رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
محمد أعظم الشخصيات الإصلاحية التي ظهرت في تاريخ البشريةالهجرة النبوية رؤية إلهية للاستخلاف الحقيقي للإنسان وكيفية عبوديته لله وحدهالهجرة هي التطبيق العملي لحقيقة الرسالة التي قلب بها محمد موازين الحياةالإستراتيجية النبوية في إدارة الدولة حفظت عليها كيانها وهويتها ودينها وأخلاقها الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله مبشرا ونذيرا وبعد..هلَّ علينا عام جديد من أعوام الهجرة النبوية المجيدة، عام 1438 على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، لنقف عنده مليا نستلهم منه العبر، ونستذكر تاريخنا الذي أُنسيناه، وهجرة نبينا -صلى الله عليه وسلم- التي هجرناها، ونعيد التذكير بها لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ونقف وقفات عندها لمراجعتها من خلال سيرة نبينا الكريم أعظم شخصية إنسانية على وجه الأرض بشهادة أعداء الأمة قبل منصفيها، فقد كان على رأس المائة من أعظم الشخصيات الإصلاحية التي ظهرت في تاريخ البشرية من أنبياء وقادة ومصلحين، فهي الرصيد الحق التاريخي الثابت الذي لا ينضب، لتستمد منه الأجيال المتلاحقة وجودها وهويتها وبقاءها من ميراث النبوة، وحملة مشاعل العقيدة الصحيحة الصافية زاد مسيرها وعناصر بقائها وأصول امتدادها فهي المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ونقول دائما: إن الهجرة النبوية ليست كأي هجرة!! * الهجرة النبوية والسيرة العطرة.. ليست كالهجرات التي عرفتها الإنسانية بحثا عن الرزق وأسباب الحياة، كلا إنها هجرة للذات والنفس السوية والهوية بحثا عن العقيدة الصحيحة والعقل المفكر نحو الكمال الإنساني الذي تمثل وتكامل في شخصية سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد بن عبدالله (عليه الصلاة والسلام) المثل الكامل للإنسانية جمعاء في نواحيها المتعددة منذ مبعثه وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، هذا النبي الكريم الذي أنشأ وربّى رجالا ونساءً من أحضان الصحراء، وصنع أمة بدأ تاريخها مع نبيها -صلى الله عليه وسلم- ولن تنتهي إلا بقيام الساعة إذا تمسكت بهدي نبيها، تاريخ لا تغيب عنه الشمس ما دامت السماوات والأرض، وضربت أروع الأمثلة وأندرها في الصبر على البلاء، والثبات على الحق، واستقرار النفس واطمئنانها على زلازل الدنيا، فكانت منبعا ثريا للإنسانية جمعاء، ويجب على من ينتمي إليها اليوم أن يحقق المعاني السامية العظيمة من الهجرة النبوية والسنة المطهرة. * الهجرة النبوية والسيرة العطرة، ليست قصصا تتلى وحكايات تسرد بل هي العطاء المتجدد والزاد الباقي إلى يوم الدين والقدوة الصالحة الدائمة للأجيال المسلمة، إنها التطبيق العملي والبرنامج الواقعي للقرآن الكريم في تحقيق الهدف من وجودها، وهي عبادة الله تعالى على هدى وبصيرة، تتجلى في عقيدتها وأعمالها وأخلاقياتها.. فسيرته -صلى الله عليه وسلم- منهجا ربانيا قويما عمليا في جميع شؤون الحياة، كما قالت السيدة عائشة عندما سئلت عنه: (كان خلقه القرآن) إنه الأسوة الحسنة والمثل الكامل للأفراد في السياسة والحكم والقيادة والاقتصاد والمال والاجتماع والعلاقات الإنسانية والعلاقات الدولية والأممية، وصدق الله عز وجل (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (الأحزاب 21). ليست تراتيل* الهجرة النبوية والسيرة العطرة: ليست تراتيل وأناشيد وذكريات نشدوا بها في المناسبات، بل نبراس يضيء لنا الطريق، للعودة بنا إلى العزة والقوة والوجود الحقيقي كأمة ولسنا كمًا مهملا على هامش الدول والأمم، أنها المنبع الوحيد الذي تنفجر منه ينابيع الحياة السعيدة الحقيقية للمجتمع البشرى كافة، ولن تحقق غاياتها من الرقي والسمو بين أمم العالم إلا إذا أدركت غاية وجودها من خلال رصيدها التاريخي الطويل الواضح الذي لم تظفر به أمة من الأمم كما ظفرت به أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وفقهت سبب وجودها في الحياة كما فقهه السلف الصالح والمتمثل في قول ربعي بن عامر -رضي الله عنه- (إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة) هذه الغاية التي يجب أن تتحقق فينا وفي أجيالنا القادمة ليشاركوا الكتائب المؤمنة التي سبقتها في صناعة المجد والعزة لهذه الأمة العزيزة على الله ورسوله بوصف القرآن لها: (أعزة على الكافرين)، (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).* الهجرة النبوية والسيرة العطرة: ليست تقويما تزين به الحوائط والمكاتب وتوزع على الأحباب والأصحاب ويتبارى الطابعون بطباعتها طباعات عادية وفاخرة حسب المقامات العلية في بداية كل سنة هجرية تنزع أوراقها لترمى كما تتساقط أوراق أيامنا دون أن نفقه تاريخنا والحوادث العظيمة والوقائع الجليلة التي حدثت ووقعت خلال تلك الفترة المجيدة لدولتنا الإسلامية في عهدها المكي والمدني والتضحيات الجسيمة التي قدمها الجيل الأول لهذه الأمة منذ بعثة النبي-صلى الله عليه وسلم- وحتى هجرته الشريفة وتأسيس دولة عظيمة في سنوات قلائل لا تتجاوز العشر سنوات وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك نستقي منها ما يفيدنا وينفعنا في وضع استراتيجياتنا للدولة الحديثة القوية المناسبة لعصرنا، هل نعرف ونتذكر كيف بنى النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الدولة القوية التي هزت عروش قيصر وقضت على أكاسرة الفرس، فلم تقم بعدها لهم قائمة ولن تقوم أبدا بوعد من الله سبحانه، هل فقهنا تلك الاستراتيجية النبوية العبقرية في سياسة الدولة ورقي مواطنيها، والعمل على النهوض بها بما يحفظ عليها كيانها وهويتها ودينها وأخلاقها، أم حال أجيالنا المظلومة والتي غيبت ظلما وعدوانا فجهلت حتى معرفة أسماء الأشهر العربية القمرية فضلا عن الأحداث التي قامت عليها شريعتنا وأحكامنا وعباداتنا وارتبطت بها حياتنا جميعها لطغيان عباد الغرب والاحتكام لقوانينه الوضعية وسنته الميلادية وأشهرها التي لا تمت لنا بصلة من قريب أو بعيد أو ماض أو حاضر أو مستقبل غير التبعية لأربابها وفرضها علينا قهرا، أن جميع أمم الأرض تفتخر بتاريخها وتوقيتها وخصوصيتها وهويتها، إلا نحن الذين فقدنا بوصلة وجودنا فأصبحنا عالة على الأمم نسترجي حتى أيامها ومواقيتها ومناسباتها وكأننا أمة لقيطة بين الأمم، والعياذ بالله ولولا شهر رمضان والحج لما عرفنا من نحن؟! والله المستعان! استخلاف للإنسان * الهجرة النبوية والسيرة العطرة: رؤية إلهية للاستخلاف الحقيقي للإنسان وكيفية عبوديته لله وحده على الأرض وفق شرعه ومنهجه سبحانه، ورسالة إلهية بتحقيق تلك الرؤية والانتقال بها من الضلال إلى الصلاح، ومن مناهج البشر إلى منهج الواحد الأحد الذي عدل خط التاريخ، وغير مجرى الحياة في العالم الإنساني، إن السيرة النبوية المطهرة.. هي التطبيق العملي لحقيقة الرسالة التي جاء بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وقلب بها موازين الحياة، فقد أخذت منه -صلى الله عليه وسلم- ومن أصحابه الكرام (رضي الله عنهم وأرضاهم) من الجهد والعمل الدؤوب ثلاثا وعشرين عاما من عمره الشريف بعد تكليفه بالرسالة على رأس الأربعين من عمره وهو ما تعورف عليه تاريخيا بالمرحلة المكية والمدنية، المرحلة المكية التي دامت 13 عاما كان هدفها إعادة هيكلة بناء شخصية الإنسان وتحرير وتنقية عقيدته من أدران الضلالات والأوثان وعقليته من الأوهام وشوائب الجاهلية وتقويم سلوكياته وأخلاقه، صحيح أن عدد المسلمين الأوائل في تلك الفترة لم تتجاوز المئات، ولكن النجاح الباهر الذي تحقق في تربيتهم أن جعلنا نتساءل: كيف رباهم الرسول (عليه الصلاة والسلام) حتى أصبحوا صفوة الصفوة من الخلق حتى وجد في هؤلاء المؤمنين أمثال أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب الذين عرفوا بفضلهم العلمي الغزير وقوتهم العملية ويقظة الضمير وصفات السمو الخلقي فكانوا قادة العالم جميعا، وكذلك مصعب بن عمير وجعفر بن أبي طالب وأبو عبيدة بن الجراح الذين امتازوا بالكفاءة العالية والدعوة الصادقة، فأسلم على أيديهم أهل الحبشة ويثرب ونجران بدعوتهم، وعبدالله بن مسعود وعبدالرحمن بن عوف ممن عرفوا برواياتهم التي احتوت على مئات من اللطائف العلمية، والزبير وطلحة وعمار بن ياسر وبلال ممن أنهكوا الظالمين بثباتهم واستقامتهم، والسكران وشماس وأم سلمة وأم حبيبة وخنيس الذين هاجروا وآثروا الإقامة في الحبشة مغتربين ولم يبالوا بالأهل وذي القربى والوطن في سبيل الدين، وغيرهم من السابقين الأولين الذين تميزوا بالسبق إلى فضل الدعوة وفق هدى ونور من الله، والعودة بعقيدتهم إلى فطرتها السوية بعد أن لوثتها المناهج الوضعية السائدة في بيئتهم الجاهلية آنذاك، ولا عجب، فقد كان مربيهم ومعلمهم وهاديهم النبي الأمي -صلى الله عليه وسلم- ربّاهم على عينه، وأمرهم بالصبر والاحتساب وضبط النفس والمجاهدة في سبيل إعلاء دين الله -دين التوحيد الخالص- حتى استطاعوا تحمل أعباء الدعوة وبناء الدولة العصرية الإسلامية فيما بعد. تربية الأجيال والملاحظ أن المرحلة المكية تساوي في زمننا الفترة التأسيسية لتربية وتعليم الأجيال التي نحتاجها لبناء الأوطان، هذه الأجيال المستقبلية لبناء الوطن للأسف أضعنا تربيتها وانحدرنا بها إلى الجهل بدينها وعلمها ولغتها والتغريب بالبعد عن هويتها بسبب تجاربنا الفاشلة ومناهجنا الضعيفة الملفقة من هنا وهناك التي لا تسمن ولا تغني من جوع في جميع مراحلنا التعليمية من الحضانة وحتى الجامعة، والتي انتهجت عن عمد بحجة التطوير والتنوير والتغيير الضحالة العلمية والعجمية اللغوية، ومن أراد إنقاذهم من ذلك التخبط والتشتت الواقع عليهم ألقى بفلذات كبده إلى المدارس الأجنبية وهذا همٌّ آخر، فكأنما استجار بالنار من الرمضاء، إننا نمارس الوأد الخفي لعقيدة أجيالنا والمسخ الفكري للغتهم وهويتهم، سنوات أعتبرها سنوات التيه لأجيالنا، وما أحرانا أن نعود لتاريخنا ونقدم هجرتنا النبوية بسيرتها المحمدية في مناهجنا العلمية والتخصصية، فإنها منهج حياة ثبت نجاحها، إن التحدي الحقيقي لوجودنا هو (أن نكون أو لا نكون) وهذا يحتاج تكاتف جميع أبناء الوطن المخلصين لا المتسلقين والصادقين لا المنافقين والمستجلبين لوضع مناهج حقيقية صادقة مستمدة من دستورنا المقدس (قرآننا وسنة نبينا) أولا، ثم معارف وعلوم عصرنا النافعة لأجيالنا حتى نستطيع بناء دولة حديثة على أسس عصرية كما كانت دولة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في عهدها المدني خلال سنواتها العشر (10) بمؤسساتها العديدة والعظيمة، تلك المرحلة التي أنشأت لنا المدينة الفاضلة التي حلم بها الفلاسفة والمصلحون قديما ولم تتحقق إلا على يده الشريفة -صلى الله عليه وسلم- بفضل هذا المنهج الرباني وبهؤلاء الصفوة النجيبة من البشر الذين اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ونشر رسالته ودعوته وتطبيق منهجه وتأسيس دولة الحرية والإخاء والعدل والمساواة، فكانت التنمية الحقيقية للمجتمع بالمصطلح الحديث بعد أن عمل على إعداد الكوادر البشرية إعدادا متميزا خلال ثلاث عشرة سنة فاقتدوا بهديه وساروا على نهجه فدانت لهم الدنيا وأصبحوا سادتها وقادتها بعد أن كانوا رعاة على سفوح جبال مكة أو كانوا خوة أعداء يهلكون بعضهم بعضا بالثارات والعداوات في يثرب فألف الله تعالى بينهم بفضل هذا الدين ونبيه فأصبحوا إخوانا متحابين متآلفين وصدق الله (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) وليس هذا فحسب بل استقبلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بكل حب وافتخار وآووه ونصروه واتبعوا الحق الذي أنزل معه وفرحوا بالمسلمين المهاجرين وشاركوهم بالأموال والبيوت وآثروهم على أنفسهم إنهم الأنصار الذين وصفهم القرآن بصفات يندر وجودها إلا من سار على هديهم في حب الله ورسوله ودينه وأصحابه أصبحت خصائصهم قرآنا يتلى إلى يوم القيامة (الذين آمنوا يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في أنفسهم حاجة ويؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة) وقال النبي فيهم (اللهم أحب الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) فما أحوجنا إلى هذه الألفة بين أبناء هذا الوطن الواحد بعد أن استفحلت العصبية القبلية البغيضة بينهم ولم تكن موجودة في السابق، وبين أبناء الأمة التي مزقتها المذهبية والطائفية والحزبية فمزقتهم كل ممزق وجعلتهم أحاديث الأمم ومحل سخريتها واستهزائها فتهافتت عليها من كل حدب وصوب كما تتهافت الأكلة إلى قصعتها كما جاء في حديث الصادق المصدوق (تتهافت عليكم الأمم كما تتهافت الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أمن قلة يا رسول الله، قال: بل أنت كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل)، فما أحوجنا إلى إعادة هذه الألفة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة من جديد، وما ذلك على الله بعزيز إذا فقهنا ذكرى الهجرة النبوية والسيرة النبوية الشريفة وما تحمله من خير للبشرية إذا فقهنا تاريخنا واستخلصنا العبر والدروس من أحداثها وعدنا إلى سيرة نبينا العطرة في تربيتنا وتعليمنا لأجيالنا وصياغتها من جديد بما يناسب زمنهم وعصرهم في الأعوام القادمة بإذن الله فإننا يجب أن نربيهم لزمان غير زماننا ونهيئهم لمستقبل غير حاضرنا يحفظ عليهم عقيدتهم الصحيحة وعزتهم وهويتهم، فهل من مشمر من قادتنا الكرام لنيل هذا الشرف العظيم، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
2560
| 19 أكتوبر 2016
الدفاع عن هويتنا وأخلاقنا يجنبنا غضب الله القرآن الكريم ذكر قوم لوط في 17 سورة لأنهم شوهوا الطبيعة الإنسانية السوية ندعو الدولة بكل مجالسها الوزارية والشورية ومؤسساتها للتصدي لأهل الفساد والفتن ستظل قطر الطاهرة وجزيرة العرب بلاد التوحيد ودار الإسلام دائماً وأبداً الشذوذ فعل قبيح تأباه الحيوانات {ماعدا الخنازير والحمير} من فقد الحياء وانتكست فطرته فقد المروءة والشهامة والعقل الرشيد الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون . ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا المبعوث رحمة للعالمين والمبين سبب بعثته، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ومن تبعه إلى يوم الدين . . . وبعد يقول الشيخ عبدالعزيز الطريفي في تغريدة له ( الشر خطوات فإذا انتشر التعري في جيل تطبعت الفاحشة في جيل بعده ، قال الله « ينزع عنهما لباسهما « ثم قال « وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا «. ودعوة تقول : إلى أهل قطر الغيورين على دينهم وأوردت الآيات السابقة تقول : بعد نشر صحيفة دوحة نيوز الإلكترونية مقالا شاذا بعنوان : ما شعور أن تكون شاذا وقطريا ؟ وهى دعوة لفتح باب الشذوذ القذر – والعياذ بالله – في بلدنا المسلم الموحد بالله عز وجل ، فنحن ولله الحمد والفضل في نعم لا تعد ولا تحصى ، ومن باب شكر هذه النعم ألا نسكت عن هذا الأمر أبدا ، وإلا كما قال العزيز الجبار « جعلنا عليها سافلها « والعياذ بالله ، فيجب على كل من كان في قلبه ذرة من غيرة على هذا الدين أن يشتكي هذه الصحيفة التي عليها من الله ما تستحق ، في مركز البحث الجنائي – الرقم هو 2347444، فأروا الله من أنفسكم غيرتكم على دينه ،( مسج بتاريخ 9 /8 /2016 ). وكتبت السيدة مريم الخاطر ( كيف تكون المراجل في قطر ) الشرق 8/8/ 2016م : ( المراجل تعني أن يهب كل رجل غيور للفزعة والنصرة لقوله تعالى « أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ، إِنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنت قوم مسرفون ) الأعراف (80 ،81)، المراجل أيضا أن نهب معهم أيضا على قلب رجل واحد لا أن تصبح كل امرأة منا مسترجلة في الخلقة على نسق قوم سدوم وأهل علم قزح اليوم ، بل عن عشرة رجال فيما يعرفه المثل العربي – الواحدة منا بعشر أمام الألغام المزروعة في بعض الإعلام فينا ، إذ نحن في قطر ولسنا في سدوم ) . . . الخ ما جاء في المقال من كلام موزون مقنن وغيرة على الدين والوطن والأخلاق ، وأن حرية الرأي لا تعني التعدي على الثوابت الدينية والوطنية والعقدية أبدا مهما اختلق لها من أسباب وتعليلات. ونحن معها ونؤيدها في الدفاع عن ديننا وهويتننا وأخلاقنا وفطرتنا السوية التي جبلنا الله عليها وندعس بأقدامنا وأقلامنا ورجالنا ونسائنا وشرفائنا وغيورينا رأس كل أفعى تحاول أن تبث سمومها في مجتمعنا وبين شبابنا وشاباتنا وندعو الدولة بكل مجالسها الوزارية والشورية ومؤسساتها الحكومية الدينية والقضائية والعسكرية والمدنية بقطع رؤوس هذه الأفاعي وأذنابها من أهل الفساد والفتن والنفاق والشقاق وقطع ألسنتها وكسر أقلامها وطردها من البلاد شر طردة حتى لا تقوم لها قائمة ولا يبقى لها أثر. إنها فتنة ضالة مضلة فاسدة مفسدة لا بد من اجتثاثها من جذورها بكل ما أوتينا من قوة نرهب بها أعداء الدين والوطن والخلق والفضيلة حتى لا تقم لها قائمة بعد ذلك في عقر دارنا قطر الطاهرة وجزيرة العرب بلاد التوحيد ودار الإسلام دائما وأبدا. فمن هو لوط ؟ ومن هم قومه ؟ ولِمَ جعل الله عز وجل قراهم عاليها سافلها وأمطرها حجارة من سجيل ؟ وتوعد من يقتفي أثرها بنفس الوعيد « وما هى من الظالمين ببعيد «. ذكر الله عز وجل قصة لوط عليه السلام مع قومه في 17 سورة من سور القرآن الكريم وذكر أحوالهم وما استحقوا به غضب الله عليهم فدمرهم وأتى بنيانهم من القواعد وذلك لأنهم ابتدعوا منكرا ماسبقهم به أحد من العالمين ، ابتدعوا سلوكا أخلاقيا خبيثا فأفسدوا الفطرة السوية ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وشوهوا الطبيعة الإنسانية السوية ، فاستحقوا ما استحقوا من العذاب والسخط الإلهي عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. أما لوط عليه السلام فهو نبي كريم من أنبياء الله الكرام ابن أخي إبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - بعثه الله عز وجل إلى أهل سدوم وهم قوم سوء يعملون الخبائث ويتعدون على الفطرة الإنسانية السوية قال تعالى في سورة هود : « ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ، إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون «(80 ـ 81 ) وقد ذكرها الله باسم الفاحشة ليبين أنها زنى تأباها الفطرة السوية ، وأنها لم تكن في الأمم السابقة كما ورد في القرآن بل مبتدعة منهم بإيحاء من إبليس لعنه الله كما قال المفسرون : [ إن إبليس كان أصل عملهم بأن دعاهم إلى نفسه لعنه الله فكان ينكح بعضهم بعضا ] وقد أنكر عليهم لوط عليه السلام الإتيان بهذا الفعل المقيت وشدد في توبيخهم وتقريعهم لأنها فعلة قبيحة متناهية في القبح متمادية في الشر والسوء فإن مباشرة القبيح قبيح واختراعه أقبح ، إن هذا الفعل القبيح تأباه الحيوانات (ماعدا الخنازير والحمير) أكرمكم الله ، فكيف بالإنسان الذي جعله ربه في أحسن تقويم. وقد عانى سيدنا لوط عليه السلام معاناة شديدة مع قومه ومن أفعالهم حتى هموا بالاعتداء على أضيافه الذين افتداهم ببناته فلم يرعووا ولم يستحوا ، وقد بلغ به من الضيق والحرج والخجل والجهد ما الله به عليم وقد ترجم لنا القرآن حالته النفسية العصيبة في قوله تعالى : « ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب « هود (77) ، قال ابن عباس : انطلقوا من عند ابراهيم عليه السلام إلى لوط عليه السلام وبين القريتين أربعة فراسخ ، ودخلوا عليه في صور غلمان مرد حسان الوجوه فلذلك « سئ بهم « أى ساءه مجيئهم لظنه أنهم أناس فخاف أن يقصدهم قومه ويعجز عن مدافعتهم ، روى أن الله تعالى قال للملائكة :لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات ، فلما مشى معهم منطلقا إلى منزله قال لهم : أما بلغكم أمر هذه القرية ؟ قالوا : وما أمرها ، أشهد بالله إنها لشر قرية في الأرض عملا ، يقول ذلك أربع مرات ، فدخلوا معه منزله ، ولم يعلم بذلك أحد ، فخرجت امرأته فأخبرت به قومها ، وقالت : في بيت لوط رجال ما رأيت مثل وجوههم قط ، ووصف القرآن موقف القوم العجيب بعد أن أخبرتهم امرأته الكافرة بوجودهم فقال سبحانه: « وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات « حين جاءوا إلى لوط عليه السلام وهو في بيته مع أضيافه يسرعون كانما يدفعون دفعا لطلب الفاحشة من أضيافه وهذا ديدنهم فقد كانوا من قبل هذا الوقت يعملون السيئات ومنهمكين فيها حتى لم يبق عندهم قبحها ولذلك لم يستحيوا مما فعلوا من مجيئهم لخبثهم وانتكاس أخلاقهم، وفي هذا الموقف العصيب المخالف لكل القيم الإنسانية والفطر السليمة، حاول سيدنا لوط عليه السلام وقاية ضيفه افتداءهم ببناته « قال هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس فيكم رجل رشيد «لشدة امتعاضه منهم طمعا في أن يستحيوا منه ويرقوا له إذا سمعوا ذلك ، فينزجروا عما أقدموا عليه ، وذكرهم بحق الله وتقواه وترك الفواحش « فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي « أي خافوا الله ولا تفضحوني في شأن أضيافي ، فإن إخزاء ضيف الرجل وجاره إخزاء له لا تقبله النفس السوية ولا تخجلوني مع ضيوفي ( أليس فيكم رجل رشيد) عاقل يهتدي إلى الحق الصريح ويرعوي عن الباطل القبيح ، ولكن هيهات فمن فقد الحياء ومخافة الله وانتكست فطرته وخبث عقله فقد المروءة والنخوة والشهامة والكرامة والعقل الرشيد وكل ما يمت إلى الرجولة والخلق القويم بصلة ، ولذلك كان ردهم « لقد علمت مالنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد «معرضين عما نصحهم به من الأمر بتقوى الله سبحانه والنهى عن إخزائه مجيبين عن أول كلامه « لقد علمت مالنا في بناتك من حق «مستشهدين بعلمه بذلك أى أنك قد علمت أن لا سبيل بيننا وبينك وما عرضك إلا فداء لأضيافك «وإنك لتعلم ما نريد « من الفعل القبيح الذي طالما كنت تنهانا عنه، ولما يئس لوط عليه السلام من ارعوائهم عما هم عليه من الغي والخبث وقد بلغ الجهد منه مبلغه قال عليه السلام : « قال لو أن لي قوة أو آوي إلى ركن شديد « أي لو كنت قويت على دفعكم بنفسي أو آويت إلى ناصر عزيز قوى أتمنع به منكم، وقد أغلق بابه دون أضيافه وأخذ يجادلهم من وراء الباب، فتسوروا الجدار عليه، فلما رأت الملائكة ما على لوط من الكرب كشفوا عن حقيقتهم « قالوا يالوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك، فأسر بأهلك بقطع من الليل، ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم ، إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب « ( 81 )، وطمأنوه لما شاهدوا من كربه وعجزه عن مدافعة قومه وأن قومه لن يصلوا إليه بضرر ومكروه فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب فدخلوا بعد ما تسور بعضهم ، فاستأذن جبريل عليه السلام ربه [ رب العزة جل جلاله] في عقوبتهم فأذن له فقام في الصورة التي يكون فيها فنشر جناحه، وله جناحان وعليه وشاح من در منظوم وهو براق الثنايا فضرب بجناحه وجوههم فطمس أعينهم وأعماهم كما قال عز وجل: «فطمسنا اعينهم « فصاروا لا يعرفون الطريق فخرجوا وهم يقولون : النجاة النجاة فإن في بيت لوط سحرة. وجاء الأمر الإلهى « فأسر بأهلك « أى اذهب بأهلك بجزء من الليل ولا يتخلف ولا ينظر أحد منك ومن أهلك إلى ورائه أوخلفه وجدوا في السير حتى لايروا ماسينزل بقومهم من العذاب ، ويروى أن لوطا عليه السلام لما سرى بأهله تبعتهم أمرأته فلما سمعت هدة العذاب التفتت وقالت : يا قوماه ، فأدركها حجر فقتلها « إنه مصيبها ما أصابهم « من العذاب وهو أمطار الأحجار وإن لم يصبها الخسف «إن موعدهم الصبح « أي موعد عذابهم وهلاكهم « أليس الصبح بقريب « فإن قرب الصبح داع إلى الإسراع في الإسراء للتباعد عن مواقع العذاب، وروى أن لوطا عليه السلام قال للملائكة : متى موعد هلاكهم ، قالوا : الصبح ، قال عليه السلام : أريد أسرع من ذلك ، فقالوا ذلك « أليس الصبح بقريب» وإنما جعل ميقات هلاكهم الصبح لأنه وقت الدعة والراحة فيكون حلول العذاب حينئذ أفظع ، ولأنه أنسب بكون ذلك عبرة للناظرين وكانت نهاية القوم بهذه الصورة المفزعة التي تقشعر منها الأبدان وتنفطر منها القلوب عندما جاء أمر الله « فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد « ( 82-83) أى عندما حان وقت عذابنا وموعده وهو الصبح « جعلنا عاليها سافلها « عالى قرى قوم لوط ، وهى التي عبر القرآن عنها بالمؤتفكات وهي خمس مدائن فيها أربعمائة ألف ألف «سافلها» قلبناها على تلك الهيئة لتهويل الأمر وتفظيع الخطب لأن جعل عاليها الذي هو مقارهم ومساكنهم سافلها أشد عليهم وأشد وأشق من جعل سافلها عاليها وإن كان مستلزما له ، روى أن جبريل عليه السلام جعل جناحه في أسفلها ثم رفعها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح الكلاب وصياح الديكة لم تنكفئ لهم جرة ولم ينكسر لهم إناء ثم نكسواعلى رؤوسهم و قلبها عليهم «وأمطرنا عليهم « على أهل المدائن أوشذاذهم « حجارة من سجيل « طين متحجر أى مما كتب الله تعالى أن يعذبهم به وقيل أصله من سجين أى من جهنم « منضود . روى عن النبى(صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : «سيكون في آخر أمتي يكتفي رجالهم بالرجال ونساؤهم بالنساء ، فإذا كان ذلك فارتقبوا عذاب قوم لوط أن يرسل الله عليهم حجارة من سجيل ، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «وما هى من الظالمين ببعيد». وبما أن هذه الجريمة من أكبر الجرائم ، وهى من الفواحش المفسدة للخلق وللفطرة وللدين والدنيا بل وللحياة نفسها ، عاقبها الله بأقسى عقوبة فخسف الأرض بهم وأمطر عليهم حجارة من سجيل جزاء فعلتهم القذرة وقد أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) بقتل فاعله ولعنه ، روى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به « ولفظ النسائي « لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط}. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
7821
| 24 أغسطس 2016
سجن من أجل أبيات قالها مفتخرا بهويته الإسلامية ارتاد تيارا وسطا بين ثنائية العلمانية والإسلام وقاد بلاده لتحقيق نهضة شاملة انتشل بلدية إسطنبول من ديون تجاوزت ملياري دولار إلى نمو بلغ أكثر من 7% سئل عن سر نجاحه في محاربة الفساد فقال: لم أسرق و لدينا سلاح الإيمان أردوغان أعاد لتركيا حضورها الشرقي وهويتها الإسلامية دون الاصطدام بواقعها السياسي والجغرافي وقف صخرة صماء بوجه اليهود المعتدين وسعى لإحياء روح الفتح في الذكرى 562 لفتح القسطنطينية يقول تعالى في كتابه الكريم: ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ويقول عليه الصلاة والسلام : "لكل غادر لواء يوم القيامة".. يا رئيس تركيا المنتخب وشعبها الأبي الكريم.. (أبشر فإن الله لا يصنع بك إلا خيرا)، (كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق)، ( معاذ الله ما كان يفعل بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث ) كلمات خالدات قالتها سيدة نساء العالمين فيالدنيا وفي الأخرة لسيدالانبياء والمرسلين والمبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله سيد ولد آدم ولا فخر، تثبته على الحق الذي جاء به، واستدلت بما فيه من الصفات الجميلة والأخلاق الكريمة والشيم العظيمة على أن من كان كذلك لا يخزيه الله أبدا، ونستميح سيدتنا أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عذرا في استدعاء هذه الكلمات لنبشر بها من سار على هديه (صلى الله عليه وسلم) للنهوض بشعبه وخدمة وطنه ونثبته بها بعد أن تكالبت عليهالأعداء وأعدوا العدة لاجتثاثه من أرضه ولكن الله سلم والله غالب على أمره. وصدق الرسول العظيم سيد الأولين والآخرين حينما لخص هدف بعثته ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) نعم إنها الأخلاق الحميدة العالية الراقية التي تفتقر لها كثير من الشعوب اليوم، بسبب ثلة من الظلمة والفسقة والكذبة وأهل الشقاق والنفاق والفساد والزيغ والضلال تسوسهم بغير الأخلاق الكريمة والفطرة السوية التي ارتضاها لهم خالقهم. ●أبشر يا شعب تركيا الأبي ورئيسه المنتخب: لن يخزيك الله أبدا ما دمت على الحق والخلق القويم، وطن نفسك على أن طريق الحق ليس محفوفا بزهور التوليب الرائعة وأنتم أعلم بذلك – تلك الزهور الجميلة التي تتزين بها إسطنبول العريقة ومدن تركيا الراقية – إنه طريق محفوف بالأشواك التي يضعها في طريقكم الحاسدون والمبغضون والكارهون لرقي بلدكم والمشككون في حسن نواياكم وطهارة قلوبكم وأيديكم، إنها معركة الحق والباطل الأزلية الأبدية، إنهم جنود إبليس أجمعون إنهم حزب الشيطان، ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون. ●أبشر يا شعب تركيا الأبي ورئيسه المنتخب: يا من عملتم على استعادة القيم الإنسانية النبيلة وقيم الإسلام العادلة بذكاء وعبقرية فذة يفتقدها كثير من الرؤساء حين طورت منظومة العولمة لصالح التنمية وأنها في حقيقتها تساعد على التنمية وحرية العلم والفكر مع اعتزازها بالهوية الدينية، لقد اهتممتم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية في داخل البلد، حين حولتم إسطنبول إلى جنة خضراء بعد أن كانت مكبا للنفايات والمجاري، وجعلتموها قبلة للسائحين بالاهتمام بها وكثرة الحدائق والمتنزهات وممارسة الرياضة واللياقة الصحية، إلى جانب الاهتمام بإبراز تاريخها الحضاري من بانوراما فتح القسطنطينية إلى المجسمات التاريخية في أرجاء الحدائق إلى فتح الكنوز العثمانية، وجعلها مزارا للزائرين وجمالا لجلب عين الناظرين في كافة ربوعها وربوع تركيا العريقة، وانتشلتم بلدية إسطنبول من ديونها التي بلغت ملياري دولار إلى أرباح واستثمارات وبنمو بلغ أكثر من ٧٪، واستطعتم بناء ٥٢ مطارا، وتخزين ١٢٦ مليار دولار كعملة صعبة، واهتممتم بفئة العمال برفع أجورهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا، لقد أعدتم لتركيا وجهها الجميل ومكانتها الحقيقية بين الدول الكبرى، وحققتم التوازن السياسي بين الأمم بفضل الاعتماد على الله عز وجل والاقتداء بسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) في حب العمل والإخلاص فيه وإتقانه متمثلين بقوله ( صلى الله عليه وسلم ) " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه "، فتحققت الأعمال الضخمة التي أنجزت في بلدية اسطنبول بتوفيق من الله سبحانه والنهج الديمقراطي الذي تحليتم به وإخوانك من الشعب التركي الأبي وتمتعكم بالنزاهة الأخلاقية والخبرة العملية المسنودة بالمعرفة العلمية، والثقة التي تحظون بها من السكان. هنيئا لك يا شعب تركيا بهذا الرئيس الصادق النظيف القلب واليد واللسان، فقد سئل في إحدى المرات عن السر في قدرته على محاربة الفساد وتخليص بلدية إسطنبول من ديونها وهذا النجاح الباهر والسريع فأجاب بكل بساطة: لم أسرق، وفي سؤال آخر أجاب (لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه إنه الإيمان، لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام). ●أبشر يا شعب تركيا ورئيسه المنتخب : بوقوف شعوب العالم وحكوماتها الحرة الأبية معكم ودعاؤها لكم تساندكم في قضيتكم العادلة وتؤيد ردكم الحازم القوي على من أراد بكم شرا ليلة الجمعة ١٥ من يوليو لعام ٢٠١٦ م ليلة الانقلاب الخبيث، فلولا لطف الله عز وجل بكم وعنايته ورحمته لانقلبت الموازين، ولكن الله غالب على أمره فثبتكم ودحر المتربصين بكم الدوائر عليهم دائرة السوء . ●هنيئا لكم يا شعب تركيا الجديدة برئيسكم المنتخب: أحسنتم الاختيار وصدقتموه بالتزكية فصدقكم العمل بتفان وجد وإتقان وصادق قوله فعله في مواقف ومحطات كثيرة من حياته : - إنه الشيخ رجب طيب أردوغان: أطلقه عليه مدرس التربية الدينية حين سأل الطلاب عمن يستطيع أداء الصلاة في الفصل ليتسنى للطلاب التعلم منه، رفع رجب يده ولما قام ناوله المدرس صحيفة ليصلي عليها، فما كان منه إلا أن رفض أن يصلي عليها لما فيها من صور لنساء سافرات، دهش المدرس وأطلق عليه لقب الشيخ رجب . - سجن من أجل أبيات قالها مفتخرا بهويته الإسلامية من ديوان الشاعر التركي الإسلامي ضياء تقول كلماتها : مساجدنا ثكناتنا قبابنا خوذاتنا مآذننا حرابنا والمصلون جنودنا هذا الجيش المقدس يحرس ديننا فسجن بدعوى التحريض على التفرقة الدينية، ولكنه حول فترة السجن إلى استراحة للتفكير الإيجابي والعمل الجاد فخطب خطبته المشهورة في الجموع التي جاءت لتوديعه بعد أداء الصلاة في مسجد الفاتح حين التفت إلى أنصاره مودعا بقوله: ( سأقضي وقتي في هذه الشهور في دراسة المشاريع التي توصل بلدي إلى أعوام الألفية الثالثة، والتي ستكون إن شاء الله أعواما جميلة، سأعمل بجد داخل السجن، وأنتم اعملوا خارج السجن كل ما تستطيعونه، ابذلوا جهودكم لتكونوا معماريين جيدين وأطباء جيدين وحقوقيين متميزين، أنا ذاهب لتأدية واجبي واذهبوا أنتم لتؤدوا واجبكم أأستودعكم الله، وبدل أصوات الاحتجاج وصيحات الاستنكار المعبرة عن ألمكم وحزنكم، أظهروا رغبتكم في صناديق الاقتراع القادمة ) .. إنه يريد صدقا في العمل لا ضجة وعويلا .. - ارتاد تيارا وسطا بين ثنائية العلمانية والإسلام فقد عرف عنه تدينه المعتدل، ودعا العالم إلى احترام الانتخابات التي أجريت في بلاده، وقاد بلاده لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة قضت مضاجع الأعداء والخصوم، وأعاد لتركيا حضورها الشرقي وهويتها الإسلامية دون الاصطدام بواقعها السياسي والجغرافي فقد علمته تجربته في السجن وفي سنوات سياسته الأولى أن يكون أكثر مرونة وحذرا خاصة مع النظام التركي العلماني المسيطر على الشارع السياسي وألا يحدث صدامات مباشرة معه وهذا ما جعله يحظى بقبول واسع داخل المجتمع العلماني وهو الرجل المتدين الذي يرسل بناته المحجبات لاستكمال دراستهن في أمريكا حيث نظام التعليم لا يقبل المحجبات . -أشاد بدور الفنانين الأتراك في رسم وكتابة المصحف وقال: "القرآن الكريم نزل في مكة، وقرئ في مصر، وكتب في تركيا، وسندرس اللغة العربية في مدارسنا بدءا من هذا العام"، كما أشار لتضمن النقوش الزخرفية للمصحف أسماء الصحابة الأربعة، وألغى حظر ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة، وأعلن الأذان في المساجد وخاصة في مسجد آيا صوفيا . - سعى لإحياء روح الفتح في شعبه في الذكرى ٥٦٢ لفتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا) على يد القائد الشاب ابن الثانية والعشرين ربيعا الذي حلم أن يكون القائد الذي بشر به النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها – وفي رواية ذلك الجيش " ونال ذلك الشرف العظيم بعد حصار طال أمده ولكن عزمه كان أقوى بقوله (غدا سوف يكون لي فيها عرش أو قبر) وقد كان فدخلها فاتحا متواضعا مترجما عدل الإسلام وسماحته وخلد التاريخ ذكره باسم محمد الفاتح وأصبح قبره مزارا يزوره المسلمون ويترحمون عليه، وها هو رئيس تركيا المنتخب رجب طيب أردوغان يتعهد لشعبه بإعادة الأمجاد ببناء تركيا الجديدة والحديثة بما يواكب هذا العصر ويحتفظ بعراقتها وهويتها بقوله ( إن شاء الله سيكون الفتح مجددا في السابع من يونيو القادم – موعد الانتخابات البرلمانية - والوصول لتركيا الحديثة وسنتجاوزه بالوحدة والتعاون والأخوة، فالفتح معناه: الوحدة والتعاون والتآخي للنهوض والارتقاء بتركيا من جديد) ويؤكد ( لن نترك الساحات لمن يسعى لإخماد أنوار الفتح المضيئة في إسطنبول منذ ٥٦٢ عاما وسنقف في وجه كل من يستهدف صوت الأذان في هذه المدينة ) وبعد ٥٦٢ عاما يتلو أردوغان الحديث الشريف والبشارة النبوية باللغة العربية مرة أخرى على أسماع آلاف الأتراك الذين احتفلوا معه بالذكرى ( لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها ) إنه استلهم ذات الروح وسارت في عروقه ذات الدماء التي سرت في محمد الفاتح فجمع همه وعزمه على تحقيق ذات الحلم بفتح جديد لتركيا الحديثة، إنه لا يخفي تلك الهوية ويفتخر بها ويبرز لشعبه الوفي أن تلك الهوية هي الحل لمشكلات تركيا وهي المخرج فقط من أزماتها إذا وجدت الفكرة رجالا مخلصين صادقين يعملون من أجل بلادهم وكما قال أحد المفكرين من بلاد الغرب ( يا له من دين لو كان له رجال ) ... نعم إن الفتح يعني كسر جميع الأصنام، والتوجه للقبلة الوحيدة بيت الله الحرام ... والفتح يعني فتح سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لمدينة القدس ... وفتح صلاح الدين الأيوبي للقدس ... ورفع راية الإسلام فيها من جديد ... والفتح يعني النهوض بتركيا من جديد ... بهذا الصدق والإخلاص والاعتزاز بالهوية الإسلامية استطاع خلال فترة وجيزة تغيير وجه الحياة في تركيا ... إنه يريد أن يطمئن الشعب التركي بكافة أطيافه بقوله: ( هذا هو الإسلام الذي خوفكم منه العلمانيون من أنه سيقودكم إلى التخلف ...كلا ...إنه دين التقدم والنهضة الحقيقية والديمقراطية الصادقة ... حمله ناس منكم يؤمنون بمبادئه وبقيم العدل والحق وروح الكفاح والنضال التي أرساها فتغيرت حياتكم ... في الوقت الذي جثم هؤلاء الناعقون على صدوركم عقودا ولم يقدموا شيئا لكم ) ... وهذا هو السبب الحقيقي للانقلاب عليه ... إنه الرئيس رجب طيب أردوغان صاحب المواقف العظيمة في الداخل والخارج، وناصر المظلومين والمضطهدين، والواقف صخرة صماء في وجه اليهود المعتدين ... وشعبه الوفي الذي وقف معه وأيده ونصره في شتى الميادين ... سلام عليهم أجمعين .. لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده ... " ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا " والحمد لله رب العالمين .
1828
| 07 أغسطس 2016
أمدت المجتمع بما يقارب ألف أسرة جديدة وتحقق المقاصد العامة للدين *أقترح تأسيس معهد للتثقيف الأسري يحمل اسم (معهد راف الأسري)*تأهيل الشباب المقبلين على الزواج يحافظ على سياج المجتمع ويحميه من التفكك*تزويج ألف من الشباب رقم طيب ونحتاج إلى المزيد من هذا الخير الوفير*ما أنعم الله به علينا من النعم يدفعنا لتكون أسرنا نموذجاً متميزاً في الاستقرار *مطلوب إعادة النظر في مشاريعنا الوطنية لنحافظ على كيان أسرنا القطرية ونسيجها الاجتماعيالحمدلله رب العالمين على نعمة الزواج، سنة الله في أرضه لتكثيرعباده، وصدق حين قال: "ومن كل جعلنا زوجين"، وجعلها آية من آياته العظام في قوله: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".. الروم آية (22).وصلى الله على نبيه الكريم الذي حث على الزواج بسنته القولية والفعلية والتقريرية والوصفية، القائل "عفوا تعف نساؤكم"، فقد تزوج عليه الصلاة والسلام وزوَّج بناتِه وتزوج أصحابه واقتدوا بهديه (رضي الله عنهم)، فكان المجتمع المدني أفضل مجتمع على الإطلاق، وكانت مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم (طيبة) هي المدينة الفاضلة التي حلم بها الفلاسفة والمفكرون منذ القدم وحتى قيام الساعة، وحتى نحذو حذو الرسول الكريم وصحابته في تكوين المجتمع الفاضل في قطر، ارتأت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف) المساهمة في وضع لبنة من لبنات هذا المجتمع بإطلاق مشروع "راف" لتزويج الشباب منذ سبع سنوات سِمَانٍ أمدت المجتمع بأسر جديدة شبابية ما قارب الألف أسرة ووضعت لها من الخبرات الشرعية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية والنفسية على أيدي متخصصين في الشأن الأسري والمجتمعي، ما نأمل أن يحقق الهدف المرجو من رفد المجتمع القطري بأسر جديدة سعيدة ومستقرة وناجحة، وما ساهمت فيه ماديا، للتخفيف من أعبائه ومسؤولياته المالية، وأرى أن هذه المساهمة تعمل على تحقيق المقاصد العامه للدين وتحقيق حاجيات الإنسان الضرورية من المحافظة على الدين والمال والنسل والعرض والعقل، كما اتفق عليها علماء المقاصد الشرعية، وهذه الحاجيات الضرورية للإنسان تغطيها محاور الدورات التأهيلية، والتي دأبت "راف" على تقديمها لمؤسسي الأسر الجديدة من الشباب والشابات المقبلين على الزواج لبناء أسر قيادية تقود المجتمع القطري، وبالتالي تقود الأمة إن شاء الله، فإن مجتمعات هذه الأمة لا يصلح آخرها إلا بما صلح به أولها من التمسك بالدين والتربية على مبادئه وقيمه، ولذا كان تركيز "راف" على هذه المحاور الجديرة بالتوعية الدورية والتثقيف، فكلنا يعرف أن الأسرة هي نواة المجتمع، وهي الحصن الحصين للأمة، فإن صلحت واستقرت واستقامت صلح المجتمع وإن فسدت وتفككت فسد المجتمع وتفكك، وهذا هو الملموس والمشاهد في مجتمعاتنا، وما ضعفت الأمة إلا بضعف مجتمعاتها، وما ضعفت المجتمعات إلا بضعف أسرها، وما ضعفت الأسر إلا بضعف أفرادها.وأطمع من أهل الخبرة والمعرفة أثناء الدورة توعية المقبلين على الزواج أن ما يقومون به من سلوكيات وأخلاقيات في حياتهم الأسرية هو تعبد لله عز وجل وبغية رضاه سبحانه بتعاونهم وتراحمهم وتعاطفهم واحترام خصوصيات كل طرف للآخر وما يزرع الثقة بينهما ويزيد من المودة التي تؤدي إلى السكن والتقدير، فإن ربط الإنسان حياته وسلوكياته برضا الله حاز التوفيق والسداد وكان ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى.إن مشروع "راف" لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج إنما هو للمحافظة على سياج المجتمع بعد تصدعه، وتماسك نسيجه بعد تفككه، وترابط أفراده بعد تفرقهم، ولذا كانت هذه المحاور: الشرعية والصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية تحقق المقاصد السامية لديننا الحنيف، ولنا في رسولنا "صلى الله عليه وسلم" وزوجاته وبناته القدوة الحسنة في بناء البيوت وإقامة السدود أمام العواصف والزلازل الأسرية، فالله عز وجل أكد في كتابه الكريم على الوفاق الأسري في كثير من الآيات الكريمة، بل رفع من شأن المنزل الأسري بسورة الحجرات وغيرها، بل يأمر الزوجين بالمعاشرة بينهما بالمعروف في قوله سبحانه "وعاشروهن بالمعروف" والمعاشرة بالمعروف تتطلب كل خلق حسن تجاه الآخر، حتى اللقمة يضعها في فِيِّ امرأته، والمرأة تضعها في فِيِّ زوجها، وهذا خلق إسلامي وإرشاد نبوي عظيم، وهو ليس خلقا أجنبيا أتانا من الغرب كما يظن الكثير، بل هو خلق إسلامي أصيل انتفع به الآخرون وغفلنا عنه، إن كل ما ترونه من تهذيب سلوك الرجل الغربي تجاه المرأة، إنما هي بضاعتنا، ويجب أن نستردها بالرجوع إلى مصدرها المستقاة منه، وهما القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والأعراف العربية الصحيحة، ولنا في رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أسوة حسنة، وهذا ما نراه في كثير من أقواله وأفعاله في المجتمع المدني.فالرسول "صلى الله عليه وسلم" يحض الزوج على رفع اللقمة إلى فم الزوجة (عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...وإنك مهما أنفقت من نفقه فإنها صدقة، حتى اللقمة ترفعها إلى فِيِّ امرأتك)، ولا يكون ذلك إلا عند الملاعبة والملاطفة والممازحة، وهذا من المعاشرة المعروف. والرسول صلى الله عليه وسلم عندما يأمر الأزواج بالتمهل في الدخول على الزوجات، بعد العودة من الخارج، حتى تتهيأ الزوجات لاستقبالهم في قوله (أمهلوا حتى تدخلوا ليلا أي عشاء لكي تتمشط الشعِثة وتستحد المغيبة)، حفظا للبيت المسلم، فلا تقع عين الزوج على منظر يكرهه في زوجته فينفر منها. ويأمر (صلى الله عليه وسلم) الحجاج بعد أداء الفريضة بتعجيل الرجوع إلى أهليهم، فإنه أعظم لأجرهم "إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرجوع إلى أهله، فإنه أعظم لأجره"، للحفاظ على تلاحم الأسرة وتواصلها بعد الغياب، وعن أنس (رضي الله عنه) قال: كان النبي " صلى الله عليه وسلم" لا يطرق أهله، كان لا يدخل إلا غدوة أو عشية " والطروق المجيء بالليل من سفر أو غيره على غفلة، وكان يطوف عليهن كل صباح فيسلم عليهن ويدعوا لهن، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: وكان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إذا صلى الصبح جلس في مصلاه، وجلس الناس من حوله حتى تطلع الشمس، ثم يدخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهن، ويدعو لهن، فإذا كان يوم إحداهن كان عندها"، وغير ذلك كثير من حسن معاشرته لنسائه، حيث يوجه طموحهن إلى ما هو أفضل لهن ويصحبهن في أسفاره ويوصي بالترفق بهن ويتقبلهن ويودعهن ويحتمل رفع أصواتهن على صوته ويصبر على مغاضبتهن له ويوافق أهواءهن ويتلطف بهن عند مرضهن، وغير ذلك كثير، كان في حياته الأسرية والاجتماعية "صلى الله عليه وسلم" قرآنا يمشى على الأرض، كما وصفته زوجته الحبيبة السيدة عائشة أم المؤمنين (رضى الله عنها)، حري بنا أن نعلمها ونتعلمها ونعلمها بناتنا وأولادنا منذ نعومة أظفارهن في المدارس وعلى مقاعد العلم، حتى ننشئ أسرا مستقرة وأجيالا صالحة ومجتمعا متماسكا وأمة قوية يهابها أعداؤها بقوة حصونها الداخلية بقوة أسرها وتماسكها.وقد سعت "راف" بفضل الله تعالى وجدّ العاملين فيها بتبني هذا المشروع الوطني لتيسير سبل الزواج على الشباب القطري بنوعيه وتأهيلهم بهذه الدورات التثقيفية لتاسيس حياة أسرية مستقرة سليمة جديدة وفق الكليات الخمس التي من أجلها نزلت الشريعة، وهي المحافظة على مصالح العباد، وبالتالي مصالح المجتمعات، وقد ثبت نجاح مشروع "إعفاف" من خلال النتائج الطيبة للأعوام السابقة من تزويج ألف من الشباب، وهو رقم طيب، ولكنا نحتاج إلى المزيد من هذا الخير الوفير، ولذا أرى الانتقال من مرحلة المشروع إلى مرحلة تأسيس معهد أو كلية للتثقيف الأسري يحمل اسم (معهد / كلية راف الأسري) يمنح دبلوم الدراسات الأسرية وينتقل االتثقيف من أسبوع إلى عدة أشهر يعلم فيها المقبل على الزواج أسس الحياة الزوجية بالتفصيل، يكون نبراسها المثل الأعلى نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" في حياته الأسرية.وما دمنا حققنا الهدف الأول، فالأجدر بنا أن ننطلق لتحقيق الأهداف الأخرى، كان من المفروض وقد أنعم الله علينا بكل أسباب الاستقرار والتماسك الأسري والاجتماعي والاقتصادي والصحي والعلمي والأمني والسياسي أن تكون أسرنا نموذجا متميزا في الاستقرار وعدم التفكك للمجتمعات الأخرى، لكن للأسف نجد العكس، وهذا يثبت لنا أن هناك خللا في المنظومة العلمية والتعليمية والاجتماعية في الواقع، مما يؤكد لنا أننا بحاجة إلى إعادة النظر في مناهجنا وبرامجنا وخططنا ومشاريعنا الوطنية، لنحافظ على كيان أسرنا القطرية ونسيجها الاجتماعي الوطني، الذي بدأ في الانحراف عن هوية ودين وأصالة وقيم ومبادئ مجتمعنا، ومؤسسة راف أهل لأن تبادر بتوسيع مشروعها الأسري إلى معهد علمي للعلوم الأسرية بتوفيق من الله وفضله، ونحن إذ نبارك لهذه المؤسسة الجديرة بالتقدير والاحترام وتهنئتها بانتهاء مشروع إعفاف (7) بنجاح، نثمن لها مبادراتها وإسهاماتها الكبيرة في خدمة أمتها في الداخل والخارج، لنتقدم لها بالتهنئة القلبية على بلوغ بناء الألف أسرة، تنضم إلى ركب الأسر القطرية المباركة في وطننا العزيز، وفقكم الله وسدد خطاكم (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) والحمد لله رب العالمين.
583
| 28 فبراير 2016
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.. "قل هو الله أحد*الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد" .فبلاد الحرمين الشريفين جزيرة العرب، حصن التوحيد ومهبط الوحي والقرآن المجيد ومثوى سيد الأنبياء والمرسلين -صلى الله عليه وسلم- قيض لها الله من عباده الموحدين من رجال القبائل من أحزنهم ما آلت إليه جزيرتهم من التشرذم والتفرق، وما دخل على عقيدة التوحيد من الضلالات والبدع، بعد صفاء السريرة ونقاء العقيدة على يد نبي الأمة وصحابته الكرام -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين- فهبت أسود الجزيرة من آل سعود هبة الغيورين على دينهم وأرضهم، جامعين حولهم الغيورين من أمثالهم من أهل الدين والخير والصلاح من أهلها فكان لهم ما أرادوا بفضل الله -عز وجل-، وتلاحمت قوة السياسة والعزم مع قوة الدين واليقين فكان التحالف بين الأمير محمد بن سعود آل مقرن والشيخ محمد بن عبدالوهاب والتعاهد على حمل الدعوة على عاتقهما والدفاع عنها والدعوة للدين الصحيح الذي جاء به نبي هذه الأمة محمد بن عبدالله -عليه الصلاة والسلام- وصحابته الكرام من المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم وأرضاهم- ومحاربة ما علق بهذه الدعوة من البدع والضلالات في جميع أرجاء جزيرة العرب.لقد كان هذا التحالف فاتحة خير على جزيرة العرب كلها وأهلها قاطبة بمشورة السيدة الفاضلة زوجة الأمير محمد بن سعود حين وفد الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الدرعية فقالت قولتها السديدة: (هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة، فاغتنم ماخصك الله به) وكذلك هن نساء العرب والمسلمين ذوات رأي سديد وعقل رشيد، فقبل قولها وتعاون مع الشيخ وأخبره أنه يمنعه مما يمنع منه نساءه وأولاده، واستقبله بغاية الإكرام والتبجيل بقوله: (أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة) وهكذا حال الرجال الأقوياء أهل الصلاح والخلق القويم يناصرون من يشابههم لنصرة الدين، فرد عليه الشيخ بقوله: (أنا أبشرك بالعزة والتمكين، وهذه كلمة لا إله إلا الله، من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد وأول مادعا إليه الرسل -صلوات الله عليهم وسلامه- من أولهم إلى آخرهم، وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبق عليها الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعضا، فأرجو أن تكون ممن يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك) وهكذا كانت كلمة صدق، صدقا الله فيها فصدقهما، وقيض الله لجزيرة العرب هؤلاء الرجال الأفذاد الذين خلصوا الجزيرة ودين الإسلام من البدع والضلالات والشركيات ودعوا للرجوع إلى أصول الدين، وكان الاهتمام الأكبر بأخلاق المسلمين وتصحيح عقيدتهم وتنقيتها من الشوائب التي علقت بها، وشرعوا في تقويتها وترسيخها حتى سادت الدعوة جزيرة العرب، وقلت المشاكل في مجتمعها، فانعدمت السرقات وحروب الاعتداءات والثارات وشرب الخمور، وساد الأمن والأمان، فأصبحت الطرق أكثر أمنا وأمانا بعد أن كانت مصدر المتاعب للناس في حركتهم وطريقهم للحج، فأمن الناس على أنفسهم وأحوالهم وأعراضهم من قطاع الطرق ونهب القوافل خصوصا قوافل الحجيج .وقد مكن الله -عز وجل- لهذه الأسرة الكريمة منذ آبائها الأولين حين رفعوا راية التوحيد في الآفاق وحتى مؤسس المملكة العربية السعودية في العصر الحديث الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -عليه رحمة الله تعالى- الذي وحد البلاد كلها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها بما آتاه الله من الملك والقدرة والعزم والحكمة وفصل الخطاب، فسقاها أبناؤه مع القرآن الكريم وسنة النبي الكريم ومعرفة تاريخ أمتهم العظيم التي سادت الدنيا بعظمتها وستعود إليه ما دامت تلتزم بوصية نبيها الكريم "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي" وهذا ما قامت عليه بلاد الحرمين الشريفين. فكان قادتها بعد والدهم وحتى الآن بحق رجالا حملوا أمانة الحكم والدعوة بكل جد وعزم وصدق وعمل، فكانت المملكة العربية السعودية التي نص النظام السياسي للحكم في المادة الأولى منه على: أن المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – ولغتها هي اللغة العربية وعاصمتها مدينة الرياض. ونصت المادة الثانية على أن (عيدا الدولة هما عيد الفطر والأضحى وتقويمها هو التقويم الهجري). أما المادة الثالثة فنصت على أن: (يكون علم الدولة كما يلي: لونه أخضر، وعرضه يساوي ثلثي طوله تتوسطه كلمة – لا إله إلا الله محمد رسول الله – تحتها سيف مسلول ولا ينكس العلم أبدا). فببركة شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله لم ينكس علمها أبدا، وببركته أصبحت المملكة العربية السعودية تاجا على رؤوس الأوطان، وبفضل الله -تعالى- عليها وحكمة وحنكة قادتها وجهود المخلصين من أبنائها أصبحت في مصاف الدول المتقدمة التي يحسب لها ألف حساب عند التعامل معها على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي. ولاعجب فهي قلب الأمتين وصمام أمان العالمين وسيدة العالم بلا منازع .إن المملكة العربية السعودية مصدر عز وافتخار للمسلمين جميعا باعتمادها الشريعة الإسلامية دستورا لها في حكمها، إنها الدولة الوحيدة في العالم التي بقيت محتفظة باعتماد التاريخ الهجري في مجريات أمورها، إنها تحظى بمكانة عالية بين دول العالم قاطبة، نظرا لموقعها الاستراتيجي ومكانتها التاريخية والدينية والحضارية فهي تضم على أرضها الحرمين الشريفين (المكي والمدني) قبلة ومهوى فؤاد المسلمين من كافة بقاع الأرض وتحظى بعلاقات ودية طيبة مع كافة الدول عربيا وعالميا. وهي صمام الأمان للعالم، فبإشارة منها بدعوتها للجهاد سوف تهب الأقطار الإسلامية برمتها معها فهناك أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين ينتظرون منها هذه الإشارة فقط لتلبية "حي على الجهاد"، وحينها سوف يعلم العالم الصليبي الحاقد ومن سانده أي منقلب ينقلبون .إن مداد القلم لا يكفي لتسجيل مآثر المملكة العربية السعودية الكثيرة ومواقفها الكبيرة والعديدة والعظيمة في العالم أجمع، ولكننا سنقف عند الأمر باهتمامها الكبير والعظيم بالحرمين الشريفين وضيوف الرحمن على مدى الأعوام والسنوات العديدة والتوسعات العديدة وتسخير كافة الموارد البشرية والاقتصادية والصحية والسياسية والخيرية للوافدين على أراضيها من ضيوف الرحمن، وخاصة عند التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام في مكة في المنطقة الشمالية للحرم، والتوسعة في المسجد النبوي من الجهة الشرقية، حيث يعد مشروع التوسعة في عهد الملك عبدالله -عليه رحمة الله- درة الأعمال الجليلة التي اضطلع بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمة الله عليه- في خدمة الإسلام والمسلمين وحظي بعنايته ورعايته وإشرافه الشخصي امتنانا لله -عز وجل- الذي شرف هذه الدولة بحمل أمانتها منذ مؤسسها ومن جاء بعده من أبنائه البررة الذين ساروا على النهج الذي رسمه والدهم، نهج المحافظة على عزة الإسلام وتطبيق مبادئه وشريعته وخدمة الحرمين الشريفين دون كلل أو ملل، وسخرت كافة الإمكانيات التي حباها الله -تعالى- لخدمة حجاج بيت الله الحرام وعماره والزائرين كافة فنعموا بفضل من الله بالأمن والأمان لم يمسسهم سوء، لم ينعموا به في أي عهد من العهود السابقة لقيام المملكة العربية السعودية . لقد بادرت قيادتها بالإنفاق بسخاء والاهتمام بعمارته والوافدين إليه من كل حدب وصوب فاق كل تصور ووصف ابتغاء رضوان الله -عزوجل- وطمعا في مثوبته سبحانه متمثلين قول الله: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)، واقتداء بسنة السلف الصالح في الاهتمام بعمارة الحرمين الشريفين الذي بدأ في عصر الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- حتى عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده -غفر الله لهم وطيب ثراهم- ووفق العاهل الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز – خادم الحرمين الشريفين – رجل المرحلة الحاسمة من تاريخ هذه الأمة العظيمة، الذي حمل الراية من بعدهم نحو الخير في حزم الأمر والعزم على العزة والنصر، وما ذلك على الله بعزيز، خاصة بعد أن كشفت الأمم الضالة عن أنيابها، وأبدت سوء نياتها نحو العرب والمسلمين، وسقطت ورقة التوت التي كانت تستر شيئا من عوراتها، وقلبت ظهر المجن على من ادعت أنهم حلفاؤها، وسنت ألسنتها للنيل من مكانة المملكة، وكيل الاتهامات لها، ولا شك أنهم يقصدون العرب كافة والمسلمين قاطبة، فقد قالوها صراحة : "إنها حرب صليبية"، وصدق كبيرهم الذي شن الحروب علينا، وقتل الحرث والنسل، وقتل العباد ودمر البلاد، وعاث في الأرض ظلما وعدوانا، وصدق الله العزيز العليم في وصفهم: "كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون*اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون*لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون" الآيات 8-10التوبة، وكان موقف الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله وحفظه- ونوابه بحزم وقوة ضد هذا الصلف العدواني معتمدين على الله عز وجل متمثلين قوله سبحانه "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل(173)، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174) إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين (175) ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم (176)" آل عمران، وكان رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على الاتهامات في اللقاء الصحفي بمثابة الصفعة لهم حين فند الاتهامات الموجهة للملكة العربية السعودية بأنها لا تستند إلى دليل بقوله: (نحن نحترم قانونكم وعليكم احترام قوانيننا، وأنتم تنتقدوننا لأننا لا نقوم بدور قيادي وأن الغرب لا يمكن أن يكون شرطي الخليج، ولا يمكن أن يحميه الغرب، وغيرها من الاتهامات في الإعلام البريطاني، حددوا موقفكم بالضبط، تريدوننا أن نتولى القيادة أو أن ندعم فقط، وإذا دعمنا من سيتولى القيادة)، ولكن هيهات هيهات، فقد بدأ عهد الحزم والعزم مع معطيات قضايا الأمة المصيرية، وإن غدا لناظره قريب، وقد كشف الله -سبحانه- لنا نياتهم فقال فيهم "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى* ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير" (120) البقرة، ولا يكتفون بذلك بل ينتقدون المملكة العربية السعودية في لقاءاتهم ومنتدياتهم العالمية للتقليل من شأنها حسدا وحقدا، سبحان الله "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" الآية (54) النساء .وعندما يأتي أحد الحاقدين والمتشدقين فينتقد المملكة العربية السعودية وينفث بذور الفتنة بينها وبين جيرانها ويقلل من مكانتها العالمية وسط دول العالم أجمع. فإنما يلعب بنار الفتنة التي سوف تحرقه قبل غيره، وقد فعل خيرا وزير الخارجية القطري د. خالد بن محمد العطية، حين لقنهم درسا وألقمهم حجرا في معنى الأخوة بين دول الخليج وشقيقتهم الكبرى المملكة العربية السعودية، وأوضح أن العالم أجمع بحاجة إليها برده الحازم الجازم، حين قال ( أنا لا أوافق تماما، فالمملكة العربية السعودية دعامة العالم الإسلامي وتتمتع بقوة أخلاقية داخل مجلس التعاون الخليجي مع شقيقاتها، والمملكة العربية السعودية ترعى الحرمين الشريفين، ولولا الخطاب المعتدل الذي يصدر عن السعودية اليوم، فهناك مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، علينا أن نثني على السعودية في مسألة إبقاء القطار على مساره الصحيح فيما يتعلق بالحفاظ على الاعتدال في الإسلام، مهما سمعنا هنا وهناك عن مشاعر مضادة، إذا أردتم أن تروا الأمور بوضوح حاولوا أن تنظروا إليها عن كثب، وأن تروا المنافع التي تنتج عن رعاية هذين الحرمين لكل المسلمين في العالم والحفاظ على الاعتدال .هناك مسلمون في إندونيسيا مرورا بأوروبا وصولا إلى المغرب، إن السعودية تلعب دورا كبيرا جدا في استمرار هذا الاعتدال) انتهى. نعم لقد انتهى عهد الحلم وبدأ عهد الحزم والعزم .إننا شعوب الخليج والجزيرة العربية رجالا ونساء شيبانا وشبانا كبارا وصغارا ندين لربنا بشهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث إن شاء الله، و نحب سلاطيننا وملوكنا وأمراءنا وشيوخنا، فهم منا ونحن منهم، وهم كالشامة البيضاء بين زعماء وقادة العالم أجمع، وهم تيجان على رؤوس الآخرين، ولهم منا الولاء والطاعة والنصرة ما داموا سائرين على منهج الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وتطبيق شريعته، ولن نرضى بغيرهم بديلا. وفقهم الله وسدد خطاهم إلى ما يحبه من رفعة الإسلام وعزة العرب والمسلمين ونصر من الله وفتح قريب "قل يأيها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون* ولا أنتم عابدون ما أعبد*ولا أنا عابد ما عبدتم*ولا أنتم عابدون ما أعبد*لكم دينكم ولي دين" وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
4639
| 08 فبراير 2016
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... "رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام" "رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر".وبعد: فقد كانت الرحلة إلى هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية مليئة بالمواقف والعبر، فكم من محنة ضمت بين جناحيها منحة، رحلة لم أفكر في يوم من الأيام القيام بها، بل مجرد التفكير في السفر إلى تلك البلاد.. . . كما قال الشاعر: دع الأمور تجري في أعنتها . . . ولكن تقادير القدر غالبة . . . فكانت رحلتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية . . . إلى هيوستن في ولاية تكساس لمرافقة زوجي للعلاج، وبالرغم أنها فترة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أشهر ولم تتجاوز المسافة بين الغرفتين غرفة الفندق . . .( والذى فوجئت بعدم وجود أي من المشروبات الكحولية في ثلاجات الغرف، كما هو معروف في الفنادق العالمية، وخصوصا الخليجية وعندنا - دولنا - التي أصيبت بلوثة أو قل صدمة حضارية حين أباحتها وصمت أذنيها عن جميع الأوامر والنواهي الإلهية )، وغرفة المستشفى، إلا أن فيها من المواقف والعبر ما جعلني أحببت تسجيله وتسطيره في هذا المقال، لأقول للجميع شكرا جزيلا وجزاكم الله خيرا، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله، وقد علمنا ديننا أن من الفضل أن يرد الفضل لأهله، وربانا نبينا المربي والمعلم الأول محمد بن عبدالله (عليه أفضل الصلاة والتسليم) على قيمة أن "من أتاكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له" وأن الفطرة الإنسانية السوية ما زالت موجودة في عباد الله - وأول من يستحق الشكر والامتنان بلادنا الجميلة حماها الله من حسد الحاسدين ومكر الماكرين وشماتة الشامتين وكيد الكائدين وزيف الزائفين المارقين.* دولة قطر . . . متمثلة بأميرها الشاب وهو (خير خلف لخير سلف) وحكومتها الرشيدة التي تحاول جاهدة تنفيذ الأوامر الأميرية لتحقيق مصالح الوطن والمواطن وتيسيرالأمور على المواطن القطري للعلاج في الخارج وتحمل كافة مصاريف علاجه في الخارج، ولولا رعاية الدولة الكبيرة لمرضاها في الخارج والاهتمام بهم ورعايتهم لما استطاع الكثير من أبناء الوطن السفر إلى الخارج للعلاج ولما وجدوا من يرافقهم في رحلة العلاج هذه، إلا من رحم ربي ولا عجب أن جاء التصنيف العالمي لدولة قطر في المركز الأول في الرعاية الصحية لمواطنيها ولمن يقيم على أرضها على مستوى العالم، لأنها تستحقه عن جدارة، سواء داخل الدولة أو خارجها. *سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، متمثلة في سفيرتها القديرة بموقفها النبيل التي قدرت معاناتنا الإنسانية وحاجتنا الضرورية للسفر العاجل وعمل أعضاء السفارة الكرام الدؤوب للإسراع في استخراج التأشيرة واستعجالها وتسليمها في وقت قياسى، مما ساعدنا في سرعة السفر إلى مريضنا الذي كان يصارع الموت والحياة في خلال 48 ساعة حسب رؤية الأطباء في هيوستن، فكتب الله عز وجل له الحياة من جديد وصدق الله عز وجل القائل في كتابه (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس)، وكأننا نقرأها للتو والحمد لله رب العالمين.*مستشفى ثيودست، وهو من المستشفيات الكبيرة في هيوستن يحوي الكثير من التخصصات الطبية والأقسام العديدة وسأخص بالذكر وحدة العناية المركزة بزراعة الكبد ووحدة العناية العادية ووحدة العلاج الطبيعي ويطلق عليه (ريهاب)، لأنها بيت القصيد عندي، فقد كان الفريق الطبي الذي أجرى (عملية زراعة الكبد) بمشرط الدكتورالماهرالقدير د. جبرائيل، جزاه الله عنا خيرا ووجود الدكتور أسامة جابر وفريق الأطباء الكرام على قدر عال جدا من العلم والمعرفة والثقة والمهارة الطبية والكفاءة العملية والأخلاق العالية الرفيعة التي يتمتعون بها والتواضع الجم والصبر الجميل على الاستفسارات والتساؤلات التي لا تنتهي والمفعمة بالخوف والرجاء من أهل المريض، ما يعجز القلم عن وصفه، حتى تمت العملية بفضل من الله ورحمته على خير وكتب له سبحانه وتعالى حياة جديدة على يد هذا الفريق الطبي الكفؤ الذي يستحق منا كل تقدير واحترام وشكر تعجز عن تسطيره الأقلام، واستمرت رحلة العلاج الطويلة بداية بالرعاية الطبية المتميزة في العناية المركزة في الدور الثالث من المستشفى على أعلى مستوى من الاهتمام والإخلاص وحسن الخلق والصدق في العمل ورعاية المريض المستمرة خلال الأربع والعشرين ساعة يوميا رعاية فائقة من جميع الأطباء بشتى التخصصات وكادر التمريض من الممرضين والممرضات والمساعدين والمساعدات والعاملين والعاملات وموظفي وموظفات الاستقبال والطوارئ، هذا العطاء والاهتمام ليس خاصا بمريضنا، ولكن كان شاملا لجميع المرضى بهذا القسم بغض النظر عن جنسياتهم وألوانهم وأديانهم وانتماءاتهم، فهم بحق كادر طبى متميز والولايات المتحدة الأمريكية تستحق أن تكون الأولى في التصنيف العالمي للوجهة الطبية العلاجية، فهى تسبق العالم في هذا المجال بنصف قرن من الزمان إن لم يكن أكثر فجزاهم الله عنا وعن جميع المرضى خير الجزاء، وأثابهم خيرا على ما قدموه.واللافت للنظر، وأحسبه ميزة من ميزات المستشفى العديدة أن أقارب المرضى يستطيعون الولوج إليه للاطمئنان على مريضهم والبقاء عنده في أى وقت من ليل أو نهار، ماعدا أربع ساعات خاصة بالقسم (6 -8) صباحا ومساء يستطيع الأقارب خلالها الانتظار في غرفة الانتظار الخاصة بالدور، وكذلك لمسنا نفس الرعاية والاهتمام في قسمى الرعاية العادية في الدور الرابع وقسم العلاج الطبيعي ( ريهاب) في الدور التاسع في مبنى تور سميث، وهو تابع للمستشفى، لكن في الجهة الأخرى من المبنى. كما لفت نظرنا الترابط والتواصل الأسري بين المرضى وأقاربهم رجالا ونساء وشبابا وأطفالا على اختلاف ألوانهم وانتماءاتهم وعقائدهم وما يتميزون به من لطف المعاملة وحسن المعشر مع بعضهم البعض أو مع الوافدين عليهم أمثالنا، بعكس ما يثارعن تلك المجتمعات من التفكك الأسري وبعض العرب والمسلمين، فلم يكن لهيئاتنا وملابسنا وأشكالنا أي أثر على حسن المعاملة وتقبلنا بينهم بكل احترام وتقدير وإجلال، ومن الإنصاف القول بأن الكثير من العرب المسلمين ممن اقتضت الظروف التعامل معهم على قدر عال من الخلق الحسن والأدب الجم، سواء أصحاب العقارات للتأجير أو المواصلات أو المطاعمن فقد كانوا صورة مشرفة للعرب المسلمين وغير المسلمين المقيمين هناك.ومن المهم ذكره، وجود المصلى – وهو مصلى جميل كبير نظيف/ وليست كمصلياتنا الكئيبة المهملة في المستشفيات والأسواق وبعض المساجد / مصلى مجهز بمكتبة جيدة مرتبة تضم كتب الدين الإسلامي من المصاحف وكتب التفسير والحديث والدعوة والثقافة الإسلامية باللغة العربية والأجنبية - يستطيع المسلمون إقامة الصلوات الخمس وصلاة الجمعة فيه بكل راحة وطمأنينة دون التعرض لأي نوع من المضايقات، وقد خصص جزء منه لصلاة النساء فيه قد ازدان بمشربيات تحمل زخارف إسلامية تفصل صفوف النساء عن الرجال حسب تعاليم نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في السنة النبوية الشريفة، ومن خلال هذه السطور أتوجه بدعوة المهتمين بشؤون الدعوة الإسلامية، سواء الجهات الرسمية وغير الرسمية بالاهتمام بدعوة غير المسلمين هناك إلى الإسلام وإرسال المصاحف و الكتب الإسلامية باللغات التي تنتشر في تلك البلدة، فهي أرض بكر للدعوة الصادقة ولما يتميز به شعبها من حسن الخلق وحسن المعاملة – فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام – إذا أحسنت دعوتهم - لإنقاذهم من النار – كما يطلب ذلك الكثير من المهتدين الجدد في كثير من اللقاءات العامة والخاصة - بدلا من إهدار الوقت والجهد والمال في طباعة المطويات التي لا تسمن ولا تغني من جوع في مجال الهداية والتبليغ، والمحاضرات التي شبع الناس منها في عقر دار الإسلام، إن الناس في هيوستن بحاجة إلى توصيل الدعوة بالقدوة الصالحة والعمل النافع والإقناع بأسلوب حضاري والمعرفة بفقه الدعوة والجهاد في سبيل الله بالكلمة الطيبة وحسن الخلق كما قال تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن" واتباع سبيل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في المرحلة المكية بتصحيح مسار الفكر نحو العقيدة الصحيحة عقيدة التوحيد التي فطر الله عز وجل الناس عليها.كما يحتوي - المستشفى على كنيسة كبيرة نظيفة وأنيقة لها مدخل خاص بها، وهناك مرشدون روحانيون من الديانة المسيحية من الرجال والنساء متأنقون في هيئاتهم يزورون المرضى لشد أزرهم وتخفيف وطأة المرض عليهم معنويا وتقوية إيمانهم بربهم وطلب الشفاء منه، مما يدل على حاجتهم الروحية للدين الصحيح واللجوء إلى الله عز وجل بالطريقة الصحيحة - وتقام في المستشفى فعاليات ثقافية وترفيهية عديدة ومتنوعة أسبوعيا، غالبا ما تضفي على المستشفى جوا من البهجة والسرور، مما يساهم مساهمة فعالة في الأداء الوظيفي للمنتسبين للمستشفى، إلى جانب إقامة فعالية إفطار للصائمين خلال شهر رمضان والاحتفال بعيد الفطر المبارك وتهنئتهم بإقامة مأدبة غداء للمسلمين وغيرهم ممن يود الحضور.وتبدأ الحياة اليومية عندهم منذ الصباح الباكر وتنتهي قبل الغروب وهى الحياة الطبيعية بالفطرة السليمة السوية ويتميزون بدماثة الخلق وحسن التعامل وإلقاء التحية والتبسم دائما فهم يطبقون سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) "ألقِ السلام على من عرفت ومن لم تعرف – وتبسمك في وجه أخيك صدقة – وغيرها من التوجيهات النبوية بحسن الخلق) التي هجرناها بغفلتنا وطبقها الآخرون بوعيهم، وقد تبادر إلى ذهني مقولة الإمام محمد عبده الشهيرة الصحيحة لا مبالغة فيها (وجدت هناك الإسلام ولم أجد المسلمين وعندنا المسلمين ولم نجد الإسلام). أما عندنا فعندما تلقي السلام أو تبتسم فيقابلك بنظرات شذر مدر وباستهجان تكاد عيناه ولسانه ينطقان بماذا تريد أو لم تبتسم أو تحيينى وأنت لا تعرفني، ونسي هذا الغافل أو الجاهل أن التحية سمة دينه والابتسام سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فيا أسفي على ما آل إليه حالنا. *ومسك الختام في الشكر والتقدير والتبجيل:- لسعادة وزير الخارجية الكريم سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية على اللفتة اللطيفة بالسؤال عن منتسبي الوزارة من المرضى القطريين والتمنيات القلبية لهم بالشفاء العاجل.- وسعادة القنصل القطري الفاضل في هيوستن وحرمه الفاضلة على اهتمامهما بالمرضى القطريين والاهتمام بزيارتهم وتكرارها للاطمئنان على صحتهم والعمل على تيسير أمورهم.- والشكر موصول للمكتب الطبي في قنصليتنا في هيوستن والسيدة الفاضلة من مكتب تنسيق علاقات المرضى بمستشفى ثيودست.- والشكر الكبير والجزيل لأهل قطر والخليج رجالا ونساء شبابا وأطفالا على وقفتهم الأخوية ودعائهم الصادق، خصوصا وقد وافق ذلك شهر رمضان الكريم والأشهر الحرم، مما كان لدعائهم أبلغ الأثر في الشفاء والعافية وصدق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام (لا يرد القضاء إلا الدعاء).فلجميع الأحبة جزاكم الله خيرا ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم وشفى الله مرضانا ومرضى المسلمين ومرضى المستشفيات جميعا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
4009
| 05 أكتوبر 2015
سئل سعيد بن جبير عن الخاتم يكتب فيه ذكر الله : فكرهه , ويدل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس ( رضى الله عنه ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صنع خاتما من ورِق فيه " محمد رسول الله " وقال للناس إني اتخذت خاتما من فضة ونقشت فيه محمد رسول الله فلا ينقش أحد على نقشه " , قال الترمذي : معنى قوله ( لا تنقشوا عليه ) نهى أن ينقش أحد على خاتمه " محمد رسول الله " .وروى الإمام أحمد والنسائي عن أنس أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " لا تستضيئوا بنار المشركين , ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيا : " محمد رسول الله " – صلى الله عليه وسلم - , وقد فسره الحسن البصري بقوله : " لا تنقشوا في خواتيمكم عربيا : محمد ( صلى الله عليه وسلم ) , وأما قوله : " لا تستضيئوا بنار المشركين " أي لا تستشيروا المشركين في أموركم .قال الحسن : تصديق ذلك في كتاب الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ) , وقد قيل في قوله : " لا تنقشوا عربيا " أى بخط عربي لئلا يشابه نقش خاتم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) , وفي الاستضاءة بنار المشركين أن المراد التباعد من مجاورتهم ووجوب الهجرة عنهم كما في الحديث الآخر : " لا تراآ ناراهما ", فإن نقش النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على خاتمه لحاجته إلى ختم كتب الملوك به , ونهى غيره عن النقش لعدم حاجته إلى ذلك . وعلى هذا يقال : يباح النقش على الخواتم للملوك وذوي السلطان لحاجتهم إلى ختم كتبهم وإنفاذها إلى البلدان دون غيرهم . ويدل على هذا أن الخلفاء ما زالوا ينقشون على خواتمهم لهذه المصلحة , وقد روى أن بشر بن حرب أبو عمرو الندبي قال : ( قلت لابن عمر : - أنقش على خاتمي آية من كتاب الله - ؟ قال : لا ها الله إذا لا يصلح ذلك ) فنقشت : - بشر بن حرب . وفص الخاتم تارة يكون منه وتارة من غيره .- فص الفضة : فإن كان منه , وكان الخاتم فضة فهو مباح , فإن أنسا روى " أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اتخذ خاتما من فضة فصه منه "- فص الذهب : وإن كان من غيره , فإن كان من ذهب وكان يسيرا ففي إباحته قولان معروفان لمن حرم خاتم الذهب الخالص , أحدهما : التحريم أيضا , وقد نص أحمد على منع مسمار الذهب في خاتم الفضة في رواية الأثرم , وإبراهيم بن الحارث , وهو اختيار القاضي , وأبو الخطاب , ومذهب الشافعي , وأبي يوسف , ومحمد , لعموم قول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الذهب والحرير " هذان حرامان على ذكور أمتي حل لإناثها " ... وعن أسماء بنت يزيد عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " لا يصلح شئ من الذهب ولا بصيصه " رواه أحمد في المسند .وإن كان الفص جوهرة ونحوها من اليواقيت واللآلئ – فذكر أصحابنا أنه مباح للرجال والنساء , وجعلوه محل وفاق مع أصحاب الشافعي وغيرهم , فإن النهي إنما هو خاص بخاتم الذهب , فلا يتعدى إلى غيره , كما أن التحريم لما ثبت في الحرير لم يتعد إلى ما هو أعلى قيمة منه من غير جنسه .وإن نقش عليه صورة حيوان لم يجز , للنصوص الثابتة المستفيضة في تحريم التصوير.
7751
| 27 يوليو 2014
• نواصل وقفتنا مع كتاب أحكام الخواتيم وما يتعلق بها ( لابن رجب الحنبلى ) وهناك من قال بكراهة لبس الخاتم إلا لذي سلطان , وأدلتهم كالتالى :-- احتجوا بالحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابى ريحانة أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لم يكن يلبس الخاتم لباس تجمل وتزين به كالرداء والعمامة والنعل , وإنما اتخذه لحاجة ختم الكتب التي يبعث بها إلى الملوك كما في حديث أنس : " أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشى , فقيل له : إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم , فصاغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خاتما حلقته فضة ونقش فيه ( محمد رسول الله ) " .- وأبوبكر ( رضى الله عنه ) إنما لبسه بعده لأجل ولايته فإنه كان يحتاج إليه , وكذلك عمر إنما لبسه بعد أبي بكر لهذه المصلحة وكذلك عثمان ( رضى الله عنهم ) .• ومن قال بكراهة لبس الخاتم للرجال مطلقا استدل بالآتى :- بحديث أنس ( رضى الله عنه ) أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) نبذه ولم يلبسه .- وعن ابن عمر ( رضى الله عنهما ) : أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) اتخذ خاتما من فضة فكان يختم به ولا يلبسه .- ويؤيد هذا ما في الصحيحين عن الزهري عن أنس أنه رأى في يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) خاتما من وَرِق ( فضة) يوما واحدا , ثم أن الناس اصطنعوا الخواتيم من ورق ولبسوها , فطرح رسول الله خاتمه , فطرح الناس خواتيمهم .• والراجح بين هذه الأقوال : القول الأول القائل بالإباحة – فإن لبس النبى ( صلى الله عليه وسلم ) الخاتم إنما كان في الأصل لأجل مصلحة ختم الكتب التي يرسلها إلى الملوك , ثم استدام لبسه , ولبسه أصحابه معه , ولم ينكره عليهم , بل أقرهم عليه , فدل ذلك على إباحته المجردة .والخاتم يكون تارة من فضة , وتارة من ذهب , وتارة من حديد أو صفر أو رصاص , أو نحوها , وتارة من عقيق .• حكم لبس خاتم الفضة , فهو مباح كما تقدم ذكره .• حكم لبس خاتم الذهب , فالمذهب تحريمه ( على الرجال ) – قال عبد الله ( ابن الإمام أحمد ) : سألت أبي عن حديث النبى ( صلى الله عليه وسلم ) : " أنه نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا " , قال : " الشئ اليسير الصغير " , قلت : فالخاتم , قال :" روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه نهى عن خاتم الذهب ", وهو قول الأئمة الثلاثة : مالك والشافعي وأبي حنيفة وأكثر العلماء .- وقد ثبت في الصحيحين عن البراء بن عازب قال : " نهانا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن خاتم الذهب وعن آنية الفضة " . - وفي صحيح مسلم عن علي ( رضى الله عنه ) قال : " نهاني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن التختم بالذهب " , وعن ابن عباس ( رضى الله عنهما ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه , فقال " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده " ! فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خذ خاتمك فانتفع به , فقال : لا والله وقد طرحه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .- وروى أبو داود من حديث عائشة قالت : قدمت على النبى ( صلى الله عليه وسلم ) حلية من عند النجاشي أهداها له و بها خاتم من ذهب فيه فص حبشي , قالت : فأخذه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعود معرضا عنه - أو ببعض أصابعه – ثم دعا أمامة بنت أبي العاص ابنة ابنته زينب فقال : " تحلي بهذا يا بنية " .وورد في السنن عن أبي موسى أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال في الذهب والفضة : " هذان حرامان على ذكور أمتي حل لإناثهم
2109
| 26 يوليو 2014
• نواصل وقفتنا مع كتاب أحكام الخواتيم وما يتعلق بها ( لابن رجب الحنبلى ) وهناك من قال بكراهة لبس الخاتم إلا لذي سلطان , وأدلتهم كالتالى :-- احتجوا بالحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابى ريحانة أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لم يكن يلبس الخاتم لباس تجمل وتزين به كالرداء والعمامة والنعل , وإنما اتخذه لحاجة ختم الكتب التي يبعث بها إلى الملوك كما في حديث أنس : " أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشى , فقيل له : إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم , فصاغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خاتما حلقته فضة ونقش فيه ( محمد رسول الله ) " .- وأبوبكر ( رضى الله عنه ) إنما لبسه بعده لأجل ولايته فإنه كان يحتاج إليه , وكذلك عمر إنما لبسه بعد أبي بكر لهذه المصلحة وكذلك عثمان ( رضى الله عنهم ) .• ومن قال بكراهة لبس الخاتم للرجال مطلقا استدل بالآتى :- بحديث أنس ( رضى الله عنه ) أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) نبذه ولم يلبسه .- وعن ابن عمر ( رضى الله عنهما ) : أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) اتخذ خاتما من فضة فكان يختم به ولا يلبسه .- ويؤيد هذا ما في الصحيحين عن الزهري عن أنس أنه رأى في يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) خاتما من وَرِق ( فضة) يوما واحدا , ثم أن الناس اصطنعوا الخواتيم من ورق ولبسوها , فطرح رسول الله خاتمه , فطرح الناس خواتيمهم .• والراجح بين هذه الأقوال : القول الأول القائل بالإباحة – فإن لبس النبى ( صلى الله عليه وسلم ) الخاتم إنما كان في الأصل لأجل مصلحة ختم الكتب التي يرسلها إلى الملوك , ثم استدام لبسه , ولبسه أصحابه معه , ولم ينكره عليهم , بل أقرهم عليه , فدل ذلك على إباحته المجردة .والخاتم يكون تارة من فضة , وتارة من ذهب , وتارة من حديد أو صفر أو رصاص , أو نحوها , وتارة من عقيق .• حكم لبس خاتم الفضة , فهو مباح كما تقدم ذكره .• حكم لبس خاتم الذهب , فالمذهب تحريمه ( على الرجال ) – قال عبد الله ( ابن الإمام أحمد ) : سألت أبي عن حديث النبى ( صلى الله عليه وسلم ) : " أنه نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا " , قال : " الشئ اليسير الصغير " , قلت : فالخاتم , قال :" روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه نهى عن خاتم الذهب ", وهو قول الأئمة الثلاثة : مالك والشافعي وأبي حنيفة وأكثر العلماء .- وقد ثبت في الصحيحين عن البراء بن عازب قال : " نهانا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن خاتم الذهب وعن آنية الفضة " . - وفي صحيح مسلم عن علي ( رضى الله عنه ) قال : " نهاني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن التختم بالذهب " , وعن ابن عباس ( رضى الله عنهما ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه , فقال " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده " ! فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خذ خاتمك فانتفع به , فقال : لا والله وقد طرحه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .- وروى أبو داود من حديث عائشة قالت : قدمت على النبى ( صلى الله عليه وسلم ) حلية من عند النجاشي أهداها له و بها خاتم من ذهب فيه فص حبشي , قالت : فأخذه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعود معرضا عنه - أو ببعض أصابعه – ثم دعا أمامة بنت أبي العاص ابنة ابنته زينب فقال : " تحلي بهذا يا بنية " .وورد في السنن عن أبي موسى أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال في الذهب والفضة : " هذان حرامان على ذكور أمتي حل لإناثهم
91128
| 25 يوليو 2014
بعد أن انتهينا من عرض الأحاديث النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم والتي أضافها ابن رجب الحنبلي وهو من علماء القرن الثامن الهجري إلى (الأربعين النووية) للإمام النووي الشافعي والتي عمت شهرتها الآفاق بفضل الله تعالى وسمَّى كتابه (جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم). وعلاقة ابن رجب بالشيخ النووي من ناحيتين: الأولى: - أن تلميذ النووي أجاز ابن رجب. ومعنى الإجازة أنه تلقى عنه. ووافق على عدالته وهوالشيخ علاء الدين النووي الذي كان واسطة بين النووي الكبير وابن رجب....... الثانية: أن ابن رجب تأثر بشيخه النووي فيما يتعلق بشرح جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم حيث أن الفكرة جاءت له من عمل مشيخة الإمام النووي. في جمع اثنين وأربعين حديثا من أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) من جوامع كلمه (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) فأضاف إليها ابن رجب ثمانية أحاديث وجعلها خمسين حديثا. وقد كان الشيخ النووي جليل القدر في العلم. وأنه كذلك لا يخاف في الله لومة لائم. ومعنيٌّ بشؤون المسلمين. فتأثر به ابن رجب وكان على هذه الخصلة الحسنة. حيث أن جميع ماكتبه إنما هو لصالح المسلمين في دينهم ودنياهم. كما أن ابن رجب تحلى بخصلة أخرى ميزته عن غيره من العلماء في زمنه أنه لم يكن متعصبا مذهبيا فلم تمنعه حنبليته أن يكون تلميذا لشيخ شافعي. وليس تلميذا فقط يتلقى العلم بل يحمل بين جوانحه صفة السماحة والتسامح بين أهل العلم من المذاهب فيدعو إلى السماحة في دروسه ومشيخته في زمن ابتلِيَ فيه بالفتن والعصبية والفرق المذهبية. وهذا الخلق القويم الذي يجب أن يتحلى به كل عالم من أهل الفقه والحديث في كل زمان ومكان. بل ويتحلى به كل مسلم... يجعلنا نعرض كتابا آخر من كتبه القيمة في مجال الحديث الشريف لنتبين أن اشتغال ابن رجب بالحديث شرحا ودراية؛ إنما اشتغل به لأنه أصل في استنباط الأحكام الفقهية في الفقه الحنبلي، ولأنه فقيه سلفي يربط السلوك بمنهج حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبمنهج حياة الصحابة (رضوان الله عليهم) خيرة خلق الله بعد الأنبياء والرسل (عليهم صلوات الله وسلامه). ومعروف أن اشتغال ابن رجب سواء كان بالفقه أو الحديث فإن ذلك لم يكن لذاته. بل لوعظ المسلمين في زمن تميز بالتفكك الفكري والعناد المذهبي والتمزق السياسي (كزمننا هذا) فحاول قدر جهده أن يدفع الأمة إلى سلفها الصالح حيث الوحدة الإسلامية في مواجهة التفكك السياسي. وحيث الاعتصام بالكتاب والسنة في مواجهة العناد المذهبي والانحراف العقدي والحوارات الفاشلة مع الديانات الكتابية والمهادنات مع الوثنية. وحيث العفاف والطهارة والقناعة في مواجهة الطمع والشره والسلب والنهب والفساد الأخلاقي. فقد كان ابن رجب في هذه المحاولة من وعظ المسلمين ودعوتهم بالموعظة الحسنة وبالبرهان الساطع يقصد إلى إصلاح حالهم للثبات على المحجة البيضاء التي تركها عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أن مجلسه كان موئلا لكل سائل. فتحببت إليه النفوس. وتقربت إليه العقول. فألفته كل الفرق. فهو بصدق يعتبر الحنبلي السلفي الصادق... وقد اخترنا عرض كتابه (أحكام الخواتيم وما يتعلق بها) حيث يعرض لنا صفة خاتم النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهمية اتخاذه ، والأحكام الشرعية التي تتعلق به. وحرص الصحابة (رضى الله عنهم) الشديد على الاقتداء برسولهم (صلى الله عليه وسلم) والاهتداء بهديه. ليكونوا نبراسا للأمة من بعدهم. تميزا لهذه الأمة عن غيرها من الأمم.
1200
| 24 يوليو 2014
في سنن أبي داوود عن عائشة (رضي لله عنها) قالت: ("كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الجوامع من الدعاء ويدع مابين ذلك") وخرجه البزار وغيره من حديث عائشة (رضي الله عنها) أيضاً ("أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة عليك بجوامع الدعاء: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ماعلمت منه ومالم أعلم. واعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه ومالم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه محمد عبدك ونبيك. وأعوذ بك من شر ماعاذ منه عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وماقرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وماقرب إليها من قول وعمل، وأسألك ماقضيت لي من قضاء أن تجعل عاقبته رشدا") وخرجه الإمام أحمد وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وليس عندهم ذكر جوامع الدعاء... وعند الحاكم "عليك بالكوامل" وذكره. وخرجه أبو بكر الأثرم وعنده ("ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ما منعك أن تأخذي بجوامع الكلم وفواتحه") وذكر هذا الدعاء. وخرجه الترمذي من حديث أبي لبابة قال: ("دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا، فقلنا يا رسول الله دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا، قال: ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله؟ تقولون: اللهم إنا نسألك خير ما سألك منه نبيك - صلى الله عليه وسلم - ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك -صلى الله عليه وسلم - وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله"). وخرجه الطبراني وغيره من حديث أم سلمة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دعاء له طويل "اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وظاهره وباطنه"). وفي المسند (أن سعد بن أبي وقاص سمع ابنا له يدعو ويقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها ونحوا من هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، فقال:لقد سألت الله خيرا كثيرا وتعوذت بالله من شر كثير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء وقرأ هذه الآية – (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) - وإن حسبك أن تقول: اللهم إني أسألك الجنة وماقرب إليها من قول وعمل، واعوذ بك من النار وماقرب إليها من قول وعمل") وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال: ("كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: السلام على الله. السلام على جبريل وميكائيل. السلام على فلان وفلان، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: أن الله هو السلام، فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قالها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم ليتخير من المسألة ما يشاء). وفي المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علم مفاتح الخير وجوامعه أو جوامع الخير وفواتحه وخواتمه وإن كنا لا ندري مانقول في صلاتنا حتى علمنا فقال "قولوا التحيات لله " فذكره إلى آخره.
66310
| 23 يوليو 2014
خرج البزار نحوه من حديث أبي الدرداء وخرج ابن أبي الدنيا بإسناد له، "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ: يا معاذ كم تذكر ربك كل يوم؟ تذكره كل يوم عشرة آلاف؟ قال: كل ذلك أفعل، قال: أفلا أدلك على كلمات هن أهون عليك من عشرة آلاف وعشرة آلاف، أن تقول: لا إله إلا الله عدد ما أحصاه علمه، لا إله إلا الله عدد كلماته، لا إله إلا الله عدد خلقه، لا إله إلا الله زنة عرشه، لا إله إلا الله ملء سماواته، لا إله إلا الله ملء أرضه، لا إله إلا الله مثل ذلك معه، والله أكبر مثل ذلك معه، والحمد لله مثل ذلك معه". وبإسناده "أن ابن مسعود ذكر له امرأة تسبح بخيوط معقدة، فقال: ألا أدلك على ما هو خير لك منه؟ سبحان الله ملء البر والبحر، سبحان الله ملء السماوات والأرض، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، فإذا أنت قد ملأت البر والبحر والسماوات والأرض". وبإسناده عن المعتمر بن سليمان التيمي قال: كان أبي يحدث خمسة أحاديث ثم يقول: أمهلوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله عدد ما خلق وعدد ما هو خالق، وزنة ما خلق وزنة ما هو خالق، وملء ما خلق وملء ما هو خالق، وملء سماواته وملء أرضه ومثل ذلك وأضعاف ذلك، وعدد خلقه وزنة عرشه ومنتهى رحمته ومداد كلماته ومبلغ رضاه وحتى يرضى وإذا رضي، وعدد ما هم ذاكرونه فيما بقى، في كل سنة وشهر وجمعة ويوم وليلة وساعة من الساعات وتنسم وتنفس من الأبد إلى الأبد، أبد الدنيا والآخرة، أبداً من ذلك لا ينقطع أولاه ولا ينفد أخراه.
17571
| 22 يوليو 2014
مساحة إعلانية
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
5298
| 06 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
3789
| 02 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
3267
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
1488
| 07 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
969
| 05 أكتوبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
891
| 03 أكتوبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
759
| 02 أكتوبر 2025
المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...
723
| 07 أكتوبر 2025
الإنسان لم يُخلق ليعيش وحيداً. فمنذ فجر التاريخ،...
714
| 06 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
714
| 05 أكتوبر 2025
في قطر، كما في غيرها من مجتمعات الخليج،...
633
| 02 أكتوبر 2025
كل عام، في الخامس من أكتوبر يحتفى العالم...
627
| 05 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية