رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حمامة لكل مواطن

من فضائل شعبنا المصري المعروفة، أنه شعب عاطفي، ما أن تحدث كارثة أو تحل مصيبة حتى تتكاتف جماهيره، وتتألف قلوبها، وتتناسى آلامها، وترتفع فوق أزماتها، وتتغلب عليها بالصبر والتسلية والتسرية، وهذا ما يجعل الناس قادرة على الحياة برغم المحاولات المستميتة "الذكية " التي تستهدف هذه الروح المعنوية، وبرغم انهيار المئات ولجوئهم إلى الانتحار عجزا عن الاستمرار، ولو أن أولئك المنتحرين تحلوا بالصبر والمصابرة، وجددوا تفكيرهم، واستدروا ذكاءهم لألهمتهم فطرتهم آلافا من الحلول لمشكلات الغلاء التي أخرجتهم من صوابهم ودفعتهم إلى الانسحاب قبل اكتمال المباراة.فمثلا : غلاء أسعار الحديد، يئن منه ملايين لا صلة لهم بالبناء والتعمير، ويستكثرون على مواطن شريف مكافح أن يحتكر الحديد ويوالي رفع أسعاره – كأنها لعبة – أسبوعا بعد أسبوع، وقل مثل هذا عن اللحم والدجاج والسمك والأسمنت .فما الذي يضر المواطن من رفع أسعار تلكم السلع؟ في الحقيقة أنا مندهش ومستغرب ومستنكر جدا لهذه المناحة التي ترفعها فوق رؤوسنا يوميا منى الشاذلي ومحمود سعد وأمثالهما من مقدمي برامج (التنكيد) على هذا الشعب السعيد..!!!ما لأهلنا نحن وما للأسعار؟!! فليرفعوا ما شاءوا ومن لا يعجبه سعر سلعة فليقاطعها أو فليستبدل بها غيرها !!فمثلا : من لا يعجبه الخبز فليأكل بسكويتا، ومن لا يعجبه سعر الدجاج فليأكل لحم غزال، ففي بلادنا – لمن لا يعلم – مئات المزارع المتخصصة في تربية الغزلان لأن لحومها (فيما يقال) أشهى وألذ، فمن لم يجد، فعليه بلحوم الحمام، فمن لم يجد فليخرج للصيد والقنص؟ هل منعه أحد من الصيد في الغابات؟ هل احتكر أحد الغابات؟ثم هؤلاء الذين ينوحون من ارتفاع أسعار اللحوم، ماذا يريدون غير تعطيل (المسيرة) وتهديد (الإنجازات) وتشويه معدل النمو الذي وصل إلى 7% ومازالوا لا يحسون به!! عليهم – لو كانوا مصريين وطنيين ديموقراطيين حقا – التوقف عن التشكيك وعلى من لا يعجبه سعر اللحوم أن يتوقف عن أكلها، دون لت وعجن وصراخ وعويل .. !!قاطعها في صمت، والجأ – أخي المواطن – إلى الأسماك، فإن لم تجد فعليك بالجمبري، فإن لم تجد فعليك بالاستاكوزا، فإن لم تجدها فعليك بالصوم فإنه صحة لك وعلاج أكيد لمشكلات السمنة والكبد والكلى. فإن لم تطق عن اللحوم ابتعادا، فعليك بالمطاعم التي تقدم لحوم الحمير، فمن ذا الذي أكل لحم حمار ثم تضرر منه؟ من عشرات السنين وتلك المطاعم سادرة في غيّها، تقدم لحوم الحمير صنوفا مختلفة ألوانها، والناس يأكلون ويتجشأون ويحمدون ويشكرون ويخرجون ويدخلون وهم كالعفاريت صحة وقوة وذكاء وانطلاقا وتفاؤلا . فمالهم إذا حدث خلاف بين شريكين ولفقت لتلك المطاعم والفنادق قضية غش تجاري، وذاع وشاع أنها تطعم الناس حميرا، هاج الإعلام وماج وطبل وزمّر وأوسع تلك المؤسسات الوطنية تشهيرا وتوبيخا، وكأن هذا يحدث لأول مرة . ثم هؤلاء الذين ينوحون من ارتفاع أسعار الحديد، هل كان بقية أهلهم مقاولين؟ تعاقدوا عقودا عجزوا عن تنفيذها؟ أبدا، أبدا، إنما هي (شرذمة) من الكتّاب والصحفيين والإعلاميين أدمنت العويل، وتتحسن صحتها بالنواح والصراخ ولطم الخدود وشق الجيوب، هل يريدون من الحكومة أن تحتسب الحديد سلعة استراتيجية فتقدمه بالرقم القومي: سيخا لكل مواطن، وما عسى أن يفعل هذا المواطن بالسيخ؟ !! كيف سيتخذ منه (إن كان بلطجيا) مطواة قرن غزال؟ وكيف سيبني به شقة إن كان مقدما على الزواج؟ فالسيخ لن يبني شقة ولا يصنع بابا، لكن المصريين سيؤلفون جمعيات أهلية فيما بينهم، فالأسرة المكونة من خمسة أفراد سيكون لها خمسة أسياخ مدعومة شهريا، فتتجمع عشر أسر من ذوات الأسياخ الخمسة فيتألف من ذلك نصف طن، ونصف مع نصف يتكون سقف فسلم فعامود فتأتلف شقة فيتزوج عريس بمعدل عريس كل ثلاثة أشهر، وكما قال شاعر الحلمنتيشي رحمه الله :وقرشُ على قرش ٍ يصيران حتةَبخمساءَ، في يومين تمسي عشرشراهل يريد أولئك الشكّاؤون البكّاؤون من حكومتنا أن تعلن هذا الشعار : [ سيخ لكل مواطن- سمكة لكل مواطن – ورك أو صدر لكل مواطن – حتة كبدة لكل مواطن – حمامة لكل مواطن – كوب عصير لكل مواطن – علبة دخان لكل مواطن]إن الذاهبين هذا المذهب من التفكير يغالون في الأحلام، ويسيئون الظن بطاقة الحكومة الذكية، التي منعت – بقرار مصيلحي عظيم صدر العام الماضي – نفسها من شراء القمح من الفلاحين فباعوه للمستثمرين، ثم ذهبت هي – بذكائها الخارق – لتشتريه ممن اشتروه من الفلاحين فوجدتهم قد احتكروه ورفعوا سعره وطحنوه وباعوه للمخابز التي تصنع الخبز الفخم والحلويات، فاشترته منهم بالسعر الذي فرضوه، وتكبدت ملايين الجنيهات زيادة ذهبت لجيوب المحتكرين، فلما قامت القيامة ولم تجد المطاحن ما يكفي، لم تثب الحكومة لرشدها وتلغي قرارها الذي يضاعف دخول المحتكرين. ولم تقبل تلويث يدها النظيفة بالشراء من (الرعاع) الفلاحين مباشرة، بل افتعلت معركة وهمية مع بضعة أجولة تسرق هنا وهناك في بعض المخابز واخترعت مقولة (فصل البتاع عن البتاع) اتوهم الناس أن الأزمة لا علاقة لها بعدم شراء القمح من الفلاح وتقديمه بسعر مدعوم للمطاحن، وإنما الأزمة كلها تكمن في تلك الأجولة المسروقة !! ( شفت النباهة ؟)ثم ما هذا الذي يريده هؤلاء المتشائمون؟ أتوزع الناس الأسياخ للناس حتى يرضوا عنها؟ أتتدخل الحكومة بين المنتج والمستهلك؟ حاشا للاقتصاد الحر!! وكبر مقتا عند أذناب الرأسماليين الجدد أن تحول الحكومة بين منتج ومستهلك، فالعلاقة بينهما قائمة على التفاهم والتراضي !! فإن أمن بعضهم بعضا، أو سرق بعضهم بعضا فما شأن الحكومة بذلك؟ أليست هذه هي آليات – لا مؤاخذة – السوء؟ [ بعضهم يخطئ فيكتبها "آليات السوق" ]بصراحة، هذا إسراف من الناس في أحلام اليقظة، وسوء فهم لدور الحكومة، وتحميل للبرلمانات فوق ما تحتمل، فعلى هذا الشعب – كما قال السادة رؤساء تحرير الأخبار والأهرام والجمهورية السابقون – أن يتحمل "مسؤولياته التاريخية " ممثلة في : 1- الحمد والشكر، والصبر- كما قال أحد الشيوخ إجابة عن سؤال حول الغلاء -2- الرضا بالقليل لأن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى3- الخروج للصيد والقنص والتمتع بالطبيعة الساحرة .4- التمتع بفن عادل إمام (الهادف) – بالدال - !!5- التمتع بالنظر إلى أزياء عجائز مذيعات القناتين الأولى والثانية – والعياذ بالله –6- التمتع بتأمل كليبات المطربين الجدد الذين يغنّون بكل أجسادهم ماعدا أصواتهم.7- العودة إلى الطبيعة (اتخاذ خيام بدلا من زحام بناء الشقق) ما سبق كان تقريرا تفتق عنه ذهن أحد رواد مقهى (السعادة) واستحلفني برحمة أموات أهلي أن أطرحه على قراء (الأحرار) وهأنذا قد فعلت، وأعد بأن أنقل للمقهى كل تعقيبات القراء بكل أمانة، تمهيدا لعقد جلسة مشتركة تجمع المعقبين ورواد المقهى للوصول إلى حلول مرضية لمشكلة هروب الحضري..!! لأن هذه المشكلة هي الأولى بالاهتمام وإن جهل الجاهلون..!! [email protected]

752

| 14 أكتوبر 2011

أهمية الجودة الشاملة في المؤسسات

إن المتتبع لواقعنا الإداري العربي اليوم - في ظل التطورات العالمية المتسارعة في شتى المجالات - يلاحظ أن مؤسساتنا في معظم أحوالها أصبحت تواجه العديد من التحديات سواء على المستوى التقني،أو المستوى الاجتماعي،أو الانفتاح الاقتصادي،كل ذلك وغيره يدعو القائمين على العملية الإدارية إلى ضرورة مواكبة المستجدات والمتغيرات العالمية السريعة المتلاحقة،وزيادة القدرة على التعامل معها وتوظيفها التوظيف الأمثل بما يتماشى مع ثقافة المجتمع،ولن يتأتى ذلك إلا من خلال نظام إداري يتبنى تقديم برامج تعليمية متميزة تطبق الجودة ومعاييرها وأدواتها،وتنهض بمستوى الفرد والمجتمع وتتمثل أهمية الجودة الشاملة في الإدارة فيما يلي: * رفع مستوى الأداء وتحسين نوعية الخدمات.* تخفيض تكاليف التشغيل.* العمل على تحسين وتطوير إجراءات وأساليب العمل.* تحليل الأخطاء.* وجود مناخ علمي أفضل.* تطوير المهارات القيادية والإدارية لقادة المؤسسة.* الرؤية الواضحة لكل مكان في المؤسسة.* منع حدوث المشكلات بدلا من العمل على تصحيح الأخطاء.* الاهتمام بالأمور الصغيرة بنفس القدر من الاهتمام بالأمور الكبيرة. ومن فوائد الجودة الشاملة في الإدارة ما يلي :* إعطاء العاملين الوقت والفرصة واستخدام خبراتهم وقدراتهم .* تنمية مهارات العاملين من خلال المشاركة في تطوير أساليب وإجراءات العمل.* توفير التدريب اللازم.* إعطاء الحوافز الملائمة للجهود التي يبذلونها للقيام بأعمالهم.* مساعدة المؤسسة على التعرف على جوانب الفاقد الإداري من ناحية الوقت،والطاقات الذهنية والمادية وبالتالي التخلص منها.* تساعد على زيادة الإنتاج والثقة والالتزام من قبل جميع المستويات في المؤسسة.* تساعد المؤسسة في التعرف على أدائها.* تساعد على إشباع حاجات ورغبات العميل.* تساعد على ملاحقة المستجدات الإدارية من أجل التطوير الدائم. * ضبط وتطوير النظام الإداري في المؤسسة نتيجة وضوح الأدوات وتحديد المسؤوليات.* الارتقاء بمستوى العاملين في جميع الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية.* ضبط شكاوى ومشكلات العاملين والإقلال منها ووضع الحلول المناسبة لها.* زيادة الكفاءة الإدارية ورفع مستوى الأداء لجميع الإداريين العاملين في المؤسسة.* الوفاء بمتطلبات العاملين والمجتمع.* توفير جو من التفاهم والتعاون والعلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين في المؤسسة.* تمكين إدارة المؤسسة من تحليل المشكلات بالطرق العلمية الصحيحة ، والتعامل معها من خلال الإجراءات التصحيحية والوقائية لمنع حدوثها مستقبًلا.* رفع مستوى الوعي لدى العاملين وأسرهم تجاه المؤسسة من خلال إبراز الالتزام بنظام الجودة.* الترابط والتكامل بين جميع الإداريين في المؤسسة، والعمل عن طريق الفريق وبروح الفريق.* تطبيق نظام الجودة يمنح المؤسسة الاحترام والتقدير المحلي والاعتراف العالمي .مراحل تطبيق الجودة في المؤسسات الإدارية :تهتم كثير من دول العالم بموضوع الجودة باعتباره أحد الجوانب الرئيسة لنموذج الإدارة العصرية،حتى أصبح شعاراً يرفعه الجميع لمواجهة تدني المخرجات الإدارية والإدارية . ويرى علماء الإدارة والتربية أن مراحل التطبيق الرئيسة يجب أن تكون على النحو التالي :المرحلة الأولى :- الاقتناع و تبني الإدارة العليا الجودة من خلال الإجراءات التالية :-1. اتخاذ القرار من قبل الإدارة العليا . 2. تدريب القيادات في المؤسسة الإدارية على مبادئ ومفاهيم الجودة.3. وضع الأهداف المتعلقة بالمؤسسة الإدارية . المرحلة الثانية : مرحلة التخطيط :وفيها يتم وضع الخطط التفصيلية والإستراتيجية وتكوين مجلس استشاري للجودة ، والإعداد لبرامج التدريب ، وتحديد الموارد المالية .المرحلة الثالثة : مرحلة التنفيذ :ويتم فيها اختيار الأفراد الذين سيوكل إليهم التنفيذ ، وتدريبهم على أحدث الوسائل المتعلقة بالجودة . المرحلة الرابعة : مرحلة التقويم :ويتم في هذه المرحلة طرح بعض التساؤلات حول جوانب القوة والضعف في المؤسسة قبل التطبيق .المرحلة الخامسة: مرحلة النشر وتبادل الخبرات :فمن خلال مرحلة التقويم يتم نشر المخرجات التي تم تحقيقها من التطبيق بغرض تبادل الخبرات بين المؤسسات . المبادئ الأساسية للجودة الإدارية : تمثل هذه المبادئ فكر النظام الإداري أو القيادي للعمل الإداري حتى يمكن للقيادة أو الإدارة تنفيذ وتسيير العمل الإداري في ضوء هذه النقاط،حيث تقوم الجودة الإدارية على مجموعة من المبادئ تمثل المرتكزات الأساسية لبناء منظومة الجودة في الإدارة، ويمكن من خلال العرض السابق لمفاهيم الجودة استخلاص أهم هذه المبادئ :1 – وضوح أهداف المؤسسة ورسالتها : "وذلك لأن وضوح الأهداف يساعد على الرؤية السليمة لكافة الإجراءات والجهود المبذولة،وينبغي أن تنبثق أهداف المؤسسة ورسالتها من الغايات العظمى للحياة الإنسانية،وأن تساعد على تحديد الأدوار والعمليات والمعايير التي يتم تقييم العمل وفقا لها للحصول على أفضل النتائج وبجودة عالية.2 – التركيز على المستفيد(العميل) : تحتوي العملية الإدارية على عدة عملاء هم : العملاء الداخليون وهم الإداريون ،والعاملون المعاونون لهم ،أما العملاء الخارجيون فهم أولياء الأمور، والمجتمع،وهؤلاء من العوامل الأولية للحكم على جودة المؤسسة. ولابد من التركيز على الفرد من حيث مطالبه واحتياجاته الإدارية من أجل تحقيق معايير الجودة المناسبة،كما يعد أفراد المجتمع عملاء ومساهمين خارجيين،ولابد أن تركز إدارة المؤسسة هنا على القادة الطبيعيين في البيئات المحيطة بالمؤسسة ، بحيث يتم إشراكهم في قرارات المؤسسة ،أما المجتمع فهو الحاكم الأساسي في جودة المؤسسة،فالعصر الحديث يجعل تفاعل المؤسسة مع المجتمع معيارا من معايير الجودة، 3 – التركيز على العمليات بقدرالتركيز على النتائج :يركز هذا المبدأ على ضرورة اهتمام المنظمات بالتصميم الكفء والفعال للعمليات ولا يكون التركيز فقط على النتائج المحققة،وتعد نسبة نجاح العاملين في المؤسسة هي إحدى المؤشرات الرئيسية لقياس جودة المؤسسة.وتتطلب الجودة وتطبيقاتها ليس فقط التركيز على نسبة النجاح كمنتج نهائي لكن لابد من التعمق داخل العمليات التي أدت إلى هذا المنتج.4 – تسلسل مراحل التنفيذ وحشد خبرات القوى العاملة : "يتطلب تطبيق الجودة الإدارية في أي مرحلة من الإدارة تدريب قياداتها على ثقافة الجودة ومبادئها، ومراحل تنفيذها ،ثم تقوم هذه القيادات بنقل خبراتهم إلى كل من في المؤسسة،ولا تأتي عملية التطبيق في مرحلة واحدة ولكن لابد من مراعاة تسلسل مراحل التنفيذ. 5 – التزام الإدارة العليا بالجودة :إن تبني والتزام الإدارة العليا وحماسها لتطبيق الجودة الشاملة وتطوير متطلبات التطبيق هو حجر الأساس لنجاح المنظمة والأفراد في تطبيق هذا المفهوم.6 – تدريب العاملين:لكي تتمكن المؤسسة من تطبيق إدارة الجودة الشاملة بنجاح فإنه لابد من التدريب المستمر والمكثف لجميع أفراد المؤسسة وإكسابهم المهارات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.7 – اكتشاف الأخطاء قبل وقوعها :إن إدارة الجودة تأخذ بمبدأ الوقاية من الأخطاء والعيوب وذلك عن طريق الفحص والمراجعة والتحليل المستمر لمعرفة المشكلات فبل وقوعها وإيجاد الحلول المناسبة لها.

41180

| 30 سبتمبر 2011

المصريون بعد الثورة

لم يكد المصريون يفرحون بثورتهم الميمونة، حتى حسدوا أنفسهم – فيما يبدو – على ما آتاهم الله من فضله ودعمه ونصره، فانطلق كثير منهم يعيثون في الأرض فسادا، فتزايدت حوادث القتل، وازدهرت تجارة السلاح، وفشت جرائم قطع الطرق والسرقة بالإكراه، والتعدي على الممتلكات العامة، والمواطن الغر البسيط معذور إذا عزا هذا كله إلى تداعيات الثورة، وكأن الثورة لم تستهدف إسقاط حاكم فاسد، وبطانة أشد فسادا من لصوص وقتلة ومزورين ومجرمين، بل كأن الثورة استهدفت (استقرارا) اجتماعيا راسخا، سرعان ما خار وسقط كما تخور نخلة نخر السوس بطنها فتهوى فجأة. والحق أن ذلك الاستقرار الذي خار فسقط ما كان ليهوى بهذه السرعة وهذه السهولة، لو كان مؤسسا على قيم أخلاقية، وعادات سلوكية، مرجعها إلى مبادئ الدين أو مبادئ الأخلاق الرفيعة، لكنه كان مؤسسا على قمع تشريعي، وضبط أمني، يأخذ العاطل بالباطل، ويعصف بالكبير والصغير، ويساوي بالكرام اللئام حفاظا على استقرار الحكام، ولم يكن في حساباته استقرار (نظام) اجتماعي، بل مجرد حرص على عدم نيل لوم من سادته الحكام، وكان عسف نظام الأمن بالناس عاملا حاسما في توسيع تلك الهوة النفسية السحيقة بين الجماهير وبين الشرطة، فكان كلا الطرفين يضمر للآخر كل ما ببواطن النفس الإنسانية من نوازع الغل والكراهية والحقد. حتى إذا أفلت العيار، وسقطت أعمدة نظام الحكم الهش، سارع الضعاف للانتقام ممن كانوا بالأمس يستقوون عليهم بالسلطة تحت ستار خادع هو (حماية سيادة القانون) وعاش الناس خمسين عاما مكبوتين ينافقون تلك اللافتة المخادعة (القانون) وهم يعلمون أنهم كاذبون في مشاعرهم نحوها، وأن من يرفعونها هم أول الكافرين بها الهاتكين لحرمتها. وهكذا... اتسعت هوة انعدام الثقة بالقانون بين الناس وهم يرون دماء القانون تهمي أنهارا على أراضي الدولة المنهوبة، وهم يرون دماء القانون تسيل غزارا على أقدام قتلة الفنانات، وتجار القمح المسرطن، وأصحاب البواخر التالفة، وتجار الدماء المغشوشة، ومزوري الشهادات، وإسكافية القوانين/ الأحذية التي تسهل لكل مجرم النفاذ من ثغرات قانونية صاغها باقتدار فذ لصوصٌ جهابذةٌ في اللصوصية وإن ارتدوا أرواب الجامعات وحملوا ألقابها. واليوم تمر الشهور والأسابيع والقلاقل تتزايد في مشارق البلاد ومغاربها، شماليها وجنوبيها، قراها ومدنها، والناس تصرخ ولا تجد سميعا، والناس معذورون حقا لأن حكومات اللصوص والقمع في الخمسين عاما الماضية لم تكلهم إلى أنفسهم مرة واحدة بل كانت تعامل الجماهير على أنها أهون من بعوضة، وأضعف من ذبابة، ولا تستحق أن تحكم نفسها بنفسها، بل يجب أن تحكمها تلك الطغمة من الفجرة الذين جاء بهم هذا الحاكم أو ذاك بمعايير لا يعلمها أحد، والناس معذورون حقا لأن حكومات اللصوص والقمع في الخمسين عاما الماضية كانت تفكر نيابة عنهم وتصوت في الانتخابات نيابة عنهم وتتخذ القرارات باسمهم نيابة عنهم، فلم تجرب الجماهير (الشعور بالمسؤولية) مطلقا من 1952حتى اليوم. فإذا بها بعد ثورة يناير ترى هذا الانفلات السلوكي، وهذا الشذوذ الصارخ في التفكير والتعبير وهذا الإعلام المتفجر بذاءةً وإسفافا وتفريقا بين الناس ولا تملك من أمر نفسها شيئا، فترتد – بحكم العادة – إلى صدر الحكومة تلتمس فيه حضنا حاميا ودرعا واقيا وملاذا آمنا، فتفاجأ بحكومة ساهية لاهية مغروسة أقدامها في آلاف القضايا الداخلية والخارجية لا تكاد تفيق منها. فييأس الناس من الحكومة ويهرعون إلى المجلس العسكري فيرونه غارقا أكثر في مخلفات النظام الذي هوى، يقيم من تلك المخلفات ما اعوجّ من قرارات، ويصلح منه ما التوى من قوانين، ثم تفاجئه أزمات أمنية عنيفة هنا أو هناك. فلا يكاد يجد وقتا لإسعاف الناس بما يشتهون من استقرار وأمان. ولا أظن المجلس العسكري ولا الحكومة قادرين على التدخل لإقناع الناس بعدم إلقاء القمامة في نهر الطريق بعيدا من براميل القمامة، ولا أظنهم قادرين على إقناع سائقي النقل الثقيل بعد غشيان الكباري العلوية المحرمة عليهم، ولا أظنهم قادرين على إقناع موظف صغير بأن يقنع بالحلال من الرزق ولا يرتشي. ولا أظنهم قادرين على إقناع تجار السلاح بالتوقف عن هذه التجارة الآثمة التي يقوِّض أمن الناس. ولا أظنهم قادرين على إقناع هذا الشباب المنفلت بالدراجات النارية الصينية الصغيرة الرخيصة المتاحة يقلقون القابعين في بيوتهم بأصواتها المزعجة، وفرملاتها القبيحة المفاجئة، ويزرعون الرعب في قلوب الكبار والصغار وهم يركضون بتلك الثعابين بين تجمعات المشاة الآمنين. لن يصلح لمواجهة هذا الانفلات السلوكي الخطير إلا (نظام إعلامي) صارم تتوافق عليه القنوات الرسمية والخاصة فورا فورا فورا، (نظام دعوي) صارم وعاجل يتوافق عليه علماء الدين والدعاة وينفذونه فورا فورا فورا. فالناس أسمع للإعلام وللدعوة منهم لقرارات الحكومة، والكثرة الكاثرة من المصريين لا تطالع صفحة المجلس العسكري على الفيس بوك التي اختارها المجلس للتواصل مع شعبه الأمي. ولكن الناس يسمعون الشيوخ والقساوسة فيقتنعون بما يقولون، ويخجلون من أخطائهم. ويسمعون منى الشاذلي ويسري فوده ومعتز الدمرداش وغيرهم من نجوم المذيعين، ويفهمون عنهم ويقتنعون بما تبث برامجهم. ويسمعون الإذاعة، وإذاعة القرآن الكريم بنوع خاص، فيقتنعون بما يسمعون. [email protected]

437

| 03 سبتمبر 2011

كيف نواجه عفريت الأمية.. ؟

الأمية ظاهرة من ظواهر التخلف الاقتصادي، الاجتماعي ، الثقافي ، والسياسي ، بل من أشد تلك الظواهر أذى وتدميرا في المجتمعات ، فهي تشبه عفريتا ، قادرا على التشكل في صور مختلفة ، يحارب هنا ، فيظهر هناك ، مرة في صورة أمية هجائية ، وأخرى في صورة أمية دينية، وثالثة في صورة أمية سياسية ، وعليه فإن القضاء على التخلف يتطلب أن تتضمن برامج التنمية العمل على مجابهة الأمية. وقد أكدت التجارب الدولية أن النجاح في برامج محو الأمية يرتكز على وجود حملة قومية مركزة لاستثارة المجتمع وشحذ همته لتحقيق طفرة كبيرة في أعداد من تمحى أميتهم خلال فترة زمنية محدودة ، يعقبها عمل مستمر ودائم للتعامل مع البقية التي لم تنضم إلى الحملة القومية وكذا مكافحة الارتداد للأمية ، كما تركز هذه التجارب على تجفيف منابع الأمية لضمان عدم إضافة أعداد جديدة من المتسربين من التعليم تزيد عن قدرة الجهات المختصة بالتعامل معها. وكذلك الارتقاء بمستوى عناصر العملية التعليمية لتقديم خدمة متميزة ذات جودة نوعية مالية من خلال منظور تنموي مبني على المشاركة بما يؤدي إلى إحداث تغييرات إيجابية في حياة الفئات المستهدفة ، ونجاح أي خطة لمحو الأمية يتطلب:* إرادة سياسية قوية تتمثل في إصدار قوانين وقرارات ملزمة لكل سلطات الدولة بالتصدي لهذه المشكلة.* دعم مجتمعي يتمثل في تكاتف منظمات المجتمع المدني وعلاء الدين ورجال الإعلام لحملة قومية مستمرة لمواجهة المشكلة .* مشاركة مجتمعية كاملة من خلال الاعتماد على العمل التطوعي في تنفيذ البرامج.* مرونة في اتخاذ القرارات مركزيا ومحليا، وإطلاق المنافسة بين وحدات الإدارة المحلية.* تقليل أعداد المتسربين من التعليم النظامي مستقبلاً ليكون دائماً أقل من عدد من يمكن محو أميتهم من خلال الجهود العادية لحين الوصول إلى الاستيعاب الكامل.* التعامل بأساليب غير تقليدية مع الأعداد الكبيرة من الأميين لتقليل هذا العدد بصورة كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة.* توفير فرص تعلم مستمر للتعامل مع مشكلة الارتداد للأمية.* نظام معلومات قوي ومترابط مع نظم الأحوال المدنية.* حملة إعلامية مباشرة يشارك فيها قادة الرأي والرموز المحبوبة في المجتمع.* دعم مالي كاف * عقد ورش عمل وجلسات عصف ذهني حول التجارب الدولية لمحو الأمية / تفعيل المبادرات الهامة في مجالات محو الأمية من الجهات المشاركة.* ضرورة التطوير والتجديد المستمر للبرامج المنفَّذة مع إمكانية تعديلها أثناء التنفيذ .* إعداد وتنفيذ برامج خاصة بالفتيات والسيدات بحيث تكون متنوعة تناسب البيئات الجغرافية ذات التقاليد الخاصة ( البدو – الحضر – المدن الساحلية ).* الإدارة الرشيدة والشفافية والمحاسبية المستمرة والدائمة والمعتمدة على نظم المعلومات والإدارة الحديثة من جانب والرقابة الشعبية من جانب آخر.* إتاحة الخدمة التعليمية في أقرب نقطة للدارسين من خلال أنماط جديدة من المدارس. * متابعة المتحررين من الأمية بعد تصنيفهم ليتم إلحاقهم بمراحل التعليم المختلفة أو التركيز على إكسابهم مهارات حياتية تمكنهم من المشاركة في سوق العمل. * توفير ميزانية لإعداد مواد تعليمية للمتحررين من الأمية ضمن برامج مكافحة الارتداد إلى الأمية .* توفير ميزانية مناسبة لإجراء مسوح ميدانية تستهدف معرفة عناوين الأميين لتيسير استقطابهم. [email protected]

1360

| 01 سبتمبر 2011

دروس من كتاب (القراءة الرشيدة)!!

الدرس الأول: شريف تلميذ نشيط – شريف يصحو مبكرا ويشرب اللبن ويذهب إلى المدرسة – شريف يمشي على يمين الطريق ويعبر الشوارع من الأماكن المخصصة لعبور المشاة – مدرسة شريف (برغم أنها في قلب الواحات) مدرسة جميلة ونظيفة ومتطورة ومنتجة وصديقة للبيئة !! – ولهذا ظهرت عليها علامات الجودة والاعتماد !! – شريف مبسوط لأن مدرسته نالت جائزة التميز المدرسي.الدرس الثاني: "زغلول أفندي" أمين مختبر بكلية حقوق العلوم الصيدلانية البيطرية التربوية بجامعة "الصبر طيب" بجمهورية همبكستان والتي حصلت منذ عامين على المركز الأول من بين أسوأ500جامعة على مستوى العالم – عميد الكلية رجل مهذب وعلى خلق رفيع ويتميز بالجودة والاعتماد ومشهود له بالكفاءة في العمل بالمشروعات المشتركة- وهو بالإضافة إلى ما سبق: جميل ونظيف ومتطور ومنتج وصديق للبيئة!! – السيد العميد عيَّن زغلول أفندي مساعدا أول للسكرتير الثالث لسعادة مدير عام مكتب الأستاذ الدكتور/ النائب الثاني لمدير وحدة الجودة بالكلية – زغلول أفندي تفانى في أداء عمله فكان يقضي بالمكتب ست ساعات كل ليلة ليرضى عنه رؤساؤه – وكلما طالبته زوجته ب" الجودة " في أداء حقوقها الزوجية تعلل بأن إجهاد العمل أمر طارئ – وبأن ما ينتظره من مكافآت (في نهاية المشروع) سيخصص معظمه لعلاج الآثار (الجانبية) للإرهاق – والصبر طيب ومحمود العاقبة -الدرس الثالث: تم توزيع مكافآت المشروع [المخصص له مليون جنيه] على النحو التالي: - معالي الوزير (راعي المشروع) 500ألف جنيه- مدير عام مكتب معالي الوزير (مسؤول المتابعة للمشروع) 100ألف جنيه- معالي رئيس الجامعة (المشرف العام على المشروع) 240ألف جنيه- نائب رئيس الجامعة (نائب المشرف العام على المشروع) 160 ألف جنيه- عميد الكلية (مدير المشروع) 100ألف جنيه- وكيل الكلية (المدير التنفيذي للمشروع) 60ألف جنيه- السادة الدكاترة (أعضاء المشروع) 18دكتورا ×241 جنيها لكل منهم - السيد أمين الكلية (المسؤول الإداري للمشروع) 15569 جنيها- السيد مدير مكتب رئيس الجامعة (المسؤول المالي للمشروع) 18992جنيها- زغلول أفندي (الذي سهر 250 ليلة × 6 ساعات، وكتب على الحاسوب 8654 صفحة A4 وسافر تسع عشرة سفرية من ماله الخاص واستهلك 458 كارت محمول فئة 50جنيها) خصصت له مكافأة مجزية تقديرا لجهوده غير العادية بلغت 89 جنيها. الدرس الرابع: زغلول أفندي يرقد في المستشفى الجامعي مصابا بجلطة – المستشفى جميلة ونظيفة ومتطورة ومنتجة وصديقة للبيئة!! – رئيس الجامعة بتواضعه المعروف تولى الكشف الطبي بنفسه على زغلول أفندي [مع أن تخصص معاليه "محاسبة "، لكنه: ..... تواضع العلماء الأجلاء!! ] – التقرير الطبي لزغلول أفندي يشير إلى أنه يعاني من صعوبات في النطق مصحوبة بإسهال عنيف، وحالة من التهتهة، ويردد عدة كلمات غامضة بشكل هستيري (الجودة – التميز – الاعتماد)- زوجة زغلول أفندي خلعته بدعم كبير من المجلس القومي للمرأة بجمهورية همبكستان – وقبل انتهاء عدتها تزوجها نائب رئيس الجامعة زواجا عرفيا طمعا في الحصول على المكافأة التي نالها زوجها السابق زغلول أفندي من المشروع!!الدرس الخامس: شريف بن زغلول أفندي سعيد لأن مدرسته دخلت مرحلة الاعتماد (على القروض) – زغلول أفندي بحاجة إلى علاج على نفقة الدولة – الدولة مشغولة "حبتين" عن زغلول أفندي بأحداث طارئة .

1816

| 27 أغسطس 2011

الضغوط النفسية ليست كلها شرًّا

تمثل الضغوط النفسية ظاهرة من ظواهر الحياة الإنسانية تواجه الإنسان في مواقف وأوقات مختلفة، شأنها في ذلك شأن معظم الظواهر الإنسانية فهي من طبيعة الوجود الإنساني، وليس بالضرورة لذلك أن تكون الضغوط كلها ظاهرة سلبية، بل إن بعض الضغوط إيجابية، لأنها تقوِّي مناعة الإنسان النفسية، ومن ثم فنحن لا نستطيع الإعراض عنها أو الهروب منها، لأن ذلك يعني نقصا في القدرة الدفاعية لدى الفرد، وقصورا في صحته النفسية فيصبح معرَّضاً لكل صور الإخفاق في الحياة. ويمكننا التفريق بين صور الضغوط السلبية والإيجابية يتحدد بنوع الضغوط التي نواجهها أو كيفية التعامل معها، وبكيفية تفسيرنا للمواقف أو الأحداث الضاغطة وطرق وأساليب مواجهة تلك الضغوط النفسية. ويتفق كثير من علماء النفس والتربويين مع وجهة النظر السابقة في أن الضغط النفسي له وجهان من المظاهر السلبية والإيجابية، ولا ينتج دائما نتائج سلبية. ومن الناس من لا يستطيعون التكيف مع الضغوط النفسية فتظهر عليهم الأعراض السالبة متمثلة في سرعة الاستثارة والغضب والشعور باليأس بالإضافة إلى بعض الأعراض الجسمية الضارة، بينما نجد بعض الناس يجيدون التعامل مع الضغوط والتحايل على منعها، مع الاحتفاظ بقدر من المرح وروح الدعابة ومع القدرة علي تجديد طاقتهم. وعلى ذلك فالضغوط النفسية ليست كلها شرًّا محضا، كما أنها – بالتأكيد – ليست خيرا محضا على الإطلاق، وإنما هي وسيلة من وسائل دعم (أو إحباط) القوة النفسية والبدنية تتعلق بكل من العقل والجسم، وتبعا لطبيعة ومدى هذه الضغوط وأسلوب التعامل معها.والضغوط الإيجابية تتطلبها طبيعة العمل، ويحتاج إليها المديرون كثيرا للضغط على الموظفين للاحتفاظ بحيويتهم ودافعيتهم نحو إنجاز أعمالهم، وفي الوقت نفسه لقهر أي تكاسل أو تخاذل ينجم عنه رتابة العمل. والضغط الإيجابي ينمِّي قدرة الموظف على بذل أقصى جهد لتقليل ضغوط العمل وبذلك يؤدي إلى نتائج إيجابية وتحقيق رضا الموظفين ويصبح غياب هذا النوع من الضغوط مصدراً لعدم الرضا الوظيفي عن العمل.والضغوط السلبية هي الضغوط الهدامة التي تؤثر سلبا في سلوك كل من المدير والعاملين معه بشكل ضار، وتتولد معها مجموعة من الإجراءات الإدارية التي يرتكز معظمها حول ما يلي:1- فقدان الرغبة في العمل. 2- العزوف عن المبادرات الفردية والاستسلام إلى الرتابة والنمطية في العمل. 3- تنامي الإحساس بالإحباط. 4- عدم التوافق والاكتئاب والقلق.من حيث مصدر وموضوع الضغوط: ويشير علماء النفس دائما إلى وجود مصدرين للضغوط: 1- ضغوط داخلية: وهي مثل الضغوط النفسية والجسمية.2- ضغوط خارجية: وهي مثل الضغوط الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية والبيئية. وفي مجال الوظائف العامة تبرز بوضوح الضغوط المادية وهي تتصل بالمزايا المادية التي تسعى الإدارة للحصول عليها لإرضاء العاملين داخل المؤسسة، مثل الحوافز والمكافآت والتعيين في أماكن بعيدة عن إقامة العامل مما يؤدي إلى إهدار المال في الإنفاق. ثم هناك الضغوط المعنوية وهي تتصل بالحالة الوجدانية والنفسية للموظف، وهي ضغوط شديدة التأثير في قراراته وقد تؤدي إلى اضطراب تفكيره وعدم قدرته على اتخاذ القرارات السليمة.والضغوط السلوكية والتي تتصل أساسا بالقيود التي يمكن أن تنعكس على سلوك المدير وبالتالي تؤثر في قدرته على إصدار الأوامر الإدارية والتوجيهات التنظيمية، مثل كثرة تأخر المدير مما يؤدي إلى عدم قدرته على اتخاذ إجراءات إزاء العاملين كثيري التأخر.والضغوط الوظيفية وهي الضغوط التي تتصل أساساً باعتبارات الوظيفة وبالأعمال التي تتم فيها، والأنشطة التي تمارس بها والغايات التي يسعى الموظفون لتحقيقها داخل المؤسسة. رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار في مصر حاليا [email protected]

663

| 20 أغسطس 2011

إعداد معلم المستقبل في البلدان العربية

التعليم التقليدي متهم بإنتاج مواطن عربي سلبي و مستسلم في ظل هذه الموجات الكاسحة من التغير التي تظلل السماوات العربية، يقف التعليم التقليدي متهما بإنتاج مواطن عربي سلبي، مستسلم، ويعود الفضل في الانتفاضات التي غشيت الدول العربية التي أريد للنظم الجمهورية فيها أن تتحول للتوريث، أقول: يعود الفضل في تلك الثورات إلى الإعلام لا إلى التعليم، وإلى قناة الجزيرة خاصة لا إلى غيرها من القنوات المحلية المتخلفة الأداء والإدارة، وحتى يتماشى التعليم العربي مع سنن التطور يجب أن نحاول استشفاف ملامح لإعداد معلم المستقبل في البلدان العربية انطلاقا من فلسفة أساسها أن المعلم الجيد هو أداة التفاعل الحي الخلاق بين العقول المتعلمة من أجل إكساب المتعلمين طرائق التفكير وأنواع السلوك المرغوب فيه.وتقوم هذه الفلسفة على مجموعة من الأسس منها: 1- حسن اختيار معلمي المستقبل بحيث يتوفر في الطالب المتقدم للالتحاق بكلية إعداد المعلم حب العمل في مهنة التعليم.2- قدرة الطالب المتقدم لكليات إعداد المعلم على التعامل الجيد مع تلاميذه وأن يكون ملما بعلم نفس النمو ومطالب واحتياجات النمو والعمل على إشباع الحاجات الأساسية لدى التلاميذ المقبولين بالكلية.3- أن يتيح الطالب /المعلم الفرصة لتلاميذه للحوار وترسيخ مبدأ ديمقراطية التعليم وأن يكون الطالب محور العملية التربوية.4- أن تكون لدى الطالب المرشح للالتحاق بكليات إعداد المعلم القدرة على تكوين علاقات إنسانية.5- أن يتمتع الطالب المرشح للقبول بكليات إعداد المعلم بقدرة على إقامة اتصال فعال متعدد القنوات بينه وبين تلاميذه وزملائه.6- أن تكون لديه القدرة على توفير مناخ فيزيقي واجتماعي ونفسي مناسب لعملية التعليم والتعلم.7- أن تكون لدى الطالب المرشح للقبول أو الالتحاق بكليات إعداد المعلم القدرة على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة وتوظيفها لضمان جودة عملية التعليم والتعلم.8- أن يستخدم الطالب المرشح للقبول بكليات إعداد المعلم وسائل التعلم عن بعد والتعليم المفتوح وكذا القدرة على قياس مدى تقدم التلاميذ في الناحية التعليمية.9- أن تتوفر لدى الطالب المرشح للقبول بكليات إعداد المعلم القدرة على الفهم وإكساب التلاميذ المهارات والخبرات الحياتية.10- أن تتوفر لدى الطالب المرشح للقبول بكليات إعداد المعلم القدرة على تفسير المفاهيم والتطلع إلى اكتساب الجديد في المعارف والتنمية المهنية المستدامة.11- أن تتوفر لدى الطالب المرشح للقبول بكليات إعداد المعلم القدرة على تطوير أدواره المستقبلية.12- أن تتوفر لدى الطالب المرشح للالتحاق بكليات إعداد المعلم القدرة على صياغة الأهداف التعليمية وتحديدها تحديدا إجرائيا قابلا للتنفيذ.13- أن تتوفر لدى الطالب المرشح للقبول بكليات إعداد المعلم القدرة على إدارة الوقت وإدارة الفصل.14- أن تتوفر لدى الطالب المرشح للقبول بكليات إعداد المعلم القدرة على مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ.15- أن يتمتع الطالب المرشح للقبول بكليات إعداد المعلم بسمات أخلاقية سوية. كيف يمكن تحقيق ذلك ؟يمكن ترجمة المعايير السابقة إجرائيا في اتباع الآتي: 1- تنوع أساليب التدريس وحسن توظيف التكنولوجيا ووسائل الإيضاح.2- تنوع الأنشطة التي تقدمها الكليات للطلاب المقبولين بها بحيث تشبع احتياجات وميول ورغبات الطلاب.3- الاهتمام بالتدريب الذي يصقل الطلاب بالمهارات والخبرات المتنوعة.4- التدريب الميداني لطلاب كليات إعداد المعلم بالمدارس والمتابعة الجادة من المشرفين عليها.5- تعريف الطلاب الملتحقين بكليات إعداد المعلم بالعلوم النفسية والتربوية للتعرف على مراحل نمو التلاميذ واحتياجات نموهم.6- تهيئة مناخ فيزيقي ونفسي واجتماعي داخل كليات إعداد المعلم يساعد على عملية التعلم والتعليم.7- تشجيع الطلاب المتفوقين في الثانوية العامة على الالتحاق بكليات إعداد المعلم وذلك بتقديم حوافز مادية ومعنوية لهم.8- توزيع الطلاب المقبولين بكليات إعداد المعلم على التخصصات الفرعية طبقا لمجموع درجاتهم وميولهم.9- توفر الكفايات لدى أعضاء هيئة التدريس بكليات إعداد المعلم.10- تعمل الكلية على غرس الأدوار الجديدة للمعلم بالإضافة إلى الأدوار التقليدية.11- أن تتبنى سياسة الإعداد نموذجا معينا يساعد على التنمية المهنية المستدامة لدى الطالب المعلم.12- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.13- استخدام منهج وأسلوب تحليل النظم في عملية الإعداد داخل كليات إعداد المعلم شعبة التعليم الأساسي.14- استخدام مهارات التدريس المصغر Micro Teaching داخل الكلية.15- استخدام ما يتوفر من وسائل التعليم عن بعد لصقل المهارات والخبرات لدى الطلاب.16- مراعاة التوازن بين جوانب الإعداد المختلفة سواء الجانب الثقافي أو الأكاديمي أو المهني التربوي.17- مراعاة التدريب الجيد قبل الخدمة وأثناءها لإكساب الطلاب المهارات والخبرات التي تعين الخريجين على التعامل مع البيئة الخارجية[email protected]

1710

| 17 يونيو 2011

أهمية التخطيط في نجاح السياسات التربوية

التخطيط ركيزة اساسية فى تقدم الأمم والشعوب التخطيط - بوجه عام - أسلوب للتنظيم الاجتماعي وللنشاط الإنساني وتزداد أهميته في الدول النامية التي تعمل على تنمية مواردها وتحسين كفاءة اقتصادها القومي، والانتقال من مرحلة التخلف إلى مرحلة التقدم، وهذا الانتقال يتطلب إجراء تغييرات عديدة في التنظيم الاجتماعي القائم للإنتاج والاستهلاك فكثيرا ما يكون من الضروري تحطيم بعض هذه التنظيمات لتمكن القوى الاجتماعية القادرة على التطور أن تؤدي دورها في دفع المجتمع للتقدم الحضاري.ويعد التخطيط ركيزة من ركائز تقدم الأمم والشعوب لذا فقد أخذت جميع دول العالم تهتم به اهتماما كبيرا، وقد يرجع السبب إلى ذلك إلى الزيادة المطردة في عدد السكان والذي يتطلب نموا اقتصاديا ومعرفيا وهذا أيضا يبرز أهمية عملية التخطيط فمحدودية الموارد تتطلب تخطيطا دقيقا مبني علي أسس علمية. وانطلاقا من هذا الفهم، أصبح التخطيط - في يقين معظم التربويين وعلماء الاجتماع والاقتصاد - طابع العصر الحديث فهو لم يعد قاصراً على مجموعة دون الأخرى فهو سياسة وأسلوب حيث إن الخطة الاقتصادية أو الاجتماعية التي ترسمها الدولة تعكس السياسة العامة للدولة، أي أن التخطيط يستحيل أن يقوم علي الارتجال بل يسير وفق سياسة معينة تتفق ونظام الدولة وهو أسلوب لأن الغرض منه في النهاية تحقيق أهداف معينة أي وسيلة وليس غاية في حد ذاته، والتخطيط التربوي منهج مستمر منتظم يستخدم أساليب البحث الاجتماعي وتقنيات التربية ويشرك الرأي العام ليصل إلى تربية تمكن الفرد من تحقيق إمكانياته والمساهمة بصورة فعالة في التنمية الشاملة، والتخطيط التربوي المنشود يجب أن يشمل عمل النطاق الواسع الذي يركز اهتمامه على الأبعاد العريضة لنظام التعليم وصلاته الاقتصادية والمجتمع.وقد بدأ تكثيف الجهود حول ما هو التخطيط التربوي وأساليبه وتطبيقاته، بهدف وضع الخطط الملائمة لكل دولة على حدة وفقا لثقافتها ومتغيراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية من أجل بناء بشري قوي قادر على مواجهة متغيرات القرن الحادي والعشرين بما فيها من تحديات الجات والعولمة والافتقار لسوق عربية موحدة، وما تعنيه نظمنا ومناهجنا وأساليب تعليمنا العربية.وهناك مشكلات وصعوبة تواجه التخطيط في عالمنا العربي الذي يعد من دول العالم الثالث (الدول النامية) وسوف نحاول في هذا البحث التطرق لهذه المشاكل بصورة موجزة للاطلاع على أهم ما يواجهه المخططون وما يفترض أن يستعدوا له ويأخذوه بالحسبان ونرجو أن نوفق باستعراضها.ومن المسلم به لدى التربويين أنه لا يمكن وضع نظام تربوي متكامل دون تخطيط مُتقَن دقيق، وبديهي أن درجة نجاح أو إخفاق أي نظام تعليمي تكمن في أسلوب التخطيط وكيفية وضع الأسس التي تبنى عليها المناهج وغيرها، وهل تنبثق هذه الخطط من الواقع وهل هذه المعطيات واقعية؟ وهل هي في مستوى الآمال والنظرة إلى المستقبل؟ أم لا؟.لذلك، يواجه المخطط التربوي عقبات ومشاكل عديدة قد تعوقه في الكثير من الأحيان عن أداء دوره في وضع خططه وتنفيذها وتقويمها وأن لهذه المشكلات الأثر الفعال في حرمان المخطط من أتباع الأسلوب العلمي الصحيح في رسم خططه ومشاريعه، وأن مثل هذه المشاكل قد تكون ذات طبيعة عامة في معظم دول العالم الثالث حيث عدم توافر الإمكانيات المادية والبشرية لديها لتساعدها في التغلب عما يواجهها من مصاعب ويمكن تلخيص أهم هذه المشكلات على النحو التالي:• نقص البيانات والإحصائيات الأساسية.• ضعف التنظيم الإداري.• تغير الظروف والأحوال قبل انتهاء الخطة الموضوعة أثناء تنفيذها.• صعوبات ناشئة من اتساع جهاز التربية.• الصعوبات السياسية والاجتماعية.• صعوبات ناشئة عن التخطيط ذاته.• عدم توافر القوى البشرية المدربة على التخطيط.• قلة المخصصات المالية.• عدم وضوح السياسات التربوية والتخطيطية.• ضعف فعالية التنسيق وتكامل النشاطات.• غياب التقويم التربوي[email protected]

3499

| 10 يونيو 2011

الإعلام الصهيوني والزحف العربي

احتشد آلاف الشباب العربي يوم 15 مايو الماضي – في ذكرى قيام دولة الكيان الصهيوني عام 1948- وحاولت التسلل إلى داخل الأراضي الفلسطينية، ولو رمزيا، وذلك بالتظاهر بالقرب من الحدود الفلسطينية في لبنان وسوريا والأردن، وأمام السفارة الصهيونية بالقاهرة.هذا الوضع كان له صداه في الإعلام الصهيوني، فتحت عنوان (هذه مجرد البداية.... مئات الآلاف سيقتحمون حدودنا) كتب الصحفي الصهيوني أليكس فيشمان في صحيفة يديعوت أحرونوت في اليوم التالي مباشرة للأحداث يوم 16 /5/2011 يقول: حين وقع الحدث المخجل أمس في هضبة الجولان، كان قادة جهاز الأمن منشغلين باحتفال آخر تماما: الاحتفال على شرف تسلم رئيس المخابرات الجديد. من لم يكن هناك: رئيس الأركان، والمفتش العام للشرطة، ورئيسا المخابرات المنصرف والوافد، ووزير الدفاع، ووزراء، ورئيس الوزراء. وقد كانوا على أي حال واثقين من أن الجيش جاهز، متحفز ومستعد لكل التطورات وأن أحداث يوم النكبة باتت محسومة في جيبهم الصغيرة وأنه يمكن مواصلة الأعمال كالمعتاد. لم يتصور أحد تأجيل هذا الاحتفال إلى موعد قريب آخر، ليبعده عن يوم النكبة الذي هو موعد حساس ومؤهل للاضطرابات، يا لها من ثقة. في ليلة أخرى بقي رئيس الأركان لينام في بيته، فيما أن رئيس قسم العمليات، الذي نام في مقر القيادة العسكرية بمناسبة الحدث، حدد لنفسه لقاءات في السادسة صباحا، إذ كان واضحا جدا بأن السيطرة على السفينة ستكون لعبة أطفال. المرة تلو الأخرى تتكرر الفجوة الهائلة التي بين إعداد الخطط، وتقويمات الوضع، والإعلان عن التأهب العالي ونثر الوعود للجمهور بأن كل شيء تحت السيطرة وبين ما يحصل في الواقع. يبدو أن القيادة الأمنية تعاني من نوع ما من التضليل الذاتي حول القدرات المهنية للجيش في المجال الأكثر إشكالية للتصدي للمدنيين. وتحت عنوان جانبي (خلل عملياتي) يوجه الكاتب الصهيوني اللوم لأجهزة الأمن الداخلي فيقول: من يدعي بأن مظاهرة الجماهير الفلسطينية في ذلك الصياح كانت بمثابة مفاجأة للاستخبارات لا يقول كل الحقيقة. معلومات عن المظاهرات وعن بؤر الاحتكاك في أرجاء الجولان نقلت إلى القوات، وعليه فقد زودت القوات بوسائل لتفريق المظاهرات. فضلا عن ذلك، في ساعات الصباح ظهرت في قاطع مجدل شمس حركة نحو تسعين باصا، والآلاف الذين نزلوا منها احتشدوا في نطاق أعد مسبقا في القاطع في صالح المظاهرة أمام السياج. في أثناء تقويم الوضع عرض الجيش على القيادة السياسية سلسلة نقاط احتكاك محتملة في يوم النكبة. القيادة السياسية، من جهتها، وجهت الجيش بكلمات واضحة: كل خرق للسيادة هو خطر على الحياة، وعليه فإن كل اقتحام للجدار الحدودي سيستقبل بالنار بداية بنار انتقائية نحو الأقدام، وإذا لم يجدِ ذلك فتطلق النار لغرض القتل. استخدام تعبير ' خطر الحياة' نبع من الاعتبار بأن كل اختراق للجدار الحدودي من شأنه أن ينتهي بتسلل مواطني دول معادية إلى البلدات، إلى المستوطنات، إلى استحكامات الجيش وما شابه. وعليه فتطلق النار. أوامر النار هذه مقبولة، كما يبدو، من رجال القانون في الجيش. حيال غزة ولبنان نفذ الجيش تعليمات القيادة السياسية نصا وروحا، وقد نجح هذا. هذا نجح في غزة، حين حاول الفلسطينيون اقتحام حاجز ايرز، وهذا نجح في لبنان، حيث شارك أيضاً الجيش اللبناني بالنار على المتظاهرين الذين اقتربوا بشكل مهدد نحو الجدار الحدودي مع إسرائيل. ولكن في تلة الصياح، في هضبة الجولان، لم ينجح شيء. في اختبار النتيجة: كان هناك قصور. الجيش لم ينفذ قرارات الحكومة، لم يستعد كما ينبغي، ومن المعقول الافتراض بأن الشروحات للجنود أيضاً لم تكن جيدة بما فيه الكفاية. كانت هناك جلبة كبيرة بدت للحظة بأن الجيش في هذا القاطع ببساطة أضاع بنطاله. وهذا خلل مهني، عملياتي، موضوع في ساحة قيادة المنطقة الشمالية، أحد ما هناك يتعين عليه أن يقدم التفسيرات، الميل عندنا هو دوما أن نلقي بالتهمة على الإيرانيين الذين ينبشون وعلى السوريين الذين غيروا قواعد اللعب دون أن يبلغونا مسبقا هو ميل صبياني وليس مهنيا. إذ لا يدور الحديث عن خلل عملياتي في اشتباك مفاجئ مع مخربين على الحدود، يدور الحديث هنا عن حدث تم الاستعداد له على مدى أشهر طويلة ويمكن أن تكون له آثار شديدة على جودة ردع الجيش الإسرائيلي في المستقبل، يحتمل أنه بسبب هذا الخلل سيتعين، ابتداء من اليوم فلاحقا، التصرف في الحدود مع سوريا بشكل مغاير تماما. نجاح أمس يمكن أن يخلق محاولات أخرى لمسيرات جماهيرية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وليس فقط من جهة سوريا. هذا قد يحصل في يونيو بالتوازي مع الأسطول إلى غزة، وقد يحصل في سبتمبر حول الإعلان عن دولة فلسطينية.ماذا سنوقف في وجههم؟وفي هذه النقطة توجد لدولة إسرائيل مشكلة منظوماتية. باستثناء الردع، ليس في أيديها وسائل لمنع اقتحام حدودها من عشرات ومئات وآلاف الفلسطينيين الذين ينجحون في تنظيم أنفسهم وتحقيق حلم عودتهم بأقدامهم. أمس تلقينا تحذيرا: فالفلسطينيون ساروا نحو حدود إسرائيل من ثلاثة اتجاهات: غزة ولبنان وسوريا. الأردن، ومصر والسلطة الفلسطينية ستوقف مسيرات من ثلاثة اتجاهات محتملة أخرى. ولكن ليس هناك ما هو مضمون تماما. كلما جرى الحديث أكثر عن تسوية سياسية أو عن إقامة دولة فلسطينية، سيصبح حق العودة علم الكفاح الفلسطيني. هكذا بحيث إن المسيرات والأساطيل لتحقيق حق العودة ستنال المزيد فالمزيد من الزخم، ما الذي سنوقفه في وجههم؟ قناصة؟ ربما بنادق ألوان، مثلما في مرمرة. وفي الصحيفة نفسها وفي اليوم نفسه كتب الكاتب الصحفي الصهيوني ناحوم برنياع تحت عنوان (لن تعودوا إلى فلسطين) يقول: يسيرون الآن في مسيرات إلى الجدار الحدودي: في مجدل شمس ومارون الرأس وايرز وقلندية. يرفعون أعلام فلسطين ويطلبون العودة إلى القرى التي خسرها آباء آبائهم في 1948. قال الساسة إن هذا ما سيكون، ووعدهم الوعاظ بعون الله. وقدم رعاة أجانب أعلاما وحافلات. خرجوا للمهمة واثقين بأن المشروع الصهيوني ـ كما يسميه إسماعيل هنية ـ حكمه واحد هو أن ينهار، فما هي إلا دفعة صغيرة حتى تصبح أرض إسرائيل كلها من الأردن إلى البحر فلسطين.ويوجه الكاتب الصهيوني الساخر كلامه للفلسطينيين مهددا ساخرا يقول: عندي أنباء لكم يا أبناء عمومتنا الأعزاء: لن يحدث هذا في أيامكم. لن تعودوا إلى إسرائيل داخل الخط الأخضر. انقضت 63 سنة منذ تلك الحرب. وآن أوان الأخذ بأحلام أخرى.أعلم أن لا أحد من متظاهري يوم النكبة سيقرأ هذه السطور. لكن في غرفة صغيرة في المقاطعة في رام الله يجلس عدة فلسطينيين نشطاء مخلصين لعملهم ويترجمون لأبو مازن ووزرائه كل كلمة ذات صلة تنشر في الصحف العبرية وكلامي موجه إليهم.أبو مازن هو السياسي الأكثر إنسانية والأكثر وداً في الحكومات الثلاث التي تتولى الأمور الآن في أرض إسرائيل، وهو مصغ مثل كل سياسي إلى أهواء جمهوره، تكون الكلمات التي تخرج من فمه أحيانا أقوى منه فهو ينساق. وعد شعبه عشية أحداث النكبة بألا يقوم زعيم فلسطيني يتخلى عن حق العودة. قال: 'ليست العودة شعارا. فلسطين لنا'.أما سؤال أين وكيف سيتحقق الحق، هل بتعويض مالي أو بعودة مادية، هل بدولة فلسطينية تنشأ أم في إسرائيل أيضا، فقد امتنع عن إيضاحه، كان كل واحد يستطيع أن يسمع في كلامه ما أراد سماعه.في أحاديث خاصة يقول مسؤولو السلطة الفلسطينية الكبار منذ سنين إنهم يعلمون ألا سبيل لإعادة العجل إلى الوراء. سيُقترح على اللاجئين بناء حياتهم في مساقط رؤوسهم أو في الدولة الفلسطينية أو الحصول على تعويض مالي.لكنهم يتحدثون إلى شعبهم بلغة أخرى، فهم غير قادرين على تبشير مئات آلاف الفلسطينيين ممن لا جنسية لهم ويعيشون في مخيمات لاجئين في سوريا ولبنان ببشرى عدم العودة. بدل ذلك يُنمون عندهم أحلاما باطلة بعودة لن تأتي.دُفع أبو مازن نفسه قبل بضعة أشهر إلى ضيق كبير عندما نشر موقع 'ويكيليكس' كلاما قاله في حديث خاص لدبلوماسي أمريكي في عدم جدوى الإصرار على حق العودة. وقد سارع إلى الإنكار بطبيعة الأمر.عندما يُسأل ساسة فلسطينيون لماذا يمتنعون عن قول الحقيقة لشعبهم يُجيبون بأن حق العودة هي ورقة مساومة فهم سيتخلون عنها فقط مقابل تخلٍ مواز من قبل إسرائيل في شأن شرقي القدس مثلا.في موقفهم في ظاهر الأمر منطق: فالسوق في الشرق الأوسط لا تحترم سوى من يُصر على المساومة. لكن الأوهام لها قوة خاصة بها. إن الأمل الباطل الذي يذيعونه في جمهورهم قد يصبح عنفا يسوق المنطقة كلها. إنهم يركبون ظهر نمر.يجب قول الحقيقة في قضية حق العودة لا للفلسطينيين وحدهم بل للإسرائيليين أيضا. إن رفض العودة إلى إسرائيل هو الخط الأحمر الذي لن يجتازه الإسرائيليون الذين يؤيدون حل الدولتين، في اليمين كثيرون لا يهمهم فهم يسعون إلى إنشاء دولة واحدة ـ دولة تمييز عنصري؛ وفي اليسار أيضاً هناك من لا يهمهم: فهناك أيضاً يوجد من يسعون إلى إنشاء دولة واحدة هي دولة النكبة. من أراد أن يحيا في دولة إسرائيل السيادية والصهيونية والديمقراطية فلا مناص له سوى أن يكرر القول لأبناء عمومتنا: مع كل الاحترام، ما كان كان ولن يعود أبدا.قُضي علينا بأن نتقاسم: فنحن سنعيد مستوطنينا إلينا وأنتم ستستوعبون لاجئيكم عندكم. ولن تعودون إلى إسرائيل.لكن كل هذه السخرية لا تنفي أن لدى الصهاينة خوفا حقيقيا من احتمالية تكرار هذا الزحف مستقبلا. [email protected]

359

| 20 مايو 2011

شبابنا العربي ومجتمع المعلومات

أصبحت المعرفة - في جميع المجالات – هي سمة الحياة في القرن الحادي والعشرين حيث أصبح لعالم المعلومات والتكنولوجيا الصدارة في جميع جوانب حياتنا اليومية، وهذا التطور أصبح يفرض نفسه بقوة على نظم التعليم التي أصبح محتما عليها أن تجعل المتعلم قادرا على الحصول على المعرفة التي يحتاجها في أسرع وقت وبأقل تكلفة.ومن المتوقع أن يشهد العالم خلال السنوات القادمة كثيرا من التحولات والتغيرات في مختلف المجالات وذلك نتيجة للتطور الهائل في تقنية المعلومات وتطبيقاته المتعددة والتي سيكون لها تأثير كبير في شتى المجالات المختلفة خاصة الدراسات التربوية، ومن بين أشد التغيرات تأثيرا تعاظم أهمية كل من المعرفة بوصفها دافعا للنمو في سياق الاقتصاد العالمي وثورة المعلومات والاتصالات وبروز سوق العمل العالمية. ومع توالي سنوات القرن الحادي والعشرين يتجه الاقتصاد العالمي أكثر فأكثر نحو اقتصاد المعرفة الذي يعتمد اعتماداً أساسياً على تكنولوجيا المعلومات ويتجه العالم نحو اقتصاد المعرفة الذي تزداد فيه نسبة القيمة المعرفية بشكل كبير،فالذي يجري حاليا هو إعادة ترتيب سياسات واقتصادات القرن الحادي والعشرين خاصة في ظل التحولات العالمية والمتغيرات الكثيرة المرتبطة بظروف العولمة وفي ظل عصر المعلومات المتسارعة وتزايد التنافس الاقتصادي العالمي ويمكن القول إن المجتمع المصري يواجه تحديات كبيرة من أجل الصمود في مواجهة تلك المنافسة العالمية ولتحقيق التقدم والرفاهية ولمواجهة تلك التحديات فإن هناك هدفين مرتبطين ينبغي العمل على تحقيقهما معا هما الحفاظ على اقتصاد قوي وتنمية متواصلة وبناء مجتمع قوي.ومن هذا المنطلق فالعالم العربي في رأي التربويين يحتاج إلى المعرفة من منظور اقتصادات المعرفة، حيث يحتاج المجتمع العربي إلى نظام اقتصادي جديد قائم على المعرفة والإبداع الإنساني (والاقتصاد القائم على المعرفة) وهذا يعني أن المعرفة في هذا الاقتصاد تشكل مكوناً أساسياً في العملية الإنتاجية كما في التسويق‏،‏ وأن النمو يزداد بزيادة هذا المكون‏ القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصال‏، باعتبارها المنصة الأساسية التي منها ينطلق الاقتصاد المبني على المعرفة.من ثم فإن ما أصبح يعرف باسم " اقتصاد المعرفة" بات يمثل فرعا جديدا من العلوم الاقتصادية ذات الصلة بالاجتماع وبالتربية معا. وهو علم جديد يقوم أساساً على الثورة الاتصالية غير المسبوقة، والتي تتجاوز في حجمها ونوعيتها وآثارها ما سبق أن أنجزته البشرية من اختراعات وإبداعات وابتكارات طوال تاريخها، كما أن المعرفة الاقتصادية العالمية تتميز بالمعرفة الصناعية المكثفة وإنتاج السلع والخدمات لكل قطاع. تؤكد الاتجاهات التربوية المتطورة على ضرورة مواكبة السياسات التعليمية لمتطلبات واحتياجات سوق العمل من متطلبات مادية وثقافية وتكنولوجية واقتصادية فضلا عن متطلبات المستقبل المتوقع حدوثها والتي يمكن إطلاق البعد المستقبلي للتعلم عليها واحتياجاتهم وأساليب التعلم الحديثة بإعداد الإنسان من أجل أن يستطيع التعايش في هذا العالم.ولمؤسسات التعليم دور حاسم في دعم استراتيجيات النمو الاقتصادي القائم على تفعيل اقتصادات المعرفة وفي بناء المجتمعات الديموقراطية المتماسكة اجتماعيا، حيث إن من أهم ملامح مجتمع المعلومات الاهتمام بالتعليم باعتباره من أهم مقومات مجتمع المعلومات، كما أن قطاع المعلومات أصبح من أهم وأبرز عوامل التنمية والتغيير الدائم لأي مجتمع معاصر والمجتمعات النامية بصفة خاصة.ويمكن القول أيضا إن هناك موجة جديدة من النمو الاقتصادي دافعة لنشأة وتطور مجتمعات المعلومات.وفي رأي كثير من التربويين أن مجتمع المعلومات في بلداننا العربية يحتاج إلى المزيد من الدعم والاهتمام حيث يجلس الآلاف من الشباب وراء أجهزة الحاسوب في مقاهي الإنترنت يتبادلون الثرثرة الفارغة والبحث عن المواقع الإباحية وتحميل الأغاني وهناك الكثير من الأمثلة في هذا المقياس، ولذا يجب معالجة المعرفة الحالية من خلال تفعيل اقتصادات المعرفة حيث تستخدم التكنولوجيا الحديثة لإنتاج ونشر المعرفة، وهذا يتحقق من خلال نظام تربوي يحق التميز والإتقان والجودة ويتم ذلك من خلال استثمار الموارد البشرية التي تسهم في بناء اقتصاد متجدد قائم على المعرفة ويسهم في تحقيق تنمية مستدامة ورفع مستوى معيشة الشباب العربي[email protected].

345

| 29 أبريل 2011

الفرق بين هيبة "الدولة" وهيبة "الحكومة"

للدولة – أي دولة – (هيبة) حقيقية لا شك فيها، تتمثل في قدرتها على بسط سلطانها على حدودها، وحماية شعبها داخل أرضها وخارجها، ولا يمكن لأي أحد أن يعترض على تقديس هيبة الدولة لأنها قوام العقد الاجتماعي بين الأفراد والنظام.أما الحكومات فلها (سطوة) ولا يصح أن يكون لها (هيبة) لأن أمين الشرطة المرتشي في أكمنة المرور هو الحكومة، والكاتب الصغير المرتشي في أي مصلحة حكومية هو الحكومة، والضابط المزوِّر، والمدير الموالس، كل أولئك حكومة قد تكون لهم (سطوة) ولا يصح أن يكون لهم (هيبة).والخلط بين مفهوم الحكومة (الوزراء وأتباعهم) ومفهوم الدولة (الدستور والمؤسسات) هو الذي تسبب في تداعيات كثيرة منذ ثورة يناير حتى اليوم.وللحكومة أن تسوس الشعب كما تحب، ولها أن تتخذ من القرارات ما تشاء في سرية تامة تليق بما تظنه (هيبة) للحكومة، ولها أن تتمسك بإنفاذ قراراتها طوعا أو كرها لكيلا تتأثر هيبتها لا سمح الله، فهيبة الحكومة أهم عندها من حاجات الشعب وميوله وحقوقه!! ألا يكفي أن تبدأ الحكومة استعراض جبروتها وقسوتها وعنفها وقراراتها المقدسة بعبارات بلاستيكية ممجوجة مكررة خلاصتها [أن الحكومة تنظر بعين التقدير إلى حقوق الشعب في التظاهر السلمي وإبداء رأيه المشروع إلا أن.........] ويأتي بعد (إلا أن) ما يعصف بما قبلها عصفا، ويقصفه قصفا، وهو ما حدث في أزمة محافظ قنا المثور ضده والمرفوض شعبيا اللواء عماد ميخائيل.فالحكومة – في إدارتها لهذه الأزمة – تمسكت بكل غباء الحكومة الذكية البائدة، وظهر ذلك في ثلاثة توجهات هي: الأول: حين وضعت حكومة الثورة الوليدة مشاعر محافظة بأكملها من رعاياها في كفة ووضعت ما تظنه (هيبة) في كفة مقابلة!! وانحازت لهيبتها ضد رعاياها. في سوء تقدير غريب لما قد يترتب على ذلك من عصف بأي ثقة كنا نتمى أن تنمو بين الحكام والمحكومين.الثاني: حين سمحت حكومة الثورة الوليدة لبعض التغطيات الإعلامية أن تركز على البعد العقائدي في التعيين، وفي التظاهر تحت شعارات معينة، متجاهلة أن النفخ في هذه النار قد يولِّد – ولاسيَّما في الصعيد – فِتناً طائفية لا تستطيع أية حكومة (مهما تكن قوتها) السيطرة عليها.الثالث: حين كررت حكومة الثورة الوليدة للمرة الثانية إرسال رجل دين هو الشيخ محمد حسان لحل الأزمة، وكانت من قبل قد أرسلته إلى قرية صول التي أحرقت بها كنيسة قبل شهر. والحكومة بهذا التصرف تقحم الدين في السياسة بصورة تشجع بقية التيارات الدينية على منازعة التيار السلفي – الذي يمثله الشيخ حسان – في التدخل في أي أزمات قادمة، كما سيفتح الباب أمام تساؤلات أخرى عما إذا كانت حكومة الثورة الوليدة تعتزم توسيط الشيخ حسان مستقبلا في حل قضية تصدير الغاز لإسرائيل؟ زحل مشكلة نقص أنابيب الغاز في التموين؟. إلخوقد سبق أن وجهت رسالة مفتوحة لدولة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، من هنا على صفحات جريدة (الدستور)، كان عنوانها [يا رئيس الوزراء القادم من التحرير: ابدأ بالجامعات ]، طالبته فيها بأن يعتبر إصلاح الجامعات أول خطوة في مسيرة الإصلاح المنوط به بوصفه رئيسا لحكومة جاءت استجابة لرغبة الثورة الشعبية المجيدة، وكنت حسن الظن بالرجل الذي عانى الإقصاء والتهميش في عهد مبارك، وكنت حسن الظن بمكتبه الذي ينقل له من المنشور في الصحف ما يراه مهما من مطالب باعتبار هذه المطالب عاجلة وملحة كضرورة لبناء الثقة بين الشعب والسلطات الحاكمة، ولكن الذي حدث أنني لم أتلق ردا من مكتب رئيس الوزراء القادم من التحرير رئيسا لحكومة جاءت استجابة لرغبة الثورة الشعبية المجيدة!! ووضح من تصريحات الحكومة أنها لا ترى في إصلاح الجامعات أولوية، بل هي ترى أن لكل أجل كتابا، وأن الآخرة خير من الأولى، وأن الصابرين سيوفَّون أجرهم بغير حساب!!ما الذي تجاهلته حكومتكم يا رئيس الوزراء؟: إن التخبط السابق شرحه قد يجعل الشعب المصري يعيد النظر في ثقته بحكومتكم يا دكتور عصام، فالذي تجاهلته حكومتكم يا رئيس الوزراء أسهل كثيرا مما ارتكبته، وأقرب للمنطق، وأنسب لروح الثورة التي جاءت بكم، إن الذي تجاهلته حكومتكم هو: لماذا اختارت المحافظين بالأسلوب نفسه الذي كان يسير عليه النظام البائد ؟ الذي تجاهلته حكومتكم يا سيدي هو: لماذا لم تلجأ للانتخاب في وظائف المحافظين وسكرتيري العموم؟ هل هي معضلة قانونية يعجز (جَمَلُكم) البارك عن حلها؟ أليس في مصر قانونيون آخرون قادرون على سن قانون من صفحة واحدة ينظم طريقة انتخاب المحافظين؟ خذها نصيحة ولا تستكبر يا دولة رئيس الوزراء الموقر: اعطِ الشعب ما يستحقه من احترام لمشاعره وحقوقه، يُعطِك فوق ما تستحق من حبه وثقته وولائه. ولكم فيمن يقبعون في طرة حاليا [ممن أذلوا الشعب وتجاهلوه وعزلوه وحكموه بالقهر] عبرة وعظة، وثق يا سيدي أن تراجع الحكومة عن قرار ثبت لها خطأ اتخاذه لا يخل بهيبتها، بل يزيدها احتراما وتقديرا عند رعاياها. ولا تصدق من يخوِّفونك من الانتخابات فهولاء مَرَدوا على النفاق والشقاق وسوء الأخلاق ولا أمل في إصلاح عقولهم إلا في أحضان طرة. فأبعد عنهم. والله يوفقك. Mostafaragab2gmail.com

4246

| 24 أبريل 2011

الفضائيات الهابطة خطر على قيم المجتمع

ربما يتصور بعض السذج أن الوصول إلى التفاهة أمر يسير ، يستطيعه كل من يسعى إليه ، وهذا تصور خاطئ ، ووهم كبير . فالتفاهة - أو الهيافة كما يسميها العامة - ليست في متناول كل أحد ، وما كان طريقها يوماً مفروشاً بالزهور . ولكنها مطلب عسير المنال ، ولا يصل إليها إلا فحول الرجال . فالرجل إذا أراد أن يكون تافهاً فعليه أن يصبر ويصابر ، ويكافح ويثابر حتى تتحقق له التفاهة في أتم صورها . وهناك واجبات يتحتم عليه أن ينفذها واجباً ليظفر بما أراد من تفاهة . فمن هذه الواجبات أن يستسلم للشاشة الفضية ليل نهار ويتابع كل ما تبثه الشاشات من فكر مستنير وعلم غزير وفن وفير . وفي كثير من الصحف أبواب وزوايا تعد - لدى من رزقه الله الفهم - مناجم للتفاهة ما على من يريد تحصيلها إلا أن يكد ذهنه ويقدح زناد فكره في متابعة ما تموج به تلك الأبواب والزوايا. ومن تلك الواجبات أيضاً أن يمضي من يريد تحقيق التفاهة أكثر وقته على المقاهي ، ويصطفي لنفسه خلاّناً ممن هم على شاكلته . يمضون وقتهم في أثمن ما يعود على الإنسان بالنفع والمتعة وهو تقييم سلوكيات الآخرين [ والذي يسميه البعض أحياناً : الغيبة ] حتى يكون المرء على بصيرة وهو يتعامل معهم . ثم إن التسلية بسيرة الآخرين فيها نوع من الاتعاظ والتربية الذاتية واجتناب مواطن الخلل في السلوك البشري . أما قضاء الوقت في العمل الجاد فمن شأنه أن يفضي بالإنسان إلى الكآبة ، وتعوّد الصمت ،ومصاحبة الهموم والأنس بها . ومن منابع التفاهة التي يغفل عنها الكثيرون مسلسلات " التلفزيون" والتعليق على حلقاتها مع الأهل والجيرة والصحاب . ومحاولة التنبؤ بما ستجري عليه أحداثها في الحلقات المقبلة . والتعصب لأبطالها ، والتأثر بما فيها من مواقف مضحكة كانت أم مبكية . فإذا سألتني - عصمك الله من الجهل ورزقك راحة البال - عن سر الأسرار الذي لا يدركه إلا الأحبار وخيار الأخيار من فطاحل التفاهة الكبار . أجبتك بأنه ما تسميه الصحافة بـ " أخبار النجوم " فالممثلة الفلانية أصابها مغص مفاجئ ، واللاعب الفلاني طلق زوجه الثالثة . الوزير الفلاني تجشأ أول أمس إثر عشاء دسم [ يسمونه عشاء عمل أحياناً ] وقّع على هامشه عقوداً مع هيئات أجنبية وقبض مرافقوه [ كما زعمت صحف المعارضة ]ُومهيئو صفقته عمولاتهم كاملة غير منقوصة . والراقصة الفلانية تفكر في الاعتزال بعد أن أثقلتها السمنة فلم يعد وسطها يلائم أذواق الجمهور التي أفسدها الانفتاح ولعلها تتجه بعد قليل إلى إنتاج مسلسلات تاريخية تشرح لمشاهديها كيف كان الأمويون يرقصون على الحبال ، ويهزون أوساطهم لأوساط الناس !! والممثل الفلاني أبرم عقداً مع شركة إعلانات تقاضى عنه مليوناً أو مليونين . . . وهكذا . وما عليك إذا أخذت موقعك على المقهى إلا أن تسرد خبراً من هذه الأخبار حتى تنهال عليك التعليقات ما بين تأييد وتفنيد ، ورد ونقض ، فتقضي مع أصحابك وقتاً حافلاً بالمتعة والإثارة وأيمان اللغو ، والمراهنة وكدح الذهن فيما لا ناقة لكم به ولا جمل فتظفر - معهم - من التفاهة بالقسط الأوفى . ثم إذا خلوت إلى نفسك في بيتك كان عليك أن تستسلم للمذياع لا لتسمع نشرات الأخبار ولا التحليلات السياسية ولا لتستمع إلى الحوارات الجادة ، فكل ذلك لا طائل من ورائه . فلا سيادتك - مع احترامي لشخصك المبجل - ولا المذيعات الحسناوات ولا الأساتذة الذين يقدمون التحليلات السياسية العميقة تملكون شيئاً من تسيير أمور هذه الدول التي تستمعون لأخبارها . وكما قال الشاعر القديم : ويقضى الأمر حين تغيب تيمٌ ولا يُستأذَنون وهم حضور فأنت تسمع في نشرة الأخبار بلقاءات وزيارات وقرارات واعتمادات لم يأخذوا فيها رأيك ولن يأخذوه . فلماذا تهدر وقتك - وهو لو علمت ثمين - في متابعة مالا ناقة لك فيه ولا أرنبة ؟ وأنت تسمع المحللين السياسيين يصورون لك " بلطجة " الدول الكبرى على أنها سياسة خارجية ، وفتكها بالضعفاء داخلها ، وعصفها بمخالفيها في الرأي على أنها سياسة داخلية لا يحق لأحد أن يتدخل فيها ، فأين أنت من سياسة خارجية لا يؤخذ فيها رأيك ؟ ومن سياسة داخلية لا يجوز لك مناقشتها ؟ إنك إذا اهتممت بهؤلاء المحللين أجهدت عقلك وأضنيت قلبك وخالفت عن هدفك الأسمى وهو الوصول إلى التفاهة . فما عليك إذاً إلا أن تغرق نفسك في الأغاني ، ولا أنصحك بأن تسمع الأغاني المتخلفة مثل " الأطلال " و " أنت عمري " و " هان الود " و " قارئة الفنجان " فمعظم تلك الأغاني يقتل الذوق قتلاً ، ويدمر الوجدان تدميراً لما فيه من سطحية ومباشرة . ولكن عليك بأن تستغرق نفسك وجهدك وعقلك في الأغاني الحديثة المسرفة في الرمز ، الغنية بالفكر العميق مثل ( السح الدح امبو ) فما عسى أن يكون ذاك " السح " ؟ أليس " السح " مرتبطاً بالماء من قولهم سح الماء سحاً ؟ وما عسى أن يكون هذا " الدح " ؟ أليس " الدح " كلمة تقال للطفل ليبتعد عما قد يحرقه من نار أو سيجار ؟ ثم ما عسى أن تكون هذه الـ" امبو " ؟ أليست هي تلك الكلمة التي يرددها الأطفال حين يريدون الماء ؟ . . . فانظر إلى ما تحمله هذه الفقرة من الإبداع والخصوبة ؟ ولعلك - إن كنت في اللغة من الفاقهين - تسعى إلى إعراب تلك الجملة فتتعثر بين أن تجعل الدح صفة للسح أو مبتدأً ثانياً و ( امبو ) خبره ، وهو وخبره في محل رفع خبر ( السح ) ، وقد تجعل ( السح ) الأول منصوباً على الإغراء أو التحذير . حينئذ ستحار كل الحيرة في (الدح ) أمرفوعةً هي على القطع والاستئناف أم منصوبة على الاتباع ؟ ولما كان الإعراب فرعاً للمعنى فإنك ستعود مرة أخرى إلى ما عسى أن يكون في هذا التعبير من دلالات . فلا يعقل أن عبقرية الشاعر الذي أبدعها قد أرادت إلى أن تقول لنا ( الماء - النار - اسقوني ) وهذا هو المعنى الحرفي للكلمات ( السح _ الدح _ امبو ) أو ما يقارب معانيها . وما عسى أن تكون ( كامنّنّا ) هذه ؟ هل هي محرفة عن ( كمان مرة ) ونطق بها شاب أخنف يعاني من التهاب الأنف والأذن والحنجرة والاثنى عشر والمستقيم في آن واحد ؟ فجاءت هكذا( كامنّنّا ) ؟ أم هي محرفة عن ( كمان أنا ) أو عن ( كمان " نانا " ) - حيث نانا اسم لفتاة - إلى آخر هذا العطاء الذي يتجلى في مجرد كلمة واحدة من الأغنية الفذة التي هي الغاية في الإيجاز والنهاية في الإعجاز.وتأمل ما فيها من عطاء ثري ، وفلسفة عميقة لو عاش سقراط حتى رآها لبصق على فكره القديم ، ولو شاهدها أفلاطون لداس على مؤلفاته بالنعال البالية. استغرق إذاً في تلك الأغاني الدسمة التي يبثها مذياعك . . وأعمل فكرك فيما وراءها من معان عالية ، وقيم غالية ، ولا تلتفت إلى ما وراء ذلك من برامج جادة فإن تلك البرامج ما هي إلا وسيلة للضحك على عقول البلهاء من الناس لإقناعهم بأن الحياة جد لا هزل فيه . والحياة في حقيقتها ما هي إلا لهو ولعب فلا تنخدع بتلك البرامج الجادة ولا تصرفك عن رسالتك السامية وهي السعي بكل الطرق لتحقيق هدفك الأسمى وهو أن تكون تافهاً إلى أدنى حدود التفاهة فيسلم لك عقلك وكبدك وقلبك وشرايينك ، ولا يتعد ما يشغلك المأكل الحسن والمشرب الحسن والملبس الحسن وتنظيم وقتك - بعناية بالغة ودقة متناهية - بين المقاهي والمسلسلات وسماع الأغاني وقراءة أبواب الفن في بعض الصحف . . وسوف تبلغ من ذلك بعض ما تريد إن لم يكن كل ما تريد . . والله يوفقك لخدمة هدفك النبيل[email protected]

508

| 15 أبريل 2011

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2493

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1467

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1149

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

918

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الكلمة.. حين تصبح خطوة إلى الجنة أو دركاً إلى النار

في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...

651

| 28 نوفمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

594

| 30 نوفمبر 2025

528

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
التوافد الجماهيري.. والمحافظة على السلوكيات

كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...

501

| 30 نوفمبر 2025

495

| 27 نوفمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

492

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

474

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
المقاومة برصاص القلم

ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...

471

| 03 ديسمبر 2025

أخبار محلية