رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
- جوّع كلبك يتبعك: أول من قاله ملك من ملوك حمير كان جائرا على أهل مملكته يسلبهم ما في أيديهم، وذات مرة سمعت امرأته صياح الجماهير حول قصره فقالت: إني لأرحم هؤلاء، وإني لأخاف أن يكونوا عليك سباعا، بعدما كانوا لك أتباعا، فقال: جوّع كلبك يتبعك!! ثم إنه غزا بهم ولم يقسم عليهم شيئا، فقالوا لأخ له: قد ترى ما نحن فيه من الجهد ونحن نكره خروج المُلك عنكم إلى غيركم، فساعدنا على قتل أخيك، واجلس مكانه، فوافقهم على ذلك، ثم وثبوا على الملك فقتلوه، فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول، فقال: ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم يشبعه!! فصارت مثلا، والمثل يضرب في اللئام وما ينبغي أن يعاملوا به.جاءوا على بكرة أبيهم: أي جاءوا جميعاً لم يتخلف منهم أحد، وقيل: بل البكرة تأنيث البكر، يصفهم بالقلة أي بحيث تحملهم بكرة أبيهم. وقيل بل البكرة التي يستقي عليها، معناه جاءوا بعضهم يتلو بعضا كدوران البكرة على نسق واحد، وقيل: المراد بالبكرة الطريقة كأنهم جاءوا على طريقة أبيهم، وقال ابن الأعرابي: البكرة: جماعة من الناس أي بأجمعهم.حسبك من غنى شبعٌ ورىُّ: قال امرؤ القيسإذا ما لم تكن إبل فمعزى... كأن قرون جلتها العصيفتملأ بيتنا أقطاً وسمناً... وحسبك من غنى شبعٌ ورىقالوا: يحتمل معنيين: أحدهما أعط كل ما كان لك مقابل شبعك وريك، والآخر القناعة باليسير.خلا لكِ الجوُّ فبِيضِي واصْفِري: قاله طرفة بن العبد، وكان في سفر مع عمه فنصب فخاًّ للقنابر ونثر حباً فلم يصد شيئا، فلما تحركوا للرحيل، رأى القنابر يلقطن الحب الذي نثره لهن، فقال في ذلك: يا لك من قنبرةٍ بمعمر... خلا لك الجو فبيضي واصفريونقِّري ما شئتِ أن تنقري... قد رحل الصياد عنك فابشريورفع الفخَّ فما ذا تحذري... لابد من صيدك يوما فاصبري!إذا عزَّ أخوك فهِنْ: ينطقها الكثيرون: إذا عزَّ أخوك فهُن [ بضم الهاء ] والصواب: فهن [ بكسر الهاء ] من هان يَهين إذا لان. ومنه الوصف المعروف: هَيِّنٌ لَيّنٌ؛ لأن هُن من هانَ يَهون، وهان يهون مأخوذ من الهوان؛ والعربُ لا تأمرُ بالهوان، ومعنى عزَّ – في هذا المثل العربي - ليس من العِزَّة التي هي المَنَعَةٌ والقُدْرة، وإنما هو من قولك: عزَّ الشيءَ إذا اشتدَّ، ومعنى الكلام إذا صعب أخوك واشتدَّ فَذِلّ له من الذّل، والمعنى: إذا صعُب أخوك فلِن أنت له، تعدية الفعل بالباء: الفعل في لغة العرب يتعَدَّى تارة بهمزة تُسمى همزة النقل كقولك خرج الرجل وأخرجته وتارة يتعَدَّى بالباء كقولك خرج وخرجت به فأما الجمع بينهما فممتنع في الكلام كما لا يجمع بين حرفي استفهام، وقد اختلف النحويون هل بين حرفي التعدية فرق أم لا فقال الأكثرون هما بمعنى واحد وقال أبو العباس المبرد بل بينهما فرق وهو أنك إذا قلت أخرجت زيداً كان بمعنى حملته على الخروج وإذا قلت خرجتُ به فمعناه أنك خرجت واستصحبته معك والقول الأول أصح بدلالة قوله تعالى ذهب الله بنورهم.الحَمل والحِمل: الحَمْل [ بفتح الحاء ] ما تَحْمِل الإناثُ في بطونها. والحِمْل [ بكسرها ] ما يُحْملُ على الظَّهْر. قال اللغويون: الحَمْل بالفتح ما كان في بَطْن أو على رأس شجرة والحِمْل بالكسر ما كان على ظَهْرٍ أو رأسٍ. ويقال امرأة حامِل وحامِلة إذا كانت حُبْلَى فمن قال حامِل قال هذا لأن هذا الوصف لا يكون إلا للإِناث، ومن قال حَاملة بَناهُ على حَمَلت فهي حَاملة، لأن المرأةُ إذا حَمَلّتِ شيئاً على ظهرها أو على رأسها فهي حاملة لا غير. لأن الهاء إنما تَلْحَق للتفَرْقة، فما لا يكون للمُذَكَّر، لا حاجة فيه إلى عَلاَمة التأنيث فإن أتِي بها فإنما هو على الأَصل. هذا قول أهل الكوفة. وقال أهل البصرة: هذا غير مستمرّ لأن العَرَبَ تقول رَجُلٌ أيِّمٌ وامرأة أيِّمٌ ورجل عانِسٌ وامرأة عانِسٌ مع الاشتراك.. قالوا والصَّوَاب أن يقال: إن قولهم حَامِل وطَالِق وحَائِض ونحوها أوصافٌ مذكرة وُصِف بها الإِناث كما أن الرَّبْعة والرَّاوِية والداهية أوصافٌ مؤنثةٌ وُصِف بها الذكور.والحَمَلة بفتحتين جَمْعُ حَامِل يقال هُم حَمَلة العَرْش وحَمَلة القرآن. الفرق في الدلالة بين حين وحيث: يغَلِطَ كَثِيرٌ مِنْ الْكتَّاب والخطباء فيَستعَملُون (حِينَ) بِمَعْنَى (حَيْثُ) وَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ حَيْثُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ لظَرْفُ المَكَان وَحِينَ بِالنُّونِ لظَرْفُ الزَمَانٍ فَيُقَالُ قُمْتُ حَيْثُ قُمْتَ أَيْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي قُمْتَ أنت فِيهِ، وَاذْهَبْ حَيْثُ شئتَ أَيْ إلَى أَيِّ مَوْضِعٍ شئتَ، وَأَمَّا حِينَ بِالنُّونِ فَيُقَالُ قُمْتُ حِينَ قُمْتَ أَيْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ الذي قمت أنت فيه، وَلَا يُقَالُ خرجتُ حَيْثُ خَرَجَ الْمدير بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ. قال صاحب المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: "... كُلَّ مَوْضِعٍ حَسُنَ فِيهِ " أَيْنَ " وَ" َيُّ " اخْتَصَّ بِهِ حَيْثُ، وَكُلُّ مَوْضِعٍ حَسُنَ فِيهِ "إذَا" و"لَمَّا" وَ" يَوْمٌ " و"وَقْتٌ " وَشِبْهُه ُ: اخْتَصَّ بِهِ حِينَ...". الفرق بين (لديه) و(عنده): لَدَى ولَدُنْ ظرفانِ للمكان والزمان، بمعنى "عن"، مَبنيّانِ على السكون، والغالبُ في "لَدُنْ" أن تُجرَّ بمن، نحو "وعلَّمناهُ من لَدُنّا علماً. وإذا أُضيفت إلى ياء المتكلم لَزمتها نونُ الوقاية، نحو "لَدُنِّي". والغالبُ على "لَدَى" النّصبُ على أنها ظرف زمان أو ظرف مكان، نحو "جئتُ لَدَى طُلوعِ الشمس" أو نحو "جلست لَديكَ". ولا تكون "لَدى وَلدُنْ" إلا للحاضر. فلا يُقال "لديَّ كتابٌ نافعُ"، إلا إذا كان حاضراً. أمّا "عند" فتكون للحاضر والغائب.تذكير الفعل وتأنيثه: يشتبه على بعض الكتاب المعاصرين أمر التأنيث والتذكير بين الفعل والفاعل، وخلاصة ما استقر عليه اللغويون في هذه الناحية هي أنه: يجب تذكير الفعل مع الفاعل في حالتين: - أن يكون الفاعل مفردًا مذكرًا أو جمع مذكر سالمًا. - أن يكون الفاعل مؤنثًا ظاهرًا مفصولاً بينه وبين الفعل بـ «إلا» مثل: [ ما يقول الحق إلا فاطمة. ]ويجب تأنيث الفعل مع الفاعل في ثلاث حالات: 1- أن يكون الفاعل مؤنثًا حقيقي التأنيث متصلاً بالفعل مثل: حضرت زينب، نجحت الطالبة. 2 - أن يكون الفاعل ضميرًا مستترًا يعود على مؤنث حقيقي أو مجازي مثل: زينب نجحت في الامتحان. الشمس تغرب آخر النهار. 3- إذا كان الفاعل ضميرًا يعود على جمع مؤنث سالم أو جمع تكسير لمؤنث أو مذكر عاقل مثل: الطالبات نجحن في الامتحان. الزينات ارتفعت في رمضان. الفواطم نجحن. الأقلام جفت. ويجوز تأنيث الفعل في ثلاث حالات: 1 - أن يكون الفاعل مؤنثًا حقيقيًا منفصلاً عن فعله مثل: نجح (أو نجحت) في الامتحان طالبة واحدة. والتأنيث أفضل في هذه الحالة وإن كان التذكير جائزًا. 2 - إذا كان الفاعل اسمًا ظاهرًا مجازي التأنيث مثل: طلع (أو طلعت) الشمس. والتأنيث أفضل أيضًا. 3 - إذا كان الفاعل جمع تكسير للمذكر أو المؤنث مثل: قال نسوة في المدينة. الأشجار أينعت. الرجال قامت أو قاموا. وقالت الأعراب آمنا.[والتذكير أفضل هنا]. [email protected]
2214
| 07 فبراير 2012
يمثل التعليم أهمية كبرى لجميع شعوب العالم لكونه الاستراتيجية القومية الأضمن للرقي الاجتماعي الساعي لبناء حضارة أو شخصية قومية مميزة تخضع لألوان شتى من التأثيرات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.ويرى التربويون أن أحداً لا يستطيع أن يوجه مسيرة التنمية في دول العالم الأقل نمواً إلى درجة عالية من الفاعلية إلا بمشاركـة مجتمعية حقيقية، ولذا أصبحت المشاركة المجتمعية في التعليم ضرورة ملحة من دونها لا تستطيع المدرسة أن تحقق أهداف المجتمع وطموحاته، فالمدرسة بطبيعتها لا تعمل في عزلة عن الظروف والعوامــل المجتمعية التي تحيط بها، ولكنها جزء من المجتمع تنفعل به وتتفاعل معه، ومن ثم فإنه يجب أن تستفيد من خدمات المجتمع المادية والبشرية، وتقدم له ما لديها من إمكانات مادية وبشرية للمساهمة في حل المشكلات وإصلاح التعليم وتطويره.ومنذ انتشرت ثقافة الاهتمام بضبط الجودة في المؤسسات التعليمية انطلاقا من النظر إلى التعليم باعتباره سلعة كغيره من السلع لا بد له أن ينافس، وأن يسعى إلى إرضاء مستهلكي تلك السلعة من الطلاب والمجتمع والدولة، أصبح أولياء الأمور والطلاب يرغبون في الحصول على أفضل المؤهلات للحصول على الفرص الوظيفية التي تتناقص متأثرة بازدياد عدد الخريجين وقلة فرص العمل، وأولياء أمور الطلاب – بطبيعة الطموح الإنساني المشروع - يتطلعون إلى أفضل تأهيل لأبنائهم، أما الحكومات الوطنية فإنها تسعى لإنجاز مخرجات تعليمية متميزة تمكنها من إنجاح خططها التنموية، فالتعليم ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والإصلاح والتقدم، وهو الوعاء الرئيسي لتحقيق تنمية الموارد البشرية التي هي عماد عمليات التنمية في أي مجتمع. ويتفق أكثر التربويين على أن التقاعس عن النهوض بمخرجات التعليم يترتب عليه ظهور البطالة في صفوف المتعلمين، وانخفاض المستوى المعيشي لعدد كبير من الأسر، وعدم الارتباط بين تخصصات التعليم ومتطلبات سوق العمل وإذا كان التعليم الجيد مسؤولية كل فرد، فإن الحرص على تقوية أواصر المشاركة المجتمعية بين المدرسة والأسرة وأفراد المجتمع المحلي المحيط بها ومؤسساته المختلفة أصبح ضرورة عصرية ضمانا لشعور الجميع بأن المدرسـة امتداد طبيعي للأسرة، وأنها تسعى لتحقيــق طموحات كل أفراد المجتمع، كما أنه من غير المنطقي أن تقف المؤسسة التعليمية بمفردها تواجه التحديات وتتحمل المسؤوليات فمن الضروري دعم المجتمع كافة للمؤسسات التعليمية في صورة مشاركة مجتمعية من كافة الهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني بتنظيماته وجمعياته الأهلية وأصحاب الأموال والأعمال وأولياء الأمور القادرين وغيرهم من المواطنين.ورغم تعدد المداخل لتحقيق الإصلاح المدرسي: (مدخل اللامركزية – مدخل معايير الجودة – مدخل المشاركة المجتمعية – المدخل الإصلاحي المتمركز حول المدرسة) فإن مدخل المشاركة المجتمعية يقف في مقدمة تلك المداخل بوصفه من أهمها إن لم يكن أهمها على الإطلاق من حيث كونه يشجع على اندماج المجتمع بشكل حقيقي في جهود إصلاح وتطوير المدرسة، فهناك أدوار ومسؤوليات محددة تقع على عاتق مجلس الأمناء والآباء والمعلمين، المجتمع المحلي.من هنا أصبحت المشاركة المجتمعية في التعليم ضرورة بناءة، فهي تستطيع أن تمدنا بالطاقة الفاعلة التي يمكن من خلالها أن نواجه تحديات الفترة الحالية، والقضاء على الفجوة بين الموارد المتاحة والطموحات الهائلة التي يمكن تحقيقها، وأشارت وزارة التربية والتعليم إلى أن فكر المشاركة المجتمعية يتناغم مع فكر مؤسسي النظريات التربوية الذين آمنوا بالديمقراطية في التربية، وهي معيار تقاس به النظم الديمقراطية ولأن التعليم قيمة مجتمعية لا تحل إلا بالمشاركة الجماعية، وإصلاح أمره مسؤولية الجميع، فإحداث التطوير في نظام التعليم يجب أن يتم من خلال الجهود الجماعية لأفراد ومؤسسات المجتمع.في ضوء ما سبق يتبين أهمية المشاركة المجتمعية كأحد المداخل المهمة للإصلاح المدرسي وفقا لمعايير الجودة والاعتماد. وأصبح محتما على واضعي السياسات التربوية في وطننا العربي أن يعيدوا النظر في دمجها كأسلوب عمل جديد في نظمنا التعليمية. [email protected]
1561
| 03 فبراير 2012
نحن اليوم في عصر العولمة بكل ما تعنيه الكلمة من معان على اختلاف مفاهيمها السياسية والاجتماعية، ولعل الأثر الأكثر خطورة لهذه العولمة هو ذوبان الهويات المختلفة في هوية واحدة، بحيث تصبح الثقافات والأفكار والمعتقدات موحدة لمصلحة الجانب الأكثر قوة وأموالا.والأدب عنصر من عناصر الحياة الفعالة، يتأثر بكل ما هو سائد في المجتمع، تقدماً وتخلفاً، فهو يسير بعلاقة طردية مع الظروف المحيطة، سواء أكان هذا الأدب مكتوباً أم مسموعاً أو مقروءا، فهو يؤثر في شخصية الإنسان ويغير من سلوكه بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وما يبث الآن في وسائل الإعلام ما هو إلا تطبيق لرؤى العولميين في إحداث تغيير لثقافات الشعوب النامية والضعيفة وجعلها تابعة لثقافاتها المبهرة القوية. ولعل أكثر هذه التبعية شيوعا هو انسياق الشباب والأطفال إلى الأدب العربي المتمثل في الأفلام والقصص التي تحمل الأفكار العربية والتي يؤثر عليها الأخلاقيات والقيم التي تتوافق مع مبادئ الأخلاق والقيم العربية المسلمة. فغالباً ما يصور الأدب العربي بطل القصص بأنه بشر خارق للعادة ويأتي بأعمال تخالف الطبيعة البشرية فهو يطير ويعبر ويحارب ويغلب أفرادا كثيرين بقوته الجبارة. وهذا بالطبع يجذب الأطفال ويجعل خيالهم يجري وراء هؤلاء الأبطال. واليوم نجد كل أطفالنا مولعين (بسوبرمان) وننجا..... ولو سألنا أحدا من الأطفال عن حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أبي بكر أو عمر، أو عثمان، أو علي بن أبي طالب، أصابه السكوت والاستغراب، فهو يجهل هذه المعلومات التي لم تقدم له من بداية عمره وهو صفحة بيضاء يكتب فيها كل ما يقدم إليها. فالغرب يدس لنا العسل في السم ويفرض علينا ثقافته وأفكاره دون أن نشعر، وتكمن الخطورة من مرحلة الطفولة خصوصا حتى يمكن أن يظهر جيل يحمل الولاء والانتماء إلى هذه الثقافة التي روته منذ كان صغيرا. وتشرب منها بقصد أو من دون قصد أخلاقها وقيمها. وهذه النتيجة لا يكون المسؤول عنها هذا الجيل، ولكن المسؤولية تأتي من جيل أو أكثر ممن سبقوه من الذين تركوا الحبل على الغارب وسمحوا لكل ما هو غربي بالتوطن في داخل شخصيات أطفالنا وبيوتهم على السواء.وإن كان البعض قد تنبه إلى هذه المشكلة كما ذكر الأستاذ/ عبد التواب يوسف حين قال "إننا نعاني ومازلنا حتى اليوم من محاولات كثيرة وملحة لغزو عقول أطفالنا والسيطرة عليه سيطرة كاملة تؤهل الجيل الحالي من عقول أطفالنا للانصياع وراء ما يريده الغرب منا. وذلك للحد من الإنتاج العربي الذي يحاول أن يتخذ الإسلام شرعة ومنهاجا، لأن كل القصص الوافدة هي محاولة لأمركة الأجيال اللاحقة". من هنا يجب على مؤسساتنا العربية المعنية بالطفولة أن تنبه العقول الناشطة لاستعادة عقول أطفالنا من هذا الغزو. فالذي لم يستطع الغرب تحقيقه بالاحتلال والسلاح، أصبح اليوم يمكنهم تحقيقه بالفضائيات والإنترنت، هذا لأنه لم يواجه مقاومة كما حدث في الاحتلال بالسلاح.فالمواجهة والمقاومة تحتاج إلى سلاح بنفس القوة حتى تكون المنافسة متكافئة، فنحن نحتاج إلى كتابات جذابة وشائقة ومحببة للأطفال، تحمل روح العربي المسلم ولكنها في الوقت نفسه ترتدي ثوب الحداثة والمعاصرة حتى لا نكون رجعيين ومتخلفين. [email protected]
512
| 21 يناير 2012
منظر تنخلع له النفوس، وتقشعر له الجلود، وتنفطر له القلوب، منظر هؤلاء الذين تنقلهم السيارات الزرق يوماً بعد يوم من سجن طرة إلى مقر المحكمة، الشعب كله يعرف أن هؤلاء سارقون وقاتلون ومزورون ومجرمون، سفكوا الدماء، ونهبوا الأراضي والشقق، وهربوا الأموال، واستحلوا معظم ما حرم الله، فلما ثارت الثورة، وأحيط بهم، وتم إيداعهم سجناً هو إلى الفندقة أقرب منه إلى التكدير، تحتم عليهم أن يواجهوا قضاة عدولاً، ومحامين أشداء، وجماهير متشفية مترقبة، تتطلع يوماً بعد يوم إلى النطق بالأحكام في حق هؤلاء المجرمين.وما بين عشية وضحاها، استيقظ الشعب على هؤلاء المجرمين ينزلون من السيارات المصفحة الزرق يتأبطون المصاحف ولا أثر للخشوع على وجوههم المتحجرة! فما الرسالة التي يريدون إيصالها إلى الناس؟ هل يستدرون بهذه المصاحف شفقة ضحاياهم؟ هل يضحكون بهذه المصاحف على برلمان يوشك أن يتألف وستكون أكثريته من التيار الإسلامي؟ هل يريدون إقناع ضحاياهم بأنهم يتلون كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار؟ هل يزعمون بهذه المناظر أنهم تابوا وثابوا إلى رشدهم؟لا شيء من ذلك كله يظهر في أقوالهم ولا في أقوال محاميهم، لا شيء يشير إلى أنهم تابوا واعترفوا بأنهم أجرموا – ولا أقول أخطأوا – في حق هذه الأمة على مدى ثلاثين سنة أو تزيد.إذن فإن هذه المجلدات التي في أيديهم قد تكون قواميس أو أطالس أو مفكرات وليست مصاحف، فالأيدي التي تحمل المصاحف تكون غالباً في أجساد يظهر عليها الخشوع وتظللها التقوى، أما هذه الوجوه المتبجحة، وهذه الأعين المتحدية، وهذه المِشْيات المصعرة، لا تنم عن خشوع ولا تدل على توبة ولا تشير إلى ندم. بل إن هؤلاء النفر جدير بهم - إذا أرادوا استجلاب عفو الناس واستقطاب تسامحهم معهم - أن يعلنوا براءتهم من تاريخهم الملوث، وأن ينزلوا عن كل أموالهم التي يملكون فلا يبقى لأحد منهم إلا ما كان قد ورثه عن والديه، ثم عليهم أيضاً أن يعترفوا تفصيلياً – كل بما فعل من جرائم، فهذا الذي جعل مكتبه مكاناً للتجسس، وذلك الذي اتخذ في مكتبه مخدعاً نسائياً عثر فيه الثوار على ملابس وعطور نسائية. وذاك الذي حرض البلطجية على الفتك بالثوار، وذاك الذي دفع الأموال لتزوير الانتخابات السابقة، وذاك الذي كان يهادي سكان القصر المالك لمصر بعظائم الهدايا المنهوبة من المال العام، وذلك الذي كان يرتشي للتوسط في التعيينات والترقيات. وذلك الذي كانت إسرائيل أحب إلى قلبه من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤويه.. كل أولئك يجب أن يعترفوا – تفصيلياً – وعلى كل الشاشات بكل جرائمهم ولو فعلوا ذلك طواعيةً واختياراً فعسى الشعب أن يقبل عنهم توبتهم ويكف عن السخرية من مناظرهم وهم يحملون المصاحف بغير خشوع كما لو كان يحملون سندوتشا، أو قاموسا، أو (أجندة). أما إن كان ما يحملونه مصاحف حقيقية فلا شك عندي في أنها تستجير بالله منهم، وتتمنى يوما تتحرر فيه من سجن تلك الأيدي النجسة الملوثة بدماء وأموال المظلومين.وإن لم يفعلوا ذلك طواعيةً واختيارا. فسيفعلونه غداً أو بعد غد قسراً وإجباراً.. فإن إرادة هذه الأمة لن تنكسر ثانية، ولن ينال عفو هذا الشعب إلا من يستحق[email protected]
522
| 20 يناير 2012
يتهددك خطر عظيم إذا استلطفك الناس، فالإنسان أناني بطبيعته ومؤثر لمصلحته بفطرته، فإذا ما آنس فيك لطفاً، أو خفة ظل، أو مروءة، أو أريحية، سارع إلى صداقتك، وألح في التقرب إليك، والاستئثار بك، فيغنم منك جليساً مريحاً، وسميراً ودوداً، وإلفاً مألوفاً، وتخسر وقتك الثمين فتسكبه طواعيةً واختياراً لترطيب جلسات أصدقائك الجافة، وتجهد عقلك ولسانك وفكرك وراحة بدنك من أجل سعادتهم وهم بذلك مغتبطون وعليه حراص.فتنبه –أرشدك الله إلى القصد وعصمك من الغفلة- إلى هذا المنزلق الخطر، واجعل من شخصك المحبوب المطيع المهذب اللطيف شخصاً آخر مثيراً للملل، مستفزاً، ثقيلاً، سمجاً، حتى تكسب نفسك، وتوفر جهدك، وتفوز بوقتك.وما عليك إن أردت أن تكون مملاً إلا أن تتخذ " التناحة " لك منهجا، وتقاطع من يتحدث، مرة بعد مرة، بمداخلات مغرقة في التفاهة، فيبغضك المتحدثون، ويرون في حضورك مصدراً عظيماً من مصادر التوتر والقلق والتنكيد.ثم عليك إذا رأيت اثنين يتساران أن تقتحم عليهما ما يحاولانه من خلوة، وتسأل وتلح في السؤال عما يصل إلى أذنيك من حديثهما ذاك الذي يتساران به، ولا تستح إذا ما جبهك أحدهما أو كلاهما بكلمة نابية، أو لوم عنيف، أو ذم قاسٍ. وعليك الاستمرار في تقحم سرهما ومحاولة فك غوامضه، وتفسير كوامنه.واعلم – وفقك الله للخير ووفق الخير إليك- أنك لن تدرك من بغيتك كل ما تريد أو بعض ما تريد إلا إذا أخذت نفسك بكثير من الصبر والجلد، ووطنتها على مغالبة الغضب ومدافعة الثورة إذا ما سبك أحد الجالسين، أو سخر منك، أو طلب إليك أن تفارق جلستهم.فإن حدث شيء من ذلك معك، فتقبله قبولاً حسنا، وأيقن في داخل نفسك، أن ما يوجه إليك من سب وشتم وطرد وسخرية، إنما هي دلائل انتصارك، وعلائم فوزك، وأنك عما قليل بالغ من هدفك – وهو إملال الجالسين- بعض ما تريد.واعلم – نور الله بصيرتك- أن من أسباب انتصارك أن تتبنى الرأي الضعيف، وتنتصر للفكرة البغيضة، وتدافع عن السخف بقوة وحماسة. فإذا هاجم أحدهم مثلاً مطرباً فذّاً مثل "شعبولا"، أو أغنية رصينة خالدة مثل "المصريين أهمه" أو سياسياً لامعاً من أولئك الجاثمين على الصدور منذ أربعين عاماً، فما عليك إلا الانتصاب لتدفع هذا الهجوم بقوة وحدة، فهذا المطرب الفذ، وذلك السياسي الثقيل، وتلك الأغنية الراقية، علامات مميزة في تاريخنا العربي الحديث!! وأدلة بارزة على أننا بناة حضارة طريفة وأبناء حضارة تليدة. وأن ما يسمونه " المرحلة التي تجتازها [ المحروسة ] أمتنا " هي بالفعل مرحلة لها خصوصيتها الحضرية [ نسبة إلى الحضري ]!ولكي تكون مملاً عظيماً، عوِّد نفسك ما تفعله حكومتك من الخوض فيما لا تفقه من الأمور، ووطنها على الجدل العقيم، فإذا اشتعل حوار بين فريقين من جلسائك حول كرة القدم التي لا تفقه فيها شيئاً، فخض مع الخائضين، واعمد إلى أبغض اللاعبين إلى نفوس القوم فامتدحه ما استطعت، وتخير أسوأ مواقفه الرياضية التي يمقتونها لتتخذ منه دليلاً على عبقريته الرياضية. ولا تبال بما يتناثر على وجهك من بصاق القوم – إن وصل الملل إلى حد البصق على وجهك- بل قابل هذا السلوك (وهو كما تعلم سلوك مشين) بصدر رحب، ونفس متسامحة، وضحكة صفراء فاقع لونها تصيب مرارة جلسائك في مقتل.وإذا سألتني – وقاك الله عمى البصيرة- عن أعظم أبواب الملل أثراً، فسأجيبك بأنه الرغي والإزباد، فما عليك إلا أن تبدأ الحوار بموضوع تافه، أو قصة سبق أن حكيتها لأصحابك خمسين مرة، أو معلومة عديمة القيمة، ثم تأخذ في شرح الواضح وتفسير مالا يحتاج إلى تفسير، وتستشهد في كلامك – من باب حرق الدم- بأسماء ومصطلحات أجنبية تخترعها اختراعاً إن لم تمطرك بها ذاكرتك لحظتئذ.ومن باب التلطف وتخفيف حدة الخلاف، عليك أن تستعين ببعض النكت بشرط أن تكون من السخف والقدم والبرود بحيث لا تضحك حتى الأبله، فإذا ما انتهيت من روايتها، ففجر ضحكة عالية، مجلجلة، طويلة، صاخبة، هادرة، مدوية، متصلة لا تكاد تنقطع، ولا بأس إن صحبت تلك الضحكة مصافحة قسرية منك لأقرب مجالسيك. على أن تكون مصافحة قاسية عنيفة مؤلمة تنقصف لها أصابعه أو تكاد.ومن تراث المملين العظام مبدأ معروف هو "خالف تعرف" فإذا هاجم القوم التدخين فحدثهم عن مزاياه، فمثلاً إذا تحدثوا عن خطره الصحي، فشككهم في مصادرهم، وأنها ليست علمية وإنما هي من الصحف تنشر ذلك دون مرجع موثوق بصحته، كيف وقد أثبتت التحاليل أن في النيكوتين شيئاً قل أو كثر من البروتين!! وهل يكون خطره الصحي على ذي المرة السوي هو نفس الخطر على ضعيف البنية المتهاوي؟ وإذا تحدثوا عن حرمته الشرعية فما عليك إلا أن "تقلوظ" العمة على دماغك الكثيفة الأحراش، "وتلغوص" في أدلتهم تفنيداً وتضعيفاً مستدلاً بآراء من أباحوا التدخين من قدامى العلماء كالشيخ عبد الغني النابلسي وغيره، حينئذ ستظفر من جلسائك –أعداء التدخين- بقدر كبير من الاحتقار والشعور بالملل منك ومن اليوم الذي عرفوك فيه.فإذا كان جلساؤك ممن يدخنون، فأفرغ عليهم جعبة مضاره الصحية منسوبة إلى مصادر طبية تختلق أسماءها بوقار شديد، ثم اتل عليهم ما تحفظ من فتاوى التحريم والكراهة التي تحفظها.فالمهم – في الحالين- أن يسلم لك مبدأ "خالف تعرف"!!وأما فصل الخطاب في حديث الإملال – حفظ الله عليك عقلك وحماك من ارتفاع الضغط- فهو أن تعيد على جلسائك ما علق بذهنك مما تداول من الفكر الجديد والقديم والوسيط في مؤتمرات الأحزاب المصرية (بلا استثناء) فإن للقوم في مؤتمراتهم حديثا شائقا ممتعا يضحك الثكالى عن التنمية و- عدم المؤاخذة – " التعمير " وحقوق الإنسان والصحة والتعليم وفرص العمل.فأعد على جلسائك – بحماسة محمومة – إيمانك بصدق القوم، وتفاؤلك بما يسمونه "مستأبل المنطأة " [ مستقبل المنطقة ] في ظل السلام والرخاء والكويز العزيز [ أنت مش كويز النهارده والحمد لله؟ ] ولست أدري أنجح هذا المقال في رفع ضغطك أم لا؟ أتمنى ألا أكون قد أطلت أوخانني " التعمير "[email protected]
546
| 13 يناير 2012
التأمت جلستنا الأسبوعية على مقهى (السعادة) المجاور لعجلاتي " الثورة " غربي محطة سكة الحديد، كان الأستاذ أبو الدهب في حالة نوم بائسة، فهو ينام ويصحو تسع مرات في الدقيقة. وحسب درجة ارتفاع وانخفاض مستوى الحوار وكان الدكتور شريف متألقاً كعادته في تحليل الموقف السياسي من منظور بورصوي بحت، فهو منذ قرر استثمار ثلاثة آلاف الجنيهات التي تمثل شقاء عمره في البورصة أصبح الخبير الاقتصادي المتخصص في جلستنا الأسبوعية.في هذا الأسبوع كان الأخ موهوب في أعلى درجات التجلي منذ عثر على صنف جديد من الحشيش أطلقوا عليه (عباسية 2) وكان موهوب حين يشد نفساً من الشيشة يتبعه بتضمضة خشوع صامتة طويلة، وما أن ينفث ما بصدره حتى تنفجر كلماته بسرعة الإعلانات الدستورية.بدأت جلستنا بكلمات رومانسية من الأخ بطيخ حول التغيرات الجسمية التي نجمت عن ثورة يناير المجيدة فأثنى فضيلته على أمور جوهرية كان الثوار يطالبون بها واستشهد من أجل تحقيقها ألف شهيد وتحول نحو أربعة آلاف شاب إلى معوقين.ما أهم هذه الإنجازات يا أفندي أنت يا متفائل؟تساءل موهوب إثر نفس عميققال بطيخ وهو يزغر لصاحبه زغرة شاذلية لا تمت للكرامة الإنسانية بصلة: - تغيير أرقام المحمول.. يا فالح وزيادة الأصفار.. هل كنت تحلم بها لولا هذه الثورة المجيدة؟- إلغاء التوقيت الشتوي.. هل خطر حلم تغييره ببال أحد من أهلك قبل ثورة يناير المجيدة؟- إنتاج مفكرين كبار من العينات التوفيقية العكاشية.. هل مر بخبالك قبل يناير 2011 أن يكون لدى مصر مفكرون بهذه الكفاءة؟- توسيع مفهوم (البلطجية) ليشمل أساتذة الجامعات وخريجي الطب والهندسة والحاسب الآلي.. بعد أن كان النظام البائد يجعله حكراً على الفواعلية وأرباب السوابق؟استسلم أبو الدهب – مع تدفق ذكر الإنجازات – لسبات عميق ترتب عليه ما لم تحمده أنوف رواد المقهى بأجنابه الأربعة، واختلطت الآثار الجانبية لنومه العميق في أنف الأستاذ موهوب بنوعية الحشيش الجديد فراح يسب ويلعن، ويتنطط كفأر يرى سبع قطط تحاصره. وانتفض صارخا في عنترية نعرفها فيه: - هذا تهريج، وانفلات فكري، وصياعة أيديولوجية، ثورتنا أكبر من التوقيت الشتوي وأرقام المحمول وكشف العذرية.. ثورتنا ثورة أحرار.. ثورتنا - ثورة أحراراكتشف موهوب أن الجملة الأخيرة (ثورتنا.. ثورة أحرار) قابلة للتلحين، فلف وسطه بملفحة كانت على كتفيه وانطلق يطوف أرجاء المقهى وهو يهتف (ثورتنا ثورة أحرار) ووراءه انطلق الجرسون وبعض الصبية حتى سخن الموقف فانضم إليهم بعض رواد المقهى. وغادروا المقهى بعد أن تزايد العدد من الجيران. وعلمنا – فيما بعد – أنها تحولت لربع مليونية من أمثال موهوب أفندي المتسلطنين أمام مبنى المحافظة وانحصرت مطالبها في ضرورة إعادة التوقيت الشتوي، وتوفير أنابيب الصرف الصحي (وكان قصدهم أنابيب البوتاجاز!!) وطرد السفير السنغالي من القاهرة احتجاجا على نتائج مباراة المصري والزمالك.أما على المقهى فقد استيقظ أبو الدهب من غفوته ثائرا ومزمجرا دون سبب، فلما استفسرنا عن غضبه علمنا أنه كان – في غفوته - يحلم بثورة تحقق للشعب حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية. فتوجه (في الحلم أيضا) لأحد مفسري الأحلام الكبار، فلما أخبره بحلمه بثورة تحقق للشعب حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية سمع منه أصواتا سكندرية تخدش ميثاق جامعة الدول العربية الذي هو أرق من الشعرة وأحد من السيف!!
360
| 11 يناير 2012
منذ تنظيم الحركة الصهيونية تنظيماً عملياً أواخر النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، سعت الدعاية الصهيونية إلى أن ترسيخ ثلاث أكاذيب أصبحت كالمسلمات التي تحرك الفكر الاستراتيجي الصهيوني على مختلف مساراته: السياسية، الاقتصادية، للاجتماعية، التربوية، والإعلامية.وتتمثل تلك الأكاذيب في:- 1- فلسطين هي أرض الميعاد.2- اليهود هم شعب الله المختار.3- العرق اليهودي أسمى من بقية الأعراق البشرية.وهذه الأكاذيب ليست قديمة قدم الديانة اليهودية، لكنها ولدت ونمت خلال القرن التاسع عشر على أيدي نفر من الصهاينة الأوائل الذين ابتدعوا مفهوم (الصهيونية) وحوّلوه إلى أيديولوجية تجتمع حولها طوائف اليهود المشتتين - آنذاك – في أنحاء العالم كافة. ومنهم: موسى هس، والحاخام إلكالاي، والحاخام زفاي هيشر، ثم المؤسس الحقيقي لحركة تسييس الصهيونية ثيودور هرتزل. واستمر الترويج لتلك الأكاذيب عالمياً بتنظيم وإتقان من 1812- 1897م حين انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا. ويحسن بنا قبل أن نفند هذه الأكاذيب الثلاث أن نوضح فروقاً ضمتها قائمة التعبيرات الصهيونية التي تم ضبطها تبعاً لمعجم (المفردات الصهيونية) لبربارا ويل وتم تحديثها بواسطة دكتور جودي روزين. وهذه القائمة متاحة لمن يريد الاطلاع عليها على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) في موقع: http: 11 w.w.w.jajz-ed. Org.il11001gloss/index. Htm1 وهذه الفروق – المتضمنة في قواميسهم – توضح لنا تركيز اليهود على التفرقة الدقيقة بين المصطلحات الصهيونية فهناك:- * الصهيونية الثقافية Cultural Zionism التي تؤمن – كما يقول قاموسهم – بأن الاستيطان الناجح وإعادة إسكان أرض إسرائيل (فلسطين) يستند إلى الحاجة لإعادة إحياء الثقافة اليهودية، واللغة العبرية، وبالتالي يمكن أن تصبح أرض إسرائيل (فلسطين) مركزاً ثقافياً وروحياً مهماً لليهود. بمعنى أنها تجتذب اليهود إلى ما تسميه الصهيونية (أرض الميعاد). وهذه الصهيونية الثقافية قامت أساساً على أفكار الحاخام (آهاد). * الصهيونية الواقعية: Practical Zionism وهي من المظاهر المبكرة للحركة الصهيونية الحديثة. وهي تنادي بعودة اليهود إلى أرض إسرائيل (فلسطين) والاستيطان بها دون حاجة إلى اتفاق سياسي مع أي طرف آخر. * الصهيونية الدينية: Religious Zionism وهي تؤمن بأن القومية اليهودية ليست مجرد هدف سياسي، بل هي هدف ديني يجب تحقيقه في شكل " وطن " لليهود في أرض فلسطين، وطن يقوم على الربط بين التوراة (الدين) والعمل الواقعي. * الصهيونية التركيبية: Synthetic Zionism مصطلح صاغه تشايم وايزمان Chaim Weizmann وهو ينادي بمزج الأهداف السياسية للوطن اليهودي مع الأهداف الواقعية للاستيطان والعمل والثقافة اليهودية في أرض إسرائيل (فلسطين). مناقشة موضوعية: وقد أثبتنا هذه الفروق حرفياً كما هي منشورة على موقعهم الذي ذكرناه على شبكة المعلومات الدولية حتى لا يُقال إن ما سيأتي من مناقشتنا لأكاذيبهم يستند إلى أوهام أو إلى افتراءات عربية. فهم بأنفسهم يعترفون بأن لديهم أربعة ألوان من الصهيونية هي في حقيقتها أربع وسائل لهدف واحد هو: سلب أرض الفلسطينيين واعتبارها وطناً لليهود. 1- أكذوبة أرض الميعاد: يستند اليهود في ترويج هذه الأكذوبة إلى نص العهد القديم (التوراة) يقول فيه الرب مخاطباً إبراهيم الخليل ((لنسلك - أي لذريتك – أعطي هذه الأرض: أرض كنعان)). والمعروف من تراث اليهود أن لهم إلهاً يسمونه (يهوه) غير إله إبراهيم عليه السلام. فإله إبراهيم – عليه السلام – هو الله سبحانه وتعالى خالق السماء والأرض وأي إله يا ترى صاحب هذا الوعد؟ إن كان هذا الوعد من إله إبراهيم فهذا كذب على الله تعالى. فقد صرَّح القرآن الكريم بقطع الصلة بين إبراهيم وبين من جادلوا فيه بعد عصره من اليهود والنصارى. فقال سبحانه وتعالى: " يأهل الكتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ في إبراهيمَ وَمَا أُنْزِلَت التَّوراةُ والإنْجيِلُ إلاَّ مِنْ بَعْدِه. أفلا تعقلون؟! " [ آل عمران / 65 ] ومن المعروف أن تدوين التوراة تم بعد عهد نبي الله إبراهيم بنحو ألف وثلاثمائة سنة، وبعد عصر نبي الله موسى بنحو سبعمائة سنة، وعلماء الآثار يفصلون بين عصر إبراهيم ويعقوب وإسحق ويسمونه (عصر الآباء الجوالين) من جهة. وبين عصر موسى من جهة أخرى. وهذا ما أكده القرآن الكريم حين نفى أن يكون إبراهيم يهودياً أو نصرانياً. وعلى هذا، يستحيل أن يكون الوعد " المزعوم " صادراً عن رب إبراهيم سبحانه وتعالى. وإذا كان الوعد صادراً عن الله سبحانه وتعالى لنسل إبراهيم، فما الذي حصر نسل إبراهيم في اليهود وحدهم؟ أليس إسماعيل أبو العرب أخا إسحق أبي يعقوب؟ فما الذي يمنع – إن صدق الوعد – أن تكون الأرض لعرب فلسطين؟إن علم التاريخ وعلوم الآثار تدل على أن إبراهيم – عليه السلام – من الجزيرة العربية وكانت موطن آبائه وأجداده الأصليين قبل أن يهاجروا إلى بلاد دجلة والفرات. وهم ممن يُطلق عليهم " العرب البائدة " في تلك الكتب ولما أمر الله تعالى إبراهيم ببناء بيته الحرام في مكة كان ذلك إيذاناً ببدء نشر دعوة التوحيد (الحنيفية السمحاء) التي كان يتعبد بها إبراهيم عليه السلام قال تعالى: " ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، وهذا النبي، والذين آمنوا، والله ولي المؤمنين " [ آل عمران / 68،67 ] فالرابطة الحقيقية بين عصر إبراهيم – عليه السلام – والعصور اللاحقة له، هي رابطة الإيمان الخالص الذي لا تشوبه شائبة من غرض أو هوى. ومن ثم فإن أقرب الناس صلةً بإبراهيم هم أولئك الذين آمنوا بنبوته في عصره. ثم محمد – صلى الله عليه وسلم – والذين آمنوا بنبوته. هذا هو بيان القرآن الواضح في دعوى أرض الميعاد المزعومة ومحاولة الالتصاق بإبراهيم عليه السلام. 2- أكذوبة " شعب الله المختار ": من الحيل اللاشعورية المعروفة لدى علماء الصحة النفسية ما يسمى عندهم بـ " الإسقاط " ومعناه أن يُسقط الإنسان ما بداخله من نقائص أو عيوب على غيره – في محاولة لا شعورية منه للتكيف الاجتماعي – بحيث يمكن بسهولة أن نستدل على حقيقة الإنسان وخفايا نفسيته من خلال مراقبة الاتهامات التي يوجهها للآخرين.هذا هو ما فعله اليهود تماماً، فهم يعلمون عن أنفسهم أنهم أحط البشر وأنهم أكثر البشر عدواناً على حقوق الله سبحانه وتعالى، فقد كفروا به وقتلوا الأنبياء، وفعلوا ما لم تفعله غيرهم من الأمم من المعاصي والخطايا وكانوا – في جميع العصور – مضرب المثل في التهاون بتعاليم الله وأوامره ونواهيه. وبدلاً من أن يستغفروا ويتوبوا ويلتزموا جادّة الطريق، تمادوا في غيِّهم وزعموا أنهم أقرب الناس إلى الله – تعالى- وأنهم آمنون من غضبه وسخطه. وهكذا زادوا غيَّاً على غيِّهم. وظلماً على ظلمهم. وبلغت بهم درجة الوقاحة والادعاء بأنهم " أحباب الله ". اختارهم من بين عباده ليكونوا صفوته من خلقه. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. إن هذا الاتهام الباطل والتطاول البشع على ذاته – سبحانه – ليس الوحيد من بني إسرائيل فقد اتهموه – جل شأنه – بما هو أبشع مما يعف عنه اللسان والقلم. ولا نجد ضرورة لإثباته هنا لما فيه من بذاءة وتطاول. ولأننا هنا معنيون – فقط – بتناول ما له صلة بدعوى (التفوق العرقي) التي يروج لها اليهود. إن الله تعالى عادل، ولا يجوز في حقه – سبحانه – أن يُقال إنه منحاز إلى هذا الفريق أو ذاك من عباده. قال تعالى: " وَقَالتِ اليهودُ والنَّصارى: نَحنُ أبناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُه قُلْ: فَلَمَ يُعذِّبكُمْ بِذُنُوبِكمْ؟ بل أنتم بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ!! يَغفِرُ لمنْ يَشَاءَ ويُعذِّبُ مَنْ يَشَاءُ.....". [ المائدة / 18 ] لا دليل لهم: واليهود في دعواهم هذه بأنهم شعب الله المختار، لا يقدمون دليلاً علمياً أو تاريخياً أو دينياً. وإنما هو محض " وهم " اختلقه ساستهم وسادتهم وصدقوه. وفي مقرراتهم الدراسية كتاب مأخوذ عن مؤلف وضعه الحاخام [يهودا هاليفي] تحت عنوان (كتاب الكزوي) خلاصته أن أول مخلوق خلقه الله – سبحانه وتعالى – هو آدم وكان يتسم بالكمال المطلق – في زعمهم – وأنجب آدم عدداً من الأنبياء كان أكملهم شيث الذي أنجب بدوره عدداً من الأنبياء كان أكملهم " أنوش "... وهكذا ينتقلون بالأفضلية والأكملية من نوح إلى سام إلى أرفكشاد إلى شالح ثم إبراهيم فإسحق فيعقوب ثم يقولون ".. وكان أبناء يعقوب كلهم جيدين!! فلم يعد هناك حاجة إلى استمرار الاصطفاء!! ". ما الدليل على صحة هذه الأكذوبة؟. لقد فعل بنو إسرائيل (= أبناء يعقوب) ما لم يفعله غيرهم من سفك الدماء وارتكاب المعاصي، واتهام الأديان الأخرى – كالمسيحية والإسلام – بأبشع الصفات. فهل هذه هي صفات الشعب الذي يختاره الله – سبحانه-؟ 3- أكذوبة نقاء العِرقْ اليهودي: تتصل هذه الأكذوبة – إلى حدٍّ ما – بسابقتها، فاليهود يزعمون أنهم وحدهم – دون سائر البشر – ينتسبون إلى سام بن نوح. وقد كان أول من نشر مفهوم " الساميَّة " العالم النمساوي " سلوتزر " عام 1781م وكان يقصد بها تلك الشعوب التي تزعم أنها من نسل سام بن نوح. وتبنى علماء الغرب وكتَّابه هذه الخرافة التي لا يدل عليها أي دليل علمي تاريخي قاطع. كما تفتقر إلى أي أساس لغوي أو لهجي يمكن اعتماده دليلاً على صدقها. بل إن العكس هو الصحيح. فالكنعانيون – سكان فلسطين الأوائل – هم الساميون العرب الخُلَّص. فقد ورد اسم [ العرب ] في الكتابات البابلية والآشورية. كما أطلقه الفرس واليونان على سكان الجزيرة العربية منذ ألف سنة قبل ميلاد المسيح. [email protected]
2325
| 06 يناير 2012
كنت لا أملك إلا الضحك الباكي، أو البكاء الضاحك، حين أقرأ قصيدة شيخنا العلامة الدكتور محمد رجب البيومي رئيس تحرير مجلة الأزهر السابق رحمه الله، في وصف قطّ أعمى، في أحد دواوينه، كانت القصيدة تثير شفقتي بشدة وشاعرنا يصف مشاعر ذلك القط العاجز عن الحركة، الذي ينتظر تفضل أهل البيت عليه بالصدقة المتمثلة في طعامه وشرابه وهو المنوط به حراستهم من الفيران والهوام، ويصف شاعرنا بمهارة مشاعر ذلك القط العاجز والفئران تعابثه وتلهو به وتتشفى في عجزه وتمرح من حوله معربدة متلاعبة في استمتاع قاتل بذلته وعجزه.كنت لا أملك إلا الضحك الباكي، أو البكاء الضاحك، حين أقرأ تلك القصيدة، حتى رزقنا الله تعالى منذ شهور بقطٍّ عظيم الجرم، قويّ البنيان، مهيب الشوارب، حاد الأنياب، شرس الأظافر... لكنه نباتي!! لا يأكل ما يتاح له من لحوم أو أسماك أو أجبان أو حليب، لا يقترب منها ولا يتذوقها، ولا يروق له من الطعام إلا النباتات من خيار وبصل وفجل وكرنب وقنبيط وجرجير ومقدونس ويهيم أكثر ما يهيم بالبطيخ والشمَّام!!رأيته مرة يطارد فأرا على سلم البيت فاستبشرت خيرا وقلت: لقد برئ قطنا من تهمة النباتية وهاهو ذا يسترد طبيعة آبائه وأجداده النمورية وسيفترس هذا الفأر اللعين الذي ينغص علينا هو وعائلته حياتنا الهادئة. تتبعته وقد حمل الأر بين أسنانه برقة رقيقة، وحنو بالغ، ونزل به عدة درجات حتى ألجأه إلى مبتدأ السلم فحشره في ركن (زاوية) بين حائطين، وظل يتلاعب به ومعه، واستجاب الفأر متخوفا، ثم مترددا، ثم متوجسا، ثم متأقلما، ثم متفاعلا... مع صاحبه، انتظرت أن أرى دماءً تسيل، وصرخاتٍ تعلو، وأشلاءً تتمزق، وأضلاعا تختلط بأفخاذ، ودموعا تمتزج بدماء.. فلم أظفر – لنصف ساعة إلا قليلا – بشيء من ذلك. ثم فوجئت بالفأر يدنو من أذني قطنا المهيب وكأنه يستأذن في الانصراف، فاحتضنه القط المهيب وقبَّله مودِّعا، في حرارة وكأنه يطلب منه تكرير الزيارة، وسرعان ما عاد إلى مطبخ المنزل يطلب خيارا وجزرا وبطيخا فقد جاع من طول النزال!!كنت لا أملك إلا الضحك الباكي، أو البكاء الضاحك، حين أقرأ تلك القصيدة الفريدة، فأصبحت أضحك بإحدى عينيَّ وأبكي بالأخرى، وأنا أرى أمامي رأي العين قطاًّ منزوع الأهمية، فاقدا لمبررات اقتنائه، يحمل اسما مهيبا له ضجيجه وضوضاؤه هو (الحكومة) فكل الحكومات التي تلت خلع الرئيس السوابق كانت حكومات ناعمة هينة لينة يقل فيها الرجال الرجال [ توكيد وليس خطأ طباعة] ويكثر فيها أشباه رجال يسميهم الإعلام وصاحب السلطان " معارضين "، ويصنعهم على عينه، يطعمهم من جوع، ويؤمنهم من خوف، ويوفر لهم ما شاء هو لا ما شاءوا هم من أراضٍ ينهبونها، وأموال يسرقونها، شريطة أن يتقنوا أدوارهم في تلك التمثيلية المملة السخيفة التي تعيش فيها مصر من عام 1952 حتى اليوم! فالنظام يقدم لهم ما تسمح به جعبته من فضلات مزايا وهبات، شريطة أن يكونوا مثل قطنا [ قط آل رجب [: نباتيين يقنعون بالخبائث من الطعام كالجزر والفجل والبصل والكرنب، ويمقتون الطيبات من اللحوم والأسماك.!! [email protected]
485
| 09 ديسمبر 2011
إن الحياة الزوجية تتعرض في أغلب الأحيان إلى مصاعب ومتاعب قد تؤدي إلى فهم عرى الحياة الزوجية والتسبب في إيجاد أجيال من الأطفال المصابين بالعقد النفسية والتوترات العصبية التي نتجت بالضرورة عن انفصام العلاقات الزوجية فالطلاق ظاهرة اجتماعية قديمة حيث كان الزواج يمثل عقدا مؤقتا.وقد اختلفت الأسباب الداعية للطلاق عبر العصور فقد أوجب النظام الصيني الطلاق في حالات العقم والخيانة وعدم انسحاب المزاج أو عدم احترام أحد الزوجين لأقارب الآخر وقد اجتمعت معظم الشرائع على اعتبار العقم والزنا ذريعتين قويتين للطلاق ويلاحظ بعض علماء الاجتماع العرب أن حجم الأسرة والدين يلعبان دورا كبيرا في معدل الطلاق حينما يفهم على أنه لعبة يلهو بها الرجل وأن الحياة الزوجية لا قداسة ولا احترام لها فيخرج الطلاق عن الغرض الذي أباحه البارئ عز وجل واعتبره أبغض ما أحل لعباده فالله عز وجل يريد للحياة الزوجية دوما واستقرارا ولكن بشرط أن يكون ذلك محققا لقدر من السعادة تسير الأسرة في ركابه لكن عندما يعني استمرار من السعادة الزوجية تدميرا لسعادتها وعندما تنقطع كل رابطة مقدسة وتنحل بالخيانة وغيرها أو عندما لا يصل الأمر إلى حد الخيانة وتستنفد كل الإصلاحات يصير أبغض ما أحل الله البغيض أيضا وهو الطلاق.قال فولتير الكاتب الفرنسي الشهير على طريقته من الفكاهة المعروفة في كثيرا من مؤلفاته(أن الطلاق وجد في العالم مع الزواج في زمن واحد تقريبا،غير إنني أظن أن الزواج أقدم ببضعة أسابيع،بمعنى أن الرجل ناقش زوجته بعد أسبوعين من الزواج،ثم ضربها بعد ثلاثة،ثم فارقها بعد ستة أسابيع؟!) وقد أراد بذلك أن يقول: إن الطلاق قديم في العالم،وأنه يكاد أن يكون من الأعراض الملازمة للزواج،وهو حق لا يرتاب فيه. فقد دل تاريخ الأمم على أن الطلاق كان مشروعا عند اليهود والفرس والرومان،وأنه لا يمنع إلا في الديانة المسيحية بعد مضي زمن من نشأتها،ولا يزال اثر ذلك المنع باقيا حتى الآن في شرائع الأمم الغربية التي وضعت الزواج على قاعدة أنه عقد لا يحل ألا بالموت أحد الزوجين وهذا إفراط في احترام هذا العقد ومغالاة إلى حد يصعب أن يتفق مع راحة الإنسان..وفي دراساته بجامعة نيويورك أثبت "د.إلياس بانياس" بروفسور علم الاجتماع أن معدل الطلاق بين أفراد الجالية العربية في شمال أمريكا في ازدياد مستمر بلغت نسبته 31%؛ حيث سجلت ولاية كاليفورنيا أعلى معدل وهو 37%، تليها نيويورك، ثم أونتاريو، ثم تكساس التي ازدادت بها حالات الطلاق بمعدل %30، وهذا الانتشار سواء بين أفراد الجاليات العربية أو بين بقية أفراد المجتمع الأمريكي على حد سواء جعل من الطلاق أمرا عاديا في مجتمع الغرب، لا يستغربه أحد ولا تشعر المرأة العربية معه أنه كارثة، قد تؤثر عليها بالسلب أو تنهي أحلامها وتتسبب في انهيار طموحاتها.إن الطلاق مرض اجتماعي ومشكلاته جزء من المشكلات الاجتماعية الخطيرة للطلاق قدرة هائلة على تدمير حياة الأشخاص. وهو يمثل لدى معظم النساء في البلاد العربية انكسارا ومحنة تحتاج لوقت طويل للخروج منها والتغلب عليها. أما في أمريكا فالوضع مختلف, حيث يؤدي المكان دورا مهما في تضميد جراح المرأة والخروج بها من فخ الحزن والبكاء على ما فات، فتبدأ سريعا في رحلة البحث عن الذات والتفكير في إثبات وجودها وتعويض ما فاتها، لتتحول المحنة بفضل تحديها وإصرارها إلى منحة وبداية لحياة جديدة، سواء بمشاركة رجل ثان أو من دونه.وقد تناول علماء الطب النفسي قضية الطلاق كثيرا وتوصلوا – فيما يقارب الإجماع – إلى أن أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة متعددة ومتداخلة، وهي:أسباب شخصية، وهي تعود إلى عيب في شخصية أحد الطرفين، ويستعرض الدكتور محمد أنماطاً من الشخصيات التي تفشل في العلاقة الزوجية هي الشخصية البارانوية وهو الشخص الشكاك أو الغيور، والشخصية النرجسية أو الأناني، والشخصية السيكوباتية (الكذّاب، المحتال، المخادع والذي لا يلتزم بقانون، ولا يحترم العرف، ولا يشعر بالذنب، ولا يتعلم من خبراته السابقة فيقع في الخطأ مرات ومرات)، والشخصية الهستيرية (الدرامية، الاستعراضية لأنها تعد ولا تفي وتغوي ولا تشبع، وهي الشخصية الجذابة، المهتمة بمظهرها أكثر من جوهرها، الخاوية من الداخل رغم مظهرها الخارجي البرّاق الأخّاذ، والتي تجيد تمثيل العواطف رغم برودها العاطفي، وتجيد الإغواء الجنسي رغم برودها الجنسي، ولا تستطيع تحمل مسؤولية زوج أو أبناء، هي للعرض فقط وليست للحياة، كل همها جذب اهتمام الجميع لها، والشخصية الاعتمادية السلبية (الضعيف، السلبي، الاعتمادي، المتطفل)، أينما توجهه لا يأتي بخير!بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية التي تدفع كثيرا من الأزواج إلى الانفصال وهناك أيضا التغيرات الثقافية التي صاحبت التوسع في تعلم الفتيات وخروجهن للعمل ومطالبتهم بحقوق أكثر ومعاملة أفضل بمعنى أن ما كانت تقبله الأمهات والجدات في أجيال سابقة لا تقبله زوجات اليومومن أبرز الآثار الناجمة عن الطلاق على الأولاد فقدان الوظيفة التربوية للأسرة، فإذا حدث في الأسرة تصدع يا ترى من الذي يقوم بواجب التربية لهؤلاء الأولاد؟
687
| 30 نوفمبر 2011
الطفولة أمل المستقبل وإشراقة الغد المأمول للأمة وإعداد هذه البراعم الصغيرة للغد المأمول يجب ألا يتم عشوائيا، أو يترك الطفل لكي ينمو بأي شكل وفي أي اتجاه بل يجب تحقيق الإشباع المعنوي للطفل في مقابل الإشباع المادي من خلال زرع القيم والروحانيات وتنمية روح الانتماء الوطني وتعميق المفاهيم الخاصة بالحقوق والواجبات ومعاني الحرية والمسؤولية في هذه اللبنات الغضة سهلة التشكيل بالإضافة إلى تحقيق الثراء الفكري وتنمية الإدراك والقدرات.ومرحلة الطفولة من أهم مراحل الحياة عند الإنسان وأكثرها خطورة فهي تتميز عن غيرها بصفات وخصائص واستعدادات وهى أساس لمراحل الحياة التالية، وفيه جذور لمنابت التفتيح الإنسانى: ففيها تتفتق مواهب الإنسان، وتبرز مؤهلاته وتنمو مداركه، وتظهر مشاعره، وتتبين إحساساته، وتقوى استعداداته وتتجاوب قابلياته مع الحياة سلبا أو إيجابا. وبوجه عام يمكن القول إن موضوعات أدب الأطفال ما هي إلا تمثيل للحياة من خلال تصوير وتعبير متميزين. وإذا أريد بأدب الأطفال كل ما يقدم إليهم بقصد توجيههم فإنه قديم قدم التاريخ البشري حيث وجدت الطفولة، أما إذا كان المقصود به ذلك اللون الفني الجديد الذي يلتزم ضوابط فنية ونفسية واجتماعية وتربوية ويستعين بوسائل الثقافة الحديثة في الوصول إلى الأطفال فإنه في هذه الحالة لا يزال من أحدث الفنون الأدبية.ويؤلف أدب الأطفال دعامة أساسية في تكوين شخصيات الأطفال عن طريق إسهامه في نموهم العقلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي واللغوي وتطوير مداركهم وإغناء حياتهم بالثقافة التي نسميها ثقافة الطفل.والحقيقة أن أدب الأطفال يعد تشكيلاً لغوياً ينتمي لنوع الأدب سواء أكان قصة أو شعراً أو مسرحية يقدمه كاتب تقديماً جيداً في إطار متصل بطبيعة الأدب ووظيفته اتصالاً وثيقاً ويتفق مع عالم الطفولة اتفاقاً عميقاً, ويجب أن يراعي أدب الأطفال خصائص مراحل الطفولة ويتدرج بها إلى الكمال وذلك عن طريق إشباع احتياجاتهم في إطار المثل والانطباعات السليمة وعليه فإن أدب الأطفال في مجموعة الآثار الفنية التي تصور أفكار وإحساسات وأخيلة تتفق ومدارك الطفل وتتخذ أشكال القصة والشعر المسرحي والمقالة والأغنية وغيرها وأدب الأطفال ليس مجرد وسيلة للمتعة بل وسيلة للتنمية الدينية والخلفية والثقافية والارتقاء بالمشاعر والأحاسيس وإذا كان الأدب نافذة نطل من خلالها على أنفسنا وعالمنا فلابد أن تكون تلك الإطلالة بالنسبة للطفل إطلالة ترتقي به وتوجهه وتعلمه وتحقق له نوعاً من التوافق النفسي والتكامل الاجتماعي ورغم أن أدب الأطفال يتميز بالبساطة والسهولة إلا أنه لا يعد تصغيراً لأدب الراشدين لأن لأدب الأطفال خصائصه التي تسبغها طبيعة الأطفال أنفسهم فالطفل ليس مجرد رجل صغير كما كان يشاع من قبل, حيث إن حاجات الأطفال وقدراتهم وخصائصهم الأخرى تختلف في اتجاهاتهم عما يميز الراشدون. إن الطفل بحاجة إلى أن يعرف ذاته، ويعرف البيئة المادية المحيطة به، والأديب يساهم في تهيئة الفرص اللازمة لتلك المعرفة، حيث يقدم مجموعة من الخبرات فيها حكمة الإنسان وآماله وطموحاته وآلامه وأخطاؤه ورغباته وشكوكه، والأطفال يميلون بصدق إلى أن يتذوقوا هذا السجل الحافل، ولا أدل على ذلك من شغفهم بالقصص التي تروي عليهم أو يقرؤونها، ومحاولتهم الجاهدة لفهم الكلمات المكتوبة الزاخرة بهذا السجل وكتب الأدب للأطفال تقدم لهم الكثير، عن أشياء من بيئتهم المادية بما فيها من حيوان ونبات وشجر، ويزداد شوقهم للأدب كلما وضح لهم جانب جديد من عالمهم بعيد المدى والاتساع. ويتفق التربويون على أن أدب الطفل أساس لبناء شخصيته وتنمية إحساسه بالجمال وتغذية خياله بكل ما يشبع شغفه المتزايد للمعرفة ومواكبة تطلعه الدائم للتعرف على المزيد والمزيد مما يجري في العالم المحيط به. أدب الطفل رسالة تربوية لا يستهان بها في بناء علاقة الطفل الإيجابية بالبيئة المحيطة به وترسيخ القيم الأساسية اللازمة لبناء شخصيته السوية وأشير هنا إلى أهمية أن يلعب دورا مؤثرا في إدراك الطفل للغته العربية وتذوقه لمعانيها ومفرداتها وقدرته على التعبير عن أفكاره ومشاعره من خلالها.ويعد أدب الأطفال ضرورة وطنية وقومية وشرطا لازما من شروط التنمية الثقافية المنشورة في عقدها الدولي بل إن أي تنمية ثقافية تتجاهل أدب الأطفال أو تهمله ناقصة وتفتقر لجذورها وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة التكوين المعرفي والتربوي للإنسان وأدب الأطفال سبيل لا غنى عنه لتسريع عملية التنمية الثقافية والاجتماعية مما يتطلب المزيد من الجهد لتأهيل أدب الأطفال وتدعيمه في التربية والمجتمع في مختلف المؤسسات ولا تتوقف هذه الجهود عند نشر كتاب أو بث برنامج إذاعي بل تحتاج إلى تخطيط قومي شامل في صلب التخطيط القومي للثقافة العربية يراعي خصوصاً أدب الأطفال وينهض بمسؤولية على أنه ادخار في كسب الحياة العربية ولأدب الأطفال طابعه التربوي والقومي والشعري والإيديولوجي لمواجهة الغزو الثقافي والإعلامي الاستعماري ولهذا وبرغم الحديث عن الضرورة الوطنية والقومية لأدب الأطفال فقد أغفلت أهمية أدب الأطفال في الوطن العربي ومازال الكثير منهم يتعرفون على مخاطبة الناشئة في أدب يساعد على إنماء جماهير الأطفال الواسعة بما تمليه اعتبارات هذه المخاطبة التربوية والفنية بل إن كثيرين يرون خيراً في ممارسة هذا الخطاب. وقد يبدو أدب الأطفال سهلاً لكنه في الحقيقة على درجة عالية من الحساسية والأهمية بما ينبغي ترجمة الأفكار إلى مواضيع ذات صبغة طفولية بفهمها الأطفال وذلك من أجل إيصال هدف معين لهم, فالأطفال يمتلكون مساحة ضيقة من الانتباه وغالباً ما تكون قدرتهم اللغوية ضعيفة لذا ينبغي مراعاة المستويات والحاجات والخصائص الطفولية من خلال الإنتاجات الأدبية المقدمة لهؤلاء الأطفال لذا يتوجب على الكاتب في أدب الأطفال استخدام الأسلوب المحبب لاسيما أن هذا الأدب من الفنون الصعبة ويجب أن يتسم بالبساطة في الكتابة واللفظ والمعنى وأدب الأطفال ليس لمجرد التوضيح والاستنارة، ولكنه زيادة على ذلك يكشف للأطفال سر الجمال والحقيقة، كما أنه ليس لمجرد أن يشرح الإنسان به نفسه لنفسه، ولكنه بالإضافة إلى ذلك يمكن الأطفال من أن يقبلوا الحياة كما هي وأن يعيشوها إلى أبعد أعماقها.إن أدب الأطفال يقوم بدور مهم في إثراء لغة الطفل، واللغة وثيقة الصلة بالتفكير. وتقوم القصص والمسرحيات والأغاني والأناشيد، وغيرها من ألوان الإنتاج الأدبي، بدعم القيم والصفات اللازمة لعمليات التفكير الإبداعي والابتكاري، مثل: دقة الملاحظة، والصبر والمثابرة، والتفكير الجاد المستمر، وتنمية الخيال، والتفكير الناقد ... إلخ. وألوان الإنتاج الأدبي المقدم للأطفال تصل إلى دعم هذه الصفات والقيم الإيجابية بوسائل شديدة الفعالية، مثل: التقليد والقدوة، الاستهواء (وهو تقبل آراء الآخرين ممن يعجب بهم الطفل ويقدرهم من غير نقد أو مناقشة)، والانطباعات، والاندماج، والتعاطف الدرامي، والتقمص، وغيرها.
5323
| 18 نوفمبر 2011
مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين وحتى اليوم اعترف كُتّاب غربيون كثيرون بأن نظرة الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة (المعوَّقين) سبقت وفاقت جميع التشريعات الغربية والشرقية الحديثة التي زعمت أنها تسعى لتأمين حقوق تلك الفئة من فئات المجتمع. وسعت إلى تأطير تلك الحقوق وبلورتها في مواثيق واتفاقيات دولية.ويدفعنا هذا إلى محاولة البحث عما تضمنته الشريعة الغراء من حقوق لذوي الحاجات الخاصة ممثلة في الكتاب والسنة اللذين يغطيان كل جوانب حياة الإنسان، من حيث هو إنسان، تشريعاً وتأديباً، والمتدبر لآي الذكر الحكيم، والأحاديث النبوية الشريفة يجد أنهما اختصا المعوَّقين بعدد من التشريعات التي تكفل لهم كثيراً من حقوقهم.وبدايةً لم يجعل الإسلام الصورة البدنية معياراً للتفاضل بين أفراد المجتمع المسلم، بل نصّت آيات القرآن الكريم على أن التقوى هي معيار التفاوت بين أفراد الإنسانية جمعاء.كما أن حرص الشريعة الإسلامية على التسوية بين المسلمين في الحقوق والواجبات واضحٌ في الكثير الشائع من نصُوصِ الكتاب والسنّة، فالمسلمون "يسعى بذمتهم أدناهم"، ومثلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى لـه سائر الأعضاء بالسَّــهَرِ، والحمّى. وفي هذا الإطار، تأتي رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يُعبَّر عنهم في نصوص الشريعة بألفاظ عامة مثل:1- الضعفاء. 2- المرضى.3- أولي الضرر. 4- أصحاب الأعذار.إشارة إلى ما يُعانُونه من ظروف خاصة، كما قد يُشار إليهم باسم العاهة التي ابتلى بها كل منهم مثل (الأعمى – الأعرج – الأصم – السفيه "التي تدل على المرض العقلي"). ولكن القرآن الكريم حين يستعمل أسماء العاهات يشير بوضوح إلى أن استعمال هذا اللفظ أو ذاك إنما هو للتعريف فقط، ولا يقصد به الإهانة أو الازدراء، إذ مفهوم العمى الحقيقي أو الصمم الحقيقي في التعبير القرآني إنما ينصبّ على عمى القلوب التي في الصدور، أو الصمم عن الاستماع إلى الحق.وعلى ذلك فلا حرج من أن نستعمل الاسم العربي لهذه الفئة وهو (المعوقون) بديلاً عن التعبير الإنجليزي المعرب (ذوو الحاجات الخاصة)؛ لأن في اللفظ العربية استدعاء لروح التعاون والتكافل الاجتماعي، وحفزاً لأصحاب الهمم العالية من الأسوياء لمدّ يد العون والعطف والرعاية لإخوانهم أصحاب الابتلاء، أما اللفظ الإفرنجي ففيه ما يُشعر بالتمييز الاجتماعي، فضلاً عما فيه من اتساع لا يقف عند حدود أصحاب البلاء، بل قد يضم إليهم كثيراً من الأسوياء ممن لهم احتياجات خاصة.الأصول الإسلامية العامة لرعاية المعوقين:إن نظرة الإسلام إلى الأطفال المعوقين جزء من نظرته المتكاملة للإنسان المكرّم المستخلف في الأرض، وعلى هذا الأساس فقد كفلت الشريعة الإسلامية للمعوقين حقوقاً تنطلق من الأصول العامة لرعاية هذه الفئة. وهذه الأصول يمكن إجمالها فيما يلي:(1) حماية الطفل المعوق من السخرية والازدراء:والمستند الشرعي لهذا الأصل هو قوله تعالى: {يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيرًا مِنْهُمْ [الحجرات/ 11]، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم [(بحسب امرئ من الشرّ أن يحقّر أخاه المسلم).(2) النظرة إلى الإعاقة على أنها ابتلاء من الله تعالى:والمستند الشرعي لهذا الأصل هو قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الْصَابِرينَ} [البقرة/ 55]، وقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ما يصيب المؤمن من وصَبٍ ولا نصبٍ ولا هَمٍّ ولا حُزمٍ ولا غمٍّ حتى الشوكة يشاكَهَا إلا كفَّر الله بها من خطاياه) [رواه البخاري في صحيحه، كتاب المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض – حديث 5640، 5641 – ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه – حديث 1991-2571].وقوله صلى الله عليه وسلم: (المصائب حطة تحط الخطايا عن صاحبها، كما تحطّ الشجرة القائمة ورقها) [البخاري – كتاب المرضى، باب أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل، حديث 5648].(3) المساواة بين البشر تشمل المعوّقين:إن الإسلام لم يُقِم وزناً للفروق العرقية، أو الجسدية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية بين الناس، والمستند الشرعي لهذا الأصل هو قوله تعالى: (يآ أَيُّهَا النَّاسُ إَنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات/ 13]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ...} [الأنعام/ 132]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وألوانكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) [رواه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة – حديث 1987]، وقوله: (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) [مسند أحمد، جـ2، 285].(4) مسؤولية الدولة عن رعاية المعوقين مؤكدة إسلامياً:للمعوقين على الدولة حقوق عامة، وحقوق خاصة. أما الحقوق الخاصة فسوف نتناولها لاحقا أما الحقوق العامة فهي تترتب لهم بوصفهم أفراداً في المجتمع الذي تقع مسؤولية تأمين حاجاته جميعاً على عاتق الحاكم، والمستند الشرعي لهذا الحق هو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) [متفق عليه]، وقوله: (اللهم من ولِي من أمر أمتي شيئاً فشقّ عليهم فاشقُق عليه، ومن ولِي من أمر أمتي شيئاَ فرفَقَ بهم، فارفُق به) [رواه مسلم في صحيحه، جـ12: 212].في إطار هذه الأصول الإسلامية العامة، يأتي تناول الشريعة الإسلامية لما للمعوقين من حقوق على الدولة والمجتمع. [email protected]
1745
| 11 نوفمبر 2011
سأل التلميذ الفتى أستاذه الشيخ: من هو الدكتور يحيى المشد؟قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: الدكتور يحيى أمين المشد من مواليد عام 1932. قضى حياته في الإسكندرية، وتخرج في كلية الهندسة قسم كهرباء، جامعة الإسكندرية عام 1952، بُعث إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة هندسة المفاعلات النووية عام 1956، ثم أسند إليه القيام ببعض الأبحاث في قسم المفاعلات النووية بهيئة الطاقة النووية في مصر، وسافر إلى النرويج عامي 1963 و1964 لعمل بعض الدراسات، ثم انضم بعد ذلك للعمل كأستاذ مساعد. ثم كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية. وأشرف الدكتور المشد في فترة تدريسه بالكلية على أكثر من 30 رسالة دكتوراه، ونُشر باسمه خمسون بحثاً علميًّا، تركزت معظمها على تصميم المفاعلات النووية ومجال التحكم في المعاملات النووية، وفي مطلع العام1975 كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاك أسباب القوة؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري. والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي، وفي الثالث عشر من يونيو عام 1980 وفي حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس وقُيدتْ القضية ضد مجهول!! قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ: فمن هي الدكتورة سميرة موسى؟قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: هي عالمة مصرية في أبحاث الذرة وتلميذة للدكتور علي مصطفى مشرفة سافرت لأمريكا أواخر الخمسينيات وكانت تنوي العودة لمصر لكي تستفيد بلدها من أبحاثها حيث إنها كانت تستطيع إنتاج القنبلة الذرية بتكاليف رخيصة، وقد تلقت عروضاً لكي تبقى في أمريكا لكنها رفضت بقولها: "ينتظرني وطن غالٍ يسمى مصر ". وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس 1962. وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في واد عميق. قفز سائق السيارة واختفى إلى الأبد. وأوضحت التحريات أنه كان يحمل اسماً مستعاراً. وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها. وقيدت القضية ضد مجهول كالعادة.!!قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ: فمن هو الدكتور سمير نجيب؟قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: العالم سمير نجيب عالم الذرة المصري من طليعة الجيل الشاب من علماء الذرة العرب، فقد تخرج من كلية العلوم بجامعة القاهرة في سن مبكرة، وتابع أبحاثه العلمية في الذرة. ولكفاءته العلمية المميزة تم ترشيحه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء وسنه لم تتجاوز الثالثة والثلاثين. وأظهر نبوغاً مميزاً وعبقرية كبيرة خلال بحثه، فعرضت عليه إغراءات كثيرة بالبقاء في أمريكا ولكنه قرر العودة إلى مصر، وفي مدينة ديترويت كان الدكتور سمير يقود سيارته والآمال الكبيرة تدور في عقله ورأسه، يحلم بالعودة إلى وطنه لتقديم جهده وأبحاثه ودراساته على المسؤولين، ثم يرى عائلته بعد غياب طويل. وفي الطريق العام فوجئ الدكتور سمير نجيب بسيارة نقل ضخمة، ظن في البداية أنها تسير في الطريق شأن باقي السيارات. حاول قطع الشك باليقين فانحرف إلى جانبي الطريق لكنه وجد أن السيارة تتعقبه. وفي لحظة مأساوية أسرعت سيارة النقل ثم زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذي تحطمت سيارته ولقي مصرعه على الفور. وانطلقت سيارة النقل بسائقها واختفت، وقُيّد الحادث ضد مجهول! قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ: فمن هو الدكتور نبيل القليني؟قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: قصة هذا العالم غاية في الغرابة، فقد اختفى منذ عام 1975 وحتى الآن!! وكان هذا العالم قد أوفدته كلية العلوم في جامعة القاهرة إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام بعمل المزيد من الأبحاث والدراسات في الذرة. وقد كشفت الأبحاث العلمية الذرية التي قام بها عن عبقرية علمية كبيرة تحدثت عنها جميع الصحف التشيكية. ثم حصل على الدكتوراه في الذرة من جامعة براغ. وفي صباح يوم الاثنين الموافق 27/1/ 1975 دق جرس الهاتف في الشقة التي كان يقيم فيها الدكتور القليني. وبعد المكالمة خرج الدكتور ولم يعد حتى الآن!قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ: فمن هو الدكتور نبيل أحمد فليفل؟قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: الدكتور نبيل أحمد فليفل عالم ذرة عربي شاب، استطاع دراسة الطبيعة النووية. وأصبح عالماً في الذرة وهو في الثلاثين من عمره، ورغم أنه كان من مخيم "الأمعري" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد رفض كل العروض التي انهالت عليه - وفي الخفاء وعن طريق الوسطاء– للعمل في الخارج. وكان يشعر أنه سيخدم وطنه بأبحاثه ودراساته العلمية. وفجأة اختفى الدكتور نبيل. ثم في يوم السبت الموافق 28/4/1984 عثر على جثته في منطقة "بيت عور ". ولم يتم التحقيق في شيء.قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ: فمن هو الدكتور العلامة علي مصطفى مشرفة؟قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: هو أحد أهم علماء مصر المعاصرين تولى عمادة كلية العلوم جامعة القاهرة أواخر الأربعينيات، وكان قد تتلمذ على ألبرت اينشتين وكان أهم مساعديه في الوصول للنظرية النسبية وأُطلق عليه " اينشتاين العرب " وقد عثر – فيما يروى - على د. مصطفى مشرفة مقتولا في 16 يناير عام 1950 بطريقة بدائية للغاية "بالسم". قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ: فمن هو الدكتور جمال حمدان؟قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: هو أهم جغرافي مصري، وصاحب كتاب "شخصية مصر ". عمل مدرسا في قسم الجغرافيا في كلية الآداب في جامعة القاهرة، وأصدر عدة كتب إبان عمله الجامعي. تنبأ بسقوط الكتلة الشرقية قبل 20 عاما من سقوطها، وألف كتاب " اليهود أنثروبولوجيا" ليثبت فيه أن اليهود الحاليين ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين. وفي سنة 1993 عثر على جثته والنصف الأسفل منها محروق. واعتقد الجميع أن د. حمدان مات متأثراً بالحروق. ولكن د. يوسف الجندي مفتش الصحة بالجيزة أثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقاً بالغاز. كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته. لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة، واكتشف المقربون من د. حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها. وعلى رأسها كتابه "اليهودية والصهيونية". مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب وأوراق د. حمدان. مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل. وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد سبب الوفاة ولا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود.قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ: فمن هي الدكتورة سلوى حبيب؟قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: د. سلوى حبيب كانت أستاذة بمعهد الدراسات الإفريقية – جامعة القاهرة، وكان عنوان كتاب الدكتورة سلوى حبيب الأخير " التغلغل الصهيوني في إفريقيا ". والذي كان "قيد النشر". مبرراً كافياً للتخلص منها.. فقد عُثر عليها مذبوحة في شقتها. وفشلت جهود رجال المباحث في الوصول لحقيقة مرتكبي الحادث ليظل لغز وفاتها محيراً. وبخاصة أنها بعيدة عن أي خصومات شخصية وأيضاً لم يكن قتلها بهدف السرقة. ولكن إذا رجعنا لأرشيفها العلمي سنجد ما لا يقل عن ثلاثين دراسة لها عن التدخل الصهيوني في دول إفريقيا على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وبشهادة الجميع كانت هذه النقطة من الدراسة ملعبها الذي لا يباريها أحد فيه.قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ: فمن هو الدكتور سعيد سيد بدير؟قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: إنه ابن الفنان الراحل سيد بدير وكان عالما فذا في هندسة الصواريخ، تخرج في الكلية الفنية العسكرية وعين ضابطا في القوات المسلحة المصرية حتى وصل إلى رتبة مقدم وأحيل إلى التقاعد برتبة عقيد بناء على طلبه بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من إنجلترا ثم عمل في أبحاث الأقمار الصناعية في جامعة بألمانية الغربية[email protected]
935
| 31 أكتوبر 2011
مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2493
| 30 نوفمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1467
| 02 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1149
| 01 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
918
| 03 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...
651
| 28 نوفمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
594
| 30 نوفمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
528
| 01 ديسمبر 2025
كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...
501
| 30 نوفمبر 2025
في كلمتها خلال مؤتمر WISE 2025، قدّمت سموّ...
495
| 27 نوفمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
492
| 04 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
474
| 03 ديسمبر 2025
ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...
471
| 03 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية