, أعود إلى سيدات الخليج بعبقهن المعتق بالبخور وطيب الخليج المعتاد واللاتي يسجلن امتعاضاً شديداً ضد أي تقارب اجتماعي مع دول أخرى خشية سرقة رجال المنطقة وقلوبهم وأشدد على مطالبهن المعلنة صراحة في التعقيبات على خبر الانضمام بعدم التكامل أكثر مع الأعضاء الجدد والإبقاء على حدود التعاون في الجوانب السياسية والاقتصادية فقط وفيما يحقق المصلحة لكلا الأطراف. [email protected]
373
| 15 مايو 2011
ذهب طرفا القضية الفلسطينية للمصالحة في القاهرة وكلاهما قد أبدى رأيا مخالفا للآخر تجاه مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. فحركة المقاومة الإسلامية حماس وصفت العملية بأنها اغتيال لمجاهد عربي. فقد صرح رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية قائلا إن حركة حماس تعتبر العملية استمرارا للسياسة الأميركية القائمة على الظلم وإراقة دماء المسلمين والعرب كما أوضح هنية أنه رغم الاختلاف الفكري بين القاعدة وحماس إلا إننا ندين اغتيال وقتل مجاهد عربي ونسأل الله أن يتغمده برحمته مع الشهداء والأبرار أما السلطة الفلسطينية وعلى لسان المتحدث باسمها غسان الخطيب فكان لها رأي آخر حيث قالت إن مقتل زعيم تنظيم القاعدة على أيدي القوات الأمريكية مفيد لقضية السلام وقال الخطيب أن التخلص من بن لادن مفيد لقضية السلام في شتى أنحاء العالم ولكن المهم هو التغلب على الخطاب والأساليب العنيفة التي طبقها وشجعها بن لادن وآخرون في العالم وتصدر الفلسطينيون عناوين الصحف بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 م على نيويورك وواشنطن التي نفذها تنظيم القاعدة حين تم تصوير مجموعة صغيرة تحتفل في القدس الشرقية بينما كانت هناك مظاهرات أخرى كبيرة في قطاع غزة مؤيدة للهجمات. فالفلسطينيون ينحون باللائمة في أزمتهم على الدعم الأميركي لإسرائيل، غير أن الرئيس الراحل ياسر عرفات منع هذه النوعية من المظاهرات وعبر عن تعاطفه مع القتلى في الولايات المتحدة. ورغم اختلاف الرؤية السياسية وأساليب التعاطي معها فيما بين فصائل القضية الفلسطينية والذي أدى في بعض حالاته إلى الانقسام والمواجهة والتباعد وتسويف الحلول وتجميد محادثات السلام مع العدو المحتل والذي استثمر الخلاف الفلسطيني الداخلي أيما استثمار بل عمل بشتى السبل على تكريسه وتوسيعه لتمرير العديد من المشاريع الاستيطانية واللعب على عامل الوقت وتحميل خلاف الجانب الفلسطيني أسباب وتبعات التأجيل إلا أن الكثير من المتابعين يعتبرون أن المغنم الوحيد والفوري من الاتفاق الأخير تجنيه القاهرة وساستها الجدد لبلورة دور عربي فاعل ومؤثر في القضايا العربية ولبناء نوع من الثقة والمصداقية في السياسة المصرية وتوجهاتها بعد رحيل نظام الرئيس مبارك بما فيها توجيه رسالة متعددة المضامين إلى إسرائيل ذاتها. أيضا فالاتفاق الفلسطيني وبأي صيغة فهو مرحليا مهم ومفيد في مسير القضية وقد بدت أولى نتائجه في ردة الفعل الإسرائيلية كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حسب تصريحاته في العاصمة البريطانية لندن والتي كان يزورها عشية توقيع ذلك الاتفاق الذي يؤمل له العرب والفلسطينيون وكل دعاة السلام في العالم الصمود وسرعة انضواء الشعب الفلسطيني تحت لواء واحد للمضي نحو مرحلة قادمة يمكن خلالها تحقيق سلام دائم وعادل لهذه القضية التي تشغل الأوساط العالمية وتتمحور حولها الجهود والمباحثات الدولية وتشكل في مجملها المعادلة الصعبة أمام ساسة العالم أجمع بل ويعتبر استمرارها وتبعاته في الأراضي الفلسطينية المبرر الأقوى غالبا لدى الجهات المتطرفة لتمرير الأجندات المتشددة والتي تبرر الكثير من عملياتها واستهدافاتها بحثا عن حق مغتصب للشعب الفلسطيني والتي طال العمق الأميركي بعض من أقوى تلك الاستهدافات كما هجمات 11 سبتمبر. ومن موقف حماس الطرف المتشدد في الخلاف الفلسطيني في مقتل بن لادن يمكن استخلاص نتيجتين مهمتين الأولى في ضرورة احتواء حماس ضمن دولة فلسطينية تلزم بالاتفاقات والمعاهدات الدولية ولتظل عنصرا فاعلا في مشروع السلام الإقليمي بعيدا عن رسم ملمح متشدد أو مناهض للتوجه العالمي حسبما يروج له عن حماس.أما النتيجة الثانية فهي أن حماس من خلال رأيها المعلن في مقتل بن لادن تؤكد بان الجهاد وطريقه هو السبيل الممكن لإعادة الحقوق بعد سلسلة الالتفاف والتركيع للدبلوماسية واحتوائها بالمعاهدات المجحفة وإفشال مشاريع الاتفاق السابقة فقد صمد الحماسيون في غزة وعانوا أنكل الظروف والاعتداءات مشكلين قوة فلسطينية لا يستهان بدورها ولا بحضورها المكفول ديمقراطيا ضمن مجموع الكتل الفلسطينية عندما احتكمت إلى صناديق الاقتراع لتشكيل الحكومة وهذه ورقة القوة التي تراهن عليها حماس ولو بالخطاب والتأييد لكل ما يزعج العدو وأعوانه إذا فالدور الفلسطيني بدون حماس سيظل معطلا وربما محفزا لسلسة توجهات غير مرغوبة فلسطينيا وعالميا مما يحتم ضرورة إنجاح اتفاق القاهرة والمضي به نحو الصمود والتمسك به أمام كل الظروف والتحديات حيث لم يعد للمكاسب الذاتية مجال في سبيل تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه وتحقيق طموحات الأمة كافة لاستعادة ما يمكن من الدولة الفلسطينية فكما قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس سنجعل الأربع سنوات الماضية بما فيها تحت أقدامنا ووراء ظهورنا. فالشعب الفلسطيني بمكوناته ومختلف ميوله السياسية مؤهل للعمل في بلورة حلول قضيته وتقرير مصيره بالعمل المشترك والجاد المترفع على كل الخلافات أملا في الهدف الأكبر وهنا يأتي دور الجهد العربي الذي تعمل له دولة قطر الآن لحشد تفعيل ودعم عربي للاتفاق الذي يتمنى الجميع أن يكون انطلاقة أقوى تجاه الهدف الواحد[email protected]
648
| 08 مايو 2011
رغم اختلاف آراء مليونيات التحرير ومحتجي الثورة في عموم المحافظات المصرية على ساسة أرض الكنانة عقب سلسلة الامتعاضات والشكوك في غالبيتهم ممن حسبت ميولهم على الحزب الوطني وهوى رموزه إلا أن تلك الجموع اتفقت على أستاذ الهندسة الدكتور عصام شرف لتولي مهمة رئاسة الوزراء المصرية خلال الفترة الانتقالية. وحيث كان الرجل هنا الأسبوع الماضي في جولة خليجية يستعيد فيها ذكريات الأيام الأكاديمية في حرم جامعة الملك سعود في الرياض فقد حمل مهمة التأكيد لحالة من الضرورة في طبيعة وحجم العلاقات الخليجية مع بلاده مصر بعد هزة الثورة التي لم تكن في الحسبان العربي والعالمي أجمع. فقد قال الدكتور شرف إن أمن دول الخليج خط أحمر بل زاد على ذلك وباللهجة المصرية قائلا " حيطة حمرا كمان " ويتمنى المتابعون ألا تكون سمة جولة شرف في إطار العلاقات العامة فقط والتسويق لمصر فيما بعد الثورة والعودة بالأذهان إلى إستراتيجية مصر ودورها العربي كعمق وظهر صلب للأشقاء بعد أن طغت حالة من الإحباط على نفسية العموم هنا بعد مساء التنحي يوم 11 فبراير والتي حملت خيالات واقعية في بعض مضمونها المتبلور فيما يمكن صياغته بأن " حساب الأمس ليس كحساب اليوم أو غده " حيث لا يمكن الارتكان على الشعارات فقط لبناء القوة في التحالفات الإقليمية بل يجب قياس الصلابة والعمق فيها أولاً والموثوقية في شعبية وقبول العامة لأطرافها. فنظام الرئيس مبارك السابق قد حمل مع رحيله ملفات ومضامين تستلزم إعادة الصياغة لمضمون التحالف العربي وضرورة إشراك الجماهير في حيثياته والمؤمل فيه من نتائج تستهدف واقع الأمة وأمنها ومصير قضاياها العالقة. فالرئيس شرف وحكومته الانتقالية المؤقتة لحين البدء في الانتخابات المرتقبة لاختيار الرئيس القادم لمصر وفق بنود الدستور المعدل يبقى هو الآخر مؤقتاً رغم تأكيداته وتأكيدات المجلس العسكري الحاكم على ثوابت العلاقات والاتفاقات العربية والدولية. فالعيون بجل اهتماماتها منصبة على شخصية الرئيس القادم ومرجعية هويته السياسية ومن أين سيأتي ذلك الرئيس من جملة التكتلات والأحزاب المصرية وهل سيكون مستقلاً أم ناصرياً أو إخوانياً أو سلفياً أو ليبرالياً أو من غيره من التجمعات السياسية هناك. فعلى ضوء من سيكون الأوفر حظاً في جلب أصوات الناخبين إليه سيكون الحكم على نمطية وحجم العلاقات مع القاهرة. وبما أن الجميع من أصوات رموز وتكتلات السياسة هناك يراهنون على صناعة مستقبل واعد في العلاقات العربية والمحاور الدولية للعودة إلى نمطية الصورة التاريخية للدور المصري وبشكل أكثر فعالية وأداء. فالرئيس شرف تبنى مهمة مغازلة دول الخليج تحديداً في ظل ظروفها الأمنية الراهنة مع إيران كتكتيك متقن منه لتأكيد أهمية مصر وحضورها الإستراتيجي مع دول الخليج في خط المواجهة حفاظاً على مستوى متقدم من العلاقات مع أنظمة دول الخليج وبناء حجم ونوعية المصالح معها من جهة ولتمتين القاعدة الجماهيرية المصرية وتأكيد حضورها في القضايا القومية من جهة أخرى ببث شعور عام بين المصريين على أهمية هذا الدور وضرورته لمصر ومصالحها في كل المراحل وربما التأكيد أيضا على أن هذا الملف هو الوحيد والأهم الذي يجب توريثه من نظام مبارك إلى النظام الجديد دون قبول أي احتجاج أو امتعاض من الشارع المصري وباعتبار أن الاحتجاج والاعتراض وثورة ملايين الجماهير على نظام مبارك كانت استياء من أجنداته وممارساته الداخلية فقط والتي أرهقت الشارع وصادرت حقوقه على مدى ثلاثة عقود استحوذت المصالح وناتج المكاسب والمواقف السياسية فيها على فئة محددة تسكن غالبيتها سجن طرة الآن. فالعقود الثلاثة طويت صفحتها الآن وظهرت للعالم مصر جديدة تحافظ على مواقفها وثوابت علاقاتها وفق ذمة لا تنفك عن مبادئ العروبة والدين وكل القيم التي يؤمن بها المصريون جميعاً. لذلك يرحب المتابعون بجولة الرئيس شرف ومضمونها وإن حسبت ضمن أطر العلاقات العامة إلا أنه من المهم تمتين الثوابت بين الشارع المصري وأهمية إشراكه في صياغة دور مصر العربي وضرورة المحافظة على هذا الدور ولتأكيد الثقة به مع الغير وللقادم لرئاسة مصر لبناء أجندته وفق هذا المحدد الإستراتيجي المهم من أجل جملة مصالح مصر الداخلية والقومية وهي نفس الرسالة التي سيتبناها شرف مع فضاء مصر الإفريقي والدولي في كل جولاته القادمة. [email protected]
368
| 01 مايو 2011
يرصد المعنيون بالشأن الخليجي صياغة جديدة في الخطاب وأسلوب العمل المشترك بين دول التعاون فرضتها ظروف المشهد السياسي العربي والخليجي تحديداً إثر تفاقم الأزمات والاحتجاجات الثورية في عدد من دول المنطقة، ويرجح أن الباعث الأهم للتحول في صيغة الخطاب الخليجي هو حالة التوتر المتصاعد في العلاقات الخليجية الإيرانية ومضيها نحو شفير أو أقرب من الاندلاع، فقد تكثفت لقاءات وزراء خارجية دول التعاون الأسبوع الماضي ما بين أبو ظبي والرياض حتى ليظن المتابع أن الوزراء في حال انعقاد دائم، والأهم في جملة المستجدات الراهنة هو الاهتمام الخليجي بشأن القضايا الإقليمية ووحدة مضمون الخطاب نحوها بتفعيل محاور التوافق والالتقاء مع عواصم القرار العالمي وتكتلاته، فدول الخليج ليست بدعاً على المشهد السياسي العالمي وقياداتها تمثل أنموذجاً موروثاً ومفصلاً على ظروف المنطقة وثقافتها ولها من القوةِ والمتانةِ الشعبيةِ ما يحقق الشرعية المتوافقة مع فكر الديموقراطيات الأصيلة ومؤسساتها المجتمعية مما يعطي لدولها أرفع درجات السيادة والاستقلالية حسب القانون الدولي وأعرافه ومعطياته. فذلك هو حجر الزاوية الذي ينطلق منه الخطاب الخليجي الحالي المتعاضد تحت مظلة مجلس التعاون وليكون بـ قيمه الموروثة والمعتادة الرسالة الواضحة لجهات الاستهداف الموجهة لدول الخليج وأمنها والتي تعزف على طبوغرافية المجتمعات المحلية وعلى وتر الطائفية فيها تحديداً لتحقيق طموحات تاريخية حالمة شكلت جزءاً من بواعث قيام مجلس التعاون في بداية سنوات الثمانينيات الماضية وبصيغة استلزمت التعاون المبكر لفهم مقتضيات تلك المرحلة وما حملته رياح التغيير الإقليمي آنذاك من مخاطر وتحولات العمل المشترك نحوها بروح تستنهض التعاون وتؤسس للاستقرار الإقليمي متبنية صيغة خطاب واثقة تتجنب الاستفزاز أو التعاطي مع الطموحات المعلنة من جانب إيران كقوة إقليمية استهدفت تسخين الحالة وجر المنطقة إلى ويلات غير محسوبة النتائج، فحتى المسمى الرسمي لمجلس التعاون حمل الإشارة نصا بـ " مجلس التعاون لدول الخليج العربية " ولم يقل الخليج العربي تجنبا لاستفزاز الموروث الراديكالي الفارسي تجاه مسمى الخليج، فظل الخطاب الخليجي في العقود الثلاثة الماضية هادئا رزينا إلى أبعد مدى يعول على العقلانية والحكمة والعمل الإقليمي بتفعيل العرى المشتركة تحت مظلة الأمة والأهداف الواحدة من أجل إنسان المنطقة وتنميته، بل إن دول الخليج ترفض علنا استخدام أراضيها وأجوائها لتوجيه أي ضربات عسكرية لإيران وفقا للخلاف العالمي حول برامجها النووية، بيد أن شواهد الموقف استلزمت ما يوجب العمق في بلورة الاستراتجيات الخليجية وفق المعطيات الراهنة واستخدام الحق الطبيعي للدفاع عن الأوطان وكرامتها وتحصين المجتمعات المحلية ودولها في وجه حملات الاستهداف والتدخلات المؤدلجة والمبرمج لها كما في البحرين والكويت وهو ما كشف عن حقيقة الأجندة الإيرانية تجاه جيرانها والتوسع في طموحاتها وأهدافها بشكل مستفز ومناهض للأعراف والعلاقات الدولية هو ما ترفضه كافة أطياف المجتمعات الخليجية والقوى الدولية وهو أيضا ما استلزم نهج العمل الجديد من القيادات الخليجية ومؤسساتها وشعوبها وكثف من الجهود كافة سواء كانت سياسية أو إعلامية أو غيرها لتشكل جميعها رد فعل تجاه الممارسات الإيرانية بأسلوب وصياغات جديدة لم تعتد عليها إيران ولم يحسب لها مفكروها وساستها أي حساب فقد قلبت اللحمة الخليجية بين القيادات والشعوب ظهر المجن وكشفت الكثير من الأمور هنا ومن أهمها تلك القوة الإستراتيجية الخليجية الفاعلة في الخطاب الواثق والمراس المدعوم بغطاء سياسي عالمي واسع وربما تؤهل الظروف الراهنة منظومة التعاون للتحول إلى أنموذج وحدوي أقوى وأوسع، بل إن دول التعاون مجتمعة أو منفردة تهتم الآن بمعالجة الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية كالحالة اليمنية وقبلها ليبيا والسودان حيث الدور القطري وكذلك الإماراتي وهو ما يؤهل التكتل الخليجي ودوله إلى لعب المزيد من الأدوار الفاعلة في المنطقة وما حولها وهو ما يتعين على الإيرانيين قرأته بعمق وفهم دقيقين[email protected]
498
| 24 أبريل 2011
علاوة على أزمة الثقة بين الحاكم والمحكوم التي ارتكنت عليها الثورات العربية المعاصرة في بعض أسبابها , ظهر الإنسان العربي الذي سرقت مقدراته وسحلت كرامته غالبا بدم بارد تحت شعارات من الوطنية والتجييش لقضايا الأمة الكبرى ظهر أكثر حنقا وأشجع ممارسة وإلحاحا لكسب حقوقه ولو بسلوك أقل نبلاً ربما لمواجهة الموقف بالمثل أو هي حالة الكبت التي ولدت الانفجار أو كما يقول ميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " , وتُبدي بعض الآراء المتابعة للأحداث أن لغياب الذوق بمعناه اللفظي اللغوي ومقتضى ممارسته في سلوكيات أفراد ومؤسسات المجتمعات العربية دورا بارزا في صياغة المشهد العربي المتأزم الآن بالمظاهرات والاحتجاجات والمصادمات , فيقول الفيلسوف الألماني نيتشه " الذّوقُ أقوى مِن كُل الأخلاق " نعم فأخلاقٌ بلا ذوق كاللوحةِ بلا برواز ، فالذّوقُ هو من يبرز الأخلاق ويجعل صاحِبها مقبولاً من الآخرين , فقد غيبت مجريات حياتنا اليومية وهمومها ذلك المعنى الإنساني الرفيع بكل مكنونه ومضمونه فظهرت التجاذبات العقيمة وبرز الكذب وغيبت الشفافية في إعلامنا العربي وخطابنا الذي انتهج صيغ الفوقية والإملاء على المستمع فقط دون أن يكون أداة ناقلة للحق ومرآة ليوميات الناس وهموم شارعهم المثخن بالمتاعب والمصاعب المعيشية , فكانت الثورات رغم ما يغذيها من أسباب باطنة وظاهرة هي السبيل إلى الخلاص وأمل الانعتاق من الواقع المؤلم لبعض الشعوب التي خرجت تنادي بالحرية وكسب الحقوق مقدمة التضحيات بأرواح ودماء شبابها مرة بالدهس ومرة تحت أقدم الجمال والخيول ورصاصات البلطجية أو الشبيحة وسيوفهم أو من هم أهل الحبوب المهلوسة على رأي العقيد القذافي ! ليتأصل بيننا غياب الذوق من قمة الهرم وحتى أخمصه ولتدخل أمتنا نفق معتم تاه فيه صدى الكلمة الصادقة مابين حاكم ومعارض مطالب بالتصحيح أو التغيير حسب سقوف المطالب , فهي أزمة ذوق كبيرة بلا شك تتصدر واجهتنا ويتحمل مسئوليتها بقدر كبير أدباء الأمة ومفكروها الذين ارتضوا أن طوعاً أو قسراً أن تتسلل البلطجية إلى صيغ خطابهم ومضمون رأيهم حيث أصطف البعض منهم خلف مزامير الأنظمة وغدو ضمن منظومة جوقاتها وطبولها متناسين دور الكلمة وأمانتها في الذود عن حياض الأمة وصيانة مكتسبات شعوبها وحقوقهم , فكانت لغة القوة وصوت الشارع ومخزون مفرداته هما الأقوى تأثيراً في صياغة ملامح المشهد في شحن الشعوب وتجييشها نحو طموحات قد لا تكون متقنة أو فاعلة لمقتضيات القادم من عمر الشعوب طالما غاب الذوق بمضمونه الشفاف وإيجابياته الجميلة عن تعاملات الناس وسلوكياتهم لتسيير مجريات حياتهم نحو الأفضل , مرة أخرى فالثورات في غياب المهمة التنويرية الصادقة ستظل عرجاء تأتي بالمترديةِ إلى سدةِ الحُكم ومقعد القيادة لتمضي سنة التغيير دون جديد فاعل ودون ضمير حي يعي مهمته تجاه الشعوب فنكون كمن رمم قصراً هرماً متقادماً بنقوش تسر الناظرين دون أن تمس يداه أساسات البناء وقواعده , وهنا يجب أن تسلم راية الفكر ومهمة صياغته تبعاً لمبادئ الأمة والإنسانية عموماً إلى من هو أجدر لا إلى الجهلة والمتسللين ومن يملئ عليهم , بل على رموز الأمة أن يحزموا أمرهم ويشحذوا مخزون فكرهم للعودة بالناس إلى جادة الصواب وتعاطي الذوق في كل جزئيات حياتهم أملا في إشراقة جديدة جلية تعيد الأمة إلى سابق عهدها ومنهج ضميرها الناصع الناصح فلا غلبة لقوة ولا استغلال لنفوذ ولا تدليس في كلمة أو مهمة لعمل يناط بأي منا حاكما أو محكوما بل نجعل من الفضيلة سلوكا عاما وناصية للجميع فيقول الإمام مالك " لن تصلح الأمة إلا بما صلح به أولها " والصلاح في تعميم الصدق والأمانة في الذمة والعهد كل في نفسه وفيما أنيط له من شأن وما صلح أول الأمة وعلى شأنها إلا بمكارم أخلاق أهلها حسبما أخذوا من معلمنا الأول سيد البشرية علية الصلاة والسلام والذي قال " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " . [email protected]
552
| 17 أبريل 2011
افتقد الوسط الدبلوماسي في العاصمة السعودية الرياض شخصية متميزة نالت إعجاب ورضى الجميع رسمياً واجتماعياً , ذلك هو معالي الأستاذ عبدالرحمن بن حمد العطية والذي ودع الرياض وصداقاته الواسعة فيها بعد أن انتهت مؤخرا فترة ولايته أميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجي والتي بدأت منذ شهر أبريل 2002م , فقد تمحور حول الرجل قبول مطلق اتفقت عليه كافة الدول الخليجية إثر المعطيات الإيجابية التي اتسمت بها فترة ولايته والتي أعقبت مباشرة أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م حيث واجهت المنطقة جملة من التحديات الكبيرة التي كانت دول المنطقة محوراً رئيسياً فيها بل انعكست بعض من جملة تلك الأحداث وتبعاتها حتى على العلاقات البينية لدول المجلس الذي ودع العطية أمانته أيضا في ظروف وتحديات جسيمة كان له دور بارز في رسم مقتضيات مواجهتها بإرادة خليجية واعية تضمن استقرار المنطقة وأمن دولها مما يضيف إلى سيرته الذاتية واسمه أهمية وعمقا في التعاطي مع القضايا والمهمات المصيرية والكبيرة لدول المنطقة وعموم الأمة , وحيث تناقلت الأنباء النية الخليجية المؤيدة من الجميع لطرح اسم العطية لتولي مهمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلفاً للسيد عمرو موسى الذي تنتهي ولايتهُ قريباً فقد حظى هذا الطرح بالقبول والتأييد العام تبعاً لسيرة الرجل وكذلك لوقوف بلاده" دولة قطر" خلف ترشيحه لهذه المهمة العربية التي يناط بها خلال الفترة المقبلة مهمات جسيمة إثر التحول التاريخي في الخارطة السياسية في المنطقة والأحداث التي تمر بها الأمة عموما وليكون أيضا لهذه المؤسسة العربية التاريخية ذلك الدور الريادي والمؤثر للحفاظ على مكتسبات الأمة وإثراء مستقبلها بصيغ عمل فاعلة تدعم رغبات شعوبها في المجالات السياسية وقضاياها المختلفة بما فيها الجوانب التنموية التي تهم كل فرد عربي من الخليج إلى المحيط ولتكن جامعتنا كما ينبغي لها دائما بيتاً للعرب لحل مشاكلهم واستعادة حقوقهم المسلوبة في زمن التحالفات والتكتلات الدولية , وحيث أشرت آنفا إلى دولة قطر كجهة مرشحة للعطية لهذه المهمة القومية فهي الدولة العربية التي تحضى بقبول وتقدير عربي وعالمي واسع إثر مواقفها ومساهماتها في العديد من المجالات التي يلمسها المواطن العربي مباشرة في يومياته وعموم مجريات حياته , فـدولة قطر هي من تبنت من خلال مؤسساتها التنموية الفاعلة العديد من البرامج في مجالات تطوير التعليم ودعم المؤسسات التنموية في عدد من الدول الأعضاء للجامعة بحس عربي غيور وبذل سخي على التكامل وتنمية الفرص أمام الإنسان العربي , فكان للدور القطري حضور تنموي مكثف في جزر القمر وكذلك في قضايا السودان وقطاع غزة والعراق وغيرها من المناطق العربية التي تبدو فيها الحاجة إلى التنمية والمساهمات الفاعلة , ومن جملة هذه المعطيات تظهر علامات القبول ودلائل النجاح لهذا الترشيح فيما لو تقدمت قطر باسم العطية كمرشح لأمانة الجامعة العربية للفترة المقبلة إضافة إلى أن العطية ذاته مؤهل للمنصب بحكم الخبرات والممارسات المتنوعة التي تولاها طيلة فترات عمله ومناصبه لاسيما وأن الفترة المقبلة لدور الجامعة تفرض اهتماما موسعا بالأمن القومي العربي الذي تهدده الآن جملة من المظاهر والتحديات التي تستوجب فهماً أعمق لمضمونها ومصادرها المتسمة في جانب منها بواقع القضية الفلسطينية والأخطار الإقليمية وأهدافها تجاه دول الخليج تحديداً وعموم الدول العربية وهو ما يستوعبه العطية بجدارة من خلال موقعه العملي خلال العشر السنوات الماضية في أمانة مجلس التعاون , بقي أن أشير هنا إلى أن العديد من المواقع العربية والمنتديات تناولت موضوع الترشيح لأمانة الجامعة العربية منذ وقت مبكر وطرحت بعض المواقع الكثير من الأسماء للتصويت العام عليها وظل اسم العطية المرشح الأقوى بين جملة الأسماء المقترحة , مما يدعو إلى توجيه الدعوة إلى دولة قطر لتلبية الرغبة العربية العامة لخوض موضوع الترشح بثقة عطفا على ما سلف . [email protected]
401
| 10 أبريل 2011
هناك في سانت هيلانة الجزيرة النائية خلف أقاصي المحيط الأطلسي والتي تبعد 2000 كيلو متر عن شواطئ البرازيل كُتبت سطور جميلة وثرية بالمواقف عن تاريخ مملكة البحرين، كان عام 1956م وكانت بداية السطور التي دونها المناضل الوطني عبد العزيز الشملان من منفاه القسري في الجزيرة مع رفاق الوطنية على يد المستشار "تشارلز بلجريف" إبان الاستعمار البريطاني لبعض أجزاء المنطقة، فبلجريف صب جام غضبه على ثورة شباب البحرين العربوية التي أطلقوها تأصيلا لقوميتهم وتمسكا بجذورهم وحقوق أمتهم حيث بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والعدوان الثلاثي على مصر وهو ما يزعج بالطبع صيغة الوجود البريطاني هنا في أجزاء الخليج، الجميل في مدونات الشملان المنشورة في كتاب لـ خالد البسام تحت عنوان "يوميات المنفى" صدر في 2007م أن المؤلف رجح أهمية القراءة لتلك المدونات باعتبارها عبرة وفرصة أكثر منها ذكرى للتأمل في تاريخ البحرين، فالشملان بمكتسبه القومي والتنويري هو ورفاقه من تصدوا للحوادث الطائفية التي اندلعت في البحرين بداية خمسينات القرن الماضي فقد تبنوا التهدئة والحوار للانتقال إلى الدعوة لوحدة الطائفتين بل إلى أكثر من ذلك للعمل المشترك والمناداة إلى إصلاحات متنوعة شملت إنشاء مجلس تشريعي منتخب وإطلاق الحريات وإصلاح التعليم والصحة ووقف تدخل الانجليز خاصة المستشار "بلجريف" في شؤون البلاد فبجهود رجال الطائفتين المكثفة أمثال الشملان ورفاقه كل من عبد الرحمن الباكر وإبراهيم فخرو وعبد علي العليوات وإبراهيم الموسى وغيرهم تم إنشاء أول حزب سياسي علني في البحرين وفي منطقة الخليج العربي آنذاك وتم يومها اعتراف الحكومة المحلية والإنجليز به تحت اسم "هيئة الاتحاد الوطني" وأعود إلى العبرة كما وصفها الكاتب البسام في مقدمة كتابه مشيراً إلى جهود الشملان ورفاقه من الطائفتين التي اتسمت بالوطنية والسلمية التي جابت حواضر وقرى البحرين لتكثيف الرأي العام حول مطالبها، فالعبرة بمعناها ومنظورها السياسي والوطني هي ما يمكن إسقاطها على واقع المشهد البحريني الآن الذي نجا فعلا من مؤامرة دنيئة بمخططات خارجية للنيل من هوية الوطن وإقصاء الأخر بالممارسات الموسومة بمغالطات جمة منها التاريخية والإنسانية وحتى السياسية عملا لإفشال مشروع المستقبل الوطني الواحد للبحرين، وبالطبع ما بين سنوات الخمسينيات ومشهد اليوم حدثت تحولات جسيمة في المنطقة وكل العالم أو كما يقول محمد حسنين هيكل في كتابه زيارات جديدة للتاريخ "جرت مياه كثيرة تحت الجسور" وربما حركت هذه المياه وجرفت الكثير من الأفكار والآراء فاهتزت قناعات وسقطت أخرى فهو التاريخ بحركته التلقائية وهو مكون الفكر الإنساني المتغير أن قسرا أو طوعا تبعا لمؤثرات محيطه فهل كانت ديموغرافية البحرين هي المؤثر الأكبر فيما يحدث لخلخلة النسيج الوطني التاريخي المتلاقي في هدف وطنيته ووحدته كما في الخمسينيات أم أنها يد التطاول الإقليمي المعلن بكثافة من ضفة الخليج الشرقية ورزنامتها الطائفية سبب الشرخ الكبير الذي شكل المشهد البغيض في شوارع المنامة وقراها مؤخرا، إذا هي العبرة التي يجب أن يعود إليها الجميع الآن لاستقراء معنى الوطنية بشموليتها دون التعاطي الغير واعي مع أجندات مستوردة، فرفاق الشملان من الطائفتين الذين تقاسموا خبز السجان الجاف وسنوات المنفى القاصي في سانت هيلانه التي كانت أيضا المنفى القديم لنابليون ورسمت وعيا مفيدا لتاريخ البحرين السياسي يجب أن يستوعبه البحرينيون جميعا الآن لتحقيق معنى الوطنية بتاريخها ومعادلاتها الصعبة من أجل عيش مشترك وسلام وطني يغيب مظاهر الخلاف والانشقاق المتأزم الآن، فليس من سبيل للعيش المشترك سوى باستيعاب التاريخ وقياس التوازنات المحلية والدولية لا مجرد الركون إلى صيغ الخطاب المشحون وبناء التفاعلات على مضمونه فقط دون التعاطي الذكي مع كل المعطيات ومؤثراها قبل أن تتغير المعادلة بمسلمات لا يحبذها الطرف المعارض. [email protected]
803
| 27 مارس 2011
أضحكني سيف الإسلام القذافي الابن حينما طالب محتدا الرئيس الفرنسي حسب مقابلته مع محطة "يورونيوز" التلفزيونية إعادة الأموال الليبية التي قدمها والده العقيد السخي في بعض حالاته لتمويل حملة السيد ساركوزي الانتخابية عام 2007 م والتي أهلته لدخول الأليزيه رئيسا وفي جيوب بذلته الفرنسية الأنيقة بعض من " فلوس " وموارد الشعب الليبي المطحون بعتاد العقيد وطيشه المغلف بخفة الدم ومراس الكوميديا الثورية المستحدثة في سلوكيات القادة ما بين " زنقة زنقة " ودعوة الشعب إلى الفرح والرقص على مشاهد الجثث والصواريخ القذافية في الزاوية وبنغازي وغيرها، والمضحك أكثر أن تصح واقعة الفلوس المهدرة في حملة ساركوزي " التي لم يعلق عليها الأليزيه " لتضاف هذه الواقعة إلى الأدلة السياسية الدمغة للنظام المهترئ لوالد الأخ سيف الآن بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية الواسعة والمستميتة من أجل الحرية في كل المدن الليبية وزنقاتها التي خرج فيها الليبيون بكل السبل بحثا عن حريتهم وكرامتهم المصادرة منذ أربعة عقود ونيف يصبحون ويمسون فيها على الكثير من سخافات العقيد وممارساته المتنوعة ما بين عروبة شكسبير وإفريقية الكوكاكولا حسب خطبه بين جموع الأفارقة للتأهل ملكا لملوك القارة السمراء ومجمل تفاهات كتابه الأخضر الذي سنه للبلاد وأهلها دستورا بينما راح من جهة أخرى يمول بموارد الشعب حماقاته المتلاحقة مابين لوكيربي وغيرها من الحوادث التي زج فيها بسمعة شعب عمر المختار المناضل في أوحال الإجرام والإرهاب. عموما ملفات الحالة الليبية مستمرة في الأروقة الأممية لتنفيذ القرارات الدولية للحد من المهازل والانتهاكات القذافية المسلحة تجاه الشعب هناك ليبتسم الليبيون لاحقا وربما يضحكون ويفرحون رقصا وطربا بعد زوال الغمة عن بلادهم.آما في البحرين حيث عبرت قوات درع الجزيرة إلى المملكة منتصف الأسبوع الماضي بعد أن تمادى المحتجون في تبطين حركتهم السلمية بالاعتداء المنظم على طلبة الحرم الجامعي وقطع الطرق وارتهان المرضى والمصابين من البحرينيين والعمالة الأجنبية في مجمع السلمانية الطبي وتظليل العالم حسب الفضائيات المشبوهة بتبني صيغ الخطاب المفضوحة والبعيدة عن مهنية الإعلام الصادقة والمشاهدات الواقعية، فقد نفد صبر الدولة هناك بعد شهر من اندلاع الأحداث وطرح مبادرات التهدئة والحوار وفرص المناقشة حول الأوضاع حيث تمادت الجمعيات السياسية في صدها المبرمج وتصعيدها للأحداث والنأي عن الحوار ورفع الشعارات السياسية المخالفة فقد رسموا ملمحا متطرفا ومخيفا للأحداث وجيشوا الشباب لأعمال وممارسات مشينة ومستغربة جدا على الإنسان البحريني والخليجي عموما أيا كانت طائفته ضاربين بفكرة التعايش والمسلمات الاجتماعية والدولية عرض الحائط بانتهاج التخريب والإرهاب وصيغ الخطاب الملتوية التي لا يمكن التعامل معها وفق منهجية العقل والحوار السلمي، فقد انتهت المهلة بإعلان المعارضة التمادي في الخطاب والممارسة العلنية لانتهاك السلم وتعمد التخريب لتمسك الدولة هناك بالخيارات الأصعب لفرض السلم وإعادة البحرين إلى سابق عهدها الجميل الهادئ والمتعايش بشراكة الأشقاء الخليجين، ولعل في الزيارة المشتركة التي قام بها سمو وزيري الخارجية القطري حمد بن جبر والسعودي سعود الفيصل إلى البحرين الأسبوع الماضي فيها من الإشارة والرمزية ما يمكن استيعابه للجهات المستفيدة من التمادي المعارض في المشهد البحريني، كما أن عبور قوات درع الجزيرة إلى هناك لفرض السلم ودعم القدرات البحرينية لحماية المواقع الإستراتيجية دون المواجهة المباشرة مع المحتجين " فتلك مهمة القوات المحلية " فهذا الدعم الخليجي محكوم بأسانيد قانونية ودولية مهما حاولت لغة الخطاب المعارض ومعاونوها عبر الفضائيات المؤدلجة رسم ملمح مخالف لهذه الرؤية بعد أن اختطفوا منبر الحديث عن أحداث البحرين بعبارات الكذب الرخيص وتلفيق الصور والعبارات لإيهام العالم بسلمية المطالب، عموما نحن لا نتمنى للبحرين ولكل دولنا الخليجية سوى السلام والعيش المشترك دون تحريض مبطن أو تدخلات سافرة فقد عايشنا سابقا حالات من التصعيد الإقليمي المركز تجاه مجتمعاتنا انتهت فعلا إلى خسارة كبرى بعد أن حكم العقلاء من كل الطوائف لغة العقل واستقراء المواقف والمعطيات واستجلاب شواهد التاريخ ونتمنى الآن في هذا الوقت الصعب أن تعود المعارضة البحرينية إلى نفس ذلك المنطق وتعيد حساباتها في ظل الوطن ومكوناته والأخذ بالحلول المنطقية والمتاحة لتحقيق مكتسب مدعوم بالسلم لا بالمحاولات المنبوذة والمشبوهة كما في المستشفيات والمدارس والجامعات والزج بالأطفال والأحداث إلى أتون مشهد بغيض سجل حسب عرف العالم بالهمجية وألا سلمية[email protected]
566
| 20 مارس 2011
تداول السعوديون فيما بينهم وبكثافة خلال الأسبوع الماضي رسائل الولاء والمحبة للوطن ردا على الدعوات المشبوهة للخروج والتظاهر في مدن المملكة , رسالة واحدة بين تلك الرسائل هي الأكثر تداولا فقد كانت تعرف بحقيقة وأهداف مطلقي تلك الدعوة , فجميعهم من خارج الوطن ويمكن بالتدقيق في أسمائهم معرفة بواعث الفكرة ومن ورائها بمدد العون و الإسناد "حسب رسائلهم الإلكترونية " اتحدوا جميعا للعمل على خلخلة النسيج المحلي وزرع القلائل والفتن بين هذا الشعب الذي لا يجد غالبيته ما يمكن الامتعاض عليه بهذا المستوى من أساليب الرفض والاحتجاج سوى أن الفرصة كانت سانحة لهم الآن في خضم المشهد العربي لاختبار مدى صلابة المجتمع السعودي وتخمين مكامن الضعف في بنيته بدس الأفكار والحجج بين سواد مواطنيه من قبل أولئك المتربصين المأجورين فربما حققت الحملة الهدف المنشود والذي سقط يوم الجمعة الماضي سقوطا ذريعا أفشل هواة الفتنة ومروجوها , فقد قلب الشعب شعارات الفتنة إلى شعارات الولاء للوطن والوفاء لقيادته بعد أن تبين لهم حقيقة تلك الدعوة المبطنة بالكثير من الجور والانتهازية المدموغة بالأدلة والقرائن الآنية والتاريخية الواضحة لارتباطها بالصهيونية وعملائها في المنطقة رغبة في بث الفوضى والنيل من البلاد وكيانها تحقيقا لرغبات شريرة تمثل أجندات معلنة تستهدف السعودية بشكل مركز وتشمل كل الإقليم العربي , وثقة في مصداقية القرائن التي تعرفها الدولة السعودية ومواطنوها عامة الآن بوضوح حسب التقارير العالمية المعلنة , فكان الرد السعودي واضحا وجليا بالوقوف الحازم تجاه هذا المخطط فقد أعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمره الصحفي يوم الأربعاء الماضي أن السعودية ستقطع الأصبع الخارجي الذي يمتد لها بسوء وكانت وزارة الداخلية السعودية قد نبهت في تحذير رسمي لها إلى منع التظاهرات والتصدي لها بحزم كما أن هيئة كبار العلماء وهي الجهة الشرعية الأولى في البلاد قد أصدرت بيانا سابقا تحرم وفق رؤية شرعية مثل تلك التظاهرات بعد أن تبين لها حقيقة أهدافها ومن يدعون لها لأن الأمر حسب بواطنه لا يتبلور في مجرد مطالب إصلاحية أو احتجاجات على مخالفات معينه كالحاجات اليومية لعموم المواطنين أو إطلاق سراح بعض المساجين فتلك هي شكل العبأة ومظهرها العام فقط بينما الفخ والعلة في تراكم الهدف المجيش له فكريا منذ تاريخ طويل للنيل من فكر الأمة ومنهجها , فقد تبارى المنتقدون زمنا طويلا نحو ذلك وتنوعت نعوتهم للبلاد ورموزها الفكرية واستشرى شرهم تباعا لمجريات الأحداث في المنطقة وتحولاتها السياسية والفكرية واتساع دوائر الإعلام ووسائله واستغلال محترفي الفتن الواضح للفرص وضعاف النفوس ممن يقدمون ذاتية المصالح والمباهج على مصير الأمة وأهدافها السامية , فلقد قرأنا في خضم المجريات الحالية ما يبرهن على واقعية التجييش والإعداد لتلك الأهداف والعمل المكثف المتقن لها والمدعوم من قوى إقليمية وإستراتيجية بل أن فكرة الحادي عشر من مارس والتي استخدمت كجس للنبض وتحديد لمعالم الطريق واستقراء ردود الأفعال المحلية والعالمية نحو الفكرة ومشروعها المتمادي والمتصل هي في الواقع صورة لمجريات الكر والفر بين اتجاهين يمثلان التيارات الفكرية القائمة في البلاد وتجاذباتها التاريخية رغم محافظة القيادة السعودية وعبر حقبها على إيجاد توازنات معقولة ومقبولة داخليا تحت مظلة الوطنية إلا أن الإغراء التاريخي للفئة المتبنية لفكرة الفوضى وإن كانت من الخارج يظل نشطا يبرز علانية أحيانا تبعا لظروف المشهد كما في حالنا اليوم الذي تعج فيه بعض العواصم العربية بالثورات والاحتجاجات ويبقى أن في حسابات الطرف المتبني الكثير من خيالات القوة وتكريس الاحتقان والأسانيد المفبركة كل ذلك يعزز عزوفهم عن قراءة المشهد العام كاملة والتي منها عمق الفهم بين العامة لأهدافهم ومراحل خططهم ومنها كشف حقيقة ثورة " حنين " المزعومة ومدى الرفض العام والقوي لها بين السعوديين كافة وأشدد على كافة هنا للتأكيد على رفض الغالبية العظمى حتى بين الشيعة لهذا الفكر والاستعداء للبلاد وعقليا لا يمكن تعميم فكر هذا الاستهداف ومخططاته على الجميع أو حسابهم عليه تماما كما لم يحسب فكر التطرف والإرهاب الذي ابتليت به البلاد سابقا على السنة , فهل تكون تلك الرسائل بمضمونها وكثافتها مفهومة وواضحة لمن أشعل الفتنة وسوق لها ليعرف حقيقة الموقف ويعرف بالتالي حجم الرد ونوعيته , أتمنى أن يحكم العقل دائما . [email protected]
567
| 13 مارس 2011
تستمر جولات التواصل والتلاقي السعودي القطري على أعلى مستوى قيادي بين البلدين. فقد عقدت في الرياض يوم الثلاثاء الماضي الدورة الثالثة لمجلس التنسيق السعودي القطري والذي يأتي لسلسلة علاقات تاريخية متينة ومتنوعة تربط كلا الشعبين ببعضهما وتفعل مجالات التلاقي والتعاون لمواكبة المرحلة والظروف الصعبة للمنطقة بما يخدم الشعبين. فقد كان من بين بنود البيان الختامي لدور الانعقاد الأخير في الرياض والذي ترأسه ولي العهد في كلا البلدين أجندات عمل مكثفة ونشطة لتفعيل التعاون شملت ثمانية محاور متنوعة مابين السياسية والدبلوماسية والمجالات العسكرية والأمنية إضافة التي التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وكذلك الجوانب الثقافية والإعلامية وشئون التعليم العالي والبحث العلمي والطرق وشئون البيئة والبلديات. وحيث كان جدول المجلس زاخراً بالأولويات وتوافق الرؤى التي تخدم مواطني البلدين ونهج قيادتيهما فقد أبرزت شخوص عضوية الجانبين في الاجتماع الأهمية القصوى التي يستشعر من خلالها المتابع الدور الكبير الذي يحظى به هذا المجلس من قيادتي البلدين ممثلة في رئاسة الوفدين من قبل ولي العهد القطري سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي وبقية أعضاء الوفدين من كبار الوزراء والشخصيات الرسمية لتطوير العلاقات وتنميتها وترسيخ أخوة الشعبين وصلاتهما الوثيقة بل وليعطي المجلس مجالاً أوسع وأسرع للعمل واتخاذ القرار تجاوزاً لظروف مرحلية سابقة. فالقطريون يدركون متانة العمق السعودي التاريخي وتأثيره العالمي والإقليمي وقوة الاقتصاد السعودي وضخامته السوقية بل حتى العامة من إخوتنا في دولة قطر حسب أحاديث مجالسهم وخطابهم يعتبرون المملكة فضائهم الزاخر وارتباطهم الروحي المتجذر فالعائلات واحدة وسمات الحياة وطبيعتها واحدة بين الشعبين. أيضا ينظر السعوديون إلى إخوانهم في قطر بعين المحبة والفخر دائما بالإنجاز التنموي القطري المكثف والحضور المميز والمؤثر للدولة الشقيقة في المحافل الدولية وعلاقاتها المميزة مع مراكز القرار العالمي. بل يسعدهم كل طموحات الشعب القطري نحو الريادة والعالمية في مختلف المجالات كما في فكرة استضافة المونديال العالمي 2022م في قطر ونجاحهم بقوة في هذه التجربة التي اعتبرها السعوديون نجاحا لهم. فهذا تكامل محمود يسهل مهمة المجلس التنسيقي الذي يستثمر كل تلك العرى الآن بإيجابية تتوافق مع كل أطر التعاون بين البلدين اللذين يظلهما مجلس التعاون الخليجي وكافة المؤسسات الإقليمية والدولية. وعلى أرض الواقع هناك تفعيل حقيقي وملموس للتعاون الأخوي بين الشعبين يحفز كلا منهما للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة وكذلك فرص العمل الوظيفي والتجارة وقد سجلت معدلات التواصل والزيارات المتبادلة بين الشعبين في السنوات الثلاث الأخيرة معدلات غير مسبوقة حسبما تشهد حركة العمل في سلوى وأبو سمرة وهي المراكز الحدودية بين البلدين. وكل ذلك عقب الزيارة التاريخية التي قام بها سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى الدوحة العام 2008 م والتقى فيها بسمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فقد كانت تلك الزيارة وما تضمنته من تفاهم ومشاورات إضافة إلى الحفاوة والقبول هنا هي حجر الزاوية لوضع العلاقات السعودية القطرية في مسارها الصحيح والمؤمل وهو ما يلمسه المواطنون هنا في الدوحة وهناك حيث مختلف المدن السعودية ويفرحون لنتائجه التي تلازم تنقلاتهم وكافة مناشطهم المشتركة. فقيادتي البلدين من الوعي والإدراك العميق بضرورة التلاقي الدائم واستثماره لصياغة رؤية مشتركة لمواجهة متطلبات مستقبل الشعبين وتجنيب البلدين كل الظروف الصعبة المحيطة بعمل مشترك وتنسيق رسمي منظم وهو ما يمكن اعتباره في نموذج “ مجلس التنسيق السعودي القطري “ الذي أكدت الظروف أهمية فكرته واستباقيتها المبكرة. ونتمنى للبلدين الشقيقين ولشعبيهما التوفيق دائما لبناء مزيد من جسور التعاون والتواصل في شتى المجالات حيث الأرضية الصلبة والقرارات المحفزة لمثل ذلك الآن برعاية الحكومتين فالفرص في أسواق البلدين واعدة ومتنوعة. [email protected]
567
| 06 مارس 2011
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3567
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2160
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2076
| 04 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1266
| 04 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
927
| 04 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
921
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
885
| 05 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
876
| 03 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
843
| 02 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
687
| 06 نوفمبر 2025
لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...
675
| 05 نوفمبر 2025
تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...
669
| 04 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية