رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حمد عبدالرحمن المانع

حمد عبدالرحمن المانع

مساحة إعلانية

مقالات

1912

حمد عبدالرحمن المانع

لغة الحوار ومهارات التفاوض

19 نوفمبر 2011 , 12:00ص

يعتبر التفاوض  جسراً يسهل من خلاله عبور الكلمات وما تحدثه من تأثير وصدى لدى المتلقي، عطفاً على انسيابية الأسلوب، ، من حيث تمرير القناعات بصيغة تؤدي إلى بلوغ الهدف الذي يتم التفاوض من أجله، ولكي يؤتي التفاوض ثماره فإن هذا يتطلب بطبيعة الحال مهارات لابد أن يتمتع بها المفاوض، فضلاً عن الإلمام  بالجوانب الشرعية والقانونية كمسوغات تضفي إلى التفاوض دعماً يسند المفاوض في مطالباته وفقاً لصحة الهدف وسلامة المنطق المؤدي بنهاية الأمر إلى التجاوب وهذا يعود إلى براعة المفاوض في تحقيق الهدف، وفي تاريخنا المضيء هناك أناس برعوا في هذا المجال، وإذا كان التفاوض يتكئ على منهجية المنطق فإن الجرأة بهذا الصدد لا تقل أهمية في تنمية مهارات وقدرة المفاوض، ما يستدعي مراعاة هذه الجوانب ومنحها مزيداً من الاهتمام لاسيما في مراحل التعليم الأولى وقد تطلب من طالب التعبير عن موضوع معين فتجده مستعداً بأن يكتب لك بدل الصفحة الواحدة اثنتين أو ثلاثاً أو تزيد، فيما تكون الكلمات حائرة في ذهنه ولا تتمكن من الخروج في حالة التخاطب لتبقى حبيسة الذهن ولاتسهم في شرح قدراته أو تسويقها إن صح التعبير، ويتضح هذا الأمر جلياً من خلال وسائل الاتصال المذهلة والمتطورة لتذيب هذه المرونة كتل الجليد المتراكمة على الشفاه ويمارس المتصل نوعاً من التنفيس وما تختزنه مشاعره، مطلقاً رأيه بل وساقيه إلى الريح بأريحية وحرية تامة خصوصا إذا كان متوارياً خلف اسم مستعار فيما يتحطم الحاجز النفسي على أوتار التقنية الحديثة ليعزف ألحاناً إلى النشاز أقرب منها إلى الإطراب نتيجة لغياب تقنين الطاقة وترشيدها بالشكل اللائق ذلك أن المسألة  تفتقر إلى التأسيس والتهيئة السليمة وبالتالي فإن الضعف سيلازم الطرح سواء من ناحية اللغة أو افتقار الطرح إلى الترابط فضلاً عن عدم استيعاب مفهوم الحرية وبالتالي استخدامها بشكل غير ملائم، من جانب آخر فإن مسألة التهيئة والتأسيس لجيل متحدث بارع يتطلب تعويد الطلبة على أسلوب الحوار واختراق الحاجز النفسي، بل ودعم هذا التوجه من قبل التربويين فضلاً عن تحفيز المتفوقين في هذا المجال والسؤال هنا لماذا لاتدرج مهارات التفاوض في الأنشطة الطلابية لتساهم في إعداد جيل قادر على إلقاء الخطب بأساليب معبرة ومؤثرة  ما يمنحهم القدرة كذلك على التفاوض من خلال حوارات منطقية يسوقها العقل  بأسلوب يفرض الاحترام كصيغة منطقية تجسد مبدأ القبول فيما يكون الرفض أو القبول خاضعين للاستنتاجات التي سيتمخض عنها الحوار ومهارة المفاوض في هذا الإطار وتحري الحق والسعي إلى بلوغه، وحينما يرغب الإنسان في شراء سلعة فإنه يتفاوض مع البائع لتخفيض قيمة السلعة أو بالأحرى يفاصل فيصلان إلى نقطة التقاء وهو السعر النهائي وتتم العملية بانسيابية وإذا حدث اختلاف بين البائع والمشتري على السعر تبرز هنا قدرات المفاوض في الحصول على سعر مناسب وقس على ذلك المجالات الأخرى،  في ضوء الاختلاف كان الحوار الذي أدى في نهاية المطاف إلى الاتفاق بين الأطراف بمهارة التفاوض فالقناعات لا تفرض بل تلامس مستوى الرضا وتحقيق الحد الأعلى من الانسجام والتفاعل المنهجي مع المعطيات، ومهما بلغت حرفية تسويق القناعات وفرضها مبلغاً فإنها لن تلبث تفقد محتواها طالما أن القناعة لم ترسخ فالإملاءات المشوبة بالمخالفات تطفو بطبيعة الحال على السطح ويظهر جلياً مدى استحقاق الاعتدال والرؤية المتزنة، إن احترام لغة الحوار عطفاً على مبدأ تقبل الرأي والرأي الآخر سيؤسس لبناء علاقات نموذجية للتعايش السلمي وفقاً لتأطير الاحترام المتبادل المؤصل لقيمة الإنسان واحترام إرادته.

اقرأ المزيد

alsharq مرحلة جديدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، القانون رقم (22) لسنة 2025... اقرأ المزيد

297

| 08 أكتوبر 2025

alsharq بكم نكون.. ولا نكون إلا بكم

لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة التنمية، بل كان دائماً هو الأصل والجوهر، فهو الخليفة في... اقرأ المزيد

1494

| 08 أكتوبر 2025

alsharq قراءة في العقل الأمريكي.. كيف هندس ترامب صفقة غزة؟

بعد عامين تنفست غزة فيها الصعداء مع الاعلان الأمريكي عن اتفاق بين حماس واسرائيل، ليكسر دوامة الحرب التي... اقرأ المزيد

279

| 08 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية