رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تشير الأخبار الاقتصادية إلى نية سوق الأوراق المالية في قطر التوسع في الوقت اليومي المتاح للتداول بزيادة ساعة عمل لنشاط السوق الواعد والذي سجل حسب النتائج الختامية لمؤشر السوق العام الماضي 2010م النسبة الأكبر في الصعود بين قرنائه من الأسواق الخليجية الأخرى مما يتوافق بالطبع مع المكانة الاقتصادية الكبيرة التي تحظى بها دولة قطر في السوق العالمية وفي مجالات الطاقة تحديدا وكذلك حجم الإنفاق الكبير الذي أعلنت عنه الدولة للتجهيزات الأساسية لاستضافة مونديال 2022م الأمر الذي سيوجه البلد وطاقاتها نحو البناء والنمو الاستثماري المكثف وفق سلسلة المشاريع والمنشآت التي أعلن عنها من طرق وملاعب وشبكات النقل والفنادق والمناطق السكنية وتفعيل أداء المطارات والاستثمار في مجالات النقل الجوي وغيرها. وحين الحديث عن السوق المالية القطرية لا يغيب عن بالنا نحن في الإحساء تحديدا تلك الجموع من المواطنين التي شدت الرحال إلى الدوحة أو عبرت الإحساء إلى هناك إبان حملة الاكتتاب في أسهم مصرف الريان في مطلع العام 2006م فقد كان الإقبال كثيفا فتحت له اللجنة المعنية بالاكتتاب أحد الملاعب الرياضية في الدوحة لمواجهة أعداد المكتتبين. وقد رصدت صور متنوعة لجوانب الحدث وعوائده الاقتصادية، إذ ارتفعت نسب إشغال فنادق الدوحة كافة مما حدا بالبعض الإقامة في الخلاء أو تحت خيم مؤقتة جلبت معهم لحين الانتهاء من مهمة الاكتتاب التي وصفت بالتاريخية على مستوى العالم، وكان بالطبع الظفر بالمكاسب والأرباح التي تحققها اقتصاديات سوق قطر هو الدافع لمثل هذا الحضور الكثيف الذي أذنت فيه الدولة هنا لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي بإمكانية المساهمة في رأسماله التأسيسي وكانت تلك التجربة بالفعل مؤشرا واقعيا وملموسا للثقة الكبيرة في اقتصاديات البلاد من العموم سواء أولئك الذين شكلوا مشهد الحدث في الإستاد الرياضي آنذاك أو غيرهم من الاقتصاديين العالميين المهتمين بمتابعة اقتصاديات قطر وقوتها المؤثرة. واللافت للنظر هو الربط بين متانة الاقتصاد المحلي وملعب الإستاد الرياضي محل اكتتاب مصرف الريان. فهل كانت الصورة مدروسة ومعد لها مسبقا ولهذا الربط بين الرياضة والاقتصاد الذي أفضى بعد أربع سنوات لاستضافة المونديال العالمي 2022م في قطر والتي تستعد له الآن بقوة اقتصادية هائلة لتحقيق قصة نجاح تاريخية بل أسطورية توظف فيها فكرة الاستضافة لبناء دولة ذات إمكانات مميزة وتفعيل مكرر للاقتصاد يوظف الأفكار والطموحات والطاقات لبناء تنمية مستدامة تحقق من خلالها قطر حضورا عالميا مستمرا وتنمية منوعة ومستوطنة تفوق احتياجات المونديال المرتقب لتأخذ بالبلاد إلى مصاف الدول الأكثر تقدما حيث جعل المونديال هدفا لهدف أكبر. أعود إلى الإحساء حيث عبرت قوافل المكتتبين في الريان، من هنا فالحديث مكثف أيضا عن إمكانية التفاعل مع الحراك الاقتصادي القطري الضخم والاستفادة من بعض معطياته باعتبار الإحساء اقرب حاضرة سكانية للدوحة وتتوفر فيها العديد من الإمكانات "اللوجستية" المرتبطة بالسوق السعودي الضخم وهذا ما تأكد بالفعل من خلال ما تناقلته الأخبار مؤخرا عن إنشاء بنك سعودي قطري مشترك والنية السعودية أيضا لإقامة مدينة اقتصادية في منطقة سلوى المتاخمة للحدود القطرية وعلى مساحة 300 مليون متر مربع ويؤمل أن تحوي جملة من الصناعات الكيماوية والتحويلية المعتمدة على الغاز. وفي الواقع جدير بهذه الفكرة أن تصل إلى حيز التنفيذ سريعا فليس من المجدي أن تشحن طاقات الغاز القطري إلى الأسواق العالمية وخلف القارات بينما خبرات التحويل الكيميائي وصناعاته متوافرة على بعد أميال قليلة لدى الجانب السعودي إضافة إلى طاقات رأس المال والخبرات المتنوعة وهو ما يدعو إلى التكامل البيني تحقيقا للمصالح المشتركة ورفاهية الشعوب. أيضا هناك قاعدة قوية من التعاون والتبادل التجاري المصرفي المشترك بين البلدين مبنية على الثقة وحوافز العائد الاستثماري هنا فقد سمعت من الأستاذ عبد الله بن فهد بن غراب المري مؤسس ورئيس مجلس إدارة بنك قطر الأول للاستثمار عندما التقيت بسعادته في فندق المملكة بالرياض 2007م كم كانت مهمته سهلة وشيقة عند عرض فرص المساهمة في تأسيس البنك على عدد من الفعاليات والشخصيات الاقتصادية السعودية وفرحهم بتلك الخطوة التي تجاوزت ظروف تلك الفترة. إذا فتمديد ساعات العمل في سوق المال القطرية وتنامي مؤشر السوق محفزات يلتفت إليها كل أبناء الخليج وأبناء السعودية بالذات وحتى لا تكون الشراكة بين الشعبين في حدود سوق المال وحجم شركاته نؤمل في قنوات أكبر وأوسع للتلاقي الاقتصادي والاستثمار المنوع. فكما أن التاريخ بيننا مشترك فالمستقبل أيضا بكل ما فيه مشترك بيننا.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
3174
| 04 نوفمبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2559
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2085
| 03 نوفمبر 2025