رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المؤشر البيروقراطي

تنشأ بينك وبين الساعة علاقة ضبابية ورغم أنك لا تستغني عنها بقدر ما يسهم المؤشر في إضفاء زخم من الرتابة والملل في بعض الأحيان لاسيَّما إذا ارتبط ببيروقراطية الأداء، هذا المؤشر تنشأ بينك وبينه علاقة حتمية من خلال العامل المشترك وهو الوقت سر الوجود بل وسر الأسرار الذي لا يعلم خوافيه إلا من خلقه وقدره، وتتباين مستوى العلاقة مع هذا المؤشر فتارة تكون حميمية لاسيَّما إذا كنت تنتظر حدثاً سعيداً لتدق ضربات قلبك مع دقاته باختلاف سرعة الضربات تبعاً للحالة المصاحبة للموقف، وتارة تنشأ علاقة عدائية يغلفها التوتر والقلق وتتمنى أن لا تنظر إلى جسمه النحيل الذي يوحي لك بفقر الدم وسوء التغذية، نحيف وبالكاد يرى وفي الوقت نفسه (غثيث) خصوصاً إذا كان لديك معاملة ووقفت أوراق معاملتك أمام موظف مترهل ولابس ساعة بحجم رأس طفل، لينهي معاملتك غير أن المؤشر البيروقراطي في ساعة الموظف ورغم رحابة المكان واتساع المساحة المتاحة والميناء الذي يسكن فيه وتتطارد فيه الخيول إلا أنه لا يحرك ساكناً مع إحساس هذا الموظف التعيس ولو كتب على جبينه عبارة الموظف خارج التغطية الأدبية والأخلاقية لكان أجدر، واللافت أنك تنظر إلى مؤشر ساعتك في إشارة سريعة إلى الموظف للإيحاء بأن ينجز معاملتك وعتب على استحياء من قلق التأخير الذي تعيشه في نفس الساعة والدقيقة بل والثانية، في حين أن هذا الموظف مابرح يتقوت من سلة التبريرات الجاهزة، وآمل أن لا ترتبط الصناعة الحضارية بهذا المنتج أو حتى مجرد التفكير فيه، لكي لا نجد في الأسواق تبريرات معلبة وحتماً ستكون مثلجة شأنها بذلك شأن الآيس كريم لأنها لا تصلح إلا باردة لاستهلاك موظف خامل بارد، إضافة إلى مزج هذا المنتج بكم هائل من التملق والتزلف والنفاق، ولا يقف التعامل مع المؤشر البيروقراطي عند هذا الحد، فمن خلال زحف المعاملة فإنها تمر بمراحل وتخضع لعدة عوامل لا تمت للاعتبارات الموضوعية بصلة، فكل ينتشي بطرح فلسفته الإدارية الفذة، ويأبى أن يفرج عن المعاملة دون وضع بصماته الفريدة من خلال إلحاق جزئيات فرعية لا يشكل غيابها أثراً في أركان المعاملة الأساسية، فقط ليضع تأشيرته العطرة إمعاناً في بروزها أمام مديره لكي يراها، وفيما يخص المدير وما أدراك ما المدير فإن المؤشر (رابض) بكل ما تعنيه الكلمة، فحينما تتجاوز المعاملة الصعاب وتصل إليه بشق الأنفس، ففي هذه الحالة (وسع صدرك) أي أن المعاملة (تبي تنوخ) وتستريح بعد هذا العناء على الأقل لتنام في درج مكتب إيطالي فخم يليق بوزنها الزائد، ومسألة أنك تقابل المدير أو تتصل عليه أو تصل إليه (فانس الموضوع) لأن دونك وهذه الغاية عقبات كأداء، فإما أن يكون مسافراً أو في اجتماع، وأعتقد والله أعلم بأن وظيفة المدير تنحصر في الاجتماع، أي أنه في كل صباح يأتي إلى الإدارة ويجتمع ثم يعود أدراجه، والأمر الغريب أنه في الاجتماع يثني على أداء إدارته، ويؤكِّد على انسيابية وسير العمل بشكل مرن، ويحرص على كلمة الأهداف، فيكرر مراراً وتكراراً الحرص على تحقيق الأهداف وسرعة الإنجاز والمعاملة (خاست) في مكتبه ولا عزاء لعائلة (أبالحصاني وجدَهم الذي خاس ومات)، حياتنا مرتبطة ارتباطاً وثيق الصلة مع المؤشرات، ففي السيارة مثلاً كم ليس باليسير من المؤشرات، فبينما تكون الرغبة في ارتفاع مؤشر تكون الرغبة في الوقت نفسه في انخفاض آخر فمؤشر البنزين تتمنى أن يتجمد ويقف عند امتلاء خزان الوقود ولا ينزل بينما في حالة مؤشر الحرارة تتمنى العكس، غير أن مؤشر السرعة يظل الأهم والأخطر، فإذا كان مؤشر الساعة يسلب الوقت رغماً عنك فإن مؤشر السرعة قد يسلب حياتك بملء إرادتك، أي أنك الذي تفرط في النعمة التي وهبها الله لك وهي عقلك الذي يستطيع التمييز وحسن التقدير خصوصاً في التعامل مع هذا الحديد الذي لا يرحم، فإن أنت خففت من وطأة قدمك على دواسة البنزين، فإنك ستحافظ على حياتك وحياة الآخرين بتحقيقك أكبر قدر من التوازن والهدوء والتعقل في القيادة، فضلاً عن أنك ستسهم كذلك في توفير (دراهمك) ببقاء المؤشر الآخر وهو مؤشر البنزين على مستوى يحقق لك الأمان النفسي والاجتماعي والاقتصادي، لتثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن مستوى الوعي خليق بتحقيق المنافع التي تأملها ويأملها مجتمعك منك بتعاونك في هذه الناحية، أسأل الله السلامة للجميع، وأن تهدأ المؤشرات جميعها، وفقاً لهدوئنا في التعامل معها، وكل ما ورد في السياق والحديث عن أنوع المؤشرات (كوم) ومؤشر الأسهم (كوم) وللتعامل مع مؤشر الأسهم فإني أنصحك بأن (تضبط) لك شاياً بالزنجبيل خصوصاً في هذه الأجواء الباردة، وأن تلتحف&n bsp، بأتخن بطانية لديك، لعلك تجد في الأحلام ما ينسيك المؤشرات وهمومها. وعلى ذكر الأسهم أذكر طرفة بهذا الصدد إذ وجه أحدهم سؤلا إلى آخر قائلاً ما هو الرابط بين الأسهم والمرأة فأجاب بسرعة كلهم يتغيرون من دون سبب.

552

| 23 ديسمبر 2011

التعاطي الإيجابي مع الأمور مدخل للسرور

لاشك أن التعاطي مع الأمور بإيجابية يستميل محفزات دعم الروح المعنوية للتأثير بل والتحكم وفق معيار التصالح مع الذات ومن خلال التعامل مع المشاعر بأريحية تستلهم الجانب السهل الميسر ومحاكاة الإحساس بتحليل مفعم باللباقة واللياقة في سياق جلب السعادة والسرور على النفس، ومن العوامل المرتبطة بالسعادة والسرور تبرز مشاعر الفرح والحزن التي تزور الإنسان في كل وقت فلابد أن يتصف الإنسان بأحدهما، وإذا كان الإنسان يسعى جاهداً لتحقيق أسباب الفرح فإنه يستطيع أيضاً أن يقلل من مشاعر الحزن متى ما صاغ التصور المحاط بنسبة كبيرة من التفاؤل والثقة نماذج جديرة بالاهتمام لأن انخفاض نسبة الفرح سيعزز من فائض الحزن حينما يحل ضيفاً ثقيلاً مزعجاً ويحمل في جلبابه الكئيب الأوجاع كلما جثم على القلوب وكلما طرق الأبواب وأرهق المشاعر ليأسر الفؤاد عنوة ويضيق الخناق على اتساع الأفق والرؤية الإيجابية ليسطر على مساحات أكبر في الذهن والتفكير وبالتالي تعطيل القدرة المؤدية إلى تحجيم أثره وضرره، لم أبدأ بالحزن تقديرا لمكانته التي تقبع في المؤخرة ولكن لأفرد للأمل مساحة في جلب نقيضه الفريد الفذ الفرح، ولأن العبرة في النهاية فآثرت أن يكون هو البداية لا أهلا ولا سهلا، حتما الكل يكرهه ولا يطيقه ويكره إطلالته التي لا تمت إلى البهاء بصلة، ولكني أعي أن هذا دوره سبحان من قدره ليكون سببا في تحقيق التوازن، فلم يكن وجوده إلا لحكمة أرادها الخالق سبحانه، غير أن ما يوجع القلب ويزيده حسرة هي أسباب زيارته، وليست الزيارة بحد ذاتها لأن الزيارة حتمية من فقدان ومرض وابتلاء وأعني بذلك من يستدعيه لزيارته وزيارة الآخرين بغباء يندرج في إطار سوء التقدير حينما تستولي القسوة على مساحة في القلب لا تستحقها وفق استغلال ارتباك الذهن واختلال التوازن ومصادرة الحقوق الطبيعية للمشاعر السوية، القسوة جارية من جواري الحزن يسوقها كيفما يشاء ويستغلها أسوأ استغلال ويزج فيها بسوق الأغبياء بضاعة مزجاة، أسأل المولى أن يرزقنا الصبر والثبات عند زيارته وألا تكون زياراته بسبب غفلة وتعنت البعض، ولو كنت أملك من الأمر شيئا لقطعت عليه الطريق ووضعت لافتة كبيرة على كل باب ممنوع الزيارة قطعياً،وعلى النقيض من هذا الزائر البغيض يبرز الفرح بثوبه القشيب ليداعب الأحلام والآمال بطموحاته وإبداعه بروعته وبهائه بدعمه لكل جميل وهو يورث السعادة للجميع ويحبه الجميع، لم يكن الترتيب في الخطاب انتقاصا من قدره حاشا وكلا ولكن ليكون آخر ما يخطه القلم وينهي به القارئ هذه المقالة، أيها الفرح أيها الزائر الجميل نحن على استعداد لمنحك نسخاً من مفاتيح قلوبنا وبيوتنا فنحن الضيوف وأنت رب المنزل كيف لا؟ وأنت توجه عناصر إدارتك اللائقة اللبقة بكل اقتدار وثقة من بهجة وسعادة من سرور وغبطة من راحة وهدوء وسكينة وغير ذلك من جنودك المجهولين الذين يزرعون البسمة في الشفاه أينما حلوا، الإشارة منك عطاء ودورك النبيل في معانقة محبيك وفاء ووسام على صدور الشرفاء، كم كنت للقلوب الجريحة بلسما وشفاء،كم كنت في الماضي والحاضر واحة غناء، لله درك ما أطيبك، يمنحنا الإله إياك فله الحمد والمنة تقف مع الفقراء قريبا منهم يحول بينك وبين ولوج بيوتهم لفتة الشرفاء ومشاعر الكرماء ولا أخال تفعيل أحاسيسهم النبيلة إلا بنقش ريشتك الجميلة على صدورهم فهذه اللوحة التشكيلية الفريدة لا يقوى على رسمها الفنانون النجباء، حينما تحاكي الشهامة والمروءة وتستثير الهمة بما أعد الله لمن جعلك من أسباب السعادة من نعيم الجنة يدعو المريض ويناجي خالقه فتذعن طائعا وتشمر عن ساعديك، لتقهر الألم وتزيل السقم، إن قلت إني أحبك فإنها لا تكفي إن قلت أجلك واحترمك وأقدرك، فأنت أهل لذلك كله، الكل بحاجة إليك فإن قمت بالزيارة فأطل، فمثلك لا يكون على القلب إلا كما الريشة أو أخف، بل إن موعد الزيارة مفتوح، ورسائل الترحيب مكتوبة بحبر لا يجف بحروف من ذهب، لدورك الفاعل في سعادة البشر وليسر بك كل من عانقته وعانقك، ورغم أن الفرح وغريمه التقليدي الحزن ضدان وكل بلا ريب لا يطيق الآخر، إلا أن هناك عوامل مشتركة تجمع الفرقاء فخفقان القلب، واضطراب الجوارح وارتفاع ضغط الدم وانخفاضه طبقا لاختلال مستوى الأحاسيس، والدموع التي تسيل من أجل هذا وذاك،في حين أن المبالغة في الفرح والإفراط فيه سينعكس بشكل سلبي، لأن الشيء إذا تجاوز حده انقلب إلى ضده، فمقدار الطاقة التي تضخ في حالة الفرح يضخ بمعنى أن اختلال التوازن في التعاطي مع عنصر معين في هذه الناحية سينسحب على الطرف المقابل، فيما يكون الأداء مرهونا، بنسبة ليست باليسيرة، بأفعال وتصرفات البشر، فما أعظم خالق البشر والفرح والحزن سبحانه وما أعدله. قال الشاعر: تنكر لي دهري ولم يدر أنني أعز وأحداث الزمان تهون فظل يريني الخطب كيف اعتداؤه وبت أريه الصبر كيف يكون

1439

| 14 ديسمبر 2011

الاستقرار تاج على رؤوس الأمم

تبذل الأمم الغالي والنفيس في سبيل ترسيخ الاستقرار وتعمل بجد وجهد وتضحي وتبني وتعمر الأرض حينما ترسخ الأفكار الجميلة الخلاقة في العقول لتمرير رسالة السعادة والسلام رسالة الخير والوئام لتحاكي الإدراك بأن العمل الجيد يحفه الهدوء وتغمره السكينة وتظلله الطمأنينة حين يصبح الرخاء عنوانا بارزا تستشعره وتجني ثماره، الاستقرار تاج على رؤوس الشرفاء ووسام على صدور المخلصين الأوفياء فحينما يصبح الإنسان ويمسي معافى في بدنه آمنا مطمئنا يسعى في طلب الرزق تحفه العناية وتسهر على أمنه الرعاية، فإن هذه بلاريب نعمة تستحق شكر المولى عز وجل الذي سخر له الأسباب وهو يرفل في ظل الأمن والأمان، إن اتساع الرؤية وبعد النظر عاملان رئيسان في سياق استيعاب المصلحة وتأمين متطلباتها من وعي وتماسك وثبات في إطار المحافظة على المكتسبات حينما يجسد المنطق السليم والإدراك المستنير ما يعنيه الأمن بشتى صوره الإيجابية، المنظومة الاجتماعية جزء لا يتجزأ من الحياة العامة في حين أن المسؤولية الأدبية تكرِّس التناغم مع الرؤية الشاملة في صياغة اطر الحياة الكريمة ولاريب أن التقارب بين طموحات وتطلعات المجتمعات مع البرامج الإصلاحية المنظمة من شأنه توفير درجة عالية من الانسجام بهذا الصدد فالمجتمع الفطن يدرك إيجابيات الالتفاف حول وحدة الوطن وما تعنيه من ولاء يعزز العائد الإيجابي للجميع، حسن الظن محور جميل تتكئ عليه الآمال لترجمتها واقعا على الأرض فرؤية الفرد تختلف عن الرؤية الجماعية الشاملة والتي تحيط بالأبعاد من جميع الزوايا ورؤية الصورة كاملة، إن بناء الثقة وتجسير الهوة عبر الإسهام في إيضاح خلفية القرارات التي تصب في سياق الصالح العام من قبل المفكرين ورواد الثقافة من شأنه دعم الثقة وتفعيل التلاحم والالتصاق بالوطن، ولاشك أن تمرير هذا التصور من شأنه الارتقاء بالوعي السياسي ذلك أن الحرص وحماية المكتسبات يعتبر أحد المرتكزات الرئيسية المجسدة لحسن الظن، الوحدة الوطنية هدف الكبير والصغير ليس في تجسيد الاستقرار وترجمته على أرض الواقع أمناً وارفا فحسب بل إنه مؤشر للرقي المعرفي والانضمام لقافلة الإصلاح ووقود هذه القافلة بلا ريب الحس الوطني الصادق الداعم لهذا التوجه، فإذا نثرت الشكوك أشرعتها وباتت تسيطر على الأذهان طبقاً لسوء الظن، فإنها حتماً ستعوق حركة القافلة، إن لم تتسبب في إيقافها، وأياً كانت البرامج الإصلاحية فإنها حتماً لن تؤتي أكلها بمعزل عن تضافر الجهود في هذا المضمار في حين أن النوايا الحسنة تعد المحرك الفاعل لدعم هذا التوجه يداً بيد ليكون البناء هدفاً نبيلاً تعززه الرؤى المتزنة لأن الشك يولد الحيرة والحيرة تسهم في بطء التنفيذ وهكذا يتسرب الإحباط ليتخم النفوس بتبلد الإحساس من جهة وهيمنة النظرة السوداوية القاتمة من جهة أخرى، وعلى الصعيد نفسه فإن هذا لا يلغي دور النقد الهادف البناء، بل إن الحال لن يستقيم ما لم يمس التصور تحت المجهر ومحاربة الفساد بكل أشكاله، وتفعيل جهود الإصلاح الرامية إلى اجتثاث الفساد وحماية الحقوق، فالتكامل في نهاية المطاف يصب في مسار الوحدة الوطنية، وحينما يبلغ الحماس مبلغاً يفوق المؤشر المنطقي والواقعي إزاء أمر ما فإنه يتحول تلقائياً إلى اندفاع ليستقبل التهور هذه المؤثرات ويجهض الأهداف النبيلة التي كان بالإمكان أن تُؤتي أُكُلها لو أنها اتَّخذت مساراً متعقِّلاً من رأيٍ ونُصْحٍ ومشورةٍ وتحاورٍ بنَّاءٍ ومجادلةٍ تُكرِّس النبل في أبهى صوره، فالإصلاح أمرٌ بالمعروف، بيد أن الوسيلة في بلوغه من الأهمية بمكان، وإن يكن من أمر فإن الأصالة تأبى الخضوع والانحناء لتظل شامخة قي كل زمان ومكان يظللها الاحترام ويؤطرها السلوك الخلاق في تناغم بديع مؤثِّر بين حسن اختيار الوسيلة وسلامة التطبيق، قال الشاعر: إذا غاب أصل المرء فاستقر فعله. فإن دليل الفرع ينبئ عن الأصل فقد يشهد الفعل الجميل لربه كذاك مضاء الحد من شاهد النصل

472

| 02 ديسمبر 2011

لغة الحوار ومهارات التفاوض

يعتبر التفاوض  جسراً يسهل من خلاله عبور الكلمات وما تحدثه من تأثير وصدى لدى المتلقي، عطفاً على انسيابية الأسلوب، ، من حيث تمرير القناعات بصيغة تؤدي إلى بلوغ الهدف الذي يتم التفاوض من أجله، ولكي يؤتي التفاوض ثماره فإن هذا يتطلب بطبيعة الحال مهارات لابد أن يتمتع بها المفاوض، فضلاً عن الإلمام  بالجوانب الشرعية والقانونية كمسوغات تضفي إلى التفاوض دعماً يسند المفاوض في مطالباته وفقاً لصحة الهدف وسلامة المنطق المؤدي بنهاية الأمر إلى التجاوب وهذا يعود إلى براعة المفاوض في تحقيق الهدف، وفي تاريخنا المضيء هناك أناس برعوا في هذا المجال، وإذا كان التفاوض يتكئ على منهجية المنطق فإن الجرأة بهذا الصدد لا تقل أهمية في تنمية مهارات وقدرة المفاوض، ما يستدعي مراعاة هذه الجوانب ومنحها مزيداً من الاهتمام لاسيما في مراحل التعليم الأولى وقد تطلب من طالب التعبير عن موضوع معين فتجده مستعداً بأن يكتب لك بدل الصفحة الواحدة اثنتين أو ثلاثاً أو تزيد، فيما تكون الكلمات حائرة في ذهنه ولا تتمكن من الخروج في حالة التخاطب لتبقى حبيسة الذهن ولاتسهم في شرح قدراته أو تسويقها إن صح التعبير، ويتضح هذا الأمر جلياً من خلال وسائل الاتصال المذهلة والمتطورة لتذيب هذه المرونة كتل الجليد المتراكمة على الشفاه ويمارس المتصل نوعاً من التنفيس وما تختزنه مشاعره، مطلقاً رأيه بل وساقيه إلى الريح بأريحية وحرية تامة خصوصا إذا كان متوارياً خلف اسم مستعار فيما يتحطم الحاجز النفسي على أوتار التقنية الحديثة ليعزف ألحاناً إلى النشاز أقرب منها إلى الإطراب نتيجة لغياب تقنين الطاقة وترشيدها بالشكل اللائق ذلك أن المسألة  تفتقر إلى التأسيس والتهيئة السليمة وبالتالي فإن الضعف سيلازم الطرح سواء من ناحية اللغة أو افتقار الطرح إلى الترابط فضلاً عن عدم استيعاب مفهوم الحرية وبالتالي استخدامها بشكل غير ملائم، من جانب آخر فإن مسألة التهيئة والتأسيس لجيل متحدث بارع يتطلب تعويد الطلبة على أسلوب الحوار واختراق الحاجز النفسي، بل ودعم هذا التوجه من قبل التربويين فضلاً عن تحفيز المتفوقين في هذا المجال والسؤال هنا لماذا لاتدرج مهارات التفاوض في الأنشطة الطلابية لتساهم في إعداد جيل قادر على إلقاء الخطب بأساليب معبرة ومؤثرة  ما يمنحهم القدرة كذلك على التفاوض من خلال حوارات منطقية يسوقها العقل  بأسلوب يفرض الاحترام كصيغة منطقية تجسد مبدأ القبول فيما يكون الرفض أو القبول خاضعين للاستنتاجات التي سيتمخض عنها الحوار ومهارة المفاوض في هذا الإطار وتحري الحق والسعي إلى بلوغه، وحينما يرغب الإنسان في شراء سلعة فإنه يتفاوض مع البائع لتخفيض قيمة السلعة أو بالأحرى يفاصل فيصلان إلى نقطة التقاء وهو السعر النهائي وتتم العملية بانسيابية وإذا حدث اختلاف بين البائع والمشتري على السعر تبرز هنا قدرات المفاوض في الحصول على سعر مناسب وقس على ذلك المجالات الأخرى،  في ضوء الاختلاف كان الحوار الذي أدى في نهاية المطاف إلى الاتفاق بين الأطراف بمهارة التفاوض فالقناعات لا تفرض بل تلامس مستوى الرضا وتحقيق الحد الأعلى من الانسجام والتفاعل المنهجي مع المعطيات، ومهما بلغت حرفية تسويق القناعات وفرضها مبلغاً فإنها لن تلبث تفقد محتواها طالما أن القناعة لم ترسخ فالإملاءات المشوبة بالمخالفات تطفو بطبيعة الحال على السطح ويظهر جلياً مدى استحقاق الاعتدال والرؤية المتزنة، إن احترام لغة الحوار عطفاً على مبدأ تقبل الرأي والرأي الآخر سيؤسس لبناء علاقات نموذجية للتعايش السلمي وفقاً لتأطير الاحترام المتبادل المؤصل لقيمة الإنسان واحترام إرادته.

1912

| 19 نوفمبر 2011

الشماتة داء عضال

لاشك أن في القلب طاقة تضخ المحتوى مما تختزنه المشاعر ويطيب للمؤمن دائماً أن يحمدالله الذي لا يحمد على مكروه سواه، لذا تجد لسانه دائماً مرتبطاً بذلك في المأكل والمشرب وفي حالات السرور والحزن، ومن المعلوم بأن دوام الحال من المحال إذ يتعرض الإنسان لظروف معينة ومواقف محددة قد لا تكون بحال من الأحوال موافقة لرغبته، فقد يرغب في شيء معين ولا يتحقق لأي سبب من الأسباب أو أن يكون عكس ما كان معتقداً ومؤملاً في حصوله، هذه الفرضية تحتم التسليم بأن الاستقرار والاستمرار على حال معينة لا يمكن ثباتها طبقاً لظروف الحياة وملابساتها، فقد يكون فقيراً ويغنيه الله من فضله وقد يكون غنياً ويبتليه المولى بزوال شيء من ماله أو ماله كله، وقد يصبح معافى ويمسي مريضاً أو العكس، ومع ذلك فإن المؤمن الصادق يلهج لسانه بالشكر والثناء لخالقه، في حين أن زوال ماله أو جزء منه قد يكون خيراً له ودرءاً لشرور أقسى فيما لو استمر ماله معه، وقد يكون في مرضة خير من هلاكه فيما لو استمر بصحته، من هنا ينبع اليقين المطلق بهذه الثوابت الراسخة، ويتجسد هذا اليقين من خلال التفاعل الصحيح والتعاطي السليم، مع معطيات الحياة بشئونها وشجونها بل والتحكم بالتفاعلات النفسية لاسيما التعامل مع رد الفعل بهذا الخصوص . من هذا المنطلق تسهل الصعاب وتصغر العظائم وتهون المصائب، ذلك أنه موقن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه في استشعار بديع بحلاوة الإيمان والثقة بالمولى عز وجل ليصيب الخير في السراء والضراء في الرخاء والشدة، فإن صبر وشكر فله الأجر، ودائماً تتردد في الأسماع كلمة بليغة عميقة متوارثة وستظل بإذن الله كذلك وهي كلمة (خيره) فيما لو لم يتحقق ما أراد في اتكاء صلب على قوة الإيمان، وما أجملها وما أجملنا كذلك ونحن نرددها بين صغارنا كما كان آباؤنا يرددونها في قناعة مطلقة بما تحقق. وما لم يتحقق، فلربما لو تحقق تتمنى بأنه لم يتحقق، وعلى ضوء ما ذكر يتضح جلياً بأن الضمان في البقاء على حالة معينة ضرب من الخيال، والضامن هو المولى سبحانه وتعالى لأن المسببات التي تستدعي الاستمرار والبقاء على نفس الحالة قد تزول ومن ضمنها الإنسان الذي هو الآخر قد يزول في أية لحظة، ومن الأمور التي حذرنا منها ديننا الحنيف الشماتة وهي داء عضال يتوجب استئصاله والحذر من مغبته، لأنها قد تكون سبباً في انتكاسة المتشمت فلا يلبث أن يسقط سقطة موجعة قد تكون أقسى من حالة من تشمت به، والشماتة لا تمت لأخلاق المؤمن بصلة، بل هي ترجمة لسلوك وضيع وجهل مطبق وغطرسة توحي باختلال التوازن الفكري والنفسي، وتنم عن نشوء حالة انفصام وازدواجية تشوبها حالة من الارتباك المتواصل لمؤشر التفريق بين الخطأ والصواب، بمعزل من صفاء القلب ونقاء السريرة فبدلاً من أن يدعو له بجبر مصيبته، وينال أجراً بذلك يكون معول هدم يقوض ما بقي من أخلاقه إن كان ثمة شيء منها، وممارسة هذا السلوك الوضيع سواء من خلال الكلمة أو من خلال الشعور الذي يخالج النفس مرهون كذلك بالتوقيت، فحالما يتلقى الإنسان خبراً ما فإن الخواطر تداعب الذهن بسرعة متناهية، لتتشكل ملامح المشاعر المصاحبة لهذا الخبر وفق ما يقره العقل ورهناً باطمئنان القلب أو شقائه وتعاسته، وهذا بطبيعة الحال ينسحب على رد الفعل التلقائي لأول وهله، وهذه اللحظة بالذات مجال خصب لاستثمار مثمر حينما يكون الدعاء لمن ألمت به لائمة حاضراً وبسرعة فائقة تئد الغفلة في مهدها، لكيلا تمسي فترة التأمل الوجيزة مرتعاً للهواجس السيئة، وتحيل بدورها الرغبة الجامحة وغير المنسجمة مع مباديء المسلم وأخلاقه إلى نوع من التشفي، وغالباً ما ترتبط الشماتة بالسخرية الفجة، والتهكم السافر وتنم عن نشوء خلل نفسي وفراغ يوحي بعزوف الفكر وإعراضه عن الابتكار والابداع والعطاء، فلم يجد سوى ممارسة هذا السلوك المشين ليملأ فؤاده الفارغ من الإيمان في انسلاخ فاضح مع أبسط الحقوق والواجبات المترتبة عليه في هذا الشأن، فضلاً عن أن الإنسان لا يضمن الظروف كما أسلفت فقد يقع في مثل ما وقع فيه المبتلي وفي هذه الحالة فإنه يتمنى أن يدعو له، لا أن يدعو عليه فكلما كانت نيته سليمه وقلبه ينضح صفاءً ونبلاً، فإنه سينال من الآخرين، مثل ما منحهم إبان محنتهم أمعاناً في تأصيل التكافل، وطرق أبواب الفضيلة المشرعة لكل من أعان على الخير في القول والعمل، واللافت أنك تجد البعض وبعد أن يشمتوا ويشبعوا شماتة يختمون حديثهم بقول اللهم لا شماتة ، فحري بنا أن نصفي قلوبنا في فلترة دائمة تنقي القلب من الشوائب وتلفظها خارجاً، ولا أحد يبلغ درجة الكمال والكمال لله وحده، والسعيد من اتعظ بغيره، فليست الشماتة من الدين في شيء، ولن تورث إلا الحسرة والذل والخسران المبين، عدا عن جنوحها عن الطريق المستقيم والسلوك القويم، في حين أنها تورث البغضاء والحقد والكراهية ونحن في غنى عن هذه الصفات، وأسأل المولى بأن تندحر وتندثر، وأن يسبغ علينا نعمة التراحم، والتآلف والتواد أخوة متحابين، تربط بين قلوبنا علاقات قوية متينة ينبري لها الإحسان، وتدثرها الرأفة والحنان، مشكلة عقوداً مضيئة تتلألاً وتعانق عنان السماء، في شموخ لم يكن إلا استجابة لأوامر الرحمن، وانقياد لا يشوبه الرياء والسمعة، ومشاعر صادقة تفيض بالحب والنبل والسماحة.

1520

| 14 نوفمبر 2011

جمال الروح يزيل الشعور بالوحدة

الشعور بالوحدة هاجس يعيش مع الإنسان بنسب متفاوته يزداد تأثيره في مرحلة ويخف في مرحلة أخرى وقد يعيش الإنسان غريباً وهو بين أهله ، وربما يتلاشى هذا الشعور وهو بعيد عنهم في ضوء قياس المنسوب من الألفة والمشاركة الوجدانية أو بالأحرى تحقيق الحد الأدنى من هذا المنسوب الخلاق حينما يفيض بصدق العلاقة التفاعلية بين البشر وتجسيد بارع فريد للعوامل المشتركة من ود ورحمة وعطف وحنان وما إلى ذلك من مشاعر إنسانية ببيلة لاتلبث أن تتدفق لتسوق المآثر الخيرة وتصب في نهر عذب اسمه سمو العلاقة حينما يعانق جمال الروح الجانب المضيء في النفس المطمئنه ، هذه الطاقة الفريدة تضخ المزيد والمزيد دون كلل أو ملل بالرغم من سطوة الجانب السئء فيها واستغلال تناقض المشاعراللحظي في الاستحواذ على هذه الطاقه وتعطيلها ، ويتفاوت مستوى الشعور بالوحدة وفقاً للبيئة والظروف المهيئة لتنامي هذا الشعور أو تضاءله طبقاً للعوامل التي تفرض هذه النسبة أو تلك، لاسيما المؤثرات المتنوعة والقادرة على التوغل ومحاكاة الإحساس والعاجزة عن سبر اغوار الروح بمعنى أنه بالرغم من تقلص حيز الشعور بالوحدة شكلاً عبر خضوعه للإرتجال من خلال تطويع مخرجات التقنية واستغلال الطفرة المذهلة في وسائل الاتصال بمعزل عن تفعيل مستوى التوازن بهذا الصدد فإن الشعور بالوحدة سيظل مهيمنا ، وحينما يتأمل الإنسان قدرة المولى عز وجل في تسيير هذا الكون يدرك أهمية التوازن سواء في الفلك والإجرام السماوية والعلوم الطبيعية الأخري والدقة المتناهية بهذا الصدد، أو من خلال أدق التفاصيل المرتبطة بالحياة فيولد الصغير خائفاً مكسواً بهذا الشعور يبكي ولايسكت إلا حينما تحمله بين ذراعيك، هنا يشعر بالمشاركة الوجدانية وفق مؤشر الحس فلو أحضرت له على سبيل المثال آلة تحمله أو تهزه فإنه لن يسكت، وهذا دليل للاستشعار في هذه الناحية والقدرة علي التمييز، في حين ان الإدراك المتزن وفي ضوء المنطلقات التي تحدد الأطر التي تحد من جنوح التفكير وما يخلفه من إرهاق ذهني لاشك في انه سينسحب علي الحالة المعنوية لذا فإن التكيف مع هذا الإطار بمستوى كبير من الثقة والحكمة من الأهمية بمكان لأن القفز علي الإدراك نتيجتة السقوط . هذا القياس المعنوي للشعور بالوحدة نموذج من عدة نماذج تسهم في تنامي هذا الشعور ،ويعد أكثر مناصري هذا الشعور لغة المصالح حينما تفرض أساليبها المختلفة والمختلة في ذات الوقت في حين أن آاثرها لايقف عند مستوى الاحساس بالأمن الفكري والنفسي في ذات الوقت بقدر مايتجاوز هذا الشعور الجميل، لينعكس تلقائياً على المستوى الاقتصادي فالحدة تولد المقاطعة، والجفاء يولد الصراعات النفسية المتشابكة لتلقي بظلالها الكئيبة علي سماحة النفس التي تعاني الأمرين جراء هجر البعض لها، وسطوة الحديد بتقنياته المختلفة علي النمط السلوكي، حتى بات شفرة تدار (بمفاتيح) فطغي التصنع علي التلقائية، وخرج من رحم الشكليات التي لاتعدو عن كونها تحصيل حاصل نتيجة لغياب الاحتكاك الذي يتم عبر الوسائط المختلفة من قنوات الاتصال ، فالعالم يتقارب من الخارج ويتباعد من الداخل، فبدلاً من تسخير سهولة الاتصال تلك وتطويع هذه المنفعة للتقارب، أصبحت وفي كثير من الأحيان وبكل أسف معول هدم يسهم في ردم المساحات الطيبة الجميلة ورهنها (لعدم التفرغ) أو بالأحرى لفراغ القلب من السلامة والتوازن على وجه التحديد ، هذا الخلل في التوازن الكيميائي المضطرب والمربك منشأة الفراغ العاطفي الذي لم تعد التقنية ومصادرها المتعددة، قادرة على تعبئته، فنهم الرغبة لايشبعه إلا القدرة على العطاء المعنوي، الذي لاتقدر على تحقيقه أعتى مخرجات التقنية، لأنها تظل جماداً، مهما تعددت وظائفها وتطورت ولاشك أن مكتشف الأجهزة هوالإنسان الذي يستطيع أيضا تحقيق التناغم والانسجام بين ماتضخه الطاقة الإيجابية الكامنة في النفس وتحويل أثرها من خلال التعبير أو بمعنى أصح ترجمتها في حروف تضيء القلوب وتجلب الاطمئنان للمرسل والمتلقي على حد سواء ، فإذا كنت ترغب في الخروج من الوحدة ، فبادر إلى كسر هذه العزلة بصدق الإحساس وصفاء الفكر والنية السليمة والمشاركة الوجدانية الفاعلة والمتوجه بجمال الروح وزرع البسمة بأية وسيلة كانت فتوحد الهموم يسهم في التخفيف من حدتها وثق بخالق أسباب الوحدة القادر على إزالتها، إنه على كل شيء قدير.

1237

| 09 نوفمبر 2011

الإنسان اللبق أقرب إلى التسامح وتقدير المواقف

لاشك أن الحوارات المختلفة والمقابلات التي تتم بين الأشخاص بل وصيغة التعامل مع الآخرين تشكل محوراً بارزا ومضيئاً حينما تفرز سلوكاً حضارياً بحسن نية وبلباقة توحي برقي في الفكر والثقافة ، اللباقة صفة جميلة وتعبر بصدق عن روعة ورقة من يتصف بها، بل إنها توحي بسعة أفقه، وبعد نظره، حين يسطر الوعي حروفاً من ذهب في سجل اللّبِق، هذا الإنسان الذي ترافقه الابتسامة أينما حل وارتحل، ولا تملك وهو يمنحك من عذب الكلام ورقة المشاعر، إلا أن تمنحه الاحترام والتقدير لنقاء سريرته وصفاء قلبه، في الوقت الذي تجسد فيه اللباقة متانة العلاقة بين الأطراف وتحلّق بها في آفاق السمو والرفعة، بل إنها تعتبر مؤشراً دقيقاً على دماثة الخلق، ودائماً ما يتردد في الأسماع (والله إنه ابن حلال) (والله فلان حبيب) ولم تسبغ عليه هذه الصفة الجميلة إلا نتيجة لتعامله الفذ مع الآخرين، ضارباً عرض الحائط بالاستعلاء والصلف والمكابرة، لأنه يعي قيمة الآخر ويمنحه ما يستحق من مشاعر الاحترام وهو بذلك يرفع من قيمته. وترتبط اللباقة كذلك بحسن النية، وطيبة القلب، وغالباً ما تجد الإنسان اللبق بشوشاً يحدوه الاطمئنان ليمنحه للآخرين في أريحية لا تقبل الرضوخ لتفاعلات تنسج من الخيلاء فوقية مزيفة مقيتة، وبالتالي انعكاس هذا الاطمئنان مضاعفاً عليه لشعوره النبيل، بما حققه من مكاسب معنوية ومن خلال تمريره للتسامح الذي يعي ماتعنيه هذه القيمة الجميلة من اضافة بصيغة تألفها القلوب النبيلة وتعشقها الأرواح المتعطشة للكلمة الطيبة، وقال نبي الهدى عليه الصلاة والسلام (الكلمة الطيبة صدقة) و (تبسمك في وجه أخيك صدقة) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وغالباً ما يحدو الإقناع وانسيابية الاقتناع الإنسان اللبق إذ إن لباقته تلك تضخ زخما وافرا من وسائل سهلة يسيرة في الاقناع لذلك فإنه يمرر آراءه وأفكاره من أرضية صلبة ومن واقع التربية المضيئة التي تنيرله طريق العزة والألفة والكرامة كذلك فإنه يتمتع بالمرونة في الاقتناع، فهو إن أدرك أن رأيه مجانب للصواب، فإن لباقته ستسهم وبفاعلية في التراجع حتى يكون الحوار أقرب إلى تحقيق التعادل والتوازن في المواقف، مذيبة اللباقة والحالة تلك أي شعور بالتفوق ونحوه.والجدير بالذكر أن الإنسان، ا للبق، يجنح دائماً إلى الرفق في التعامل والتسامح في استيعاب المواقف، إمعاناً في التأصيل الجميل للقيم التي استقاها من دين الرحمة والتسامح في حين انه يعكس صورة جميلة اخاذة لأخلاق المسلم الفاضلة، والتي تنبع من يقين مطلق بمآل الأعمال الطيبة واضعاً نصب عينيه الفوز ولاريب أن الفوز سيكون حليفه، ذلك أنه اكتشف سر النجاح بعمق إدراكه وبصيرته ولم تكن الحياة الدنيا وزخرفها أكبر همه بقدر ما أفلح، وهو يسوق العبارات الجميلة لمن اتفق اواختلف معه ولم يسلب الغرور شيئاً من خزنة فكره، لأنها موصدة بأقفال الترفع عن تدنيس النفس، بمصالح آنية زائلة يرافقها حالة انضباط فريدة تستثير توهج كرم النفس لتجهض حالة التضخم والأورام التي ما برحت ترافق (الأنا) وتجنح بالذات في إنفاق التعالي المظلمة والزج بتصورات مغلوطة لا تعدو عن كونها إفرازا لنتائج تنبئ بما لايدع مجالا للشك ببروز مرض يستفحل تأثيره شيئاً فشيئاً، في ظل إدراك محدود وأفق ضيق وتأويلات مجانبة للصواب، وبما أن اللباقة لا تخضع لمقاييس محددة من حيث الكم والكيف، بل إنها ترجمة صادقة لكرم النفس في وقت يمر فيه هذا الكرم إلى اختبار حقيقي وقاس في ذات الوقت، وبالرغم من التطور الحضاري بوتيرته المتسارعة ووسائله المختلفة إلا أن الأصالة تأبى أن تتزحزح عن موقعها مهما بلغت قوة المؤثرات، لأن الأصل يبقى شامخاً ، وحينما ترتبط اللباقة بقضاء مصالح الناس فإنها تدثر هذا العمل بغطاء جميل بديع في تألق رائع يوحي بوعي واسع وصيغة فريدة لمفهوم الارتقاء بالقول والعمل من خلال هذا السلوك النبيل لتتيح المجال واسعاً لنشوء الحميمية ، فالكلمة الطيبة الرقيقة إذا نبعت من قلب صادق حنون تحفه الرحمة فإن انعكاسها الجميل، لن يبرح مفعلاً التواصل والتقارب بين أبناء المجتمع الواحد المتماسك والمترابط، كسمة بارزة لتواضع أبنائه وحرصهم على كل ما يقربهم إلى المولى عز وجل، ويرفع من قدرهم عند خالقهم. ومما سبق ذكره يتضح بأن اللباقة تشكل واحة اطمئنان عملاقة وترجمة دقيقة لنفس تفيض بالخير والنبل والسماحة، وقيل (البِشر يدل على السخاء كما يدل الزهر على الثمر )ويدرك الإنسان اللبق أأن التراجع والتنازل عن رأي محدد لا يعد منقصة البتة، بل إنه ينبع من الأصالة المتجذرة من روح أبيّة تستعصي على الإرتهات لصنوف الغل والحقد والحسد، وتترجم الإيثار المعنوي الجذاب لما يخدم مصلحة دينه وأمته فهوخير سفير بخلقه الرفيع.. حلقات مضيئة تمتد لتثري النقاش، وتتمخض عن آراء صائبة بعون الله وتوفيقه. ولا ريب أن صفاء النية وحسن الطوية يتوجان الإنجاز المشرف، بحس وطني مرهف يداعب الهواجس المحبة سواء عبر الإقناع أو الاقتناع ،ولاشك ان رقي مستوى الثقافة والأدب يرافقهما في ذات الوقت التواضع واللباقة في القول والعمل طرفة ذات صلة ورد أن روائي شهير ذهب إلى إحدى القرى ودخل أحد المطاعم وكان قد نسي نظارته الطبية، والتي لا يستطيع القراءة بدونها، فقدم له الجرسون قائمة الطعام فطلب من الجرسون أن يقرأها عليه: فأجابه الجرسون قائلاً: أنا مثلك ياسيدي لا أعرف القراءة والكتابة. فابتسم وطلب الطعام بدون الاستعانة بالقائمة.

1338

| 04 نوفمبر 2011

تربية الأبناء تضيء الطريق للأجيال

تتبلور شخصية الطفل من خلال الملامح التي يتم استقراؤها وفقاً لتجسيد رغبة الوالدين في صلاحه وفلاحه ومن منطلق محبتهم له وخوفهم عليه وهذا شعور فطري، الإنسان لا يولد عدائيا وقد يكون حاد الطباع أو بمعنى آخر عصبي، بيد أنه ومنذ نعومة أظفاره يبدأ بإدراك الأشياء، والتفريق بين الخطر منه وغيره كالنار والماء الحار، فهو لن يتوانى في وضع إصبعه في الماء الحار وإذا لسعت الحرارة جلده فإنه يدرك الخطر ويبتعد عنه وهكذا يتعلم شيئاً فشيئاً لتتفتق المدارك ويتسع الذهن لاستيعاب مستجدات المراحل المتلاحقة، وتبدأ مرحلة الاختلاط مع أبناء الجيران وهكذا ينعكس الفعل ورد الفعل، ولا ريب أن النزعة العدائية تنمو وتتضخم طبقاً للوسائل المحرضة بهذا الصدد وقد تتم أحياناً عن حسن نية وبإيعاز من الأب أو الأم لرغبتهم كذلك بأن يكون ابنهم قوياً أو ابنتهم قوية، في حين أن تفسير القوة بتمجيد ضرب ابن الجيران وطرحه أرضا سيسهم في تعزيز العنف والعنف المضاد وترجمته كمعيار للصح في سياق خاطئ، وكان الآباء في السابق وكذلك الأجداد حينما يعتدي الابن على ابن الجيران فإنه يأكل (علقة) ساخنة تفوق في مستواها (العلقة) التي أكلها ابن الجيران وهذا الفعل نابع من خوفه من رب العباد في المقام الأول ورفع الظلم أياً كان نوعه حتى ولو كان من فلذة كبده، وبذلك تصبح المعايير التربوية أقرب إلى الإنصاف من جهة وإضاءة الطريق للابن من جهة أخرى في تجنب الاعتداء على الآخرين، بل ونبذ العنف فإذا كان والده عنفه على هذا التصرف غير اللائق فإنه قطعاً يدرك بأن هذا السلوك خاطئ وبذلك يتجنب هذا الطريق المتعرج، بينما تحدث في بعض الأحيان ممارسات تغذي ركيزة العنف بالإشادة به، فإذا كان الأب الذي ضرب ابنه لضربه ابن الجيران كان منصفاً، فإنه في الوقت نفسه خائف عليه لأنه وفي حال تركه سيجلب لنفسه ولأهله المشاكل المتتالية، وفي المقابل فإن من يشيد في استمرار الظلم ولا يبرح متشدقاً بقوله (بعدي ذيب)، لاعتدائه على الآخرين فلا تستغرب أن يستمر الولد في هذا السلوك العدواني لتجد (ذئباً) يمشي في الشارع وليس إنساناً عاقلاً يزن الأمور بحكمة وفقاً لاتكاء أجوف على إشادات خرقاء لن تلبث أن تجر عليه المصائب تلو المصائب وكل يوم في قسم الشرطة ليخلص ابنه من حقوق الناس، فيما كان حرى به أن ينقذ ابنه من بداية الأمر، فلو مارس تمرير العدل والإنصاف من البداية من واقع التربية الصحيحة والتنشئة السليمة، ومخافة الله قبل كل شيء، لما وقع في المشاكل فضلاً عن الأضرار التي قد تلحق بفلذة كبده، لأنه قد يقع في قبضة ذئب آخر أشرس منه، ولا ريب أن التعليم وانتشاره قد حد كثيراً من هذه التجاوزات، وصحح كثيراً من المفاهيم الخاطئة، إلا أن (النبرة الذئبية) لم تزل تلقي بظلالها الكئيبة، لتفرز لنا ذئاباً صغاراً في عنهجية تصقلها الشراسة مفضياً هذا الأمر إلى نشوء نزعة عدائية لا تستجيب للمنطق، بقدر ما تكون الأصفاد بكل أسف نهاية محزنة لمسلسل درامي أخرجه وأنتجه الأب وبطولة الذئب الذي دفع ثمناً لم يكن بحال من الأحوال سوى استحقاقاً لسوء التربية، والأب في هذه الحالة يتحمل الجزء الأكبر، لأنه هو من أسهم في صياغة هذا النموذج غير المشرف، ومن هنا كانت نظرة الأب الذي ضرب ابنه ثاقبة، لأنه يدرك بأن الانعكاس سيكون أشد وطأة حينما يتجاوز نطاق ابن الجيران إلى الحي بل إلى المدينة بأكملها، وهو بالدرجة الأولى يحميه ويخاف عليه، بينما الآخر ومن زج بابنه إلى سوء العاقبة فإنه بات يخاف معه وعلى مصيره، وفي ذات السياق فإن هناك وبكل أسف أمثالاً تحرض على السلوك غير السوي، وتنهش في القيم بكل بجاحة، وعلى سبيل المثل القائل (جلد مهوب جلدك جره على الشوك) يا ساتر، إذا كان ديننا الحنيف يحثنا على الرفق بالحيوان وعدم إيذائه تبلغ الصفاقة بجر الجلد على الشوك لمجرد أنه غير جلدك، وإن كان من أطلق هذا المثل العابث البائس هو الذي يستحق الجلد على جلده لكي يعلم أن من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة وإن كان قطعاً من فصيلة الذئاب تلك، من هذا المنطلق تبرز العنجهية، ويمسي العنف وتمريره موائماً ومواكباً لهذه الأمثلة التعيسة ومسوغاً لمسالك القسوة في خضم أوهام توحي بالبطولة والإقدام والشجاعة، إلا أن القوة ما لم تخضع للسيطرة من العقل قبل القلب، فإنها ستصبح قوة همجية، وأقرب إلى صفة البهيمية منها إلى الإنسان، وقيل (لا شيء أرق من القوة الحقيقية ولا أقوى من الكلمة الرقيقة)، وقطعاً القوة الحقيقية المقصودة، هي التي تنبري لرفع الظلم، وإقامة العدل حينئذ فإنها ستكون رقيقة سلسة، لأن الإنصاف أضاف إليها أطر الاتزان، حينما أضحى الحق ولا شيء غيره معياراً دقيقاً، فلك أن تتخيل من أعيد إليه حقه حينها، فإن القوة أصبحت في نظره رقيقة عذبة كنسمة هواء عليلة، فيما تعد الكلمة الرقيقة قوية لأن تأثيرها على النفوس أبلغ، وأجدى فضلاً عن أن الكلمة الطيبة صدقة. مجمل القول إن تجفيف منابع العنف، واستبدال القسوة بالسماحة واللين، والرفق، من شأنها بلا ريب تكريس التواد والتراحم والتعاطف، وهذه الصفات حثنا عليها ديننا الكريم، وإن كانت المسؤولية مشتركة بهذا الصدد بين المدرسة والمنزل، بنسب متفاوتة، ناهيك عن نشوء ازدواجية في سلوك الطفل حينما يذهب إلى المدرسة ويسمع من المعلم عكس تصورات الأب في ذهنية الطفل، وتظل محاسبة الضمير ومراقبة المولى قبل كل شيء هي المحك في كل صغيرة وكبيرة.

820

| 28 أكتوبر 2011

غياب الشفافية يؤدي إلى تراكم المشكلات

تبدو كلمة الشفافية أخف حدة من كلمة الصراحة وإن كانت الكلمتان تؤديان إلى الهدف ذاته ، بيد أن الشفافية الغلاف الخارجي المطعم بنكهة الصراحة فيما تكون الصراحة في بعض الأحيان مرة ومؤلمة ربما تتيح الشفافية نوعاً من المرونة إزاء تصحيح المفاهيم وتصويبها من باب أرحب إن صح التعبير ، أي صراحة بنكهة الفانيليا أقصد الشفافية ويبدو أني حاكيت عشاق الأيس كريم ، فلك أن تتخيل كم تؤثر النكهة في محتوى الشيء الجميل الذي تحيط به ، وطالما أن الصراحة يستحيل تطبيقها على جميع المستويات فإن اقتباس الأسس الداعمة لمسارها يعبر عن وجود النية وسلامة التوجه ،إن الارتباط بين الأسس الداعمة للجودة يحتم الحرص على تكامل المستويات على نحو يحقق جدواها، وتتباين المستويات وفقا لنوعية الارتباط، فارتباط الشفافية بجميع المستويات والتخصصات بل والتوجهات سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية عبر استيعاب أبعاد الخطط المدروسة بهذا الصدد ووفقا للإحصاءات التي ينبني في ضوئها تحديد الاحتياجات بشكل أقرب إلى الدقة، أو من خلال استقراء الاحتياجات التي تنبني وفق التوقعات المستقبلية، وهذه المسألة تقديرية غير أنها لا تقل أهمية من حيث الرصد والـتأمين والإفصاح كذلك ، من هنا فإن نظرة المخطط للواقع والمستقبل، قد تختلف عن المستفيد أو المستهلك لعدة اعتبارات وكلا الاثنين يحرصان على المصلحة العامة، أكاد أجزم بأن المشاكل التي تواجه أمتنا تحديداً هو الغياب الاختياري لعنصر الشفافية الذي يسهم في تقريب فهم وجهات النظر على نحو يشرح الظروف فيما يتربص الغموض ليقذف الشكوك المتناثرة والتي تقوى شوكتها يوماً بعد يوم وتغزل نسيجها في كل حين مدعومة بوكيلها الحصري الإشاعات لتتحول إلى إعصار يصعب صده. إن تفهم المواطن للظروف المحيطة واستيعاب الإرهاق الاقتصادي الذي يعاني منه البلد بشكل عام سيخفف من حدة التوتر إزاء الفعل ورد الفعل على المستوى الفردي بل بالعكس سيكون عونا لكل مايسهم في ارتفاع المستوى ، ومن خلال الأزمة الاقتصادية العالمية والتي حطت رحالها لتثقل كاهل اقتصادات الدول ومدخرات الشعوب تكون الصراحة مرة فعلاً على المستوى الرسمي بيد أن الشفافية هي مخاض التوعية وتمرير القيمة المعنوية المعنية&nb sp; بطبيعة المشاكل من واقع انسيابية التمرير وبالتالي فإن الفرد يسهم كذلك في البحث عن الحلول فضلا عن التماس العذر ، إن قيمة الاعتبار يجب أن تكون في مستوى التداول بين الجميع بين الطبيب ومريضه بين الطالب ومعلمه بين المسؤول والمواطن ، وكما لاحظنا من خلال الأزمة الاقتصادية العالمية شبع الناس تنظير أن ينقصه الكثير من الشفافية وأعني تأثر الموارد بهذا الخصوص أي أن إبراز هذا الأمر بشفافية سيزيل ولاريب عن كاهل الحكومات الأوجاع الناجمة من غلاء الأسعار وهي تحاول لجم هذا الغلاء بكل استطاعتها وإمكانياتها من خلال الدعم ، فيما يبدو المستهلك وكأنه خبير اقتصادي حينما يسمع أو يقرأ التحليلات المختلفة والمبهمة في بعض الأحيان بمعزل عن استيعاب المعادلات الاقتصادية التي تشرح الواقع بأريحية ودون تكلف أو غموض ، إن الابتعاد عن أحاسيس الناس ومشاعرهم وحشو أذهانهم بالخطب الرنانة لايمكن أن يخفض سعر كيلو اللحمة أو رسوم العلاج وما إلى ذلك ، لازال الإفصاح بعيدا عن الملعب وفي دكة الاحتياط فيم يتسبب غياب المايسترو بالهزيمة على كل حال وقد يحول دون مشاركته الفاعله الخوف منه والذي زاد الطين بلة في حين أن الشجاعة الأدبية هذا زمانها ومكانها ، ويؤدي هذا الأمر بطبيعة الحال إلى تراكم الغضب والنقمة في الصدور. إن التقارب الفكري الذي يحقق الانسجام بين الأطراف سيؤدي إلى النتائج الإيجابية . فضلا عن ذلك فإنه سيشحذ الدعم المعنوي الركيزة المؤثرة في سياق الاستقرار فارتفاع المعنويات يعني تحقيقا لمستوى الثقة التي بدورها تنعكس على الاعتبار بقيمته الفكرية والمعنوية . إن السعي الدؤوب لخلق بيئة مستقرة هادئة يعتبر حجر الأساس فيما تصطدم هذه الأسس بالصيغة النمطية للكمال، حينما يتكئ الغموض على حاجز الخوف ويحول دون الاعتراف بالخطأ، بينما يكون الضرر قد بلغ أشده وفق ترسيخ هذا التناقض ، المؤدي بطبيعة الحال إلى النفور، وانكفاء الحد الأعلى من المثالية في بوتقة الاهتزاز وما ينجم عن ذلك من وأد للتأهيل اللائق على نحو يكرس الرؤية السلبية من جهة وما يتبع ذلك من جهد وإرهاق ، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو ما الضير في تبيان المفاهيم بصورة دقيقة طالما أن الخطأ وارد في كل وقت ومن أي شخص، للحيلولة دون شرخ الصورة الجميلة، إن قوة الإرادة مقرونة بالإخلاص في هذا الجانب المؤثر بلوغاً إلى شحذ الاقتناع بسلامة الإقناع، ولن يؤتي الإقناع أكله، ما لم تتوفر الشفافية من خلال الصدق والمصارحة ليسقي الوضوح سنابل الخير، ومن هنا فإن طيب الحصاد سيمسي مرتكزاً رئيساً لحماية البلاد والعباد والعقول التي تدرك فتشكر وتعذر كذلك إن قطع الطريق على الفساد و الإبحار في شواطئ الخطيئة يتأتى بالدرجة الأولى من خلال تقويم السلوك ومن فسد قلبه وتردت أخلاقه ولن يوقف مده البائس سوى كشفه وتعرية سلوكه لكي لا يسوغ إفلاته من قبضة النظام تسهيلاً للآخرين في طرق مسلكه البائس، أي أن المتردد سيرتكب المخالفات بإيعاز ولو بشكل غير مباشر من إفلات المتجاوز وتحايله على الأنظمة عبر تشفيره قضاء المصالح بمعادلات يستعصي فك رموزها إلا داخل أسوار الإنفاق المظلمة فيظلم نفسه ويجر المرتبطين بمصالحهم إلى دائرته المخزية.

688

| 12 أكتوبر 2011

أثر التقنية في مساندة المريض

أحسست في أحد الأيام بألم أسفل البطن وأنا وهذا الألم شيل وحط فتارة يهدأ ويمنحني فرصة في الحياة السعيدة وتارة ينقض كالصقر بمسكة مخلبية وهذه بالمناسبة من مصطلحات المصارعة الحرة، وعلى ذكر المصارعة أذكر طرفة بهذا الصدد وقديماً أيام التلفزيون الأسود والأبيض وفي إحدى الحلقات وإذا بأحد المصارعين ممسكاً بتلابيب الآخر بمسكة منومة ولم ينم فالتفت أحد كبار السن والذي كان يعشق مشاهدة المصارعة على أبنائه قائلاً (يمكن أنه نايم عقب الظهر) عموماً خرجت من المكتب وأنا أطمئن نفسي قائلاً يمكن برد وكان كذلك رأي زملائي في العمل وهذا أسلوب تطميني خلاق لكي يهونوا الأمر وهو التصور الذي يمكن تسميته التشخيص الاستباقي الوقائي لاسيَّما وأن الجو عندنا بارد مشمس حار غبار صيفا وشتاءً أي جو كوكتيل، ذهبت إلى المنزل ودهنت جسمي بالفكس وتكمكمت وتلملمت وكنت أشبه برائد فضاء يستعد للوصول إلى عالم غريب، الألم استمر على هذا المنوال يعطيني فسحة ويعود وأنا أعلل النفس بالآمال أرقبها، وفي الصباح اتجهت إلى العمل الحالة المعنوية توحي بزوال الألم والواقع خلاف ذلك وكنت أعبر الممرات كالسهم وألقي السلام على الزملاء على عجل لكي لا أدخلهم في دوامة الفكس العالمية ومن حسن الحظ أني لم أقابل المدير العام في ذلك اليوم، استمر الألم على نفس الوتيرة ذهابا وإيابا، والأمر المحزن أنه شدد من قبضته وفي نهاية الأمر حسمت وضعي واتجهت إلى الطبيب المختص بالباطنة وبحكم خبرته وبعد الكشف المبدئي شخص الحالة وطلب مني عمل تحليل وأعطاني وصفة العلاج والحمد لله على كل حال خفف الدواء من مسكات الألم الموجعة، وفي هذا السياق بودي أن أشير إلى نقطة حيال التعامل مع الطبيب وهي أن تكون الشفافية والوضوح أساس التعامل إذ كيف سيشخص الطبيب حالة المريض على نحو دقيق والمريض يخفي بعض الأمور وقد تكون رئيسة إما خجلاً أو حياء أو نسياناً وهذا وارد بنسبة كبيرة لاسيَّما وأن المريض يكون مشوش الذهن والتركيز نظرا لحالة الألم التي لا ترحم فعامل الشفافية يجب أن يكون الضوء الذي تسير عليه المنظومة العلاجية، فمن غير المعقول أن يخفي المريض علاجا معينا يتعاطاه عن الطبيب، وإذا حدث تعارض بين الدواءين نلقي باللائمة على الجهة الصحية، فالمريض يجب أن يضع نصب عينيه الصراحة متى ما أراد استخدام العلاج المناسب حرصا عليه وعلى صحته وأن يساعد نفسه بمساندة الدكتور بالمعلومات، والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني دائماً هو كيف يتسنى للطبيب أن يعلم بالأدوية التي يتعاطاها مريضة لاسيَّما وأن المريض في هذه الحالة يكون قلقا ومشوشا ذهنياً وبالتالي لا تكون الأدوية حاضرة في ذهنه أثناء مقابلته للطبيب؟ الجواب في تقديري يكمن في الاستفادة من التقنية بهذا المجال لاسيَّما في مجال الأدوية وبالتالي فإن المريض الفطن وبمستواه الفكري العالي يستطيع أن يحفظها في أي جهاز محمول ويخزنها في الذاكرة طالما أن ذاكرته لن تسعفه ليستعين بها في هذه الحالات الحرجة وهذا بلا ريب سيسهل كثيرا على الطبيب في تتبع المرحلة العلاجية عطفاً على معرفته للأدوية التي تعاطاها المريض وبالتالي فإن صرف الدواء سيتم على نحو دقيق، وعندما خرجت من الطبيب وأثناء عودتي إلى المنزل امتطيت صهوة مركبتي وفي الطريق وفجأة وبدون مقدمات وإذا بي أمام تل جبل صخرة العرب تسميه مطب صناعي العقال طار في جهة والغترة في الجهة المقابلة وجهاز الراديو يصدح (الحياة حلوة) والألم هو الأخر وجدها فرصة ليكمل ما تبقى من هذه الملحمة العلاجية البهلوانية غير المستحبة. الجميع يحبون النظام والهدوء قليل من الرحمة بنا وبنفسياتنا ومركباتنا، لا تزيلوا هذه المطبات فهي جيدة وتحث السائقين على عدم السرعة، خصوصاً داخل الأحياء وعند المدارس والمستشفيات والمرافق الأخرى، كل ما نريد هو وضع إشارة تبين أنك أمام مطب، دعونا نراها لكي نتعامل معها بحكمة وتتعامل معنا برأفة، خصوصاً أن اختلال توازن المركبة يكلف الكثير ويُحدث من الأعطال فيها ما يسيل له لعاب الميكانيكيين والكهربائيين المستعدون لاستقبالك في الحل والترحال.

444

| 07 أكتوبر 2011

أمانة الكلمة

الأمانة بمفهومها الشامل وما تحتويه مدلولاتها من معان معبرة ومؤثرة تسهم في صياغة نموذج مشرف يؤثر الإخلاص في القول والعمل إمعانا في انطلاقة عامرة نحو آفاق فسيحة من الثقة والطمأنينة، ولئن شكلت الأمانة في العمل رافداً يتم من خلاله المحافظة على الحقوق وعدم التفريط أو الاستهانة بها، فإنها في القول لا تقل أهمية حيث إن الكلمة تسهم بشكل مباشر في التأثير من خلال التعبير سواءً كان ذلك من ناحية النقل والتوثيق، أو من خلال التحليل وإعداد التقارير المختلفة فمراعاة الدقة وتحري الصدق واجب تقتضيه أمانة الكلمة والمسؤولية الأدبية بمعزل عن التضليل واستغلالها كمطية تثير النعرات وتؤجج النزاعات، وقد يستسهل البعض التعامل مع هذا الأمر ويستمرئ في تطويع الكلمة لتحقيق مآرب تهدم ولا تخدم فيما يسِّوق الفحش متجاهلاً أو متذاكياً وبزعمه أن هدفه نبيل، والنبل في محرقة جوفه أمسى رماداً حينما ضرب بالحرص والتقصي والدقة عرض الحائط وأماط اللثام عن سوء الظن ليلوي أعناق الحقائق، لا لشيء سوى فراغ في الفكر يسومه الانحطاط بسوء الأخلاق، وهو يرى تبعات عمله الشائن قد أتت أكلها بؤساً مقيماً، في استمالة فجة للسذج ولن يحمل تبعات ما نطق لسانه، أو خطت يداه أحد غيره هو، وهو الذي يجني على نفسه، حين يطلق العنان للسانه أو لقلمه بمعزل من التروي والتحقق وتقدير الأمور حق قدرها، ولا تقتصر السرقة باختلاس الأموال العامة والرشوة والتدليس وتبديد الأموال وتبذيرها فحسب، بل إن السرقة تتمثل أيضا بالجحود والنكران حين تسهم المفاهيم القاصرة في خلخلة الثقة بالنفس، وتزعزع هذه الخلخلة عمق الانتماء، لتلج الاستقامة أنفاقا مظلمة، وقتئذ يكون الشرخ مؤلما وموجعا، كيف لا والأمانة قد رهنت لاستنتاجات قد انبرى لها الشك، ليحيلها إلى أثر بعد عين، ووفقا لاستنباطات تكرس التعصب وتؤدي إلى الفرقة عبر تغليف مضلل. ولما كان السلوك مقرونا بالتصرف مخالفا لما يدور في خلجات النفس، من تبييت للشرّ وإثارة للفتنة والزج بالنقاء في أتون إرهاصات فكرية تتراكم وتسهم في نسج ازدواجية تتفاعل وتتعاطى مع الأمور من منظورين مختلفين، فهي تبدو في الظاهر مهادنة مستكينة، تجاري المصلحة أينما حلت، وفي الباطن سرقة مقيتة فجة.والخداع المقرون بالتحايل الأخرق ليس من مروءة الرجال ولا شهامة الشجعان، بل هو إفراز لشكوك تسهم في صياغة مفاهيم معوجة ولم تتكئ على أساس قوي ونقي وثابت بقدر ما يتيح الخلط في المسائل وسائل في التشويش وفقا لاستنباط حائر وغير محكم في حين أن اختلال التوازن أدى إلى انتفاء تقدير المخاطر، جراء هذه البلبلة مما أفضى إلى غياب التشخيص الدقيق، وعلى سبيل المثال حينما يقحم الورع في التنطع وشتان بينهما في خلط عجيب غريب إمعانا في اعتساف النصوص ولي أعناق الأدلة البيضاء الناصعة، وسواء كان الوهم أو الإيهام، عنصر المكابرة في هذا السياق، فإنه لا يبرئ ساحة من امتطى صهوة الريبة ليقذف بالأحكام تلو الأحكام، غير عابئ بتبعات هذا الأمر ومغبته، وهو يسوق الأفكار ويبوب الأدلة، عطفا على استنتاجات، لم تصب بحال من الأحوال كبد الحقيقة، بينما استمد مكابرته وغروره في ضوء قدرته على الإقناع وتمكنه من استمالة الشباب بأسلوب مؤثر والعبث بعقول الناشئة، مسوغا له هذا الأمر الولوج في هذه المسائل الخطيرة، وهو الذي سيقف أمام البارئ عز وجل يوم تشقق السماء بالغمام حينئذ فإن الحِمْلَ سيكون ثقيلا، والورع هو الابتعاد كل البعد عما يكسب النفس إساءات وإلحاق للأذى بالآخرين أيا كان نوعه أو تضليلهم وبمعزل من جرأة، نتائجها ليست محسوبة بشكل قاطع ودقيق، لكيلا يَضل ويُضل وأن يربأ بنفسه عن طرق هذه المسالك ويتجنب الوقوع في المحظور، لاسيَّما وأن النفس ترغب في التميز والتفرد فيما يمارس الحماس والحالة تلك دورا مشبوها، إزاء حالة اندفاع تفتقر إلى الانضباط، وبالتالي تمكين الشهوة من فرط سيطرتها، لتصادر الهدف بسوء استعمال الوسيلة.

804

| 01 أكتوبر 2011

الأخلاق مؤشر بقاء الأمم

ربما تخضع قيمة الإنسان في الوقت المعاصر وبكل أسف لمعايير العرض والطلب بمعنى أن من ورائه مصلحة فإن قيمته سترتفع ومن فقدها فإنه سيلج في خضم المقاييس الجائرة وعلى ما يبدو أن للجغرافيا دوراً في هذا الشأن. أي أن القيمة تختلف باختلاف الاتجاه، فإذا نحيت الروابط الإنسانية جانباً وهمش دورها وتضاءلت قيمتها في خضم هذا الزخم الحضاري وتوارى صوت الحكمة والتي لا يتعدى دورها تسجيل الحضور فقط وعلى الورق بمعزل عن التأثير فيما يسهم هذا الغياب في تبني القرارات المشحونة بتغليب الذات لتصاغ في قالب لا يأخذ من المنطق إلا شكله والتأثير بالتالي على مستوى الأخلاق ولا يقف عدم الالتزام الأخلاقي تأثيره على الأفراد فحسب بل ينسحب كذلك على الأمم، لتكون بذلك مؤشراً على رقي الأمم وتقدمها أو العكس، فمهما بلغت أمة من القوة ما يشبع الغريزة في التفوق في جانب معين بمعزل عن الأخلاق فإنها ضعيفة لأن غياب الأخلاق سيؤدي بها لا محالة إلى انتفاء الأطر المؤسسة للاستمرار لتزول وتذهب، فكم من أمم هلكت لا لضعف في قدرتها ومقدراتها بقدر ما فقدت حنكتها وحكمتها في المحافظة على أسس البقاء! وبالتالي زوالها من أرض الواقع وبقاؤها في التاريخ نقطة سوداء وعبرة لمن يغره الورم والانتفاخ بينما هو في واقع الأمر استدراج للسقوط، وتتبلور أخلاق الأمم وتتشكل بسلوك أفرادها، حينها يتم القياس بالأغلبية لأن الأقلية تندرج في نطاق الشاذ والشاذ لا حكم له، من هنا تحرص الأمم أشد الحرص على بناء الأخلاق، معتبرة من تجارب الأمم السابقة، ووفقاً لمعطيات تتسق مع قيمها ومبادئها، وبذلك تحتضن وتحتوي أفرادها بترسيخ هذه الأسس وتشكل لهذا الأمر ميزانيات تختص بالتربية ما يفوق التسليح بهذا المضمار مدركة مغبة التساهل أو التفريط في هذا الجانب، والأديان السماوية تحث على السلوك النبيل واحترام الذات البشرية التي خلقها المولى سبحانه في أحسن تقويم، وإن يكن من أمر فإن المسؤولية في هذه الخروقات يحمل جزءاً كبيراً منها الأسرة والمدرسة بل المجتمع بشكل عام فالنزعة العدائية لا تولد مع الإنسان بقدر ما تنمو عطفاً على إرهاصات الواقع والتفاعل مع ما يختزنه العقل الباطن وتخضع لاعتبارات من ضمنها التأثر والإقناع والاقتناع، فالأبيض لا يمكن أن تراه رمادياً، أو توحي بأنه كذلك لمن يسمعك إن رغبت في ذلك، فإذا كانت الألوان واضحة فإن القيم كذلك فمن لا يرغب بالطمأنينة مكابر، ومن لا يرغب بالسكينة مغامر في سباق خاسر في حين أن المثالية معين الأخلاق الذي لا ينضب، ومن غير اليسير بل من الصعوبة بمكان أن تجد مجتمعاً مثالياً مائة بالمائة بيد أن حتمية تطبيق الحد الأدنى تفرضه بطبيعة الحال معطيات الحياة ومتطلباتها وصولاً إلى بلوغ الحد الأعلى، وهكذا يتحقق رقي الأمم بمعزل عن التساهل أو التفريط في هذه الأسس، وإن كان السعي نحو بلوغ هذا الهدف بحد ذاته يعتبر مؤشراً إيجابياً للسير في الطريق الصحيح واحتواء السلوك وما يفرزه من أخطاء عبر التوضيح والتصحيح بالكلمة الطيبة ومن خلال الإقناع المؤثر بعيداً عن التجريح الذي لن يورث إلا التجريح المضاد، وكذلك مصادرة الاحتقار والازدراء لتسمو الروح بشموخ العزة والإباء عبر الألفة التي توجب المحبة، وبالتالي إنشاء صيغة ملائمة تتيح للجميع الانصهار في وحدة متكاملة. وفي سياق الأدب يحكى أن أعرابياً عثر على ذئب رضيع في البادية، فاحتضنه إلى خيمته رحمة به وعطفا عليه، وأعاشه بين غنمه، ووثق صلته بشاة حلوب، فباتت ترضعه وترعاه رعاية الأم لوليدها فلما اشتد عوده فتك بها فأنشد قائلاً أكلت شويهتي وفجعت قلبي وأنت لشاتنا ولد ربيب غذيت بدرها وربيت فينا فمن أنباك أن أباك ذيب إذا كان الطباع طباع سوء فلا أدب يفيد ولا أديب

1717

| 20 سبتمبر 2011

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4533

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3387

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1350

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1095

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

843

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

684

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

669

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

627

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النعمة في السر والستر

كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...

612

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية